رواية ما بين الحب و الحرمان الفصل الثاني عشر 12 - بقلم ولاء رفعت
يتسحب حبشي علي أطراف أنامله ليتأكد من أن زوجته تغط في النوم، و بعدما تأكد من ذلك ذهب و جلس بإحدي الأركان ، أخرج من جيب بنطاله دزينة من المال و نظر إليهم بفرح و سعادة و تحدث بصوت منخفض:
- تعالو بقي يا حلويين أشيلكم جمب أخواتكم تدفو جمبهم.
و تلفت من حوله ثم هبط علي عقبيه و أنحني في وضع الجثو و سحب من أسفل الأريكة صندوق معدني كبير مدون عليه ( صندوق العدة) أي الأدوات الخاصة بعمله كمكانيكي تصليح سيارات.
أخرج مجموعة مفاتيح و دس إحدهم في القفل و قام بفتحه، ظهر غطاء معدن، أمسكه و وضعه جانباً فظهرت العديد من الأموال المتراصة في صفوف، مسد عليهم بيده و السعادة تقفز من عينيه:
- ما تقلقوش يا حبايبي أنا هانت هكملكم المبلغ اللي أنا عايزه و هاعمل بيكم المشروع اللي هيخليني أطلع من الحارة المعفنة دي.
و كانت هناك عيون زوجته التي أستيقظت للتو مراقبة له و ترمقه بتوعد قائلة:
- يعني بخلان علينا و وريتنا الذل و في الأخر طلعت بتحوش اه يا بخيل يا معفن إما حسرتك عليهم.
ــــــــــــــــــ
قبل الإفطار بساعة صعدت عايدة و وقفت أمام باب شقة معتصم و أخذت تسكب ماء من زجاجة مجهولة تتذكر حديث الدجال لها:
(العمل ده أقوي من اللي قبله ياريت يخطي عليه الأتنين هيبقي مفعوله أقوي و هينعكس عليهم بالفراق )
و بعدما أنتهت تجلت إبتسامة علي ثغرها ثم عادت إلي منزلها علي الفور قبل أن يراها أحد.
و في حلول المساء تجمعت العائلة حول المائدة حين صدح أذان المغرب بدأ يتناولون الطعام فكان معتصم يتناول الطعام و لم ينتبه إلي ليلة التي لم تأكل و لو ملعقة و يبدو علي وجهها التعب، فسألتها عايدة بسخرية:
- مالك ما بتاكليش ليه يا ليلة و لا عشان ده مش مكرونة و بانيه مش عاجبك الكرشة و الكوارع! ده حتي جوزك بيحبهم و هو اللي طالبهم من خالتي و أنا اللي طبختهم بإيديا.
رمقتها الأخري بشبه إبتسامة لم تصل إلي عينيها و هذا لأنها لا تحب هذا الطعام، فقالت نفيسة بتهكم :
- مكرونة و بانيه إيه اللي بيعملوهم البنات الخايبة اللي ما بتعرفش تعمل أكل ده غير إنه أكل العيال الصغيرة، أنا أبني شقيان و تعبان يا قلب أمه محتاج يتغذي، كول يابني و رم عضمك بدل ما أنت هفتان من وقت ما أتجوزت.
قالتها و وضعت أمامه طاجن من الكوارع فتناول قطعة و أخذ يأكل منها و لاحظ ليلة تراقبه بطرف عينيها بتقزز، مد يده نحو فمها بقطعة و قال:
- علي فكرة طعمها جامد أوي دوقي كده.
أشاحت وجهها عن يده بإشمئزاز و أنتابها الشعور بالغثيان، نهضت مسرعة إلي المرحاض لتفرغ ما بجوفها.
ضحك جلال و غمز بعينه إلي شقيقه:
- أنت لحقت يا عصوم و لا ايه ؟
عقبت والدته:
- قول ما شاء الله عليه، شوفت أخوك أهو مكملش شهر و مراته شكلها حامل.
توقف معتصم عن الطعام حينما استمع إلي حديث والدته و حين خرجت من المرحاض رمقها بنظرة أجفلتها ثم قال:
- الحمدلله.
و نهض فقالت له والدته:
- هو أنت لحقت تاكل يابني!، ما تكمل فطارك.
- الحمدلله شبعت يا أمي، يلا يا ليلة.
فقالت عايدة بتهكم:
- هتطلعو فوق غير لما تاكلو الحلو!
لم يهتم أن ينظر إليها حتي فأجاب علي والدته:
- معلش يا أمي أصل كنت سهران إمبارح و ما نمتش كويس، فطالع أريح حبة.
تمتمت الأخري قائلة:
- يا عيني يا بني البت هده حيلك اللهي يهدها.
و قد سمعها جلال فأخذ يضحك و قال:
- تريح و لا تطمن علي إبنك.
و إذا الأخر هب كالريح غاضباً:
- جلال خليك في حالك أنا مش فايق لك.
ثم نظر إلي زوجته و أكمل صياحه:
- واقفة لسه عندك، بقولك يالا أنجزي.
ترددت ليلة بخوف قبل أن تذهب معه و ما أن خطت خطوة جذبها من يدها و سحبها خلفه إلي الشقة بالأعلي.
و بعدما وصل كليهما دفعها علي الأريكة و وقف أمامها و اضعاً يديه لدي جانبي خصره و قال لها من بين أسنانه :
- و أخرتها معاكي ايه؟
نظرت إليه بعدم فهم و سألته:
- قاصدك أي؟، أنا مش فاهمة حاجة.
جز علي شفته السفلي و أجاب:
- بجد و الله مش فاهمة، هاقولك أنا، أهلي كانو فاكرينك حامل لما قومتي و قرفتي من الأكل و دخلتي الحمام.
- أي التخلف ده، هو أي حد يقرف من الأكل يبقي حامل.
صاحت بها مما أثارت غضبه:
- لاء يا هانم، اللي أنتي مش فهماه إن أمي فكره علاقتنا الزوجية تمام، ما تعرفش اللي فيها، و اللي هو أنك بتستهبلي و أنا صابر عليكي كتير خلاص فاضل شهر و أجازتي تخلص.
أجفلها حديثه فقالت:
- و أنا ما منعتكش بس كل اللي طلبته نتعود علي بعض مش أكتر.
صاح قائلاً:
- و بقالنا أكتر من أسبوعين مش كفاية عرفتيني فيه و لا مستنية لما أسافر و أرجع لك السنة الجاية!
تأففت و سألته بنفاذ صبر:
- يعني عايز أي دلوقتي يا معتصم؟
صدمها بقوله:
- عايز حقي الشرعي يا ليلة.
تركته و دلفت إلي داخل غرفة النوم، ظل ينتظرها لدقائق، فخرجت إليه ترتدي قميص من الحرير الأبيض و تاركة خصلاتها و علي شفتيها طلاء حُمرة غير منتظمة، و وقفت أمامه ترمقه بإمتعاض :
- أتفضل خد حقك.
رفع إحدي حاجبيه بتعجب لما تفعله الآن، صاحت به لتثير غضبه:
- أتفضل خد حقك مستني أي، يلا عشان مامتك لو ما لقتش بطني كبرت ما تتكلمش و تمصمص في شفايفها و تقول يا عيني يا بني دي البت حرماك من حقك، أتفضل يلا مستني ايه!
كان ما بين الغضب و الإثارة من هيئتها الفوضوية، جذبها من يدها و أنهال علي شفتيها، يقبلها بعنف ثم هبط بشفتيه علي عنقها ثم إلي جيدها و يديه تزيح حمالات القميص و كاد يخلعه عنها سمع صوت بكائها، أبتعد ليتأكد من سمعه، رآها تبكي بالفعل، تجهم وجهه و سألها بأنفاس متهدجة:
- بتعيطي ليه؟
و كأنها كانت تنتظر سؤاله فأجهشت في البكاء و أخبرته من بين بكائها:
- مفيش .
صاح بها:
- ها تقولي و لا لاء، ما تنطقي.
نظرت إليه بأعين باكية و أخبرته:
- أنت حسستني إني مجرد جسم بالنسبة لك.
شعر بالصدمة الجلية علي ملامحه، لما تقول له ذلك، أطلق زفرة لعله يخرج بها طاقة غضبه بدلاً من أن يطلقها عليها و يحدث ما لا يحمد عقباه.
هز رأسه و يتمتم بكلمات غير مسموعة ثم قال:
- لو أنتِ شايفة كده، فأنا بقولك خلاص كل واحد يروح لحاله أحسن.
- بتتكلم بجد؟
سألته و الصدمة تبدو من نبرتها و عيناها المتسعة، أجاب عليها بوجه من فولاذ:
- ايوه بتكلم جد، عارفة ليه لأن كل اللي حسيته من ناحيتك أن سبب موافقتك علي جوازك مني عشان تهربي من نار أخوكي و تكملي تعليمك، لكن أنا فين من كل ده و كأني هوا، هقولك علي حاجة أنا كنت قبل ما أتجوزك كنت بتفرج علي أفلام إياها و بصبر نفسي و قولت هابطل الموضوع ده لما أتجوز و أعف نفسي و أتوب ، لكن بسبب بعد ما أتجوزت خلتيني أرجع اتفرج علي القرف ده تاني و أعمل حاجة تغضب ربنا، شوفتي أنتي وصلتني لأي!
قالها و ولي إليها ظهره غير مصدق بما تفوه به و كيف أخبرها بهذا،كان لا يريدها أن تنظر إليه بعدما صرح لها بمعصيته و شعر بالخجل من حاله أمامها.
كانت ترمقه و كفها علي فمها بصدمة و هي تسمعه، لم يتحمل الوقوف أمامها أكثر من ذلك فتركها و غادر، بينما هي عادت إلي الغرفة و أخذت تبكي و فاض بها الأمر حتي اهداها تفكيرها إلي أخر شيء يمكن حدوثه و ربما تسرعت في هذا القرار.
ــــــــــــــــ
وضعت هدي الطبق أمام زوجها الذي قال لها بسخط:
- كشري!، هو كل يوم كشري و لا أي، مفيش رز و خضار طبيخ!، ده إحنا حتي في رمضان يا شيخة.
صاحت بتهكم:
- و الله يا أ خويا الخمسين جنيه اللي بتدهالي يا دوب تقضي بتجيب حاجة الكشري بالعافية، بحبح إيدك و كفايه بخل و أديني فلوس بما يرضي الله و هاعملك المحمر و المحشي.
- ما أنتي عشان ما تعرفيش تدبري حالك، لو أديت لك أكتر من خمسين هاتصرفيهم برضو.
- حرام عليك و بطل إفتري الاسعار غالية نار و أنت عمرك ما زودت القرشين اللي بقالك من وقت ما أتجوزنا وبتديهم لي .
ثم أردفت دون أن يسمعها:
- روح يا شيخ اللهي يجي اللي يلهفهم منك.
و صدح رنين جرس المنزل، فذهبت لتري من الزائر، فتحت لتجد ليلة تقف أمامها و عينيها منتفخة من البكاء و بيدها تمسك حقيبة صغيرة .
دلفت في صمت و سألتها زوجة شقيقها:
- خير يا ليلة، مالك عامله ليه كده في نفسك!
ودت أن تصرخ و تجيش عما بصدرها، لكن ماذا عساها أن تقول فهذا قدرها و عليها التسليم به، و كبريائها لم يسمح لها أن تتغاضي عما أخبره به زوجها.
ولجت إلي الداخل في صمت و حين رأت شقيقها، وقفت أمامه و بدون أي مقدمة أو ذكر أسباب مقنعة قالت:
- أنا عايزة أطلق!
شهقت هدي و ضربت كفها علي صدرها عندما أعربت الأخري عن رغبتها في الطلاق، نهض حبشي و سألها و إمارات وجهه لا تبشر بالخير علي الإطلاق، فسألها بسخرية و يشير إلي أذنه:
- عايزة أي يا نن عين أخوكي؟
تقدمت نحوه و وقفت بشموخ تجيب بلا خوف:
- زي ما سمعت يا حبشي، عايزة أطلق.
و في لحظة كانت في قبضته يهزها بعنف و بصياح هادر:
- عايزة أي يا روح خالتك، طلاق أي و أنتي مكملتيش شهر جواز، عايزة تفضحينا يا بنت الـ... ، عايزاهم يقولو دي أخت حبشي الميكانيكي أتطلقت و لسه مكملتش شهر جواز!، و طبعاً هم ما يعرفوش الأسباب مش هيقولو غير حاجة واحدة بس، أن العريس لقاكي شمال و مش متربية عشان كده طلقك.
جذبت ذراعها عنوة مما سبب لها ألماً لكنها لا تبالي بقدر ما تشعر به من ألم كلمات شقيقها التي تنهال عليها كالسياط، صرخت بغضب و بكاء:
- تغور الناس و طز في كلامهم، أنا اهم حاجة عندي راحتي و نفسيتي، أنا زهقت منك و من العيشة في الحارة و جوزي اللي أتجوزته عشان أخلص من قرفك، عملو لي أي الناس، عارف يا حبشي أنا بكرهك لدرجة إن نفسي ربنا ياخدك و ارتاح منك علي الأقل هاعيش في سلام.
صاح الأخر بهياج عصبي و أنهال عليها بالضرب المبرح:
- بتدعي عليا بالموت يا بنت الـ... ، بتدعي عليا يا و سـ..
كانت تصرخ و زوجته تصرخ بتوسل:
- ابوس ايدك سيبها يا حبشي، و غلاوة عيالك سيبها.
صاح بها و كاد يوجه له لكمة:
- خشي جوة بدل ما أديكي بونية تخرسك خالص.
خشيت هدي أن يحدث لليلة مكروهاً علي يد زوجها الطاغية، ارتدت إسدال الصلاة و ركضت سريعاً دون أن يراها الآخر و غادرت لعلها تفعل شيئاً لتنقذ ليلة من يدي شقيقها.
ــــــــــــــــ
عاد معتصم من الخارج و وقف بداخل الشرفة يحسب أن ليلة في الغرفة نائمة، أخذ ينفث دخان سيجارته بكثافة يلوم نفسه لما تفوه به مع ليلة و لا يعلم لما فعل ذلك و بداخله يشعر بمزيج من المشاعر المتضاربة كالحب و الغضب و الغيرة و الشوق و اللوعة.
و في الأسفل كانت نفيسة تتحدث مع عايدة:
- أي يا عايدة مش ناوية تتجدعني و تبقي حامل زي سلفتك، اللي يا دوب ابني اتجوزها شهر و حملت و أنتي بقالك يجي تلات سنين و لا حصل مرة حتي، ده أنتي لو حتة أرض كان زمانها طرحت.
أجابت الأخري بإبتسامة صفراء:
- أدعي يا خالتي ربنا يرزقنا، ما هو علي يدك كشفنا و حللنا أنا و ابنك يجي مليون مرة و مفيش حاجة.
أنتبهت كلتيهما إلي صوت أقدام تصعد الدرج بقوة.
سألتها نفيسة:
- ده مين ده اللي طالع بيجري علي السلم.
نهضت الأخري و أخبرتها:
- خليكي لما أقوم اشوف مين.
خرجت من الشقة فوجدت صوت الأقدام صعدت إلي أعلي و صوت أنثوي يردد:
- أفتح يا أستاذ معتصم أنا أم محمد مرات حبشي.
صعدت عايدة تستمع لما يحدث و تري ماذا يجري، بينما بالأعلي دلف معتصن من الشرفة علي صوت رنين الجرس، فتح الباب فوجدها هدي و الذعر يغزو ملامحها:
- ألحق ليلة يا أستاذ معتصم، أول ما رجلها خطت البيت و بتقول لأخوها عايزة أطلق عينك ما تشوف إلا النور، نازل فيها ضرب و مش عايز يسيبها و خايفة لبعد الشر يعمل فيها حاجة و لا تروح في إيديه.
أشار لها و قال علي عجالة:
- يلا قدامي بسرعة.
بينما عايدة دلفت للداخل علي وجه السرعة فسألتها نفيسة:
- أي اللي بيحصل؟
أجابت الأخري و أرادت ألا تخبرها و هذا بعدما أسترقت السمع علي حديث هدي و بعدما علمت بطلب طلاق ليلة من معتصم رقص قلبها، ظنت تلك نتيجة السحر الذي سكبته لهما من أجل أن يفترقا :
- مفيش شكله واحد صاحب معتصم.
و في منزل حبشي الذي ما زال ينهال عليها بالضرب و السباب، يمسك تلابيب عبائتها و كاد ينهال علي وجهها باللطمة قوية:
- أنا هوريكي يا بنت الـ...
أوقفته قبضة من الفولاذ و بقبضة أخري وجه له معتصم لكمة قوية، و أمسك بلليلة و حاوطها بذراعه قائلاً:
- طول ما أختك علي ذمتي إياك إيدك تتمد عليها تاني بدل ما أزعلك.
صاح حبشي بصوته الغليظ:
- دي سابت لك البيت و جاي لي تقولي عايزة أطلق و أنتم لسه مكملتوش شهر، عايزني أطبطب لك عليها!
بصوت هادر لوح له بيده:
- لما يحصل كده تكلمني أنا راجل لراجل و نتفاهم مع بعض لكن تمد إيدك عليها بالغباء ده يبقي ما تستاهلش تكون أخوها.
كانت تبكي و تنتفض تحت ذراعه، ربت عليها لتهدأ قائلاً:
- خلاص أهدي يا ليلة و هاعملك اللي أنتي عايزاه، بس مش هاتقعدي هنا.
نظرت له بتردد و قلق فأردف:
- أنا هنزل أقعد عند أمي تحت و هاسيب لك الشقة فوق تقعدي براحتك و اللي أنتي عايزاه هاعمله لك.
و بعدما أطمئنت إليه، و لما لا فمنذ أن تزوجته لم تجد منه معاملة سيئة بل و حنون عليها، و يكون لها عوناً و حماية من أي شخص يريد أيذائها حتي لو بكلمة.
ذهبت معه و غادرت منزل شقيقها الذي بعد أن ذهبا رمق زوجته نظرة نارية فصرخت و ركضت إلي غرفة ليلة و أوصدت عليها الباب من الداخل، ظل يصيح كالوحش الثائر و يطرق الباب بعنف:
- أفتحي يا هدي بدل ما كسر الباب علي نفوخك، بقي تخرجي من ورايا و تروحي تنادي عليه عشان ينقذ أختي من إيدي، بقت كده يا هدي!، ماشي صبرك عليا أما علمتك الأدب ما بقاش أنا حبشي يا شوية رمم.
يتبع
صلي علي النبي و لا تنسي أن تدعمنا بلايك و كومنت و متابعة ليصلك كل جديد🌹🌹
•تابع الفصل التالي "رواية ما بين الحب و الحرمان" اضغط على اسم الرواية