Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (1) الفصل الثامن 8 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (1) الفصل الثامن 8 - بقلم مريم غريب



حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
          
                
خلال الأيام التالية كانت تجد"داليا"مع مرور كل يوم عليها صعوبة في الإستمرار بعملها ، حيث كانت تري بعينيها نظرات الموظفين الخبيثة الساخرة ، و تسمع بأذنيها همساتهم التي توحي بوجود علاقة خفية بينها و بين رئيسهم المبجل ..
كم أثار ذلك حنقها و ودت لو تواجه الجميع دفعة واحدة كي تضع حدا لتلك السخافات و لكي تنفي كل الإشاعات التي تحوم حولها من كل جانب ، سألت نفسها .. هل هذا كله من أجل ما حدث لها يوم وفاة والدتها ؟ هل فسروا مساعدته لها علي هذا النحو ؟ هل يعتقدون حقا انها طائشة و سهلة إلي تلك الدرجة ! ربما و لكن هل يعتقدون أيضا أن رب العمل سيترك الجميلات اللواتي يحومن حوله طوال الوقت من أجل تبديد وقته مع سيكيرتيرة بل مع بنت بسيطة متشبثة بأخلاقها و كرامتها ؟ .. النفوس فسدت ! 
كان هذا جوابها علي الأسئلة التي طرحتها علي نفسها ، أفاقها من شرودها صوت رنين هاتف مكتبها ، فرفعت السماعة في سرعة و أجابت:
-الو !
ليأتي صوت قوي عرفته فورا:
-عز الدين نصار بيتكلم .. تعاليلي.
ثم أغلق الخط بوجهها ، إنتفضت ثم نظرت إلي سماعة الهاتف قائلة:
-انسان معقد !!
ثم تنفست بعمق و تبعا لأوامره ذهبت إلي مكنبه ، طرقت الباب مرتين دلفت إليه بعدما أتاها صوته القوي سامحا لها بالدخول ، تقدمت صوبه بخطي جامدة حتي وقفت أمامه مباشرة ، كان يجلس وراء مكتبه منشغلا يتصفح حاسوبه في تركيز بالغ فهمهمت:
-احم.
بقي علي وضعيته للحظات ثم حول نظره إليها و تفحصها في هدوء قائلا:
-اعملي حسابك بكرة عندنا Dinner work مع ناس مهمة جدا.
قطبت حاجبيها متسائلة:
-هو انا المفروض بحضر الاجتماعات اللي زي دي حضرتك ؟؟
أومأ رأسه ساخرا و هو يحدق فيها من خلال نصف عينيه المقفلتين ثم قال:
-اكيد طبعا .. مش حضرتك السكيرتيرة العام اللي بتابعي الصغيرة قبل الكبيرةفي الشركة .. يعني تحتي علطول.
أومأت رأسها ثم قالت في تردد:
-ايوه يافندم بس ..
-بس ايه ؟؟
قاطعها بحدة فأجابت:
-اولا مش محضرة نفسي لحاجة زي كده ثانيا حضرتك بتقول عشا و انا مش هينفع اتأخر علي اختي خالص ده غير اني عمري ما اتأخرت برا البيت قبل كده.
-اولا هتاخدي انهاردة باقي اليوم و بكرة كمان اجازة عشان تقدري تجهزي نفسك براحتك ثانيا لو علي التأخير ماتقلقيش .. العربية الليهتيجي تاخدك من قدام باب بيتك هي نفسها اللي هترجعك تاني بعد ما نخلص شغلنا.
أرادت أن تحتج و لكن دون فائدة ، بينما سارع إلي القول و هو يمد يده لها ببعض الأوراق النقدية:
-خدي الفلوس دي .. يمكن تحتاجيها في حاجة.
رمقته في غضب قائلة:
- لكرم حضرتك .. بس انت عارف موقفي ناحية الامور دي كويس ده غير اني مش محتاجة فلوس معايا اللي يكفيني و زيادة.
هز كتفيه بلا إكتراث و ألقي النقود بإهمال فوق المكتب ثم تناول علبة سكائره قائلا:
-براحتك.
ثم تابع في نظرة ثاقبة بعدما سحب نفس عميق من عبق سيكارته البيضاء:
-كانك متعصبة انهاردة شوية يا داليا ؟ في حاجة و لا ايه ؟؟
أجابته في جمود:
-لأ .. مافيش حاجة حضرتك.
-بجد ! اومال ليه شايف العصبية بتنط من عيونك ؟؟
كان صوته ساخرا و كأنه يعلم سبب توترها و عصبيتها ببنما قالت:
-حضرتك بيتهيئلك انا مش عصبية و لا حاجة.
ضحك"عز الدين"بقوة لسماع نبرة صوتها الغاضبة ثم حدق فيها و قال:
-انتي بتخافي مني يا داليا ؟؟
-لأ .. لأ طبعا .. و هخاف ليه يعني ؟؟
إبتسم من جديد ثم قال ساخرا:
-مش عارف من امتي اتعلمتي الكدب و الله اعلم ايه كمان غيره .. عموما زي ما قلتلك لازم تكوني جاهزة بكرة باليل السواق بتاعي هيجيلك علي الساعة 8.
ثم تابع منبها:
-ضروري تكوني جاهزة قبل الميعاد و ماتنسيش تظبطي مظهرك علي اد ما تقدري.
و كأن موجة من الغضب سحقتها كليا فأغمضت عيناها بشدة في ألم و تساءلت في نفسها بحنق .. تري إلي متي سوف تستمر إهاناته لها ؟؟
إنتفضت"داليا"في ذعر عندما إنفتح باب المكتب فجأة لتدخل سيدة سبقها صوتها الصاخب الغاضب فيما لحقتها"إنجي"في إنفعال مسرعة و هي تحاول منعها من الدخول و لكن بلا جدوي بينما إنتصب"عز الدين"واقفا ثم إستدار في غضب حول مكتبه قائلا:
-ايه ده ؟ ايه التهريج اللي بيحصل هنا ده ؟ في ايه ؟؟
-يافندم حاولت امنعها بس زقتني و دخلت بالعافية.
قالت"إنجي"مبررة موقفها فيما نظرت إليها السيدة في عداء ثم قالت بإعتلاء:
-انتي اتجننتي و لا ايه ؟ بتقصديني انا بكلامك ده !!
عندها إلتفتت"داليا"و حدقت بوجه السيدة الغاضبة التي كانت تقف خلفها فتعرفت عليها فورا بينما صاحت متابعة:
-انتي مش عارفة انا مين ؟ انا جومانة خطاب يعني تلزمي حدودك معايا في الكلام و ماتنسيش نفسك.
أطرقت"إنجي"رأسها في أسي بينما تدخل"عز الدين"في عنف قائلا:
-جوماانة .. اظن ان انتي اللي لازم تلزمي حدودك هنا .. بصفة ايه توجهي كلام زي ده لواحدة من الموظفين بتوعي ؟؟
-هي اللي بنت مش محترمة ازاي تمنعني اني ادخلك ؟ انت لازم تمشيها.
-امشيها !!
ثم حول نظره إلي"إنجي"و قال:
-معلش يا انجي ياريت تنسي اللي حصل.
ثم تابع بحدة:
-انسة جومانة اكيد ماكنتش تقصد .. اتفضلي انتي علي مكتبك.
أومأت"إنجي"رأسها فيما تبعتها"داليا"إلا أن صوت"عز الدين"إستوقفها:
-استني يا داليا .. رايحة فين انا لسا ماخلصتش كلامي معاكي.
تنهدت"جومانة"في ضيق ثم تقدمت صوبه و أحاطت عنقه بذراعيها ثم قالت بغنج:
-انا شايفة انك لسا زعلان مني بسبب سوء التفاهم اللي حصل بينا .. بس انت هتنسي يا بيبي انا متأكدة.
-جومانة لو سمحتي !
قال ذلك في حزم و هو يبعدها عنه في قوة ثم تابع بقسوة:
-انتي ايه اللي جابك ؟ عايزة ايه ؟ الشغل اللي كان بينا خلص خلاص و كمان كل حاجة كانت بينا انتهت جاية عايزة ايه بقي ؟؟
لا شعوريا إرتجفت"داليا"فجأة جراء ما سمعته للتو ، فحتما إذا تحدث إليها"عز الدين"أو غيره بهذه اللهجة لماتت من شدة الأسي ، و لكن كان واضحا أن"جومانة"إعتادت تلك اللهجة فلم تتحرك شعرة منها بل نظرت إليه في سخرية و قالت:
-انت شكلك فعلا لسا زعلان .. بس انا بردو متاكدة انك هتنسي .. و عموما انا همشي دلوقتي لكن اكيد راجعة تاني.
و ضحكت قليلا فرمقها بنظرة باردة ، فتنهدت بحنق ثم إتجهت إلي باب المكتب في بطء ، و قبل أن تخرج رمقته مودعة فأشاح بوجهه عنها للجهة الأخري فأسرعت إلي الخارج غاضبة يتآكلها الغيظ ..
بينما زفر "عز الدين"في ضيق ثم حول نظره إلي"داليا"التي أجبرت نفسها علي إستيعاب ما حدث منذ دقائق:
-كنا بنقول ايه ؟؟
سألها فأنتفضت منتبهة ثم قالت:
-هاه .. أاا .. حضرتك .. حضرتك كنت بتقول اني لازم اكون جاهزة بكرة باليل الساعة 8 عشان السواق بتاع حضرتك هيجي ياخدني.
أومأ رأسه ثم قال:
-تمام .. و اتمني بردو ماتنسبش باقي التعليمات لازم تك ..
و قبل أن يكمل جملته قاطعته قائلة:
-ماتقلقش يافندم انا حفظت كلام حضرتك كله خلاص.
-عظيم.
هتف بقوة ثم أضاف:
-اتمني تنفذيه بقي.
-ان شاء الله.
قالت ذلك مقتضبة ثم إستدارت و غادرت المكتب و هي تشتعل حنقا ...








        
          
                
عند منتصف النهار ، إستيقظت حينما شعرت بأحدهم يمرر أنامله علي وجهها ، ففتحت عيناها في ضيق ثم حدقت بوجهه المبتسم قائلة:
-خالد !
هتفت بدهشة غاضبة ثم سألته:
-انتي ايه اللي دخلك اوضتي ؟؟
إبتسم و هو يمسح بيده علي شعرها قائلا:
-اعمل ايه طيب ؟ ما انتي لسا زعلانة مني و مش بتردي عليا لما بكلمك .. ده غير انك بتتجنابيني اوي بقالك فترة من ساعة خناقة عز الدين و عمر.
ثم تابع في لطف مبررا:
-انا ماليش ذنب يا حبيبتي .. قلتلك عز هو اللي سمعني لما كنت بكلمك اكيد يعني مش هروح اقوله حاجة زي دي.
تأففت"عبير"في ضيق ثم قالت و هي تبعد يداه عنها:
-طيب يا خالد .. خلاص مصدقاك.
-خلاص بجد يا حبيبتي ؟ يعني مش زعلانة مني ؟؟
-لأ.
قالت بضجر ثم أضافات:
-ممكن بقي تخرج برا دلوقتي ؟ مايصحش تكون معايا في اوضتي مش كده و لا ايه ؟؟
ضحك بخفة و أجابها:
-تمام .. عندك حق ياستي .. انا بس كنت هتجنن انك مابتكلمينيش و كنت مستعد اعمل اي حاجة عشان اصالحك.
-طيب طيب خلاص انا مش زعلانة .. ممكن بقي تخرج.
-ماشي يا عبير خارج و الله .. بس سؤال بعني .. انتي هترجعي تكملي نوم تاني و لا ايه ؟؟
-عندك مشكلة في كده ؟؟
سألته في تهكم فأجابها باسما:
-اه عندي .. انا جاي اقضي اليوم معاكي بقالي فترة ماشفتكيش وحشتيني .. فمش معقول يعني هتسيبيني قاعد تحت مع نفسي و تفضلي نابمة انتي هنا !!
زفرت في ضيق ثم قالت:
-طيب يا خالد خلاص انزل انت دلوقتي و انا هحصلك.
-ماشي يا عمري.
قال ذلك و قبلها علي جبينها ثم نهض و هم بترك الغرفة إلا أنه توقف فجأة عندما أطلقت"عبير"آهات متتالية حين إنتصبت نصف جالسة علي فراشها ، فإستدار و عاد إليها مسرعا:
-مالك يا حبيبتي ؟؟
قال ذلك في قلق و هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها كي يتفحصها بإمعان بينما أجابت بوهن:
-ماليش ما انا كويسة اهو .. انا بس انا بس دايخة شوية.
-دايخة ؟ من ايه يا حبيبتي ؟ انتي نمتي امبارح منغير عشا ؟؟
-لأ اتعشيت.
-اومال جتلك من ايه الدوخة دي يا عبير ؟؟
-عادي يا خالد ساعات من كتر النوم لما بقوم ببقي دايخة شوية .. عموما ماتقلقش انا هبقي كويسة بعد شوية.
أومأ رأسه و هو يداعب وجنتها قائلا:
-طيب .. هاسيبك دلوقتي عشان تفوقي علي مهلك بس ماتتأخريش لازم افطرك بنفسي عشان انتي مش عجباني خالص.
-مش عجباك ؟؟
هتفت متسائلة ثم تابعت:
-و مش عجباك ليه ان شاء الله ؟؟
-يا حبيبتي ماقصدش اللي فهمتيه .. انا قصدي انك بقيتي ضعيفة شوية خسة كده و وشك مرهق .. شكلك بتهملي في نفسك اليومين دول يا عبير.
قطبت حاجبيها مستغربة بينما قال:
-يلا انا نازل .. هستناكي تحت متتأخريش.
هزت رأسها و إصطنعت إبتسامة ثم تنفست الصعداء ما أن غادر و تركها ...








في المساء جلست"داليا"هي و شقيقتها علي مائدة الطعام البسيطة ، لم تجد شهية للطعام ، كانت لا تزال تحت تأثير الغضب الذي إجتاحها جراء كلماته الإستفزازية المهينة بينما إنتبهت"ياسمين"إلي أختها فرمقتها في قلق قائلة:
-داليا .. انتي كويسة ؟؟
-هاه .. اه .. اه يا ياسمين كويسة .. كويسة طبعا.
نظرت إليها في تشكك ثم قالت:
-اومال مش بتاكلي يعني ؟؟
-باكل اهو يا حبيبتي.
أجابتها باسمة ثم تابعت:
-انا بس مرهقة شوية من كتر الشغل.
-عموما لازم تخلصي عشاكي كله عشان تستردي نشاطك و بعدين تدخلي تنامي و بكرة الصبح هتبقي زي الفل.
ثم أضافت في شيء من الإنفعال:
-بس لازم تعرفي ان صحتك بقت في النازل من يوم بدأتي شغل في الشركة المهببة بتاعتك دي .. بيديرها بني ادم مفتري .. حيوان.
عنفتها"داليا"في حزم قائلة:
-خلاص بقي يا ياسمين .. كل مرة لازم تهزئيه كده ؟ مايصحش تعيبي في شخص اساسا و خصوصا و هو مش موجود.
-يسلام يا ست دودو ! متضايقة عشانه اوي ؟ ماشي يا حبيبتي انا اسفة و ربنا يا رب يخليه و يبارك فيه و يفضل بفتري اكتر و اكتر اتبسطي بقي اوي بالاستاذ هتلر بتاعك.
إنفجرت"داليا"ضاحكة حينما أطلقت"ياسمين"ذلك اللقب علي"عز الدين"ثم قالت:
-يخرب عقلك .. تصدقي اللقب لايق عليه جدا هههههه .. بس بردو مش عايزة اسمعك بتغلطي فيه تاني عيب.
-ماشي ياختي سكتت خالص اهو و لا تزعلي.
ضحكت"داليا"من إسلوب شقيقتها ثم شردت فجأة ، حيث أخذت تفكر بمعني تصرفات"عز الدين"اليوم معها ، تري هل هو ماكر إلي هذا الحد ؟ هل يحاول التلاعب بعواطفها للوصل إلي هدفه ؟ و هو الحصول عليها كما حاول أن يفعل من قبل ؟ رفض قلبها هذا الإحتمال البغيض لكن عقلها أبي أن ينكره ..
فلماذا أبقاها اليوم بمكتبه فيما كان يوبخ"جومانة"بغطرسة وقحة ؟ .. "جومانة"تلك السيدة التي تفوقها جمالا و أناقة و أنوثة ، لا بد أنه يسعي وراء هدف ما و عليها أن تكون حريصة ..
جعلتها هذه الأفكار أن تستعيد إتصالها بالواقع فشرعت تتناول طعامها مدركة أهمية الإعتناء بصحتها و قوتها الجسدية للمثابرة في عملها كي لا تعطيه فرصة تؤهله من الإقتراب منها بأي شكل من الأشكال إنها تحبه حقا ، أدركت ذلك مع مرور الوقت ، و لكنها تعلم أنه بلا قلب لذا تعلمت أن تحبه في صمت ..
جلست"داليا"بعد العشاء في غرفتها ، إحتاجت للإختلاء بنفسها قليلا لتفكر ، إذ ربما توضحت لها عواطفها المضطربة ، تذكرت أيام الدراسة حين كانت ترتاد الصفوف الثانوية ، كانت تستمع إلي صديقاتها يتحدثن عن مغامراتهن المختلفة مع الشباب ، و كم شعرت أنها تختلف عنهن ، فهي كانت تفضل الدراسة علي كل هذه الأشياء ، كان الحب بالنسبة إليها شعورا لا تعلم عنه شيئا ، إذ كانت منهمكة بأمور أخري لا علاقة لها بالعواطف إطلاقا .. و لكن الأن ماذا حل بها ؟؟
فقد أوقظ"عز الدين"بداخلها تلك المرأة التي حنت للشعور بأنوثتها الضائعة وسط زحمة الحياة و المسؤوليات ..
لأول مرة تشعر بتلك الخفقة المضطربة عندما تنظر إليه أو عندما تفكر فيه ، أدركت أنها أحبته رغم معرفتها بأن الوصول إليه بسلامة مستحيل غير ممكن ..
أفاقت"داليا"من شرودها حيث طردت صورته من ذهنها لفترة وجيزة ، ثم نهضت و هرعت علي خزانة ملابسها ، وقفت تفكر ماذا تنتقي من أجل ميعاد غدا ؟
ثم فجأة مدت يدها و تناولت من الخزانة ثوب مميز جدا ، كان لجدتها ، رائع الجمال ورثته أمها ليكون ملكها أخيرا ، نزعت ثيابها و أرتدته بسرعة ، ثم راحت تتأمل نفسها بالمرآة .. الثوب يلائم قامتها النحيلة و خصرها الرشيق ، كان حريريا ذا لون أحمر قاتم أضفي عليها جمالا غير عادي و قد أبرز مفاتنها .. كادت لا تصدق أن لها جسدا جذاب كهذا الذي راحت تتأمله في إعجاب و دهشة ، غير أن الثوب جعلها تشعر بأنوثة لم تألفها من قبل ... !








كانت تجلس علي مقعد بجواره ، حين شعرت ببرودة تحتل أطرافها و بدوار يغزو رأسها جاهدت بقوة كي لا يظهر التوعك علي محياها فتحاملت علي نفسها و نهضت من موضعها فسألها:
-ايه يا حبيبتي علي فين ؟؟
إستجمعت قواها دفعة واحدة و أجابته في ثبات:
-طالعة اوضتي.
-ليه يا عبير ؟؟
-نعسانة يا خالد مانمتش كويس امبارح.
زم شفتيه بإستسلام ثم قال:
-ماشي يا حبيبتي .. اطلعي نامي بس من فضلك بقي لما اكلمك ياريت تردي عليا.
-طيب يا خالد.
ثم هتفت بإسم إحدي الخادمات فأتت"فاطمة"مهرولة فأمرتها"عببر"قائلة:
-اعمليلي اي عصير و طلعهولي علي اوضتي بسرعة.
-حاضر يا ست عبير.
ثم إنسحبت في هدوء بينما إلتفتت"عببر"و ودعت"خالد"ثم أخذت تجر خطاها بجهد حتي وصلت إلي غرفتها ..
أغلقت الباب وراءها ثم إستندت عليه بظهرها ، إزدادت البرودة و إزداد الدوار فوضعت يدها علي رأسها و هي تترنح بضعف ، كانت تلك الفكرة بعيدة جدا عن ذهنها حتي فاجأها الغثيان فركضت تجاه الحمام مسرعة ... !







إستقل"خالد"سيارته و شغل محركها ثم فجأة سمع طرق خفيف علي زجاج نافذة سيارته ، فحول نظره إلي جانبه ثم فتح زجاج النافذة قائلا:
-اهلا يابن عمي.
-اهلا يابن عمي !!
هتف"عز الدين"في دهشة ثم أضاف:
-ايه اللهجة دي يا خالد ؟ من امتي ؟؟
-من ساعة ما ردتلي طلبي يا عز.
-بتتكلم في ايه يا عبيط انت ؟ انت عمرك طلبت من حاجة و عزتها عليك ؟!
-عز الدين.
قال في خبث ثم تابع:
-انت عارف انا قصدي ايه.
فهمهم"عز الدين"ثم أومأ رأسه قائلا:
-قصدك علي موضوع البيه ؟؟
ثم تابع بجمود:
-اسمع يا خالد .. اظن انك اكتر واحد عارفني في الدنيا دي كفاية .. عشان كده ماتحاولش تلعب في اعصابي .. مش عايز اخسرك .. يابن عمي .. مش عايز اقطع صلتي بيك.
فقال"خالد"بصوت حزين:
-كل ده عشان بحاول اصلح بينك و بين اخوك يا عز ؟؟
فإنفعل قائلا:
-ماتجبليش سيرته من فضلك .. انا مش طايق اسمع اسمه حتي و لاخر مرة هقولك يا خالد ماتدخلش في الموضوع ده نهائي.
أومأ"خالد"رأسه يأسا ثم قال دون أن ينظر إليه:
-ماشي يا عز الدين .. سلام.
لانت نبرة"عز الدين"فقال:
-رايح فين ؟؟
فأجاب في هدوء جامد:
-ماشي .. هروح.
-لأ انزل اقعد معايا شوية.
-معلش مش هقدر انا هنا من الصبح ابقي اجي وقت تاني.
ثم أدار عجلة القيادة و غادر بينما تنهد"عز الدبن"بثقل ثم ولج إلي منزله ، ليتفاجأ بصراخ"فاطمة"التي هبطت الدرج مسرعة ثم أقبلت عليه فصاح بها:
-ايه في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟؟
أجابت في توتر و عيناها تدمعان:
- الـ الـ .. الست .. الست عبير.
إتسعت حدقتاه فسألها:
-مالها عبير ؟؟
-بـ بخبط عليها و هي في الحمام بس مش بتفتح و شكلها تعبانة أوي.
لم يسمع"عز الدين"المزيد بل ترك كل ما كان يحمله بكلتا يديه يسقط أرضا ثم أسرع راكضا إلي غرفة شقيقته ، لم تمر ثوان إلا و كان أمام باب الحمام الملحق بغرفتها يقرع عليه و هو ينادي بإسمها بينما كانت تغسل وجهها لتمحي أثار بكائها و ما أن سمعت صوت أخيها حتي إنتفضت مذعورة ثم أجابت متعلثمة:
-أ ايوه .. ايوه يا عز ثواني .. ثواني يا حبيبي.
تحاملت علي نفسها و جاهدت كي تبدو أمامه في مظهر طبيعي ثم تقدمت صوب الباب و أدارت المقبض فيما سارع"عز الدين"و جذبه فأرتعدت لدي رؤيته أمامها:
-مالك يا عبير ؟؟
سألها في قلق فأجابت بشحوب:
-مافيش يا عز بس شكلي اخدت برد في معدتي.
ثم حولت نظرها إلي"فاطمة"التي كانت تقف خلف أخيها ثم رمقتها بعداء لأنها هي من جلبه إلي هنا بينما قال"عز الدين"بقلق ظاهر:
-طيب خلاص .. ارتاحي انتي دلوقتي و هنجيب دكتور.
فهتفت مسرعة:
-لأ .... !!




        


google-playkhamsatmostaqltradent