Ads by Google X

رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الخامس عشر 15 - بقلم الهام عبد الرحمن

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الخامس عشر 15 - بقلم الهام عبد الرحمن 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹في المساء، كان البيت يغمره هدوء ثقيل، بينما جلس أحمد على الأريكة يقلب في أوراق ملف مفتوح على المنضدة الصغيرة امامه. بجانبه كوب شاي نَسِيَه حتى برد، وعيناه تتحركان بتعب بين السطور.

جلست أمنية مقابله، مترددة، تدور في عقلها الكلمات لكنها لا تجد الجرأة لتخرج بها. كانت ترغب فقط أن يذهب معها… ليرى نعم ليراه هو من ارق منامها .

أمنية بصوت هادئ:

ـ أحمد…

أحمد من غير ما يرفع عينه:

ـ أيوه، يا حبيبتي؟ قولي.

أمنية كانت تحاول ان تظهر طبيعية:

ـ إيه رأيك نروح النادي بكرا شوية؟ نغير جو كده؟

توقف لحظة عن القراءة، ورفع عينه لها، كان يوجد فيهما لمحة استغراب، لكن ايضا لا يخلو من الاهتمام.

أحمد:

ـ النادي؟

ـ بصراحة نفسي أوي، بس عندي اجتماع الساعة تمانية فى الادارة ، وبعدها هطلع علي شغلى في القسم، بس…

صمت لحظة، يفكر قليلا، وبعدها قال بحماس بسيط:

أحمد:

ـ بصي، أنا هحاول أخلّص بدري، أو حتى أبدّل مع حد من زمايلى، عشان نخرج مبسوطه ياحبيبتى

أمنية بابتسامة خفيفة مرت على شفايفها، لكن عينيها يوجد بها قلق:

ـ بجد؟

أحمد بإصرار:

ـ طبعا بجد ياروحي انتى مراتى وحبيبتى وكل دنيتى ويهمنى انك تكونى مبسوطة، ثم اكمل ممازحا

ـ بس قوليلي بقى، عايزة تروحي النادي ليه؟ في حاجة؟ ولا مجرد تغيير جو؟



ترددت، ونظرت له قليلا بدون ان ترد. شعرت بانتفاضة فى قلبها ، وكانت تخشى من معرفته للحقيقة .

أمنية بابتسامة باهتة:

ـ لا، عادي… بس حاسة إني مخنوقة شوية، والنادي بيخليني أهدى وبعدينانا زهقت من قاعدة البيت وانت الفترة دى مشغول اوى عننا انا وتقى .


أحمد وهو يعود للورق وهو يبتسم:

ـ ماشي يا ستي، نروح ونفصل سوا. إنتي بس إدعي إن الدنيا تمشي تمام وأنا أخلّص بدري واجى معاكم النادى واهو نتغدى سوا بكرا .

هزّت رأسها بإيماءة خفيفة، لكن بداخلها كان الإحباط يسري ببطء، لأنها كانت تعرف أنه غالبًا لن يستطيع القدوم… لكنها تمسكت بأمله، وبوعده.

كانت تريد فقط أن يرى شريف كانت تريده ان يرى مدى الشبه بينه وبين يزن… ليعلم أنها لا تهذي،انها لاتتخيله فقط وانما هو حقيقة.

في اليوم التالي، كانت الشمس تميل نحو المغيب، والهواء في النادي يحمل نسمات خفيفة، كأنها تدعو للهدوء والتأمل. جلست أمنية على أحد المقاعد الجانبية تحت مظلة تطل على الحديقة الواسعة، عيناها تراقبان الداخلين وتنتظر.



لم تمضِ دقائق حتى اقترب شريف بخطوات هادئة، كان يرتدي قميصًا بسيطًا وبنطال جينز، وابتسامة خفيفة تزيّن وجهه.

شريف وهو يجلس امامها:

ـ معلش اتأخرت؟ الزحمة كانت فظيعة.

أمنية بابتسامة خفيفة:

ـ لأ عادي، أنا لسه جاية من شوية.

نظر إليها لثوانٍ، وكأنّه يحاول قراءة ملامح وجهها، ثم قال:

شريف:

ـ مالك؟ شكلك مش مرتاحة النهاردة.

أمنية تنفست بعمق، ثم نظرت له نظرة مباشرة، حاسمة، لكنها متوترة في ذات الوقت.

أمنية:

ـ أنا… خايفة من رد فعل احمد لما يشوفك خايفة يزعل منى لما يعرف انى حطيته قدام الامر الواقع

رمش بعينيه باستغراب بسيط، لكنه لم يرد، فأكملت:

أمنية بتوتر:


تفتكر ممكن يحصل ايه؟ انا خايفة يأذيك بسبب الشبه دا هو انا غلطت لما ماقولتلوش، كان المفروض اقوله يوووه انا مش عارفه انا حاسه انى متوترة اوى.

سكتت لثواني وكأنها بتراجع نفسها، ثم قالت بسرعة:

أمنية:

ـ لا انا هتصل عليه واقوله انى غيرت رأيى وانى هروح احسن.

شريف حاول يخفي توتر بسيط ظهر في عينيه، لكنه ابتسم ابتسامة هادئة، وحاول تهدئتها.

شريف:

اهدى.. حاولى تتنفسى واطمنى ياستى مفيش حاجه وحشة هتحصل ان شاء الله

امنية بقلق: انت شايف كدا يعنى؟!

شريف: اكيد طبعا خليكى واثقة من نفسك انتى مش بتعملى حاجه غلط.

ثم صمت للحظة، ونظر إلى ساعته، ووقف فجأة، كأنه تذكّر أمرًا مهمًا.

شريف:

ـ استني دقيقة… لازم أعمل مكالمة ضرورية، هرجعلك حالًا.

أمنية بقلق:

ـ طيب، ما تتأخرش.

ابتسم ابتسامة صغيرة، ثم ابتعد بخطوات ثابتة، واختفى خلف الأشجار التي تحيط بالممر الجانبي المؤدي إلى موقف السيارات.

مرت الدقائق، وأمنية ظلت تنتظر، وعيناها تدوران في المكان… لكن شريف لم يعد.

وكان بداخلها إحساس خافت… أنه لن يعود.

مرت الدقائق، وكانت أمنية تمسك هاتفها بين يديها، تنظر للشاشة بين الحين والآخر، وكأنها تنتظر رسالة أو مكالمة.

رنّ هاتفها أخيرًا، نظرت للاسم… “أحمد”.


أمنية بسرعة وهي ترد:

ـ أيوه يا أحمد، إنت فين؟ انت اتاخرت كدا .

أحمد بنبرة مُعتذرة:

ـ حبيبتي والله حاولت أخلص بدري، بس حصلت جريمة قتل في الحتة اللي مسؤول عنها، وكل الضباط اتسحبوا، مقدرتش أبدّل.

أمنية بإحباط واضح:

ـ يعني مش هتيجي؟

أحمد:

ـ سامحيني يا أمنية، بجد غصب عني. أوعدك إننا نخرج أول ما الدنيا تهدى شوية.

أمنية بصوت واطي يملأه الخذلان:

ـ ماشي… ربنا يسهل.

أغلقت المكالمة وهي تشعر أن كل الأمل الذى كانت تتمسك به، وقع من بين إيديها. وضعت الموبايل على الطاولة، ونظرت إلى المكان الذي اختفى فيه شريف.

وبعد لحظات، عاد شريف بخطوات هادئة، وكأنه لم يسمع شيئًا. جلس أمامها بنفس الابتسامة الهادئة، لكن كان في عينيه راحة خفية لم تستطع تفسيرها.

شريف بلهجة خفيفة:

ـ خير مالك؟ شكلك زعلانة كدا ليه؟ .

أمنية بتنهيدة:

ـ أحمد مش هييجي… جاله شغل مهم فجأة.

هزّ شريف رأسه بهدوء، وابتسامته لا تزال مرسومة:

شريف:

ـ معلش… ظروفه، ما باليد حيلة.


ثم أكمل، وهو يفتح موضوعًا جانبيًا ليغيّر الجو:

شريف:

ـ طب قوليلي… بتحبي المكان ده من زمان؟ بتحسي فيه بأمان؟

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى

أمنية بنظرة فيها حزن:

ـ بحس إن الدنيا بتهدى فيه… بس النهاردة لأ، حساه تقيل.

شريف بابتسامة مطمئنة:

ـ يمكن علشان كنتي مستنية على أمل انك تخلصى من الحمل اللى تاعبك… بس ساعات ربنا بيأجل لحكمة معينة بس احنا مش بنشوفها ولا نعرفها.

في مساء نفس اليوم،

في شقة هادئة كانت مريم تقف وسط صناديق لم تُفتح بعد. فتحت نافذة صغيرة تطل مباشرة على اشجار وزهور رسمت معالم الشارع بطريقة احترافية، وعينيها ترصد المكان بتوتر، قبل ان تمسك هاتفها وتتصل.

مريم بصوت هادئ لكنه به توتر مكبوت: ـ أيوه، أنا وصلت. الشقة مقابلة لشقته بالضبط، زي ما كنت عايزة.



صوت الطرف الآخر يسألها بخفوت: ـ مستعدة، ده خطر لو اكتشف إنك هنا عشانه صدقينى مش هيحصل كويس لازم تخلى بالك كويس اوى.

مريم: ـ هو مش عارفني، ودي ميزة. أنا بقيت جزء من الخطة العلاجية من بعيد…

أنا محتاجة أقرب، بس من غير ما أضغط عليه… هو مش هيصدق بسهولة، خصوصًا وهو في حالة الإنكار دي.

صوت الطرف الآخر بنبرة مشفقة: ـ و أمنية؟ هتعرفيها

مريم بسكوت للحظة، ثم قالت: ـ لأ، هي مش لازم تعرف دلوقتي…

أمنية محتاجة تثبت لنفسها الأول إن عقلها مش بيخدعها. لما أحمد يشوف شريف… لما يشوف “الشبه”… ساعتها بس ممكن نبدأ.

الطرف الآخر: ـ وده لو شريف وافق يكمل.


مريم بابتسامة صغيرة لكنها حزينة: ـ اطمن هيكمل وكل حاجه هتبان

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى

تسكت لحظة، وبعدين تنطق بصوت واضح: ـ كلنا بنخاف… بس المواجهة لازم تحصل. وأحمد محتاج يفهم إن اللي امنيه بتشوفه مش وهم…

ده جزء من علاج لسنين كتمان وتعب نفسي متراكم.

ثم أغلقت المكالمة، وجلست على طرف الكنبة، وبدأت تفتح دفترها وتسجّل ملاحظات:

المريض يزن يعانى من مرص الاضطراب الوهمى

وهو نوع من الاضطرابات الذهانية، يتميز بوجود أوهام ثابتة وغير منطقية، بيقتنع بيها الشخص بشكل تام، رغم إنها غير واقعية أو خاطئة، ومش بيقدر يغير قناعته بيها حتى مع وجود دليل عكسها

الأوهام تستمر لمدة شهر على الأقل.

الشخص يبدو طبيعي في تفكيره وسلوكه العام بخلاف الوهم.

لا تظهر عليه أعراض فصام زي الهلاوس أو اضطراب الكلام أو بتكون قليلة جدًا ومش أساسية.

لكن فى حالة يزن المرض استمر عشر سنين.

ثم تركت الدفتر وامسكت هاتفها وفتحته على احدى الصور وهى تتنهد تنهيدة حارة وتقول…

ياترى ممكن ييجى اليوم اللى اقدر اشفيك من المرض ده وترجع يزن بتاع زمان وتعرف اللى بيحبك بجد.

فى تلك اللحظة كان يقف امام المرآة عارى الصدر ينظر باعين حادة ثم يغمضها بقوة وهو يتذكر كيف قام كنان برشوة الطبيب فى المشفى حينما علم انه مازال على قيد الحياة وجعل الطبيب يكتب تقريرا بانه توفى وساعده على الهروب خارج البلاد حتى لا ينتهى به المطاف داخل السجون.


 

 •تابع الفصل التالي "رواية عاشق بدرجة مجنون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent