Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هبة نبيل 

الفصل الخامس عشر: أشباح من ماضٍ لم يمت
كان الصباح هادئًا أكثر من المعتاد، والضباب الرمادي يزحف ببطء على زجاج نافذة غرفة فرح. السكون لا يُكسر إلا بطنين ضعيف قادم من الشارع البعيد، وكأن العالم يتأهب ليقول شيئًا.

جلست فرح في سريرها، والدفتر القديم موضوع على قداميها أصابعها تتلمّس أطرافه كأنها تتحسس جلد ذكرياتها. الصفحة المفتوحة ما زالت على نفس الرسمة: عيون حادة تنظر بثبات ولكنها تحمل جاذبيه 
فرح (بهمس مشوش):
العين دي… أنا شفتها قبل كده… في الحلم؟ في الواقع؟ ولا في كابوس مش راضي يخلص؟"

راحت تُقلب الصفحات، تبحث عن أي علامة تُنقذها من هذه الدوامه. لكنها لم تجد سوى حروفًا غامضة مرسومة بعجلة، وكأن يدًا مرتعشة كتبتها وهي تهرب من شيء ما.

طرق خفيف على الباب.
دخلت يارا بملامح مشرقة وحقيبه رياضية في يدها، وابتسامة يملئوها التفائل

يارا (وهي تلقي الحقيبه على الأرض):
– "صباح النشاط! قومي يا نينجا، الشيف مستنيكي في المطبخ ومحضرلك تحدي فطار

فرح بصوت متردد، لكن تبتسم رغما عنها:
– "تحدي فطار؟ بدري كده؟ 

يارا: اها بيدخلك في المود بقي 

فرح بتوتر: يارا الحقيني انا حسه اني نسيت كل حاجه عن المطبخ دلوقتي حالا
يارا بضحك وهي تشير لمعدتها:
ولا يهمك ده بس من المفاجاة أهم حاجة إنك تفكري في الأكل، مش في اللي تعبك. عقلك محتاج يتغذى… وأنتي كمان."

في المطبخ...

كان حسام واقفا بثقة كعادته، مرتديًا مريوله الرمادي وممسكًا بملعقة خشبية كأنها سيف مقاتل. الطاولة أمامه ممتلئة ببيض وخبز وأعشاب طازجة.

حسام بمرح عندما رأه فرح امامه:
 "جاهزة؟ المطلوب تعمليلي أومليت بالأعشاب… بس من غير اي أستهّلاك للمقادير."

فرح وهي ترفع حاجبها: يعني ألعبها بالحدس؟"

حسام وهو يقطع البصل:
– "حدسك غالبًا أقوى من ذاكرتك دلوقتي… جربي."

كانت فرح تحرك البيض بخفة، عيناها بين المقلاة والأعشاب، لكن عقلها كان بعيد. صوت الطاسة وهي تُصدر فرقعات خفيفة أخذها إلى مكان آخر… إلى لحظة قديمة لم تتضح بعد، لكنها موجودة، تعيش في زاوية معتمة من روحها جعلتها تبتسم بألم

فجأة دخل سامي من العدم وعلى وجهه ملامح غريبة، مزيج من توتر وفضول. كان يحمل مغلفًا بني اللون.

سامي (وهو يقدمه لحسام):
ده لقيته دلوقتي على الباب وانا داخل، ومكتوب عليه اسمك بخط قديم وغريب الصراحة."

حسام وهو يأخذه ويقلبه:
مش مختوم ولا في عليه جهة رسمية… لحظة."

فتح المغلف، وسقطت منه صورة مطبوعة بالأبيض والأسود. اقتربت فرح بحركة لا إرادية، وما إن لمحت وجه الرجل بالصورة حتى انقطع نفسها.

فرح (بصوت مرتعش):
ده نادر! الصورة دي في نفس المكان اللي افتكرت الواقعه بتاعته… الجنينة، والكنبة الحجر! أنا كنت هناك!"

حسام (ينظر للصورة):
الصورة دي فيها تاريخ من خمس سنين… واسمها محفوظ في ملف تحقيقات، مكتوب عليه: حادثة وفاة غير مبررة."

فرح (تضع يدها على جبينها):
يعني ده مش حلم؟ أنا كنت شاهدة؟ ولا… ضحية؟" بس نادر مات ازاي شوفناه؟ 

بالأمس في السجل المدني.... 

كانت يارا ويوسف هناك يبحثون مع صديق حسام عن ملف يتقارن مع نفس اسم ولقب عيلة فرح وقد عثروا بالفعل على ملف وعندما فتحت يارا اول صفحاته كانت المفاجاة.... 

اليوم بقسم الشرطه.... 

كان الضابط راضي يتصفح ملفًا ثقيلًا مغطى بالغبار. توقف عند تقرير تحليل DNA، واتسعت عيناه. رفع الهاتف:

راضي (بلهجة جادة):
أكدتلي النتيجة؟… مطابق؟… طيب، حضّرلي استدعاء رسمي لـ فرح كريم البحيري... اتحرك فورًا

في مكان مهجور…داخل المخزن القديم، غرفة بضوء خافت...

كانت ندى مازالت جالسة على المقعد، مكبّلة اليدين، لكنها ما زالت تحتفظ بنظرتها القوية. الرجل الغامض الذي كان سايحررها بالأمس عاد. يصرخ في شريكه:

الرجل الأول (بغضب):
– "البنت دي فاكرة أكتر ما بتقول! كل يوم بتراقبنا بصمت… بس عينيها بتسجل كل حاجة لازم تمشي قالتلي انها هتساعدنا نلاقي اختها

الشريك:
–  وانت صدقت ياغبي "ما تستعجلش. خلينا نستخدمها ورقة ضغط، مش نهربها شغل مخك شويه. فرح لازم ترجع، ومش هترجع إلا لما تحس بالخطر 

ندى (بقوة):
– "فرح هترجع، بس مش زي ما أنت متخيل… هترجع تاخد حقها من الكل، وأنا هكون معاها."

في شرفة البيت، آخر النهار...

جلست فرح تحت بطانية خفيفة، تحتسي شاي دافي، بينما يجلس يوسف بجانبها في صمت.

يوسف (بنظرة جانبية):
مالك يا فرح؟ لسه بتفكري في صاحب الرسمه نادر ده كان يقربلك ايه؟  حبيبك صح؟ 

فرح (بنظرة شاردة):
– معرفش بس حسه ان كان في رابط اقوي من الحب بيجمعني بيه لان هو برضو اللي كان معايا في الصورة اللي اتبعتت ل حسام على موبايله… 

يوسف:
– في خبر عرفته من شويه 

فرح بقلق: خبر ايه؟ 

يوسف بتردد: فرح... فرح انتي مطلوبه في القسم في ظابط جي هنا وسأل عنك فا ادانا الورقه دي وقالنا انك لازم تروحي بكرا القسم ضروري مرضيش ياخدك بنفسه كا احترام ل حسام ومكنته الاجتماعيه مستعده تروحي يا فرح؟ 

فرح بخوف: ايوه 
يوسف: "والمسابقة؟ 

فرح (بصوت قوي):
– "هكمل فيها… لازم أكمّل. في حاجات مش هخلي الخوف يسرقها مني."

فجأة يُفتح الباب بسرعة، وتدخل يارا بأنفاس متقطعة ووجه مرتبك.

يارا (بصوت مرتجف):
– "استنوا… في حاجة لازم تعرفوها دلوقتي حالًا."

فرح بحزن: عرفنا يوسف لسه قايلي

يارا: قالك ايه؟ 

فرح: مش قصدك على طلب استدعائي للقسم

يارا بعدم فهم وقلق: قسم ايه؟ انتو بتقوله ايه انا بتكلم على حاجه تانيه خالص

يوسف: حاجه ايه تاني يا يارا؟ اتحفينا اصلها ناقصه

فرح:
– "يارا؟ مالك؟" ماتتكلمي

يارا (تنظر لفرح، ثم ليوسف بتردد ثم تقول):
– "ندى… البنت اللي اتخطفت يافرح… اللي أحنا بنحاول ندور عليها مطلعتش مجرد رهينة عاديه دي طلعت اداة ضغط عليكي يا فرح…"

يوسف (ينهض واقفًا):
– "يعني إيه؟"

يارا (بصوت مفاجئ):
– "ندى… تبقي أختك يا فرح."

فرح (بذهول):
– "إيه؟!" اختي؟ 

في الوقت ذاته في مكتب الرائد راضي بكر...كان جالسه مع زميله الضابط معاذ وامامه الملف مفتوح وبه تقارير تحليل الدم والصور القديمة.

معاذ :
– " غريبه يعني أنت متأكد إن كل ده يخص فرح؟"

راضي (ببرود):
– "مش بس يخصها، ده بيربطها بواقعة اختفاء نادر فتحي اللي كان حادثه وفاته مش مفهومة… وبنت تانية اسمها اختفت بقالها كام يوم

معاذ: 
– "ندى؟" اسمها ندي 

راضي: انت تعرفها؟ 

معاذ: جالنا ست كبيره امبارح بلغت عن اختفائها

راضي (بصوت أثقل):
– "أيوه… وجارٍ البحث عنها حاليًا، بس فيه احتمال كبير إنها تكون اخت فرح."

في منزل حسام.... 

فلاش باك خاطف يضرب عقل فرح فجاة:

ندى وهي تصرخ في وجه راجل مش واضح ملامحه تهرول مسرعا تسقط ارضا اكثر من مرة… صوت طلق ناري… صدى انفجار… فرح وهي تصرخ بأسمها من بعيد.

فرح (تشهق وتقوم مفزوعة):
– "أنا كنت معاها… في نفس الليلة!"

يارا تستيقظ بفزع: فرح مالك حلمتي تاني؟ 

فرح بوهن: قولي عاشر انا تعبت اوي يا يارا اختي... اختي مخطوفه بسببي وانا مش عارفه اعملها حاجه نادر يطلع عايش اطلب في القسم ومعرفش اي اللي هيقابلني هناك ليه بيحصلي كل ده؟ مفتكرش اني اذيت حد 

يارا وهي تربت على كتفها لتواسيها: اهدي يا فرح ان شاء الله خير وهتفرج وهنخرج بره الدايرة دي كلها قريب نامي انتي بس دلوقتي وارتاحي متجهديش نفسك 

فرح ببتسامه خفيفه: هحاول شكرا يا يارا بجد 

يارا بنفس الابتسامه: نامي يا فرح 

استرخت فرح وتركت نفسها للنوم باستسلام استعدادا ليوم جديد لم يعلم احد ماذا سيحدث به

يتبع.....


 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent