Ads by Google X

رواية الطبيب العاشق الفصل العاشر 10 - بقلم منة جبريل

الصفحة الرئيسية

  

 رواية الطبيب العاشق الفصل العاشر 10  -  بقلم منة جبريل

ا 
                                          
_ علشان أنا لو فضلت هناك أكتر من كدا هرتكب جناية، المهم مش عايز موضوع تجمعات العيلة دي تتفتح تاني لإني مش فاضي، هشام بيجاد الصبح كونوا في الشركة



ألقى حديثه بضيق لا يعلموا سببه وصعد آلى غرفته لتلحق به حوراء قائلة وهي تغلق باب الغرفة خلفها ‌: 



_ ريان، حصل إي لكل دا؟ 



رأت الضيق جليًا على ملامحه متحدثًا بانفعال ‌: 



_ حاولت أتجاهل فكرة أنهم استغبوني علشان أروح لهم بس مقدرتش، أنا أجلت شغل مهم واجتماعات وكمان سفر علشانه وفي الآخر يطلع مغفلني



اقتربت منه قائلة بهدوء ‌: 



_ متزعلش منهم، من حبهم ليك حاولوا يشوفوك، وكمان اللي شوفته إن مفيش أي سبب يخليك تبعد عنهم السنين دي كلها، ريان دول عيلتك وليهم حق عليك 



_ حوراء أنتِ مش فاهمة ولا عارفة حاجة، خليكي برا الموضوع



رمقته بضيق قبل أن تتركه وتخرج، ليحترق هو وعائلته، ما شأنها هي تشغل عقلها في هكذا أمور هو حتى لا يكلف نفسه لشرحها لها!. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



جلست على مقعد في إحدى الكافيهات التي كانت مطلة على الطريق، تتنهد بتعب وشعرها النحاسي منسدل على كتفيها ثم طلبت عصير لتعيد انتعاش جسدها، بدأت في الارتشاف منه وعيناها تمر على المارة حتى وقع بصرها على رجل قوي البنية طويل القامى على الناحية الأخرى من الطريق، ثم وجدت رجلًا ببنية مشابهة ولكن أقوى يقترب منه وهو يستمع لحديث الآخر المنفعل ببرود



أسندت وجنتها على كف يدها قائلة ببسمة بلهاء ‌: 



_ هيحصل إي لو كان نصيبي حلو كدا؟ 



تنهدت قبل أن تنهض وهي تضع المال على الطاولة، التفتت لترحل، خرجت شهقة خفيفة منها وقد اصطدمت بحائط ظهر فجأة بجانبها ليُسكب ما بقي من مشروبها على ملابسه



اتسعت عيناها قائلة بصدمة ‌: 



_ أنا بجد آسفة، مأخدتش بالي



رفعت بصرها لتتسع عيناها حيث أن هذا هو ذاك نصيبها الذي تتحسر عليه، بينما بيجاد الذي تجاهل شجار هشام معه حول إجباره للذهاب إلى الشركة، تركه وأتى ليأتِ لصديقه مشروب بارد لكي يهدأ غضبه حتى لا تصيبه ذبحة صدرية



ليكتمل الأمر عايه ما إن اصطدمت به هذه... توقف تفكيره وهو ينظر إلى أعين بنية واسعة وبشرة تميل إلى السمرة، ابتسم بجانبية قائلًا ‌: 



_ فِدا عيونك دولابي كله



هتفت ببلاهه وهي تحدق بهذا الغريب ‌: 

    
                
_ عفوًا ؟... 



_ وصاحب الدولاب والله



عقدت حاجبيها تبتعد خطوة عنه وكأن مرض ما، ترمقه بتعجب ليقول بيجاد مبتسمًا ‌: 



_ ولا يهمك



أماءت له بهدوء وكادت أن ترحل، لتتوقف على كفه التي وضعها أمامها قائلًا ‌:



_ بيجاد الكيلانى



صافحته ببسمة بلهاء، هل يعقل أن نصيبها أشفق عليها وقرر أن يُهديها شيئًا حُلوًا : 



_ صِبا … صبِا الشرقاوي



_ الشرقاوى؟ صاحب شركات الصلب



أماءت له مبتسمة ليرفع حاجبه قائلًا بدهشة، ليس لأنها ابنة رجل أعمال، بل لأن ذلك الرجل الذي تعامل معه مرات كثيرة لم يصرح أنه يمتلك أبناء بالأساس ‌: 



_ غريب، أول مرة أعرف إن الشرقاوي ليه ابنة، ليه حق يخفي الجمال دا



تصاعدت الحمرة إلى وجهها الأسمر، قائلة ببسمة سعيدة كونها أعجبه مثلما هو... أسرها بعيناه الزرقاء ‌: 



_ معتقدش أنه متعمد إخفائي زي ما بتسميها، أنا عايشة في أمريكا مع أمي بعد انفصالهم ومش باجي مصر غير نادرًا زيارة لبابا



_ طالما قابلتيني... هتزوريها كتير



رمقته بتهكم ليغمزها قائلًا بثقة ‌: 



_ صدقيني، اللي بيشوفني بيخلق صدف كتير علشان يقابلني تاني



مغرور؟ بالطبع كان عايها توقع هذا، تأففت راحلة متناسية حقيبتها، نظر إلى أثرها بذهول، هي لم تستأذنه في الرحيل حتى! 



سقط بصره على حقيبة على الطاولة التي يقف بقربها، إنها لها… 



جلس على المقعد منتظرًا قدومها مرة أخرى من أجل حقيبتها وبالفعل ما هي  إلّا دقائق حتى وجدها تأتي ناحيته... 



ناحيته؟!! بل ناحية حقيبتها، ليقول ببسمة متسلية متجاهلًا أمر هشام الذي يقف قرب السيارة يراقبه بغيظ يكاد يقتله من هذا الذي... ماذا يصفه؟ يلتصق بأي أنثى ‌: 



_ أهلًا بيكِ مرة تانية، قولتلك من دقيقة، هتخلقي صدف علشان تقابليني



ابتسمت له صبا بتكلف ثم التقطت حقيبتها مغادرة، لينهض بيجاد وعاد إلى هشام الذي قال ساخرًا ‌: 



_ فين العصير؟؟ 



أجابه بيجاد بهدوء أوصل هشام إلى أعلى درجات غيظه وبدأ بفكر جديًا في التخلص منه، وهو يحتل المقعد بجانب مقعد القيادة ‌: 



_ خلص، هعملك لما نرجع الفيلا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



وجدها تجلس مع كيان ليشير إلى شقيقته التي نهضت قائلة ‌: 



_ نسيت حاجة مهمة، مش هتأخر عليكِ




        
          
                
ثم ركضت إلى غرفتها ليغلق ريان باب غرفته وما إن رأته أشاحت بوجهها الناحية الأخرى، ليقترب منها قائلًا ‌: 



_ زعلانة مني؟؟ 



_ لا عليك، أنت مكتفي بنفسك ومش مهم غيرك، أنت حتى مش ملاحظ إن بسببك أختك فضلت بعيدة عن عيلتها



_ حوراء، قولتلك أنتِ مش فاهمة حاجة



نظرت له قائلة بجدية ‌: 



_ فهمني



تنهد ريان بقوة قبل أن يقول مبتسمًا : 



_ مش وقته، حاليًا في حاجة أهم من كل دا، قومي اجهزي



عقدت حاجبيها وكادت أن تعترض، ليقول بينما يجذبها لتنهض يدفعها برفق إلى غرفة تبديل الثياب ‌: 



_ هقولك كل حاجة بس مش دلوقتي، يلا هتروحي معايا الشركة



وبعد وقت كانت تدلف معه إلى الشركة، يدها بيده، تنظر حولها بانبهار بينما يسير بجانب ريان مدير أعماله وبجانبه سكرتيره الخاص الجديد، وخلفهم سليمان حارسه الشخصي



تحدث سكرتيره بجدية ولباقة ‌: 



_ في احتماع على الساعة ٨ تم إلغاءه، واجتماع الساعة ١١ تم إلغاءه، والساعة ١٢ مقابلة مدير أعمال شركة السويفي تم تأجليه لبعد أسبوع و.... 



وقف ريان ليقف الحميع أمامه بينما نظر هو إلى سكرتيره قائلًا بحدة ‌: 



_ نقفل أم الشركة أحسن، مين لغى وأجل الأعمال من غير إذني



تنحنح سكرتيره قائلًا : 



_ السيد بيجاد جه النهاردة الشركة



أغمض ريان عيناه بغيظ وقد أعطاه السكرتير تبريرًا يمنع طرده، نظر إلى حوراء التي كانت تراقبهم باهتمام، ليقول بتنهيدة ‌: 



_ هيخرب شغلي 



ابتسمت بخفة لبنظر إلى مدير أعماله قائلًا : 



_ إلغي توكيل بيجاد على شركتي الأم، من دلوقتي مفيش أمر يتنفذ غير مني ومن هشام العامِري



أماء له مدير أعماله بجدية، بينما أكمل ريان بصرامة ‌: 



_ رتب الاجتماعات اللي اتلغت، بلغهم إن الاجتماعتت في معادها، جهز أوراق الصفقات وخليها على مكتبي



_ والمقابلة؟؟ 



_ على حالها بعد أسبوع



أماء له واتصرف مصطحبًا السكرتير معه، لتقول حوراء بتفكير ‌: 



_ بيجاد هيزعل! 



_ يموت بزعله، سيبك منه وتعالي آخدك جولة تعريفية للشركة وأقسامها



بعد وقت طويل شرح لها وعرفها على مدراء أقسام الشركة، أخذها إلى مكتبه في الطابق الأخير من الشركة، لتنظر إليه بانبهار قائلة بينما تقترب من الزجاج خلف المكتب والذي يظهر مدخل الشركة ‌: 




        
          
                
_ جميل أوي، ما شاء الله بجد، دي شركتك الأم؟ وليها كام فرع



تحدث مبتسمًا وهو يضع سترته على ظهر المقعد ‌: 



_ أيوا، فروعها في أغلب أنحاء العالم، بس الفروع تم دمجها مع فروع شركة هشام وبيجاد، الشركات الأم الثلاثة فقط منفصلين، كيان ليها الثلث في كل أملاكي، وأوقات بتدير الشركة دي لما أكون مشغول أو في سفر طويل



اقتربت منه تسأله بفضول ‌: 



_ والمستشفى؟ 



_ دي بئا قصتها قصة، كانت مشروعي الأول والأهم من الشركات والنجاح دا كله، أنا طبيب جراحة ومن طفولتي بحلم بمستشفى ملكي تكون كاملة من كل الاحتياجات، بس لقيت نفسي بستلم شركة والدي، اضطريت إني اهلك نفسي في دراسة إدارة الأعمال بجانب الطب



_ مستحيل



قالتها بصدمة ليبتسم ملتفتًا لها، أمسك كفها قائلًا ‌: 



_ دا اللي الكل قاله، حاولوا يقنعوني إني اتخلى عن حلمي وإني أكون رجل أعمال أفضل ليا، بس أنا كنت شايف فيا أكتر من رجل أعمال عادي... وطبيب حقق حلمه وخلاص حياته هتبدأ تكون روتينية، إدارة الأعمال بقيت شغفي وحلمي التاني، تحدي لتفسي إني هنجح، كان صعب ويأست كتير بس في الأخير... أول رجل أعمال شاب وطبيب جؤاحة يمتلك الشركة الأولى عالميًا وأفضل مستشفى على مستوى العالم



_ مكتفيش بداخل الجمهورية بس



تحدثت مبتسمة، تنظر إلى رجل حقق حلمه رغم صعوبته، ليقبل وجنتها قائلًا ‌: 



_ طموحي إلى الآن ملهوش سقف، ودا اللي خلاني اشتري مصانع وأراضي زراعية وكمان عقارات وحاجات كتير، مهنتي مش واحدة، زي ما أفكاري عمرها ما وقفت على حلم واحد



أحاطت وجهها بكفيه الكبيران، قائلًا بنبرة دافئة ‌: 



_ وأنتِ كنتِ حلمي الجديد، حلم جميل هحرص أنه يكون دائم وليا منه أطفال شبهك. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



_ أنت لغيت توكيل بيجاد؟ 



رمقه ريان بسخرية قائلًا بينما ينظر إلى ذلك الذي يتناول طعانه بشراهة غير عابئًا ‌: 



_ صاحب الشأن مش متعصب! 



رفه بيجاد بصره عن طعامه قائلًا ‌: 



_ أنا شخص غير مسؤول وهدمر شغلك، إلغي توكيل الفروع كمان 



نظر هشام حوله يبحث عن أي شيء يحطمه على رأس ذلك الغبي الذي لا يهتم بشيء ‌: 



_ أنت تخرس، مسمعش صوتك



_ إي يا هشام؟ دور الأم الخايفة على مستقبل ابنها دا اطلع منه



_ دا أنا هطلع بروحك أنت والغبي التاني دا، هفضل ألم فيكم لحد امتى؟؟ 




        
          
                
رمقه ريان بحاجب مرفوع بينما قال بيجاد بعدم اكتراث ‌: 



_ صدقني هتضيع شبابك وصحتك علينا على الفاضي، مش كدا يا ريان؟ 



هز ريان رأسه موافقًا ليرمقهما هشام بغضب قبل أن يشير إلى ريان قائلًا بحدة ‌: 



_ أنت كدا بتديه اللي هو عايزه، سيب شركته تنهار وهو غصب عنه هيلمها



رفع بيجاد سبابته يحركها قائلًا باستفزاز جعل ضحكات ريان تتعالى بينما هشام فتحرك ناحيته لينفذ مخطط التخلص منه ‌: 



_ هجبلها شركة ذكر تلملم انهيارها. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



في فيلا، تمتلك مساحة خضراء جميلة، انتقل إليها إياد بشقيقتيه واصطحب أمينة الوحيدة في منزلها لتكون معهم، وكانت على مقربة من فيلا هشام وبيجاد بعيدة قليلًا عن القصر، ترجلت آية الدرج بحذر، لم تكمل العشر ليالي لبدأ خطواتها من جديد بعد العملية وجلسات طويلة من العلاج الطبيعي، تقول بتنهيدة مرهقة ‌: 



_ أريب، ممكن تساعديني؟ 



وأريب التي كانت تجلس ببهو الفيلا مع أمينة، نهضت مسرعة إلى شقيقتها تمسك بكفها قائلة ‌: 



_ يا آية لو سمحتي بلاش تضغطي على نفسك، إياد هيتخانق معايا لو شافك



ابتسمت آية تكمل نزول الدرج قائلة ‌: 



_ متقلقيش، أنا بقيت أحسن، هو مجرد إرهاق بس



_ مجرد إرهاق حذر منه ريان ودكتورتك كمان، ماما أمينة فهميها بالله عليكِ



قالت أمينة بحنان تنظر إلى آية بأعين دامعة ‌: 



_ ما شاء الله يا بنتي هي بقيت كويسة، سيبوها تجرب تمشي بعد وقت كبير، طبيعي تحس بإرهاق لحد ما عضلات جسمها تعتاد الحركة



رمقتها أريب بعتاب لأنها لم تقف بصفها، بينما ضحكت آية وقبلت وجنة أمينة قائلة ‌: 



_ اللي فهماني



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد مرور شهران.... 



ومثل كل يوم منذ شهران ينتظرها في هذا المكان،  يشرب القهوة التي أصبح يدمنها منذ أن رآها وهو ينتظرها .... 



تحفز جسده وهو يراها وأخيرًا، تقترب منه ورأسها يرتفع إلى الأعلى تسير بخيلاء ، ابتسم ما إن رآها ووقف أمامها يقطع طريقها، لتنظر له قائلة بهدوء وعقلها لم ينساه ‌: 



_ ازيك؟؟ 



وعيناها التي أعجبت به سابقًا، الآن ترمقه باشتياق ابله، وهو الذي ظل يتأمها لم يرد عليها حتى، لتقول مبتسمة وهي تبعد انظارها عنه، تنظر حوله، إلى المكان الذي رأته به لأول مرة ‌: 




        
          
                
_ معقول يكون وجودك هنا Coincidence؟ 



مال نحوها هامسًا أمام وجهها بمكر ‌: 



_ وجودى هنا Not a Coincidence يا بنت الشرقاوي، بس وجودك أنتِ هنا بعد شهرين هو اللي Coincidence



جلست صبا على المقعد الذي أمام مقعده واضعه قدم فوق الأخرى، قائلة بينما تنظر له وعلى وجهها ابتسامة لعوبة ‌: 



_ وإي اللي عرفك إني مجيتش هنا من شهرين؟ 



_ مش صعبة على واحد بياجي يوميًا يعرف المعلومة دي



طلب لها عصير طازج، لتقول مبتسمة ‌: 



_ وإن طلبي هيكون عصير معلومة يعرفها الكل؟! 



غمزها بعينه متحدثًا ‌: 



_ لا، بس أنا مش بنسى العصير اللي انسكب عليا. 



رمقته بحرج هازة كتفيها بقلة حيلة، ليقول ‌: 



_ قررتِ تعيشي هنا مش كدا؟ قولتلك هتزوري مصر كتير علشاني بس موصلتهاش إنك تنتقلي دائمًا



رمقته بسخرية متحدثة ببسمة باردة تواري به إعجاب أحمق ‌: 



_ متفترضش اللي مقولتهوش، بابا بيمر بوعكة صحية وأنا اضطريت أأجل سفري لحد ما أتطمن أنه بخير



_ بارة بوالديكِ، حلو



نظرت له ببسمة متهكمة ‌:



_ حد قالك غير كدا



هز رأسه بالنفي، ثم حل الصمت عليهما، والذي قطعه صوت رجولي ساخر بغضب ‌:



_ شكلي إي وأنا بيتقالي روح شوف أي مكان فيه بنات وهات منه صاحبك؟ 



نظر بيجاد إلى هشام الذي يقف بجانبه غير عابئًا بتلك التي ارتفع حاجبها باستنكار لحديثه، بينما تحدث بيجاد ببرود ‌: 



_ وهو أنا صاحبك أنت بس يعني؟ وبعدين هو البعيد اتجوز وبقي معندوش ريحة الدم خالص، يخليني أشوف أنا نصيبي فين



ضغط هشام على كتفه قائلًا من بين أسنانه ‌: 



_ قوم، رحلة بحثك عن نصيبك انتهت وهتفضل عازب بائس 



نظر إلى صبا التي تتابع حديثهما باهتمام، متحدثًا ‌: 



_ هي الرحلة انتهت فعلًا، بس مع اختلاف بسيط، وهو أنها انتهت بعثوري وأخيرًا على كنزي



رمقته صبا بسخرية مهمهمة، ثم قالت بتهكم ‌: 



_ حلو أنك تقرر لوحدك، استمر



ضحك بيجاد ونهض راحلًا بعد ان غمزها قائلًا ‌: 



_ ما لو فكرتي إني هسيبك تبقي غبية يا بنت الشرقاوي، أخرتك معايا



قلّبت عيناها وقلبها بداخلها يتراقص فرحًا، تنتظر رحيل صديقه الآخر لتحرر ابتسامتها الواسعة وتزيل جمود نظراتها، وقعت عيناها على هذا الذي يطالعها بتدني وكأنها شيء نكرة، لتمرر عيناها عليه من أعلى إلى أسفل قائلة بنبرة حادة ‌: 




        
          
                
_ شبه والدتك؟ 



تجاهلها هشام ورحل بعد أن ألقى عليها نظرة مستحقرة، لتهز صبا رأسها وقد جعلها تضحك غضبًا متحدثة إلى ذاتها ‌: 



_ مقرف أوي عن قرب، أشكال كذابة صحيح



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



يجلس داخل غرفته والهاتف على أذنه ينتظر انتهاء حديث الطرف الآخر منصتًا له باهتمام، ليتحدث وتحركت عيناه مع تلك التي دلفت إلى الغرفة ‌: 



_ مش عايز غلط يا علي، الأسبوع دا أنا هكون مشغول وكمان هشام مش هيكون موجود علشان يهتم بالشركة، أي أمر تبلغني بيه



وقفت تطالعه باهتمام، حتى أنهى مكالمته لتسأله مباشرة ‌: 



_ هتسافر؟؟ 



_ لا.... 



نهض ووقف أمامها، قائلًا بنبرة عادية ‌: 



_ هنروح وسط البلد 



لمعت عيناها قائلة ببسمة واسعة ‌: 



_ هنزور عيلتك! 



_ للأسف، هنفضل عندهم أسبوع، هشام وبيجاد هيكونوا معايا، وكمان... فرصة يتعرف فيها أخوكِ عليهم



_ بجد؟ يعني هناخد إياد معانا؟ 



أماء لها مبتسمًا لحماسها، لتقفز قائلة بسرعة ‌: 



_ هنمشي امتى؟ 



_ هخلص شوية شغل ونمشي على طول



أماءت له وركضت إلى هاتفها لتبلغ أخيها، أو لتقنعه بالذهاب معها



وعلى الناحية الأخرى دخل إياد إلى الفيلا يتحدث بجدية في هاتفه ‌: 



_ قولت لا يا حوراء، أنا مالي بعيلته، إذا كنت مستحمله هو بالعافية؟؟ 



ابتسم إلى شقيقتيه الجالستان بالبهو تطالعانه باهتمام، انمحت بسمته وهو يستمع إلى إصرار الأخرى ليتنهد قائلًا بحسم ‌: 



_ قولت لا يعني لا … 



تنهد بملل وثرثرة شقيقاته مع كيان يصيبه بألم الرأس، نظر إلى الطريق بغيظ بينما ريان بجانبه يقول بسخرية ‌: 



_ معقول بنتشارك نفس الشعور



رمقه إياد ببسمة صفراء قائلًا ‌: 



_ لا



_ وأنا بقول كدا برضه



قلّب إياد عيناه وهذه السيارة الضخمة تجمعه مع شقيقاته الثلاثة مع ريان وشقيقته متحركين إلى عائلة زوج شقيقته بعدما ترك راعية تهتم بأمينة حتى عودته، تمنى لو كان الآن في سيارة بيجاد وهشام بالتأكيد هي أهدأ من هذا الراديو الذي لا يتوقف عن الحديث إلّا وبدأ في حديث آخر …. 



تعالى صوت هشام بحدة كاد يصم آذان بيجاد، بينما يغلق الشاشة الصغيرة التي بالسيارة تعرض ما يتابعه بيجاد باهتمام  ‌: 




        
          
                
_ والله هحطك قدام العربية وهسفلت وشك في الأرض



اتسعت أعين بيجاد وهو يصرخ بقوة وكأنه تم سرقة منه جواز سفره وحُبس داخل بلد لا يعلم عنها شيئًا ‌: 



_ تبًا لك ولأمثالك من قاطعي اللقطات واللحظات المهمة يا حقير، أهم لقطة في الفيلم 



_ فيلم؟؟؟ أنت مستوعب إن دا فيلم رسوم متحركة؟؟؟ 



_ فيلم ولا مش فيلم؟ 



توقف هشام على جانب الطريق وفتح ااباب من ناحية بيجاد ثم بدأ في دفع من السبارة صائحًا بغضب ‌: 



_ أنا غلطان إني وافقت تكون معايا، انزل وإلّا هنزل أجرجرك في الشارع والله



ترجل بيجاد من السيارة قائلًا بسخرية ‌: 



_ هنزل من القمة، طريق السلامة أنا.... 



لم يكمل حديثه بسبب صوت احتكاك إطارت سيارة هشام وهو يقودها بسرعة يتركه في منتصف طريق سريع، أشار للسائق الذي يقود سيارته والذي اقترب منه بسرعة، ليصعد بها قائلًا ‌:



_ لي مجبتش العربية اللي فيها شاشة؟ هكمل الفيلم ازاي دلوقتي؟؟؟ 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد وقت... 



هبط ريان وإياد وتوجه الإثنان إلى أبواب السيارة الخلفية وكل منهما في اتجاه، فتح ريان باب السيارة ومد يده لتضع حوراء كفها بكفه وتترجل من السيارة بهدوء وتقف بجانبه، بينما أمسك إياد بكفي شقيقتيه، قم تحركوا جميعًا إلى داخل منزل عائلة الكيلاني الكبير



لم يتفاجأ ريان من تجمعهم بالبهو، وقبل أن يبدأوا في عناقه وهو من لم كان منذ قريب عندهم، عرفهم على إياد وآية وأريب  



استقبلهم الجميع بحفاوة وسعادة بإستثناء سميرة ليرمقها ريان بحدة من نظراتها لأخوات زوجته وحبيبته .... 



وبينما هم منشغلين في دفئ عائلي، كان في الخلف هشام وبيجاد في عالم موازي تمامًا وهما على وشك قتل بعضهما وما زال بيجاد مقهورًا على ذلك المشهد الذي قطعه عليه هشام



توجه الجميع إلى المقاعد التي بالردهة وجلسوا معًا وهم سعداء برؤية حفيد الكيلانى الأكبر وزوجته للمرة الثانية فهم كانوا يظنون أنهم لن يروه إلّا بعد سنوات مجددًا .... 



كانت حوراء تجلس بجانب إياد وأريب وآية من اتجاه والاتجاه الآخر كان بجانبها ريان وبجانبه كيان، وكان هشام وبيجاد وأيان وليان بجانب بعضهم... وبعدهم باقي أفراد العائلة



اردف الكيلانى بحبور ‌: 



_ شرفتونا والله ..... البيت بقي أجمل وأحلى بحضوركم



تحدث إياد باحترام ‌: 



_ الشرف لينا 



هتف عامر وهو يوجه حديثه إلى آية ‌: 




        
          
                
_ أخبارك إي يا بنتي؟ هو أنتِ اسمك إي؟؟ 



ابتسمت آية بهدوء مردفة ‌: 



_ بخير الحمدلله ياعمو... آيـة، اسمي آيـة



تحدث عامر موجهًا حديثه هذه المرة إلى أريب ‌: 



_ وأنتِ يا بنتى أخبارك إي، طالما دي آية يبقى أنتِ أريب زى ما قالنا ابني 



أماءت له أريب ببسمة حييّة، وقبل أن يتحدثوا تعالى صوت أنثى وهي تقول بسعادة ولهفة : 



_ ريــــان ….. 



توجهت جميع الأظار إلى ذلك الصوت الأنثوي، بينما نهض ريان وبيجاد وهشام سريعًا وهم ينظرون لها وكل منهما بنظراتهما الهاصة يعبرون عن لهفتهم إليها، 
تقدم منها ريان بخطوات واسعة سريعة حتى وصل إييها يحتضنها هامسًا بهدوء ‌: 



_ عبير، متوقعتش أنك هنا



بعد وقت طال فيه ترحيب ريان بها  ابتعد عنها ليجذبها بيجاد في عناق قوي وهو يحملها ويدور بها



أردفت عبير بصراخ وضحك ‌: 



_ يا ابى عيب كدا أنا كبيرة على الحجات دي



ضحك بيجاد بمرح وانزلها برفق مردفًا ‌: 



_ مهما كبرتي بتفضلي حلوة يا بيبو



ابتسمت له وأخذته بين احضانها بقوة واشتياق
ثم ابتعد عنها لتنظر إلى ذلك الذي ينظر لها بإشتياق وعلى وجهه علامات التردد وهو يقف بعيدًا، لتقول معاتبة ‌: 



_ إي يا هشام مش هتسلم عليا؟؟ 



تهللت أسارير وجهه وتقدم منها سريعًا واحتضنها بقوة قائلًا ‌: 



_ كنت فاكرك نسيتيني



ضربته بخفة على ظهره وهى تحتضنه مردفة ‌: 



_ عيب عليك دا أنا أنسى بيجاد ولا أنساك أنت



هتف بيجاد صائحًا باستنكار ‌: 



_ هييجي يوم وتتمنوا لحظة معايا خصوصًا أنتِ يا عمتي



_ وعلشان عمتي دي أنا بتبرأ منك خالص



قالتها بغيظ أضحك بيجاد الذي يدرك مقتها لهذا اللقب، ليسحبها ريان قائلًا ‌: 



_ تعالي أعرفك على شخص مهم



سار بها بإتجاه حوراء والتي كانت تنظر لهم وإلى تلك المرأة بجهل حتىوقف ريان أمامها وهو ينظر لها بحب قائلًا ‌: 



_ حوراء زوجتي



ثم عرف حوراء عليها مكملًا ‌:



_  حوراء.... دي عبير أخت عامر



وقفت حوراء وابتسمت بخجل قائلة برقة ‌: 



_ عمتك يعني! أهلًا 



_ هي مراتك دي حقيقية؟ 



قطبت حوراء ما بين حاجبيها وهي تبتسم بتوتر ولا تفهم سؤالها، بينما قال ريان مبتسمًا ‌: 




        
          
                
_ للعجب



ضحكت عبير ثم عانقت حوراء وكأنها تعرفها منذ زمن قائلة ‌: 



_ أنا علميًا عمته بس عمليًا صاحبته ومبحبش لقب العمة، بيقولي عبير وبيجاد بيقول بيبو، اختاري وقولي إلّا عمة



أماءت لها حوراء ضاحكة، ثم عرفها ريان على إخوة حوراء ثم جلسوا معًا وهم يتحدثون في جو عائلي دافئ



ليعلو صوت الكيلاني قائلًا ‌: 



_ يعني أنت جيت علشانها، لأنها هي اللي طلبت منك؟؟



_ دا اللي حصل



قالتها عبير بغرور مفتعل ثم ضحكت بمرح، بينما هز ريان رأسه مؤكدًا على حديثها، ليقول بيجاد ‌: 



_ ولما أنت عارف إنها هنا مقولتش لي؟ 



_ بطلب مني كمان، مفاجأة ليك ولهشام



_ أحلى مفاجأة يا بيبو والله



ليقول هشام بتساؤل ‌: 



_ غيث مجاش؟ 



_ لا هنا، بس خرج



أماء لها هشام وبين كل هذا الجمع هناك نظرات حادة بين سميرة وأريب التي مالت على اختها عامسة وعيناها بأعين سميرة ترمقها بحدة ‌: 



_ الولية دي مش مرتاحة ليها، والله لو فضلت تبص كدا ما هيهمني حد



لكزتها آية تنهرها بصوت خافت مخافة أن يسمعها إياد ‌: 



_ عيب يا أريب إحنا ضيوف عندهم، ممكن دي طبيعتها تجاهليها



تأففت أريب وعدلت جلستها عاقدة ذراعيها أمام صدرها هامسة لذاتها وعيناها الحادة تثبتها بأعين الأخرى ‌: 



_ لو فاكرة إني هخاف وأنزل عيني تبقي بجحة وغبية. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



في المساء في منزل عائلة الكيلاني، يجتمعون بعد تناول العشاء في جمع اشتاق له الكيلاني كثيرًا، يتحدث بيجاد بمرح ‌: 



_ إي يا غيث مفيش واحدة كدا ولا كدا؟ 



نظر غيث حوله بعدم فهم وهز رأسه نافيًا، ليقول بيجاد بسخرية ‌: 



_ مش كدا يا حبيبي، يعني مفيش ارتباط، خطوبة، كدا يعني



تجعدت ملامح غيث ونفى برأسه قائلًا ‌: 



_ ما أهي قاعدة قدامك ولا خطبتها ولا اتنيلت، اسكت يا بيجاد



ضحك بيجاد بقوة، ليتأفف غيث ثم نظر إلى ليان قائلًا ‌: 



_ طمنيني عنك يا ليان؟ 



أجابته ليان ببرود متجاهلة النظر له ‌: 



_ اتطمن 



نظر لها غيث طويلًا ثم نظر إلى الاتجاه الآخر، 
نظر لهما ريان قليلًا ثم نهض مردفًا موجهًا حديثه إلى حوراء ‌‌: 




        
          
                
_ مش هتأخر، تمام؟ 



أماءت له حزراء ليتحرك ريان متجهًا إلى الأعلى، فور رحيله سمعوا جميعًا طرق قوي على الباب لتسرع عاملة لترَ من يطرق بهذه الطريقة



فتحت الباب وظلت تحدق بخوف من ذلك الذي يطالعها ببرود وحدة، سألها حسين بصوت مرتفع نسبيًا ‌: 



_ مين يا تيسير؟ 



هتفت تيسير بتلعثم ‌: 



_ دا … دا أ... 



قاطعها هو بصوته الحاد مثل نظراته ‌: 



_ أنا... أنا يا بابا



نهض الجميع في صدمة وهم ينظرون له بأعين غير مستوعبة ركضت له ليلى وبعينيها الدموع وهي تهتف بفرح ‌: 



_ أيهم، وحشتيني أوي يا أيهم



عانقها أيهم بهدوء قائلًا ‌: 



_ وأنتِ كمان يا أمي 



ابتعد عن حضن والدته لينظر إلى الجميع والذين هم بدورهم لم يتحركوا إنشًا واحدًا وهم يطالعوه بصدمة
، نعم كانوا ينتظرون ويتمنون عودته ولكن... ليس الآن أبدًا، ليردد أيهم بسخرية ‌: 



_ إي، نسيتوا كلمات الترحيب يا آل الكيلاني؟؟ 



تقدم منه حسين بخطوات بطيئة ورفع كفه ليضعه على وجنة ابنه بهدوء وكأنه يتحقق من وجوده، ثم قال وصوت متحشرج ‌: 



_ حمدًا لله على سلامتك يا ابني، وأخيرًا جيت



ثم عانقه بقوة واشتياق أب ليعانقه الآخر بهدوء، ثم تقدم من الآخرين وعانقهم بهدوء وهم ما زالو في صدمتهم التي لم يكن خارجها سوى حوراء واخوتها، لتميل أريب على حوراء قائلة ‌: 



_ مين دا؟؟ 



هزت حوراء كتفيها بعدم معرفة لترمقها أريب بسخرية قائلة ‌: 



_ ما شاء الله، لسه بتتعرفي على عيلة زوجك! 



وقف أيهم بطوله الفارع أمام حوراء وهو يطالعها بنظرات قوية لدرجة أن حوراء استغربت نظراته، ليقول أيهم بصوت أجش أصاب حوراء بقشعريرة خوف منه ‌: 



_ مين الحلوة؟؟ 



_ مراتي يا روح أمك 



أردف بها ربتن بصوت حاد ونظرات لا تبشر بالخير، حول أيهم نظره إلى ذلك الصوت لتحتل عينيه نظرة لا ماكرة، كصوته الذي خرج لعوبًا مع ابتسامة جانبية ‌: 



_ ريان؟؟ أنت هنا.. واتجوزت كمان! 



وقف ريان أمامه قائلًا بسخرية ‌: 



_ يهمك في حاجة؟؟ 



تحدث الكيلانى بحدة وهو ينهي هذا النقاش وهم يعلمون أن استمراره ليس بالأمر الصواب أبدًا



-عال العال والله.. إي طريقة الكلام دي وكمان في وجودي



نظر له الاثنان وأردف أيهم ببرود ‌: 




        
          
                
_ متقلقش يا كيلاني، ابن عمي بينا غيبة طويلة وأخيرًا جات الفرصة اللي أقابله فيها



أنهى حديثه يرمق ريان بمكر والآخر يطالعه بنظرات غالية من المشاعر، همست أريب إلى أخيها قبل نهوضها ‌:



_ هروح الحمام وراجعة...



أماء لها إياد لتتحرك بهدوء إلى الأعلى حيث الغرفة التي استضافوهم فيها، انتهت حرب الأعين ليتقدم أيهم من بيجاد وهشام قائلًا ‌: 



_ أهلًا، ابن مصطفي وابن العامرى 



اردف هشام بأعين غاضبة ‌: 



_ بيك، أهلًا بيك



تحدث بيجاد ببرود ‌: 



-حمدًا لله على سلامتك يا ابن عمى



أماؤ لهم أيهم وهو يطالعهم بنظرات ساخرة، ثم ذهب إلى غيث وعانقه بقوة فهو يعتبر صديقه المقرب رغم اختلاف شخصيتهما تمامًا ألَا إنهما أصدقاء مقربان ...
ثم لفت نظره ذلك الشاب الذي يجلس وبجانبه فتاة جميلة 



تقدم منهم أيهم واردف ببرود ‌: 



_ فى أفراد جديدة في العيلة! 



ليجيبه إياد وهو يصافحه بجدية ‌: 



_ إياد عبدالقادر



صافحه أيهم وهمهم بخفة مرحبًا، ثم نظر إلى آية التي كانت تطالعه بفضول بسبب طاقة التوتر التي سببها للجميع فور مجيئه ‌: 



_ أهلًا، ضيوف ابن العم الغالي



نبرته التهكمية لم يرتاح لها إياد ولكنه تجاهله، بالأساس لا يطيق أحدًا في هذه الجلسة الثقيلة على قلبه ويتمنى لو كان أصر ورفض لأول مرة طلب شقيقاته 



تحدث حسين ينظر إلى أيهم الذي جلس بجانب بيجاد ‌: 



_ مقولتش لي إنك جاي يا أيهم؟ 



أجابه أيهم ببرود ‌: 



_ حبيت تكون مفاجأة وشكلي نجحت، بس انتوا كمان فاجأتونى بوجود ابن عامر هنا بعد السنين دي كلها وكمان اتجوز من غير ما تعزمونى على الفرح، مكنش العشم والله يا ابن عمى



لم يهتم ريان بالرد علبه بينما قال الكيلاني بجدية ‌: 



_ ريان، بما إنك عامل كتب كتاب بس ففرحكم هيكون هدية مني ليك بمناسبة إنك جيت بعد السنين دي كلها وبكرا في حفلة على شرف أحفاد الكيلانى واللي اتجمعوا أخيرًا



نظر ريان إلى حزراء التي نظرت له بحماس، يبدو انها من مُحبي التجمعات والمناسبات العائلية وهذه كارثة بالنسبة له، ليقول مبتسمًا بوجهها وداخله يريد التحرر من هذه الجلسة المملة بوجهة نظره ‌: 



_ هدية مقبولة يا كيلانى 



تثاءب أيهم ثم نهض قائلًا ‌: 



_ تصبحوا على خير ، معلش بئا إجهاد سفر وإلّا كان هيسعدني أقعد أكتر مع ابن عمي وعيلته الجديدة، بس تتعوض




        
          
                
ردّوا عليه التحية عدا ريان وصديقيه، صعد أيهم الدرج ببرود وهدوء ثم اتجه إلى غرفته والتي يتذكرها إلى الآن رغم السنوات التي قضاها بعيدًا عن هذه البلد وهذا المنزل



ولكن قاطع طريقه اصطدام جسده بشيئ ما ثم سمع صوت أنثوي حانق متألم ‌: 



_ حيطة بتتحرك؟؟ 



ثم رفعت نظرها لتردف بحنق ترمق هذا الغريب ‌: 



_ ما نخلى بالك يا أخينا 



نظر أيهم حوله يبحث عن الصوت ولم يجده ثم نظر إلى الأسفل ليرى جنية قصيرة تنظر له وعيناها بحدة السيف ترمقه بشرر، تراجع خطوة إلى الخلف ينظر إلى قامتها القصيرة متحدثًا ببسمة جانبية : 



_ متعودتش أبص تحتي أنا وماشي



أردفت أريب بغيظ من هذا الوقح الذي ولأن الله أكرمه ببعض الطول يتنمر على ما لا يُسمى طولًا في قامتها ‌: 



_ مش علشان أنت طويل تدوس على خلق الله اوعى كدا واحد فصيل



ثم تركته وهبطت الدرج بحنق تحت نظراته المندهشة فلم يتجرأ احد على محادثته هكذا من قبل رجلًا كان أو امرأة، ردد كلمتها بسخرية ‌: 



_ فصيل؟!! 



هز رأسه وأكمل طريقه إلى غرفته وذهب فى نوم عميق .... 



___________________



عادت أريب للجلوس بجانب أخيها قائلة بتساؤل ‌: 



_ هو مين أبو طويلة دا اللي طلع من شوية



نظر لها الجميع بصدمة فهم علموا أنها تقصد أيهم فليس أحد غيره ذهب منذ قليل ثم انفجروا ضاحكين باستثناء ريان وهشام واياد الذي طالعها بحدة



أردف بيجاد بضحك قوي ‌: 



_ لا بجد لايق عليه اللقب



اردف حسين بضحك ‌: 



_ دا ابني.... أيهم 



شهقت أريب ووضعت كف يدها على فمها بصدمة ونظرت إلى أخيها الذي كان يطالعها بحدة بأعين معتذره ثم أردفت بإعتذار واحراج ‌: 



_ أنا مقصدش، أنا.... 



ضحك الجميع عليها واردفت ليان بمرح ‌: 



_ ولا يهمك 



هدأ الجميع من الضحك وشعرت أريب بالاحراج فإستأذنت منهم وذهبت متحججة بالنوم فأردف إياد بجدية وهو ينهض ممسكـا بكف آية ‌: 



_ تصبحوا على خير



رد عليه الجميع بهدوء وغادر وأريب تسير معه بتوتر تعلم أن هناك درسًا ينتظرها مع أخيها. 



____________________



_ هو أنا ممكن اسألك سؤال؟ 



همهم لها ريان فأردفت بتساؤل ‌: 



_ بصراحه هو كذا سؤال مش سؤال واحد



-اسألى ياحبيبتى براحتك



تحدثت حوراء وهى ترفع رأسها وتنظر له ‌: 




        
          
                
_ عمتك أنا مشوفتهاش هنا المرة اللي فاتت ، هي مش عايشة في القاهرة



_ لأنها متجوزة في الأسكندرية 



لاحظ صمتها المتوتر لتيقول بهدوء ‌: 



_ كملي أسئلتك



_ أنا... مش عايزة أضايقك، بس.... 



_ يبقى عايزة تسألي عن أيهم



أمتءت له بتأكيد قائلة بتردد ‌: 



_ يعني... حسيت أنه عدواني معاك



تنهد ريان بقوة ونظر لها واردف بهدوء ‌: 



_ هتعرفي كل حاجة في وقتها بس يلا ننام دلوقتى علشان بكرا في حفلة، وكمان معاكِ شغل كتير بما إن فرحك بعد أسبوع



ابتسمت له بخجل ليضحك بخفة ثم احتضنها ويده تمسح على خصلاتها لتغفو سريعًا بينما هو ظل مستيقظًا والأفكار كالكلاب الشاردة في رأسه لا يهدأ نواحها مع هدوء الليل. 



_________________



وهو من فشل في إيقاظها، تركها غافية وترجل الدرج ليرَ العائلة على طاولة الإفطار ليقول بهدوء ‌: 



_ بلاش تستنوني، أنا خارج



اردفت كيان سريعًا ‌: 



_ على فين يا أبيه



هتف ريان بحنان وهو يتجه إلى الخارج ‌: 



_ مش بعيد يا كياني



ثم خرج قبل أن يتطفل أحد مجددًا ويسأل، لتقول سميرة بسخرية وهي تلوي فمها ‌: 



_ وساب مراته نايمة، دا شكله مدلعها خالص



نظر لها مصطفي وأردف بحدة ‌: 



_ خليكِ في حالك يا سميرة، وكُلي، الواحد مش ناقص مشاكلك



نظرت له سميرة ثم نظرت إلى طعامها وبدأت تأكل في صمت بينما أريب كانت تكتم ضحكتها بصعوبة بعد شعرت بالغضب في بادئ الأمر ولكن ذلك المصطفى أبرد نارها،بينما إياد تنهد بخفة وآية كانت تطالعها بضيق .... 



نهض هشام وبيجاد ولحقوا بصديقهما فهما يعلمان إلى أين ذهب ....



نهض من نومه وهو يتثاءب ثم فرك شعره بقوة ونهض متوجهًا إلى المرحاض وبعد وقت تحرك خارجًا من الغرفة …. 



تقدم من الجميع وجلس بجوار الكيلاني وبدأ في الطعام بدون أن يتحدث أو حتى ينظر لهم، ليقول حسين بهدوء ‌: 



_ صباح الخير 



رفع أيهم نظره ونظر إلى والده ثم ابتسم ببرود مردفًا ‌: 



_ صباح النور م، علش نسيت أصبح عليكم كنت جعان



أجابه حسين متنهدًا ‌: 



_ بالهنا يا ابني، ولا يهمك 



أماء أيهم بدون أن يتحدث وبدأ في اكمال طعامه بعدم مبالاة....




        
          
                
انهوا طعامهم وجلسوا على المقاعد التي توجد بالردهة بعد مغادرة الكيلاني وعامر ومصطفي ليتناقشوا في بعض الأمور 



كان الجميع يتحدثون واندمج معهم إياد وآية بينما أريب كانت تستمع لهم بصمت



أردف أيهم بجمود ‌: 



_ نورتونا والله 



ابتسم له إياد واردف بهدوء ‌: 



_ دا بنور حضرتك



اعتدل أيهم فى جلسته واردف بثقة ‌: 



_ أخدت بالك! 



نظرت له أريب بغيظ من تصرفاته المتعجرفة واردفت بصوت منخفض ‌: 



_ أبو طويلة مستفز



لم يسمعها أحد سواه، فهو يظهر أنه منشغل ولكن كل حواسه تعمل جيدًا، رفع نظره ثم نظر إلى تلك التي تجلس أمامه ولكن ليس مباشرة، تعرف عليها على الفور فهي ذاتها الفتاة القصيرة التي اصطدمت به بالأمس



رأت نظراته لها فنظرت له بأعين حادة كالسيف
دهش من جرأتها فأي فتاة أخرى في مكانها لكانت أبعدت نظراتها وإن لم يكُن خجلًا وخوفًا فاحترامًا لكونهم الضيوف هنا، ولكن هي تضع عينيها بعينيه بدون خوف، ليرفع حاجبه قائلًا ‌: 



_ مين الطفلة؟ 



تحولت نظراتها إلى الغضب واردفت بحدة قبل أن يرد عليه أحد ‌: 



_ أولًا أنا آنسة مش طفلة يا أبو طويلة ... أوبس



وضعت يدها على فمها بسخرية ثم اكملت وهى تنظر له بحدة ‌: 



_ أقصد يا أستاذ 



نظر لها الجميع بصدمة وذهول من طريقه تحدثها معه وكان هو ينظر لها بأعين تخرج شررًا فمن هذه لتتحداه هو وأيضا تسخر منه، لينهض قائلّا بغضب ‌: 



_ أنتِ مين علشان تكلميني بالطريقة دي؟؟ 



نهض إياد قائلًا في محاولة لإرجاع غضبه احترامًا لكبار السن المتواجدين ‌: 



_ اتكلم بطريقة أحسن من كدا



اردف أيهم بصوت غاضب وهو يجدحها بنظرات نارية متجاهلًا إياد : 



_ ازاي تتكلمي عليا كدا أنتِ ناسية نفسك



نهض أيان قائلًا بينما يقف أمام أيهم ‌: 



_ أيهم اهدى، مينفعش اللي بتقوله دا



هتفت أريب بحدة وهي تنهض من مكانها ‌: 



_ أنا فاكرة نفسي كويس بس الظاهر أنت اللي مخدوع في نفسك وقاعد تستظرف ومحدش بيردعك، ولو كنت فاكر إني هسكت على طريقتك الغبية في الكلام تبقى غبي



_ أريب، اطلعي فوق، آية.... 



نهضت آية بسرعة تسحب شقيقتها صاحبة اللسان السليط تعتذر منهم بحرج متجهة بها إلى الأعلى. 




        
          
                
ليقول أيهم بحدة ‌:



_ اهربي بس أخرتك هتكوني تحت إيدي، ووقتها مش هرحمك وهعـ.... 



صمت أيهم على قبضة قوية تمسك يده التي يمدها بتحذير، نظر إلى ذلك الذي يطالعه بنظرات قاتمة قائلًا بصوت مخيف وقد تبدلت ملامحه المسالمة ‌:



_ كلمة كمان وهمسح بكرامتك الأرض، أختي خطوط اللي زيك ميتجرأوش يقربوا منها وإلّا هيندموا، وأنا احترامًا لكبار العيلة اللي مستضيفيني في بيتهم كنت عرفتك مقامك، قسمًا بمن أحل القسم لو اتجرأ أيًا كان يوجه مجرد كلام لأخواتي الثلاثة بطريقة مش كويسة هخلي يندم باقي عمره



أمسكه أيان وقال بينما يسحبه إلى الخارج ‌: 



_ إياد، تعالى لو سمحت.... 



ليتنظر ليلى إلى ابنها قائلة بعتاب وحزن ‌: 



_ لي كدا يا ابنى مكنش ينفع تكلميهم كدا، أنا مرضيتش اتكلم علشان خاطرك أنتِ بس أنا زعلانة منك 



أنهت حديثها وغادرت بأعين دامعة لتلحق بها ليان بعد أن نظرت إلى أخيها بعتاب، أما تلك الحرباء فكانت تبتسم بخبث ولاحظها أيهم، لتقول سميرة بشماتة ‌: 



_ تستاهل اللي حصل فيها دي بت عايزة قصف الرقبة، باينة قليلة أدب من نظراتها



نظر لها أيهم واردف بجمود ‌: 



_ بدل كلامك الفارغ دا روحي اعمليلي كباية قهوة سادة



اردفت سميرة بغضب ‌: 



_ لي إن شاء الله شايفني خدامتك؟؟ ما تحترم نفسك يا ابن حسين



زمجر أيهم وهو ينظر لها بغضب ‌: 



_ خمس دقايق لو ما لقيت كباية القهوة قدامي هتصرف تصرف مش هيعجبك وبعدين أنتِ بتكدبي على مين أنتِ ناسية اصلك ولا إي يا سميرة خلينا ساكتين، تمام؟؟ ومتوجعيش دماغى يلا غوري



نظرت له سميرة بحقد وكره وغضب ثم ذهبت رحلت وهي تتحدث بغضب، ليجلس أيهم على المقعد مريحًا ظهره عليه يغمض عينيه مفكرًا في ما حدث. 



__________________



تململت فى نومها لتفرج عن جفنيها بهدوء وهى تشعر برودة الفراش بجانبها...نهضت ونظرت حولها ولم تجده فأردفت ‌: 



_ ريان؟؟ 



ولكنها لم تسمع رد لتنظر في الساعة لتشهق بقوة وهي تراها الحادية عشر صباحًا، لفت نظرها ورقة مطوية بجانب الفراش لتلتقطها وحركت نقلتيها على ما تحتويه من كلمات رسمت بسمة جميلة على شفتيها ‌:



_ بحسد الورقة لأنها شافت عيونك قبلي، أنا في فيلا هشام قريبة من هنا، اطلبي من كيان وهي هتجيبك عندي، ولو عايزة تقتدري تستنيني 



خرجت من الغرفة وهبطت الدرج بهدوء لترى عدم وجود أحد سوى ذلك الذى يجلس بأريحية مغمض العينين... وقفت حوراء أمام الباب وهي تفرك يديها بتوتر شديد فهى لا تعلم أين تلك الفيلا وكيان لا تجدها ...



فتح أيهم عينيه لشعوره بحركة غريبة ليراها هي بطلتها الخاطفة للأنفاس تقف أمام الباب وهي تنظر خارجًا ويظهر عليها التوتر... ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة فور تعرفه عليها...نهض بهدوء وتوجه لها قائلًا ‌: 



_ محتاجة مساعدة



أدارت رأسها سريعًا بفزع رأته يطالعها بابتسامة خبيثة لم تفهمها فأردفت برقة ‌: 



_ لا شكرًا 



_ بس الظاهر أنك محتاجة مساعدة، تقدري تثقي فيا



احمر وجهها خجلًا ونظرت إلى الخارج قائلة بتردد ‌: 



_ أنا عايزة أروح لفيلا هشام، تعرفها؟؟ 



هز رأسه بخبث قائلًا وهو بتحرك إلى الخارج ‌: 



_ أكيد عارفها، ريان هناك أكيد



_ أيوا



_ تعالي هوصلك



هتفت بسرعة ‌: 



_ لا …



نظر لها بإستغراب واردف متسائلًا ‌: 



_ هو إي اللي لا؟؟ تعالى هوصلك لجوزك متخافيش



ترددت حوراء خاصتًا أنها رأت عدم الراحة التي بينه وبين زوجها، لتقول محاولة الاعتراض بلطف ‌: 



_ بس أ.... 



قاطعها بجدية ‌: 



_ومن غير بس، يلا



ثم خرج من القصر وهو يسير بثقه ويضع يديه في جيبي بنطاله... نظرت له بتوتر وقررت تتبعه فسارت خلفه ببطء وحذر وأخيرًا قلق...  وهو كان يبتسم بمكر ينتظر رؤية وجه ابن عمه وحقًا يستمتع في تخيله. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



حرب باردة، لا يعلم أحد دواخلها. 



والسَّلام. 
مِـنَّــــــة جِبريـل. 




        
 

google-playkhamsatmostaqltradent