Ads by Google X

رواية عهد مع الشيطان الفصل الحادي عشر 11 - بقلم نسيمة حفصي

الصفحة الرئيسية
الحجم

         

 رواية عهد مع الشيطان الفصل الحادي عشر 11 -  بقلم نسيمة حفصي


"الفصل الحادي عشر"
"عهد مع الشيطان"

"استغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله"

رحيم بجمود و ملامح ثابته"اختك لسه عايشة و ماماتتش زي ما انت فاكر يا قصي!.

تصنمت ملامح قصي بشكل ملحوظ و اردف بعدم استيعاب لما استمع اليه. 

"انت... انت ايه اللي بتقوله يا رحيم؟" 

اكد رحيم كلامه و هو مازال محتفظا بملامحه نفسها. 

"زي ما سمعت يا قصي اخواتك عايشين و لسه ما ماتوش لا و مش بس كدا هم هنا في مصر و خالك اللي مهتم فيهم اختك تبقى من افضل المحامين في البلد و الثانية بآخر سنة من الجامعة و السنة دي هتتخرج و بالمناسبة اخواتك لتنين بيشتغلو معايا واحدة تحت التدريب و الثانية هتبقى محامية الشركة" 

اردف كل تلك الكلمات مرة واحدة غير عابئ لذالك القابع امامه يتلون وجهه بالصدمات مع كل كلمة يستمع لها من صديقه حتى جثى على ركبتيه بعدم تصديق يحاول استيعاب ما علم به الآن. 

"لا لا انت اكيد فاهم غلط انا اخواتي ماتو في البيت لما انفجر انت اكيد غلطان لا يا رحيم بالله عليك انت مش فاهم حاجة" 

هزه رحيم بعنف لعله يستعيد ثباته و يرجعه الى عقله مرة اخرى بينما اردف بقوة حادة. 

"اصحى على نفسك يا سيادة الرائد و فوق اخواتك عايشين... ركز يا قصي انا ما بقولش كلام مش متأكد منه انا ما اخذتش لقبي من الفراغ يا سيادة الرائد." 

نظر له قصي و اردف بضياع"ازاي يا رحيم انا شفت البيت و هو بيتفجر و يتحول لرماد قدام عيوني و مكنتش عارف اعمل حاجة انا سمعت صوت اخواتي و هم بينادو عليا عشان الحقهم بس مكنتش عارف اتحرك ولا اعمل حاجة"

ربت رحيم على كتف صديقه و رمقه بثقة يمده بالقوة. 

"مش توأمك نزال المالكي يا قصي مش اختك الصغيرة وهج المالكي مش خالك هيثم؟." 

اماء قصي على كل اسم استمع اليه و مازالت الصدمة تقيد معالم وجهه هل عاش كل تلك السنوات وحيدا بعيدا عن اختيه... هل ظن انه دفنهم تحت التراب بينما هم على قيد الحياة... هل عاشت اختاه من دون حنانه و هو موجود. 

بسرعة نهض من مكانه يحاول جمع شتات نفسه و اردف بجدية"انا عايز اشوفهم يا رحيم خذني ليهم بالله عليك"

رحيم بجدية "مينفعش دلوقتي يا قصي" 

قصية بحدة غير مقصودة"هو اي اللي مينفعش يا رحيم انا عايز اشوف اخواتي ايه اللي مش هينفع؟ "

اسودت نظرات رحيم محاولة تقدير حالته حتى لا يقوم بلكمه في وجهه"مش هينفع لأن حياة توأمك في خطر يا سيادة الرائد و لو عرفو كمان ان اخوها رائد في فرع مكافحة المخذرات وقتها الخطر هيتضاعف عشان كده اهدى و متخليش مشاعرك بتتحكم فيك "

قصي بصدمات تتوالى"ايـه ازاي في خطر و مين اللي مهدد حياتها"

رحيم بغموض"لحد دلوقتي معرفتش بس خلاص اهي هانت كلها يومين و كل حاجة تبقى واضحة قدامي.... انت عشان صاحبي و مقدر انك عايز تشوف اخواتك انا بكره عندي اجتماع لإدارة الشركة عشان المحامية الجديدة و انت ممكن وقتها تحضر الاجتماع و تشوف اخواتك"

قصي ببتسامة متحمسة"تمام جدا انا بكره من النجمة هكون في الشركة"

❤❤❤❤❤❤❤

"شكرا اوي يا استاذ ياسين" كانت وهج من نطقت بتلك الكلمات بعد ان غادر ذالك الأستاذ المتعجرف موجهة كلامها الى ياسين الذي نظر لها بدوره يمنحها تلك الإبتسامة التي سلبت انفاسها و جعلت من دقاتها تتسارع. 

"مفيش داعي للشكر انسة وهج ممنوع اي طالبة او طالب يتعرض لأي نوع من انواع الظلم ده غير ان انا عارف كويس من الصح و مين الغلطان" 

ابتسمت بخجل عندما طالت نظراته لها... ثواني و سمعته يردف بفضول. 

"انتي خلصتي محاضراتك؟." 

اومأت له بهدوء و ابتسامتها تزين محياها ليردف هو. 

"طب تحبي اوصلك في طريقي؟" 

"لا شكرا انا معايا عربيتي متتعبش نفسك" 

"لا ولا تعب ولا حاجة تعالي اوصلك و هخلي اي حد من الحرس يوصلك العرباية للبيت" 

صمتت قليلا تفكر ثم اردفت بموافقة "تمام" 

بعد دقائق كانو في السيارة بينما الصمت يسود المكان حتى قاطعه كلام وهج التي اردفت بتسائل و تردد. 

"هو انت حضرتك متجوز...لو مش حاب تجاوب براحتك يعني" 

ياسين بضحك"لا يا ستي مش متجوز"

لمح تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتاها فأكمل كلامه بخبث" بس انا هتجوز بعد كام شهر كدا. 

انمحت تلك الإبتسامة التي سبقت ليرتسم محلها الحزن لكن سرعان ما اخفت ذالك بمهارة و اردفت

"بتحبها؟" 

"بحبها اي... تقدري تقولي ان انا عشقتها من اول ما عيني جت عليها كل دقة في قلبي بقت تنطق بإسمها مع اني عرفتها من فترة قصيرة بس هيا بقت كل حاجة بالنسبة ليا" 

اتعلمون فتات الزجاج عندما يتهشم هكذا كانت تشعر هيا حتى انها لا تعلم لماذا و لأجل ماذا ولا تعلم ان الغيرة من تنهش قلبها... الا تؤمنون بالحب من اول نظر و دقة قلب من اول لقاء هكذا حدث من بطلتينا.... تغاضت عن ذالك الشعور و اردفت و كأنها تأكد في كل مرة جرح اكبر لقلبها الصغير. 

"للدرجة دي بتحبها" 

"و اكثر يا وهج.... ممكن نشيل الألقاب بالمناسبة اصل انا مبحبش الرسميات"

 
امائت له بهدوء ثم نظرت امامها تكبح تلك الدموع التي تود النزول الآن و لا تعلم مصدرها كل ما تعلمه انها فقدت شيء يعني لها الكثير شيء كان يرتبط بروحها و الآن تشعر به ينسحب بهدوء.. لا تعلم ان دوامة الحب تجرفها حتى تتغلغل في اعماقه و يصبح الابتعاد عن المحبوب مستحيل. 

❤❤❤❤❤

اشرقت الشمس لتجلب معها يوم جديد ربما ستجتمع فيه قلوب و تنزف قلوب اخرى و كل الجهتين يؤلمان فنزيف القلب لا يحتمل و اجتماع القلوب من بعيد يدميها. 

دخلت من باب الشركة بخطوات واثقة بينما كعب حذائها يطرق الأرضية الصلبة مشكلا صوتا قويا جاعلا كل من يستمتع اليه يتعلق نظره بصاحبته ليرى مدى قوتها و ثقتها بنفسها... و يبقى شعار الأنثى الثقة بالنفس فإن كانت تود الوصول عليها ان تثق بنفسها و تقتل كل خوف بداخلها... لا بل تجعل الخوف بذاته يخاف منها. 

توجهت الى المصعد ثم ضغطت على الطابق المنشود ليتوقف بعد لحظات فخرجت منه بعد ان ابعدت نظاراتها الشمسية عن عيناها ليظهر بريقهم المميز وجدت السكرتيرة امامها لتردف بهدوء و ابتسامة صغيرة. 

"صباح الخير...الأستاذ رحيم موجود؟" 

نظرت لها السكرتيرة للحظة و سرعان ما اردفت بعملية و ابتسامة بشوشة. 

"صباح النور... حضرتك الأستاذة نزال صح؟" 

"ايوه انا" 

"تمام يا انسة تفضلي الأستاذ رحيم طلب مني ادخلك اول ما توصلي هو كمان خمس دقايق و يكون هنا." 

اومأت نزال ثم اتبعتها الى الداخل لتشير لها السكرتيرة على المقعد بجانب المكتب ثم اتجهت الى الخارج لإكمال عملها. 

بينما نزال وضعت حقيبتها و بعض الأوراق على المكتب ثم دارت بعيناها في ارجاء الغرفة حيث كانت غرفة المكتب مصممة بطريقة ملكية و تلك التحف الفنية التي وضعت اخرى على المكتب و بعدها الآخر على تلك الرفوف بينما لاحظت بعض الشارات التي تدل على مدى تعلق صاحبها بالرياضة فرحيم متحصل على اكثر من خمس ميداليات في رياضات مختلفة. 

اتجهت الى تلك النافذة الكبيرة المطلة على الشارع تراقب المارة و السيارات بهدوء غابت بأفكارها في شرود و لم تنتبه الى الباب و هو يفتح ليظهر من خلفه بطلنا الوسيم ببدلته الأنيقة من اللون الأسود و قميص ابيض اسفلها... شعره مصفف بحرفية اعطته جاذبية خاصة. 

بقى يتطلع اليها للحظات ثم تحمحم بصوت مسموع قبل ان يردف. 

"صباح الخير" 

جفلت من الصوت الذي اتى من خلفها لتستدير سريعا.. فوجدته يقف خلفها يناظرها بعيناه التي لم تفشل للحظة في تشويش عقلها. 

تحمحمت بتوتر تبتعد الى الخلف قليلا قبل ان تردف. 

"صباح الورد"

ابتسم رحيم بخفة، ثم أشار بيده نحو الكرسي أمام مكتبه قائلاً بنبرة هادئة لكنها حازمة:

"تفضلي اقعدي، نزال... عندي بعض التوضيحات المهمة قبل بداية اليوم."

جلست بهدوء، بينما جلس هو على مقعده الفخم خلف المكتب، فتح ملفًا أمامه، ثم رفع عينيه نحوها مجددًا:

"أولاً، الاجتماع التعريفي بالشركة هيبدأ خلال نصف ساعة. هتتعرفي فيه على كل عضو في الفريق، من الإدارة للمساعدين، كل شخص ليه دور مهم، وحضورك فيه ضروري عشان تتأقلمي بسرعة."

هزّت رأسها بإيجاب، بينما استمر هو بنبرة أكثر جدية:

"ثانيًا، بعد الاجتماع مباشرة... هتبدأي أول قضية ليكِ. مش هيكون فيه وقت للراحة."

رفعت حاجبيها بدهشة، لكنه ابتسم بثقة وأكمل:

"في مناقصة على قطعة أرض استراتيجية جدًا، وفي أطراف كبار داخلين في المنافسة. شركتنا بتمثل أحد أهم المستثمرين، وهنا يبدأ دورك."

سحب ورقة من الملف ووضعها أمامها:

"كل التفاصيل موجودة هنا، بس هنراجعها سوا بعد الاجتماع. المهم دلوقتي، خلي تركيزك عالي... ده اختبار حقيقي، وأنا واثق إنك قدّه."

حدقت نزال في الورقة للحظات، ثم رفعت نظرها إليه وعينيها تلمعان بمزيج من الحماس والتوتر هيا لا تخشى نوع العمل فهيا تواجه بقوة لكن فكرة عملها في مكان جديد هذا ما يزيد توترها:

"تمام... أنا جاهزة."

ابتسم مجددًا، ثم نظر إلى ساعته:

"بقي 25 دقيقة. رتبي أفكارك... وخلينا نبدأ بداية قوية."

"امائت له بهدوء ثم اردفت.. انا جاهزة و مش محتاجة وقت عشان ارتب افكاري انا كسبت حاجات كبيرة من دراستي للحقوق و اولها ان لازم اكون جاهزة لأي تغيير في اي وقت. 

ابتسم بإعجاب اخفاه سريعا ثم اردف" تحبي تشربي حاجة قبل الاجتماع ما يبدأ. 

نزال ببتسامة خفيفة"لا شكرا بس انا صايمة.

بإستغراب اجابها رحيم" صايمة؟ 

ابتسمت بخفة تومئ على كلامه"اه صايمة... مش احنا في شهر رجب و دول اسمهم الأيام البيض و الصائم فيهم بيكسب اجر كبير. 

اماء لها رحيم بتفهم ثم ابعد نظره الى ساعته يشتت تركيزه عن تلك الأنثى التي كل لحظة تمر يكتشف فيها شيء فريدا يميزها عن جميع من مر بحياته. 

بعد فترة استأذنت السكرتيرة للدخول... ثم اردفت بإحترام"رحيم بيه كل الطاقم مستني حضرتك في غرفة الاجتماعات. 

رحيم بجدية"ياسين و الأنسة وهج وصلو ولا لسه. 

"الأستاذ ياسين عنده شغل في المصنع بتاع السيارات يا بيه و الآنسة وهج وصلت من شوي و راحت تخلص كام ملف كان طالبهم منها الأستاذ ياسين.
 
رحيم بهدوء" تمام يا سوسن ابعثي وهج على غرفة الاجتماعات و خلصي انتي الملفات. 

سوسن بإحترام"حاضر يا بيه. 

غادرت سوسن بينما وقف رحيم و اشار الى نزال قائلا"يلا بينا.

...... 
في غرفة الإجتماعات كان يجلس على اعصابه بينما يهز قدمه بتوتر ملحوظ يشعر بأن عقارب الساعة متوقفة يداه ترتعش من شدة توتره كاد ان يقف لكن انقطعت انفاسه فجأة عندما وجد باب القاعة يفتح... ليظهر من خلفه رحيم لكنه لم يبالي له لكن تعلقت نظراته بمن وقفت خلفه بنظراتها الزيتونية التي تسارعت دقات قلبه و ازداد ارتجاف جسده ما ان رآه. 

كاد ان يقترب منه سريعا لكن نظرات رحيم المحذرة اوقفته... اراد في تلك اللحظة ان يسرع لها يدفنها بين احضانه تلك توأمه التي خطت معه اول خطواتها فهيا من علمته النطق رغم انها تكبره بثواني لا اكثر. 

ما اوقفه عن ذالك و ما جعله يتحكم في المشاعر الأخوية التي اجتاحته هو طبيعة عمله كظابط هذا ما ساعده في عدم التحرك بمشاعره و امساك نفسه. 

بينما تلك الواقفة على الباب ما ان التقت عيناها بصاحب تلك الأعين الزيتونية التي تشبه عيناها تماما حتى غاصت بهم بشرود... تلك النظرات التي لاحظها رحيم جيدا... لم تكن نظرات اعجاب او حب بل كانت نظرات شاردة تائهة تبحث عن شيء مفقود في ذالك الشخص القابع امامها. 

تحمحم رحيم بخشونة يعيدهم الى ارض الواقع بعد ان لاحظ تركيز الموجودين بينهم ثم اردف. 

"اهلا و سهلا بيكم انا جمعتكم اليوم عشان تتعرفو على العضو الجديد اللي هينضم لشركتنا....بحب اقدملكم" نزال خالد المالكي"... اتفضلو اقعدو عشان نبتدي الإجتماع بتاعنا"

جلس كل فرد على مقعده ليبدأ رحيم بتعريف نزال على كل فرد من اعضاء المجلس حتى وصل الى قصي لتعيد نظرات نزال التعلق به من جميع بينما هو لم يفرق عنها بشيء... حتى ان بعض الموجدين ابتدو في كتابة سيناريوهات عن قصة الحب التي ستنشيء بين هاذين الإثنين لا يعلمان ان ما يجمعهم هو شيء اقوى من الحب تلك الرابطة المقدسة... رابطة الأخوة. 

قاطع وصلة النظرات تلك طرقات خفيفة على الباب يليها دخول وهج و هيا تردف ببتسامة غير منتبهة الى ذالك الذي تعلقت انظاره به. 

"اسفة على التأخير استاذ رحيم بس كان لازم اخلص الملف اللي معايا" 

اومأ لها رحيم بتفهم ثم اشار لها لكي تجلس... نظر الى قصي بحدة ينهره على نظراته التي عادت تلفت انتباه الجميع من جديد.... الا ان قصي لم يكن يبالي له فهو لا يصدق ان توأمه و مدللته الصغيرة مازالا على قيد الحياة. 

           ــــــــــــــــــــيتبعــــــــــــــــــــــ
🙂عارفة ان البارت صغير والله و انا معترفة بده بس عايزة تعذروني والله انا بمر بظروف صعبة والله. 

☺️بس وعد مني الفترة الجاية هحاول بكل جهدي عشان يكون البارت اطول من كده او بدل البارت هنزل بارتين في الأسبوع و ده طبعا لو لقيت تفاعل حلو. 

بالنسبة لعنوان الفصل"تتفنن في عذابي"اظن انتم عارفين قصدت بيه مين كويس و لو مفهمتوش الفصل الجاي هيوضح كل حاجة. 

             ــــــــــــــدمتم سالمينـــــــــــــــ
google-playkhamsatmostaqltradent