رواية العسقلة الماكرة الفصل السادس عشر 16 - بقلم ايمان كمال
١٦
برغم ان التفاعل مزعلني اوي مقارنه بنسب المشاهدة، لكن طلبتوا مني امبارح فصل زيادة وكان الوقت متأخر مقدرتش انزله، فهنزله مع فصل النهارده، يارب متبخلوش يتفاعلكوا عليهم وتعلموا ريفيوهات حلوه زيكم..
الفصل السادس عشر
قال بحنان وهو سارح ومتعمق في جمال عينيها، وحاطط ايده ومتمسك بأديها قوي: اوعي تقولي كده تاني، انتي متعرفيش يا مرزوقة غلاوتك عندي اد اية؟! من يوم ما اقتحمتي حياتنا وكلنا اعتبرناكي واحده مننا، واكيد انتي لامسه حب ماما ليكي ازاي.
سكت لحظات وبلع باقي كلامه اللي عيونه قالته قبل لسانه، كان نفسه يكمل ويقولها واد ايه هي مهمه بالنسبه له، ايوة بقت جزء مهم جدا ومالي فراغ جواه، لكنه سكت، وهي سحبت اديها وقالت: طب لو انا زي ما بتقول، وافق على قرب سليم من مدام شادية؟
اول ما سمع اسمه، رجع لحالة الجنون تاني وغمض عينه عشان يقدر يسيطر على نفسه ورد بحزن ووجع: صدقيني حاولت لكن مش قادر استوعب وجود راجل غريب في حياتنا، مش قادر اتخيل انه هيقرب منها ويكون له الحق عليها، وتنشغل بيه وتسبني، انتي مش عارفه ماما اية بالنسبالي، امي الدنيا كلها، من وقت ما ماما اتوفت عمري ما حسيت باليتم، في الاول كنت بناديها بعمتو، ولما حصل اللي حصل، طلبت مني اقولها ماما عشان محسش اني محروم، سمعت كلامها لمجرد انها طلبت كده، لكن لما كبرت حسيت فعلا انها امي اللي ولدتني، عمري ماحسيت ان ماما اتوفت، يمكن عشان قبل الحادثة كانت عمتو هي اللي مربياني وكنت قاعد معاها طول الوقت، او ربما لحنانها اللي غرقتني بيه من صغري، مش عارف؟! بس اللي اعرفه كويس اني مقدرش استغني عنها ابدا.
مرزوقة كانت بتسمعه وشايفه وحاسه اد ايه بيعشقها مش بس بيحبها، وان مهمة شادية صعبه جدا، قربت منه وقالت في محاولة لاقناعة: وكل مشاعرك الحلوة دي تستاهل انك تضحي يا استاذ ياسر عشان تسعدها، خصوصا انك شايف اد اية هي بتحب سليم.
ياسر بحزن: مش قادر يا مرزوقة، والله نفسي اسعدها بس صعب اتقبل ده، بل مستحيل راجل غيري يشاركني فيها.
مرزوقة بقوة قالت: يبقى يأسفني اقولك انك هتفضل تشوفها بحالتها كده كتير، في ايديك علاجها وشفاها، ومع كل آسف مانعه عنها، زي اللي هيموت من العطش وانت شايفه قدامك بيتعذب وفي ايديك المية وبترميها قصاده، وشايف الحسرة داخل عيونه ومش راضي تحقق مراده.
وطى راسه للأرض وملقاش رد يرده، سمعت صوت تليفونها بيرن، راحت تشوف مين، مع انها كانت متوقعه انها شادية، ردت وسمعت صوتها بتقولها في لهفه: طمنيني يا مرزوقة، ياسر عامل اية؟
مرزرقة قالت وعينيها عليه: اطمني حالته ميؤس منها، مفيش امل فيه.
شادية بفزع: ماله ابني؟ فيه اية؟
مرزوقة اتنهدت بحزن وقالت: كويس ياحبيبتي، متقلقيش كده، انا بتكلم على تفكيره مفيش فايده فيه.
شادية خدت نفس براحه وقالت: رعبتيني عليه ربنا يسامحك ياشيخه، كل حاجة تهون في سبيل انه يكون كويس، انا مش مهم، هو عندي اهم، سلمي عليه، سلام.
قفلت معاها وحكت له فزعها وخوفها عليه، خجل من نفسه، لكن مازال عند عناده وموقفه، فضلوا مع بعض يتكلموا ويحكي ليها عن حياته وهو صغير، وازاي كانت شادية ماليه كل حياته وكل دنيته، ولما طال الوقت، ركب العربيه واتحرك للفيلا عشان يرتاحوا بعد اليوم الطويل اللي عاشوه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان حاسس انه تايه من غيرها، في حاجة نقصاه بس بيكابر، ومش عايز يعترف، بيشتغل طول الوقت بدون ما يكل عشان ميفكرش فيها ولو لثانيه، لكن طول الوقت قلبه بيصرخ وبيطالبه انه يسمع حتى صوتها، حاربه كتير لكن في النهاية انتصر قلبه عليه، كان عنده خط شريحه مش بيستخدمه، ولا هي تعرفه، حطه في التليفون وطلب رقمها اللي حافظه عن ظهر قلب واستنى عماد انها ترد، عشان نفسه يسمع صوتها، مكنش هيتكلم لكن حتى سماع صوتها حرمته منه لما مردتش عليه، جرب تاني وثالث، وفي المره الرابعه ردت شروق وانتظرت ان حد يرد عليها بس مكنش في رد، للحظة قلبها قالها انه هو، فضل الخط مفتوح بينهم، صوت انفاسهم بس اللي بيسمعوه، اكتشفت ان صوت نفسه كان وحشها اووي، عشان كده مقدرتش تقفل الخط، وهو كمان كان مكتفي بسماع انفاسها العالية اللي بتصرخ مشتاقه ليه، وفضلوا كده مده مفيش حد قادر يتكلم، هي خايفة تنادي على اسمه يطلع حد تاني، وهو خايف يتكلم تقفل السكه، وتحس انه ضعف وانهزم قدامها، قفل الخط اول ما دخل عليه الساعي يحطله قهوته على المكتب، ولسه هيمشي شاف على وشه التردد وانه عايز يتكلم بس خايف، شرب من فنجانه، وبعدين اتكلم سأله: مالك ياراجل ياطيب؟ حاسس انك عايز تقول حاجة ومتردد تتكلم؟
الساعي بتردد: بصراحه اه يا بني، في حاجة حصلت من مده ولازم تعرفها.
عماد عقد بين حواجبه وسأله: خير ياعم عبده؟
عم عبده قرب منه وقال بصوت واطي: هقولك بس اوعدني انك متقولش لحد؟!
عماد بقلق: اوعدك، واحكي من غير مقدمات.
حكى عم عبده حوار خيري مع مراته اللي كان بيسمعه عن طريق الصدفه، وفكر كتير انه يخبي وميجبش سيره، لكن لما سمع حواره ونصايحه ليه اللي للأسف بيعمل عكسها، حب ينوره ويبينله انه بيضله مش بيفيده، كان عماد بيسمعه والحزن والندم بان على وشه ولما خلص عم سيد قاله: ياريتك اتكلمت من بدري يا عم عبده، كان حاجات كتير اوي اتغيرت، بس للأسف الوقت فات.
عم عبده بهدوء قال: يابني كل حاجة تتعوض، وكل مشكله ولها حل، واللي اتكسر ممكن يتصلح.
عماد بوجع: مع كل آسف، في حاجات مستحيل تتصلح يا راجل يا طيب، ولو حاولنا نصلحلها هتكون مشروخه، ومع اول موقف هتتكسر وتتحطم من تاني لان فات الوقت.
عم عبده بعفوية: هيبقى كفاية اننا حاولنا، حاول ولو ربك رايد الميه هترجع لمجاريها تاني.
عماد بأمل: تفتكر ينفع؟
عم عبده حس ان كلامه هيجيب نتيجة فرد ببتسامه: كله بأمر الله، حاول واللي من نصيبك هيصيبك، عارف يا بني انا متجوز الست بتاعتي من اكتر من ثلاثين سنه، والحمد لله جوازنا ناجح عارف ليه؟ عشان كل واحد فينا عارف واجباته كويس، عارف اللي عليه وبيأدية بكل حب، ربينا عيالنا على تحمل المسئوليه، والمشاركة في كل حاجة تخصنا، مكنتش بخجل اني اعرفهم دخلي اد اية، اول ما اقبض ادي مراتي المرتب، وهي بشطارتها تقسمه، كل ده قدام عيالي عشان محدش يجي يطالبني بحاجة فوق امكانياتي.
عماد بستفهام وحيره سأله: طب لما كانت بتقابلك مشكلة بتتصرف ازاي ياعم عبده ؟
عم عبده بهدوء: بالحكمه الفطرية اللي ربنا خلقنا بيها يابني، بتكلم مع نصي الثاني اللي ربنا خلقها من ضلعي، هلاقي مين اقرب ليا منها، لا صاحب ولا اخ، بشاورها واتناقش فيها، وهي تقترح حلول، وانا اقول حلول، وفي الاخر الحل الانسب بنختاره، دي مسيرة عشرة طويله ومشوار حياه عشته، صدقني مش هتلاقي اكتر من مراتك تخاف عليك وترشدك للصح، مادام انت اخترت في الاول صح.
قال كلامه وسابه في حالة التخبط، بس المره دي، مش منها لا من صاحبه اللي كان فاكر انه صاحبه وبيحبه، وعايز مصلحته، طلع مع كل آسف منافق وبوشين، ولا يستحق لقب صاحب، وكلام الراجل العجوز فوقه وكشف له حاجات كتير كان غافل عنها.
قام وراح للمدير وطلب نقله لفرع القاهره، وضحى ببدل السفر، وبكل حاجة تبعده عن شروقه اللي قرر انه يحاول معاها مهما لقى منها صد ورفض، لانه عرف واتأكد انه كان ضحية ولعبه في ايد صاحبه، وعشان كده مش هييأس ابدا من رد فعلها مهما يكون، والاهم من كل ده هيرتب كل افكاره ومعتقداته الغلط عشان يقرب من حببته ويفوز بيها.
بعد الحاح كتير وافق على طلبه المدير، وخرج من عنده وراح يلم كل متعلقاته ويستعد للسفر.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
لسه على حالتها وماسكة الفون وبتبصله كأنها منتظره منه ينطق ويقولها ان اللي كان معاها على الخط حبيبها، فضلت كتير باصه للرقم عايزة تتصل بيه لكن خايفه ميكنش هو وتجيب لنفسها معاكسات هي في غنى عنها، لاحظت شيزار سرحنها فسألتها: مالك يا شروق بتفكري فيه اية؟
شروق بتيه قالتلها على المكالمه الصامته، ولا احساسها اللي حسته، اخدت شيراز الرقم واتصلت بيه، لاقته مقفول، ابتسمت شروق وقالت: كنت متأكده انه مقفول وده اكبر دليل انه عماد.
شيراز بتسائل: واية اللي مخليكي متأكده كده؟
شروق بتوضيح: اصله لو حد بيعاكس كان اتكلم وجر كلام لما سمع صوتي، لكن عماد كان عايز بس يسمع صوتي مش اكتر، ولما سكت حس اني عرفته، صوت انفاسنا هي اللي كانت بتتكلم، بس قفل مره واحده.
شيراز بتحاول تفوقها من الوهم فقالت: يابنتي بلاش تعيشي نفسك في حلم، وتنسجي خيوطه وفي الاخر يكون كله وهم انتي اللي عشتيه، ويكون عماد ولا بيفكر فيكي اصلا.
قاطعتها وقالت بحده: مستحيل احساسي يكدب عليا، عماد بس بيكابر مش اكتر، مش عايز يعترف ان حبه هزمه وانتصر عليه، وانه لسه بيحن ليا.
شيراز بغيظ: اية المخلوق ده؟ بيكابر وبيعاند نفسه ليه؟ ليه بيحرم روحه من السعاده، هي حرب هيدخلها ولازم ينتصر؟!
شروق بحزن: تفكير انسان مريض بالسلطة والسيطرة، تقولي اية بقى، حظي الاسود وقعني في حبه.
شيراز بجدية سألتها: شروق لو عماد فعلا رجع ندمان ممكن توافقي ترجعي له تاني؟
سكت شروق ومعرفتش ترد عليها، يمكن عشان متوقعتش سؤالها ده ابدا؟ ولا توقعت ان ممكن عماد يتراجع عن تفكيره وموقفه تجاها، لكن لو حست فعلا بتغيره وانه جاد في صدق مشاعره، ربما تعيد التفكير، كانت بتتكلم في سرها وعقلها رافض فكره القبول، وقلبها بيحسها انها تديله فرصة ثانية يمكن يحسن استغلالها، وفضلت داخل صراعها بين العقل والقلب، اللي عمرهم ابدا ما بيتفقوا على قرار واحد.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
دخلت مرزوقة تطمن عليه، لاقته على نفس حالة الحزن، اتنحنحت وسألته: مش هكمل تدريب يا استاذ ياسر؟
رفع عينه وقال بتعب: لا مش قادر دلوقتي يا مرزوقة، ارتاحي شوية ولما يجي مجدي هيكمل معاكي.
مرزوقة بتفهم وهي بتهز راسها: اوك هطلع اخد شور واغير هدومي عقبال ما هنية تحط الأكل على السفرة.
ياسر شاور ليها براسه من غير ما يتكلم، وهي راحت للمطبخ تشوف هنية خلصت الأكل ولا لسه؛ لاقتها بتجهزه وناقص على الغرف، سابتها وطلعت اوضتها مع شادية وخدت شور سريع، ولبست فستان رقيق وسابت شعرها طليق بحرية على ظهرها، وحطت كحل ترسم بيه عيونها وبتبرز جمالهم، وروچ خفيف ونزلت على تحت ونادت عليه عشان يجي ياكل، اول ما قعد حاول يحط لقمه في بقه مقدرش يبلعها، دي كانت اول مره هياكل وامه مش قاعده قصاده تعزم عليه وتحط قدامه كل اصناف الاكل، وهو يقولها كفايه وهي تزيد وتحط قدامه، ساب المعلقه من إيده وقام وقف، حست مرزوقة بيه وقالت مقترحه عليه: تحب ناخد الاكل ونروح ليها المستشفى؟
ابتسم وبصلها باعجاب، ازاي عرفت تقرأه بالشكل ده؟ وبالسرعة دي بقت تفهمه، وافق على اقتراحها، وابتدت تغرف الأكل في علب حافظة للاكل عشان يكون سخن، وخلت هنية تحطهم في شنطه وراحوا ليها المستشفى، وقبل ما يمشي قال لهنيه: لو جه مجدي خليه يستنى لحد ما اجي، احنا مش هنطول.
سابها وركب عربيته وانطلق بسرعة الريح لوالدته، واول ما وصل فتح الباب ودخل واللي شافه خلاه يقف مصدوم، ومدبوح، ومعرفش ينطق بحرف، شافها قاعده بتاكل من إيد سليم وسعيده، وعينها بتلمع من الفرحه، وهو واقف غريب زي ما يكون ملوش مكان وسطهم، ازاي قدرت تبلع اللقمه من غيره؟
قفل الباب براحه، ونظرات مرزوقة مندهشه ومش فاهمه حاجة من شكله، قعد على كرسي جنب الباب، وهي لسه هتدخل قالها: متدخليش مش هتحس بيكي، هي خلاص اكتفت باللي موجود معاها، يالا بينا يا مرزوقة نروح.
مرزوقة بعدم فهم قالت: هنمشي من غير ما تعرف اننا هنا؟ ولا هتاكل معانا؟
ياسر بقهره في صوته قال: هي بتاكل من ايده جوه، مش محتاجة لأكلنا، ولا لينا.
مرزوقة حست بوجعه فحبت تبرر: هي مكنتش تعرف اننا هنجي، واكيد هو غصب عليها عشان تاخد علاجها، بلاش تظلمها ارجوك.
ياسر وهو بيقوم: مش فارقة يا مرزوقة، المهم اني لازم اتعود على بعادها، يالا هتيجي معايا ولا هتفضلي هنا؟
مرزوقة بتتحرك وقالت بجديه: طبعا هاجي معاك، اظاهر ان طريقنا بقى واحد، لازم نكمله مع بعض.
مشي معاها من غير ماينتبه لاخر كلامها، كان في عالم تاني، وصراع كبير، وحزن ووجع اكبر من امه محدش مقدره ولا حاسس بيه الا هو وبس.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
شادية بتاخد اخر قطعة منه وقالت: صدقني مش هقدر اكل حاجة تانية خلاص، كفاية يا سليم ارجوك.
سليم بحب: الف هنا وشفا حبيبتي، انتي اكلتك ضعيفه اوي ليه كده؟
شادية بتبص للطبق اللي اتمسح وقالت: ضعيفه فين دي، ده انا خلصت طبقي كله، تعرف ان دي اول مره اكل من غير ما يشاركني ياسر في اللقمه؟
قالت كلامها بحزن شفق عليها سليم ورد عليها قال: ياما اكل معاكي، مره من نفسي بقى اخد حق من حقوقي الضايعه، ليه دايما في كل لحظة بدخلي سيرته بدون ما تقصدي، انا بقيت حاسس انه غريمي مش ابن اخوكي.
شادية قطعت كلامه وردت باندفاع: ده ابني يا سليم مش ابن اخويا، خليك فاكر كويس، وبلاش تتكلم عنه بالشكل ده لو سمحت عشان مزعلش منك.
سليم بستسلام قال: طب ياستي ما براحه، انتي هتتحولي ولا ايه؟!
عرفنا انه ابنك، ممكن تغير الموضوع، مش هنضيع الوقت الجميل ده في الكلام عنه، الوقت ده ملكي انا وبس، وليا لوحدي من غير اي عزول يبعدنا عن بعض.
شادية وهي مبرقة ليه: سليم تاني.
سليم بضحكة خلتها تدوب معاه قال: روح قلبه وعيونه، بحبك ياشوشو ومش عايز الوقت يمر وافضل كده قاعد قدامك وغرقان في حبك اللي معذبني ده.
شادية تقسيمات وشها لانت ورجعت سندت ظهرها على شباك السرير، واتنهدت بشوق وقالت: مهما تحبني حط فوق الحب ده اضعاف مضاعفه قلبي شايلها ليك، قلبي عمره ما بطل ثانيه يحبك، ومش عايز حاجة غيرك، آآآه لو تحس بحالي ياسليم كنت اشفقت عليا.
سليم وهو محاوطها بحنانه وضممها بعيونه ومحتويها قال: حاسس وعذرك وده اللي مصبرني عليكي.
شادية بحب: اللي جمعنا بدون معاد، قادر يلم شملنا مع بعض في بيت واحد، لكن كله بمعاد، واحنا لسه معادنا مجاش، قول يارب.
سليم وهو رافع عينه للسماء: ياااارب.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وصلوا البيت ولقى مجدي قاعد مستينه، واول ما شافه سلم عليهم، ولاحظ الحزن عليه، انتهزت مرزوقة وجود مجدي وعزمت عليه بالحاح انه يتغدى، وصممت ان ياسر ياكل معاهم، وتحت زنها وافق يشاركهم القعاد على السفرة، وبدأت مرزوقة تقوم بدور شادية وتعمل نفس اللي كانت بتعمله، حاولت تعوضة ولو بجزء بسيط من فقدانه ليها، مجدي لاحظ اهتمام مرزوقة بيه، وعيونها اللي محوطاه طول الوقت، وبخبرة راجل مخضرم في الحب والعشق، فهم ان دي بداية مرحله حب بدأت بين التلميذة واستاذها، لكن السؤال المهم هل فعلا وقع المره دي الأستاذ في حب تلميذته النجيبه؟ ولا شايفها مجرد تلميذة شاطره وبس؟! وده اللي هيستنتجه من تصرفاته معاها، لكنه هيعرف بطريقته الخاصة كمخرج متمكن في حبكة اي مشهد.
خلصوا الأكل وقامت مرزوقة تجهز القهوة ليهم وبعد دقايق جت وحطتها، وابتدوا يشربوها، وجه مجدي كلامه لمرزوقة وقال وهو بيتغزل فيها وفي مفاتن جمالها ورقتها، وبطرف عينه ملاحظ نظرات ياسر عشان يتأكد من احساسه، لكنه ملاحظش نظرات مرزوقة الحاده ليه وقالت: شكرا يا استاذ مجدي على مجاملتك اللي مش شايفاها موجودة فيا، وياريت متتكررش لاني مش بحب الكلام ده.
مجدي بستفزاز له: بس انتي فعلا جميلة اوي يا مرزوقة، وبتتمتعي بجسم رشيق جدا، يخلي الحجر يلين.
هنا ياسر كان جاب اخره وقال بضيق ونظرات بتحرقه: مجدي اتلم، والزم حدودك، واحترم حرمه المكان اللي فيه.
مجدي ببرود: في اية مالك يا ياسر منفعل ليه، انا بشكر فيها هو انا غلطت في ايه بس؟
ياسر بغضب: غلطت ومش لازم اوضح وهي صدتك، بلاش تحرجها مره تانيه، واتكلم في حدود شغلك وبس إذا كان ممكن !!
مجدي وعلى وشه ابتسامه استفزت ياسر جدا: تمام يا ياسر، انا حبيت اتأكد من حاجة خلاص اتأكدت.
ياسر بعدم فهم سأل: حاجة اية دي؟
مجدي وهو بيشرب قهوته ابتسم وقال: متشغلش بالك ياسو.
يالا يامرزوقة نجهز عشان نكمل على اخر مشهد مثلناه.
مرزوقة جابت السيناريو، وجواها نشوه غريبه من هجوم ياسر عليه، مفسرتش ده غير انه مهتم بيها وغيران عليها، بس خافت يكون احساسها مش في محله، وتكون متوهمه حاجة مش حقيقي، ونظرته ليها مش هتتغير ويشوفها مرزوقة الفلاحه اللي جت تشتغل عنده وبس، الفكره وجعتها اوي، وغيرت ملامحها في ثانية، لدرجة ان مجدي وياسر استغربوا من التحول ده، لكن خبرة مجدي خلته يعرف يستنتج احساسها، ويفهم خوفها، وبدأوا تدريب وشجعها مجدي اللي معاملته اتغيرت معاها ونظرته ليها اتحولت خالص، وطال وقت تدريبهم، موقفوش غير لما تدخل هنية في هدوء تحط مشروبات سخنه، او فاكهة وتخرج من سكات.
كان ياسر متابع اداءها وسعيد بتطورها بشكل ملحوظ متعجب هو ومجدي منه، فاق على رنين تلفونه، بص لقى امه بتتصل رد ورجع افتكر شكلها وهي معاه، قلبه وجعه من تاني، لكنه اخد نفس وقال: ايوة يا ماما ازيك؟
شادية بلهفه: ازيك انت يا روح قلب امك، اتغديت؟
ياسر باقتضاب وزعل: الحمدلله.
شادية: الف هنا وشفا.
ياسر: الله يهنيكي .
سكت لحظات وسألها: الاكل كان حلو من غيري؟
شادية بستفسار: تقصد اية؟
ياسر بوجع: انتي فهماني كويس، الاكل من ايده حلو.
شادية حست انه شافها، بس كدبت نفسها وسألته: انت جيت المستشفى؟
ياسر بصراحه قالها كل حاجة، غمضت عنيها بألم لما حست باللي حسه، وملقتش كلام تبرر بيه غير انه غصب عليها، ولكنه عفاها من اي تكمله او تبرير وقفل معاها بحجة وجود مجدي معاه، وهي قعدت حزينة على معانده الظروف ليها، وانها بتحطتها في مواقف اسوء من بعضها معاه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
شيراز كانت بتراجع مشهدها، وبتستعد لتصوير المشهد الجاي، لكن سمعت صوت المخرج بيعلن عن فركش لليوم، استغربت وسألته عن السبب قال: للأسف في خبر مش حلو لسه عارفه؟
ياترى اية الخبر اللي سمعه، وهل هيكون رد فعلها ايه؟
وياترى عماد هيحاول مع شروق ويتغير فعلا ولا حالته صعب تتغير؟
والايام هتعمل اية مع شادية وسليم؟
ومع ياسر ومرزوقة؟
كل ده هنعرف إجاباته لما تتابعوني في احداث مليئة بالاثارة من روايتي الجديدة المتواضعة
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية