Ads by Google X

رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل الثامن 8 - بقلم سليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل الثامن 8 - بقلم سليا البحيري

أسيرة_في_مملكة_عشقه 
فصل 8
بعد انتهاء المحاضرة ، داخل كافتيريا الجامعة – طاولة في الزاوية

تجلس غزل بعصبية واضحة، تحرك كوب العصير أمامها دون أن تشرب منه، بينما تنظر إلى الطاولة بشرود، لا تزال غاضبة من غيث. تجلس بجوارها ميار، تحاول تهدئتها، بينما يجلس سليم مسترخيًا على الكرسي المقابل لهما، يراقب المشهد بابتسامة ساخرة.

ميار (بهدوء): غزل، خلاص بقى، اللي حصل كان مجرد حادث، هو ما كانش يقصد يوقع كتبك.

غزل (بحدة وهي تعقد ذراعيها): آه طبعًا، أنا عارفة النوع ده من الناس! يجي كأنه بريء وهو في الحقيقة مستهتر وما عندوش أي مسؤولية!

سليم (بابتسامة ساخرة): غزل، مش معقول، ده اليوم الأول ليكي في الجامعة، وبالفعل لقيتي شخص تكرهيه كأنه عدوك الأبدي؟

غزل (بإصرار): مش بكرهه، بس هو مستفز!

ميار (بمزاح): طيب لو ما كنتيش بتكرهيه، ليه لسه بتتكلمي عنه من أول ما خرجنا من المحاضرة؟

تتجمد غزل قليلًا، ثم ترفع كوب العصير وتشرب منه بسرعة كأنها تحاول إخفاء ارتباكها.

غزل (بجفاء): عشان أفضفض!

سليم (يضحك): لا، إنتي مش بتفضفضي، إنتي مركزة فيه بشكل غريب.

غزل (تنظر له بغضب): لا أبدًا! وما تتفلسفش يا سليم!

ميار (تغمز لسليم): تعرف، أعتقد إنه ممكن يكون بداية قصة ممتعة جدًا.

غزل (بعناد): لاااااااا! مستحيل! أنا مش ناوية حتى أشوفه تاني!

وفي تلك اللحظة، يدخل غيث إلى الكافتيريا، يحمل كوب قهوة وينظر حوله بحثًا عن مكان للجلوس. عينا غزل تلتقيان بعينيه للحظة، فتشيح بنظرها بسرعة، بينما يبتسم غيث ابتسامة صغيرة ويمضي في طريقه.

سليم (بمزاح وهو يراقب الموقف): آه طبعًا… مش ناوية تشوفيه تاني؟

ميار (تضحك): بجد، غزل، تصرفاتك بتقول العكس تمامًا!

غزل (تتمتم وهي تحدق في كوبها): يا رب اصبرني…

يستمر الحوار وسط ضحكات سليم وميار، بينما تحاول غزل إخفاء ارتباكها، لكنها تدرك أن غيث قد يكون مشكلة لم تكن تتوقعها في يومها الأول بالجامعة
********************

تواصل غزل تحريك كوب العصير أمامها بعصبية، بينما يبتسم سليم بخبث، وقد خطرت له فكرة لاستفزازها أكثر.

سليم (بصوت مرتفع متعمدًا): غيث! تعال، اجلس معنا!

تتجمد غزل في مكانها، تتسع عيناها في صدمة وهي ترفع رأسها ببطء نحو سليم الذي يبتسم بمكر. تلتفت بسرعة لترى غيث الذي كان على وشك الجلوس في مكان بعيد، لكنه التفت نحوهم عندما سمع اسمه.

غيث (مبتسمًا): أهلا، سليم! يتجه نحو الطاولة

غزل (بهمس غاضب لسليم): أنت بتعمل إيه يا مجنون؟!

سليم (ببراءة مصطنعة): إيه؟ بنرحب بصديقي، مش معقول تخليه يقعد لوحده!

يجلس غيث على الكرسي بجوار سليم، بينما تحاول غزل أن تتجاهله تمامًا، وتحدق في العصير وكأنه الشيء الأكثر أهمية في العالم.

غيث (بابتسامة ودودة): أهلًا، غزل، أنا آسف على اللي حصل في المحاضرة، ما كانش قصدي أوقع كتبك.

ترفع غزل حاجبها دون أن تنظر إليه، ثم تتحدث ببرود شديد.

غزل: حصل خير.

سليم (يضحك وهو يغمز لغيث): غزل كانت بتتكلم عنك طول الوقت من ساعة ما خرجنا من المحاضرة.

تختنق غزل تقريبًا بعصيرها، ثم تسعل وتنظر لسليم بصدمة وغضب.

غزل (بغضب مكبوت): سليم!!

ميار (تضحك): آه فعلًا، كانت بتحلل تصرفاتك وكأنك ظاهرة علمية نادرة.

غيث (بمزاح): بجد؟ ياه، ما كنتش أعرف إني مهم كده!

غزل (تعقد ذراعيها): مش مهم، كنت بس بستغرب إزاي حد يكون عنده هذا القدر من اللامبالاة.

غيث (بابتسامة واثقة): وأنا كنت بستغرب إزاي حد يكون عنده هذا القدر من العصبية على حاجة تافهة.

تحدق غزل فيه بصدمة، بينما يحاول سليم وميار كتم ضحكاتهما.

غزل (بحدة): أنا مش عصبية!

سليم (يضحك): طبعًا، وأحنا كمان ما بنبالغش!

تتنفس غزل بعمق محاولة ضبط أعصابها، لكنها ترى ابتسامة غيث الهادئة، مما يجعلها أكثر توترًا.

غيث: طيب، خلينا نبدأ صفحة جديدة. إحنا زملاء، وصحابي هم صحابك، فليه ما نكون صحاب إحنا كمان؟

تنظر إليه غزل نظرة طويلة قبل أن تتحدث ببطء.

غزل: خلينا نشوف الأيام هتقول إيه.

يبتسم غيث بثقة، بينما يبادلها سليم وميار نظرات متسلية، مدركين أن هذه البداية فقط لما سيكون قصة مثيرة بينهما
*********************

بعد الجملة الأخيرة لغزل، يلتفت سليم نحو ميار ويغمز لها بخبث، فتفهم على الفور ما يريد. تحاول كتم ضحكتها ثم تميل نحوه هامسة:

ميار (بهمس): مش ناوي تبطل خططك الشيطانية؟

سليم (بابتسامة ماكرة): بالعكس، أنا لسه ببدأ.

تعتدل ميار في جلستها، ثم تتظاهر بأنها تلقت مكالمة على هاتفها.

ميار (بصوت مرتفع قليلًا): أوه! ماما بتتصل… سليم، تعال معي لحظة، عايزك في موضوع مهم.

يرفع سليم حاجبيه متظاهرًا بالدهشة.

سليم: دلوقتي؟ بس إحنا قاعدين…

ميار (تقاطعه وهي تمسك بذراعه): أيوة دلوقتي! الموضوع ضروري.

ينهض سليم مستسلمًا، لكنه يتظاهر بالتذمر.

سليم: طيب، بس ما تتأخريش، غزل ممكن تعصب على المسكين غيث لوحده.

تتسع عينا غزل بصدمة، بينما تحاول ميار كتم ضحكتها وتسحب سليم مبتعدة عن الطاولة.

غزل (بغضب): سليم!!!

سليم (بمرح وهو يبتعد): خليكي لطيفة، غيث زميلنا الجديد!

يبقى غيث وغزل وحدهما، وتعم لحظة صمت غريبة. تحاول غزل تجنب النظر إليه، بينما يراقبها غيث بابتسامة هادئة.

غيث (مازحًا): مش معقول… هما سابونا لوحدنا عن قصد، مش كده؟

تضيق غزل عينيها ثم تلتقط كوب عصيرها وتأخذ رشفة، متجاهلة تعليقه.

غزل: ما أعرفش أنت بتتكلم عن إيه.

غيث (بابتسامة واثقة): أها… طيب، خليني أخمن… أنتِ مش بتحبيني؟

غزل (ببرود): لا، بس مش بكرهك كمان… لسه ما قررتش.

غيث (ضاحكًا): يعني عندي فرصة؟

غزل (تحدق به قليلًا ثم ترفع حاجبها): احتمال ضعيف جدًا.

غيث (بابتسامة تحدٍ): بس مش مستحيل؟

تنظر غزل إليه للحظة، ثم تتنهد وتبعد نظرها، بينما تبتسم قليلًا رغمًا عنها. يدرك غيث أنها بدأت تسترخي قليلًا، ويبدو أن مهمته في التقرب منها بدأت للتو
********************

بعد لحظة من الصمت، يلاحظ غيث أن غزل بدأت تهدأ قليلًا. يقرر أن يستغل الفرصة ليتحدث معها بطريقة أخف.

غيث (بابتسامة هادئة): طيب، خلينا نبدأ من جديد… اسمي غيث، طالب إدارة أعمال، جاي من محافظة صغيرة وعندي حلم إني أساعد أهلي وأحقق نجاحي في الحياة. وأنتِ؟

تنظر إليه غزل بتردد للحظات، ثم تتنهد وهي تفكر في أنها مضطرة للبقاء معه حتى يعود سليم وميار.

غزل (بجفاف لكن بنبرة أقل حدة): غزل الشرقاوي، صحفية سابقة، محبة للمغامرات، وحاليًا طالبة إدارة أعمال بالإجبار.

غيث (مندهشًا): صحفية؟ جد؟!

غزل (بفخر بسيط): أيوة، كنت بسافر وأعمل تحقيقات وتقارير… بس والدي قرر إنه ينهيني مهنيًا ويحبسني في الجامعة.

غيث (بإعجاب): واو! يعني أنتِ مش مجرد طالبة عادية… عندك خبرة في الحياة أكتر من كتير من اللي هنا.

تنظر إليه غزل قليلًا، تشعر للمرة الأولى أنه لا يعاملها بتلك الطريقة المعتادة التي يعاملها بها الآخرون، وكأنه يرى جانبًا مختلفًا فيها.

غزل (مترددة): يمكن… بس برضو، أنت وقعت كتبي وما اعتذرت كويس!

غيث (بابتسامة لطيفة): لا لا، أنا اعتذرت، بس واضح إن الاعتذار مش كفاية عندك.

غزل (تعقد ذراعيها): أكيد مش كفاية.

يفكر غيث قليلًا، ثم يبتسم بفكرة.

غيث: طيب، إيه رأيك أعمل حاجة تعوض اللي حصل؟

غزل (بريبة): زي إيه؟

غيث (بجدية مصطنعة): أكون أول شخص يعزمك على مشروبك المفضل في الجامعة… كهدنة؟

تفكر غزل قليلًا، ثم تنظر إليه نظرة تقييمية.

غزل: ومين قال إني هقبل؟

غيث (بمرح): إحساس، وعادةً إحساسي ما بيخيب.

تتظاهر غزل بالتفكير العميق، ثم تبتسم ابتسامة جانبية طفيفة رغمًا عنها.

غزل: طيب… فرصة واحدة بس.

غيث (بضحكة خفيفة): أنا قبلت التحدي، آنسة غزل!

بينما ينادي على النادل لطلب المشروبات، تبدأ غزل تشعر بشيء غريب… ربما، فقط ربما، هذا الشاب ليس بالسوء الذي ظنته في البداية
*******************
في  ممر الجامعة – ميار وسليم يسيران معًا

تمشي ميار بجانب سليم وهي تراقبه بحذر، منذ أيام قليلة فقط كان يغار بشدة على غزل، والآن هو من يجمعها بشاب آخر ويبقيهما معًا؟ هذا ليس سليم الذي تعرفه. تتوقف فجأة وتنظر إليه مباشرة.

ميار (بارتياب): سليم… إنت مالك؟

سليم (ينظر إليها مستغربًا): مالي؟ قصدي إيه؟

ميار (بحدة طفيفة): قصدي إنك قبل كام يوم كنت ما بتطيق أي حد يقرب من غزل، ولو حد كلمها كنت بتولع… وفجأة كده بقيت بتجبرها تقعد مع غيث؟!

يبتسم سليم نصف ابتسامة وهو ينظر بعيدًا، وكأنه كان يتوقع هذا السؤال.

سليم (بهدوء مصطنع): يمكن لأنّي فهمت إن اللي كنت حاسس بيه كان مجرد تعلق… مش حب حقيقي.

ميار (غير مقتنعة): تعلق؟ سليم، أنت كنت بتجن لما حد يقرب منها!

سليم (بتنهيدة خفيفة): أيوه، كنت… بس لما فكرت بعقلي، فهمت إن اللي كنت بعمله مش عشان إني بحبها… بس لأني متعود عليها، لأنها كانت دايمًا جنبي، وكأنها جزء من حياتي اللي مش متخيلها تتغير.

ميار (بفضول): وإيه اللي خلاك تغير رأيك فجأة؟

ينظر إليها سليم للحظة، يتردد، لكنه يبتسم ابتسامة غامضة ثم يهز رأسه.

سليم (بهدوء): حاجات… حاجات حسيتها وخليتني أفكر بشكل مختلف.

تشعر ميار أن هناك شيئًا لم يقله، لكنه ليس مستعدًا للاعتراف به بعد. يثير فضولها أكثر، لكنها تقرر ألا تضغط عليه الآن.

ميار (بابتسامة صغيرة): حاجات، ها؟ طيب يا أستاذ سليم، هنشوف الحاجات دي هتودينا على فين.

يضحك سليم وهو يكمل السير بجانبها، بينما ميار تشعر بنبضات قلبها تتسارع… هل يمكن أن يكون هذا التغيير مرتبطًا بها؟
*******************
في  قاعة الاجتماعات في شركة العائلة

تجلس مجموعة من الرجال حول طاولة الاجتماع الكبيرة، الأوراق والعقود منتشرة أمامهم، وأكواب القهوة موضوعة بجانبهم. الجو مشحون بالمناقشات الجادة حول صفقة جديدة، لكن بين الحين والآخر تظهر بعض اللمحات المرحة، خاصة مع وجود إياد.

سليم (ببرود وصرامة وهو يضع ملفًا أمامهم): الصفقة دي مهمة جدًا، والمنافسين مستنيين أي غلطة عشان يستغلوا الوضع ضدنا. لازم نتأكد من كل التفاصيل قبل ما نوقع أي شيء.

إياد (بابتسامة ساخرة وهو يتكئ على الكرسي): يا جماعة، أنا بس عندي سؤال… إحنا هنتكلم في الشغل طول الوقت ولا هنحكي شويتين عن أي حاجة مسلية؟ الدنيا مش كلها عقود وصفقات.

ادهم (بجدية وهو ينظر إليه بحدة): لو كنت تركز في الشغل زي ما بتركز في الفتيات، كان زمانك انتهيت من مراجعة الجزء اللي معاك.

إياد (برفع حاجبيه وضحكة خفيفة): أوه، ضربة مباشرة! يا عزيزي، أنا محترف في الفصل بين العمل والمتعة، بس أنتوا كلكم واخدين الأمور بجدية زايدة النهاردة.

عامر (بابتسامة هادئة): طبيعي يا إياد، الصفقة دي مستقبل الشركة متعلق بيها. بس معاك حق، الأجواء توترت شوية.

سيف (وهو يقلب الأوراق أمامه): أنا شايف إن الشروط مناسبة، بس عندي استفسار عن نقطة البند السادس، لازم نتأكد إن ما فيش أي التزامات خفية ممكن توقعنا في مشاكل بعدين.

سليم (يومئ برأسه): نقطة مهمة، خليني أراجعها مرة تانية مع المحامي.

إياد (بغمزة ماكرة): واو، سليم الشرقاوي بيعيد التفكير؟ دا حدث لازم يتسجل!

سليم (ينظر إليه ببرود): إياد، لو كنت فاضي وعاوز تهزر، ممكن تروح تدير قسم العلاقات العامة، يبدو إنه مناسب لشخصيتك.

يضحك الجميع بينما يرفع إياد يديه مستسلمًا.

إياد: خلاص خلاص، هكون جاد… طيب، بالمناسبة، حد فيكم كلم ميار؟ نسيت أقولها إني جايلها عالغدا النهاردة.

ادهم (يبتسم بفخر وهو يشبك يديه): ميار؟ أكيد مشغولة مع الأطفال، بس أنت ما شاء الله عليك، دايمًا تلاقي وقت تروح عندها.

سيف (مازحًا): طبيعي، هو ما يقدر يعيش من غير غداء ميار!

عامر (مبتسمًا): ميار الكل يحبها، بصراحة، هي الرابط العاطفي في العيلة.

يتجمد وجه سليم للحظة عندما يذكر الجميع اسم ميار، لكنه يخفي مشاعره ويعود لصرامته المعتادة.

سليم (بحزم وهو ينهض): كفاية كلام، نرجع للصفقة، عندنا شغل لازم ينتهي اليوم.

ينظر إليه إياد بمكر، لكنه يفضل عدم التعليق، بينما يعود الجميع للتركيز على الأوراق أمامهم، استعدادًا لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصفقة
********************
في  مشفى العائلة – غرفة الأطباء

في غرفة الأطباء، يجلس زين على الأريكة واضعًا قدميه فوق الطاولة بطريقة مسترخية، بينما يقلب بين ملفات المرضى. على الجانب الآخر، يقف مازن أمام السبورة، يراجع ملاحظاته الطبية، ويبدو أكثر جدية. الجو في الغرفة هادئ، لكنه لا يخلو من بعض المزاح.

زين (بابتسامة ساخرة وهو يرفع ملفًا): يعني بصراحة، أحيانًا بحس إن المرضى بييجوا مخصوص عشان يشوفوا وسامتي مش عشان العلاج!

مازن (يرفع حاجبه بسخرية دون أن يلتفت إليه): آه طبعًا، وإحنا هنا مش دكاترة، إحنا عارضي أزياء بلباس أبيض!

زين (يضحك وهو يرمي الملف على الطاولة): لا تنكر إنك برضه عندك معجبات، بس الفرق إنك يا أخي دايمًا عامل فيها الطبيب الجاد المغرور.

مازن (يتنهد وهو يضع القلم جانبًا): أنا جاد لأن المرضى محتاجين طبيب مركز مش مهرج!

زين (يضع يده على صدره بمبالغة): أوه، طعنة مباشرة! بس اعترف، لو ما كنت أنا موجود هنا، المشفى كان بقى كئيب جدًا.

مازن (يبتسم أخيرًا وهو يهز رأسه): صحيح، بس أحيانًا تحتاج تهدأ شوية وتاخذ الأمور بجدية، إحنا مش في مسرحية هزلية.

يُفتح الباب فجأة ويدخل ممرض بسرعة، يبدو عليه بعض التوتر.

الممرض: دكتور زين، دكتور مازن، عندنا حالة طوارئ في غرفة العمليات، مطلوب تدخلكم فورًا.

زين (ينهض بنشاط): وأخيرًا، بعض الإثارة! كنت هنام من كتر الهدوء.

مازن (بهدوء لكنه حازم): لنذهب إذًا، لا وقت للمزاح الآن.

يخرجان من الغرفة بسرعة، حيث يتحول الجو بينهما من المزاح إلى الجدية التامة، مستعدين لإنقاذ حياة مريض جديد
*********************
– أمام غرفة العمليات-

زين يسير بجوار مازن بخطوات سريعة، بينما يراجع ملف الحالة التي استدعوا من أجلها. الممرض يتحدث بسرعة، موضحًا الوضع.

الممرض: دكتور زين، عندنا حالة ولادة طارئة، الجنين في وضع غير مستقر والأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

زين (بهدوء وتركيز وهو يفتح الملف): طيب، جهّزوا غرفة العمليات، لازم نبدأ فورًا.

مازن (ينظر للملف باهتمام): والجنين؟ هل في أي علامات تدل على خطر عليه بعد الولادة؟

الممرض: نعم، هناك احتمال لمشكلة في التنفس عند الجنين بسبب نقص الأوكسجين.

مازن (يحك ذقنه بقلق): حسنًا، سأكون في غرفة حديثي الولادة، جهّزوا الأجهزة للتأكد من استقرار حالته فور ولادته.

زين (يغمز لمازن مازحًا): شوف يا أخي، دايمًا أنت بتستلم الأطفال بعد ما أخلّص شغلي. المفروض نشترك في الأرباح!

مازن (يرد بجفاف لكنه يخفي ابتسامة): لا تقلق، أنت تجلبهم للعالم، وأنا أتأكد أنهم سيبقون فيه بصحة جيدة. كل واحد له دوره.

زين (يضحك وهو يربت على كتف مازن): شراكة ناجحة إذن!

يدخل زين إلى غرفة العمليات، بينما يذهب مازن إلى وحدة حديثي الولادة، مستعدًا لاستقبال المولود والتأكد من سلامته. في النهاية، رغم مزاحهما الدائم، فهما فريق طبي قوي يكمل بعضهما البعض
********************
في  فيلا العيلة – مرسم ميار

في ركن هادي من الفيلا الكبيرة، قاعدة ميار قدام لوحتها، ماسكة الفرشة بإيدها برقة وهي بتحط اللمسات الأخيرة على لوحة للبحر وقت الغروب. الشمس اللي داخلة من الشباك منعكسة على خصلات شعرها الأسود الغامق، ووشها مريح كله هدوء وتأمل.

وهي بترسم، سرحت بفكرها… ابتسمت وهي فاكرة سليم، الراجل اللي كله جدية وبرود قدام الناس، لكنه معاها شخص تاني خالص. رغم إنه دايمًا بيبان إنه مش فارق معاه، بس هي الوحيدة اللي عارفة قد إيه بيحبها وقد إيه بيعمل المستحيل عشان يسعدها. افتكرت نظراته ليها وهي حامل في غزل، وإزاي كان بيمسك إيدها بهدوء وهي بترسم، عامل نفسه مش مهتم، لكنه كان بيراقب كل تفصيلة بتعملها.

بعدها، دماغها جريت لأولادها… غزل، بنتها الكبيرة اللي شبهها جدًا، بروحها المتمردة وقلبها الطيب. وادهم، اللي واخد من أبوه القوة والجدية، بس جواه قلب طيب مش بيحب يبينه. ومازن، الشقي بتاع البيت اللي دايمًا بيضحكها، وحور، أميرتها الصغيرة اللي ماليه البيت حب وفرحة.

ميار (بهمس وهي بتمشي الفرشة على اللوحة): عيلتي… هما حياتي كلها.

فجأة، الباب اتفتح بهدوء، وطلّت منه حور الصغيرة بوشها البريء وابتسامتها اللي تذوب الحجر.

حور (ببراءة وهي ميلة راسها): ماما، إنتي بترسمي إيه؟

ميار (بتبتسم بحنية): برسم البحر يا حبيبتي، عجبك؟

حور (بتجري عليها بحماس): واااو! جميل أوي زي كل لوحاتك! هو إنتي هترسميني يوم؟

ميار (بتضحك وهي بتشدها لحضنها): طبعًا، هرسمك إنتي وإخواتك كلكم… إنتوا أحلى لوحة في حياتي.

حور بتضحك بسعادة وهي حضنة مامتها، وميار بتكمل رسمها، بس عقلها ولسه مليان بحب عيلتها اللي هي كل دُنيتها

 •تابع الفصل التالي "رواية اسيره في مملكة عشقه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent