رواية لتحيا نيران العشق الفصل التاسع 9 - بقلم هدى زايد
الفصل ال9
الفصل التاسع
~صداقة وحب ~
***********
قالها" عمران" مقاطعًا لحديث " خورشيد "
الذي تنحنح بحرج ما أن ختم ذاك الأخير حديثه بكلمة (جوزها) جلس وهو يشبر بيده قائلا
- واقفين ليه اتفضلوا بدور نزلة حالًا
حتى الآن لايستوعب عقل"جنه" تلك الإشارات التي لاتترجم حتى الآن، وقبل أن تتحدث فجأها " خورشيد " بحديثه عنها قائلا
- بدور اتكلمت عنك كتير من شفتها لحد دلوقتي وهي متكلمتش عن حاجه اكتر ما اتكلمت عنك حقيقي حبيت صداقتكم جدًا ربنا يديم المحبه بنكم
صك " عمران" على أسنانه وهو يتمتم بخفوت
-يارب
تابع بصوت مرتفع
- هي هتتأخر كتير ؟
رد " خورشيد" نافيا
-لا هي زمانها على وصول
دقائق معدودة وولج " حذيفه وبدور" التي ما إن رأت " جنة " هرولت نحوها متحضنة إياها بقوة شديدة وكأن كلًا منهما تستمد قوتها من الأخرى، طال العناق واتمزج بالبكاء على حالهن خرجت " بدور" من حضنها وتسألت بحنو وحب وهي تتابع حالة صديقتها
- عامله إيه يا قلبي خسيتي ليه كدا وليه تحت عينك اسود كدا مش بتنامي كويس ؟
ردت نافية وهي تعود لحضنها مرة أخرى
- كنت بفكر فيكي عقلي وقلبي معاكي مستغربة ليه بعدتي عني كدا في أكتر وقت محتاجة لك في
ابتسم " حذيفه " وهو يقول بعتذار
- متأسف لحضرتك نسيت ارحب بيك وانشغلت باللقاء الجميلة دا
رد " عمران " بذات الإبتسامة وقال
- لاه عادي ولا يهمك
انتبهت " بدور " لصوته فنظرت له وقالت وهي تصافحه
- أنا آسفة يا دكتور عمران جنه نستني اسلم على حضرتك
اتسعت ابتسامته الودودة وقال بمرح
- ولايهمك المهم انكم اتجابلتوا على خير
تابعت حديثها وهي تشير بيدها تجاه "حذيفه وخورشيد " وقالت
- المقدم خورشيد ابني عمي والبشمهندس حذيفه اخو الكبير وابني عمي بردو
ثم ختمت حديثها قائلة
- الدكتور عمران الهواري ابن خال جنة وجوزها
وأخيرًا تم التعارف على بعضهما البعض، غادرت "جنه و بدور" إلى الحديقه ليتحدثا في بعض الأمور المتعلقه بهما، بدأ" عمران"
يتبادل اطراف الحديث بينه وبين الشقيقان
في عدة مواضيع مختلفه .
أما في حديقه الفيلا
كانت " جنه" تسرد لها حياتها منذ أن وطئت قدمها في الصعيد وحتى اللحظه التي عادت فيها إلى القاهرة .
حتى عرض "عمران" لها تحدثت عنه
سألتها " بدور " بنبرة متعجبه
- وأنتي ليه رفضتي عرضه وأنتي بتقولي عليه كويس
أجابتها بنبرة حائرة
- هتصدقيني لو قلت لك مش عارفه ليه عملت كدا يمكن اكون اتسرعت صح
- يمكن ! دا أكيد يا استاذة بقى راجل زي البلسم معاكي ومرمطاه هنا وهناك وفي الآخر تقولي له لأ مش عاوزة اكمل معاك
- خايفه يكون في بينه وبين بنت عمي حاجه
- في ازاي يا متخلفه وهو بنفسه قالك إن مافيش أي حاجه من ناحيته
- طب وجميله
- انتي مالك ومال جميله المهم عندك عمران هو قال عاوزك تبقي مراتي ليه ترفسي النعمه برجلك ياعبيطة
- معرفش بقى يا بدور حسيت إن لو وافقت هكون سارقته منها وأنا مش عاوزة ابقى حرميه
ضربت بكفها على الآخر مرددة بتعجب
-لا إله إلا الله هو يابنتي قال أنا عاوزك أنتي تبقي مراتي وطلباتك أوامر وأنا مش مرتبط بحد ليه إيه أنتي يا فقرية ترفضي
ردت بإحباط قائلة
-اديكي قلتيها فقرية اعمل إيه بقى
- هو أنتي ماينفعش ترجعي في رأيك ؟
- عاوزاني اعمل إيه يعني اروح اقول له أنا موافقة اتجوزك لأ طبعا مستحيل اعمل كدا
- طب يااختي خليكي فقرية زي ما أنتي
قاطعتها بتذكر قائلة
- سيبك مني انا وقولي لي إيه النعمة اللي ظهرت عليكي فجأة دي وإيه العيلة اللي تشرف دي كانت مستخبيه فين وعمي اتوفى ازاي احكي لي
بلعت غصتها بمرارة وبدأت في سرد القصه قائلة
- زمان يجي اكتر من عشرين سنه ماما تعبت قوي في التوقيت دا أنتي اتولدتي وأنا كنت تعبانه قووي وماما كمان وبابا مكنش معاه تمن العلاج
عقدت ما بين حاجبيها متسائلة بعدم فهم
-هو عمي خورشيد كان يعرفنا وقتها مش طلعنا جيران في المكان اللي اتربينا فيه سوا !
أومأت برأسها علامة النفي وقالت
- لا كانوا اصدقاء وشركاه في محل صغير كدا
بابا كان محتاج لفلوس العلاج وابوكي عاوز يروح يدفع مصاريف الولادة اللي مكنش مترتب لها اساسا لأنك اتولدتي قبل معادك بشهر تقريبا وهنا كانت المشكلة مافيش واحد راضي يتنازل عن حق التاني وينقذه قرر بابا إنه ياخد الفلوس كلها بالذوق او بالعافية
ابتسمت"جنه" ساخرة وقالت
- وخدها ازاي بقى بالعافيه !؟
أومأت " بدور" علامة الإيجاب وقالت بحزن
- بالظبط كدا قتله واخد الفلوس وانقذني أنا وماما على حسابك أنتي ومامتك
قاطعتها ضاحكة
- أكيد محصلش دا أنتي بتهزري هو خورشيد يعرف يدبح فرخة لما يقتل بني آدم عادي كدا ؟
تنهدت بعمق وهي تنظر لحال صديقتها التي لم تستوعب ما يحدث الآن أمامهاوقالت
- للأسف يا جنه دي الحقيقه ومهما خبيت عنك كان لازم تعرفيها دلوقتي او بعدين مش هتفرق كتير بس بالنسبه لي كنت محتاجه اريح ضميري
وقفت " جنه " مقعدها الذي سقط إثر وقفها الغاضب وقالت بصراخ
- أنتي تخرسي خالص أنتي اللي زيك مايتكلمش عن الضمير بقى تبقي صاحبتي العمر دا كله وابوكي قاتل ابويا وامي
ردت " بدور " بمرارة
- والله العظيم ماعرفت غير لما عمي بعت لنا عشان يصالحنا والله ماعرفت حاجه غير من كام ومسكتش بهدلت الدنيا وطلبت منه يسلم نفسه بس للأسف مات وأنا زعلانه منه ومسلمش نفسه
قاطعتها بمرارة
- هو دا كل اللي همك إنه مات وانتي زعلانه منه ! وأنا مفكرتيش فيا أنا اللي اتحرمت من ابويا وأمي بسبب ابوكي وطمعه
هرول " حذيفه " تجاه " بدور " بعد أن وصل إلى مسامعه صوت صرخاتهن بعد المواجهة
حاول أن يشرح لها ماحدث فقاطعته قائلا
- متبررش لعمك ولا لبنت عمك ذنب عمري ما هاغفره ابدا
في إيه يا چنه حصُل إيه
قالها " عمران" وهو يقترب من زوجته التي بدأت في الانهيار نفسيًا وعصبيًا، هرولت نحوه وقالت برجاء
- يلا يا عمران تعال نخرج منها انا مش طايقة افضل في المكان دا لحظة واحدة
- فهميني حصُل إيه ؟
ردت بصراخ قائلة
- خلاص أنا همشي لوحدي مش عاوزك ومش عاوزة حد
غادرت المنزل كما غادر " عمران " أيضا خلفها استوقفه " حذيفه " قائلا بصوت هادئ ونبرة تملؤها الحزن
- دكتور عمران هكلمك في التليفون
- تمام وأني منتظرك
استقلت السيارة ودموعها تنسدل على وجنتها
تركته يقودها حيث يشاء لايهم لن اسوء من هذا المنزل الذي ما أن وطئت قدماها فيه علمت ما لاتريد أن تعلمه .
صف سيارته أمام أحد الفنادق، ترجل من السيارة وولج الفندق بدأ في ملئ الإسثمارة وعيناه تسترقان النظر كلما سنحت له الفرصة
وضع القلم وسار خلف أحد العاملين الذي يقوده إلى الغرفة الخاصه بهما، قام بفتح الباب ثم ولجوا وتركهما وغادر بعد أن وضع له
" عمران " بعض النقود .
اوصد الباب بهدوء ثم استدار لها بجسده كله وجدها تحتضن وجهها بين كفيها، جلس جوارها وقال بصوته الهادئ
- مالك بس فيه إيه ؟ حد زعلك طب هي جالت لك حاچه زعلتلك ؟
رفعت وجهها وقالت بصوت متحشرج وعينان مصبغة بالإحمرار
- هي وجعتني قتلتني زي ما ابويا اتقتل
ربت على ظهرها وهو يكفكف دموعها وراح يقول بهدوء
- اهدي بس كِده وصلي على النبي ديه مصارين البطن بتتعارك اهدي واللي اتكسر يتصلح
ارتمت في حضنه وقالت بمرارة وهي تمئ برأسها لتخبره
- اللي اتكسر عمره ما هيتصلح ابويا وابوها كانوا صاحب وابوها اللي كنت بعتبره ابويا طلع هو اللي القاتل اللي حرمني من ابويا مش بس ابويا لأ امي كمان آآآآه ياعمران نار في قلبي نار قايدة مش عارفه تهدأ آآآآه
لن ينكر حينها أن الصدمة لجمت لسانه وعجز عن التبرير والأعذار كما يفعل دائما، كل ما استطاع فعله هو تهدئتها حتى غلبها النعاس وهي تتوسد صدره الذي تبلل من دموعها على ما حدث لوالديها، كان يستند بظهره، على ظهرالفراش، مد يده وقام بفك حجابها الوردي
المطرز بفصوص من اللؤلؤ، نظر لشاشه هاتفه وجد إسم "حذيفه" يضئ شاشته، مد يده وضغط على زر الإجابه وقال بخفوت
- وعليكم السلام، والله أنا زيي زيك كِده يا بشمهندس، لاه معلش بلاش يتجابلوا تاني دلوجه في الحجيجه كنت ناوي اعاود في نفس اليوم لكن بالشكل ديه مخابرش هرچع ميتا، طب هي زينه دلوجه، معلش كان لازم المواچهه ديه بس هي اتسرعت كان لازم ترتب لها خليك وياي لحظه
وضع هاتفه على سطح الكومود، ثم بدأ يدثرها جيدًا في الفراش الوثير، تقلصت ملامحها بإنزعاج وكأنها ترى شيئًا مزعجًا، مسد على رأسها برفق ثم دنا منها وطبع قبلة خفيفه
فعلها بتلقائية لا يعرف إن كانت شفقة على حالها أم بداية لحياة بدأت ملامحها تتضح شيئًا فشيئا .
انتبه لحاله وهو يسحب هاتفه، خرج من الغرفة متجه إلى الشرفة ليتحدث بأريحة حول هذا الأمر، انتهى الأمر على أن يتم تحديد مقابلة مُدبر لها من قبلهم وكأنها صدفة
ولكن ليس الآن .
في عصر اليوم التالي
كانت جالسة على الأريكه شاردة الذهن تفكر في ليلة الأمس تفكر في الحماس أتت به من الصعيد إلى القاهرة وعن خيبة الأمل وكسرة القلب التي ستعود بها إلى الصعيد .
انتشلها من بئر أفكاره وهو يتمتم بصوت هادئ
- إنا لله وإنا إليه راجعون عارفة مين مات ؟.
ردت بشرود
- مين ؟
- والد البشمهندس حذيفه عم بدور
قاطعته بحدة
- متجبش اسم الناس دي قدامي
ارتشف رشفات سريعه من قدح الشاي وهو يقول بجدية
- أني هشرب الشاي وهنزل احضر الچنازة
- وإنت تروح ليه احنا هنمشي النهاردا
- لاه عيب احنا نعملوا الواچب ونعاود بكرا
-روح لوحدك أنا مش رايحة لحد
- على كيفك أني قمان مش هتأخر، مش عاوزة حاچه جبل ما انزل
- شكرًا
وبعد مرور ساعتين
كان"عمران " يقف في عزاء الرجال، ربت على كتفه وقال بجدية
- البقاء لله
رد " حذيفه " بحزن عميق
- البقاء لله وحده
على الرغم من أن معرفة " حذيفه وعمران " معرفة سطحيه لكنه قرر أن يبقى لآخر اليوم الصعب والشاق، طلب منه أن يرى " بدور"
التي فجائت الجميع، تهبط سلالم الدرج . بحقيبه ملابسها في يد والأخرى ملف صغير ذات اللون الأبيض .
توقف " حذيفه وخورشيد" ما إن توقفت تصافحهما بإبتسامتها الودودة كسابق عهدها معهم وقالت بمرارة وهي تحاول جاهدة على أن تحافظ على حبس دموعها
- اشوف وشكم بخير
سألها " حذيفه " بغضب مكتوم
- رايحة فين ؟
أجابته بمرارة
- أرض الله واسعه، هرجع بيتي وابدأ من جديد
رد " خورشيد " مقاطعا باستفهام
-اومال دا إيه ؟
أجابته موضحة
- دا بيتكم وأنا
قاطعها " حذيفه " بحدة قائلا
- دا بيتك ابوكي وعمك الله يرحمهم و
ردت مقاطعه بمرارة قائلة
- اديك قلتها الله يرحمهم يعني مينفعش اعيش معاكم كلام الناس هيبقى مش حلو، معلش سبوني على راحتي
قاطعها "خورشيد " بحدة وصرامة
-هو أنا بقل لك اتعشي وأنتي مش راضيه أنتي عاوزة تخرجي من بيتك عشان تروحي لكلاب السكك برجلك اتفضلي يا هانم على فوق على اوضتك بلا كلام الناس بلا كلام فاضي
وضعت الظرف على سطح المنضدة الرخامي وراحت تقول باسمة
- دا ورثي اللي بابا اتنازل عنه ليا أنا اتنازلت عنه ليك يا خذيفه من كام يوم تقدر تدير الشركه وليك كامل الحرية زي الأول، الأرباح اتبرعوا بيها لدار أيتام صدقة جارية على روحه يمكن تكون سبب في التخفيف عنه .
انهت حديثها وهي تنظر لعمران الذي التزم الصمت طيلة هذه المدة
- سلم لي على جنه وقلها بدور عمرها عرفت حد جميله زيك، اشوف وشكم على خير
سارت بخطوات هادئه وبسيطة، تجر خلفها حقيبه الملابس، خرجت من البيت بأكمله لاتعرف إلى أين تذهب كذبت عليهم حين قالت لهم أنها ستعود لبيتها، فذاك البيت استعادته المالكة له بعد أن تأخر عن الدفع استغلت غيابهم وقامت ببيع الأثاث كل هذا كان تعلمه " بدور" فكانت تخطط بأن تستأجر شقه أخرى لكن وفاة عمها ومجيئ "جنه" دمر جميع مخططاتها .
كانت تسير في الشارع بلا وجهة، لقد نال منها التعب جلست على أحد الأرصفه تلتقط أنفاسها حتى تستطيع متابعة طريقها، توقفت أمامها سيارة فارهة من اللون الأسود، ضغط صاحبها على زر الزجاج وقال بتساؤل
- نسيت أقول لك إن الناس هتتكلم عنك عشان قعدة مع ولاد عمك لوحدهم هما هما الناس اللي هتقول ازاي ابنها عمها يسبها كدا لوحدها اركبي يا هانم
رفعت رأسها ما إن ختم الأخيرة كلمة (يا هانم) مازالت تظن أنها داخل أحد أحلامها، تأكدت من أنه حقيقه وليس خيال حين جلس جوارها وقال بحزن
- كنت فاهم إنك أول واحدة هتقفي جنبي لما بابا يموت طلعتي أنتي أول واحدة سبتيني ومشيتي
- حذيفه بجد أنا آسفه بس حط نفسك مكاني
- مكنتش هسيبك وهفضل جنبك وانفذ وصية عمي ليكي أنا عمي وصاني عليكي وبايا وصاكي عليا وعلى خورشيد وكمان وصانا يبقى ازاي عاوزة تسبينا كدا عادي
- عادي أنا اصلا مدخلتش حياتكم غير من كان أسبوع ولا كام يوم يعني ملحتقوش تتعودا عليا اعتبروني مدخلتهاش اصلا
- لأ يا بدور في فرق وفرق كبير كمان أنا لو مكانك مش هتخلى مهما حصل لكن أنتي ماصدقتي تخلعي اصلا
- متحاسبهاش كدا بس احنا في مجتمع شرقي نظرات الناس لينا مش هتبقى لطيفة
- سيبيني أنا اواجه المجتمع وخليكي أنتي مكانك في بيتك .
وبين شد وجذب استقلت " بدور" السيارة بينما هو قال لها بجدية مصطنعه
- أول ما نوصل عملي فنجان قهوة احسن دماغي هتنفجرمن الصبح بسببك
إن كان حلم لاتريد ان تستيقظ منه في حقيقة الأمر مجيئ " حذيفه " في هذا الوقت تحديدًا يُعني لها طوق النجاة، ربما يكن معه الحق حين قال أن في كلتا الحالات سيتحدث عنها الناس .
شاحت بوجهه نحو النافذة مستندة برأسها على زجاجها، انتبهت ما أن تحدث ذاك الأخير في هاتفه قائلا بهدوء
- الحمد لله يا دكتور عمران اه هي معايا اهي لأ تروح يا راجل معندناش بنات تسيب بيت أهلها مهما حصل، أنا كمان محتاج اشوفك على خير بإذن الله مع السلامة .
كِده الواحد يطمن شوية عن الأول
قالها " عمران" وهو يضع هاتفه جنبا، ثم نظر إلى " جنه" التي كانت في عالمًا آخر لاتعرف بما يدور حولها، هتف بصوت مرتفع قليلا وقال
- چنه چنه
ردت بشرود
-هاا، بتقول حاجه
- واضح إنك مش اهني واصل
- معلش كنت سرحانه شوية كنت بتقول إيه ؟
-بجول البشمهندس حذيفه لاجى بدور خلاص ورچع بيها على البيت
ردت بعدم إكتراث .
- مايهمنيش اصلا
تابعت بتذكر
- صحيح عاوزين نمشي بقى عشان جدي نعمان كلمني وعاوز يصالحني
- كلمك ميتا ؟
- لما كنت إنت في العزا
- طيب أني هرچع بعد يومين نبجى نرچع عليه
- وليه هنقعد يومين
- عندي كام حاچه كِده
- خلاص براحتك
تابع بحماس
-مش ناوية تفرچيني على البلد اهني ديه أني حتى أول مرة ازور مصر
ردت باسمه
- أول مرة ازاي إذا كنت فيها إنت وجدي من شهر وشويه
رد " عمران" موضحا
- لاه المرة اللي فاتت كانت زيارة كِده على السريع لكن دلوجه وياكي على راحتنا وعاوز اشوف البلد .
ابتسمت بطرف فمها ساخرة وراحت تقول
- مافيهاش حاجه مختلفه كتير عن غيرها الحاجه الوحيدة اللي هتلاقيها مختلفه هي الصحاب اللي بيغدورا ببعض ويقتلوا بعض
رد مقاطعًا بجدية مصطنعه قائلا
- تعرقي أول مرة أعرف إن دمك تجيل كِده، جومي نتمشى شوي بدل الجعدة ديه
بعد مرور ثلاث ساعات
كانت في أحد المحال التجارية الكبرى تبتاع بعض الملابس والهدايا لشقيقته، حاولت أن تتجاوزة حالتها تلك، أما هو كان يتابع بعض الرسائل على هاتفه، سارت تجاه وقالت بغيظ
- هو إنت هتفضل بعيد كدا كتير سيبك من التليفون وخليك معايا شوية
ابتسم لها وقال بجدية
-بس كِده اتفضلي
رفعت الفساتين وقالت بنبرة حائرة
- إيه رأيك دا ولا دا هيعجب نرجس ؟
مط شفتيه وقال بذات النبرة
- للأسف لو كنت أعرف كنت ساعدتك بس ديه حاجات بنات مليش فيها
تنهدت بإحباط وقالت
-وبعدين بقى يعني هنعمل إيه دلوقت ؟
رفع منكبيه وقال ببراءة
- مخابرش
ردت باسمة
- هناخد الاتنين بالعند فيك
اتسعت حدقتيه وقال بدهشه
- وه وأني ذنبي إيه بس
اجابته بعناد وهي تتجه نحو المحاسب
- عشان تعرف بعد كدا تقول رأيك ومش خسارة فيها
- لاه هي خسارة ليا أني
دس يده في جيب بنطاله ليخرج بطاقة
الائتمان قام بدفع المبلغ المطلوب ثم خرجا من المحل وقبل أن يكمل سيره نحو المصعد جذبته من يده وقالت بحماس
- اخوك هيتجوز في العيد تعال بقى نختار هدية ليهم تبقى في شقتهم
- هو النهاردا عيد الهدايا ليهم ويوم الغرامات ليا !!
- يلا بس تعال ندخل مش هتخسر حاجه
ولج المحل وجد كل ما تشتهي له العين كانت حائرة بين هذا وذاك، حتى وقعت عيناها على
القرآن الكريم أشارت بيده نحوه وقالت
- بص المصحف دا شكله حلو قوي وهيبقى احلى لما يتحط في أوضه الصالون عندهم يلا روح ادفع تمنه
رد باستسلام
- حاضر
خرج من المتجر وولجت المجاور له وهي تتحدث بجدية مصطنعه
- مش معقول نجيب للبيت كله وننسى بركة البيت تيتا وجدو وباباك ومامتك
رفع كتفه وقال بصوت اشبه للبكاء
- لاه مش معجول ديه حتى عيب في حجك
وقف وسط المحل يتابع اختياراتها بين هذا وذاك تنتقي كل ما راق لها ولا تلتفت إلى أسعارهم انتهى من شراء هدايا الأسرة
توقف في ردهه المتجر وقال بإبتسامة مزيفه
- تمت على خير ولا لسه في حد نسينا نچيب له هدية؟
وضعت سبابتها في فمها مفكرة وقبل أن تتحدث قاطعها هو وهو يجذبها إلى متجر جديد وقال بمرح .
- كيف نسيتي روحك معجول اچيب لكل وأنتي لاه
توقفت وسط المتجر وقالت هامسة وهي تقترب من أذنه
- أنا مش مهم
اجابها بذات الحركة وهو يبتسم لها
- أنتي اهم .
أتت العاملة وبدأت تساعدها في اختيار الفساتين حتى وقع الاختيار على أحدهم ابتاعه لها وغادر كان يحمل الكثير من الحقائب كانت تسير بجانبه، تتحدث معه بين جدية ومزاح وجديه مصطنعه، تبأطت ذراعه بتلقائيه شديدة، أما هو نظر ليدها المعلقه بذراعه شعرت بالحرج فنزعتها مبررة أنها لا تقصد هذا، منعها من التبريرات الكاذبه وطلب منها أن تتعامله معه بتلقائيتها كما يفعل معها .
وصل أخيرًا إلى غرفتهما بالفندق فقالت بتذكر
- هات يا عمران اشيل معاك الشنط لأحسن تكون تقيلة ولا حاجه
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية