Ads by Google X

رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الثاني عشر 12 - بقلم الهام عبد الرحمن

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الثاني عشر 12 - بقلم الهام عبد الرحمن 

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بعد عدة ايام بينما كان يجلس احمد بمكتبه شاردا فيما حدث دخل مصطفى عليه بعد ان طرق الباب عدة طرقات ولم يسمعه فاضطر للدخول…

مصطفى: احمد ايه ياجدع خضتنى عليك مبتردش على تليفونك وبسال عليك يقولولى انك مش طايق نفسك ومتعصب مالك فيك ايه ياصاحبى طمنى عليك.

أحمد بتعب:

“والله يا مصطفى، أنا تايه… مش عارف اعمل ايه فى الحال اللى انا وصلتله أمنية بقت مش هي بقت واحدة تانية، كل يوم حالتها بتسوء. ساعات بصحى ألاقيها قاعدة على السرير بتبص في الفراغ كأنها شايفة حاجة انا مش شايفها. بتحاول تخبي، بس أنا شايف… شايف نظرة الخوف اللي في عنيها.”

مصطفى بقلق:

“إنت محتاج تاخد أجازة يا أحمد. مراتك محتاجة لك، والبنت صغيرة كدا ممكن تضيع منكم من غير ماتحسوا انت لازم تقف جنب امنية ماتسيبهاش للدوامة اللى دخلت نفسها فيها.”

أحمد بتنهيدة حارة :

“أنا مشغول في قضية كبيرة، والضغط في القسم مش طبيعي. مش قادر أغيب، ولو غبت يوم، الدنيا بتولع. بس والله قلبي بيتقطع وأنا سايبها لوحدها وبعديندا انت اكتر واحد عارف طبيعة شغلنا يامصطفى.”

مصطفى بتساؤل: طيب انت مفكرتش ان ممكن امنية تكون بتقول الحقيقة؟!



احمد بحدة قليلاً: حقيقة ايه يامصطفى ماانا على ايدك شوفت الكاميرات فى العيد ميلاد ومظهرش فيها حد وكمان كاميرات المول والشخص اللى كان مع امنية وشه مش ظاهر.

مصطفى بتفكير: بس دى حاجه تخلينا اصلا نشك انه ممكن يكون هو فعلا.

احمد بحيرة: مش عارف بقا انا تعبت وحاسس انى دماغى هتتشل ومبقتش قادر افكر.

مصطفى: اهدى يااحمد وباذن الله ربنا هيحلها من عنده.

فى منزل امنية ذهبت حياة زوجة مصطفى لتجلس معها قليلا حتى تطمئن عليها، فحينما وصلت وجدت امنية شاحبة الوجه حزينة فقدت الكثير من وزنها

حياة بحزن لحال صديقتها: ايه دا يا أمنية عاملة فى نفسك كدا ليه يابنتى دا انتى اللى يشوفك يقول عندك 100سنة.

امنية وهى تحاول كبح دموعها ومنعها من السقوط: اعمل ايه يعنى ياحياة هو انتى يعنى مش عارفه اللى انا فيه؟ انا زهقت وتعبت انا الخوف بقى مسيطر على حياتى ومش عارفه اتعامل مع حد حيات. بقت جحيم واللى معذبنى انى حاسة انى بدمر احمد وتقى معايا.

حياة وهي تحاول تهدئتها:


“أمنية، فوقي. كفاية كده، الماضي خلاص راح. إنتى عندك جوزك اللى بيحبك وبنت جميلة محتاجة حضنك. ما تسيبيش الوهم يسحبك لتحت وتضيعى كل حاجة حلوة من بين ايديكى .”

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى

أمنية بصوت مهزوز:

“أنا بحاول، والله بحاول… بس كل ما أقعد لوحدي، بحس إني برجع لنفس الحفرة. احمد مش هنا، طول الوقت مشغول، وأنا… أنا حاسة إني لوحدي انا مش بلوم علبه انا عارفة ان طبيعة شغله كدا وانا متقبلاها بس انا الفترة دى هشة وضعيفة ومحتاجاه يقوينى حتى لو انا بتوهم بس يبقى جنبى مش طول الوقت شغل شغل ياترى لو انا طلعت بتكلم صح وحصل حاجة ساعتها ندمه هيفيد ماهو مش كل مرة هتسلم الجرة .”

حياة بصوت حاسم:

“مشكلتك إنك سايبة دماغك تسرح وتنسى اللي حواليكي. قومي، اهتمي بجوزك، ببنتك، بنفسك! ما تسيبيش حاجة تكسرك أكتر من كدا انتى مش شايفة شكلك وطول الوقت بتتكلمى كانه يزن رجع بجد مع انك شوفتيه وهو بيموت نفسه كفاياكى اوهام واهزمى شيطان نفسك وفوقى وعيشى حياتك وياريت تقومى كدا تاخدى شاور وتلبسى حاجة كويسة وتحطى شوية ميكب عشان حتى لما جوزك يرجع يلاقيكى كدا مزة وحلوة .”

امنية بحزن: مش لما يبقى يرجع ياحياة احمد بقاله كام يوم من ساعة مشكلة المول وهو بايت برا البيت بحجة ان عنده قضية كبيرة شغال عليها حتى السؤال فى التليفون بيتصل يطمن على البنت ويسالنى اذا كنا محتاجين حاجة ويقفل.



شعرت حياة بالحزن على صديقتها وما تمر به وعجزت عن بث الطمأنينة فى قلبها وبعد مدة قليلة استأذنتها لتعود الى منزلها.

في المساء فى صالة المنزل أحمد

غمر الهدوء المكان، وأضاءت الأضواء الخافتة الزوايا. كانت أمنية جالسة على الأريكة، عيناها شاردتان، تعبها النفسي واضح على ملامحها، بينما كانت “تُقى” الصغيرة جالسة على الأرض أمام لعبها، ولكنها لم تكن تلعب، بل كانت تراقب أمها في صمت.

تُقى بصوت خافت:

“ماما؟… إنتي زعلانة ؟”


أمنية تحاول الابتسام، لكن ابتسامتها كانت باهتة، وعيناها مليئتان بالحزن:

“لأ يا حبيبة ماما… بس ماما تعبانة شوية.”

تُقى تقترب منها وتحتضنها:

“أنا هخليكي كويسة، زي ما إنتي بتعمليلي لما بعيط.”

أمنية تحتضنها بقوة، والدموع تلمع في عينيها:

“ربنا يخليكي ليا يا تُقى… إنتى كل حاجة حلوة في الدنيا.”

تُقى بصوت ضعيف، كأنها تحاول فهم ما يدور حولها:

“بابا مش بييجي ليه؟… هو زعلان مننا؟”

أمنية تحاول كبح دموعها، وتعض على شفاهها لتخفي الوجع:

“لأ يا روح ماما… بابا مش زعلان… هو بس مشغول في شغله الأيام دي واول لما يخلص هييجى علطول انتى عارفة ان بابا ظابط عظيم بيحمى بلدنا .”

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى

تُقى بصوت خافت، وهي تضع رأسها على صدر أمها، وتنادي بصوت مليء بالحاجة والاشتياق:

“هو وحشنى اوى .. قوليله يرجع عشان أنا وهو وانتى ننام سوا تاني زي الأول ويحكيلى الحواديت الحلوة بتاعته.”



أمنية تحتضنها بشدة، ودموعها تسقط دون أن تستطيع إيقافها:

“إن شاء الله يا تُقى… إن شاء الله قلب ماما.”

اقتربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل – باب الشقة بيفتح بهدوء

أحمد يدخل بخطوات مرهقة، يرتدى بدلته الميري، وشكله يظهر عليه علامات التعب والقلق. يسير داخل الصالة في سكون…

عينه تقع على أمنية جالسة على الأريكة، تغط فى النوم وهي تحتضن تُقى الصغيرة، اللي وضعت وجهها في حضن أمها وتتنفس بهدوء.

أحمد يقف مكانه، لم يستطع التحرك. ظل ينظر لهم باشتياق .


وضع حقيبته على الأرض، واقترب منهم بهدوء.

نظر الى أمنية… كان وجهها مرهقاً، وعينيها يوجد بها آثار دموع ظاهرة فقال فى نفسه بحزن يالله لقد كانت تبكى،لقد هزلت كثيرا .

ينظر الى تُقى… قلبه يخفق بشدة ويشعر بالندم.

يهمس لنفسه:

“وحشتونى اوى، بجد اشتقت لنظرة عيونكم ولضحكتكم انا اسف انى بعدت اسف انى كنت ضعيف ”

يجلس بجوارهم على الأرض، ويحتضن كف ابنته الصغيرة بلطف، ويقبلها ثم ينظر لامنية باشتياق ويتحسس شعرها بروية حتى لا تفزع.

ظل ينظر لأمنية، ويتوجع قلبه من كبر المسافة التى زادت بينهم دون ان يشعر.

أحمد بصوت واطي:

“سامحيني يا أمنية… أنا مش شايف إني لسه معاكي زي زمان سامحينى لانى سيبتك وبعدت بدل ماافضل جنبك واقويكى للحظة اتخنقت وحسيت قد ايه الدنيا ضيقة اوى عليا مبقتش قادر اتنفس من كتر الضغط .”

بقلمى الهام عبدالرحمن

صلوا على الحبيب المصطفى

فى المانيا.. كنان بصوت هادي لكنه مشوب بالقلق، وهو يمشي في مكان شبه مهجور ليلاً –

“يعني قابلتيه؟ ولا لسه؟”

(صوت الطرف التاني غير مسموع – صمت تام)

كنان – يزفر بهدوء، ويقول بصوت خافت –

“كنت فاكر إنك هتتراجعي في آخر لحظة.”

(صمت، وبعدين ضحكة صغيرة مش واضحة إذا كانت ساخرة ولا متوترة)

كنان – بنبرة فيها لمحة تحدي –


“فاكرة لما قولتلك: مش أي حد يقدر يقرب منه؟ كنت اقصد كل كلمة.”

(صوت خافت جدًا من الطرف الآخر – غير مسموع تمامًا)

كنان بابتسامة لا تظهر إذا كانت مرّة أو مطمئنة

“تمام… لما تبدأي، متستعجليش عليه… هو مش زيه زي الباقي.”

(صوت ساكت، ثم كنان يعود ليتحدث بعد لحظة صمت قصيرة)

“وما تحاوليش تعرفي هو مين… كفاية إنك تساعديه يوصل لنفسه.”

(صمت طويل شوية، وبعدين كنان بصوت منخفض جدًا كأنه بيكلم نفسه)

“لسه فيه أمل… حتى لو العالم كله شايفه انتهى.”

ثم يغلق الخط بهدوء، و ينهي المكالمة ويعم الهدوء الذى لايخلو من صوت الرياح الباردة.


 

 •تابع الفصل التالي "رواية عاشق بدرجة مجنون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent