Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثالث عشر 13 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثالث عشر 13 - بقلم هبة نبيل 

“حين تنطق الذاكرة”
لم تكن فرح تُدرك ما الذي شدّها في ملامح الرجل الأخر لكنها كانت تشعر بشيء عميق يتحرّك داخلها… شيء يشبه الخوف، يشبه الذكرى، كأنّ لمسة قديمة حاولت النهوض من بين ذاكرتها النظيفه
سحبت يدها من يد حسام بعنف، وهمست بصوت متهدّج:
– “أنا شُفته قبل كده… مش أول مرة!”
نظر حسام في الاتجاه الذي أشارت إليه، لكن الزحام كان قد ابتلع الرجل.
ركض نحوه دون أن ينتظر، شقّ الصفوف، تجاوز الأطفال والبالونات والباعة الجائلين، لكن الرجل ذات الجاكيت البني لم يكن هناك. ولا حتي ملامح طيف للرجل الأخر اختفو في العدم كما ظهرو


عاد أنفاسه متلاحقة، والقلق واضح في عينيه، بينما كانت فرح واقفة كأنّ الأرض تشدّها لأسفل.
– “اختفى… بس متقلقيش هنعرف هو مين.”
فرح (بصوت مرتجف): – “أنا حاسة إني كنت أعرفه من زمان… بس مش عارفة فين ولا إمتى… بس هو مرتبط بحاجة وجعاني أوي.”
اقترب سامي منهم بعد أن لاحظ توترهم من بعيد:
– “في إيه؟ حصل حاجة؟”
حسام (يشد على إيده): – “بعد الحفلة دي لازم نتكلم… في حاجات كتير لازم تتقال يا سامي.”
في منزل حسام، كانت يارا تمسك بالميدالية التي وجدتها داخل حقيبة فرح، تتأمل النقش الغريب: “م ٧١٧”.
رقم… حرف… سر، لا تدري معناه، لكنها شعرت أنّه ليس مجرد تفصيلة عابرة.
رن جرس الباب، التفتت بقلق.
يارا: مين؟”
الصوت من الخارج ناعم لكنه غريب: – “أنا سمر… جارتكم. فرح نسيت حاجة عندي امبارح
يارا لنفسها: غريبه دي فرح مبترحش عن حد
فتحت يارا الباب بحذر، لكنها لم تجد أحدًا. فقط ظرف ابيض ملقاه على الأرض.
انحنت والتقطته، فتحته ببطء، لتجد صورة قديمة. كانت فرح شكلها اصغر قليلا، واقفة بجانب رجل غامض، يحمل جاكيت يشبه تمامًا ما وصفته فرح.
تحت الصورة جملة مكتوبة بخط يد مرتجف:

“قبل كل حاجة… كانت الحقيقة.”
في مكانٍ مظلم، داخل سيارة سوداء مركونة في زقاق مهجور، كان الرجل بالجاكيت البني يراقب نفس الصورة على شاشة هاتفه.
ابتسم ابتسامة باهتة، وهمس:
– “قربنا يا فرح… قربنا نرجّع كل حاجة لنقطة البداية قربنا نرجع قريبين زي زمان .”
في الليل، في شقة حسام، اجتمع الخمس: فرح في المنتصف، يارا عن يمينها، وسامي عن يسارها، ويوسف جالس علي الارض بينما حسام يسير وذهابًا وايابا
– “أنا دورت على رقم الميدالية، لقيت إن الرقم ده تابع لملف حكومي خاص… مسجّل باسم مهندسة كانت بتشتغل في مكتب مقاولات كبير… اسمها: فرح كريم البحيري” وده نفس اسمك يا فرح
فرح اتسعت عيناها، وتجمّدت.
يارا (بصوت مصدوم): – “يعني إنتِ فعلًا كنتي مهندسة؟!”
فرح (بهمس): – “أنا… مش عارفه… بس الاسم ده لمسني من جوه…”


سامي: – “ومين الراجل اللي في الصورة القديمة؟” ومين كلم يارا
يارا: هو كان هدفه يكلم فرح
حسام: – “لسه مش عارف… بس هنعرف، حتى لو اضطرينا نفتح كل الأرشيفات.”
في اليوم التالي في مكتب حسام في شركته الخاصه رن هاتفه برسالة من رقم مجهول.
فتحها. لم تحوِ سوى صورة واحدة.
فرح. تبدو أصغر قليلًا، في أوائل العشرينات. كانت تحتضن رجلاً، ملامحه غير واضحة لكن لم يكن هو نفس الرجل الغامض الذي ظهر في الحفلة.

كان الوضع بينهما حميميًا، والصورة التقطت في مكان خاص، ربما شقة أو مكتب ليس مكانًا عامًا.
تحت الصورة، كُتب بخط صغير:
“كل واحد ليه ماضي… بس مش كل ماضي يستاهل يتغفر.”
تجمّدت ملامح حسام، اختلطت في قلبه الغيرة بالشك، والحزن بعدم التصديق. لم يكن يعرف لماذا توجّع… رغم أنّه يعلم أنها لا تذكر شيئًا.
وعندما عاد إلى شقته في المساء دخل ليجد فرح جالسة على الأرض وسط أوراق مبعثرة، تبحث عن أي شيء يعيد لها نفسها وبجانبها يارا ويوسف يساعدونها
جلس أمامها، وناولها الهاتف وقال بجمود
حسام: “دي جتلي من رقم مجهول…”
نظرت للصورة، شهقت، ثم صمتت، كأنّ قلبها توقّف للحظة. لم يكن الصمت بسبب الذكرى… بل بسبب فراغ عقلها لم يستلقي اي اشاره او ذكري برغم قبضة قلبها
فرح: أنا… فعلًا دي صورتي… وده شكلي وأنا أصغر… بس الشخص ده مش اللي شُفته في الحفلة… و… ومش فاكرة هو مين. بس قلبي واجعني أوي وأنا شايفة الصورة… حاسّة إن في رابط قوي بيجمعني بالشخص ده


حسام (بصوت مختلط بالغضب والوجع): – “ليه ماقلتيليش إنك كنتي بتحبي حد قبل كده؟”
فرح (بصوت منكسر): – “ماقلتش لأني مش عارفة… أنا ضايعة يا حسام بس أنا مش عايزة حاجة تبوّظ اللي بينا.”
اقترب حسام وجلس أمامها أمسك يدها بلطف:
– “أنا آسف… حتى لو الصورة دي حقيقية، أنا مصدقك إنتي مش مصدق اللي عايز يفرقنا…” اكيد حد من مصلحته يفرقنا عشان يستفرض بيكي وانتي لوحدك
فرح بصوت مرتعش: أنا مشكلتي إني بقيت أخاف أصدق نفسي.”
حسام: متقلقيش محدش فينا هيسيبك اهم حاجه تسمعي الكلام
——
وفي الوقت ذاته، في مخزن مهجور خارج المدينة، كانت ندى تستفيق ببطء.
مقيدة في كرسي حديدي، الإضاءة خافتة، والبرد يتسلل لعظامها. حاولت الحركة، لكن جسدها خذلها.

ثم سمعَت صوتًا ناعمًا، لكن فيه حدة خفية:
– “إحنا مكناش عايزينك ولا كنتي هدفنا اصلا… بس قدرك بقي انك يبقي ليكي اخت دماغها ناشفه
ندى بصوت مبحوح ولهفه: اختي فرح انت تعرف فين فرح؟ إنت مين؟ وعايز مني إيه انا وفرح؟ هي فرح عايشه صح قول صح ارجوك قول صح؟
الصوت اقترب، لكن صاحبه ظل في الظل:
الشخص وهو يقترب منها شيئا فشيئا “كفايه بقي تمثيل عايزه تقوليلي انك متعرفيش اختك فين؟ كل حاجة بتحصلك دلوقتي… بسبب فرح. لو ما بعدتش يبقى كل اللي حواليها لازم يختفوا… واحد ورا التاني… قالها ثم تركها ورحل
ندى حاولت تصرخ،و لكن باب المخزن أُغلق بقوة… وأصبحت وحدها في حضن الخطر.
في تلك اللحظات، كان حسام يتأمل مجددا الصورة المرسلة له على الهاتف، وأصابته الدهشة من دقة التفاصيل. كان من الواضح أن الصورة كانت قديمة، ولكن ملامح فرح فيها كانت واضحة رغم أنه كان قد مرّ وقت طويل. الصورة كانت تظهر فرح في حضن رجل، وجهه غير واضح تمامًا في الزمان الذي أُخذت فيه الصورة جلس حسام مسترخيا وهو يفكر ما له المصلحه في ان يفرق بينه وبين فرح


حسام (وهو ينظر إلى الصورة بتركيز): “إيه الحكاية دي؟! ده مش نفس الشخص اللي كانت فرح شايفاه في الحفلة، لكن ليه الصورة دي؟ وازاي فرح مش فاكرة؟”
سامي (وهو يقترب منه عندما لاحظه يتحدث لنفسه): “ممكن يكون حد من ماضيها ياحسام… لكن في حاجة مش مظبوطة في القصة دي
حسام بجمود عندما تذكر حدثها مجددا: هي قالت ان كان في حد في حياتها
سامي: يمكن شخص كان في حياتها واذاها
في تلك اللحظة، أخذ حسام نفسًا عميقًا، وهو يمرر يده على رأسه، محاولًا جمع أفكاره. بينما كانت فرح في غرفة يارا تجلس على الأريكة، عيونها مليئة بالارتباك، بينما كان يوسف ويارا يجلسان وهم يراقبان ردود فعلها.
فرح (بصوت منخفض): “أنا مش فاكرة… مش قادرة أفتكر اي حاجة انا تعبت بس الحاجات دي… الصورة دي، ملامح الرجل ده… حاجات محيراني.”
يوسف (بحذر): “الصورة دي يمكن تكون دليل مهم، وفي نفس الوقت… مش عارفين مين هو. ممكن يكون حد كبير في حياتك القديمة. ممكن يكون مش بس ماضيك، ده يكون جزء من الحاضر كمان

يارا بلطف: هنفضل معاكي وجمبك لحد ما تفتكري متضغطيش على نفسك اكتر من كده بس انا شكه في حد معين هو اللي بيحاول يخرب علاقتك بحسام
يوسف وقد وصل له مغزي كلام شقيقته: تقصدي
يارا: هو مش بعيده عليه هو الوحيد اللي لي مصلحة انه يفرق بينهم عشان حسام يتهور ويطردها عشان يفرح بنتصاره
يوسف: بس برضو مش عايزين نظلمه يا يارا يمكن برضو ميطلعش هو
وفي تلك اللحظة، نظر حسام إلى سامي، الذي كان يراقب الصورة بدهشة.
سامي: “يعني إيه؟ لو الصورة دي حقيقية، في حد ممكن يكون بيحاول يلعب معانا؟ مش معقول.”


حسام (بصوت حازم): “اللي في الصورة ده مش مجرد شخص. ده حد ليه علاقة مباشرة بفرح، وأنا هعرف مين هو… لازم نروح للمكان اللي في الصورة دي.”
لكن في تلك الأثناء، في مكانٍ آخر، كان الرجل الذي ارسل هذه الصورة يقف في الظلام، يراقب المشهد عبر كاميرات ومايكات مخفية ذرعت في منزل حسام كانت عيناه حادة ولكن بالوقت ذاته تحمل الهزيمه والغضب ولكن خطواته كانت ثابتة. ابتسم ابتسامة باردة وهو يهمس في نفسه:
الرجل ببرود: مش مهم كسبتوا الجوله دي بس برضو مش هسيبك يا فرح قربنا اوي كل شيء بدأ يبقي في صالحنا
في المنزل، بينما كانت يارا جالسة بجانب فرح، التقطت ميدالية فرح التي كانت ملقاة على الطاولة، وأخذت تتأملها بتمعن.
يارا (بصوت ضعيف): “ميداليتك دي شكلها مش عادي… فيها رقم غريب
فرح (مذهولة): م ٧١٧؟ هل ده ممكن يكون له معنى؟”
حسام (وهو ينظر إليها بحذر): “الرقم ده مرتبط بحاجة، يافرح. كل الأدلة بتقول إن ده مش صدفة. فيه حاجة في ماضيك لازم تفتكريها ممكن ملف ممكن مفتاح خزنه مفتاح اوضه في حد بيحاول يقربك من الحقيقه بشكل غير مباشر
فجاة اغلقت فرح عيناها بنزعاج شديد وكأنها تذكرت شئ ازعجها بشده

يارا بقلق: فرح مالك
يوسف بقلق ايضا: فرح انتي كويسه
فرح وعيناها تجول يمينا ويسارا: الحادثه افتكرت الحادثه
يارا: شوفتي ايه؟
فرح (بتنهيدة ثقيلة): “كل ده بيجذبني لورا… زي تنبهات عايزاني افتكر بأي طريقه غير ان قلبي في قبضه غريبه مش عارفه سببها حسه ان في حد قريب مني اوي حد بيحاول يأذيه في حاجة كبيرة بتحصل وأنا مش فاكرة عنها حاجة؟”
لكن المفاجأة الكبرى حين رن جرس الباب، ودخل شخص غير متوقع إلى الشقة. كان يحمل معه ورقه مطويه وعيناه مليئة بالقلق.
حسام باندهاش بعد ان فتح الباب : مين حضرتك؟
الرجل (وهو يُسلم الورقه لفرح): “فيه حاجة ليكي يا فرح
فرح بتوتر وهي تنظر له. قبل أن تفتح الورقه تلاعبت أصابعها بالشعور الغريب الذي كاد أن يُفقدها توازنها. داخل الورقه كانت صورة أخرى، هذه المرة صورة أكبر حجمًا، يظهر فيها شخص غريب مع فرح عندما كانت صغيرة، وكان الرجل في الصورة يحمل نفس الجاكيت الذي كان قد ظهر به في الحفلة.
فرح (وهي تحدق في الصورة بذهول): “مين ده؟ إزاي الصورة دي وصلت ليك ومين الراجل ده وليه بيراقبني ؟”
الرجل في الصورة كان يتأملها بابتسامة غامضة، وكان يظهر كأنهم كانوا قريبين جدًا. كان في الصورة واضحًا بشكل غريب أنه كان شخصًا في حياة فرح القديمة، شخص كان يشكل نقطة فارقة في ماضيها
فرح: حسام انا افتكرت حاجه وقت الحفله لما شوفت الراجل ده لتاني مرة
حسام بلهفه: حاجه ايه قولي؟
فرح: رفع ايده ليا وكان ماسك حاجه زي بطاقه كده مكتوب عليها نفس الرقم اللي موجود الميداليه اللي معانا
حسام يمسك بهاتفه و يتصل بأحد المصادر القديمة التي كان يعرفها يطلب منه مساعدته في تتبع الرقم المدون في الميدالية. خلال دقائق، كانت الأمور تبدأ في التوضيح شيئًا فشيئًا.

حسام (وهو يتحدث في الهاتف): “عايزك تتابع رقم ٧١٧ ده… فيه ارتباطات قديمة ومهمة، ممكن تعرف لي اي حاجه اي معلومه من فضلك يا صبحي ومتتأخرش عليا… تمام هستني منك مكالمه شكرا يا حبيبي
بعد دقائق قليلة، جاء الرد في رسالة على هاتف حسام كان هذا هو المكتوب بها: “الرقم ده عباره ملف ليه علاقة بمشروع قديم كان شغال عليه مجموعة من المهندسين… لكن فيه تداخل مع شركات ثانية مش معروفة وفساد كبير غير ان الملف ده اصلا اتحرق من سنين لكن كان في نسخه تانيه منه
حسام: الرقم ده طلع ملف يا فرح ملف ممكن يكون موجود معاكي وهما عايزينه لانه يخص مشروع جاتلي رسالة بكده دلوقتي
فرح: ممكن توريني الرساله دي يا حسام بعد اذنك
وبالفعل اعطاها حسام الهاتف لتقرأ الرساله وعندما انتهت كانت تحاول تذكر اي شئ له علاقه بهذا الملف ولكن بدون فائدة كانت جميعها محاولات فاشلة ثم قالت بيأس وحزن شديد
فرح بحزن: مفيش فايده مفيش فايدة… قالتها ثم تركتهم ودخلت الغرفه مسرعا وهي تبكي
وبينما كانوا هما بالخارج يحاولون تجميع خيوط الماضي، كانت المفاجأة الأكبر تنتظرهم.
في مكان مجهول بعيد، كان الرجل الغامض نفسه يراقب كل شيء من خلال كاميراته الخفية، وهو يبتسم بسخرية.
الرجل الغامض (بصوت منخفض): “دلوقتي بدأوا يتحركوا كده احنا لازم نسبقهم بخطوة
في تلك اللحظة، كان كل شيء يتسارع. كانت الصورة تكتمل، وكانت الألغاز تبدأ في التكتل معًا. فرح لم تكن تملك وقتًا طويلاً، بل كانت تشعر وكأنها على وشك الوقوع في فخ لم تكن تتوقعه.
لكن في النهاية، لم يكن أمامها سوى خيار واحد: أن تكتشف الحقيقة بنفسها ان تحاول مرارا وتكرارا تذكر اي شئ
لكن قبل أن تتخذ أي خطوة، جاء التحول المفاجئ:
فرح (بتردد): “أنا هروح… لازم أكتشف مين هو.”
وفي تلك اللحظة دخل أحدهم فجأة وكان يحمل خبرًا جديدًا
سامي: “نداء عاجل ندى اتخطفّت
فرح (بصدمه وانفاسها تتسارع): “ندى؟! انا سمعت الأسم ده قبل كده الأسم ده قريب مني انا قلبي مقبوض من امبارح مش قولتلك يا يارا

 

 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent