رواية العسقلة الماكرة الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ايمان كمال
الفصل الخامس عشر
ماشي ياسر ومرزوقة في الطرقة واول ما لمح دكتور المخ والأعصاب جري ناحيتة وسأله: نتيجة الاشعات اية يادكتور طمني على والدتي؟
الدكتور لف ليه ورد: انا اطلعت عليهم، وللأسف مفيش اي مشكلة عضوية عندها.
قاطعه ياسر وسأله بتعجب: طب كويس، امال فين المشكلة يادكتور؟
الدكتور : المشكلة عند والدتك نفسية مش عضوية، وده بيكون اصعب، لازم تعرف السبب وتحاول تحله، لو اتحل هتلاقيها هتقوم فورا، اتفضل معايا ندخل ونتكلم في المكتب.
مشي معاه وهو حاسس انه شايل هموم الكون فوق راسه، المشكلة دي مكنتش على باله ولا اتخيل انه يتحط فيها، قعد بتقل وبص للدكتور اللي اتكلم: انت تعرف السبب يا استاذ ياسر.
رفع ياسر عينه بحزن، وحاول يهرب من الأجابة وقال: هو ينفع اخدها يادكتور للبيت؟
طبعًا لأ، محدش هيسمحلك انك تاخدها غير لما تتحسن وتقف على رجلها.
قال سليم كلامه بحده أول ماسمع سؤاله لما كان داخل من باب المكتب، وعيونه بتطلع شرار، التفت له ياسر وبادله بنفس النظرات والتحدي ورد بقوة: وانت مالك اصلا، دخلك اية، بأي صفة بتتكلم؟
سليم بغضب قرب منه وجز على سنانه بقوة وقال: مالي ومالي اوي كمان، لو مش بصفة الدكتور المعالج، يبقى بصفتي جوزها اللي من حقه يدافع عنها.
ياسر وكان خلاص جاب اخره من السمج اللي واقف قدامه، وبيتكلم بمنتهى الثقة والحق فيها، قام مره واحده ومسكه من هدومه بعنف وقال: جوز مين؟ انت بتتكلم على جوز حمام، فوق لنفسك، أمي نجوم السما اقرب ليك منها، انسى عمرك ما هتشوف ضفرها.
سليم بيحاول يفك ايده اللي ماسكه فيه ومتبته بقوة، وبصله بسخرية وقال: خليك كده في حلمك وغرورك، شادية مكتوبه ليا من قبل حتى ما تتولد، واللي بينا لا انت ولا مليون زيك يفهمه، فوق بقى وشوف انانيتك وصلتها لفين، انزل ارض الواقع وحكم عقلك، اية مش صعبانه عليك رميتها دي؟ مش حاسس بالذنب تجاها، وانت السبب في اللي وصلتله؟!
يكون في علمك شادية مش هتمشي من هنا غير لما صحتها تتحسن، او هي اللي تكون عايزة تمشي، غير كده مش هيحصل.
قربت مرزوقة عشان تفك التشابك بينهم، وقالت بصوت ترجي لياسر: سيبه يا استاذ يا ياسر عشان خاطر مدام شادية، لو عرفت باللي حصل حالتها هتسوء اكتر وتزعل.
بصلها ياسر وايده ارتخت شوية لما حلفته بأغلى انسانه عنده.
اتكلم دكتور الاعصاب اللي وصل له سبب حالتها وقال: ممكن انتوا الاثنين تقعدوا عشان نتكلم بهدوء ونوصل لحل، احنا كل اللي يهمنا مصلحة المريضة، واعتقد ان ده برضو هدفكوا.
سكت لحظات وعيونه بتبص عليهم والاثنين كل واحد منهم عايز يضرب التاني برشاش بندقيه عشان يختفي من حياته، ضم شفايفه بأسف على حالتهم ثم قال: يادكتور سليم اعتقد عشان تنول هدفك لازم تتعاون مع استاذ ياسر، وتحسن العلاقة بينكوا شوية، لان ده هيكون عامل اساسي في تحسن حالتها، وانت يا استاذ ياسر عشان خاطر والدتك وتحسنها هيتطلب منك تقبل دكتور سليم في حياتكوا لانه هيكون له عامل اساسي في تقدم وشفاء حالة مدام شادية.
وقف ياسر مره واحده زي ما يكون عقرب لسعه وبكل غرور قال: على جثتي اتعامل مع البني آدم ده، ولا اني اسمحله يقرب منها.
قال كلامه وبصله بإحتقار وغيظ وسابه وخرج تحت انظارهم المذهوله، غمض عينه سليم لانه كان متوقع رده وقال لدكتور فريد: شوفت رده عمره ما هيتخلى عن انانيته ابدا، وانا كمان عمري ما هتخلى عن حبي وحلم عمري ابدا، والزمن بينا.
فريد بحزن: المسكينة هتفضل ما بينكوا، كل واحد بيشدها من ناحية، والله حرام اللي هي فيه ده.
سليم بوجع: للاسف مش هي بس يا فريد، انا كمان بتعذب معاها، بس تصدق هي اللي معذبه نفسها، والقرار في اديها، بس مش قادرة تاخده.
فريد : عشان مش سهل يا سليم، صعب ترجح كفتك على حساب ابنها.
سليم وهو حاطط ايده على وشه عشان يهدى، اتنهد وقال: واخرتها هتفضل في المتاهه دي لحد امتى بس؟
فريد بشفقه قال: اهدى واتمسك بحلمك، واقف جنبها واديها العزيمة، وساعدها على تحسن مودها، ربما ده يشفيها ويخليها تقف على رجليها من تاني.
سليم وهو بيستعد انه يقوم، رد عليه بصوت كله امتنان وشكر: هعمل كده واكتر كمان بكل تأكيد، شكرا يادكتور.
ابتسم له فريد، وخرج سليم يتابع شغله.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
اول ما خرج ياسر ومرزوقة، طلبت منه يروحوا الكافتيريا يشرب قهوة ويهدي اعصابه شوية، وافق وراحوا قعدوا واستنى القهوة تجهز، كان ساكت لكن جواه كلام كتير، ووجع اكبر.. وحيره ملهاش مثيل... هو عايزها تخف بس مش عايز سليم يقرب منها ولا يكون له مكانه في حياتها، مسك علبة السجاير وولع سجاره يطلع فيها غضبه، بصت مرزوقة في عينه، وشافت مدى الحزن والحيرة معششه جواهم، ونسجت خيوط عنكبوتيه اتملكت منه وقيدت تفكيره وخلته مشتت، حبت تجرب معاه يمكن تقدر تقطع الخيوط الضعيفه دي وتظهرله الحقيقة واضحه، اتنحنحت وقالت بهدوء: انا حاسة بيك وبحيرتك اوي.
انتبه ياسر لكلامها واستغرب وضم بين حاجبه وقال: ازاي؟!
مرزوقة بتوضيح: عشان عارفة اد اية انت متعلق بيها، وهي اية بالنسبالك، بس صدقني الحب اللي جواك ليها بيلزمك تبص لسعادتها، حتى لو السعادة دي بتتعارض مع سعادتك الشخصية، لازم نضحي شوية عشان الناس اللي بنحبهم، مدام شادية كان ممكن تتجوز من زمان، من وقت ما كنت صغير، بس هي رفضت مش عشان مفيش راجل مناسب، لا عشان هي مش عايزة اي راجل والسلام، هي عايزة واحد معين، عايزة دكتور سليم، بلاش تقف ضد سعادتها يا استاذ ياسر، هي مستحقش منك كده ابدا.
ياسر كان بيسمعها ومش قادر يصدق ان اللي بتتكلم دي مرزوقة الفلاحة البسيطة، اللي من فترة قليلة كان بيعلمها ازاي تتكلم وتتحكم في نبرة صوتها، ومخارج الحروف، ازاي بتتكلم بالعقل والحكمة دي تعجبه من طريقتها فاق كلامها، لكن مانكرش انه اعجب باسلوبها جدا، كان مستعجب ازاي تعرف كل ده عن والدته، وعنه؟!
فضل ساكت ومش لاقي كلام يرد بيه، لكنه بيوزنه بمكيال العقل مره وبالقلب الاف المرات، لكن للأسف عمرهم ما بيتفقوا على قرار، والاثنين عكس بعض، شاور بعنيه ليها انها تكمل قهوتها عشان يروحوا يطمنوا على شادية.
لحظات وكانوا اتحركوا عندها، واول ما دخلوا شافوا مجدي قاعد بيتكلم معها، واول ما لمحتهم شادية قالت: كنت فين يا ياسر كل ده؟ اتاخرت اوي.
ياسر بيقرب ويقعد جنبها، ابتسم في محاوله انه يخفي كل حزنه وضيقته قال: ابدا يا ماما كنت بطمن على نتيجة الأشعة، والحمدلله زي الفل.
شادية بتسائل: طب امال انا مش قادرة اقف ليه على رجلي؟
ياسر وهو بيبوس اديها بحب: معلش ياحبيبتي، عرض نفسي وضغط ويروح بإذن الله مع شوية تمارين وعلاج طبيعي، المهم بس مضايقيش نفسك ومتفكريش كتير.
شادية بحزن: مفكرش ياريت ينفع !! هو انا ورايا غير الفكر، وياريته يسبني في حالي.
مرزوقة وهي بتحاول تخفف الجو: لا بقولك اية ياشوشو روقي كده ومش عايزين تزعلي نفسك، الدكتور بيقول الحالة النفسية مهمه جدا، عايزينك تفرفشي ولا تشيلي هم لاي حاجة، ولو عايزاني اقلب اراجوز عشان تضحكي معنديش ايتها مانع، المهم تتبسطي ياروحي.
شادية بحب قالت: ربنا ميحرمنيش منك يامرزوقة، تسلميلي يارب.
وبصت لمجدي وكملت: على فكرة انا كلمت مع مجدي وهو وافق يكمل تدريبك، و وعدني ان اللي حصل مش هيتكرر تاني.
مرزرقة وجهت عينها ليه وقالت: شكرا يا استاذ مجدي، وانا كمان هجتهد معاك وبإذن الله مش هتندم ابدا على تعبك معايا.
مجدي بثقة: وانا واثق من ده يامرزوقة، لاني فعلا شايف ولامس تطورك في شخصيتك الجديدة، اللي مش حاسس ابدا ان اللي واقفة قدامي دي مرزوقة الفلاحة مطلقا، دي فعلا جهاد، وانا سعيد بالتطور ده.
مرزوقة بسعادة شديده قربت من ياسر بصت في عيونه وقالت بأعجاب: الفضل يرجع لاستاذ ياسر، وتعبه معايا.
ياسر بنظرات تاه في شهد عسل عيونها، وسرح شارد في جمالهم رد بتيه: انتي اللي موهوبة في كل شيء يا مرزوقة.
سكت معرفتش ترد، لكن فاق ياسر من جمال اللحظة على دخول سليم وهو بيتقدم منها وعلى وشة ابتسامة دابت من سحرها شادية، وقال بصوت حنون وبحب شرح ليها نتيجة الاشعة اكد انها هتفضل في المستشفى فترة لحد ما تتحسن، وهيبدأ معاها بالعلاج الطبيعي، ويشوف نتيجته هتكون اية، ياسر كان زي الرادار اللي بيراقب ويلقط نظراتهم مع بعض، دمه اتحرق، قام واستأذن يشرب سجارة خارج الأوضة، وسلم عليها مجدي وخرج معاه، اتنهد سليم واقرب اكتر منها وقال: كويس انهم خرجوا؛ عشان نكون على راحتنا.
شادية بكسوف من موجود مرزوقة اللي ابتسمت ليها: سليم مش كده.
سليم بهيام همس وقال: عيون سليم، قلب سليم اللي متشحتف عليكي يامعذباه عمره كله، ومش عايزة تحني عليه، قولي بس ازاي اقدر اقاوم سحرك، ولهفتي عليكي طول السنين دي، علميني ازاي اقدر اتحكم في روحي ونفسي وانا قدامي المية وهموت من العطش، وممدش ايدي اشرب وارتوي لحد ما اشبع؟
انسحبت مرزوقة وطلعت بره من غير ما حد حس بيها، فردت شادية وهي حاطة اديها على خده وقالت بوجع: مش انت لوحدك اللي متعذب، ولا لوحدك اللي عطشان ونفسه يرتوي لحد ما يشبع، والله انا اكتر منك، قلبي متعلق بقلبك في وصال أبدى، مهما فرقته الأيام؛ نبضاته بتقربنا، انت متأكد من حبي ليك اد اية، وحيات حبك اللي عمري ما بطلت احبك فيه، هيجي اليوم اللي يجمعنا فيه بيت واحد، بس اصبر.
سليم وهو بيقبل اديها بشوق: صبرت كتير اوي يا عمري، لحد ما الصبر اشتكي من طول صبري.
شادية بترجي: معلش عشان خاطري استحمل واديني اهو قدامك، كل يوم بتشوفني، وفي أي وقت بتيجي عندي.
سليم بسعادة لمجرد فكره انه قريب منها: وده اللي مهون عليا ياروحي.
ممكن نبدأ نعمل شوية تمارين.
هزت راسها وابتدى يساعدها انها تنفذ التمارين اللي بيعملها ليها.
مستمرش الوقت كتير وجه ياسر مع مرزوقة ودخل قعد وحط رجل على رجل بكل غرور، وفضل يبصله بنظرات غضب مكتوم، حس انه جواه متفجرات في اي لحظة هتنفجر فيه، كان سليم معتبره ولا اكنه موجود، ومتجاهله جدا، واول ما خلص تمارينه، ابتسم بحب وقال بصوت مليان حنان: ارتاحي دلوقتي ياروحي، ولو احتاجتي اي حاجة رني عليا.
قاطعه ياسر بغضب وقال بحده: انا موجود، ومش هتحتاج لحد طول ما انا عايش على وش الدنيا.
رفع حاجبه الشمال، وضحك بسخرية، ثم انحنى وقبل ايدين شادية وهمسلها: سلام ياروح الروح.
بادلته شادية نظرة الحب وقالت بهمس: في حفظ الله ورعايته يا عمري.
لف واداها ظهره ولما وصل للباب بعت ليها قبله في الهواء، مما زاد من حرقة ياسر اللي اتكلم قال بصوت مسموع: انسان بارد بصحيح، يخربيت سماجتك.
مرزوقة وهي كاتمه ضحكتها لاحظت ضيق ملامح وش شادية، فبصت لياسر وقالت: اهدى وبلاش تغلط فيه قدامها؛ انت مش شايف اضايقت ازاي ؟!
قرب ياسر من امه، وحاوطها بدراعة وقال: انا مش عايزك تقعدي هنا ياماما، يالا نروح بيتنا.
شادية ومازال الضيق مسيطر على ملامحها، بعدت ايده لاول مره في حياتها وقالت: معلش يا ياسر سبني ارتاح يومين كده، عقبال ما اتأقلم على الوضع الجديد.
ياسر بذهول من حركتها، قام وقف بزعل وقال بغيرة: تتأقلمي مع الوضع الجديد، ولا عشان تقعدي مع حبيب القلب؟
وهنا شادية متحملتش اتهام منه اكتر من كده وزعقت فيه وقالت بحده عمره ما سمعها بتتكلم معاه بالشكل ده : انت شكلك اتجننت، ونسيت انت بتتكلم مع مين؟ كل ده عشان انا سكت من الاول، لكن لو كنت وقفتك عند حدك، مكنتش اتجرأت واتكلمت معايا بالشكل ده، لكن الغلطة غلطتي انا يا ياسر.
ياسر واقف مش قادر يصدق ان اللي بتتكلم دي امه ؟! حاسس انه زي التلميذ اللي معملش الواجب ومدرسه بيأنبه، وهو مش عارف يرد، فضل ساكت وعينة في الأرض، وبعدين انسحب وخرج من غير اي كلام، لانه مرضيش يحتد بينهم النقاش، واول ما خرج، شادية كلمت مرزوقة وقالتلها بترجي: اجري وراه والحقيه بسرعة يا مرزوقة، متخلهوش يسوق وهو عصبي كده، يالا يا مرزوقة واقفه ليه كده؟
مرزوقة وهي مستغربه لهفتها قالت: ومادام انتي قلبك رهيف كده اتعصبتي ليه عليه بالشكل ده؟ وما ينوب مرزوقة الا اجري يا مرزوقة.
شادية وهي بتنفخ من رغيها قالت: مش وقت رغيك ده انجزي والحقيه.
مرزوقة بقلة حيله: حاضر رايحه اهو..
جريت مرزوقة تدور عليه في كل مكان لحد رجليها ما اخدتها بره المستشفى بعد ما سألت عنه ممرضة بتابع حالة شادية، تعرفه وقالتلها انه لسه شايفاه خارج من المستشفى، جريت بسرعة لما لمحته جوه العربية وفتحت الباب، قالها بحده: معلش يا مرزوقة انزلي، عايز اكون لوحدي دلوقتي.
مرزوقة برجاء: خليني معاك، واوعدك اني مش هضايقك، اعتبرني مش موجوده خالص، مش هتكلم، بس مش هسيبك تروح وانت مضايق كده.
بص جوه عنيها شاف نظرة ترجي، مقدرش يرفض طلبها، وساق بسرعة لدرجة انها كانت هتتخبط في تابلوه العربيه بس لحقت نفسها، وفعلا كانت مكتفيه بوجودها جنبه وبتبص عليه في صمت ومتابعه كل تعبيرات وشه اللي بتتغير من لحظة للتانية، فضل سايق كتير مش عارف هو رايح فين؟ كل اللي عايزه مكان فاضي يصرخ فيه، يطلع كل اللي جواه من غير ما حد يلوم ولا يعاتب عليه، فجأه لقى نفسه في المقطم، ركن العربيه وفتح بابها ولسه هينزل، لمح مرزوقة هتنزل، شاور ليها انها تقعد، رجعت مكانها من غير ما تتكلم، احترمت احساسه وانه مش عايزها تفضل جنبه، اكتفت انه سمح ليها تشاركة بالصمت وتفضل جنبه حتى لو مش بتتكلم، عينيها كانت محوطاه في كل خطوة، قلبها حزين لحزنه، ومش عارفة اية السبب؟ بس متنكرش ان حالته دي مأثره عليها اوي، نفسها تنزل وتجري عليه وتضمه وتحتوية من حالة التيه والحزن اللي مسيطره عليه، قلبها بيتوجع لكن مش قدامها اي حاجة تعملها له.
اتحرك ياسر خطوات وهو باصص قدامه، مخنوق حاسس ان في حاجة طابقه على صدره، مش مستوعب رد فعل امه معاه، معقول تكون كرهت وجودها معاه ؟! عايزة تسيبة لوحده؟
قلبه اتنفض بشده، حس بقبضة ونغزه جواه، صرخ بآآآه طلعت من وجواه، ضرب بقوة بإيده كبوت السيارة الأمامي، دموعة في حاله تأهب للنزول، مرزوقة متحملش تشوفة بالمنظر ده، فتحت الباب ولسه هتنزل، رجعت خطوة وفتحت شنطتها ومسكت تليفونها وقلبت فيه واختارت اغنية مش عارفة ليه اختارتها دي بالذات، لكن كان نفسها فعلا تقوله كلامتها، وتوصل ليه كل حروفها..
سلامتك من الآه
سلامتك من الآه
قبل ما تنزل صدرك
أحسها بصدري والله
ولا بيك، بيّ ولا بيك
كرهت الألم والآه (الآه) بيّ ولا بيك
اشلون أخليك، اشلون أخليك
وحدك أتصيح الآه (الآه) اشلون أخليك
سلامتك من الآه
قبل ما تنزل صدرك
أحسها بصدري والله
حبيبي..
لو أدري دمعي يفيد ويشيل همك
لأجمع دموع الناس وأبكيها يمك
لو، لو، لو أدري دمعي يفيد ويشيل همك
سعادتي من سعادتك وراحتي هي راحتك
بيّ ولا بيك، بيّ ولا بيك
كرهت الألم والآه
سلامتك من الآه
قبل ما تنزل صدرك
أحسها بصدري والله
حبيبي (روح حبيبي
حبيبي، حبيبي، حبيبي، حبيبي
لأشيل الحزن منك وأرجع لك ضحكتك
خلصت الاغنية وسألت نفسها طول ماهي شغاله الف سؤال وسؤال، هل هو فعلا حبيبها؟ ومن امتى حست بالشعور ده؟ ولو مش حبيبها، ليه حست ان قلبها بيتألم لحزنه ووجعه بالشكل ده ؟
سكتت لما ملقتش اي جواب، وقربت منه في هدوء، وهو عيونه متقلش حيره زيها، و عيونه بتسألها مش معنى الاغنية دي بالذات؟ هل فعلا انا مهم ليها، وحبيبها؟والاهم هي بالنسبه ليا اية؟
اسئلة كتيرة جواهم، وكل واحد مش لاقي رد عليها، بس الاهم انها الوحيده اللي شاركته في كل لحظاته، في فرحه.. وغضبه... وحزنه.. ضعفه.. وده كفاية عليها.
مدت اديها وقربت من خده ومسحت دمعه خانته ونزلت، وبعيون بتلمع من الحب اللي بتحاول تدارية وتدفنه داخل جدران قلبها قالت: مش هقدر احلفك بحياتي، عشان انا واثقة ان حياتي مش غالية عندك، بس عشان خاطر اغلى حاجة عندك ماتعملش في نفسك كده؟
مسك ايديها وباسها للمره الأولى وتقابلت العيون في عناق، وهمس ليها بضعف وقال...
ياترى هيقولها اية؟ وهل ابتدى ياسر قلبه يدق ليها؟ وهل هيعترف بالحب ده ولا هيكابر زي عادته؟
وشادية هتتخذ موقف وتاخد قرار؟ ولا هتفضل محتاره كده كتير؟
كل الإجابات دي هنعرفها لما نتابع احداثنا من روايتي الجديدة المتواضعة
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية