Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية

 رواية العسقلة الماكرة الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ايمان كمال 

الفصل الحادي عشر 

فضلت تسمعها وكل ما تغوص في وصف العذاب اللي عاشوه؛ دموع مرزوقة تنزل اكتر من غير ما تقدر تتحكم فيها، واول ما انتهت بصت ليها ولسة هتتكلم وترد بكل الوجع اللي حسته، اتصدموا لما الباب انفتح وياسر واقف قدامهم ووشه احمر زي التنين بيطلع نار، بصوا الاثنين لبعض، وسكتوا منتظرين رد فعل ياسر هيكون اية؟ 
شادية وشها جاب الوان خافت يكون سمع كل كلامها اللي قالتة، صوت دقات قلبها يكاد انه واصل ليه، جمعت نفسها بسرعة وكانت اسرع منه عشان تلم الموقف وقالت بضيق: في حد يدخل زي القطر كده من غير تنبيه ياياسر، انت ناسي اني مش لوحدي في الاوضة؟
بص لها ياسر بنظرات عتاب ولوم معرفتش تحدد يقصد بيهم اية، لكنه قرب منها وعينه جت في عينها وقال بوجع: يعني طول اليوم ياماما مش موجوده، ولما رجعتي محكتيش كنتي فين، وكل ده وانا منتظرك عشان ناكل سوا، ولا انتي كمان اكلتي من غيري؟

اخدت شادية انفاسها بإرتياح هي ومرزوقة، اللي قامت بهدوء من على السرير، وقالت: انا نازله احضر الأكل مع هنية.
ابتسمت شادية ليها ومسكت ايدين ياسر وقالتلة: آسفه يا ياسو اتأخرت عليك النهاردة، ومرزوقة فضلت ترغي شوية والوقت سرقنا، انا مقدرش اكل من غيرك بس كنت فعلا تعبانه، لكن عشان خاطرك هناكل زي ما تعودنا.
ياسر مصطنع الهدوء بعكس النار اللي جواه رد: متنسيش علاجك تاخديه، وانا هسبقك على تحت.

شاورت بعنيها بموافقه، واول ما خرج حطت اديها على قلبها تهدي نبضاته السريعه، وافتكرت كلام سليم لما طلب منها انهم يتغدوا مع بعض وهي ردت عليه واعتذرتله برقتها المعهوده، وبررت انها عمرها ما اكلت من غير ياسر.
سليم بزعل وضيق: يعني حرام عليا مره تاكلي وتقسميني فيها لقمه، طول العمر اللي فات هو بياكل ويشرب معاكي، انا فين بقى من كل ده؟
شادية من اللحظة دي لازم تكون كل حاجة بالعدل بينا، حتى لو في الاكل، هتتغدي معايا نص بطن، والنص التاني اتغدي معاه، ومش هقبل بأي اعذار.

وافقت بقلة حيلة واختارت ياكلوا بيتزا حجم كبير واتقاسموا فيها مع بعض، واكلت كام قطعه معاه عشان ميزعلش، واكلته بأديها الباقي بكل حب.
فاقت والابتسامة على وشها لمجرد بس انها افتكرت لحظات حلوة سرقتها من الزمن معاه، اتنهدت ودعت ربها انه يلين قلب ياسر ويتقبل الفكره، ونزلت عشان تاكل معاه.
اما ياسر اول ما خرج من عندها دخل اوضته ورمي ثقل جسمه على اقرب كرسي وحط ايده فوق راسه وشبكها من ورا، وضمها لقدام في محاوله لتسكين الضجيج والطبل اللي في راسه، لما مهديش، فضل بقبضة ايده يخبط على جبهته وطلع آآه مكتومه بكل وجع خرجت وصداها رد في صدره من تاني، عشان يحس بنفس الوجع، مش قادر يصدق اللي سمعه منها... مش قادر يستوعب فكره انها بتعشق حد غيره، وان الشخص ده ملك قلبها وهيشاركه في جزء كبير مناصفه، عاتب روحه انه مقدرش يعاتبها او يكلمها وردد بهمس: ليه متكلمتش؟ اية اللي خلاني ساكت، انا كنت خلاص هنفجر واقول كل اللي جوايا، ليه لساني اتلجم ووقفت زي التلميذ الخايب اللي معملش واجبه؟ وهربت وموجهتهاش؟ وياترى هقدر استحمل لحد امتى السكوت ده؟

فضل على حالته دي يجلد في روحه لحد ما فاق على صوت شادية بتقوله من ورا باب اوضته: ياسو انت مش قولت هتسبقني على تحت، بتعمل اية عندك؟ الاكل جاهز ياحبيبي.

مسح وشه بيده وقام وقف، وهو بيمثل الهدوء بأبداع، فتح الباب وقال: ولا حاجة كنت بس بعمل مكالمه، يالا بينا.

نزلوا والكل قعد ياكل في صمت، كل العيون بتبص لبعض من غير اي كلام، في منها اللي بتحاول تستكشف وتفهم، وفي اللي بيرسل لوم وعتاب، ووجع، وفي اللي بتبعت نظرات ترجي ورأفه لسنين حرمان كتير، وكل واحد منهم بيغني على ليلاه... قطعت الصمت ده شادية لما وجهت كلامها لياسر بتقولة: ازاي مجدي يعمل كده مع مرزوقة؟ هو فاكر نفسه فين، مش قادر يحترم حرمة البيت اللي هو فيه؟ اقسم بالله انا لو كنت موجوده كان هيبقى ليا تصرف معاه مش هعيجبه ابدا، كن في علمك مرزوقة تهمني ياياسر واللي هيزعلها كأنة زعلني انا شخصيًا، وانا مش هسمح لحد يزعلني، وهعرف اخد حقها كويس.

خلصت كلامها وياسر مستغرب على كمية هجومها على مجدي، ودفاعها لمرزوقة بالشكل ده؟ ورد قال: والله ياماما ما مستهله تزعلي نفسك، مرزوقة ماشاءالله اخدت حقها تالت ومتلت، دي حتى مستنش ارد انا، وقلمها علم عليه.
شادية بسعاده: وده اقل واجب يستحقه.

كانت مرزوقة بتسمع حوارهم وجواها سعادة لا توصف، حست ان شادية مش بس زي اختها اللي اتمنتها، لا دي اكتر من كده، ام وسند ليها، حبها واحترامها جواها زاد أضعاف، ومحبتها كل يوم بيمر بيزيد عن اليوم اللي قبلة، كانت باصة في طبقها ومعلقتش، وفضلت سكتها بتاكل بمنتهى الهدوء، فيكفي انها مسنوده على ظهر قوي، وجبهه فولازية لا يستهان بيها، اكتفت مرزوقة بنظرات الشكر والامتنان اللي بعتتهلها وهي فهمتها وردت عليها بابتسامة، وتأكيد انها في ظهرها وهي قوتها وسندها، لاحظت شادية ان ياسر سرحان ومش بياكل سألته: مش بتاكل ليه يا ياسو؟ مش كنت بتقول جعان؟
رد وهو بيمسح بقه بفوطة السفرة: شبعت ياحبيبتي، الحمدلله، هقوم ارتاح فوق اليوم النهارده كان متعب اوي.
شادية وهي بتقوم: بالف هنا وشفا، ارتاح وبكره لينا قاعده طويلة مع بعض.
ابتسم نص ابتسامه وهز جفونه واتحرك لفوق يهرب مع نفسه كعادته، واول ما اختفى عن نظرهم مرزوقة قالت: شكله ميطمنش، ابن اخوكي ده بحوره غويطه ومتعرفيش بيفكر في اية ابدا؟
شادية بتنهيده: قلبي حاسس انه سمع كل حاجة.
مرزوقة خبطت على صدرها من الصدمه، وبرقت عنيها وقالت: معقول ؟!
شادية بتأكيد: اه معقول وشكله اكبر دليل.
مرزوقة بهمس: طب لو كان سمع ليه متكلمش؟
شادية بوجع: مقدرش يواجهني، كتم جواه وحب انها تيجي مني انا، ميعرفش انه لو كان اتكلم كان هيوفر عليا حاجات كتير اوي انا في غنى عنها.

مرزوقة بشفقه طبطبت على اديها وقالت بحب: معلش مواجهه ولابد منها، ووجع ساعة ولا كل ساعة، تعالي نطلع فوق ونكمل كلامنا.
نادت شادية على هنية تشيل الاكل، وساعدتها مرزوقة، ولمت الدنيا هنية ورتبت المطبخ كل ده من سكات وبدون ما تطلع صوت، طبعها هادي جدا وده كان مريح شادية اوي، انها بتشتغل من غير كلام.
طلعوا فوق  قعدوا على السرير، وحطت شادية كمية الجوابات قدامها، بتبص عليهم ومش قادره تصدق ان جواب واحد بس من دول كان قادر يغير مصير حياتها كلها، كان زمانها متجوزه من حبيبها من سنين ومكونه أسرة زي باقي الناس، لكن مع كل آسف الجوابات دي جت في الوقت الغلط بعد ماضاع اكتر من نص عمرها في الانتظار، انتبهت لصوت مرزوقة بتقولها: هتفضلي تبصي ليهم كده كتير؟ هتقراي كل دول امتي؟
شادية وهي بتحضنهم ردت: دول عمري يامرزوقة، كل كلمه فيهم انا عشت قصادها عذاب كتير من حرمان، شوق، ولهفه سنين، هيوصفوا كل حالي، لان اللي عاشناه واحد، لكن كل واحد فينا متخيل ان شيلته اكتر من التاني، هقراهم عشان حب سليم في قلبي يضاعف أضعاف ماهو موجود.. عشان يديني القوة اقف واتمسك باللي فاضل من عمري واعيشه معاه... عشان اكون شجاعة واقف قدام ياسر بكره واحكيله حكايتي معاه وانا عندي قوة في الاختيار، عرفتي اقراهم واقلب المواجع ليه؟
مرزوقة بنبره هادية: بشفق عليكي من اللي هتقرايه، طب انتي عارفه انك هتتوجعي ومع ذلك هتقرايه برضو؟
شادية بتوضيح: زي بالظبط ما بتشربي الدواء المر، وانتي عارفة انه مر عقلم ومع ذلك بتشربيه عشان تخفي، ده بالظبط اللي انا هعمله، عارفة ان الجوابات دي هتوجعني وتألمني، بس هتخففني وتخليني اتمسك بحلمي وبعمري الباقي.
مرزوقة بحماس: جو اون، اتمسكي واقوي لان شكله يستاهل، وربنا يعينك على البيبي اللي مش عايز يكبر ويتفطم منك ده.
شادية بآسى: عندك حق، للأسف ياسر لحد دلوقتي مش عارف يتفطم مني، تعلقه بيا مرضي يامرزوقة، رافض ان اي ست تدخل حياته، السبب وهمي في خياله وبس، حاولت كتير معاه بس هو رافض.
مرزوقة اتغيرت نبرتها وقالت بحنان: مع ان الف بنت تتمناه، ليه قافل قلبه كده؟
شادية شافت لمعه في عينيها واتمنت انها تكون واخده حظ من اسمها الجديد وتجاهد مع ياسر وتخلي قلبه العاصي يرق ويحب، والاهم انه يعترف بحقه في الحب والحياة، اتنهدت وحكت حكاية رفضه الغير مقنعه، وحست اد اية ان في حاجات كتير مشتركة بينهم، اهمها احساس الحرمان، اتكلموا مع بعض كتير، لحد ما تعبوا، وقررت مرزوقة انها زي ما شادية واقفه جنبها هي كمان هتكون سند ليها، خلصت شادية كلام وقالتلها: خلاص كفاية كده انا تعبت، نامي بقى وسبيني اقرا شوية.

ضحكت مرزوقة ومسكت جواب منهم وهزته وقالت: بس هتحكيلي مكتوب اية فيهم؟
شادية بتاخده من اديها وقالت: بعينك دي اسرار عليا، وممنوع منعًا باتًا تعرفي محتواهم ياعسل.
مرزوقة بتمثل الزعل: اخس عليكي ياشوشو، ويهون عليكي فضولي يموت مقهور كده؟
ضحكت شادية وقالت: اه يهون ويهون اوي كمان، يالا نامي لحسن اطردك شر طرده واخليكي تنامي مع هنية.
مرزوقة بتمثل النوم، غمضت عنيها وطلعت صوت من مناخيرها، يدل انها مستغرقة في النوم، وفضلت تشخر وشادية تضحك عليها، لحد ما سكتت وانتظم صوت انفاسها، وهنا عرفت انها نامت واتعجبت ازاي نامت بسهوله كده، ومش معنى هي مش بتعرف تنام كل يوم من سنين غير بعذاب، فتحت اول جواب عشوائي مسكته اديها وقرأت اول كلماته...

حبيبتي... 
وليس لي حبيبه سواها، اليوم الذكرى الأولى على فراقنا.. هل يعقل ان عيناي لم تلمح طيفك حبيبتي مده عام كامل لم اراكِ الا في احلامي ومخيلتي ؟!
نعم الشهور مرت وستمر بعدها شهور اخرى وانا في منفاي، احسب الساعات واترجاها ان تمر ليقترب موعد اللقاء، واعود لاراكِ عن بعد، فقد حرمت منكِ للأبد، ولا اعرف متى سيحن عليّ قدري؟ 

كنت استمع لمطربك المفضل الذي احببته من اجلك انتِ، وصادفت اغنية حين قال تلك الكلمات التي وصفت حالتي بكل براعة.. 

قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني؟!
قولي لي ماذا أفعل فيكِ؟!. 
أنا في حالة إدمانِ
قولي ما الحل؟! 
فأشواقي وصلت لحدود الهذيان

قولي لي حبيبتي وسيدة فؤادي ماذا افعل في روحي التي تهواكِ، وقلبي الذي يتمزق المًا من طول فراقك؟! 

قولي لي
كيف أستطيع أن أتنفس انفاساً غير أنفاسك حببتي؟
قولي لي
كيف تغفو جفوني؛ وأنتِ ليست بجانبي ترقدين؟
قولي لي
كيف قلبي يهدأ من ثورانه؛ وأنتِ ليست بين ذراعي تنعمين؟
قولي لي
كيف أستطعتِ أن تعيشين حياتك؛ وأنا ليس بداخلها؟
قولي لي
كيف هربتي بذكرياتك ورحلتي؛ وكأن لم أكن يوماً في وتينك؟

لقد تعب القلب من كثرة البعاد.
وسئمت الروح من طول الأنتظار .
اما حان الأوان للقاء الأحباب؟
كم أنت مشتاق ياقلبي لرؤية الحبيب؟
كم مضى من العمر، وأنا مازلت متلهفًا لكِ ياضي قمري الذي أحلم أن ينور ليلي وأنتِ بجانبي..
اعلم ان القدر كتب علينا بالفراق، لكن ماذا افعل يا معذبتي في قلبي الذي يعشقگ ومازال بداخله امل أن يلقاكِ في يوم، ولا ييأس من هذا الامل، فـ إيماني بالله اقوى من اي بشر.

غمضت عيناها بتعب، ومشعرتش بكم الجوابات اللي قراتها بدون ملل، بل بحر دموعها المتساقط هو اللي خلاها تنتبه، سمعت صوت مرزوقة اللي قلقت من نومها واتفجأت انها لسه صاحيه وقالت: انتي لسه بتقرأي من ساعتها، الفجر على وشك يأذن ياحبيبتي حاولي تريحي عينك شوية، والايام قدامك هتخلصيهم، لميهم ربنا يهديكي، وتعالي نتوضأ عشان نصلي الفجر، وادعي ربنا يصلحلك الحال.

مسحت شادية دموعها ولمت الجوابات، وقامت عشان تتوضى، ولبست اسدالها واول ماخلص المؤذن صلوا وكل واحده لجأت لرب العالمين ودعت باللي جواها، ومرزوقة وهي بتدعي ان ربنا يقف معاها وتحقق حلم حياتها، جه في بالها ياسر، وافتكرت نظرة الحزن اللي شافتها، لقت نفسها بتدعيله من قلبها ربنا يهديه وينور بصيرته، ويحنن قلبه على شادية، صاحبة القلب الطيب، ونطق لسانها انه يرزقة ببنت الحلال اللي تسعده، حست برعشه في قلبها وهزة غريبه معرفتش سببها، خلصت صلاتها وقعدت شوية على السجاده تكمل دعاء وينجح الفيلم وتعبها ميرحش على الارض، وبعدين قامت  مع شادية وناموا، وكل واحده حاولت تغمض عنيها لكن عقلها مرضاش ابدا يستسلم، وفضل يشتغل ويفكر كأن كل الاحداث بتتعاد من تاني، واللي مسيطر على عقلها شخصية وتركيبة ياسر المعقدة، الحنونة، الغيورة اوي على امه، وفضلت تتخيل رد فعله بكره هيكون اية، وتصورت اكتر من سيناريو، لكن بما انه هو الكاتب المبدع محدش بيعرف يتوقع رد فعله هيكون اية؟ ودايما بيخلف كل التوقعات، فقررت تسلم امرها وماتفكرش، وتتفرج بكرة هيحصل اية؟ وكان حال شادية لا يقل عنها في حاجة بل بيزيد أنها متوقعة رده، وشوية وهدأت الانفاس واستقرت وغاصوا الاثنين في النوم.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 

قامت من نومها سعاد في معادها، ولاحظت ان شروق مراحتش شغلها النهاردة، دخلت تصحيها وعرفت انها مش هنتزل واخدت اجازة، خرجت وسبتها تكمل نوم ورتبت بيتها وحضرت الفطار ليها، وفكرها مشغول ببنتها اللي اتأخرت اوي ومش متعوده تنام لحد دلوقتي، حست انها في مشكلة وكتر النوم ده هروب مش اكتر، فدخلت تاني ونادت عليها: شروق، فوقي ياقلب ماما، انتي هتقضي اليوم كله في النوم ولا اية؟ قومي اقعدي معايا.

فتحت شروق عينيها الوارمه من كتر البكا طول الليل وقالت بصوت نعسان: معلش ياماما سبيني انام شوية كمان، مش قادرة اقوم، عايزة انام.
سعاد وهي بتضرب كف على كف قالت: براحتك يا بنتي، ولما تحبي تتكلمي تعالي هتلاقيني كلي اذان صاغية، بس النوم مش حل نحل بيه مشاكلنا.
قالت اخر كلماتها وطبطبت عليها وخرجت، غمضت شروق عينيها بوجع، وحطت المخده فوق راسها وحاولت ترجع لعالم الهروب اللي بترمي فيه كل همومها واحزانها جواه، في محاولة انها تنسى احزانها، وترسم عالم تاني وخيال بعيد عن واقعها المر، دقايق وكانت ابحرت بداخل خيالها وعاشت الحب بكل تفاصيله زي ما بتتمناه، ومش زي ما هو يتمناه.
خرجت سعاد وفكرت تتصل بعماد تسأله، لكن اتراجعت في اخر لحظة، محبتش تصغر بنتها، ولا تتدخل بدون ما تديها خبر، عشان لو في مشكلة متكبرش، لانها واثقة ان كتر الكلام والقيل والقال، ماهو الا توسيع في الموضوع وبيعقده مش بيحله، قررت انها تستنى وتشغل نفسها في تحضير الغداء عقبال ما هي تصحى وتحكلها كل حاجة.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
راحت شيراز الاستديو لبدأ اول يوم تصوير في الفيلم الجديد، اول ما دخلت الكل بيقدم التهنئة وبيتسابقوا عشان يلتقطوا معاها الصور، وهي سعيدة وفرحانه بنظرات الاعجاب الشديدة بيها، خلصت كل التهاني، وراحت لغرفة الملابس بتاعتها عشان تجهز لأول مشهد، كانت متوترة جدا خصوصا انها بتتصل من امبارح بشروق صاحبتها وفونها مغلق، لاول مرة متكنش معاها وتشاركها فرحة اول يوم تصوير، وده كان معكنن عليها فرحتها، اتصلت بوالدتها، وردت عليها وبلغتها تصحيها فورا، فدخلت صحتها واول ما وردت عليها زعقت فيها شيراز وقالت: تصدقي انك معندكيش ريحة الدم؟
شروق بنعاس: في اية يابنتي، ما براحه انا مش قادرة افتح عيني وانتي بتزعقي كده؟
شيراز بغيظ: فوقي بسرعة عقبال ما السواق يجيلك ياهانم ويجيبك الاستديو.
شروق بنتباه قامت قعدت وركزت: استديو اية؟ انتي هتصوري النهارده؟
شيراز بحده وضيق: اه ياختي، ما البعيده بتصل بيها من إمبارح عشان تكون معايا من بدري فونك مقفول ليه؟
شروق بوجع: معلش في حاجات كتير حصلت عشان كده قفلته ومكنتش قادرة اكلم اي حد، انا قومت اهو عقبال ما يجي هيلاقيني جاهزة، راجعي المشهد عقبال ماجيلك.
شيراز بطمأنينة لحد ما: اوك ياروحي متتأخرش عليا، انتي عارفة انا مش بتشجع وبكون واثقة في نفسي غير لما بلاقيكي قدامي واشوف نظرات الإعجاب في عنيكي وتشجيعهم ليا.
شروق بحب: متقلقيش نفسك وتوتريها، انا معاكي ياشيري ومش هتأخر عليكي، سلام بقى عشان الحق اجهز. 

قفلت معاها وبعتت السواق ليها، وهي قامت تاخد شور بسرعة، وطلعت تلبس، وحاولت تداري تورم عيونها بالميكب واول ما خرجت حاولت امها تتكلم معاها، هربت من اي كلام لانها مكنش عندها استعداد تفتح في جروح قلبها دلوقتي، اخدت كباية نسكافية بسرعة ونزلت لتحت لما رن عليها السواق اللي بعتته ليها شروق.
شيراز انتهت من عمل الميكب اب للشخصية، وقعدت تقرأ في اول مشهد هتمثله، دخل رجل الأعمال المشهور سامي جابر اللي اتجه للانتاج الافلام المقاولات، نظرا للمكاسب السريعه اللي بتحققها وعلى ووشه مبتسم، قرب من شيراز وقبل ايديها وقال: نجمتنا القمر اللي منوره سماء الاستديو بتاعنا جاهزة؟
ابتسمت شيراز وحاولت تخبي توتر اول يوم تصوير، وردت: اه جاهزة، بس ممكن بس نستنى في حد مهم منتظراه؟
سامي: يا ست الكل كل دقيقة بتمر انا بدفع قصادها الاف، الوقت مهم جدا، والمخرج بره شايط في الكل، يالا اطلعي خلي اليوم يعدي على خير.
بصت في ساعتها وبعدين اتصلت بشروق اللي ردت وقالت: والله في الطريق بلاش توترك ده مش حلو، بس الطريق زحمه جدا، شيري دي مش اول مره هتقفي فيها قدام الكاميرا، فين ثقتك بنفسك يابنتي، سمي الله كده وربنا هيكرمك، وانا مسافة الطريق وهكون عندك.
شيراز بخوف: مش عارفه اسيطر على نفسي خالص ياشروق، وجودك جنبي بيديني دفعه وطمأنينة، انتي الوحيدة اللي بهتم برأيها لاني متأكده انك مرايتي ومش هتجاملني ابدا، حاسه ان في حاجة نقصاني، وانتي الحاجة دي يا اجمل صديقة، بصي كل شوية بيستعجلوني انا هطلع دلوقتي وربنا يستر.
شروق: موفقه ياروحي بإذن الله.
فقلت وخرجت واول ما المخرج شافها قال: في اية يا انسه بنادي على حضرتك بقالنا ساعة، لسه مجهزتيش؟
شيراز بتوتر: لا ابدا يا استاذ انا جاهزة يالا نبدأ.
المخرج اصدر تعليماته للممثلين وظبط وقوفهم، وقال كلمته الشهيرة: أكشن.
انطفئت الاضواء، والسكون عم الاستديو، وتوجهت الكاميرات على شيراز والبطل اللي واقف قدامها، وادت المشهد بقلب بيرتجف من الخوف، صوت مهزوز، زي ما تكون اول مره تقف قصاد كاميرا تصوير، واداءها غير متوقع، خبط المنتج سامي ايده على رجله بآسف، والكل وقف لما المخرج زعق بكل صوته وقال: استوووووب، اية القرف ده، زفت يا آنسه..!

وإلى هنا تنتهي احداثها عند هذا الحد لنتعرف بكره هيحصل اية مع شيراز ورد فعلها هيكون اية؟ وهل فعلا اللي حصلها ده من اثر ان صاحبتها اللي بتديها العون مش موجوده جنبها؟
ولا هي فعلا مش موهوبة؟
واية اللي هيحصل في مواجهة شادية مع ياسر، وياترى رد فعله هيكون اية؟
كل ده واكتر هنعرفه لما تتابعوني في احداث مليئة بالاثارة والتشويق من روايتي الجديدة المتواضعة

العسقلة_الماكرة 
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent