رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الرابع عشر 14 - بقلم هبة نبيل
خيوط غير مكتملة
خيم الصمت على الغرفة بعد انتهاء فرح من حديثها ولم يبقَ سوى صوت تنفّسهم المتسارع
نظر حسام إلى فرح نظرة طويلة عندما لاحظ عيناها الزائغتان عندما سمعت هذا الخبر ثم أشار بيده نحو نحوها:
حسام بقلق:
– “اللي حصل ده مش صدفة ندي دي اكيد تقرب لك والا ليه هتتخطف؟ إحنا لازم نعرف هي مين قبل ما نقرر نعمل إيه.”
فرح بهدوء مشوش:
– “في حاجة مش مفهومة بس في رابط قوي بيربطني بالأسم ده… مألوفة، رغم إني مش فاكرة التفاصيل.”
اقتربت يارا منهم بتردد، كأنها تبحث عن إذن بالكلام
يارا بصوت خافت: تفتكروا ان ده ممكن يكون فخ حد عايز يوقعنا فا عمل كده
نظر حسام إلى فرح، التي لم تُجب، لكنها أومأت برأسها في صمت ثم قال: احتمال وارد لازم نتوقع كل السيناريوهات برافو عليكي يا يارا
فرح: وممكن يكون بجد وتكون فعلا ندي دي مخطوفه وبتتأذي بسببي دلوقتي؟ احنا لازم نتصرف
—
في صباح اليوم التالي، جلس الثلاثة في غرفة المكتب حسام أمام اللابتوب، يحاول البحث عن أي معلومة باستخدام اسم ندى تزامنا بأسم فرح بينما كان سامي الذي وصل منذ قليل يدون ملاحظات من المكالمة السابقة، ويارا تجلس بصمت.
حسام وهو منهمك في الكتابه:
– “لو نفرض ان ندى كانت ليها صلة قرابه مع فرح ، لازم اكيد في ملف ليها في السجل المدني … بس مفيش أي حاجة طلعت لحد دلوقتي. الاسم مش كفاية
يارا: اي رايك انا ويوسف نروح السجل بكرا وندور هناك
حسام بتركيز:
– “حلو جدا؟ وانا عندي واحد صاحبي يقدر يساعدكم هناك
يارا بحماس: طب تمام اوي بكرا من النجمه ننزل ونروح
فرح بخوف: مش خايفين مش يمكن الناس دي بتراقبنا ويفكروا يأذوكم انتو كمان؟
سامي بمرح لتخفيف التوتر: ياستي سبيها على الله العيله دي بسبع ترواح زي القطط متخافيش عليهم
تبتسم فرح برغم قلقها وتوترها من كل مايحدث
حسام وهو ينظر ل سامي نظره ذات مغزي: وقته
سامي: ماهي ضحكت اهي هي كلمتي انا بس اللي بتقف في زورك ليه؟
فرح (بمكر): الله ماتسيبه يا حسام هو عمل ايه يعني؟
حسام بغيظ وهو يسدد عدة ضربات خفيه ل سامي: سبته سبته
سامي بألم: اه يخربيت عضلاتك
فرح بجديه حاولت ان تظهرها: وإحنا مش هنسكت. حتى لو مش عارفين مين هي بالظبط، بس مش هنسيبها في وسط ده لوحدها.”
ابتسمت حسام ابتسامة صغيرة على روح فرح التي ظهرت بشكل لا ارادي منها، لأول مرة منذ ان اقامت في منزله
في المطبخ، كانت فرح تقف أمام الرخامة، تعبث بقطع الخضار دون تركيز، فيما جلست صفيه تتابع تحركاتها.
صفيه (بفضول):
– “إنتي دايمًا بتطبخي كده وإنتي مش مركزة؟”
فرح (وهي تبتسم بخفة):
– “دي عادة قديمة… بس رجعت لي من كام يوم. أول ما بمسك سكينة… بيجيني إحساس إني عملت ده كتير قبل كده.”
صفيه (بلهجة عفوية): بس كده خطر يابنتي تتعوري بس معني كده ان ذاكرتك بتحاول ترجع حتة حتة
سكتت فرح للحظات، ثم قالت وهي تنظر في عيني صفيه:
فرح: ياريت يا طنط بجد ياريت حاجات كتير اوي مستنياني افتكر وخصوصا ان في واحدة حاليا مخطوفه بسببي
صفيه بشهقه: ياربي لاحول ولا قوة الا بالله دي مين دي يابنتي؟
فرح بحزن: مانا هموت واعرف يا طنط هموت واعرف لان قلبي مقبوض اوي
صفيه: بعد الشر عليكي ربنا يطمن قلبك يارب
فرح بتنهيده: يارب يا طنط
—
في المساء داخل المخزن المهجور الذي توجد به ندي كانت تحاول فك الحبل المقيده به ولكن دون فائدة حتي فتح الباب ودخل نفس ذلك الشخص الذي تحدث معاها من قبل
واقترب منها وهو يهمس بجانب اذنيها كا فحيح الثعابين قائلا….
الرجل: عدي يوم كامل 24 ساعه ومحدش سأل فيكي شكلك مش غاليه عندهم ولا حتي فرح اللي المفروض اختك فكري معايا كده بقي تحبي تموتي ازاي؟
ندي بثقه: مينفعش اموت مش مصلحتك موتي مش هيريحك لان انا طوق النجاة اللي هيوصلك لفرح مش كده ولا انا بتكلم غلط؟
الرجل: كده
ندي: يبقي تفكني وتحط ايدك في ايدي
الرجل: ولو بتكدبي
ندي: حقك وقتها تعمل اي حاجه
اقتنع الرجل بكلامها وهم ان يفك تقيدتها الا بصوت من الخلف يوقفه على الفور وهو يقول:انت اتجننت هتفكها قدامي قدامي
ندي بغضب: يابن ال كنت خلاص ثواني وهمشي من هنا بس ماشي برضو مش هيأس
جهة اخري… في منزل حسام
دخل حسام حاملاً ورقة مطبوعة، وابتسامة خفيفة على وجهه
حسام: جبتلك حاجة ممكن تفرفشك شوية… شوفي دي؟
اعطاها الورقة. كانت إعلانًا فوزها في مرحلة المواجهات الاولي في مسابقه الطهي المحلية وبدأ مرحلة المواجهات الثانيه والتي تشمل 6 مواجهات والتي ستُقام بعد أسبوع، تحت رعاية شركة معروفة
حسام (بحماس): المسابقة دي المرادي غير كل مره المرادي هتتعرض على ال TV وجوايزها محترمة يلا يا شيف جهزي نفسك
فرح (بتفاجؤ):
– “أنا؟! إنت عارف إني لسه مش متأكدة أنا مين أصلاً وافرض حد شافني واتعرف عليا من الناس اللي بتراقبنا لا لا انا خايفه هو ينفع من غير عرض
حسام:
– “بس إيدك بتفكر. ونفسك لسه بتعرف تطبخ من غير وصفة. يمكن المطبخ يرجعلك حاجات أكتر وتفتكري بس حوار من غير عرض ده انا مش متاكد منه بس هحاول اتصرف وبعدين اي اللي مخوفك مش يمكن لما تظهري حد من اهلك يتعرف عليكي دي حاجه ايجابيه
يارا بقلق: بس ممكن برضو نعرضها للخطر احنا لسه يا حسام منعرفش حاجات كتير وانت تقدر بحكم شغلك التاني توقف حوار العرض ده شويه متنساش نفوذك ياحضرة رجل الاعمال المعروف
سكتت فرح، لكن عينيها لمعت بفكرة التحدي… أو ربما الأمل.
في الطريق إلى السوق لشراء مستلزمات للتمرين على وصفة، توقفت فرح فجأة عند تقاطع شارع، وعيناها تتسعان.
فرح (بهمس): حسام استنى… الراجل اهو…. هو ده
مرّ أمامها نادر، بخطوات سريعة، لم يرها، لكن وجهه حفر في ذاكرتها كشعاع مفاجئ.
فرح (باضطراب):
– “أنا… شُفته قبل كده… في مكان فيه ضلمة… وصوت… صوت حد بيندهلي باسمي.”
حسام (وهو يمسك ذراعها):
– “فرح، ركزي. شوفتي وشه كويس… تفتكري منه حاجة؟”
أغمضت عينيها، ثم فتحتها فجأة.
فرح (بتذكر):
– “أنا كنت في جنينه كبيرة ومناظر حلوة وطبيعيه … كان معايا كنا فرحانين وبنضحك ومشغلين اغاني وبنرقص مع بعض وفجاة كل حاجه اسودت ولقيته واقع بين ايديا وهو ميت ازاي شوفته دلوقتي؟
حسام بتساؤل: هو مين يا فرح؟
نظرت لحسام، وملامحها تمتلئ بالارتباك: هو ده بس اللي جي في بالي لما شوفت وشه
حسام بحنق: يبقي هو ده اللي كنتي بتحبيه
—
في الليل، جلست فرح تقلب في حقيبتها على امل ان تلقي شئ يذكرها بأشياء اخري وبالفعل وجدت دفتر ملاحظات في جيب جانبي داخل الحقيبه وعندما فتحت اول صفحاته وجدت رسمة لعينين حادتين.
فرح (بشتياق): دي عينيه ايوه مش غريبه عني فعلا عينيه كانت حاده كده؟”
سمعت وقع اقدام تقترب منها فرفعت فرح نظرها فوجدت يوسف واقفها وهو يحمل كوبين من الشاي
فرح: يوسف خضتني اي اللي مسهرك لحد دلوقتي؟
يوسف ببتسامه: المفروض انا اللي اسألك السؤال ده؟
فرح: مش عارفة… بس كل ما بفتكر الكوابيس اللي كانت بتيجيلي… بشوف العينين دي.”
يوسف
– “وإنتي هتروحي المسابقة دي فعلًا؟”
فرح (بابتسامة مشوشة):
– “لو فيه احتمال ترجعلي حاجة من روحي… هاروح
يوسف بأمل: ان شاء الله تكسبي انا متأكد
•تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية