Ads by Google X

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الحادي و العشرون و الاخير - بقلم هدى زايد

الصفحة الرئيسية

   

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الحادي و العشرون و الاخير  - بقلم هدى زايد

💓 الخاتمة💓
                                    
                                          
❤الخـــاتـــمه❤
                     ¤¤¤¤¤¤¤¤¤



 أتى النادل ودنا منه ثم همس بجانب أذنه طالبًا منه الوقوف وسط القاعه لتقطيع قالب الحلوى 
عانق أنامله بأناملها وهي تقف عن المقعد المخصص لهما. 



سحبها برفق لحضنه وهو يمسك باليد الأخرى السكين لتقطيع الحلوى، كانت الإبتسامة تملئ قلبيهما تناول" عمران" الشوكة من النادل مقربا إياها من فم جنته ثم قال بمشاكسه 
- جولي بحبك  وأنتِ تاخديها 



ردت بذات النبرة
-قل لي أنت إني حبيبتك 



سألها باسمًا
- وه كنك لسه عارفة دلوجه إنك حبيبتي 



أجابته برجاء وهي تبعد عنها الشوكة 
- عشان خاطري يا عمران 



وضع قطعه الخلوى في فمها ثم لثم خدها وهو يقول بنبرة عاشق 
-  بحبك ونفسي ربنا ياخد من عمري ويخليكِ ليا 



ردت بعتاب ولوم 
- اخس عليك يا عمران ليه كدا، دا كلام تقوله في يوم زي دا  طب أنا زعلانه منك 



كادت أن يكمل حديثه لكنه تفاجئ من صوت أحد الفرقة وهو يطلب منه أن يبتعد لتُلقي هي بباقة الورد، في تلك اللحظة تحديدًا طلب الجد " نعمان"
من "جميلة"  أن تقف وسط الفتيات وتفعل مثلهن. لكنها رفضت رفضًا باتًا.



أما "جنه" كانت تنظر إلى "عمران" الذي وقف عاقدًا ساعديه ومتبادلان ذات الإبتسامة العريضة، شاكستهم كثيرًا ثم القت  باقة الورد بكل ما أوتيت من قوة حتى سقطت أسفل قدم الجد " نعمان"  التقطها وقدمها لحفيدته التي انفجرت ضاحكة رغمًا عنها لم تكن تعلم أن جدها يملك كل هذا الحنان  تعلم أنه قاس في بعض الأمور لكن في وجودها لم تشعر تمامًا بهذه القسوة أبدًا .
تناولتها منه وهي تقبل يده بحنو وحب  

ضحك كل من شاهد الموقف وراق له،  أنتهى الحفل على خير  وجاء وقت العودة إلى عِش الزوجية  كان " عمران" يقف في ساحة الفندق الخارجيه في إنتظار سيارته التي أتت في خلال ثوانٍ .



كادت أن تستقل سيارته للعودة إلى شقتهما الجديدة  عِش الزوجية الذي قام بتحضريه قبل ذلك ولم تتدخله جنته 
استوقفته الجدة وهي تسحب "جنة" من يدها وقالت بحنو 
- يلا يابتي 



سألها "عمران" بحاجب مرفوع عن الآخر وقال 
- تاچي فين يا ستي ؟ 



تابع موضحًا 
- النهاردا كان فرحها جصدي فرحنا  وإحنا إحنا هنعودا بيتنا  دلوجه 



طالعته بجدية وهي تحتضن جنة  لتوضح له الأمر 
-  ياحبيبي ديه عادة عنيدنا إننا ناخدوا العروسة ليلة دخلتها  وتبيت عند سيدها وستها وتاني يوم تعاود بيتها وديه عشان العريس يعرف جيمتها 



رد مقاطعا
- خابر جيمتها وربنا  ملوش عازه البعد عشان نتوكد من ديه وبعدين ما كرم اتچوز ونرچس قمان اشمعنى آني اللي هتعملي في كِده 




     
اجابته ببساطة 
- عشان أنت كبيرهم  وديه بيحصُل في الكابير بس 
- مين اللي جال ديه 
- ابويا وچدي وچد چدي قمان 
- زين  يبجى الحديت ديه مش تبع الهوراية وأني  واد الهوارية  حلي عاداتك ديه مع عيلتك مش معايا ولا آني عشان غلبان مبتكلمش  



لو الجسوة هي اللي هتچيب نتيچة وياكم جولوا واني مش هتأخر ابدًا 



 
ختم حديثه وهو يشير بيده لزوجته قائلًا بحدة مصطنعة 
- وأنتِ  أي حد يجول لك تعالي تاچي دُغري كِده 



استوقفته جدته  ممسكة بمعصم يده برفق قائلة بجدية مصطنعه
- رايح فين ياولدي 



قبل خديها وقال بجدية
- رايح داري يا ستي روحي دارك أنتِ قمان سلام ياغالية 



قهقه جميع من كان يتابع هذا المشهد والإبتسامة ترتسم على وجوهم . 



 غادرت السيارة أخيرًا وعمران يلوح بيده لعائلته ثم ارسل إلى جدته قُبلات عبر الهواء لترد له قبلاته تلك بأخرى مع دعواتها بأن يتمم الله فرحتهما .



بعد مرور  ساعة من الزفاف كانت "جميلة"  خارت كل قواها في البكاء  لم تعد تتحمل أكثر من ذلك كفى كل شئ في هذه الحياة له قوة تحمل  فهي نفذت كل قواها.  
ولج جدها يعلم أن اليوم لن يمر مرور الكرام، بكائها اخترق الأبواب بل اخترق قلبه، سار تجاهه  ظهر شبح إبتسامة على ثغره ما إن وجدها تكفكف  دموعها جلس على حافة الفراش وقال بتساؤل 
-مالك ياچميلة



رفعت بصرها لتوجه جدها بمقلتيها الحمراوين إثر بكائها المرير ثم قالت بنبرة متحشرجة  
-مجادرش ياچدي  مجادرش امسك نفسي اكتر من كِده  جلبي جايد نار 
- كفى الله الشر ليه بس يابتي  ليه بتجولي كِده، وليه الدموع دي كلتها، ديه حتى النهاردا كان فرح چنة 
-وهو ديه اللي واچعني يا چدي 
-كيف يعني ؟ 
-مجادرش اشوفه معاها والله ما جصدي حاچه عفشة بس جلبي لما يشوفه مع غيري  بيبجى شبه الچمرة 



- نار جايدة في جلبي ياچدي 



ضمها لصدره مربتًا على رأسها بحنو ثم قال بصوت مختنق 
- حجك عليّ يابتي خابر وچعك ديه وخابر قمان إن مافيش حاچه هتدوايه واصل بس متزعليش مني أنتِ اللي عملتي كِده في روحك 



أني !!
ايوه أنتِ ليه الرخص ديه دا أنتِ كابيرة في عيني وعين الكل ليه تخلي العشج يرخصك كِده 
الجلب اللي يذل صاحبه يبقى ملعون ابوه، فوجي لروحك وكملي حياتك وخليكي متوكدة إن ربنا لو كان رايد لك عمران كان عمل المستحيل و خدك كيف ماعمل مع چنة 
بس 



صمتت قليلا بعد أن أدرك فادحة 
تابع بجدية
- امسحي دموعك ديه ومتخلهاش تنزل لا على عمران ولا غيره خليكي جوية كيف ما الكل عارفك متخليش حد يحس إنك ضعيفه مافيش بت من بنات السيوفي تبجى ضعيف واصل 



كفكفت دموعها وحدثته بمرارة
- الحديت مافيش أسهل منيه ياچدي لكن الفعل حاچه تانيه واصل 




        
          
                
رد بثقة 
- أنتِ بتي وبت نعمان السيوفي عمرها ما كانت ضعيفه واصل   



 على الجانب الآخر من نفس البيت كان " سليم " يمشط خصلات شعره بعناية، نظر لصورتها المنعكسة في المرآة وهو يقول بجدية
 - اعمل حسابك هنمشوا من اهنى بكرا بإذن الله 



وقفت" نرجس "  عن حافة الفراش وبين يدها معطف منامته ترددت في بادئ الأمر  أن تتحدث معه لكنها قررت أن تتحلى بالشجاعة  فقالت 
- أني عاوزة اطلب منك طلب 



رد وهو يلقي بمعطف منامته أرضًا 
- خابر هتجولي إيه سمعته وهو بيتأسف لك ويترچاكِ تجعدي اهني 
- زين يبجى هنجعدوا صُح 
- لاه 
- ليه 
- كِده 
- مافيش حاچه كِده وخلاص جول السبب 
- السبب إن چدي غلط غلط كابير فيها جطع رجاب  واللي حصُل ديه مستحيل يعدي عليّ كِده واصل 
- أني مسامحاه 
- أنتِ حرة في روحك إنما أني لاه 
- جصدك إيه 
- جصدي إني چدي لازم يعرف إن أني  مرتي خط أحمر حتى لو هي بت ألد أعدائه فهي مرتي يبجى يعمل لي خاطر ويبعد عنيها 



تنهدت بعمق وقالت بغضب عله يتراجع كما تفعله معه دائمًا 
- أني مش عچبني اللي بتعمله ديه 



رد بذات النبرة قائلًا 
- إن شاء الله ما عچبك  



تابع بحدة واضحة لأول مرة مُنذ زواجهم 
- عچبك يعني لما طردنا من البيت الفچر وكان عاوز يفضحك 



ختم حديثه قائلا
- أني چيت وياه بس عشان استغل وچود عمران وچدك وأني مرضتش اكسف وهما يعرفوا غير كِده الله في سماه ماكنت هرچع البيت ديه واصل 



ردت بصوت مختنق إثر دموعها 
- أنت كِده بتكسفني وياه واني متعودتش اجول لحد لاه  



رد بغضب قائلا
- لاه اتعودي بعد كِده 



سارت "نرجس" تجاه سريرها  حاولت أن تنعم باليوم الذي بدأ بسعادة وتوسطه فرحة أخيها بزوجته وختامه دموع وكسرة قلبها . 
بدأت شهقاتها  في التعالي،  حاوط  ذراعها بكفه وقال بجانب أذنها بحنانٍ بالغ 
- متزعليش بس كِده هيفهم إني بتراضى بالسهل وممكن يعمل اللي عمله ديه كاتير  



نامت على جنبها الأيسر وقالت من بين شهقاتها 
- لاه بعد ما عمران ما اتچوز چنة مهيعملش حاچه تاني واصل  وبعدين هو غلط واعترف بديه خلاص 
- متخليش چدي يضغط عليّ من ناحيتك. يا نرچس خلينا نعيش بعيد عنيه  كِده مرتاحين أكتر بكاتير  لو بتحبيني  وافجي  ديه أول طلب اطلبه منيكِ 



بلعت لعبها  الممزوجة بالدموع وقالت  
- خلاص نيچي مرتين كل سبوع وكِده اكون نفذت لك كلمتك ومزعلتوش 
- مرتين كاتير خليها مرة 



ردت بتوسل قائلة
- عشان خاطري ياسليم اسمع كلامي المرة دي 



سألها بسخرية قائلا
- المرة دي بس ديه أني مبعملش حاچه في حياتي غير إني ماشي واركِ كيف خيالك واجول حاضر ونعم وبس 




        
          
                
أجابته بغطرسة 
- ديه سيطرة الهوارية ياحبيبي 



رد بتساؤل 
- بجى ديه سيطرة الهوارية مش كِده 



احتضنت وجهه بين كفيها لتطبع قبلتها العميق على خده ثم قالت بحنو 
- ديه عشان خاطرك يا واد السيوفي 



في شقة "عمران وجنة"  كانت تتراقص معه على أنغام الموسيقى الهادئة،  تتوسد صدره وعلى وجهها إبتسامة خفيفة وهي مغمضة العينين ،  سألها بصوته الهادئ قائلا
- هتفضلي ترجصي كِده طول الليل  



رفعت وجهها لتجيبه بسعادة 
- عاوزة اعيش كل لحظة كنت نفسي اعيش معاك فيها مش عاوزة اعدي يوم بعدنا في عن بعض من غير ما اعوضه 



احتضنته وهي تمسد على ظهره بحنان لتتابع قائلة
- أنت كنت زي النجمة اللي في السما الكل بيحلم بيها بس صعب يوصلوا ليها 



اخرجها من حضنه وقال باسمًا 
- وه كل ديه عشاني أني ؟! 



ردت بحنانٍ 
- وأكتر ياعمران أنت كل حاجه حلوة حصلت لي أنت اللي بسببه نسيت الهم اللي كنت فيه



طبع قبله  على كتفها ثم شاكسها في محاولة منه لتقليدها  بحديثه قائلا 
-  أني هكون حسرتك في الدنيا يا عمران أني اللي الحلم اللي عمره ما هيتحجج ياعمران 



خرج من حضنها وقال 
- ادي أنتِ كلك في حضن عمران يا روح عمران 



ردت بغيظ 
- أنت بتغظني يا عمران 



أومأ برأسه علامة الإيجاب وقال 
- ايوه عشان خدت عهد على روحي إنك تكوني في حضني  ونفذت عهدي  الحمدلله 



دفعته في صدره دفعات متتالية وهي تقول بغيظٍ شديدة 
- رخم وبارد ومش بكلمك  ها 



رد ضاحكًا وهو يحاول احتضنها ليسيطر على دفعاتها له 
- كفاية إني  اتچوزتك بردو واعملي اللي يعچبك بس أني مشيت كلمتي  



 حاولت التملص من بيد يده لم تنجح  في ذلك  بل فجأها بحملها متجهًا بها إلى غرفتهما  .!



بعد مرور عشرة أيام كاملة 



كانت " بدور"  تجلس  جوار " جنة " في منزلها فجأتها بمجيئها أخبرتها عن حملها،  كانت سعادة "جنة" لاتوصف ما إن سمعت ذاك الخبر العظيم 
التفوا جميعًا حول المائدة يتناولون وجبة الغداء 
وهم يتبادلون أطراف الحديث. 
رد "حذيفه" وهو يلوك لقيماته بهدوء قائلًا 
- طب ياعمران أنا عاوز اخلص الموضوع دا 



تبادل "عمران وجنة" النظر لبعضهم البعض،  فسأله بجدية قائلا
- تخلصه كيف يا حذيفه ؟ 



رد "حذيفه"  شارحًا 
- يعني اشوف الحج نعمان واقل  له إن أنا ابقى 



قاطعه "عمران"  بجدية قائلا
-لاه لاه اللي بتجول على ديه مش صُح واصل  أنت كِده هتولع الدنيا أكتر 
- أنا مش حابب اسبب لكم أزمة بسبب عمي 
- مافيش أزمة بس اللي بتقول عليه دا معناه إنك تتقتل مكانه 




        
          
                
ردت "بدور " بفزع بعد أن سقط الكوب من يدها 
- لأ بعد الشر  حذيفه بلاش عشان خاطري 



ربت "حذيفه" على يدها وقال بحنو 
- اهدي يا حبيبتي الموضوع سهل وبسيط أنا هقدم الكفن مش دا الحل البديل عندكم يا دكتور 



رد " عمران "  بعقلانية 
- يا واد الحلال ليه تجدمه لما الموضوع انتهى خلاص وإحنا اتچوزنا والحمد لله  وبعدين چدها هيعرف منين إنك واد عمها ولا هي من الاساس تبجى بته  شيل الموضوع من راسك ومتفتحش على روحك نار ملهاش آخر 



سأله بنبرة حائرة
- أنت شايف كدا 



اجابه بجدية 
- طبعًا 



انتهوا من تناول وجبة الغداء،  ولجت " جنة "  لتعد القهوة بدلًا من "بدور"  التي انتابتها نوبة بكاء مرير بسبب حديث صديقتها،  ولج " عمران "  وهو يكور قبضته وهو يحاول إخفاتها، كز على أسنانه وقال بغيظ
- أنتِ إيه مافيش عجل عنيدكِ  ناس أول مرة تيچي عنيدينا تجولي كِده 
- مكنتش اقصد وقلت اعرفهم اللي حصل مش اكتر فكرتهم هيفرحوا 



ضرب جبهتها بخفة وقال 
- الدماغ ديه متفكرش تاني ديه تستقبل اللي بيحصُل وبس فهمتي 



ردت بغيظ 
- فهمت 



مر اليوم على خير رغم التوتر الذي ساد جلستهما  لكنه مر أخيرًا. 



وفي عصر اليوم التالي 



كان الجد " نعمان "   يجلس على رأس المائدة،  وحوله أحفاده عدا "جميلة"  التي قررت أن تعود لحياتها كسابق عهدها،  كان الجد يبحث زوج صالح لها  حتى وجد ابن أحد أصدقائه، تقدم له بشكل رسمي فرفضته، طلب من أحفاده أن يحاولون إقناعها وقبولها حتى لرؤيته، نظر لجنه وقال 
-  معلش يا چنة حاولي تتحدتي مع چميلة  العريس زين جوي وخسارة يروح منيها 
- ياجدي يا حبيبي هي لو عاوزة تتجوز هتتجوز بس هي مش عاوزة وبعدين سيبها براحتها 



رد "سليم "  وقال مؤيدًا
- أني وياها في الحديت ديه ياچدي خليها على راحتها 



هدر بصوته غاضبًا
- لاه راحتها لاه  اني عاوز اطمن عليها جبل ما اموت اديك شايف ابوها رمح ورا بت كدها واتچوزها ومحدش عارف مقانه فين وأنت مع مشغول مع مرتك وأنتِ ومع چوزك والبيت فضي علينا وأني مش هعيش العمر كله ليها  



ياجدو يا حبيبي صل على النبي بس كدا واهدأ  جميلة مش صغيرة وبعدين هو إنت عاوز تجوزها وخلاص ولا عاوز واحد بحفظها ويصونها سيبها على راحتها ولما يجي لها نصيبها هي بنفسها اللي هتقول موافقة 



وافرض مچاش الواحد ديه هنعمله إيه ؟ 



ساعتها بجى أني ياچدي هجعد وياها بنفسي اتحددت وياها واعرفها غلطتها بس بلاش أنت كل شوية تجولها اللي في سنك اتچوزك والحديت الماصخ ديه، سيبها لسه ربنا مش رايد 



تنهد الجد وقال  باستسلام 
- أمري لله هاسكت المرة دي 



في مساء ذات اليوم 




        
          
                
كانت "جنه"  تضع بين راحتي " عمران "  قدحًا من القهوة وهي تختم حديثها لما حدث في يومها بدون 
-  بس ياسيدي وكلمت بدور وقلت لها لو لسه خورشيد بيدور على عروسه  نجوزوا جميلة  



روحي يا شيخة إلهي يعمر بيتك  كيف ما أنتِ رايدة تچيبي البنزين چار النار 



ردت " جنه"  بغيظٍ قائلة
- جرا إيه يا عمران هو كل افكر تحبطني كدا ؟ أنا قلت اوفق  راسين في الحلال 
- لاه ماهو أنتِ هتوفجي فعلا راسين بس مش في الحلال  لاه في الجبر 
- ليه بقى إن شاء الله ؟ 
- ياحبيبتي هو خورشيد ديه لما يتجدم وچدك يسأل عنيه ويعرف هو مين هيعمل إيه 



ردت ببلاهة 
- هيعرف إيه يعني هيعرف إنه ابن بدور صاحبتي إيه الاسئلة دي يا عمران !! 



رد بغيظ وهو يربت على فخذه بخفه قائلا 
- دلوجه بس عرفت يعني إيه إبتلاء 
- قصدك إيه بقى إن شاء الله 
- أني هجوم انعس عشان لو جعدت وياكِ أكتر من كِده  هتشل 



سارت خلفه وهي تتسأل بجدية 
- يعني إيه بقى كلامك دا قصدك إني غبيه ولا أنا بيتهألي ؟ 
-لاه ياستي العفو، بس چواز خورشد وچميلة ديه غلط من كل الچهات أولًا هي أكبر منيه بسنتين ثانيًا لا شافها ولا شافته ثالثًا وديه الأهم بينهم دم كيف چوازة ديه تمشي عادي كِده ؟! 



ردت بإبتسامة وهي تربت على كتفه بثقة وغرور 
- أولًا ياحبيبي السن مش كبير وبتحصل عادي جدًا، ثانيًا نقدر نوفر لهم مقابلة ودي سهلة جدًا، ثالثًا ودي الأهم  إنك قلت لي قبل كدا إن في العيلة عن جدي لما بيحصل حاجه زي كدا عشان يصمنوا إن محدش يغدر بالتاني لا بيعملوا شغل مع بعض أو يتجوزا من بعض 



ابتسم لها ساخرًا وراح يقول 
-  الذكاء في أبهى صوره اقسم بالله 



اعادت خصلات شعرها للخلف وقالت بغرور 
-l know



تابعت بجدية 
- بس متنكرش إن الفكرة حلوة 
-لو عاوزة الحج يبقى بلاش أنتِ تحديدًا تتدخلي في الموضوع ديه عشان مش حلوة في حجك 



ردت بتفهم 
- حاضر 



بعد مرور شهرين 



كانت "جنة"  تقف في المرحاض تنتظر نتيجة الإختبار المنزلي الذي خضعت له للمرة الثانيه على التوالي خفقات قلبها تتزايد، ستظهر بين الفنية والأخرى تتنفس بعمق،  تطرق بأناملها على سطح حوض الماء بتوتر شديد . 
رفعت الإختبار نصب عيناه لتتأكد من النتيجة وجدتها شرطة واحدة ثم نظر للنشرة الداخلية لتجد أن النتيجة هكذا سلبية ولا يوجد حمل تحطمت أحلامها كم تمنت أن تحمل في أحشائها صورة مصغرة منه، تركت الإختبار وخرجت 
لتظهر الشرطة الأخرى غير واضحة، لو انتظرت لاكتملت فرحتها لكنها تعجلت وخرجت .
جلست جواره في الفراش علم ما كانت تفعله كم علم أنها لم تحقق حلمها هذا الشهر أيضًا .
نكست رأسها ضمها لصدره ليخفف عنها حزنها،  هبطت دموعها بغزارة، بينما هو ربت على قلبها بكلماته وهو يقول 
- لسه ربنا مش رايد  زعلانه ليه العمر لساته جدامنا يا عبيطة




        
          
                
ردت من بين دموعها قائلة
- لأ ربنا مش هيرزقني  أنا حاسة 



قاطعها بعتاب ولوم 
- ليه كٍده بس استغفري ربك ورددي كل ما تصلي 



‏رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ  



سألته بتوجس 
- طب هو هو أنا لو مخلتفش ممكن تتجوز عليا ؟! 



أجابها مازحًا 
- أني هتچوز عليكِ من دلوجه 



ضربته بقضبتها في صدره وقالت بغيظٍ
- دا أنا هقتلك والله 



تناول كفها ثم طبع قبله عليه وبدأ في سرد حكايته  التي سردتها جدته  منذ طفولته  عد على اصابعها قائلا بهدوء 
- في مرة واحد اسمه ايوب  اتچوز نرچس وبعد سنة من الصبر چابوا فضل لأنه فضل من الله، وفضل اتچوز وفي يوم كان چدي جاعد بيقرأ قرآن  وتحديدًا صورة آل عمران واهني جال سموه عمران  بعدها چاب ولد قمان چدي جال كِده كرم كبير من ربنا سموه كرم  وچت المرة التالتة بت جال مافيش اسم يليق غير نرچس سموها نرچس 



ابتسمت له وقالت بفضول 
- وأنت هتسمي إيه ؟ 



رد بذات الإبتسامة وقام بالعد على اصابع اليد من جديد 
- ايوب چاب فضل وفضل چاب عمران وعمران بإذن الله هيچيب  اسحاق  



احتوائها وقت حزنها كان أفضل حلا لحالتها تلك 
لم تتحلى بالصبر مثله، ربما هو يتظاهر وربما كذالك فعلا .
الأيام تمر وظنونها تتأكد قررت أن تخضع لإختبار آخر ولكن هذه المرة عن طريق الدم، لم تخبره حتى لا يمنعها أو يحطم حلمها الذي تشبثت به 
كانت تجلس أمام  "چميلة"  والتوتر يسيطر عليها 
رفعت عيناها أخيرًا لتتحدث بإبتسامتها المعهودة 
- مبروك يا چنة هتبجي أم بإذن الله 



اتسعت حدقتاها فرحًا سألتها بعدم استيعاب 
- بجد والله يا جميلة أنا هبقى أم اتأكدي بالله عليكِ 



ردت ضاحكة 
- والله حامل في ست أسابيع اهو يعني شهر ونص تقريبا 



وقفت " جنة"  عن مقعدها وقالت بسعادة 
- أنا مش عارفة أقول لك بجد. عن أذنك أنا لازم اعرف عمران سلام 



مشاعرها متضاربة  بين السعادة والخوف والقلق. 
دموعها تهبط بغزارة لاتعرف خزنا لأنه لم يتسمع بنفسه هذا الخبر العظيم أم لأنها نالت كرم الله أخيرًا، وصلت شقتها أخيرًا  وجدته جالسًا أمام التلفاز  جلست جواره بعد أن طبعت قبلة عميقه على خده وقالت 
- أنا عندي ليك خبر بمليون جنية 



رد بحماس 
- مليون چنية مرة واحدة  حولي ياستي خلي تعب اليوم يروح 



تناولت يده وبدأت في العد كما كان يفعل معاها ولكنها اختصرتها هذه المرة 
- عمران هيجيب اسحاق 



لحظات، ثوانٍ، ودقائق معدودة  مرت عليه ليستوعب ماقالته تلك الأخيرة،  حركت رأسها علامة الإيجاب وقالت بسعادة غامرة 
- ايوا حامل  وفي شهر ونص 




        
          
                
تابعت موضحة 
- لو كنت صبرت لما عملت الاختبار كنت عرفت بس  ربنا  كأنه بيقولي إن الصبر والدعاء أهم حاجه في حياة الإنسان 



ختمت حديثها بدموع منهمرة على وجنتها 
- النهاردا من وقت ماصحيت وأنا في آية واحدة متعلقة في دماغي وهي 



‏﴿ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ 

ضمها لحضنه وقال وهو يمسد على ظهرها بحنو 
- ربنا يجومك بالسلامة ويخليكِ لينا يا چنتي 
- ويخليك ليا ياحبيبي 



اخرجها من حضنه وقال بتحذير 
- اوعاكِ تبطلي صلاة عشان ربنا حجج لك حلمك أوعي تفتكري إن كِده خلاص مش محتاچينه بالعكس إحنا في كل لحظة  محتاچنيه أكتر من اللي جبلها 
- حاضر يا حبيبي متخافش هحافظ عليها بإذن الله 



كانت وصاياه لها لم تنتهي،  احتوائه، حنانه، حبه، وغضبه منها وقت الحاجه لذلك ولن تنتهي ماحيا،
بعد مرور سبعه أشهر كاملة 
كانت "جنة"  جالسة في غرفة تستعد لدخولها إلى حجرة العمليات، لم تمنع دموعها من الهبوط،توترشديد يسيطر عليها، لكنها تحاول إخفائه الجميع حولها وزوجها في الخارج يرتب مع "جميلة"  بعض الإجراءت انتهى أخيرًا، وذهب كلاهما هي لتتعقم قبل البدء وهو لجنته 
طرق باب الحجرة ثم اتجه نحوها جلس جوارها 
ضاممًا إياها لحضنه متسائلا بدهشة
- بس مالك فيكِ إيه ؟ 



لم تستطع أن ترد عليه لتتولى أخته هذه المهمة قائلة بمرح 
- بتتچلع عليك ياعم  



رد بإبتسامته العهودة 
- تتچلع هو أني عندي كام چنة  



تابع بجدية مصطنعه 
- وبعدين مالك أنتِ ياردة جال يعني معملتيش كِده لما چيبتي لنا كائن الرخامة ديه 
- كِده دلوجه شعيب بجى رخم الله يرحم هاتي يا نرچس اتوحشته يا نرچس معلاش خلاص خلصت حاچتي من عودي چارتي 



كاد أن يكنل حديثه لكن دخلت الممرضة لتقطع هذه المشاكسة قائلة
- اتفضلي يا مدام چنة 



انتفضت " جنة" ما إن انهت الأخيرة حديثها بإسمها  أومأت بالنفي وهي تنظر لزوجها، ربت على خدها الأيسر ثم نظر للممرضة وقال بهدوء
- احنا چاين حالًا 



غادر " عمران  وجنة "  الغرفة بهدوء وخلفهم دعوات الجميع بأن يمر اليوم على خير ويأتِ ابنهم بسلام  توقفت "جنة"  أمام المصعد بعد خروجها منه وقالت 
- لأ ياعمران خايفه أنا خايفة قوي 
- ليه بس ياحبيبتي  متخافيش ربنا معانا 
- طب لو مُت ابقى 



قاطعها قائلا بحنو 
- هتعيشي وهتربي وهيبجى احسن مني قمان 



هدأ من روعها ثم حملها ليقتادها إلى نهاية الردهة الصغيرة  كانت تتوسله بأن ينزلها لكنه أبى وتابع سيره حتى باب غرفة العمليات، توقف وقال وهو يقبل يدها 
- هفضل اهنى مش هتحرك، چميلة رفضت إني ادخل وجالت ممنوع، اطمني وجولي القران اللي حافظاه  ربنا معانا بإذن الله 



ضمته للمرة الأخيرة قبل أن تلج غرفة العمليات 
همست بجانب أذنه وقالت بنبرة عاشقة 
- بحبك 



ليرد بذات النبرة 
- وأني بموت فيكِ ياحبة الجلب من چوا 



"داخل غرفة العمليات"



تمددت "جنة"  على السرير، في انتظار طبيب التخدير الذي أتاها على الفور،  وما إن تم تخديرها 
بدأت جميلة مهمتها،  وبعد مرور أكثر من ساعة 

خرجت الممرضة وبين يدها الصبي، وضعته في حضن والده وقالت بإبتسامة واسعة 
- مبروك والد كيف الجمر، يتربى في عزك 



سألها بلهفة 
- المهم أمه عامله إيه دلوجه ؟ 



طمأنته قائلة
- متخافش ساعتين وهتتنقل أوضة عادية زينه 



زفر بإرتياح وقال 
- الحمد لله 



غادرت الممرضه المكان، ليبقى " عمران " وصغيره 
رفعه ليملئ عينيه منه  وهو يقول بسعادة غامرة
- اسحاق عمران الهواري، نورت يا واد الهوارية 



ولد "اسحاق"  من رحم من يعشقها وتعشقه  على يد من لم تتذوق  عشقه يومًا،   وبين عشقه وعشقها نيران تأجج قلوبهم،  فالعشق نيران لن.       تخمد....!     



                   تـــمــــــت بفضل الله ❤




        



google-playkhamsatmostaqltradent