رواية عليا الفصل الثامن 8 - بقلم Lehcen Tetouani
… جرى فارس نحو أبيه وحمله وتوجه به إلى السيارة ثم إلى أقرب مستشفى وبعد أن فحصه الطبيب نادى علي فارس خارج الغرفة ليخبره أن والده تعرض لجلطه وانه اعطاه الحقنة التي تذيب الجلطات في الوقت المناسب ويجب مراعات حالته النفسية وعدم أزعاجه الفترة القادمة لان الزعل والحزن قد يفقده حياته وخصوصاً أنه لا يتحمل المزيد من الدعامات في هذا السن
قال فارس ومتى سيرجع معي للبيت
أجاب الطبيب سنجري له بعض الاشعة والفحوصات من أجل تحديد العلاج المناسب ثم تستطيع بعدها أن تأخذه معك
ثم بعد إنتهاء الفحوصات وبعد أن اطمئن فارس على والده أخذه إلي الفيلا لتستقبله الأم بإستغراب وتسأله عما حدث
ولما تأخر لهذا الوقت فغالبا يأتي من الشركه مع العصر وقد اوشك المغرب على الدخول وتتعجب من حضور فارس معه
فلم تعتد أن يأتي الي البيت في مثل هذا الوقت إلا بعد ألحاح منها ليتناول الغداء معها
ولكن فارس لم يخبرها بالحقيقة وقال لها ان والده قد شعر بوعكه صحية في المكتب لذا جاء به للبيت
نظر همام لفارس بحدة وهو يقول أرجو أن تصلح الخطأ الذي ارتكبته بسرعة
سألت الام ماذا حدث عن أي خطأ تتحدث
أجاب الأب أبداً هناك خطأ صغير قد حدث في الشركة مع أحد العملاء وفارس سيصلحه فقد استلم بضاعة فاسدة لا تصلح او تتناسب مع مستوي شركتنا وستسبب لنا مشاكل كبيرة ولابد أن يعيد البضاعة التي أخذها بالخطأ لصاحبها بسرعة حتي لا تتأثر سمعة الشركة مفهوم يابني
فارس ولكن البضاعة جيدة أنت لم ترها جيداً
الأب لقد اتخذت قراري وعليك تنفيذه فصحتي لا تتحمل
الجدال
الأم إذا كانت البضاعه لا تعجب والدك فعليك أن تطيعه فهو لديه خبرة أكبر منك بالإضافة أن صحته ليست جيدة هذه الأيام لتوتره
قال الأب ماتقوله أمك صحيح وعليك التنفيذ واليوم قبل الغد
فارس مفهوم يا أبي
قالت الأم ابقي معنا هذه الليلة نتناول الغداء سويا ثم نسهر سوياً لاعرف أخبارك
قال الأب دعيه اليوم بالذات فلديه عمل يؤديه وغداً ساحضره معي لأننا سنرتب سوياً لحفل زواجه من جاسمن
قال فارس بالاذن منكم ثم غادر فارس وكأنه يمشي علي جمر ودون هدف وبعدها ركب سيارته وانطلق نحو شقته
وهو فى صراع مع نفسه هل يتخلى عن حبه أم يضحي بوالده المريض ثم يقول لنفسه فارس لا تكن انانيا فحياة والدك في خطر وبالنسبة لعاليا ستبقي على ذمتك ولن يعرف والدك بالأمر ثم وصل الي الشقة وهو لا يعلم كيف قطع الطريق الي هناك
وجد عاليا جالسة علي الأريكة وبجوارها حقيبة ملابسها لم تفرغها بعد فعرف أنها تحضرت للوداع منه والمغادرة
نظر اليها والدموع في عينيه قائلا لها أنا أسف حبيبتي أنا لا أستطيع أن اتخلى عن حبي لك ولكن في نفس الوقت
لا استطيع أن أكون سببا في إيذاء أبي وموته سامحيني
قالت أعلم لذلك فأنا مستعدة للرحيل لقد كان بأمكاني الذهاب قبل أن تحضر ولكن ليس هناك مكان أذهب إليه
لذلك انتظرت قدومك
قال لو فعلت ذلك وغادرت دون أن اعرف مكانك كنت سأموت من الخوف عليك فهيا بنا لشقتك الجديدة فعلى الاقل حتي لو انفصلنا فأنا سأعرف مكانك ولا ادري ما الذي يحدث معنا فيبدو أنه مقدر لك ان تنامي هذه الليلة هناك فلم نفرح بعودتك للشقتنا حتي افترقنا مجددا ولكني لن اتخلي عنك أعدك بذلك
تحتضنه عاليا وهي تبكي ثم يطوقها بذراعيه قائلا أنت روحي ولا يمكنني أن اتخلى عن روحي لأنني ساموت عندها
قالت عاليا لا تقل ذلك ارجوك فهذا يؤلمني
قال اذا هيا بنا ثم يمسكها بيد ويمسك الحقيبة باليد الاخري ليخرج من الشقة ويتجه إلى الشارع نحو سيارته
أخذها فارس بالسيارة وأوصلها الي الشقة التي كان قد أعدها لها وهي شقة والده القديمة التي كان يسكن بها قبل تاسيس الشركة وهي تبعد اربعة كيلو متر عن شقته ثم أدخلها للشقة ووضع الحقيبة وانطلق خارجا ثم أقفل الباب ومضى دون وداع
جلست عاليا تبكي على الأريكة أما فارس فوقف أمام الشقة وقلبه يعتصر من الألم لا يدري ماذا يفعل هل يعود لها ويضمها ام يترك المكان وقبل أن يغادر يرن هاتفه فإذا بوالده في الطرف الآخر فقد اتصل حتى يتأكد من أنه تركها وسأله هل طلقتها ام لا
أجاب فارس لا استطيع يا أبي أرجوك لا تجبرني على ذلك فأنا مغرم بها ولكني أعدك أنني ساتزوج جاسمن ولن اعترض علي شئ تطلبه مني أبداً ولكن اتركها وشأنها
قال إذا لم تطلقها فلست إبني بعد الآن اه ياقلبي ستقتلني يابني
قال فارس اسف ياأبي لا تغضب سأفعل ما تريده مني
قال الأب أذا دع الهاتف مفتوحا واذهب لتلقي عليها اليمين حتي أسمع كلمة طالق بنفسي
طرق فارس الباب ظنت عاليا أنه أتي ليودعها فجرت نحو الباب بسرعة وفتحت الباب ولما وجدت فارس ارتمت في حضنه ولكنه أمسكها من ذراعيها وابعده عنه ثم قال وهو ينظر في عينيها أنا أسف أنت طالق ياعاليا ثم انطلق مسرعا نحو المصعد ولم ينظر خلفه
بينما في الطرف الآخر أغلق الأب الهاتف وأخذ نفساً عميقا
كأن حملا ثقيلا انزل عن كاهله
بينما كانت عاليا في الجانب الاخر جالسة على الارض وهي منهارة من البكاء ومصدومة مما حدث
أما فارس فانطلق بسيارته بسرعة جنونية حتى ان صرير عجلات القيادة لفت انتباه الشارع كله وانطلق مسرعا كأنه في سباق للسيارات و الاحداث تمر أمام عينيه مثل شريط السينما وفجأه وجد سيارة نقل أمامه لم يستطع أن يتفاداها فإصطدم بها فحدث حادث مروع وانقلبت السيارة اكثر من مرة
لينتهي المشهد بجسد فارس وهو مغطي بالدماء وملقى علي الأرض داخل السيارة لا يدري أحد ممن تجمعوا حول السيارة اهو علي قيد الحياة أم فارقها
أما أنا أتمنى لكم ليلة هادئة
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية