Ads by Google X

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الحادي عشر 11 - بقلم هبة نبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الحادي عشر 11 - بقلم هبة نبيل 

الفصل الحادي عشر: "عين لا تنام"
كان الليل قد أرخى سدوله على المدينة، وأصبحت الطرقات شبه خالية من الحركة.
هدوء مُريب يسيطر على المشهد، وكأن شيئًا على وشك الحدوث.

في إحدى السيارات السوداء المركونة على جانب الطريق، جلس رجل يراقب بعيناه من خلال تلسكوب صغير ثُبّت بعناية خلف زجاجه الأمامي 

ثم همس لنفسه وكأنما يطمئنها.... 

الشخص: مفيش حاجة اسمها صدفة، كل خطوة محسوبة... وهي خلاص قربت توصل للمصيدة."

أرسل رسالة قصيرة عبر هاتفه المحمول:

> "خرجت من الكافيه من نص ساعة، ماشية لوحدها. جهّز المرحلة التانية."

وبمجرد أن ضغط زر الإرسال، سُمِع طرقٌ خفيف على الزجاج.
استدار فورًا، ليجد وجه أحد رجاله يطل عليه من النافذة الأخرى.

– "فيه جديد؟"
سأله الرجل بصوت خفيض.

ردّ وهو لا يزال يراقب عبر التلسكوب:

– "البنت شاكّة... بس مش لاقية دليل. دماغها شغّالة، وده يخوف. لازم نتحرك قبل الصورة كلها ماتكمل."

ثم أردف بنبرة حازمة:

– "المرة الجاية لما نقرب منها... مش هتطلع منها سليمة."

جهه اخري... 

 في منزل حسام... 

كانت الغرفة غارقة في صمت ثقيل، بينما وقف حسام أمام المكتب، يتأمل بعض الأوراق القديمة.
فرح جلست على الأريكة، تتظاهر بالهدوء، لكنها كانت تعبث بطرف بيجامتها في توتر واضح.

قالت بصوت مرتجف:

– "حاسّة إني مترقبة، كل ما أخرج بحس بخطوات ورايا... وبقيت بخاف أبص ورايا."

اقترب منها حسام وجلس أمامها محدقًا في عينيها بثبات وتسأول: وانتي اي اللي خرجك اصلا انتي خرجتي من هنا امتي؟ 

فرح بتردد وهي تراه عيونه مثبته عليها في انتظار رد: خرجت والله مره واحدة مع طنط صفيه كانت حبه انها تخليني اغير جو 

حسام بانفعال: وازاي متقوليليش يا فرح ازاي

فرح وهي تنظر لأسفل: انا اسفه

صمت للحظات واغمض عينه لكي يسيطر ع غضبه ثم اكمل حديثه قائلا... 

حسام: فرح انا اللي اسف اني اتعصبت عليكي بس لو سمحت اي حاجه تحصل اول واحد تجري عليه وتقوليله هو انا مينفعش تخبي عليا حاجه فهماني وده لمصلحتك انتي هنا عشان تعيشي في امان واحنا هنا عشان نحميكي حتي احنا فشلنا اننا نخبي عليهم في البيت لكن خلاص البيت كله بقي عارف القصه واتحولنا كلنا لدروع قويه لحمايتك وفكرة ان بابا بقي في صفنا ده الامان كله إنتي مش مجنونة يا فرح وأنا مصدقك انتي فعلا مترقبه وانا الاول محبتش اقولك عشان مخوفكيش بس بعد اللي قولتلي اجبرتيني ان اقولهالك احنا دلوقتي مبنلعبش عشان خاطري مفيش نزول تاني لا لوحدك ولا مع حد وانا هنبه عليهم ... أنا معاكي في كل خطوة انا لما وفقتهم على دخولك المسابقه ده وفقتهم بس عشان انا وابويا ويارا بنكون ضمن لجنة التحكيم يعني هتبقي قدام عنينا متخلنيش ازعقلك تاني يا فرح انا مش حابب اعمل كده ده غير اني مليش ان اتحكم فيكي عشان دماغك متودكيش في حتة اني بتحكم فيكي وبقيدك انا بخاف عليكي مش اكتر 

صمت لحظة، ثم تابع بنبرة هادئة: ولحد ما ذاكرتك ترجع، إحنا هنشتغل على كل اللي موجود خطوة خطوة

نظرت إليه فرح، وفي عينيها شيء من التردد، لكنه كان يمتزج بشيء آخر وثقة جديدة بدأت تتكوّن ببطء ومشاعر مختلطه لم تعرف تفسيرا لها

جهة اخري.... 

 غرفة مظلمة / مقر سرّي

كانت الجدران مغطاة بصورٍ معلّقة بعشوائية، لكن بعناية مفزعة.
صور لفرح، وحسام، ويارا ويوسف وجميع المحيطين ب فرح... وأسهم حمراء تشير إلى كل منهم.
في المنتصف، وُضعت صورة كبيرة لفرح، وأسفلها صورة لملف متهالك، بدا أنه يحتوي على أسرار لا يُراد لها أن تُكشف.

ظهر شخص مجهول، وجهه غير واضح، يحمل قلمًا أسود ويكتب أسفل صورة الملف:

"المرحلة الثانية تبدأ

أغلق الدفتر، وأطفأ النور... 

بعد مرور اسبوعين.... 

 ساحة الحي الذي يسكن به حسام صباحًا... 

شمس خفيفة تداعب جدران البيوت، وصوت صواني بتتلمع، وريحة بهارات بتتسلل من كل بيت.
الحي تزيّن بأعلام ملونة، ونساء الحي واقفين وسط طاولات مليانة خضروات ودجاج وبصل يقطعونه بسرعة، وكأنهم يدخلون معركة حرب وليس مسابقه طهي

فرح كانت واقفة بعيد، مرتديه مريول بسيط، وشعرها تربوطه بكحكة مهملة، وعينيها تتجول حول الجميع بدهشه ونوع من القلق ينتابها

اقتربت منها الحاجة نعيمة سيدة خمسينيه وجهها بشوش جارتهم في البيت المجاور وقالت بضحكة وديه:

الحجه نعيمه: إنتي ناوية تشاركي ولا هتفضلي تتفرجي علينا زي السياح؟"

فرح بتوتر:

– "أنا؟ لا لا، أصل…اول مرة ادخل مسابقه فا متوتره شويه."

نعيمه: يعني هتسيبي الجايزة تروح؟ دا اللي هيكسب النهاردة هياخد خلاط ومج بتاع الشيف الشهير… ما تقوليش لأ بقى!"

ضحكت فرح بشده وهي تربت على كتف الحجه نعيمه وهي تقول: يااااه دي هدايه جامدة جدا لا ده انا لازم اجتهد بقي 

جاء حسام من خلفها وهو يحمل صحن كبير به لحمة متبلة، وقال:

حسام: أنا داخل بمسابقة الثقة… يا عالم، الطبق دا هيكسب ولا يقتل لجنة التحكيم!"

فرح ضحكت لأول مرة من قلبها:

فرح: "بجد هتطبخ؟"

– "ما تستغربيش، أنا طباخ محترف في أوقات الأزمات."

صفية، بنت الجيران، مرّت وقالت:

– "اللي هيفوز هيشارك في مهرجان الطبخ بتاع المحافظة… يلا شدوا حيلكم، عايزين نرفع راس الحي كله!"

نظرت فرح لحسام وقالت:

– "طيب… لو ساعدتك؟"

حسام بتفكير : لو ساعدتيني؟ هنسمي الطبق باسمك!"

فرح بضحك: بس 

حسام: اومال انتي فاكرة ايه؟ هندخل على طمع بقي ولا ايه؟ 

ضحكت، واخذت منه التوابل، وبدأوا في التجهزات سويا على طاوله بسيطة.
كان هذه لحظة صفا، ضحك، 
مرح وروح أمل جديد يولد وسط الزحام

لكن في عينين بعيده تراقبهم بحذر...... 

يتبع.....


 •تابع الفصل التالي "رواية وقعت في دائرة الشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent