رواية احتلال محرم الفصل السابع عشر 17 - بقلم مريم نصار

 رواية احتلال محرم الفصل السابع عشر 17 - بقلم مريم نصار

🌺احتلال محرم 🌺
         بقلم الكاتبه 
                   🌹🌹 مريم نصار 🌹🌹 

                    الفصل السابع عشر 

ذكر الله: وهذا ميدان المحبِّين، ولذّته على اللسان والبدن لا تدانيها لذّة، ومن ذاق عرف!
وهو مستحب في هذه الأيام استحبابا زائدًا، وفيه حديثٌ عن رسول الله ﷺ، قال: (ما من أيَّامٍ أعظم عند الله ولا أحبُّ إليه العملُ فيهنَّ من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهنَّ من التَّهليل، والتَّكبيرِ، والتَّحميد).
--------------------------------------------------------------

بسم الله نبدأ 

يوسف وإيمان بيلعبوا قدام الصيدليه،سعاد لاحظت مختار وهو بيصرف الروشتات كل شويه يبص عليهم من جوه كنوع من الاطمئنان عليهم، استنت لما المكان يفضى عليهم وابتسمت وسألته بإستفسار:- خايف عليهم؟!
 مختار بدون تردد:- جداً، أنتي ما تعرفيش يوسف وإيمان بقوا بالنسبه ليا إيه؟
 كانت عايزه تعرف إجابة السؤال ده من زمان، وسألته بفضول:- بالنسبالك إيه؟
 مختار سند إيديه على الريون قدامها وجاوبها بمصداقيه:- هتصدقيني لو قلتلك انهم بقوا جزء كبير جداً من حياتي؛ اتعودت عليهم؛ خلاص شايفهم بجد أنهم اولادي اللي ما خلفتهمش؛ ويمكن لو كنت خلفت! بتهايألي مكنتش هتعلق بيهم زي يوسف وإيمان.
 الكلام ده طبعاً فرحها وشافت قد ايه أنه صريح و واضح معاها، لكن انتابها شوية حيره وقررت تقوله على اللي جواها:- وهما كمان متعلقين بيك ، أحم ، بس أنا عايزه اعترفلك بحاجه.
 مختار قلبه دق وتوقع انها ممكن تعترفله انها معجبه بيه زي ما هو معجب بيها وسألها بلهفه:- عايزه تعترفي بأيه سامعك اتفضلي!
 ردت بتوتر:- أنا عارفه إن حضرتك عندك مشاكل في موضوع الخلفه؛ وده مش عيب والله ولا حاجة تخليك تفضل شارد وتفكر فيها طول عمرك بس، عايزاك تعرف وتتيقن أنه أكيد خير،و إنك ما تزعلش لأن ده قضاء وقدر ربنا وأكيد ربنا ليه حكمه في كده، ويوسف وإيمان متعلقين بيك جداً.
وسكتت للحظات ونفخت بحيرة ولخبطه وكملت:- بص انا مش عارفه أتكلم حقيقي وأوصلك اللي أنا عايزه أقوله، بس كل اللي عايزاك تعرفه، إنك مش لازم تخلف علشان تكون أب حقيقي، يوسف بيعتبرك والده مش هتصدق هو متعلق بيك قد إيه، وأنت بتعاملهم معامله جميله جداً.
 مختار وقف قصادها واتكلم بأريحية وتفهم:- كويس إنك فتحتي الكلام في الموضوع ده لاني كنت خايف، ودلوقتي استريحت شوية لأنك عارفه عني النقطه دي بالتحديد، وانا بقى اللي عايز اقولك حاجه مهمه جداً ممكن؟
 استريحت انه تفهمها ومزعلش منها وبصتله بتساؤل:- خير؟!
 مختار بدقه قلب:- أستاذه سعاد، أو سعاد، أو هقولك الأرقى والأجمل من كل دول...
وأبتسم بحنين وكمل:- أم يوسف؛ أنا ماليش في اللف والدوران؛ وراجل دوغري و عارف ربنا كويس الحمدلله،  وبحب ادخل البيت ديما من بابه، وبصراحه كده أنا عايزه أجي لحد باب بيتك و اطلب إيدك رسمي وتكوني شريكة حياتي أنتي و أولادك وهيكونوا في القلب قبل العين متصانين،قلتي إيه؟
 سعاد فتحت عينيها بصدمه ومردتش..

                                          

              
                    

على السطوح قدام الأوضه الصغيره! ليله سانده بأيديها على سور السطح،في أيدها كوباية شاي وعينيها بتبص بتفحص على القاهره كلها من فوق، ملامحها شارده بتتأمل كل البيوت اللي لازقه في بعض وجمب بعض، وقد إيه القاهره زحمه قوي وفيها ناس كتير أشكال وألوان؛في بيوت منظرها حلو من بره وفي بيوت الشقا باين على جدرانها وقربت تقع؛ وكل بيت من دول جواه حكاية مختلفة، بس هي حكايتها انتهت قبل ما تبدأ؛ عينيها اتملت بالدموع واتنهدت بحجم الفراغ اللي جواها وسألت وكلمت نفسها بمواجهة:- انا عملت إيه في حياتي علشان أستاهل كل ده؟ عملت إيه في نفسي علشان أبقى لوحدي؟ الوحده طلعت وحشه قوي، اللي بيقول الوحده أهون وأرحم من ناس كتير غلطان، بالعكس اللمة والناس اللي حواليك وبيحبوك من قلبك وانك تشوف الضحكه اللي تطيب خاطرك والكلمه اللي تطبطب عليك؟ هي دي الراحه والسعاده اللي بجد، أنا أهو! شهور قاعده لوحدي وش في وش الحيط لما حفظت كل شرخ فيها؛ طول الليل بتألم وبتعذب وما بلاقيش اللي يسندني، تعبانه وببقى محتاجه حد يناولني كوباية مايه مبلاقيش حد جمبي، بقوم مش قادره أخد نفسي من تعب الحمل مبلاقيش أيد تطبطب عليا وتقولي كل هايهون ويعدي يا ليله، وبكره هتفرحي؛ بس اخرتها إيه؟ لا الفرحه راضيه تيجي ولا حد بيطبطب عليا، وحشتني يا بابا وحشتني قوي، ادفع نص عمري وارجع اشوفك تاني، كان كل ده عليكي بأيه يا ليله؟ حلمتي حلم وكنتي عايزه أنه يتحقق!! قابلك مروان وحبتيه!!  مانكرش إني بصيتلك من اتجاهين؛ إتجاه الحب والأمان والسعاده؛ وأتجاه مادي اللي هيريحني من عذاب الأيام والقهر اللي انا شفته مع فتحي، ذنبي اني حبيتك! تقوم تنتقم مني انتقام بشع؟ مستحيل اسامحك، لحد دلوقتي بكدب نفسي وبقول أنتي بتحلمي ياليله ومستحيل مروان يخدعك! مروان اللي كان بيدفن قلبه جوه حضنك وتسمعي أنين اشتياقه ليكي مستحيل يغدر ويضحي بيكي، نفسي اصحى من الكابوس بس للأسف حقيقة ومش عايزه أصدقها، مش مسمحاك يامروان،  اللي واجعني أني مشيت وأنت ما بصتش بعدها وراك؛ ما سألتش فيا وأشك إنك تكون دورت عليا،معقوله!! معقول هنت عليك! معقول اللي كان بينا ده ما كانش حب؟ طيب أنا بسأل نفسي لو كنت عايزني لرغبه معينه! أنت خدت مني اللي أنت عايزه،و في الحرام كمان؛ وكان ممكن تهرب بعدها، ليه جيتلي تاني! ليه دورت عليا وقلتلي إنك عايز تصلح الغلطه دي وتتجوزني!! معقول كل ده علشان تريح ضميرك وبس! يعني انا كارت محروق في حياتك يا مروان!! معقول ما دورتش عليا؟! انا بعدت عن كل الناس اللي أعرفهم بسببك؛ حرمت نفسي من صاحبتي الوحيده اللي كنت بتكلم معاها وبحس أنها مرايتي وفهماني؛ خلتها تكرهني علشان متقفش في طريقي،ليه فضحتني وعرتني قدام الكل بأنك ترميني ومرحمتنيش!! غلطة واحده ليا؛ غلطة واحده دفعتك التمن حياتك ياليله؛ كنتي قاعده في بيت ابوكي معززه مكرمة، ويوم ما حبيتي تبصي لفوق؟ وقعتي على جدور رقبتك، ويا ريت رقبتك بس اللي اتكسرت، لأ ده كلك على بعضك يا ليله اتكسرتي، قلبك اتهشم، أبوكي راح وهو غضبان منك وعليكي،مصيرك ما بقاش معلوم، المسؤوليه كل يوم والتاني بتكبر عليكي،يا ترى اللي في بطني ده هقدر إني أعيشه واصرف عليه؟ ياترى هكون قد المسؤولية ولا هقع واتكسر أكتر من دلوقتي، إيه اللي مستخبيلك بس يا ليله! كل ده علشان إيه؟ كل ده علشان صوتك من دماغك وما سمعتيش من حد، عنادك واصرارك بإنك توصلي لفوق! خلاكي دفنتي نفسك وبقيتي تفضلي الهروب عن المواجهه، ليه يا مروان ليه عملت كل ده فيا!!

            

              
                    

مروان من آخر موقف مع أنجي وأنه يركب مع الحرس في عربية الشغل! وهو ثاير؛ جواه نار قايده منها، وكرامته مافضلش فيها حاجه و اللي بتقل في نظر كل اللي حواليه يوم عن يوم، وخصوصاً أمير، أمير صاحبه اللي خسره بغباءه، وحبيبته اللي باعها ودلوقتي حامل منه!!! ياااااه على ترتيب القدر، عشت عمرك يامروان تحلم بأنك تكون أب! ويوم ماتحب! تحب واحده مابتخلفش؛ وتتجوزها وتطلقها وهى حامل!! أكبر ضربة مميته فعلاً خدتها يامروان يا عبد الرحيم، من وقت ما عرف بخبر حملها وهو هيتجنن فعلاً، حابس نفسه في الجناح الخاص بيه ورايح جاي محتار مش عارف يوصل لليله إزاي!! كل يوم والتاني يتصل عليها وما فيش أي رد منها، تليفونها مقفول تماماً، قفلت كل الأبواب كأنها بتقولك أنت بعت أهو!! بس أنت الخسران الوحيد في اللعبه دي، مروان ما عندوش السلطه أنه يخرج يدور عليها، ما عندوش سيوله حتى أنه يبعت ناس يقلبوا مصر كلها عليها، آخر ما زهق بص من الشباك للفراغ قدامه يفكر، فكر كتير بين الماضي والحاضر، بص للسما وشاف العصافير اللي بحجم قبضة أيده طايره حرة طليقه، تسافر وتهاجر من ترحال لترحال بكامل إرادتها، عصفور صغير لا حول له ولاقوة عايش في السما براحته، مروان مايملكش حرية العصفور ده،شاف قد إيه أنه ظلم نفسه باللي عمله، حبس نفسه سجين تحت سيطرتها،بدأ يخسر تدريجياً كل حاجه حواليه، خسر ليلته حبيبته وصحبته وكل حياته، وخسر أمير اللي مش قادر يبص في وشه، وأمير في أي مكان يشوف مروان كأنه سراب بالنسباله مش موجود، طيب ما هو ده الطبيعي يامروان زعلان ليه؟ أمير هيصاحبك تاني إزاي بعد ما فقد كل ثقته فيك؟ هيثق فيك بأي آمارة؟ أمارة ما عشت في الحرام واستحليت حرمة غيرك؟ بإمارة إنك استغليت بنت فقيره شوفت الأحلام في عينيها وحبيت تفرض سيطرتك عليها!! فاكر يامروان يوم ما ليله معملتش الأكل؟ فاكر عملت فيها إيه؟ هاجمتها إزاي؟ ظهرت رجولتك عليها لأنك عايز كده! نفسك تعيش دور الراجل والقوامه اللي سحبتهم منك بنت الورداني؛ متكدبش على نفسك يا مروان، أنت آه حبيت ليله! بس حبيت أكتر أنها تكون تحت طوعك وتقولك نعم وحاضر، تعيش معاها السلطه والكبرياء اللي اتحرمت منهم، لكن في النهاية إيه؟ خسرت كل حاجه، خسرت إبنك اللي بتتمنى تلمح طيفه، آاااااه يا ريتك يا مروان ما اتولدت، يا ريتك ما جيت الدنيا دي ولا عشت العذاب والذل والمهانه دي، الحياه عمرها ما كانت عادله معاك، الحياة ظلمتك ظلم بين و خسرت كل حاجه يامروان!!اخد نفس عميق جداً بحجم غضبه وزفرة بقوه، حط جبينه على الشباك بحسرة وضياع، الباب خبط والشغاله دخلت وقالت بإحترام:- مروان بيه! أنچي هانم بتقول لحضرتك عايزاك تنزل بعد خمس دقايق علشان عندكم حفله مهمه الساعه 10:30.
 غمض عينيه بقوه وبيحاول يمتص غضبه من كمية الأوامر وتنفيذ طلباتها لكن لحد أمتى؟ دي خلتك متسواش قدام الحرس والشغالين؟ دي سحبت منك الفيزا والعربيه، دي ذلتك بمعنى الكلمه،حرمتك من البنت الوحيدة اللي حبتها يامروان، وأنت خلاص مبقتش قادر تتحملها، مقدرش يتحكم في أعصابه المرادي و زعق ليها بصوته كله لدرجة أنها اترعبت منه:-غوري من وشي؛ وقوليلها مش خارج في أي مكان، مش رايح زفت حفلات ولا مشاوير واللي يحصل يحصل، أنا مش متحرك من هنااا.
 أنجي سمعته ومطت شفايفها بتعجب،وشاورت للشغاله تنزل هي،دخلت عنده وفركت كفوف أيديها في بعض بنفاذ صبر وبصتله بتلميح:-انت مش ناوي تجيبها لبر؟
 مروان فقد السيطره على نفسه وأتكلم بزعيق وهستريا وصوت مقهور:-لا مش هاجيبها لبر يا أنجي، هو أنتي شايفاني إيه قدامك؟ عبد وأشتريته؟ أنا زهقت من التمثيلية دي؛ حرام عليكي بقى، أنا تعبت، تعبت من أسلوبك وتمردك عليا، فين الحياه اللي الواحد قادر يعيشها؟دي مش حياه، بتحسبي  وتعدي عليا النفس اللي بتنفسه؛ ده السجن ارحم بكتير، أنا خلااااص مبقتش قادر أتحمل أكتر من كده.
 رفعت حاجبها لكن مش مستغربه ردة فعله، لأنها حرمته وعاقبته زي الطفل الصغير لما بتعاقبه أمه وتمنعه من كل حاجه بيحبها، ابتسمت وجواها شعور مخليها مبسوطه أنها شايفاه بينهار قدامها، وده عقاب صغير لأنه فكر يخونها، ردت عليه بأسلوبها المتمرد:- بسيطه لو على السجن اوصلك لحد باب الزنزانه؛ مش معضله يعني! أوعى تفكر إن الجنان ده هيخليني ارجعك مروان جوز الهانم من تاني، أنت خلاص العد التنازلي لتدميرك بدأ، لكن عندك فرصه أخيرة تقدر تلحق نفسك وترجع رجل أعمال محترم وفايق و واعي لحياتك، وتعرف أنت متجوز مين!! وسيبك بقى من الجنان اللي أنت بتعمله ده؛ وقلل شرب شويه علشان خلاص خلاك تفقد السيطره على نفسك، و قرب يوصلك للجنون ويا ريت دلوقتي من غير جدال تلبس وتحصلني على تحت، عندنا شغل مهم لازم نبدأ فيه ومعنديش وقت للتفاهات بتاعتك.
 كل اللي قالته مغيرش من تمرده عليها ولو شوية، هو حالياً مش شايف غير أنه خسر إبنه وبس، وكل ده بسبب الست اللي واقفه قدامه، ورد عليها بعناد كفيل يدمره:- مش هلبس يا أنجي؛ ومش خارج في حته وهشرب لحد ما أنتهي أو أنسى العذاب والذل اللي أنا فيه، عايزه تحبسيني أحبسيني، عايزه تدمريني دمريني، خلاص أنا اصلا كده كده اتدمرت، أنتي مش حاسه بحاجه، أنتي حقيقي مش حاسه بأي حاجه.
 صبرها قرب ينفد، بس هو شارب ومش واعي، هى مفكره كده، أو بتوهم نفسها بمزاجها أنه سكران، لأنها من المستحيل تسمح لحد يتكلم معاها بالطريقه دي، اخدت نفس عميق وزفرته بحنق وقبل ما تتكلم وصلتلها رساله على الواتساب من جمال، فتحتها وكانت صور ملف الصفقة، ابتسمت بتشفي ومودها في لحظه أتغير للأحسن علشان قربت تهزم اللي أهم من مروان، وهو أمير اللي مش قادره لحد دلوقتي تسيطر عليه، بصت لمروان وقالت بهدوء ماكر:- ما بقاش في وقت للجدال خلاص، لأنه ببساطه ماعنديش وقت ليك ولجنونك، و اوكيه متخرجش براحتك، خليك هنا أنت مقامك تفضل بين الأربع حيطان، مفيش مشكله. 
سابته وخرجت وهو بينهج وبيتفس بسرعه من غضبه،وابتسامة النصر على وشها، نازله السلم بتفكر تنتقم من أمير بطريقه تضربه في السوق، ضربه تخليه يحتاجلها، عايزه أمير يرجعلها بأي طريقة، والأهم يرجع راكع وتحقق رغبتها في انكساره، دخلت مكتبها وقفت قصاد الشباك،فتحت فونها على صورة أمير بتتأمل التفاصيل اللي حبتها ومازالت مستمرة في حبها ليه، لكن افتكرت آخر يوم فراق بينهم وصكت على أسنانها بغيظ شديد ورجعت بالذاكرة لليوم ده.

            

              
                    

فلاش باك
يوم الخطوبه
في وسط ڤيلا صلاح الورداني، كل رجال الاعمال والصحافة وسيدات الأعمال موجودين، لأن المناسبه دي لصلاح مهمه جداً، وبالنسباله دي مش مجرد ارتباط أو جوازه، لأ  دي صفقه وبيزنس هيخليه يكوش هو وبنته على أملاك وليد برهامي، الضيوف كلهم خلاص وصلوا وفي انتظار وصول العريس مع عيلته، أنجي في اوضتها وحواليها الشغالين بيساعدوها في اللبس وواقفه قدام المرايه بتبص على نفسها بعظمه وغرور كانت لابسه فستان باللون الأحمر، وكان ضيق جداً وليه روب طويل جداً من الخلف كأنه فستان ملكي، وده اللون اللي بيعشقه أمير عليها، واللون الوحيد اللي حبه على أنجي، هى لبسته ظناً منها انها هتأثر عليه ويمضي وهو مغمض عينيه، ابتسمت لنفسها على تفكيرها العبقري اللي في منتهى الغباء،بعتت لنفسها بوسه على الهوا في المرايه بفخر من نفسها،في الوقت ده صلاح دخل عندها وأبتسم بإعجاب من جمالها، وقرب منها بمغازله:- قمر يا أنجي؛ ملكة جمال مصر والدنيا كلها.
أنجي بضحكه وسعاده:-ميرسي يا أجمل بابي في الدنيا كلها.
 صلاح:- ها جاهزه تنزلي؟ كل الضيوف موجودين تحت.
 قعدت على طرف السرير بعدم اهتمام:- أنا مش هنزل غير لما أمير يجي وهو اللي يستناني تحت مش أنا اللي استناه.
 صلاح بإعجاب:- برافو عليكى؛ هي دي أنجي بنتي و حبيبتي؛  بس قوليلي جهزتي كل الأوراق اللي طلبتيها من ناصر المحامي وجابهالك؟ اوعي تكوني نسيتيه في الشركه!! ده تخطيط سنين يا بنتي.
 ابتسمت بغرور، فتحت الدرج اللي جمبها وطلعت منه الملف وبصتله بتحدي:- مستحيل أنسى حاجه زي دي يا بابا، دانا مستنيه الوقت ده بالذات بعد ما أمير صمم على الخطوبه، ولما نشوف هيقدر يرفضلي طلب ولا!!
 حك دقنه بتفكير وسرحان، كشرت عينيها وسألته:- سرحان في ايه يا بابي؟!
 رد عليها بحيره:- والله يا أنجي أنا بفكر إننا نأجل الفكره بتاعتك دي دلوقتي، احنا نعلن الخطوبه وتتكلمي أنتي وأمير بينك وبينه في أي وقت تاني، وانا واثق أنه كده كده هيمضي علشان يضمنلك و يأمنلك مستقبلك.
 نفخت بنفاذ صبر وردت بعناد:- لأ طبعاً يا بابي، أنا مستحيل أجل حاجه او خطوه في طريقي، أنا خدت قراري، وامير لو فعلاً بيحبني هيمضي ودي ابسط حقوقي، انا ما طلبتش منه أنه يتنازل عن ثروته كلها، ده جزء بسيط جداً، والمفروض هو اللي يعرض عليا حاجه زي كده مش أنا.
 صلاح بقلق:- بس أنا قلقان انه ما يمضيش، وليد برهامي مش سهل.
 ابتسمت بتهكم:- بابي؛ بابي بليز أهدى ما تقلقش أنت شايف أنهم دلوقتي في عز انكسارهم، أنت الوحيد اللي ممكن تساعدهم وتعتبر طوق نجاة ليهم، علشان يعدوا الازمه اللي هما فيها دي، وأنا شايفه ان ده الوقت المناسب للضربه دي.
 الشغاله طلعت وبلغتهم:-العريس وعيلته وصلوا تحت يا صلاح بيه.
 أمير واقف في وسط الفيلا وحاسس انه متوتر،اخيرا هيرتبط بالبنت اللي حبها، شافها نازله زي الملكات ،لا مش زيهم هى فعلاً ملكه، أبتسم ليها ورايح يستقبلها،ماجده واقفه بعيد وكانت متضايقه جداً وجايه غصب عنها إرضاء لابنها وأنها متخسروش،علا ملامحها عابسه شافت فستان أنجي لكن معجبهاش أوڤر زيادة عن اللزوم، وكأنها في حفلة ملكيه،حازم كان مبسوط لفرحة أخوه، اما أمير مبسوط وحط ايده على جيبه يأمن على الخاتم اللي جابه ليها هدية خطوبتها،وليد واقف مع صلاح بيتكلموا ويضحكوا وبعد كده صلاح طلع على المنصه علشان يقول كلمته وبعد ما رحب بكل الموجودين أتكلم بتلميح:- النهارده يوم مميز لأنه يوم خطوبة بنتي الوحيده واغلى حاجه في حياتي، أنجي اللي تعبت في تربيتها لحد ما وصلت بالعظمه والثقه دي، واللي مستعد اعمل علشانها أي حاجه ودلوقتي خلصت مهمتي معاها وهتكمل باقي حياتها!!
وضغط على كل كلمه بقصد وهو بيقول:- هتكمل حياتها مع شخص حبها ومستعد يعمل كل حاجه علشانها وهيعيشها في نفس المستوى اللي هي عاشت فيه عمرها كله مش كده يا أمير!!!
 امير ما شكش في طريقة الكلام وافتكر أنها وصية آب لجوز بنته مستقبلاً ورد بإبتسامة صادقه:- أكيد يا صلاح بيه؛ أنجي هتكون في عينيا وماتخافش عليها هى واثقه من حبي ليها.
 الكل صقف وانجي طبعاً بتعشق حاجه إسمها حب الذات ومبسوطه إن الكل مهتم بيها، وليد بإبتسامة:- خلاص يا جماعه خلوا فرحتنا تكمل، وأمير يلبس خطيبته الخاتم.
 أمير قرب من أنجي اللي واقفه قصاده علشان يلبسها الخاتم،لكن اتفاجئ بيها وبدل ما ترفع أيدها ليه يلبسها الخاتم! بتقدمله ملف! الكل أنتبه واستغرب وبصوا لبعض، أنجي ابتسمت لأمير بتمثيل البراءة،أمير سألها بعدم فهم:- أنجي النهارده خطوبتنا وانتي جايبالي ملف؟ يا ريت تأجلي اي شغل لبعدين يا حبيبتي.
حست أنها في مركز قوه، والمميزه بالنسبة لجميع الحضور، وبدأ يدخل جواها داء العظمه من تفخيم كل اللي حواليها ليها واتكلمت بهدوء ورقه:- سوري يا حبيبي، أنت عارف إننا مستنيين اليوم ده من زمان قوي، وكمان عارف اني بحبك جداً، ومتلهفه لليوم ده اكتر منك.
 طبعا أمير كان بيسمع الكلام ده وقلبه بيدق وفرحان، لكن أنتبه وبصلها بصدمه وهي بتكمل:- والملف ده هتمضي عليه لإثبات حبك ليا.
 أمير بصدمه:- إثبات!! إثبات ايه ده يا أنجي؟
 وبص حواليه للضيوف وكلمها من بين أسنانه بصوت واطي:- أنجي نأجل الكلام ده لبعدين.
وليد قرب منهم وسألهم:- إيه ياولاد في إيه!! وأنت  يا أمير؟ كل ده مش عارف تلبس خطيبتك الخاتم؟
 ردت عليه بكبرياء لأنها مش طيقاه:-لو سمحت يا انكل إحنا عايزين نبقى على انفراد لأني أنا وخطيبي حبيبي بنتكلم في أمر مهم.
 أمير بصرامة:- أنجي!!! انتبهي لنفسك وشوفي انتي بتتكلمي إزاي ومع مين؟ مالك في إيه؟
 وليد مسك دراع إبنه وضغط عليه بتحذير وقال:- خلاص يا أمير وعدي الليله على خير انا هروح اشوف والدتك عايزاني في إيه.
 سابهم ومشي وحس بالإحراج، انجي ما اهتمتش، أمير حاول يهدا و قرب منها خطوه:- ممكن أعرف ايه اللي إنتي بتعمليه ده؟ والشخصية الجديدة اللي انتي نازلالي بيها النهارده دي غير أنجي اللي أعرفها من سنين!! ممكن أعرف مالك؟!
  حركت كتافها ببرود:- مالي إزاي!! أنا زي ما أنا انجي الورداني؛ بس أنت اللي مش شايف كده، واتفضل شوف الملف وأقرأ واحكم بنفسك.
وكملت بدلع:- دي شوية طلبات تافهه المطلوب بس إنك تمضي عليها.
 أمير نفخ بخنقه و شد منها الملف بغيظ وفتحه يقرأه، لكن غيظه اتحول لزهول، ومن صدمه لعدم استيعاب وعدم تصديق كمان، مش معقول اللي شايفه ده!! بيقرأ البنود وكانت؛ تنازل عن الأسهم!! شراكه بينها وبينه!! نصيبها في الأرض بتاعته!! بصلها بصدمه كبيره:- إيه ده يا أنجي؟!
 ردت بمغزى:- زي ما أنت شايف يا أمير؛ انا عايزه اكون شريكه معاك في كل حاجه؛ وكمان ليا أسهم في شراكتك مع بابي.
 أمير ضحك ظناً منها انها بتهزر:- أنجي!! بطلي هزار، وده لو مقلب صدقيني هزعل منك؛ النهارده جاي فرحان لأن حلمي معاكي هيتحقق؛ مش عايز اي حاجه تعكنن عليا.
 رفعت راسها بتعجرف:- واعكنن عليك ليه! مستحيل اهزر في حاجه زي دي!
وكملت بنبرة تحمل التحذير:- أمير! الملف اللي في إيدك ده! لازم تمضي عليها وبعدها لبسني الخاتم.
 رفع حاجبه بتعجب ورد عليها بعناد:- ولو ما وافقتش على الامضا؟
 أنجي قبضت على أيديها جامد وخافت تخسر كبريائها لكن ردت بثقه:- أنا متاكده انك هتمضي يا أمير؛ ويلا بقى الناس بتبص علينا.
ضحك بسخريه:- الناس بتبص علينا!! وأنتي لسه واخده بالك إن في ناس موجوده أصلا؟ واضح إني فهمت متأخر قوي يا أنجي! بتساوميني يوم خطوبتي؟ طيب اسمعي؛ أنا مش همضي على أي ورقه.
 أنجي بغيظ مكبت وتهديد:- هتمضي يا أمير وإلا..!!!!!!
 أمير:- وإلا إيه..!!
 انجي بعناد أكبر:- وإلا ما فيش خطوبه يا أمير!!
معظم الستات الموجودة شهقت لما سمعتها بتقول كده، أمير حاول مايتهزش،و قدم الملف ليها بثبات:- مش همضي يا أنجي، وأنا واثق إن كل اللي انتي بتعمليه ده مقلب سخيف ؛ولو بتختبري حبي ليكي! ف أنا بحبك اكتر من اي حاجه، وده لا كان وقته ولا أوانه الكلام في مواضيع زي دي، والمفروض ماتطلبيش حاجه زي دي أبدا ، لأن ده بيرجع للشخص اللي قدامك.
انجي ابتسمت ولعبت على الوتر:- أنا عارفه إنك بتحبني وهتفضل طول عمرك تحبني، لكن الأوراق دي! ضمان حقي معاك طول السنين اللي جايه.
 قلبه دق بقوه واتأكد انه مش هزار، وقلق من اللي جاي، رجع خطوه لورا:- أنجي!! أنتي بتتكلمي بجد؟
 أنجي:- أيوه بتكلم بجد؛ ومش هتراجع يا تمضي يا اما ما فيش خطوبه ولا جواز.
 أمير بص للناس شافهم كلهم بيهمسوا لبعض وحصل هرج ما بين الجميع، شاف صدمة والده و أخوه، وغيظ أخته، وصدمة امه وخوفها على أبنها، شاف الكل واقف مترقب، أمير مصدوم في البنت اللي حبها بجد وفضل عليها أي واحده تانيه حبته غمض عينيه وبيفكر في رد فعل! لكن كل اللي عمله فتح عينيه وبص ليها بعتاب، وحط الملف بين أيديها وقال بوجع:- انا مش همضي على اي حاجه؛ ولو هترفضي الخطوبه مقابل الامضا!! أنتي حره دي حاجه ترجعلك وانا مش هجبرك عليها.
 طبعا كبرياء أنجي وكرامتها اتكسروا ،ومفيش راجعه وحبت تذل أمير قبل ما يمشي وحدفت علبه الخاتم في وشه وقالت:- وانا ما يلزمنيش إنك تكون موجود معايا؛ ودلوقتي اطلع بره.
 ما كانش مستوعب ردها وطريقتها، شاف واحده تانيه خالص غير اللي كانت معاه طول السنين اللي فاتت؛ حس إن الأرض وقفت عن الدوران من صدمته فيها يوم فرحته المنتظره بالنسباله، خاب أمله واتكسر قلبه، حازم جري على أخوه ومسك دراعه وقاله:- يلا من هنا يا أمير؛ يلا المكان مبقاش مناسب لينا.
 أمير واقف مكانه مصدوم، عينيه على أنجي وكل السنين اللي فاتت بتمر قدامه، أخته علا مسكت دراعه وبتهز أخوها وبتعيط وقالت:- أمير رد علينا،يلا نمشي من هنا وما تزعلش نفسك يا أمير.
 ماجده قربت من أبنها بدموع ورفعت أيدها على خده وقالت بحنان:- ما تزعلش نفسك يا حبيبي؛ يمكن دي دعوة قلبي في يوم وانا بدعيلك وبقول لربنا، أصرف عنه شر ما قضيت، والحمد لله هي شر وربنا بعدها عنك.
 وليد بص لصلاح اللي كان فاكره أنه صديقه المقرب وقال بجديه:- اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل يا صلاح يا ورداني!
 صلاح كان متضايق إن كل حاجه باظت ورد بغضب:- أعلى ما في خيلك اركبه؛ انا اللي ما يحطش بنتي في عينيه وفوق راسه ما يلزمناش؛ ومن دلوقتي ما فيش جواز ولا شراكه بينا واتفضلوا الكل يطلع بره.
 أمير صك على أسنانه بغضب العالم كله،و شاور بأيده لأنجي وقال بتوعد:-وعد مني لو عدى 100 سنه يا أنجي يا ورداني؛ هاخد  حقي كامل متكامل،ومش أمير برهامي اللي يخسر، والموقف اللي أنتي حطيتيني فيه ده!! قسماً بالله لا تتحطي فيه وهتكوني فرجه للناس كلها، وده وعد من أمير برهامي خليكي فاكراه كويس قوي.                                        
                                              
في المستشفى.

أمير قاعد في الطرقه بيطمن حازم:- أطمن ياحازم الحمد لله ماما دلوقتي بقت أحسن بكتير.
حازم بإرتياح:- الحمدلله كانت ليله مايعلم بيها غير ربنا.
وكمل بتساؤل:- الدكتور قال ساعه وماما تخرج بالسلامه، أنت بقى ناوي تعمل إيه؟
أمير مسح وشه بأيديه ومرهق جداً لأنه منامش من امبارح ورد السؤال بسؤال:- أعمل إيه في ايه مش فاهم؟

حازم بتفهم لحالته و أنه تعبان وحاول يفكره:- أنا عارف إنك تعبان وما نمتش كويس وشيلت الليله كلها ولوم ماما عليك في موضوع ندى، لكن ما تنساش إن النهارده مقابلتنا مع مارتن، ولا أنت غيرت رأيك؟
 أمير أخد نفس عميق وزفره بقوه، حرك راسه برفض:- لا طبعا ما غيرتش رأيي؛ احنا هنروح على ميعادنا زي ما اتفقنا.
 حازم مسك دراعه وسأله بلطف:- امير أنت لو تعبان ومش قادر ارتاح أنت وانا هروح واعمل المقابله وابلغك بكل جديد.
 أمير طبطب على ضهر أخوه بحب:- حبيبي يا حازم ما تقلقش عليا أنا كويس؛ لكن انا لازم اروح معاك علشان نتفق على كل التفاصيل والصفقه دي لازم ترسي علينا.
 أنجي جت من وراهم وسمعت كلام أمير وضحكت بتهكم:- هاي؛ مساء الخير!
 حازم لف ليها واتفاجئ بيها، أمير رفع عينيه ليها وما تفاجئش وعرف من نظرتها إنها جايه علشان تشمت فيه، وحمد ربنا إن مامته نايمه بعد ما خدت العلاج وإلا لو شافتها كانت المشكله هتكبر وممكن تتعب اكتر، حازم قبض على أيديه وخايف على والدته وسألها بحقد:- نعم!! ممكن أعرف حضرتك جايه لمين هنا؟!! ويا ريت لو جايه لينا تتفضلي تخرجي من هنا لأن وجودك مش مرغوب فيه.
 أنجي قربت منهم خطوتين وعينيها على أمير وقالت لحازم ببرود:- انا مقدره اللي آنتوا فيه طبعاً، وأول ما عرفت!! قلت ياخبر! مش معقول لازم اطمن على طنط بنفسي، دي مهما كان في يوم من الايام كانت هتبقى حماتي، ولا إيه يا أمير؟
 امير نفخ بخنقه ورد بهدوء مصطنع:- خير يا أنجي جايه ليه؟!
 أنجي بتشفي:- ما أنا قلت جايه أطمن عليها؛ بجد زعلت قوي واتأثرت،هي أحسن دلوقتي؟
 أمير بشك:- وانتي عرفتي منين إن ماما تعبانه وإن إحنا هنا دلوقتي وف المستشفى دي؟
 قربت منه خطوه وبصت في عينيه بقوه لأنها متوقعه سؤاله وردت بثقه:- ما تفكرش إني بدور وراك يا أمير لأن النظرة دي أنا حافظاها كويس، بس هو القدر مش أكتر، أنا كنت هنا في المستشفى بالصدفه وشفت باباك في الريسبشن بيتكلم مع اختك.
وكملت بتصنع النسيان:- وسوري لاني مش فاكره إسم أختك،اممم نسيته أنت عارف بقى مشاغل الحياه اليوميه، بس سيبك من كل ده مش مهم، المهم طمني عليها.
حازم متضايق جداً وصك على أسنانه وقبل ما يرد أمير مسك دراعه وضغط عليه أنه يهدى وحازم حاول يمتص غضبه، أمير رد عليها بهدوء:-احب اطمنك إن ماما الحمد لله كويسه جداً  والدكتور كتبلها على خروج.
وأبتسم ليها بتكليف وحب يطردها بالذوق:- تعبتي نفسك يا مدام انجي، ومفيش داعي لوجودك.

 في نفس الوقت وامير بيتكلم، انجي شافت ندى جايه في آخر الطرقه واستغلت الموقف وقربت من أمير اكتر ومسكت دراعه بتمثيل البراءه والاحتواء:- ما فيش تعب ولا حاجه؛ بس بجد يا أمير لو محتاج اي حاجه قولي ماتترددش في أي مساعده مني، حتى لو عايز تسفرها بره ، أنا ليا علاقاتي.
أمير غمض عينيه بنفاذ صبر لأنه مش فايق ليها ولا طايق وجودها من الأساس لكن مش عايز يعمل شوشره في المستشفى ولا عايز مامته تحس بوجودها، ابتسم ليها أبتسامة مزيفه ورد عليها ببرود:- متشكر جداً لاحساسك يا أنجي هانم؛ وما تقلقيش على والدتي انا عارف أنا بعمل إيه وهي محتاجه لايه كويس، وبصراحه كده الزياره ممنوعه؛ لو ما كانتش ممنوعه!! كنت خليتك تشوفيها بس للاسف بقى.
 ندى وقفت مكانها أول ما شافت أيد انجي على دراع أمير، لتاني مرة تشوف قدامها علاقه أمير وانجي إنها علاقه حقيقيه مش تزييف أبدا، عايزه تروح عندهم لكن مش قادره من دقات قلبها المجروح، شافت أبتسامة أمير لانجي وقلبها بقى خلاص كسر إزاز؛ سندت على الحيطه وحاولت تجمع قوتها لأنها خلاص هتتخطب قريب ما ينفعش أنها تفكر في أمير تاني، لكن الموقف اللي هي شافته غصب عنها وجع قلبها، حازم بالصدفه شاف خالو فهمي بيسلم على باباه وندى واقفه هناك، وفتح عينيه بدهشه وبص على أنجي وأمير، انجي بتبص لأمير بتمني واضح، لكن أمير بيبص لها بكره أوضح رغم ابتسامته البارده، وحمحم وقال بصوت عالي علشان أمير يسمعه:- إيه ده معقول!! ندى وخالو جم المستشفى!! طيب ما قالوش ليه يا أمير كنت رحت جبتهم بنفسي؟
 أمير انتبه ورفع عينه وشاف ندى واقفه وعينيها على أيد أنجي، ونزل أيد انجي من على دراعه ببطء وقال من بين أسنانه:- الزياره انتهت يا مدام أنجي.
 أنجي بصت وشافت ندى وواضح على في عينيها الغيره ابتسمت بخبث ولفت لأمير وقالت:- اوكي أنا كنت ماشيه لأني عندي ميتنج مهم، بس قبل مامشي عايزه اقولك خلي بالك من نفسك اوكيه؟
 وقربت تبوسه من خده لكن أمير بسرعه رجع خطوه وهمس ليها بغضب مكبت:- تصرفاتك تصرفات مراهقين؛ وما تنسيش إنك ست متجوزه!! ويا ريت تتفضلي بهدوء علشان اللي ما عملتوش قبل كده؛ ممكن اعمله دلوقتي وكل الاطراف هتزعل مني.
 أنجي ضحكة بصوت مسموع علشان تضايق ندى وقالت:- اوكيه يا أمير خلي بالك من نفسك وزي ما اتفقنا هستنى منك إتصال سي يو.
 اتعمدت إنها تعلي صوتها وتخلي ندى تسمع وسابتهم وماشيه وبصت على ندى من فوق لتحت وخطت من جمبها وهي رافعه راسها لفوق بكبرياء، أمير مسح على شعره واتخنق جداً وبص على ندى اللي انتبهت على صوت حازم، وبلعت ريقها بغصه وتوتر وراحت عندهم وحاولت ما تعيطش وسلمت عليهم بصوت مهزوز:- ازيك يا حازم؟
 حازم أبتسم:- ازيك يا ندى عامله إيه؟!
 ندى بتنهده:- كويسه.
 رفعت عينيها لأمير بعتاب ولوم:- وأنت يا أمير عامل إيه؟!
 أمير حرك راسه ليها:- الحمد لله يا ندى.
 غصب عنها دمعه نزلت منها ومسحتها بسرعه وسألتهم بلخبطه:- عمتو عامله إيه دلوقتي؟
 أمير ما يعرفش ليه اتضايق اكتر من قبل، وقبل ما حازم يرد عليها قالهم:- انا هدخل اطمن على ماما لأنها نايمه من بدري، بعد اذنكم.
 سابهم ودخل الأوضه، أما ندى قلبها وجعها من رد فعله واكتشفت من تصرفاته دي انه ما بيحبهاش حتى الحب الأخوي مش موجود، حازم مسح على شعره بإحراج وقال:- أحم، ماما كويسه الحمد لله وشوية وهنخرج كلنا.
 وكمل بإعتذار:- ندى، انا مش عايزك تضايقي من تصرف أمير هو بس منامش من امبارح وطول الليل مع ماما، وانهردا متضايق شويه علشان أنچـ....
 ندى قاطعته بإبتسامة مزيفه:- ما فيش حاجه يا حازم أنا مش زعلانه من أمير خالص، وأكيد انا عذراه علشان مامته، ربنا يقومها بالسلامه.
 حازم أبتسم بمجامله:- الله يسلمك ياندوش طول عمرك عاقله والله.
وبص حواليه ومش عارف يتصرف إزاي وقال:- لو عايزه تدخلي تطمني على ماما وانا هروح أسلم على خاله فهمي.
 ندى اتوترت:- لا انا هستنى هنا لحد ما بابا يجي روح انت لو حابب.
 حازم سابها وراح عندهم، وهي قعدت على الكرسي وغصب عنها دموعها نزلت لأنها شافت أنجي وهي في حضنه في المكتب وكمان ودلوقتي مشهدين اقسي من بعض ومش عارفه تتخطى عشق أمير اللي كل دقيقه بيزيد مايقلش.

ليله فتحت عينيها وبصت في عينيه بحنين للماضي واتكلمت بعتاب:- بس انت طلقتني وما سألتش عني وكل حاجه انتهت.
 مروان بدقة قلب:- مين قال انها انتهت! مش يمكن دي البدايه لينا.
 كشرت عينيها وسألته:- قصدك إيه مش فاهمه!
بيرسم تفاصيلها و قلبه دق بعنف شديد وبص على شفايفها بإشتياق وحن للماضي ومقدرش يتكلم وأفعاله هى اللي اتكلمت، وبدأ في الاحتلال مرة تانيه وليله من عشقها لمروان والعذاب اللي عاشته نفسها تترمي في حضنه وتنسي وجع الماضي ،والمرة دي كانت في احتياج ليه وسلمت نفسها بكل إرادتها ونسيوا هما فين ونسيوا المكان والزمان، وتم الاحتلال لتاني مرة بدون إدارك منهم. -----------يتبع

إحتلال مُحرم
بقلم مريم نصار
غلاف زهرة ❤️

                                         

 التاسع عشر 

 مــــريـــــم نصـــار.

‏من أحبّ أن يفتح له فُرجةً في قلبه، وينجو من غمرات الموت وأهوالِ يوم القيامة؛ فليكن في عمله في السر أكثر منه في العلانية.

(الإمام مالك رحمه الله)
--------------------------------------------------------------

بسم الله نبدأ 

في المستشفى ماجده فاقت والكل اتجمع حواليها وبعد ما اطمنوا عليها! جه وقت الخروج ،حازم بيساعدها وسندها وأمير سبقهم على العربيه وماجده صممت ان ندى تروح معاها وفعلاً هى ما قدرتش ترفض لعمتها طلب وراحت معاها.

في نفس الوقت تقريباً مروان ما قدرش يرجع على المستشفى او يروح المكتب، نسي كل حاجه وفاكر بس كلام ليله ونظراتها ليه وهجومها عليه، ويستحق أكتر من كده رجع البيت وحابس نفسه في اوضته ومستني إتصال مهم سمع صوت بوابة الفيلا بتتفتح وقام بسرعه بص من الشباك وكانت عربية أنجي راجعه من الشغل، صك على أسنانه بغيظ لانها خنقاه في كل مكان ومش سايباله فرصه يتنفس، وتليفونه رن وجري عليه بسرعه وشاف رقم الحارس ورد عليه بلهفه:- ها طمني عملت إيه؟!
الحارس بإحترام:- زي ما حضرتك طلبت يا مروان بيه؛ مشيت وراها وعرفت هي راحت على فين وساكنه فين.
مروان ضحك بفرحه وسأله:- أنت متأكد عرفت عنوانها بالضبط!! ولا يمكن تكون راحت عند حد في مشوار مثلا؟
الحارس بنفي:- لا يا فندم أنا متأكد؛ و بعد ما حضرتك طلبت مني إني اعرفلك مكانها فضلت وراها ودخلت محل دهب وباعت حاجه وخدت فلوسها وركبت التاكسي، وانا ركبت العربيه وفضلت ماشي وراها لحد ما وصلت حاره وشوفتها داخله عماره قديمه،و وصلت لحد العماره دي وسألت بطريقتي وعرفت كمان أنها ساكنه في أوضة على السطوح.
مروان بصدمه:- إيه!!! السطوح!!
الحارس:- أيوه يا مروان بيه؛ وهي ساكنه هناك من ست شهور تقريباً.
مروان اخد نفس عميق بخيبة أمل وزفره بقوه:- تمام.
وكمل بتحذير:-بس عارف لو أنجي عرفت باللي حصل ده!! صدقني هيكون التمن روحك والمرة دي ما بهزرش.
الحارس بقلق:- يا فندم انا اللي كنت عايز اطلب من حضرتك إن أنجي هانم ياريت ما تعرفش لانها لو عرفت بحاجه زي كده! او اني خالفت أوامرها! وسمعت أوامر سيادتك!! فأكيد هيتقطع عيشي؛ فأنا برجوك أنها ما تعرفش حاجه.
مروان استريح نوعاً ما:-خلاص تمام، بس ابعتلي العنوان بالظبط في رساله.
قفل معاه ووصلته الرساله وشافها وعرف الحي الشعبي،مفيش دقايق و الشغاله خبطت عليه:- مروان بيه الغداء جاهز؛ وانجي هانم منتظراك على السفره.
هز راسه ليها بعمليه، وواقف قدام المرايه وكلم نفسه بتحدي:- مروان أنت لازم المرة دي تحسبها صح ، وزي ما انجي بتلعب بيك! أنت كمان العب بيها لحد ما توصل لليله وابنك؛ إبنك يا مروان اللي بغبائك حرمت نفسك منه وحرمت نفسك من الحياه عموماً.
اخد نفس عميقه ونفخ بتوتر وحاول يكون عنده ثبات انفعالي ونزل ليها ومتأكد انها هتسأله ليه ما دخلش معاها المستشفى! قعد قصادها على السفره من سكات وهي كانت بتاكل ورفعت طرف عينيها ليه وسألته:- هربت ليه!!
حمحم ورد عليها:- هربت من إيه؟!
أنجي بثقه:- أنت عارف كويس انا اقصد إيه؛ خايف يا مروان؟
مروان بترقب:- خايف من ايه بالظبط؟ وضحي كلامك.
ابتسمت بسخرية:- خايف من أمير برهامي!
زاد توتره وحاسس ببروده في اطرافه من إنها تكشف آخر كارت مخبيه عنها وسألها بتوجس:- وهخاف ليه من أمير برهامي!!! هو في حاجه؟
حركت كتفها ورفعت الشوكه واكلت وبصت في عينيه بمواجهة:- خايف من أني اواجهك بصداقتك السريه معاه.
سكتت لحظه وكملت ببرود:-بيبي! أنا عارفه إنك وامير صحاب من زمان إيه رأيك! سبرايز مش كده؟
رفع عينيه ليها بصدمه وكل الكلام هرب منه ومردش عليها، ضحكة بإنتصار:- شفت يا مروان! شفت بعينيك وصدقت أنه يستحيل حاجه تخفى عن أنجي الورداني!! بتحط نفسك في مواقف تخليك صغير قد كده.
بلع ريقه وحاول يبرر الموقف واتكلم بعمليه:- أحم ،ولا مواقف بايخه ولا حاجه ،عادي يعني يا أنجي، أمير رجل اعمال زيه زي غيره.
سكت وشرب ماية وكمل:- وبعدين هو عدوك انتي مش عدوي أنا.
حركت راسها ليه بإعجاب:- أمم فعلاً هو عدوي مش عدوك.
شبكت أيديها على السفره وبصتله بمواجهة:-و عدوي ده بقى راح يشهد على عقد جوازك من الشحاته إياها؟
حقيقي مروان كان في موقف لا يحسد عليه، كأن سطل ماية ادلق عليه قدامها، وانجي كل شويه تعريه قدام نفسه،و اتكلمت نيابة عنه:- أنت لو مفكر ان أمير شاهد على العقد ده محبة فيك! تبقى فاشل يا مروان، أمير شهد على العقد ده علشان مفكر أنه ممكن يكسرني، ولكن بالعكس انا كسرتك أنت، وقريب جداً هكسره هو كمان، واي حد يقف في طريق انجي الورداني بعد النهارده نهايته هتبقى المو.ت فاهم يا،،،!!! يا مرواني!!
بصلها بقلق وهز راسه ليها:- فاهم؛ فاهم يا أنجي.

                                          

              
                    

ليله أول ما وصلت اوضتها قعدت على طرف السرير بتعب وحطت وشها بين أيديها وعيطت بصوت عالي؛ عياط يوجع القلب؛ عياط هستيري وصرخت بكل صوتها:- ليـــه يا مروان ليــــه! عملت فيا كده؛ ليه بتوجع قلبي وتكسرني بالشكل ده ليـــه!! عايزني ابدأ معاك صفحه جديده!! أنا مستحيل أرجعلك تاني؛ مستحيل اسامحك في يوم من الايام، واللي في بطني ده!! أبني مش إبنك؛ أبني أنا مش إبنك؛ أنت فاهم يا مروان!!

في الصيدليه بعد ما مختار طلب منها انها تفكر وترد عليه كل واحد حاسس انه مكسوف من التاني هو بيشتغل في مكان وهي بتشتغل في مكان تاني وكانوا متوترين ومش قادرين يبصوا لبعض من احراجهم يوسف وإيمان بصوا لبعض وأتعجبوا من الصمت السايد في المكان، إيمان سألت أخوها:- هي ماما مالها مش بتتكلم ليه يا يوسف؟!
يوسف بحيره:- مش عارف يا إيمان؛ من بدري وهي ساكته.
إيمان:- طيب وعمو مختار ساكت ليه هو كمان؟!
يوسف بنفس الحيره:- وده برده اللي هيجنني معقول يكونوا زعلانين من بعض؟!
إيمان شهقت بطفوليه:- لا ماما مش بتخاصم حد.
يوسف حك دقنه بتفكير:- أممم انا هتصرف وأعرف في إيه!
قام و راح عند مختار ووقف وراه:- عمو مختار.
مختار لف ليه بإبتسامة:- أيوه يايوسف، خير يا حبيبي.
يوسف بتساؤل:- هو أنت زعلان من ماما في حاجه؟!
سعاد رفعت راسها بصدمه، ومختار كشر عينيه بتعجب وسأله:- زعلان من مامتك؟!! لا مفيش حاجه من دي خالص،بس ليه بتقول كده يا يوسف؟
يوسف بعفويه:- أصل احنا قاعدين من بدري وكل شويه نبص عليكم وانتم بتبصوا لبعض زي الحراميه، فقلت أسأل في ايه بالظبط لو متخاصمين قولولي واصالحكم على بعض.
مختار ضحك من قلبه، اما سعاده اتكسفت جدا لان مشاعرهم واضحه قدام الكل وقربت من يوسف وكلمته بحده:- يوسف انت مش هتسكت غير لما اخليك ما تجيليش الصيدليه دي تاني؛ إيه اللي أنت بتقوله ده؟!
يوسف بتعجب:- هو انا قلت ايه غلط يا ماما؟ انا سألت سؤال وبس.
وبص لمختار وسأله:- هو انا غلطت في حاجه يا عمو؟
مختار بإبتسامة:- لا يا حبيبي ما غلطتش؛ واحب اطمنك إني أنا ومامتك مش متخاصمين ولا حاجه، احنا بس عندنا شغل مهم ومركزين فيه، يلا روح العب مع اختك وانا هخلص شغلي واجي اقعد معاكم.
يوسف راح يلعب مع اخته وسعاد اتكلمت بإحراج:- انا أسفه يا استاذ مختار على كلام يوسف هو صغير مش فاهم حاجه، بس مسحوب من لسانه.
مختار بتكشيره مصطنعه:- صغير! لا طبعاً يوسف مش صغير؛ يوسف ناضج وفاهم؛ ده حتى هو الوحيد اللي اخد باله إن انا وانتي بنبص لبعض زي الحراميه.
ضحك وكمل بمغزى:- شفتي عدم ردك عليا في الموضوع اللي قلتلك عليه!! خلاني بقيت بتصرف تصرفات كأني بعيشها لأول مرة؛ مش حرام عليكي؟
سعاد وشها بقى أحمر وردت بتوتر:- أنا!! احم أنا ما بصتش عليك، قصدي يعني انا كنت ببص علشان لو حضرتك محتاج مني حاجه مش اكتر.
مختار أبتسم لتوترها:-ماشي يا ستي هعمل إن انا مصدقك؛ بس فعلاً انا محتاج حاجه.
بلعت ريقها بتوتر:- خير!
مختار:- عايزك تردي عليا في الموضوع اللي طلبته منك.
سعاد بإحراج:- أحم لسه بفكر.
مختار اتنهد:- سعاد ممكن نتكلم بجد شويه؟
سعاد بتنهيده:- يا ريت!
مختار بتلميح:-انتي خايفه مني او قلقانه؟!
سعاد بصدق:- بصراحه انا مش خايفه منك؛ لكن قلقانه.
مختار سألها بوضوح:- على ولادك مش كده؟! 
هزة راسها بالايماء، وبصت على ولادها واتكلمت و عينيها دمعت:- ولادي هما كل حاجه في حياتي يا مختار؛ انا تعبت قوي علشان اخدهم من ابوهم وتعبت اكتر علشان أحاول ألبي كل رغباتهم، أنا من زمان بالنسبالهم الأم والاب، انا ليهم السند وهما ليا كل حاجه في حياتي،هما ثروتي ومستقبلي وما عنديش استعداد أكون أم انانيه وافكر في مصلحتي وانساهم، مستحيل أبني سعادتي على اني اهدم مستقبلهم، اتمنى انك تفهمني.
اخد نفس عميق واتنهد بإبتسامة حنونه:- بجد انتي أم عظيمه جداً؛ وحقيقي بحسد يوسف وإيمان كونهم أولاد لأم بتضحي علشانهم حتى بسعادتها، بتحرمي نفسك علشانهم، ومن حقك تقلقي ومن حقك تخافي كمان ماقدرش الومك لان ده شعور نابع من جواكي ما لوش علاقه بأي حاجه تانيه، لكن اللي انا عايزه اقولهولك وبجد من قلبي إن ولادك أنا دوقت معاهم طعم الابوه اللي بجد، وليهم جوايا مشاعر أول مرة احسها ونفسي اعيش معاهم، نفسي أكون ليهم الأب، نفسي احقق كل احلامي معاهم ومش عايزك تخافي مني او تقلقي انا حقيقي بحبهم فوق ما تتخيلي، وفوق كل ده بحبك يا سعاد وارجوكي ما تحطميش قلبي وتكسري أحلامي اللي بحلم بيها من وقت ما شفتهم وحسيت انهم جزء من عيلتي.
سعاد بتسمعه وكلامه كان صادق ونابع من قلبه لأنه اتحرم من نعمة الابوه وشافت نظرات التوسل والترجي في عينيه ليها، حركت راسها بحيره وردت بلخبطه:- انا بجد مش عارفه اقولك ايه؟ أنا كل همي ولادي وبس.
مختار قدر موقفها ورد فعلها، أي ست مرت بتجربه فاشله أكيد هتخاف تدخل في تجربة جديدة، ورد عليها بتفكير:- ما تقوليش حاجه، يوسف هو اللي هيقول.
كشرت عينيها وبصتله بعدم فهم:-تقصد إيه؟!
مختار شاورلها:- هتشوفي دلوقتي ركزي بس وخلي عينيكي عليا اتفقنا!!
ضمة حواجبها لطريقته ومش عارفه هو ناوي على إيه، مختار اتحرك وراح قعد قصاد يوسف على الكرسي وشال إيمان على رجله وأتكلم بعقلانية:- يوسف انا عايزه اقولك حاجه مهمه!
يوسف:- قول يا عمو أنا سامعك!
مختار حس بتوتر وكشر عينيه لنفسه بتعجب وقال لنفسه:- إيه ده!! هو انا متوتر ليه؟!
سعاد سمعته وضحكت ويوسف استغرب سكوته وقال بضجر:- ايه يا عمو ساكت ليه قول عايز تقول إيه؟!
مختار نفخ بتوتر وقال:- حاضر هتكلم اهو؛ وبص لسعاد اللي كانت بتضحك بصمت على شكله ورفع حاجبه ليها وقالها بغيظ:- عاجبك كده! أنا شايف نظرة الشماته في عينيكي، بس خليني وراكي لما نشوف اخرتها.
وبص تاني ليوسف وحمحم وقال:- بص بقى يا عمي!! احم قصدي يا يوسف انا جاي النهارده؛ لا هو انا مش جاي!! جاي فين بس أنا في مكان شغلي!
ونفخ بتوتر وحاول يكون ثابت وأتكلم بثبات:- بص يا يوسف أنت بتحبني مش كده؟!
يوسف بيتاوب:- قوي قوي يا عمو.
مختار:- لأ صحصح كده يا چو وفوق معايا الله يكرمك، أنت قبل كده قلتلي إنك عايز تعيش معايا على طول صح؟ 
يوسف هز راسه:- ايوه يا عمو أنا وإيمان نفسنا نعيش معاك.
مختار أبتسم وسأله بمكر:-طيب انا لو وافقت إني اخدك أنت واختك تعيشوا معايا!!مامتك هيكون مصيرها إيه؟
يوسف حط أيده تحت دقنه بيفكر وإيمان ردت ببراءه:- أنت لسه هتفكر يا عمو!! اتجوزها!
سعاد فتحت عينيها وشهقت بصدمه، ويوسف اعجب بفكرة أخته وأكد على كلامها:- أيوه يا عمو أنت تتجوز ماما واحنا كلنا نعيش معاك إيه رأيك؟!
مختار ضم حواجبه بتمثيل وقالهم:- إيه! اتجوزها إزاي ياولاد!! أنا شايف إن الموضوع ده صعب جداً.
يوسف أكتر واحد محتاج لصداقة ودعم وحب مختار ليه،و خاف إن الفكرة متكملش ورد بسرعه:- ولا صعب ولا حاجه هي هتلبس فستان وأنت بدله وتاخدنا كلنا ونروح معاك البيت.
مختار مثل الحيره ونفخ:- والله يا يوسف مش عارف، أنت بصراحه فاجئتني بالكلام ده أنت وإيمان.
سعاد شهقت من رد فعل مختار، و واقفه مذهوله من المشهد اللي قدامها، إيمان بترجي:- لا يا عمو ما تتفاجئش إحنا اصلا عايزين ماما تتجوزك علشان احنا بنحبك.
مختار اتنهد وهز راسه بتمثيل:- هقول إيه بس ياولاد، هوافق وامري لله، انا لا يمكن ارفضلكم طلب، لكن اتفضلوا روحوا اتكلموا مع مامتكم واقنعوها وشوفوا هترضى ولا لأ؟
يوسف بتأكيد:- ايوه هترضى ماما بتحبنا ومش هتقدر ترفضلنا طلب.
إيمان نزلت من على حجره وجريت وقفت قدام مامتها بتوسل:- أرجوكي يا ماما وافقي اتجوزي عمو مختار.
يوسف بتحايل:- ايوه يا ماما اتجوزيه وانا موافق بالله عليكي.
سعاد بصت للتلاته بصدمه ومش عارفه تقفل عينيها من الموقف، ومختار لعبها بذكاء وبدل ماهى اللي تقنع وتحايل في ولادها! هما دلوقتي اللي بيتحايله عليها توافق!بصتلهم و مش عارفه تتكلم.
مختار قرب منهم وربع أيديه بكبرياء:-ايه يا أستاذه سعاد!! الاولاد اقترحوا عليكي اقتراح وبصراحه انا مقتنع جداً، وشايف أنه حل أنسب علشان ولادي حبايبي يعيشوا معايا ولازم نضحي علشان سعادتهم، ولا أنتي إيه رأيك؟
سعاد صكت على أسنانها من مكر مختار وقالت:- هي بقت كده؟! طيب أنا مش موافقه!
مختار هز راسه بخيبة امل وقالهم باستعطاف:- شفتوا ياولاد مامتكم رافضه ان إحنا نعيش مع بعض في بيت واحد.
ايمان مسكت فستان سعاد وقالت بدموع:- أرجوكي يا ماما وافقي تتجوزي بابا مختار.
ودي كانت أول مرة تقولها وكمان هو اول مرة يسمع الكلمه دي، كل الهزار اختفى والضحكه راحت من ملامحه ومصدوم، وفضلت الكلمه دي مركزه على الكل، سعاد رفعت عينيها لمختار شوية شافته واقف مصدوم كأنه مش مستوعب أنه سمع أخيرا الكلمه اللي اتحرم منها سنين، بدون إدارك منه نزل على ركبه قدام إيمان ومسك أيديها الاتنين وعينيه فيها دموع وأتكلم بصوت مبحوح:- قلتي ايه يا إيمان؟
إيمان خافت من رد فعله ورد فعل مامتها وأنها تكون قالت حاجه غلط، لكن مشيت ورا غريزتها وبراءتها وقالت:- بابا مختار؛ انا من زمان نفسي أقولك أنت بابا مختار مش عمه.
غمض عينيه بوجع ودموعه سالت على خده، سعاد كمان دموعها نزلت من المشهد المؤثر اللي قدامها، مختار شد إيمان لحضنه واتمنى يسمعها تاني، وطلب منها بتمني:-قوليها تاني ياحبيبتي، قوليها تاني.
ايمان بنبره حنونه:- بابا مختار؛ مش كده يا يوسف!
يوسف أتأثر للموقف ولانه أكبر من إيمان ومدرك الكلمه اتكلم بصدق:- ايوه يا إيمان؛ على فكره لما بكون انا وإيمان قاعدين لوحدنا بنقول بابا مختار لكن قدامكم هنا بنقول عمه؛ علشان خايفين انك تضايق لما نقولك يا بابا.
شد يوسف هو كمان لحضنه ودموعه نازله بصمت وساكت، يوسف وإيمان حضنوه وساكتين، سعاد اتأكدت في الوقت ده أنها لو رفضت! هتخسر كتير، هتخسر أب صادق وحنون على أولادها، ندهت عليه بدقة قلب:- مختار!
رفع عينيه ليها بدموع وقالها بلهفه:- سمعتي يا سعاد!! سمعتيهم ندهولي بأيه؟! 
سعاد مسحت دموعها وابتسمت برعشه وقالت:- أنا موافقه؛ موافقه انك تكون أب ليهم.
مختار أبتسم وسألها:- لآخر العمر؟!
سعاد بتنهيدة حب:- لآخر العمر.

            

              
                    

ماجده وصلت البيت ودخلوها على اوضة نومها وعلا وندى معاها بتشد عليها غطا السرير، أمير بيطمن عليها وسألها:-حضرتك احسن دلوقتي يا أمي؟!
ماجده هزت راسها بصمت على انها كويسه، أمير اتنهد بتعب وقالهم:- طيب انا هدخل اخد شاور لاني باللبس ده من امبارح؛ ويا ريت يا علا تقولي لأي حد يحضر العشا لماما ويكون اكل خفيف وانا وحازم هنروح مشوار ساعة زمن وراجعين مش هنتاخر.
ماجده اتغاظت أنه خارج وظنت أنه بيتهرب منها ومن ندى وقالتله بأمر:- ما تتأخرش علشان توصل ندى.
ندى نزلت وشها في الارض لأنها عارفه إنه هيرفض لكن أمير ما قدرش يكسر كلمتها وهز راسه ليها:- حاضر يا أمي، ندى هتقعد معاكي لحد ما ارجع وهوصلها بنفسي.
سابهم ودخل اوضته واخد شاور وكان مصدع جداً ونفسه يتناقش مع مامته وبيتمنى أنها تفهم أنه مش مستعد لأي خطوه حالياً، وغمض عينيه بتعب ونفسه ينام لكن لازم يروح المشوار اللي هيغير مجرى حياته، لبس بدله وخرج وكان حازم جاهز ومنتظرة، وليد شافهم وسألهم بفضول:- ما شاء الله متشيكين كده ورايحين على فين يابشوات؟!
حازم بص لأمير، وأمير رد بعمليه:- عندنا ميتينج مهم يا بابا ومش هنتأخر.
وليد ضم حواجبه وسأله:- طيب ممكن أعرف الميتنج ده مع مين؟!
أمير أبتسم بتصنع:-أكيد طبعاً؛ ده ميتنج يخص شحنة الموبايلات الاخيره.
وليد هز راسه ليهم:-تمام ربنا معاكم؛ بس ما تتاخروش آنتوا لازم تستريحوا اليوم كان طويل والحمدلله اطمنا على ماجده، ومحتاجين للراحه.
أمير هز راسه بالموافقه وخارج وحازم ماشي وراه ونفخ بأريحية ان باباهم صدقهم، وليد دخل يطمن على مراته وحاول يلطف الجو شويه.

في الفندق مارتن قاعد منتظر أمير وحازم وتقابله على الميعاد المحدد، سلموا على بعض وقعدوا يتكلموا ويتعرفوا على بعض اكتر، أمير حب يختصر ويتكلم في الشغل واتكلم بعمليه:- حسناً، انتهينا إذا من التعارف وانا حقا سعيد بمعرفتك سيد مارتن، والان نريد ان نتحدث سويا عن هذه الصفقه.
مارتن أبتسم:- بكل سرور لك هذا.
وشاورله على الملف اللي قدامه:- أمامك ملف كامل ويشمل كل ما تحتويه الصفقه، ثلاثمائة كيلو غراما من وزن الذهب.
أمير فتح الملف وبيقرأ ومط شفايفه:- أمم نحن نعلم جيداً ما يحتويه هذا الملف، ولهذا تمت الموافقة عليه! ولكن علينا أن نتأكد من جودة الذهب الخاص بك.
مارتن طلع من الشنطه اللي جمبه علبه كبيره قطيفه فتحها وكان فيها طقم كوليه دهب شكله جميل جداً وزق العلبه قدام أمير وقاله بثقه:- تفضل هذا لك وأنها نسخة تابعة لعملي، يمكن أن تاتي بخبير ويتفحص جودته هنا ان أردت.
امير أبتسم بتكليف ومعجبوش الطريقه وأتكلم بمرواغه:- هذا لطف منك سيد مارتن؛ ولكن علي الذهاب بنفسي او أخي يذهب بدلا مني مع مجموعه من الخبراء ليكشفوا عن جوده الذهب لآخر غراماً، وليس تلك العُقد فقط، لأنني أحب دائماً أن أنفق أموالي في المكان المناسب وبصورة صحيحه.
مارتن اتضايق لان كده أمير بيشكك في نزاهته وشغله وقاله بوجوم:- أفعل ما يحلو لك.
أمير شكره بتكليف:- أشكرك سيد مارتن
مارتن هز راسه وسكت؛ وحازم رد بإبتسامة وقال بإيجاز:- حسنا سيد مارتن اتفقنا إذا، ولكن نريد منك أن نعرف متى الوقت المناسب لديك في هذه الاجراءات لنتفق على الصفقه إذا وبالسعر المحدد الذي طلبته من قبل وهو ما يقارب الثلاثة مليون دولار اي ثمانون مليون جنيهاً.
مارتن افتكر كلام أنجي ليه، وبصلهم بتشفي:- حسناً أنا مازلت عند كلامي معك سيد حازم و لكم هذا، وسنبدأ بعد أربعة اشهر من اليوم
حازم كشر عينيه وبص لأمير ورجع سأل مارتن:- أربعة اشهر؟ولكن هذا لم يكن مكتوب في العقد! لأنه يوجد هنا في ملف الصفقه أنه سيتم البدء بعد ثلاثة أشهر من تاريخ أمس.
مارتن هز راسه بثبات:- نعم أعلم؛ ولكن عذراً سنغير هذا البند لانه حدث امرا طارئ خاص بعائلتي.
وسألهم:- يمكنكم الانتظار صحيح؟
حازم نفخ بخنقه وبص لأمير؛ وأمير غمز لحازم بالموافقه لانه مستحيل يضيع فرصه زي دي؛ وحازم رد على مارتن مجبر:- حسناً سننتظر.

            

              
                    

علا قاعده مع مامتها وقالت بزعل مصطنع:-شفتي يا ندى ماما أكلت من إيدك أنتي إزاي؟ انا كده أزعل بجد
ندى ابتسمت:- طيب عمتو بتحب تجبر بخاطري؛ انتي بقى زعلانه ليه ياست علا؟
علا بكبرياء مصطنع:- علشان التفرقه العنصريه دي؛ المفروض انتي كمان تأكليني معاها ولا إيه يا ماما؟
ندى ضحكت، و ماجده ابتسمت وقالت بتنهيدة:- ندى دي يا علا انا اللي مربياها مع حازم اخوكي وبعتبرها زيك بالظبط؛و ما فيش فرق بينكم يا بنات
علا حضنت مامتها وقالت:- ربنا يخليكي لينا يا ست الكل.
ماجده اتضايقت من اللقب ده لأنه لقب أمير ليها و زقت علا بنفور:- ما تقوليش ست الكل دي انا لما بسمعها بيتحرق دمي.
علا ضحكة وندى كمان ردت بإندفاع:- انتي لسه يا عمتو بتضايقي من ست الكل دي؟ طيب ده لما أمير بيقولها أنا ببقى..........!
وسكتت لاندفاعها وما كملتش واستغبت نفسها، ماجده معلقتش علشان متحرجهاش وعلا فونها رن و حبة تلطف الجو وقالت بمزاح:- إبن الحلال عند ذكره بيبان، اهو أنتي بتقولي أمير! وأمير بيتصل عليا ثواني هرد عليه؛ ردت وسمعته للآخر وسألت مامتها:-ماما! أمير بيسألك هتحتاجي حاجه؟
ماجده هزت راسها بالرفض،وعلا بلغته أنها مش محتاجه حاجه وقفلت وبصتلهم وكملت:- أمير وحازم جايين في الطريق.
ندى ارتبكت:- يوصلوا بالسلامه.
ماجده بصت قدامها بتنهيدة:- آمين.
بعد شوية حازم وصل وخبط عليهم ودخل يطمن على مامته:- عامله ايه دلوقتي ياماما؟
ماجده بوهن:- الحمدلله يا حبيبي.
علا بصت ورا حازم وكان لوحده وسألته بتعجب:- اومال أمير فين ياحازم؟ 
حازم:- بيعمل مكالمه مهمه تبع الشغل وبيركن العربيه وطالع.
ندى محبتش تتقابل معاه اكتر من كده لأن تصرفاته الأخيرة كلها بقت تضايقها، بلعت ريقها بتوتر وقالت:- أنا يدوب أمشي دلوقتي.
حازم:- تمشي فين ياندوش؟ إحنا هنسهر كلنا سوا وأمير طالع، وكمان قال هيوصلك في السهره علشان كده هيركن العربية قدام البيت.
ندى قامت وقفت:- لا معلش يا حازم خليها وقت تاني عمتو تعبانه ولازم تستريح، ومش لازم حد يوصلني أنا هاخد تاكسي.
ماجده بصرامه:- متوجعيش قلبي ياندى! أنا قولت أمير هيوصلك ومحدش يعارض كلامي.
ندى بإستسلام:- حاضر يا عمتو بس بلاش تضايقي نفسك إحنا ماصدقنا حضرتك خرجتيلنا بالسلامه.
علا بتحايل:- طيب لو لينا غلاوه عندك اسهري معانا.
ندى بإحراج:- أسفه ياعلا لازم أمشي وبكره هاجي مع ماما إن شاء الله.
بعد محاولات منهم لكن ندى صممت تمشي وعلا اتصلت على أمير تبلغه مايطلعش و إن ندى نازله علشان يوصلها. ندى سلمت عليهم وودعتهم ونزلت شافت أمير مستنيها بره خرجت من العماره و شافها وفتحلها الباب وهي ركبت بصمت، داس بنزين واتحرك وطول الوقت كان ساكت،اتضايقت من تجاهله ليها وافتكرت كلام شمس ليها أنها ضعيفة قدامه، وحبت تثبتله انها مش ضعيفه وانه مش فارق معاها واتكلمت بتمثيل الثقه:- إسمه مازن.
أمير بثبات:-عارف.
اتضايقت اكتر من بروده وبصتله بغيظ:-أنت تعرفه ع فكرة.
أمير كشر عينيه:-مش واخد بالي؛ فكريني بيه!
ندى بنرفزه:-كان صديق ليا من واحنا صغيرين لحد الثانوى وكان جارنا في البيت القديم 
أمير هز راسه:-اممم افتكرته كان دايما يجيب شعره على جمب مش كده؟
ندى من بين أسنانها:- اشمعنا شعره اللي ركزت عليه! هو دلوقتي محامي معروف ومجتهد.
أمير بنفس الثبات:- تركيزي في شغلي وبس، إنما المتر مش فاكر منه غير شعره اللي كان دايما يهفهف وفرحان بيه.
ندى نفخت بغيظ:-مستفز.
وبصتله بإبتسامة بارده:-مش هتباركلي؟
أمير أبتسم ليها:-مبروك.
قلبها دق بقوة من الوجع لأن قلبها هين عنده قوي كده؛ بصت من الشباك وشافت إن الصمت أفضل بكتير، وأنها مهما تتكلم وتثبتله قد ايه أنها قويه! بنظرة واحده منه بتعلن هزيمتها قدامه، سايق وباصص قدامه نفسه يسافر لمكان بعيد، عايز يختلي بنفسه ويصفي روحه من شوائب الماضي والغبار اللي غطى قلبه، عايز يعرف هو عايز إيه بالظبط! ليه زعلان ومش فرحان! مش دي الامنيه اللي نفسك تتحقق وندى ترتبط بواحد علشان تنساك! ليه مخنوق دلوقتي! ياترى زعلك ده من إن مامتك متحمله عليك! ولا من ضغط الشغل ولا التفكير في الصفقه!ولا إيه بالظبط اللي قالب كيانك كده! شارد تماماً ومحسش بنفسه غير وهو بيكسر الصمت المميت وبيسألها:- وافقتي عليه! 
غمضت عينيها ونفسها تصرخ فيه وتقوله أيوه وافقت بسببك، وافقت علشان أنساك بيه ويارتني أقدر! أخدت نفس عميق وزفرته بوهن وردت:- أيوه.
أمير:- يعني انتي مرتحاله؟
ضحكت بتهكم وقالت بحسره:- مش هتفرق، هو إنسان كويس ومحترم، وكمان عارفين عن كل حاجه من سنين، ومجتهد، مفيش أي سبب للرفض! 
قالت آخر جمله بقصد منها يمكن يفهم أنها مجبره عليه ومش لاقيه سبب ترفضه، بصتله مستنيه رده عليها وشافته زي ما هو باصص قدامه و بيهز راسه ليها وقالها:- تمام.
سألته بإستفسار:- تمام إيه؟
أمير بثبات:- مادام مفيش سبب للرفض، يبقى تمام.
هزت راسها مع ابتسامة حزينه وقالت بصوت مبحوح:- آه فهمت.
أمير:- فهمتي إيه؟
ندى:- إنك بتباركلي.
أمير:- بالظبط كده.
حست أنها مش قادره تتنفس وحبت تخرج من الحاله دي وضحكت بتمثيل:- طبعاً أنت هتكون أول واحد موجود في الخطوبه.
بصلها وسألها:- آنتوا حددتوا؟
ندى بضحكة:- أيوة طبعاً، مازن مستعجل جداً، ده كمان عايز نكتب الكتاب في أسرع وقت.
فرمل العربية وبصلها وساكت، ندى قلبها دق لرد فعله وحست ببصيص أمل، وسألته:- وقفت ليه؟
أمير بهدوء:- وصلنا.
بصت قدامها وشافت أنه واقف فعلاً قدام بيتهم، يعني مفرملش غصب عنه! لأ ده بإرادته ومفيش حاجه أثرت على ملامحه، اتنهدت بحزن وحبست دموعها بصعوبه، وفتحت باب العربيه وبصتله بوداع:- تصبح على خير.
هز راسه ليها:- وانتي بخير.

            

              
                    

طلعت على بيتها وأمير رجع على بيته، ندى واقفه في شباكها وهو كمان واقف في شباكه، وكل واحد سرحان في مستقبله اللي مش شايفين منه غير ضباب وبس.

بعد يومين.

عند ليله على السطوح قاعده وقدامها طبق غسيل بتغسل هدومها وبعد ما خلصت قامت على مهلها تنشر الغسيل وكان ضهرها لسلم البيت مركزه في شغلها لكن فاجأه فتحت عينيها بصدمه لما سمعت صوته بينده عليها من وراها مباشرة،مشبك الغسيل وقع من ايدها وكانت بتتمنى انها تكون بتحلم،أول ما تبص وراها مش عايزه تشوفه قدامها،بتتمنى تكون بتتخيل، مستحيل يكون مروان!! لا لا لا يا ليله أنتي اكيد بتتخيلي، أيوه مروان عمره ما يعرف يوصلك؛ وعمره ما هيجي هنا أبدا؛ أيوه أنتي بتتخيلي مش اكتر علشان بتفكري فيه كتير بس، لكن سمعت صوته تاني بنبره حنونه:- ليله!
لفت ببطء وكانت الصدمه أنها فعلا مش بتتخيله وان مروان جه علشانها بصتله ومش عارفه تقوله إيه؟اتلجمت مكانها، ياترى تسأله جاي ليه! ولا تطرده ويمشي بعيد عنها! طيب هو جاي علشان يفضحها هنا كمان!!! مش كفايه اللي عمله في الحاره القديمه!
مروان ما صدق إن أنجي تسافر اسكندريه للمصنع وراح علشان يقابل ليلته؛ متأخرش ولا اتردد أنه يجي علشان يشوفها ويتكلم معاها ويحكيلها قد إيه هو عانى من غيرها، عايز يبرر موقفه كالعاده ليها، عايز يتوسل علشان عارف ومتأكد انها هتسامحه علشان واثق انها لسه بتحبه، أيوه بتحبه النظره اللي في عينيها دلوقتي ليه رغم عتابها بس مليانه حب واشتياق، قرب منها خطوتين ونده عليها بهمس واشتياق:- عامله ايه يا ليله؟
قلبها بدأ بالنبض من تاني، مروان حبيبها واقف قدامها مفيش حاجز بينهم، ريحته ملت المكان حواليها، قلبها مليان بالوحده ونفسها ترمي نفسها في حضنه نفسها تطلع كل وجعها فيه والايام القاسيه اللي عاشتها لكن اللوم ما بقاش نافع معاه، ضغطت على أسنانها بغيظ منه ومن طريقته ونظرته اللي كلها توسل وأنه دايما عايش دور الضحيه، حطت أيدها على بطنها وشاورتله على السلم واتكلمت بنرفزه:- أمشي يا مروان؛ امشي من هنا.
مروان بإصرار:-مش همشي يا ليله؛ انا جاي النهارده علشان نتكلم ونوصل لحل.
ليله بعصبيه:- الحل انك تمشي من هنا؛ انت بأي حق تجي برجليك لحد هنا؟ مش كفاك اللي انت عملته فيا هناك عايز تفضحني هنا كمان؟ أنت ايه يا اخي ما بتحسش؟
مروان بندم وعتاب:- لا يا ليله أنا بحس بس انتي اللي مش حاسه بيا، انا بتعذب في بعدك عني.
بصت ليه بغيظ من فوق لتحت واتحركت كم خطوه ووقفت قدام اوضتها واتكلمت بنرفزه:- بعدي عنك!!! مين اللي بعد عن مين يا مروان؟! فوق لنفسك وانت بتتكلم؛ فوق واعرف أنت بتتكلم في ايه وبتقول إيه!! ما تكدبش الكدبه وتصدقها، أنت اللي بعدت عني مش أنا، أنت اللي رميتني واللي بعتني، أنت السبب في كل حاجه بتحصل وهتحصل، وجاي في الاخر بتلوم عليا أنا؟ جاي تقول انك متعذب من بعدي عنك؟ امشي يا مروان امشي وسيبني في حالي كفايه اللي جرالي من تحت راسك.
مروان قرب منها ومسك دراعتها بتوسل:- امشي اروح فين يا ليله!! انتي ليه قلبك ما بقاش فيه رحمه من ناحيتي؟! معقول نسيتي كل حاجه بينا معقول نسيتي كل الوعود اللي فاتت! انا مانكرش اني غلطان؛ وما بنكرش اي حاجه عملتها في حقك؛ لكن كل ده غصب عني؛ الست اللي انا متجوزها! عارفه قد ايه انها متسلطه ومتجبره؟ وهي السبب في اللي انا فيه دلوقتي.
ليله افتكرت آخر موقف معاه وصوته وهو بيرمي عليها يمين الطلاق، ونزلت أيديه بقوه وزعقتله:- بطل كلام الأفلام ده؛ خلاص حفظته تحب اكتبهولك في ورقه؟ ولا أسجلهولك إن الست هي السبب وانك غصب عنك كل اللي حصل! وانك ياحرام ضحيتها، وإن هي اتجوزتك بالغصب، ناقص تقول إنها ممضياك على اوراق علشان تطلقني او يمكن ممضياك علشان تعيش معاها بالاجبار مش كده يا مروان؟مش ده اللي عايز تقوله واللي عايز توصله ليا؟ خلاص يا سيدي الفكرة وصلتلي، أنا فهمت إنك الوحيد ضحية القصه كلها،ممكن بقى تتفضل تمشي؟ انا هنا مش في حارتنا يا مروان لو حد شافك معايا دلوقتي هتبقى مصيبه بجد.
وكملت بقهر:- وانا دلوقتي لعندي أب يدافع عني؟ ولا عندي راجل يقف في ضهري؛ انا أتيتمت واترملت بدري، فياريت تسيبني في حالي، سيبني اعيش في حالي علشان اعرف اربي أبني في المستقبل.
مروان بص على بطنها بحنين:- إبنك!! هو ابني يا ليله؛ وليه عايزاني امشي من حياتك وليه عايزاني أبعد!! انتي عارفه كويس ان اللي في بطنك ده هيتسجل باسمي.
ضحكة بتهكم لعشمه الزايد:- عشم ابليس في الجنه يا مروان يا ورداني، ابني مستحيل يتسجل بإسم واحد زيك، ابقى غبيه لو سجلته باسمك.
مروان كشر عينيه بصدمه:- قصدك إيه يا ليله؟
ردت عليه بهجوم وصوت عالي:- قصدي إنك ما لكش في ابنك ده اي حق من الحقوق؛ انت ما صرفتش عليه جنيه لحد دلوقتي؛ انت ما عشتش يوم من الأيام من اللي كنت بموت فيها علشان اجيب حق العلاج، كنت فين وانا محجوزه في مستشفى علشان ينقلولي دم لما جالي فقر دم من قلة الاكل والغذا؟ كنت فين وانا بنام في الشارع قدام المحل شغل إضافي؟ كنت فين وانا هنا في عز البرد وماية المطر بتدخل عليا من كل حتة في الاوضه دي؟ كنت فين في عز البرد وانا بنام مش لاقيه غطا عدل يدفيني في عز الشتا؟ كنت فين وانا بنام مرعوبه وخايفه حاجه تحصلي ف نص الليل وانا لوحدي؟ أنت ما لكش اي حق فيه ولا فيا أنت خلاص كنت من الماضي وانتهيت، واطلع من حياتي يا مروان، أنت من دلوقتي تنساني زي ما انا نسيتك.
خلصت كلامها ودخلت وقفلت الباب في وشه وقفت ورا الباب ودموعها نازله، مروان قرب من الباب ورفع أيده واتكلم بعاطفه:- ما تقسيش عليا يا ليله ما تبقيش انتي والزمن عليا؛ اليوم اللي انا مشيت فيه من عندك كنت رايح ليها علشان اخلص شغلي وارجعلك زي ما قولتلك، لكن انجي كانت مخططه لكل حاجه، كانت عارفه اللي حصل، عرفت بجوازي منك وده ما ضايقهاش بالعكس!! انجي ما يفرقش معاها اي حاجه غير نفسها وبس، يا ريتها يا ليله قالتلي سيب كل حاجه وروح لحبيبتك،كنت هجري واسيب كل حاجه وانا فرحان واجيلك، لكن بالعكس هي هددتني بيكي قالتلي اني لو ما طلقتكيش هتاذيكي وتنهي حياتك بأي طريقه، انجي انا اعرفها اكتر من نفسي يا ليله صدقيني وقتها خوفت، خوفت عليكي ،عندي اهون اني اطلقك ولا اني اشوفك مأذيه، انا ضحيت بحبي علشان خاطر حياتك انتي يا ليله، عشت في بعدك ولا كأني عايش.
فتحت الباب وبصت في عينيه بعتاب:- هددتك بيا أنا؟!
قرب منها ومسح دموعها اللي نزلت:- غصب عني فراقك بس هي جبروت وتقدر تعمل اي حاجه لو كنت قلتلها لا او ما طلقتكيش صدقيني كنا احنا الاتنين هنبقى ضحيه استبدادها وجبروتها، اوعي تفكري يا ليله اني قادر استغنى عنك او قادر اعيش من غيرك! انا بحبك؛ بحبك اكتر من اي وقت فات.
غمضت عينيها من لمسة أيديه اللي اتحرمت منها، ودموعها نازله نفسها ترمي نفسها في حضنه نفسها ترمي وجعها والايام الصعبه اللي عاشتها في حضنه لكن للاسف ما ينفعش، هو ملك لوحده تانيه هو رماني خلاص بقى انسان غريب عني هو طليقي مش أكتر، كان بيرسم تفاصيلها مسك وشها بايديه واتكلم بصدق:- صدقيني يا ليله هو ده كل اللي حصل وعملت كده علشانك انتي، لو شايفاها انانيه انا موافق اني اكون اناني واضحي بحبي في سبيل حياتك انتي، انا ما عنديش غيرك وما ليش غيرك واللي حصل كله غصب عني، واللي انا عايزك تكوني مقتنعه بيه ومصدقاه ان عمري ما كذبت عليكي في اي حاجه من حبي ليكي، انا حقيقي بحبك وهعيش عمري كله بحبك وهموت وانا بحبك.
ردت عليه بصوت مكسور:- خلاص يا مروان كل حاجه خلصت.
مروان بضعف:- اوعدك اني هصلح كل حاجه.
ليله بوجع:- اللي اتكسر عمره ما بيتصلح
مروان طبع بوسه رقيقه على جبينها خلت قلبها يدق وكلمها باستعطاف:- بكره هصلح كل حاجه بس أنتي متقسيش عليا وحسي بيا.
ليله فتحت عينيها وبصت في عينيه بحنين للماضي واتكلمت بعتاب:- بس انت طلقتني وما سألتش عني وكل حاجه انتهت.
مروان بدقة قلب:- مين قال انها انتهت! مش يمكن دي البدايه لينا.
كشرت عينيها وسألته:- قصدك إيه مش فاهمه!
بيرسم تفاصيلها و قلبه دق بعنف شديد وبص على شفايفها بإشتياق وحن للماضي ومقدرش يتكلم وأفعاله هى اللي اتكلمت، وبدأ في الاحتلال مرة تانيه وليله من عشقها لمروان والعذاب اللي عاشته نفسها تترمي في حضنه وتنسي وجع الماضي ،والمرة دي كانت في احتياج ليه وسلمت نفسها بكل إرادتها ونسيوا هما فين ونسيوا المكان والزمان، وتم الاحتلال لتاني مرة بدون إدارك منهم

            

              
                    

سعاد حكت لمامتها وأخواتها عن مختار وسألوها عن رأيها وردت عليهم بالموافقه،وبعدها اتصلت وبلغت مختار إللي يدوبك عرف ومستناش و راح لوحده مؤقتاً أتقدم وطلب أيدها من والدتها واخواتها الرجاله وبعد الموافقه اتفقوا على ان ما فيش خطوبه لانها مطلقه هتكتب الكتاب وتروح على بيت جوزها في نفس اليوم ومختار ما اعترضش وكان مبسوط وقالهم:- والله يا جماعه انا كنت ناوي بالفعل اطلب منكم أنه ما يكونش في خطوبه احنا لسه مش هنتعرف على بعض؟ ولا لسه صغيرين علشان نقضي فتره خطوبة، والحمد لله فيكوا تسألوا عني اهل المنطقه الناس المحترمين وتسالوا كمان عم فرغلي واللي تؤمروا بيه انا هنفذه.
رد اخوها سيد بإبتسامة:- سيرتك وسمعتك اشهر من نار على العلم يا استاذ مختار، وأنت بسم الله ما شاء الله ما تتخيرش عن احمد اخويا وسعاد دي ربنا يعلم معزتها عندي قد ايه، وانها يوم ما تسيب البيت ده هتكون سابت فراغ كبير في قلوبنا، هي اختنا الوحيده ونفديها بعينينا، وبرده هرجع واقولك اللي تقدر تجيبه في بيتك جيبه واحنا اللي هنقدر عليه هنجيبه مش عايزين نعقد الدنيا.
مختار بإبتسامة:- والله يا استاذ سيد انا مش عايز اي حاجه غير سعاد والولاد دي عندي بالدنيا كلها؛ واي حاجه تانيه تتعوض ويا ريت بقى انا شايف ان خير البر عاجله ونكتب الكتاب الخميس اللي جاي ايه رأيكم؟
كلهم بصوا لبعض وسعاد وشها جاب الوان وبصت في الأرض، امال ردت بحيره:- ايوه يا ابني بس لسه في شويه كماليات كده هنجيبها لسعاد.
مختار بتفهم:- يا امي احنا هنكتب الكتاب ان شاء الله وهاخد سعاد والاولاد ونسافر شهر عسل ومفتاح شقتي هسيبه معاكم تكونوا في الوقت ده جبته اللي انتم عايزينه ولو اني والله ما عايز اي حاجه ولولا فاهم و عارف ان سعاد ممكن تزعل وتقول انت هتاخدني بشنطة هدومي بس؟ كنت قلت لكم ما تجيبوش قشايه في البيت وانا تحت امركم في اي حاجه.
سيد بص لسعاد وسألها:- ها يا سعاد ايه رأيك؟ قولتي إيه 
سعاد حاسه ان صوتها مش خارج وقالت بصوت خافت:- اللي تشوفه يا سيد.
سيد بتفكير:- وماله انا بقول نفرح وما دام انت هتسافر شهر يبقى هترجع ان شاء الله وتلاقي كل حاجه تمام؛ بس في حاجه كده كنت عايز اتكلم فيها.
مختار بقلق:- خير اؤمرني.
سيد:- الأمر لله وحده بس انا سمعتك بتقول هتسافر شهر عسل والولاد معاك معلش يعني ولا مؤاخذه هتاخد العيال ازاي وأنت عريس؟
مختار بضحكه:- لا ما تقلقش يوسف وايمان هحطهم في عيني وما ينفعش اسافر واسيبهم هنا؛ مامتهم هتبقى قلقانه عليهم.
امال شهقت:- يا ندامه يا ابني وهما العيال هيقعدوا في مكان غريب ما ينفعش يسافروا معاكوا انتوا عرسان سيبهم هنا معايا اهم يونسوني ولما ترجعوا ان شاء الله ابقوا خدوهم وسافروا اي حته تانيه الدنيا ما طارتش يعني.
مختار قلبه دق:- اللي تشوفوه صح انا هعمله؛ وبكره إن شاء الله هاجي أنا وعيلتي ونطلب أيد سعاد رسمي.
أحمد رد بإستعجال وفرحه:- يبقى كده كل حاجه ماشيه زي الفل و على خيرة الله نقرا الفاتحه؟
كلهم رفعوا ايديهم وبيقراوا الفاتحه وعبير زغرطت، وسعاد غمضت عينيها وبتدعي من قلبها ان ربنا يكمل فرحتها على خير.

            

              
                    

بعد ما ليله فاقت من اللي حصل بينها وبين مروان اتعدلت في السرير بصدمه ولطمت على وشها من غبائها وأنها لتاني مرة تخسر نفسها وتسلم نفسها، رغم إن العلاقه والاحتلال تم بإرادتها هى، محاولتش حتى تقاوم مروان أو ترفضه؛وبررت أنه احتياج، هل فعلاً هو احتياج ولا تخبط منها ومش عارفه هى عايزه إيه ولا عارفه تحدد ايه اللي جواها! رغم أنها عاشت وقت جميل ومشاعر تواقه بينها وبين الشخص اللي بتحبه إلا إن جواها جزء مش مستريح! وده أكيد لأن اللي يعيش في الضلمه! صعب يحس حلاوة النور، رددت لنفسها بعياط:- يا نهار أسو. يا نهار أسو. عليا واللي بيحصلي!
مروان مسد على ضهرها:- اهدي يا ليله في ايه لكل ده!
بصتله بغيظ وغضب ونهرته:- في إيه!!! انت مش عارف في إيه؟! ولا المصيبه اللي حصلت دلوقتي؟
مروان اتعدل وبيقفل زرار القميص:- هنرجع تاني يا ليله لنفس التفكير ده؟ حبيبتي انا بحبك وقريب قوي هنرجع نعيش مع بعض.
كشرت عينيها:-نرجع نعيش مع بعض؟ يعني انت مش فارق معاك اللي حصل بينا دلوقتي وفي الحرام يا مروان!
مروان رجع شعرها ورا ودنها بهدوء:- ليله أرجوكي بطلي بقى تفكري بالطريقه دي، مادام انا بحبك وانتي بتحبيني! خلاص مافيهاش اي حاجه، وبعدين كلها فتره بسيطه اظبط اموري واخدك واسافر بعيد عن البلد دي، ونعيش هناك براحتنا.
ليله بأمل ونسيت كل اللي حصل؛ مسكت دراعه بثشبث:- انت بتتكلم بجد يا مروان انت ممكن ترجعني ليك تاني ونبعد بعيد عن هنا؟
مروان أبتسم ودفن وشه في كتفها:- زي ما قلتلك يا ليله انا خلاص ما بقتش قادر أعيش من غيرك.
ليله بأمل ردت بتفكير:- طيب مادام أنت مقرر، يبقى رجعني عند أي ماذون وما ليش اي طلبات عندك، المهم تردني ليك.
مروان اتعدل ورد بحيره:- أحم ، دلوقتي حالياً مش هقدر اعمل اي حاجه؛ ومتتسرعيش وتقولي اني بضحك عليكي، أنا فعلاً مش هقدر، لأن ان أنجي لو عرفت! المرة دي مش هتتردد أنها تقتـ.ـلني وتقتـ.ـلك سيبيني بس اظبط كل اموري واليوم اللي هكتب عليكي فيه! هاخدك ونسافر وأطلق انجي واكون استريحت من جحيمها، وزي ما ادتيتيني فرصه المرادي! فخليكي واثقه فيا واعتبرها آخر فرصه ليا.
غمضت عينيها واخدت نفس عميق ومفيش وقت للتفكير لأنها معندهاش حل تاني،حطت راسها على كتفه واتكلمت بإحباط:- انت ما تعرفش انا محتاجالك قد إيه يا مروان! انا تعبت من العيشه لوحدي؛ واتعذبت قوي والدنيا دايما مديالي ضهرها وحالفة ميت يمين ماتضحكلي، وحياة ابنك يا مروان المرادي تخليك جمبي وما تبعدش، ما بقاش فيا حيل لأي صدمات تانيه.
مروان ضمها لحضنه وطبع بوسه على شفايفها:- اوعدك يا روحي اني مش هبعد عنك أبدا؛ انا خلاص عرفت سعادتي فين ولازم اكمل علشان نعيش مع بعض.
خبت نفسها في حضنه عايزه تعوض كل الاحتواء اللي اتحرمت منه، وابتسمت أخيراً واتنهدت:- تعرف من زمان قوي ما غمضتش عينيا براحه وأمان كده.
ضمها اكتر لحضنه وبيلاعب خصلات شعرها:-اوعدك اللي جاي كله هيبقى راحه ليا وليكي؛ بس عايز أعرف منك وتحكيلي كل اللي حصل معاكي، واية اللي جابك في مكان زي ده؟
بدأت ليله تحكيله وهى ساكنه في حضنه كل اللي حصل ليها من وقت ما طلقها ومو.ت أبوها وخبث فتحي طليقها لحد ما هربت من الحاره واشتغلت هنا، وبعد ما سمع منها سألها على الحمل واللي مرت بيه وحكتله، واتفق معاها أنه كل فترة هيجيلها هنا الأوضه وأنه آأمن مكان أنجي متقدرش توصل ليه، وفاجأة حسوا بحركة بره الاوضه وحاجه وقعت على الأرض، وكأن حد كان بيراقبهم، ليله انتفضت من مكانها وقالت برعب:- ينهار أسو. إيه الصوت ده؟ لايكون حد شافنا وبص علينا من الشباك؟
مروان طمنها و قام بخفه وبص من الشباك بترقب ما لقاش حد ولف ليها:-ما فيش حد أهدي أنتي خوفتي ع الفاضي.
ليله:- خوفت على الفاضي إزاي؟ والصوت اللي سمعناه بره ده؟ لأ أنا متأكدة أن حد شافنا، يادي المصيبه.
فتح الشباك على آخرة وبص كويس وشاف كرسي قديم واقع ع الأرض:- ده كرسي قديم وقع من وسط الروبابيكيا متقلقيش بقى.
ليله حطت أيدها على قلبها بقلق مبهم:- لأ؛لا ميقعش لوحده أنا بقالي شهور هنا وزي ما هو، اشمعنى وقع دلوقتي؟ أنا متأكده إن في حد طلع ع السطح، انا هطلع اشوف بنفسي.
وكملت بتنبيه:- اوعى تطلع بره الأوضه دي مش ناقصه فضايح.
لبست فستانها وطلعت دورت على السطح كله ما لقتش حد وظنت إن الكرسي وقع علشان قديم ومتكسر،حطت أيدها على قلبها بأريحية ودخلت عند مروان وهى متطمنه،وما تعرفش إن محمد إبن الست ساميه شافها وهى في حضن مروان و واقف على السلم ومبتسم بخبث:- ما طلعتيش سهله يا ليله.

أمير في مكتبه و وصله كارت دعوه ، وفتحه يقرأه وكانت دعوة خطوبة ندى ومازن.

ندى قاعده قدام التسريحه ولابسه فستان الخطوبه باصه لنفسها في المرايه بضياع ومش قادره تشوف ايه اللي مرسوم ليها، او إيه اللي هي رسمته لحياتها،كل حاجه قدامها فراغ مش حاسه بطعم أي حاجه، الفرحه اللي جواها ما.تت لانها بقرارها ده! خلاص قيدت نفسها بمازن وللابد؛ وندمت إنها وافقت من البداية، فكرت إنها هتنسى أميرها وهتقدر تتخطاه، دموعها نزلت بقهر، غمضت عينيها وحست بإختها شمس اللي دخلت عليها وكانت هى كمان مش مبسوطه، واتكلمت بإحباط:-عريسك وصل يا ندى -----------يتبع 

إحتلال مُحرم 
بقلم مريم نصار
غلاف زهرة ❤️

            

 •تابع الفصل التالي "رواية احتلال محرم" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات