Ads by Google X

رواية حتى اقتل بسمة تمردك (1) الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم مريم غريب

الصفحة الرئيسية
الحجم

    

 رواية حتى اقتل بسمة تمردك (1) الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم مريم غريب



حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
          
                
إستعدت للنوم حيث أغرقت رأسها في الوسادة ، و لكنها أجفلت فجأة حين وخزها دبوس شعر رفيع في رأسها ، فتأففت بضيق و رفعت يدها المتراخية لتنتزع سائر الدبابيس من خصلات شعرها الحريرية ، ثم تصلبت عضلاتها فجأة حين أتاها صوته العميق الذي إنبعث من فوق رأسها مباشرة:
-طبعا لازم تضايقي.
فتحت عينيها دفعة واحدة ثم حدقت به في صمت ، كان قد عاد لتوه ، لم تشعر بوجوده إلا الأن ، بينما رمقها في هدوء ثم تابع:
-ماينفعش تربطي شعرك بالطريقة دي و انتي نايمة.
قال ذلك ثم إتجه نحو منضدة الزينة الرخامية و إلتقط فرشاة من فوقها ، بينما إستوت تجلس بسرعة مستقيمة الظهر ، عابسة الوجه ، فيما إقترب منها حيث جلس علي الفراش إلي جانبها ، و بحركة غير متوقعة أمسك بكتفيها و أدارها ، فأدركت ما ينوي فعله ، فقالت بخفوت معترضة:
-ماتتعبش نفسك انا اقدر اساعد نفسي.
لكنه تجاهل كلماتها كما توقعت ، و بإرتباك رجل يتعامل مع شيء غال و رقيق يتطلب عناية فائقة ، أخذت أصابعه تجوس في شعرها الحريري و تنتزع الدبابيس الرفيعة واحدا تلو الأخر .. و بعد لحظات سمعته يغمغم قائلا:
-اكيد محدش سرحلك شعرك قبل ما تنامي من سنين.
أحست فجأة بلسعات برد و خوف شديد و هي تشعر بحركاته اللطيفة الحازمة ، و تراه يتناول الفرشاة من فوق الفراش ، رضخت له بصمت حين بدأ يسرح شعرها برقة و بطء ، أبقت رأسها محنيا و هي ترغم نفسها علي الإحتفاظ بهدوء أعصابها ، لكنها شيئا فشيئا ، بدأت تستشعر أصابعه القوية و هي تتلكأ ..
و في تلك اللحظة ، بدت غرفة النوم الفسيحة أصغر من أن تتسع لحضور ذلك الرجل الذي تنبعث منه قوة هائلة ، خافت من تصرفاته اللطيفة التي غالبا ما تتحول إلي العنف في معظم الأوقات ، فهو يستطيع بلحظة أن ينزع عنه قناع اللطف الزائف بالسهولة نفسها التي تسلخ بها الأفعي جلدها !
أحست بيديه الصلبتين علي كتفيها ، تقبضان علي جلدها البض بقوة ، و عندما أحست بأنفاسه الحارة تقترب ببطء من عنقها ، تململت من قبضته قائلة:
-انا كنت نايمة .. عايزة اكمل نومي من فضلك.
سكن للحظات ، ثم جذبها صوبه بتمهل حازم ، فقلصت عضلاتها لتقاوم قوته ، و لكن دون فائدة ، فهمست بيأس:
-سيبني انام لو سمحت.
-ششش اهدي.
همس لها بصوت خفيض ، فأغمضت عينيها و تخلت عن مقاومتها ثم أعادت رأسها إلي الوسادة ، فإنحني عليها و أردف قائلا:
-كده تقدري تنامي براحة اكتر .. تصبحي علي خير.
فتحت عينيها بصدمة ، فيما رفع نفسه عنها و نهض تاركا إياها وحيدة بالفراش ، بينما لمحت إبتسامته الخبيثة تطفو علي شفتيه ، فإستشاطت غيظا ، إنه يتلاعب بأعصابها ، يتلاعب بعواطفها ، ياله من شيطان خبيث ..
تنهدت بعمق ، ثم إستوت علي الفراش مجددا ، فنظر إليها مستغربا ثم قال و هو يفك أزار قميصه بعد أن حل ربطة عنقه:
-ايه .. مش كنتي نايمة و عايزة تكملي نومك ؟!
إحتل التهكم نبرة صوته ، و لكنها تجاهلت إسلوبه الإستفزازي و قالت بهدوء:
-كنت عايزاك في حاجة.
-خير ؟؟
سألها بإصغاء مقطبا حاجبيه ، فأجابته:
-كنت عايزة انزل اشتري حاجات للبيبي.
حملق فيها لبرهة دون كلام ، ثم أومأ رأسه متفهما و قال:
-انتي مش مضطرة تروحي في حتة قوليلي بس انتي عايزة ايه و انا هتصرف.
إحتجت قائلة:
-ماينفعش طبعا .. انا لازم اجيب كل حاجة بنفسي.
-هتنزلي ازاي و انتي حامل كده ؟ ممكن الطفل يتأثر.
أغمضت عينيها بآلم و قد شعرت بوخز كلماته ، فهو أعرب عن خالص إهتمامه بطفله دونها ، إذن سلامة الطفل عنده في المقام الأول .. :
-ياسمين هتكون معايا.
قالت بصوت مبحوح ، فهز رأسه عابسا ثم سألها:
-انتي عايزة تشتري ايه بالظبط ؟؟
إزدردت ريقها ثم أجابته:
-عايزة اشتري هدوم و سرير صغير و حاجات تانية كتير.
-سرير صغير !!
هتف بدهشة ، ثم تابع:
-ليه ؟ ده البيت مافيهوش اكتر من الاوض و اكيد هيكونله اوضة خاصة.
تنهدت بعمق ثم أومأت رأسها قائلة:
-انا عارفة ان هيكونله اوضة خاصة بس مش قبل سنتين .. ماينفعش اسيبه يفارقني ابدا حتي و هو نايم الا بعد ما يتم سنتين علي الاقل.
في تلك اللحظة إبتسم"عز الدين"رغما عنه ثم قال:
-انا شايف انك بتستعملي الصيغة المذكرة و انتي بتتكلمي عن الطفل .. عرفتي منين انه ولد ؟؟
أجفلت خجلة ، ثم أجابت:
-احساسي .. احساسي بيقولي انه ولد.
قهقه"عز الدين"بخفة قائلا:
-عموما ده شيء هيسعدني جدا .. ياريت يكون ولد.
ثم تابع بجدية:
-بس بردو ماينفعش تتحركي او تنتقلي لأي مكان برا البيت و خصوصا و انتي في الشهور الاولي ..زي ما قلتلك قوليلي انتي عايزة ايه و انا هجيب كل حاجة.
تأففت بضيق ، بينما تعالي فجأة رنين هاتفهه الصاخب فتجاهله حتي إنقطع ، فيما توقف عن نزع ملابسه بعد أن إستشف إمتعاضها الدفين ، فإقترب منها و سألها:
-ايه .. مالك ؟ في حاجة مضيقاكي ؟؟
-اد ايه انت لطيف و بتهتم بمشاعري.
قالت ساخرة ، ثم تابعت بجمود:
-مافيش حاجة.
رفع"عز الدين"حاجبيه مستغربا ، و فهم من تعابير وجهها و إحمرار و جنتيها و عينيها الجارحتين أنها غاضبة ، فسألها مرة أخري بنبرة أكثر حدة:
-في ايه ؟ مالك ؟؟
حولت نظرها إليه ، ثم إندفع الكلام من فمها بحنق:
-انا ممكن اقبل تصرفاتك ايا كانت ممكن للاسف اتحمل اي حاجة عشان ابني .. لكن مش ممكن اقبل انك تلعب بمشاعري و تخلي ناس تشاركك في كده.
قال بهدوء غاضب:
-انا مابعرفش احل الالغاز من صغري .. ياريت توضحي اكتر.
عضت علي شفتها بقوة ،و سكنت لبرهة ، ثم تناولت هاتفهها من الطاولة قرب الفراش و عبثت فيه قليلا ، ثم ناولته إياه كي يتمعن صورته المثيرة مع"جومانة"و هما يتبادلان القُبل بحرارة
تجمد وجهه لبرهة ، ثم سألها:
-جبتي منين الصورة دي ؟؟
أجابته بمرارة ساخرة:
-الخط اللي اتبعتت منه كان برايفت .. بس مش محتاجة ذكاء .. اكيد اللي بعتها حد من الشخصين اللي موجودين فيها.
عند ذلك تطلع إليها و رمقها بقسوة ، ثم ألقي بهاتفهها علي الفراش قائلا بلا إكتراث:
-عادة مابحبش اشرح و لا ابرر مواقفي .. عشان كده امشي ورا احساسك.
قال ذلك ثم إستدار و مضي بعيدا عنها ، بينما أشاحت بوجهها عنه و إستلقت في هدوء ودموعها تهبط في صمت ... !








        
          
                
عادت إلي المنزل برفقته ، طوال الطريق كانت صامتة ، لم تحدثه قط إلا عندما يوجه لها سؤالا ، بينما إتبع معها إسلوبه القدبم ، حيث تصرف معها بلطف بالغ في كل شيء يخصها ، فقد أدرك"خالد"أن"عبير"تعد كنزه الثمين و روحه الساكنة بجسده ، سامحها لأنه يحبها ، و لأنها ندمت و كادت تفقد حياتها لولاه ..
أوصلها إلي غرفتها ، و ساعدها علي الإستلقاء ، ثم دثرها جيدا و دني نحوها ليطبع قبلة علي جبهتها .. عاد ينظر إليها ، ثم سألها بلطف و هو يمسح بيده علي شعرها بحنان:
-مش عايزة اي حاجة اعملهالك قبل ما تنامي ؟؟
هزت رأسها نفيا و النعاس يحتل ملامحها الهادئة الشاحبة ، فتنهد بعمق ، و طبع قبلة عميقة علي وجنتها ، ثم أرتفع بجسده و أطفأ أنوار الحجرة لكي تنعم بنوم هادئ ، ثم خرج بعد أن أغلق الباب من خلفه في هدوء ...









كان واقفا في شرفته ، يحدق في شرود بالسماء الحالكة ، بينما كان الليل هادئا ، و السماء مرصعة بالنجوم التي تلألأت علي مدي أبعاد لا نهائية ...
خرج من تأمله الحالم فجأة حين إنبعث من الأسفل صوت الحصي المطحون إلي سمعه ، فصوب نظره إلي مصدر الصوت ، كان الإشعاع الخافت المنبعث من القمر يعطيه ضؤا كافيا ليري ما يحدث ، و كم كانت دهشته عندما تبين له أنها هي من خرجت للتو من البيت مهرولة ، نظر بساعة يده بسرعة فوجدها الثانية صباحا !
تساءل في نفسه .. ماذا يحدث ؟ لماذا قد تخرج من المنزل في تلك الساعة المتأخرة ؟ .. حتما هناك خطبا ما ، و لكن لا يمكنه تركها ، لن يسمح لها بالذهاب وحدها إلي أي مكان في هذا الوقت ..
و بسرعة إندفع راكضا ليلحق بها .. عندما خرج من المنزل ، وصل إلي البوابة التي أعاد الحارس غلقها للتو فسأله عابسا:
-انت .. مين اللي خرج دلوقتي ؟؟
إنتفض الحارس علي أثر صوته ، ثم إستدار إليه و أجابه:
-دي الانسة ياسمين يا عمر بيه.
صر علي أسنانه بحنق ثم قال غاضبا:
-ازاي تخليها تخرج دلوقتي ؟؟
هز الحارس رأسه بإرتباك ثم أجابه:
-و همنعها ازاي بس حضرتك ؟؟
رمقه"عمر"بعداء سافر ثم قال من بعنف من بين أسنانه:
-طيب افتح الباب .. افتح.
-حاضر حاضر.
أطاعه الحارس بأدب ، ثم فتح البوابة الضخمة علي مصراعيها ، فإندفع"عمر"إلي الخارج مهرولا و هو يبحث عن أثر"ياسمين" .. أخذ يحدق في الظلام الفارغ من حوله حتي رأي شبح ظلها يلوح من بعيد ، فإندفع راكضا بسرعة فائقة كي يدركها ..
علي الطرف الأخر ، كانت تركض بالطريق مسرعة علي أمل أن تعثر علي سيارة أجرة بذلك المكان المهجور المنقطع و المعزول عن المدينة ، شعرت بالضيق لذلك ، فعليها أن تكون بالمشفي خلال عشرون دقيقة علي الأقل ، و بالنسبة لوضعها هذا ،لن تصل إلا قبل حلول النهار علي الأقل .. وقفت إلي جانب الطرق السريع منتظرة ، تتأمل مرور سيارة أجرة ، البرد و الظلام يلفانها ، لا تعلم ماذا عساها أن تفعل ، كيف ستصل إلي المشفي الأن ؟ هل ستترك الأطباء و هم في حاجة لها ؟ هل ستترك المريض دون إسعافه ؟ .. ضربت الأرض بقدمها ، بينما إندفعت نحوها سيارة عادية ، بها شابان في أوائل العمر ، ظلت جامدة بمكانها ، لم تعط لهما أدني إهتمام إلا أنهما توقفا بالسيارة إلي جانب الطريق و نزلا ، أقبلا نحوها ، فبسرعة مضت بعيدا عنهم ، و لكنهم مشيا وراءها حتي أدركوها ، فأمسك أحدهم بمعصمها قائلا:
-ايه يا جميل .. مين اللي سابك لوحدك في مكان مقطوع زي ده ؟؟
بينما قال الأخر:
-اكيد واحد ماعندوش نظر .. ده انتي قمر يالهوي.
تدفقت الدماء بشرايينها بغضب ، ثم صاحت بهما بعنف و هي تدفعهم عنها بجهد:
-ابعد انت و هو احسنلكوا .. شيل ايدك يا حيوان .. سيبني.
قهقه أحدهم بقوة قائلا:
-نسيبك ازاي بس ؟ طب احنا عندنا نظر ماينفعش نسيب القمر ده لوحده النجوم تاكل وشنا.
-ابعدوا عني.
هتفت بعنف ، ثم هددت قائلة:
-ابعدوا و الا ...
-و الا ايه ؟ انا عايزة اعرف ممكن تعملي ايه في حتة مقطوعة زي دي يا قطة ؟؟
و قبل أن تجيبه ، كانت هناك أيدٍ خفية أمسكت به و أطاحته بعيدا عنها هو و صديقه ، أفاقت"ياسمين"من صدمتها حين وقف"عمر"أمامها حيث خبئها خلف ظهره مواجها الشابان ، لم تصدق أنه هنا ، و كانت ممتنة حقا لوصوله المفاجئ ، بينما إندفعا نحوه الشابان و جذباه من ثيابه بعنف ، فأطلقت"ياسمين"صرخة ذعر و هي تقف بمكانها عاجزة عن فعل أي شيء ، فيما تلقي"عمر"لكمات عنيفة بوجهه و جسده ، فلم يجد سبيلا سوي الرد بالمثل مع عدم ترك مكانه ، هو لم يكن خائفا في تلك اللحظة ، بل أنه كان علي أتم الإستعداد لخسارة حياته من أجل حمايتها ، بينما فكرت"ياسمين"بذعر إحتمال وجود سلاح أبيض معهما ، مما يعني حصول"عمر"علي إصابات مؤكدة قد تصل إلي عاهات مستديمة ، أو حتي الموت !!
إنتفضت بعنف و هزت رأسها بقوة ، ثم أسرعت راكضة بإتجاه القصر كي تجلب نجدة من هناك ، بينما"عمر"متماسك لأخر نفس ، فقد وقف يقاتلهم بشجاعة دون خوف ، رغم أنهما أبرحاه ضربا قاسيا لكونهم إثنان و هو بمفرده ، لكنه تحمل بصلابة .. و لكن سرعان ما خارت قواه و إختل توازنه ، و قبل أن يسقط أرضا و تكثر السكاكين علي رقبته ، كانت"ياسمين"قد عادت و معها ثلاثة رجال من حرس القصر ، تولوا الرجال أمر الشابان ، فيما هرعت"ياسمين"علي"عمر"تتفحص جراحه السطحية سريعا ... !




        


google-playkhamsatmostaqltradent