رواية لتحيا نيران العشق الفصل الثامن 8 - بقلم هدى زايد
الفصل ال8
الفصل الثامن
~ فراق وندم~
************
تنهدت" جنه" بنفاذ صبر ثم اجلسته على المقعد وجلست هي على ركبتيها أمامه على الأرض وراحت تقول بهدوء
- بص ياسيدي الحكايه هو إن عم ناجي اسمه الحقيقي خورشيد بس اخنا بنقل له يا ناجي ومتسألنيش ليه اسمه كدا عان أنا شخصيًا كش عارفه أنا عرفت بالصدفة الموضوع دا من بدور
تنهدت بعمق متسائلة بصوت هادئ
- ها موافق ننزل مصر ؟
وقف عن مقعده وهو يقول بجدية مصطنعه
- طب هو أني عندي سؤال كِده وهو اللي هيحدد إذا كنا هندلوا مصر ولالاه
هبت واقفه ثم سارت نحوه وهي تقول بغيظٍ مكتوم
- خير سؤال إيه دا؟
- جلتي إيه لچدك نعمان عشان ياچي يجول اللي جاله ديه ؟
ردت بنبرة صادقة استشعرها في صوتها
- ولا حاجه هو سألني عادي وأنا رديت عليه عادي جدًا
تابعت موضحه
- وعلى فكرة أنا استغربت زيي زيك بالظبط من وجوده النهاردا وطلباته اللي طلبها
أومأ برأسه علامة الإيجاب وقال بجدية
- ماشي يا چنه وأني هحاول اصدجك
رفعت سبابتها نصب عينيه وقالت بتحذير
- لأ مش هاسمح لك تقول كدا ولا تظن فيا الظن دا أنا فعليًا مكنتش أعرف غرضه من السؤال ولا عرفت بزيارته دي زيي زيك عاوز تصدق صدق مش عاوز إنت حر بس دا اللي حصل
ولت له ظهرها عاقدة ذراعيها أمام صدرها، بينما هو احتضن ذراعها بكفيه وقال بلهجة المعتذر
- أنتي زعلتي طب خلاص حجك عليّ
رفعت كتفها رافضة اعتذره عن ما بدر منه، أما هو سار خطوة ليقف مقابلتها مكررًا اعتذره وقال
-خلاص متزعليش بجى مكنش سؤال
ردت مقاطعه بضيق
- سؤال عن سؤال يفرق ثم دا مش سؤال دا شك واتهام مباشر وأنا مقبلش دا أبدًا
ابتسم وقال بمشاكسه
- وه كل ديه خلاص يا ستي أني هچهز حالي وندلوا مصر جبل ما تحكمي عليّ بالإعدام
سأله بسعادة
- هروح مصر نشوف بدور
اجابها بجدية موضحًا
- هندلوا مصر بس رچاءً نرچع تاني يوم عندي شغل كتير
ردت بسعادة قائلة
- متقلقش هنرجع أنا بس عاوزة اطمن عليها واعرف هتعمل إيه في دنيتها بعد وفاة عم خورشيد
سألها بعدم فهم
- كيف يعني هي ملهاش غيره
أجابته بحزن
- اهي بدور دي شافت اللي عمر ماحد شافه الدنيا بتشيل وتحط فيها وهي بتقول بكرا احسن لا ليها أم ولا أخ ولا أخت وادي ابوها مات وبقت عايشة في الدنيا لوحدها بطولها عيني عليها
رد " عمران " مقترحًا
- إيه رأيك لو تخليها تاچي تعيش اهني
لوت شفتيها وراحت تقول بإحباط
- ياريت ينفع بس هجبها فين إذا كنت أنا شخصيًا مش مستقرة في بيت
ارتسم على ثغرها إبتسامة ساخرة وهي تتابع حديثها قائلة
- وكأن الدنيا قررت تخلينا نعيش نفس الاحداث بس كل واحدة في بلد
رد مقاطعًا بتساؤل
- ليه بتجولي كِده هو أني زعلتك في حاچه
أجابته وهي تسير تجاه خزانة الملابس لتخرج بعض الملابس
-ياريت كل الناس زيك يا عمران مكنش بقى في مشاكل
وقف مقابلتها وقال بجدية وبدون مقدمات
- ليه بتهربي من طلبي ليكي يا چنه
ضمت " جنه " كنزتها بين ذراعيها وهي تهرب من نظراته لها تنحنحت قبل أن تتحدث بعتذار قائلة
- أنا آسفة بس أنا كلامي ممكن يجرحك وأنا مافتش منك أي حاجه وحشه وماينفعش اجرحك
بإشارة من إصبعه جعلتها تصمت ليكمل هو حديثه بجمود قائلا
- چنه جولي ردك من غير لف ودوارن
صمت لبرهة قبل أن تُلقي بحديثها دفعة واحدة
- أنا بصراحة كدا مش حابه اكمل معاك وعاوزة اطلق وارجع لحياتي الهادية
تنهد بعمق وهو ينظر لسقف الغرفة ثم عاد ببصره لها وقال بجدية
- ماشي يا چنه بس من فضلك خلي الطلاج بعد شهرين كِده
- اشمعنى شهرين ؟
- فرح اخويا فضل تاني يوم العيد الكابير احضري الفرح وبعدها ترچع لحياتك الهادية
وضعت أناملها في فمها مفكرة في حديثه وبعد مرور عدة ثوانٍ قالت باستسلام
- طب ماشي والمأذون اللي يكتب لأخوك يطلقنا اتفقنا ؟
اتفجنا
قالها "عمران" وهو يسير بخطوات هادئة وبسيطة تجاه الفراش كانت تتابعه في هدوء وصمت لاتعرف إن كانت متسرعة في هذا القرار لكنها ظنت أنها ستجد راحتها بعد هذا القرار.
أما هو قام بسحب شرشف ووسادة ثم وضعهما على الأرض ومدد فوقهما، سألته بحزن قائلة
- هو إنت مش هتنزلني مصر ولا إيه ؟
اعتدل في جلسته وقال بجدية
- ليه بتجولي كِده ؟
- اصلك نمت !
- ايوه أني هنام وبكرا بإذن الله هندلوا مصر عشان كِده هريح ساعتين
ردت بإمتنان
- ربنا يخليك يارب يا عمران
عاد بظهره وهو يرخي جفنيه وقال بإبتسامته المعهودة
- ويخليكي ومعلش تطفي النور عشان اعرف انعس هبابه
-حاضر
على الجانب الآخر من نفس المدينة كان " سليم "
يعاتب جده عن طريقته الفظه في التعامل مع حفيدته بينما كان الجد "نعمان" يفكر في أمرًا هام قاطعه فجأة وقال بهدوء مريب
- جل لي يا سليم إنت ليه متچوزتش لحد دلوجه ؟
رد " سليم " بعدم فهم
- جصدك إيه يا چدي ؟
تنهد الجد وقال شارحا
-يعني إنت داكتور كد الدنيا وچاهز من كله إيه اللي مأخرك عن الچواز ؟
أجابه بجدية. وهو يعدل في جلسته ليجلس بأريحية وقال
- مافيش بس لسه ربنا مش رايد
ابتسم له وقال بمكر
-ربك راد خلاص يا ولدي
- جصدك إيه ؟
- جصدي تتدلى مصر هتروح عند عم الحاچ مرچان العباسي وهتختار من عنديه كل العفش اللي يعچبك
- چدي رسيني هتعمل إيه أني مافهمش حاچه ناوي تچوزني ولا إيه !!
- ادلى مصر بكرا واعمل اللي جلت لك عليه وبعدها هتعرف كل حاچه
- حاضر يا چدي
وقف " سليم " عن مقعده وقال بتعب
-أني هطلع اريح لي ساعتين جبل السفر
أومأ برأسه علامة الإيجاب وهو يقول بحنو
-روح ياولدي ربنا يستر طريجك
غادر " سليم " البهو تاركًا جده يرتب لأحداث جديدة يريد أن يدمر بها شخصًا ليس له أي ذنب سوى أنه رأه مرة واحدة فقط .
التفت برأسه تجاه باب المنزل ما إن ولجت" جميله" هتف بحنو وهو يشير بيده تجاهها
- تعالي ياچميلة الچميلات تعالي چار چدك
وضعت حقيبتها جنبا وقالت بنبرة حزينه
- اذيك يا چدي
اعتدل في جلسته وقال بجدية
- أني زين والحمد لله أنتي بجى مالك
ردت نافيه
- مليش أني زينه كيف ما إنت شايف
- ديه اللي برا أني رايد أعرف اللي چوا
- اللي چوا مايهمش حد غيري ياچدي
- لساتك زعلانه اياك
- هزعل ليه يا چدي هو إنت عملت لي حاچه تزعل
- يابت على چدك برضك ؟ على العموم اني هراضيكي بس بطريجتي
- كيف يعني
- كيف ديه سيبها لي دلوجه واطلعي ارتاحي وچهزي حالك بكرا في ضيوف جاية عنيدنا
- ضيوف مين ديه يا چدي ؟
- بكرا هتعرفي جومي دلوجه
تركته " جميله" وعقلها يتسأل من هواية الضيف الذي سيأتي غدًا، جلس وحيدًا ينفث الأرجليه بهدوء وصمت يضيق حدقيته بين الفنية والأخرى
أمأ برأسه علامة الرضا عن حدث يُدبره عقله، لاحت ابتسامة خفيفه وهو ينفث سحابه دخان كثيفه ثم تمتم بخفوت
- بالشفا يا ايوب
يامتخلف في حد يعمل اللي إنت عملته دا إنت عارف عملت إيه ؟ إنت جبت البنزين جنب النار
كانت هذه عبارة " حذيفه " الذي يحاول بشتى الطرق يتحكم في غضبه الشديد، اطبق على جفنيه وهو يستمع لأخيه الذي يشعر بالعته لعدم فهم فادحة ما حدث .
رد "خورشيد" بعدم فهم
-أنا عملت إيه لدا كله ماتفهمني يا ابني بدل ما أنا زي الأطرش في الزفة كدا !!
حرك "حذيفه " رأسه وهو مغمض العينين متمتمًا بكلماتٍ لاذعة يسب فيها أخيه الأبله على حماقته
قرر أن يصعد إلى غرفته ليأخذ قسطًا من الراحة بعد قضاء يومًا طويلًا كان بدايته حزن وتوسطه مشاعر جديدة اجتاحت قلبه وختامه مفاجأة من العيار الثقيل في نظره يتمنى أن يمر غدًا على خير دون حدوث أي خلافات بين ابنة عمه وصديقتها التي لا يعرف عنها شيئًا سوى اسمها فقط .
صعد سلالم الدرج بهدوء مر أمام غرفتها، توقف لثوانٍ قبل أن يطرق بابها ترددت أنامله للحظات
انزل يده بإحباط سرعان ما رفعها ثانية وقبل أن يطرق فتحت هي الباب، تراجع خطوة للوراء وقال معتذرًا
- آسف بس سمعت صوتك قلت اطمن عليكي
كفكفت دموعها وقالت بصوت متحشرج
- لأ ابدًا بس اصلي
رد" حذيفه "مقاطعًا بتساؤل
- كنتي بتعيطي ؟
ردت " بدور " نافية
- لأ ابدًا بس أصل عيني دخل فيها حاجه
سألها باسمًا
- طب وصوتك ؟
تنحنحت وقالت بتلعثم وهي تتجه نحو الدرج
- ماله صوتي ماهو عادي
استوقفها متسائلًا بنبرة متعجبه
- رايحة فين ؟
- مافيش هنزل اعتذر لخورشيد هو ملوش ذنب واكيد ماكنش يعرف حاجه أنا اصلا كان اعمل حساب اليوم والحمد لله إنه جه عن أذنك
رد بضيق
- اتفضلي
هبطت الدرج بخطوات واسعة وسريعه، متجه إلى الحديقه حيث يجلس " خورشيد " الذي كان يتابع آخر الأخبار على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك) وقفت خلفه وقالت بجدية مصطنعه
- هو أنا لو بعت لك أدد هتقبله ولا هتعمل لي بلوك ؟
التفت بجسده تجاه مصدر الصوت ثم عاد مرة أخرى والتزم الصمت، بينما هي تابعت وهي تجلس على المقعد المجاور له قائلة بعتذار
- واضح إنك زعلان مني فعلا على العموم أنا معرفتش أنام غير ما اعتذر لك حقك عليا
أشار بيده وقال بعدم اكتراث
- لا حقك عليا ولا حقي عليكي ، شكرًا ياستي لحد كدا
ردت بنبرة حزينة
- طب مش تسأل أنا ليه زعقت لك لما رديت على جنة
اجابها بجدية
- أنا اصلا لحد دلوقتي بدور على السبب ومش عارف أنا كنت في منتهى الذوق معاها وتقدري تسأ
ردت " بدور " مقاطعه بصوت ونبرة تملؤها الرجاء
- اسمعني يا خورشيد من فضلك
استشعر بالجدية في صوتها فعدل من جلسته على المقعد ليجلس بأريحية استمع لها باهتمام ما إن بدأت تتحدث عن مقتل والد "جنة " وحتى اللحظه توفى فيها والدها، اعترت ملامح الدهشه والذهول
وجهه رد بعدم استيعاب
- مش ممكن بقى عمي يقتل صاحب عمره عشان الفلوس !!
ردت بقهرٍ. وحزن
- عرفت ليه بقى مش عاوزة اشوفها وبتهرب منها
رد " خورشيد " بحزن
- أنا آسف بس والله ما كنت عارف دا كله
- عارفه يا خورشيد وعشان كدا أنا بجد بعتذر لك عن عصبيتي
- طب وأنتي هتعملي إيه دلوقتي ؟
رفعت كتفها وهي تفرك أناملها في بعضهما البعض قائلة بمرارة
-مش عارفه حقيقي مش عارفة
بلعت مرارة حلقها وقالت
- خايفه اقولها اخسرها للأبد وفي نفس الوقت مش قادرة اسكت وأنا عارفة مين هو القاتل
بدأ صوت شهقاتها تعلو وهي تتحدث بقهرٍ
- اللي واجع قلبي إني مش عارفه عنها حاجه ولا بتعمل إيه في حياتها الجديدة، بحلم بيها ليل نهار
عارفه إنها تعبانه وبتقاوح عشان تكمل اللي قاهرني انها عاوزة تكلمني عشان تشكي لي وجعها وانا قافلة الباب في وشها عمري مابعدت عنها البُعد دا كله، انا قتلتها زي ما ابويا قتل ابوها .
لايعرف كيف يداوي جرحها، تنهار ولا يعرف كيف يمنع هذا الانهيار، كل ما استطاع فعله هو التخفيف عنها بطريقته الخاصه وهو ينظر إلى شرفة أخيه وراح يقول بجدية مصطنعه
- ماتبطلي نكد بقى أنتي إيه بطلة العالم في النكد قومي نتمشى شوية
تابع بغمزة من طرف عينه قائلًا
- بعيد عن عيون الناس الحقودة اللي واقفه في البلكونه دي
كفكفت دموعها ما أن انهى ذاك الأخيرة جملته، نظرت خلفها وجدت " حذيفه" يقف في شرفته يتابع جلستهما من البداية .
اما " خورشيد" وقف عن مقعده وقال بجدية مصطنعه وهو يرفع هاتفه ليلتقط صورة تجمعه معها
- افرحي ياستي قررت اتكرم واتنازل واضيفك عندي
تلك الجملة جعلتها تبتسم رغمًا عنها فكانت صورتها تخطف القلوب حقا. علق على صورتهما كاتبا
( مافيش حاجه احسن من إن يطلع لك بنت عم نكدية زي بنت عمي، بنت عمي اجدد فرد انضم للعيلة)
تم نشر الصورة ولاقت استحسان الكثير من الأصدقاء والكثير من التعليقات بين الجدية والمزاح أشار لأخيه في هذا المنشور فضطر أن يعلق عليه وكتب ساخرًا
( كان نفسي اقول إنها كدا فعلا بس للأسف مقدرش اقول كدا لأني ماشفتش النكد )
كل هذا لم تراه " بدور " حتى الآن لأنها لم تقبل إضافة " خورشيد " الذي أرسلها منذ قليل
سار جنبا إلى جنب وبدأ يتبادلون أطراف الحديث حول قضية "جنه" .
وبعد مرور ساعتين تقريبا، طلب منها أن يشاهد أحد الأفلام الأجنبيه، وافقت مدعية بأنها لاتخشى
الدماء والمشاهد المرعبة .
صنع لها الذرة المقرمشة وقامت هي بإعداد قدحان من القهوة سبقها وجلس يشاهد الفيلم
حتى أتت له جلست على المقعد المجاور وقبل أن تلتقط صحن الذرة المقرمشة قال بمرح
-اذيك يابدور عامله إيه
ردت باسمة
- الحمد لله بخير
سألها بجدية وهو يتابع الفيلم
- بدور هو انتي ليه عاوزة تقولي لصاحبتك اللي حصل
ابتسمت بطرف ثغرها وقالت بحزن
- تفتكر مش هيجي يوم وتعرف زي ما أنا ما عرفت
استدار بجسده نصف جلسه وقال بهدوء وهو يخفض صوت التلفاز
- اه أنتي ماشيه بمبدأ تعرف مني احسن ما تعرف من غيري
أومأت برأسها علامة الإيجاب وهي ترتشف رشفات سريعة من القهوة الساخنة ثم قالت
- بالظبط كدا
رد" خورشيد " مقاطعًا بجدية
- بس دا غلط متهديش صداقكتم بقرار متسرع زي دا خليها للظروف ربنا لو كان عاوز يكشف عمي قدمها او قبل كدا كان كشف لكن هو فضل لآخر لحظة ماحدش يعرف عنه حاجه وعرفتي بمحض الصدفه سيبها انتي تعرف بالصدفة او متعرفش مش هتفرق كتير في نظري
سألته بدهشه
- مش هتفرق كتير !؟
اجابها مؤكدًا
- ايوا اصل حطي نفسك مكانها هتعمل لك إيه ماهو الاتنين دلوقتي في مكان تاني هي إيه في ايدها تعمله ؟
وضعت قدح القهوة على المنضدة الخشبي وراحت تقول بهدوء
- إنت بتقول كدا عشان مش عارف جنه ولا عارف طريقة تفكيرها أنا بس اللي عرفاها جنة اكتر حاجه تقدر تعقابك بيها هو الصمت ودا عقاب قاسي قوي في نظري إنك تحب حد قوي وعقابك لي هو إنك تسكت لما تشوفه دا يوجع اكتر بكتير من اللي يضربك او يشتمك او حتى يبلغ عنك عشان ياخد حقه جنه كانت دايما تقولي أنا لما بحب حد وبزعل منه مش بعاتبه لأ بسيبه لضميره هو كفيل يقتله مليون مرة ولو جه لي تاني بنسى زعلي منه لأنه هو ماهنش عليه زعلي .
ابتسم لها وقال
- أنتي حافظة كلامها بالحرف حقيقي صداقتكم دي حاجه جميله ومبهرة وخسارة تتدمر في لحظة جربي طريقتي وصدقيني مش هتخسري
وقفت عن المقعد وهي تنظر في ساعه معصمها، هتفت بعدم تصديق
- ياخبر الساعه 2 بليل معقول انا هطلع انام شوية بقى تصبح على خير
- مش هتكملي الفيلم
- لأ معلش سهرت كتير مرة تانيه بقى تصبح على
- وأنتي من اهل الجنه
في مساء اليوم التالي
كانت "جنه وعمران " في القاهرة يوم طويل وشاق لكلاهما كانت تنظر عبر النافذة بسعادة وكأنها هذه المرة الأولى التي ترى فيها القاهرة
كم تتوق شوقًا إلى صديقتها الو حيدة لم تعتبرها يومًا صديقه بل شقيقه لو شئنا الدقة فهي تعتبرها امها رغم صغر سنها دائما .
عادت برأسها وهي تسأله بحماسة شديدة
- هي العربية دي مافيش فيها اغاني عاوزة اسمع اغاني
أشار بيده تجاه المذياع وقال
- غالي والطلب رخيص اهو
بدأت في تشغيله تحاول أن تجد اغنية تناسب شوقها لصديقتها فلم تجد فقررت أن تتركه قبل أن تصاب بالاحباط بينما هو عقد ما بين حاجبيه الكثيفان متسائلا بدهشه
- معجول مافيش حاچه عچبتك ؟
أومأت برأسها علامة النفي وراحت تقول باحباط
- لأ مافيش
-تحبي اختار لك أني ؟
رفعت كتفها وقالت بعدم اكتراث
- براحتك بقى
فبدأ يبحث عن بعض الاغاني القديمة لم يجد الرضاعلى وجهها وبين هذا وذاك توقف عند مقطع من اغنية راقت له كلماتها بدأ يستمع لها في هدوء وصمت وهو يختلس النظر إليها كلما سنحت له الفرصة
( قابلتك إمتى شفتك فين ليه نحسبها ونفكر، في مليون حاجه تستاهد نفكر فيها بقى اكتر،
نجيب بنوته تشبهلك واسميها على اسمك وأنا انسى الدنيا واعيش لك،خياتي ودنيتي الجايه )
لم تكن تعلم إذا كان يقصدها بهذه الكلمات أم تكن هذه الصدفة ليس إلا.
قررت أن لاتعيره أي اهتمام، ربما تكن هذه إشارات منه لتفكر مرة أخرى في عرضه .
ليكن لن تنصاع لهذا القرار او رغبته أيًا كانت المسميات لن تلتفت إليها.
فاقت من شردوها على صوته بعد أن صف سيارته أمام البوابة الرئيسية للفيلا وقال
- وصلنا يا چنه
كاد أن يترجل من سيارته الفارهة استوقفته وهي تقبض على ذراعه برفق قائلة ببلاهه
- ننزل فين ياعم إيه اللي جبنا هنا
رد"عمران" بجدية قائلا
- مش ديه العنوان اللي چال لك في التليفون. احنا مشينا زي الخريطة ماجالت وديه العنوان
تابع بتعب واضح في نبرة صوته
- اتدلي ياچنه الله يرضى عنيكي مش جادر اتحددت
- أنا خايفه نكون غلطنا في العنوان
- هنسأل مش هنخسر حاچه
وبين شد وجذب بينها وبينه ترجلت بعد أن اكد لهما الحارس وجود " بدور"
ولجت " جنه" وعيناها معلقاتان على قطعه من الجنه على الأرض كما قالت لعمران.
توقفت أمام الباب الداخلي، قامت الخادمة بفتح لهما وعلى محياها ابتسامة صافية، اشارت لهما بالدخول قادتهما إلى حجرة الجلوس جلسا بعد أن اخبرتهم بأنها ستخبرها على الفور .
دقائق قليلة وأتى " خورشيد" وقال بإبتسامته المعهودة
- مساء الخير أنا خورشيد اللي كلمتك في التليفون أنتي جنه صح
وأني چوزها
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية