رواية العسقلة الماكرة الفصل العاشر 10 - بقلم ايمان كمال
الفصل العاشر
مرزوقة اتوترت وهو بيقرب منها بطريقة معجبتهاش، حاولت تبعد وترجع لورا هو مسكها من وسطها بطريقة وقحه كان بيمر بيده حوالين ظهرها، محستش مرزوقة بنفسها غير وهي بتزقه وكفها نزل على وشه كف ثلاثي الأبعاد، كل ده على دخلة ياسر اللي اتصدم هو ومجدي من رد فعلها،
واللي صدمهم اكتر صوتها اللي ارتفع واتحولت لمرزوقة وسمعتهم قصيدة من السباب والردح منقطع النظير، لما حطت صوبعها السبابه على جبهتها ومالت بوسطها لورا، ورفعت شفتها السفليه لفوق وقالت: لا ياعنيا اتعدل كده واتظبط، مش كل الطير اللي يتاكل لحمه، ده انا لحمي مر اوي، وناشف يقف في زورك يجيب اجلك في لحظها، من ساعة ماجيت وانا شايفة عينك اللي هطلع من محجرهم وقول يابت عادي، فوتي، لكن ايديك اللي عايزة كسرها تتمد على جسمي ورب الكعبه اكسرهالك، ولا هيهمني انت مين ولا عاش وكان اللي يلمس فيا حتة، انتو اللي عايزني واتحايلتوا عليا، يبقى نشتغل بالاصول والادب، مش عاجبكوا ارجع اشتغل خدامه بشرفي ولا حد يستجرأ يمد ايده عليا، انا لما واقفت اشتغل وادخل المولد ده، هفضل مرزوقة زي ما انا بأخلاقها واللي اتعلمته، ومش هقبل بأي تنازل ولا مشهد امثله واخجل منه.
الكل سامعاها ومجدي نظرات التحقير والغضب بيوصلها، لانها الست الوحيده اللي قدرت تعمل معاه كده، قرب منها ومسكها من اديها بقوة، وجعتها بس مبينتش وقال بغضب من تحت سنانه: عمرك يا هتتغيري بفكرك وتفكيرك ده، انسانه متخلفه صحيح وجاية من ورا الجاموسه فعلا.
ازاحت مرزوقة اديها بعنف وبصتله بقوة متعرفش جابتها منين وردت عليه بحده: اه جاية من ورا الجاموسه، وليا الشرف اني كده، وعشان انا مؤدبة وبفهم في الاصول كويس، كنت قولتلك الجاموسة دي تبقى مين؟ لكن انا مش هقولك هسيبك تعرفها بنفسك يا متعلم يابتاع المدارس.
هنا ياسر حس ان الدنيا هتولع بينهم، خصوصا لما فهم قصدها اية، ادخل فورا ومسك مجدي وقاله: تعالى معايا يا مجدي نخرج بره نشم هوا.
بص مجدي له وقال: انا ماشي يا ياسر، واعمل حسابك لو عايزني اكمل الفيلم المخلوقة دي مش هتشتغل معايا ابدا، مستحيل اتعامل معاها تاني، ياتشوف غيرها، ياتشوف مخرج غيري يخرج الفيلم، فكر وقولي قرارك.
سابه ومشي من غير ما يستنى منه اي رد، قعد ياسر على الكرسي وفضل باصص لمرزوقة ونظراته مفهمتش منهم يقصد اية؟ هل عتاب على اللي عملته، ولا سعيد بموقفها؟ اتنحنحت وقعدت جنبه وقالت بنبره هادية: انا آسفه يا استاذ ياسر على طريقتي معاه، بس حضرتك مشفتش عمل اية؟
ياسر ابتسم ليها وقال: انا شوفت كل حاجة ولسه كنت هدخل لاقيت رد فعلك لجمي، هو اه صدمني بس منكرش انك جدعه يامرزوقة، عجبتيني انك محتفظة بأصولك وعاداتك، الوسط ده مليان بممثلات ممكن تعمل اي حاجة عشان توصل، وتتنازل عن كل شيء في سبيل انها تاخد فرصة.
قاطعه مرزوقة بحده وقالت: تغور فرص الدنيا كلها لو الانسان خسر نفسه، انا عمري ما هعمل مشهد واحد او البس حاجة تخليني اخجل من نفسي او عيالي يخجلوا في يوم وهما بيشوفه، انا حبيت العالم اللي دخلتني فيه، وعشانه بحاول اتعلم واتغير عشان اكون قده، لكن من غير تنازل ولا تضحية، انت فهمني يا استاذ ياسر؟
ياسر باعجاب شديد لعقلها البسيط، هز جفونه وقال: فاهمك جدا، وهساعدك يامرزوقة، ومتقلقيش مفيش حد هيعمل الدور غيرك انتي، لانك ببساطة كل يوم بيمر بتزودي ايماني فيكي اكتر وبتبهريني ببساطتك يامرزوقة، هنسيب مجدي يومين كده عقبال مايروق، وبعدين هصالحكوا على بعض، وتمارين التمثيل هدربك عليها انا، هنبدأ من بكرة نقرأ في الرواية وندرب على اداء الشخصية وندرس تحولها هيكون ازاي، ودلوقتي اطلعي استريحي وكفاية لحد كده النهاردة، ولما ترجع ماما هناديكي عشان نتغدى.
مرزوقة قامت وشكرته على تفهمه وطلعت اوضة شادية بعد ما اتفقت معاها تبات معاها وتطلع حاجاتها عندها، وتسيب اوضتها لهنية، فضلت مرزوقة دمها محروق من مجدي ومن اللي عمله، كان الود ودها مش تديله بالقلم بس، لا كانت عايزة تكسر اديه اللي مدها على جسمها، لكن اللي هداها وطمنها تفهم ياسر اللي خافت من رد فعلها انه يزعق عشان صاحبه، اعجبت برجولته وشهامته، مسكت تليفونها تتصل بشادية اللي كانت قربت انها توصل، ردت عليها واول ماسمعت صوتها مرزوقة قالت: انتي فين يا حبيبتي ؟اتاخرتي اوي، الدنيا كانت مولعه هنا.
شادية برعب بان على وشها سألتها: حصل ايه يامرزوقة انطقي ياسر جراله حاجة؟
مرزوقة بنفي: لا استاذ ياسر زي الفل، ده انا اللي ولعت الدنيا.
شادية بتنهيده حطت اديها على قلبها تهديه واخدت نفس وخرجته بهدوء وسالتها: عملتي اية يا مصيبة؟
مروزقة عقدت على السرير وربعت رجليها وحكت لها كل حاجة، كانت عايزة تفضفض وما صدقت ردت عليها، وبعد ما خلصت كلام، زعقت شادية بحده وقالت: هو مجدي اتجنن ازاي يتصرف كده، عمره ما هيبطل حركاته القذرة دي، هو فاكرك من العينة اللي بتمثل معاه، طب يا مجدي لما اجي ليا تصرف تاني معاه، وكويس ان ياسر اتصرف ولم الموضوع، مضايقيش نفسك انتي اتصرفتي صح واياك القلم اللي اخده منك يفوقه ويعرفه ان مش كل الستات نفس النوع اللي بيتعامل معاهم، برافووو عليكي يامرزوقة، انا قربت اجي.
مرزوقة بستفسار: لما تيجي هتحكيلي كنتي مختفيه فين طول النهار اتفقنا؟
شادية ضحكت على فضولها وقالت: يانهاري عليكي وعلى فضولك القاتل ده، لما اجي ربنا يسهلها يامرزوقة، يالا سلام.
قفلت معاها وسليم عيونه كانت بتسألها وحكتله كلامها، اللي اعجب بيها جدا وحياها على تصرفها بشده، وهي اكدت صحة كلامه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عماد بيشتغل وكل شوية يقرأ رسالة شروق ومش عارف يرد عليها ومتردد، يلين ويتصل ولا يستمر في زعله، انتبه لدخول صاحبه خيري اللي لاحظ من وقت ما رجع شغله وهو مهموم وساكت فسأله: مالك يا عماد شكلك ليه مهموم وزعلان كده، والدتك بخير؟
عماد بتوهان: اه الحمدلله كويسه.
خيري: امال في ايه؟ ماتقول ياراجل مش احنا اصحاب احكيلي يمكن افيدك، ده انا خبره برضو.
عماد اخد نفس عميق وخرجة مره مره، طلع منه نار مولع استغرب خيري، لكن سكت لما عماد اتكلم وقاله على سبب ضيقه وعدم سماع ردها وكل محاولاتها انها تتواصل معاه، سمع منه كل كلامه ولما خلص قاله: انا صح ياعماد، الستات متجيش غير كده اسألني انا، لازم تشكمها من الاول عشان مدلدلش رجليها عليك وتعمل راسها براسك في كل شيء، وتقولك تسمع كلمتي، خليك حمش كده زي سي السيد، اللي لما كانت ست امينة تشوفه هالل عليها ترتجف من الخوف، الكلمه كلمته والشورى شورته، انما لو نخيت يا نحنوح انسى انك تعرف تعمل فرامل وتشد تاني.
عماد بانصات شديد قال: يعني انت شايف كده يا خيري، متصلش واستني هي تكلمني تاني، ولما تتصل اقولها انها لازم تسمع كلامي وتنفذ رغبتي من سكات، بس افرض مرضيتش؟
خيري بنشوة وسعادة انه عرف يسيطر عليه قال: ايوة طبعا متتصلش، مش انت مكنتش بترد على اتصالها، لو رنت افتح عليها وبين انك زعلان اوي، وصمم على كلامك، ولو بتحبك هتوافق ورجلها فوق رقبتها، يابني متبقاش طيب وخرع كده معاها، واتقل وانشف وخد قرار ومترجعش فيه ابدا.
عماد بحب: انا بحبها اوي ياخيري، ومقدرش استغني عنها.
خيري بضيق وغضب: اوعى يا زميلي تخلي الحب يكون نقطة ضعفك، الحب بيكسر الراجل، اياك تخليه يهزمك، انت الراجل اللي مفروض تقود كل حاجة في حياتك معاها، هي تسمع كلامك وبس، وتربي العيال زي ما انت شايف، انت فاهمني ولا هتنيل الدنيا يا زميلي ومتعرفش تسيطر.
عماد بحماس: لا عيب عليك ده انا هسيطر جدا فوق ما تتخيل.
خيري ببتسامه نصر: ايوة كده خليك سيدي السيد في زمانه، اللي النحنحه منه كانت بترعب البيت كله، ستاته وشبابه، مش تقولي بحبها ومقدرش استغنى عنها، لو حست كده هتحطك تحت خاتم في صوباعها ويارحمن يارحيم عليك.
بخ خيري سمه في ودان عماد وخرج، وبعد ما سابه فكر في كل كلمه واقتنع جدا بكل كلمه، وقرر انه يغير سياسته مع شروق وينشف شوية ويقسي قلبه عليها، عشان يكون ماسك بكل زمام الأمور في حياتهم.
عينة مش مفارقة شاشة الفون، جواه مشاعر ثايره ومتضاربه، خايف ينخ زي صاحبه ما بيقول وفي نفس الوقت خايف يزعلها وتسيطر عليه بعد كده مسك تليفونه كتير وسابه لانه مكنش عنده الشجاعة يتصل، وفجأة سمع رنتها رد بسرعه واول ماسمعت نفسه قالت شروق بزعل: اخس عليك ياعماد، هونت عليك بالشكل ده، تزعل وتغضب من غير حتى ما تسمعني ولا تعرف وجهة نظري اية؟! لا وكمان مترضاش ترد على كل اتصالاتي ورسايلي، ليه كل ده؟ حصل اية عشان يوصل زعلك بالطريقة دي؟
ده انا حتى منطقتش وكنت لسه هتكلم لاقيتك قومت ولا عبرتني بسلام، مكنش العشم ابدا يابن خالتي.
كان بيسمعها وساكت لحد ما تخلص كل كلامها، واول ماقالت في الاخر ابن خالتي، اتأكد انها زعلانه اوي، عشان مش بتقوله كده غير لو واخده على خاطرها منه، جمع حروفه ولسه هيرد بحنيه ويصالحها، رن في ودنه كل كلام خيري واتحول في لحظة وقال بحده: ايه انتي متصله تصلحي اللي حصل ولا تفتحي قذيفه عتاب ولوم، انتي اللي غلطانه من الاول، وسبتك عشان تعرفي سبب غلطتك، بس من الواضح انك معرفتيش وبدل ما تصلحي بتعكي اكتر في الكلام.
شروق بحده وانفعال اكتر منه ردت: غلط اية اللي ارتكبته من وجة نظرك يا استاذ؟ الغلط الوحيد اللي اعرفه في عدم اسلوب حوارك معايا من الاول، قولت رأيك ومفروض عليا في لحظتها اول آمين وراك من غير ما افكر، ومن غير حتى ما ادرس الرأي ده واشوفه واحكم هل مناسب معايا ولا هيتعبني، اسلوب حوارك الغلط هو اللي وصلنا لكده ياعماد، لكن انا مغلطتش.
عماد بغضب: ومادام مغلطتيش وانا اللي غلطان اتصلتي بيا ليه؟
شروق بألم من طريقته: عشان لسه باقية عليك، وبحاول اوصل لنقطة تلاقي بينا.
عماد مدعي البرود: وانا معنديش حل تاني، ولازم تسمعي كل كلامي، واي كلمه اقولها تقولي امين من غير مناقشة، ده لو بتحبيني زي ما بتقولي.
شروق بأعتراض: لا طبعا مستحيل الكلام ده يحصل، انا ليا شخصيتي، ومفيش حاجة اسمها لازم اسمع كلامك واقول آمين من غير مناقشة، ده اللي هو ازاي معلش !!
ليه معنديش رأي وشخصيه احكم بيها الامور ده النبي صلى الله عليه وسلم كان بياخد رأي الصحابه "وامرهم شورى بينهم" وربنا قاله في كتابه الحكيم؛ بسم الله الرحمن الرحيم
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
شوف ربنا بيعلمنا ازاي، ان مهما كبر حجم علمك ومعرفتك، انك تتشاور وتسمع لرأي حد غيرك، واعتقد ان مكنش في حكمة حضرة النبي، لكن ربنا حب يعلمنا الدرس، ومع ذلك كان سيدنا النبي في كتير من الامور بياخد برأي الصحابه، لان رأيهم بيكون اصوب، جاي انت بكل بساطة عايز تلغي شخصيتي ورأي، آسفه يا عماد مش هقدر اكون كده، ومش هقبل تكون عايش دور سي السيد، وانا ست أمينة.
عماد كان بيسمعها وخجلان من نفسه، لان حجتها كانت قوية، لكن كبر النفس مقدرش يبين انه مهزوم قدامها، ورد بقوة وقال: وانا كده ومش هتغير يا شروق، ومش هكون غير سي السيد في بيتي؛ واللي بيحب حد يستحمل طباعة.
شروق بآسف في نبرة صوتها على طبع حاولت تغيره كتير وفشلت، فردت بوجع منه وقالت: يا ريته كان طبع هين وسهل كنت استحملته، لكن ده اسلوب حياة هتكون مابينا، وانا مع كل آسف مش هقدر اتحمله.
لكن اللي مستغرباله انت مكنتش كده، اية اللي غيرك وحولك بالشكل ده، طول عمرنا متفاهمين ومش بنختلف على حاجة، ايه اللي جد ياعماد؟ من يوم ما اتنقلت وانت حالك اتشقلب وكنت بكدب نفسي، لكن يوصل الامر لكده صعب اني اتحمله.
عماد بضيق وبتبرير غير مقنع رد: انا كده متغيرتش، بس انتي اللي مكنتيش واخده بالك، اتقبليني زي ما انا لو عايزاني.
شروق ببرود غير اللي جواها قالت: وانت متتقبلنيش زي ما انا ليه؟
انسي حكاية سي السيد دي، وعيش زمانا، لا انت هتكون زية ولا انا هبقى امينة ولا روقة، عيش الواقع يا عماد، انا ممكن اكون في حالة واحده بس زي امينة؛ في حبها لزوجها وعيالها، لكن مش عدم شخصيتها، حاول تفهمني.
عماد بعصبية: عشان انا الراجل، ومش هتنازل عن رأي.
شروق بحده: وعشان انت الراجل تدوس عليا وتلغي وجودي !!
لا معلش ياعماد سوري يابن خالتي انت كده غلط في العنوان وجبت اخرها، واللي بينا دم وصلة رحم مش اكتر، ومن اللحظة دي انت بالنسبة ليا ابن خالتي وبس.
عماد بقلب بيرتعش من الخوف قال: يعني اية؟! بتهدي كل اللي بينا عشان مش عايزة تسمعي كلامي؟
شروق بتبرير : لا مش عشان كده، انا اسمع كلامك في الصح بعد ما نتشاور ونحل اي مشكلة مع بعض بهدوء، مش انت اللي تاخد القرار وانا انفذ عمياني، هو ده اللي مش هقبله، وخلص الكلام لحد هنا.
وقفلت معاه من غير ما تستنى منه اي رد، لان مهما يقول هيكسر جواها حاجات حلوة كانت شيلاها من ناحيته، وحبت تحتفظ بصورته القديمة في قلبها لاخر وقت، بصت على صورتهم على حطاها خلفية لتليفونها وبكت بحسرة شديدة على حب سنين حكم عليه بالفشل عشان معتقدات خاطئة في راسه محتفظ بيها ومش عايز يغيرها، مسحت الصورة زي ما قررت تمسحه من قلبها، لانها مقتنعه ان الحب وحده مش كفاية عشان يبني اسرة سعيدة، مهما كان الحب كبير فيتحول بعد الجواز لحب عشرة، وبيبقى التفاهم والمشورى بينهم في حل اي عقبات تقابلهم، وهو ده اللي محتاجاة منه التفاهم وعدم استبداد الرأي. فضلت تبكي في صمت.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وبعد طول انتظار وصلت اخيرا شادية، وملامح وشها غنية عن اي كلام، اول ما حس بيها ياسر جري عليها بلهفه وخوف وسألها: مش ممكن ياماما كل ده تأخير، قلقتيني عليكي اوي ياحبيبتي، كنتي فين طول النهار كده؟
شادية بتاخد نفسها وبتقعد على اقرب كرسي، والاجهاد باين جدا عليها، بصتله وقالت بتوتر: روحت البلد.
اندهش ياسر واتعجب جدا وسألها عن السبب وردت وهي بتحاول بتقوم عشان تهرب من اجابته وقالت: اشتقت للبيت القديم وقولت اروح اشوفة، وكان في حاجة عايزاها من اوضتي القديمة وجبتها، انا هطلع استريح واخد شور عشان تعبانة جدا.
سابته من غير ما يرد، ولما لفت لمح في اديها شنطة مليانه ورق معرفش يحدد شكلها، والهواجس والفكر ابتدى يشغل باله وعقله، دخل مكتبه وفضل يدخن سجاير يخرج فيها ضيقته.
طلعت شادية اوضتها واول ما فتحتها، خدتها مرزوقة بالحضن وقعدتها جنبها وفضلت تسأل فيها واتقررها كانت فين، لحد ما استسلمت شادية وقالتلها: خلاص هحكيلك بس ادخل اخد شور سريع عشان افوق ونحكي.
مرزوقة بحماس شديد: بس بسرعة متتأخريش عليا ياشوشو، لحسن الفضول قاتلني وانتي عارفة.
شادية وهي بتبسم ليها: عارفة وبس ده انا متأكدة، تصدقي يامرزوقة انتي اول حد يكون قريب ليا اوي بالشكل ده، وافتحله قلبي واحكي معاه، طول عمري مليش اصحاب زي باقي الناس صديقة تحكلها وقت ضيقتك وتفهمك، طول عمري لوحدي، واتحملت مسئولية ياسر كلها لوحدي وبطولي، وبعدت عن كل ذكرياتي المؤلمه وسكنت بعيد عشان ابدأ حياة جديدة ومع كل ده برضو ملاقتش صديقة قريبه مني، بس لما دخلتي حياتي حبيتك ودخلتي قلبي، وبقيتي مش بس صاحبتي؛ لا كمان بحس انك زي بنتي.
وقفت مرزوقة وقربت منها والدموع بتغرغر وبتهدد بالسقوط قالت بنبره حب كلها دفى: وانا معاكي حسيت بطيبة قلبك، ومع الوقت لاقيت فيكي الام اللي كنت بتمنى اعيش معاها، والصديقة والاخت، انا بحبك اوي اوي يامدام شادية.
قالت كلامها وفردت شادية اديها ودخلت في حضنها، ودي كانت موافقه لدموعها انها تنزل بدون توقف، شددت شادية في ضمها عشان تحسسها بالامان والحنان، قبلتها بحب مرزوقة وقالت: ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا أحلى شوشو عرفتها.
شادية بحب: ودي اول مره اسمع دلعي حلو كده من بقك العسل ده ياجوجو، ولا اخليها مرزوقة احسن، ومن هنا ورايح مفيش مدام دي تاني، اسمي شوشو وبس.
ضحكت مرزوقة بسعادة، وانتظرتها تنتهي من الشور عشان تحكي معاها.
فضلت تقلب في رواية كانت بتقرأها ومنسجمه فيها اوي، محستش انها خرجت، وقعدت جنبها وسألتها: مشغوله في اية كده؟
مرزوقة سابت الكتاب وردت: مفيش اندمجت شوية في الرواية دي، صعبت عليها البطلة اوي، عاشت طول الرواية في دور الضحية، اللي ضحت بسعادتها عشان الكل، ولما جه الوقت انها مسموح ليها تعيش زيهم؛ الكل استخسر فيها انها تعيش حياتها زيهم، زي ما يكون مش من حقها تلحق اللي باقي من عمرها وتعيش زيهم.
شادية كانت بسمعها ومستغربة ان كل اللي بتقوله منطبق عليها وسرحت في حالها وخافت يكون ياسر بنفس تفكير الناس اللي بتحكي عليهم، انتهدت بألم وقالت: الروايات دي ماهي الا قصص حقيقية من الواقع اللي بنعيشه، وانا قصتي متفرقش كتير اوي عنها، بل يمكن تكون مشابهه جدا ليها.
مرزوقة بفضول: ازاي احكيلي من غير تشويق والنبي.
ارتاحت شادية وسندت راسها على شباك السرير، وسردت قصتها مع سليم كلها، ومدى العذاب اللي عاشوا فيه، وان الفرصة جت لحد عندهم عشان تمد اديها ليهم وتعوضهم بالسعادة اللي اتحرموا منها، لكنها خايفة تكسر بقلب ياسر، ويرفض الفكره من اساسه.
فضلت تسمعها وكل ما تغوص في وصف العذاب اللي عاشوه؛ دموع مرزوقة تنزل اكتر من غير ما تقدر تتحكم فيها، واول ما انتهت بصت ليها ولسة هتتكلم وترد بكل الوجع اللي حسته، اتصدموا لما الباب انفتح وياسر واقف قدامهم ووشه احمر زي التنين بيطلع نار، بصوا الاثنين لبعض، وسكتوا منتظرين رد فعل ياسر هيكون اية؟
وإلى هنا تنتهي احداثنا عند هذا الحد لنتعرف بكره هتقول ليها اية، وهل ياسر سمع كلامهم؟ ولو سمع ياترى رد فعله هيكون اية؟
وهل خلاص حكاية شروق خلصت مع عماد، ولا هيحس بالندم ويتغير؟
وهل شروق محقة في رأيها ولا غلطانة؟
توقعاتكم واجابتكم هتسعدني جدا، واللي مش هيعرف يتوقع يتابعي مع باقي الاحداث الجاية وتعرف ايه اللي هيحصل، ومازال للاحداث بقية سترويها الأيام القادمة كل هذا في روايتي الجديدة المتواضعة
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية