رواية كوثر الفصل الثامن 8 - بقلم Lehcen Tetouani
…… بدأ الطببب يروي لي كوثر قصة اكتشافه للبحيرة
اخبرها ان ذاك اليوم لايود ان يذكره ففي احد الايام طلب منه صديقه المقرب ان يأخذ إبنته الوحيدة للمستوصف في اليوم الموالي من لقائه له بما انه في ذاك اليوم سيكون مسافرا لامر ضروري يخص عائلته الكبيرة فالفتاة الصغيرة قال له انها يظهر عليها شحوبة وتسترجع كل ماتأكله
فطمأنه الطبيب انه سيفعل وسيجدها بخير عندما يعود من سفره المستعجل فوضح لها وهو يقص عليها القصة ان تلك الفترة لم يصبح طبيبا بعد
وفي اليوم الموالي نسي الطبيب امر الفتاة نهائيا وكأن احدا حذف من ذاكرته ماطلبه منه صديقه المقرب والوقت الذي تذكر فيه الامر. اصبح الوقت مساء حينها ذهب بسرعة إلى منزلها وهو يأمل ان تكون الفتاة الصغيرة بخير
واردف الطبيب يحكي لكوثر ماجرى وكانه يرى المشهد من جديد وهو جد متأثر وماإن وصل الى باب منزل صديقه حتى وجد هناك اناس كثر فهلع وخاف ان يصدق ظنه فتابع التقدم للامام وكانه يعود للخلف بخطوات
وبعدها اصبح يستطيع سماع صراخ والدتها تنوح وهي تذكر اسم ابنتها وهي تعاتبها كيف تخلت عنها وتركتها بمفردها من جديد هناك احس الطبيب انه تسمر في مكانه وتجمدت عروقه وكل فكره مالذي سيقوله لصديقه بعد ان يعود من سفره وبعدها علم ان الفتاة لم تحتمل ارتفاع درجة حرارتها حتى تلفظت باخر نفس لها وهي في حجر والدتها التي لم تستطع ان تفعل لها شيئا وهي تنتظر صديق زوجها الذي وصاها عنه قبل سفره بانها تتكل عليه باخذ ابنتها للمستوصف
في تلك الاثناء لم يستطع الطبيب الدخول بل عاد ادراجه وهو يجري ويركض دون توقف مع دموعه التي لاتريد حينها ان تتوقف وهو يؤنب ضميره ويعاتب نفسه انه هو من قتل وحيدة صديقه العزيز حتى وصل إلى ذاك المكان ومنذ ذاك الوقت اصبح مكانه المفضل وخلوته عند حزنه وضجره حتى فرحته
هنا سالته كوثر مالذي حدث بعدها مع صديقه
فاخبرها في يوم الدفن عندما رآه صديقه ترك كل شيء وهجم عليه كالوحش وطاح يضربه ويركله باقصى قوة لديه..
فلم يدافع الطبيب على نفسه بل ترك صديقه ينفس عن كامل غضبه و يخرج كل سخطه حتى تعب وخانه جسده وعندما اراد السقوط امسكه الطبيب واحتضنه وهو يطلب مته السماح والغفران فهو لايقصد وبعدها إمتزجت دموعهما مع بعضها البعض تبكي على نفس الشخص وهي الفتاة الصغيرة التي كانت معزتها على قلبيهما كلاهما نفس المعزة.
ومن ذلك اليوم عاهد الطبيب نفسه اته سيبذل قصارى جهده لكي تكون له الفرصة في إنقاذ الارواح ما إستطاع فدرس حينها الطب
تاسف الطليب لكوثر بعدما روي لها القصة فهو اراد لها ان ترتاح قليلا فزاد من بؤسها وحزنها ضعفين ولكن بعد تلك القصة اردفت وراءها حكايات وقصص تقص من طرفهما والتي تكاد لاتنتهي كلما إلتقيا هما معا وكانها تعلن ايضا عن بداية قصة خاصة جديدة هما بطلاها وهي قصة حبهما
مرت بعض من الايام ونورية تتناول دواءها بإنتظام فاحست انها احسن عن ذي قبل بكثير. فطلبت من كوثر ان تلبي طلبها الاخير . فمنحتها مدخرات حياتها واخبرتها انها كانت تحتفظ وتدخر المال على حسب حاجاتها ليوم تتمناه وتحلم به منذ مدة طويلة وهو الذهاب لزيارة كعبة الله والطواف ببيته العتيق
لم تستغرب كوثر من طلب نورية فهي منذ ان اصبح عقلها الصغير يدرك معنى ماحولها كانت تعلم يقينا ان التي ربتها مؤمنة تقية قريبة من الله عز وجل وهي من علمتها التقرب إلى الله بالصلاة والدعاء. ولولا نورية التي دخلت في حياة كوثر في مرحلة نشأتها وعلمتها المعنى الحقيقي ان يكون الانسان مسلما لما اصبحت كوثر بعد إختطافها والتعرض للاسية وكل الشر الذي راته في حياتها وهي طفلة بريئة تحولت تلك البريئة إلى إنسانة شريرة تملك في قلبها الحقد والغل الكثير وتنتقم من الجميع بسبب كل ماعاشته من سوء.
في تلك الاثناء اصبحت كوثر تبحث في كل مسجد تسأل أئمتها عن كيفية الذهاب إلى حح بيت الله. ومن حسن حظها اشفق عليها إحدى الائمة الصالحين عندما سمع ان نورية هي في مرحلة متأخرة من مرضها فاخبرها ان هناك مجموعة بعد يومين ستنطلق لأداء الحج فإن ارادت ان تنظم لهم فليست لهم مشكلة. ولكن بما انها مريضة عليها فقط اخذ احد افراد عائلتها ان ترافقها لتساعدها في قضاء حوائجها ان تعبت فجأة فالرحلة متعبة وطويلة جدا وقد تكون خطرة على حياتها ليكون الامر واضحا بالنسبة لهم. واخبرها بكل الترتيبات ومايستدعي لسداده واليوم الذي سينطلقون فيه. وعلى كوثر ان تخمن وان قبلت عليها بإبلاغه
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوثر) اسم الرواية