رواية لتحيا نيران العشق الفصل السابع 7 - بقلم هدى زايد
الفصل ال7
الفصل السابع
~ قرارت جديدة ~
______________
اعتصر قبضته حتى انقطع عنها الدماء، ثم نظر لصديقه الذي عتابه بملامحه وكأنه يقول له هذا ما أخبرتك عنه سابقًا .!
تنفس بعمق وهو يطبق على جفنيه ليردف بثبات ظاهري قائلًا
- چنه جالت لك كِده؟
رفع منكبيه وقال ببساطة حد الاستفزاز
- مش مصدجني اسألها
رد " المأذون" ليعلن عن وجوده قائلًا
- يا چماعه كِده ماينفعش هملوني وياهم وحدنا خلوني اعرف احكم بنتاتهم يمكن ربنا يجدرني وميحُصُلش طلاج
انتهز الجد " ايوب" هذا العرض جيدًا وقال بصوت هادئ ونبرة تملؤها الرجاء
- وماله يا مولانا حالًا تكون عنيدك مش كِده يا نعمان ؟
ساد الصمت للحظات داخل غرفة الديون، وقف الجد وقال بأنف مرفوع
- أني هخرچ برا أني وسليم وقمان إنت يا ايوب
ختم حديثه قائلًا بنبرة لاتقبل النقاش
- اشوف لاول چنه وبعدها اخرچ من الجاعه
رد الجد "ايوب " وهو يضغط على رأس عكازه بعد أن وقف عن المقعد
- وماله يا حاچ نخرچوا اتفضلوا نشربوا الجهوة في المُندراة الصغيرة
وبعد مرور عدة دقائق من خروج الثلاث رجال
جلس "عمران" في إنتظار مجيئها بين اللحظه والأخرى .
أما في غرفة الجلوس المجاورة
جلست بين النسوة بجسدها وعقلها في مكانًا آخر
تهز ساقيها بسرعه شديدة، لتخفف من توترها
لا تعلم ماالذي ينوي عليه "عمران" إن كان يريد الانفصال فهي الفائزة بهذا الانفصال ستحصل على مليون جنيه وربما أكثر .
وإن رفض الانفصال لن تخسر الكثير ستظل معاه حتى ينفصل عنها، كانت جدتها تردد بخفوت على حبات مسبحتها كلمات تستغفر فيها الله، هبت واقفه ما إن أتى إليها " كرم " شقيق زوجها الأوسط وقال بهدوء
- چدي رايدك چوا
- ليه ؟
- دلوجه هتعرفي خلصي وحطي طرحة على شعرك
- طب ثواني
وبعد مرور عدة دقائق كانت تقف مقابل زوجها نظرت له ثم نظرت لـ(المأذون ) جسلت على المقعد المجاور لجدها "نعمان" وقالت بهدوء
- في إيه ياجدي ؟
رد الحاج "نعمان " قائلا بجدية
- عمران عاوز يطلجك يابتي
وقبل أن يُكمل حديثه قاطعه مصححًا
- اسمها غاصب عليه أني مش عاوز اطلجها دي حاچه والحاچه التانيه. هي إن المفروض تسيبي لنا فرصه نتعرفوا فيها على بعض ولو محصلش نصيب يبجى الانفصال هو الحل وهتاخد كل حجوجها
نظر الحاج " ايوب " لحفيدته وقال بنبرة تملؤها التوسل
- الجرار جرارك يابتي شوفي عاوزة إيه ؟
دنا الجد " نعمان " وهمس يجانب أذنها وقال
- جولي مش عاوزك وشوفي چدك وواد عمك هيعملوا إيه
رد"المأذون" وقال بنفاذ صبر
- يا چماعه ماهينفعش كِده هملوني معاهم هبابه وأني هتحدد وياهم
خرج العائلتين وبقى ثلاثتهما في الديوان، هتف "المأذون" بجدية قائلًا
- جل لي ياولدي معاوزش تتطلجها ليه ؟
رد "عمران" بجدية
- رايدها يا مولانا وهي كيف المچانين عليها عفريت اسمه طلجني
ردت مقاطعه
- وأنا مش عاوزاه يا مولانا هو مبيحبنيش ولا عمره شافني يبقى لحق يحبني إمتى وفين وازاي وأنا يادوب لسه حاطه رجلي في البلد مبقاش لي كام يوم
-ومين جال إني عبحبك أني رايدك تكوني مرتي وليه تسبجي الاحداث مايمكن حبوا بعضنا
- إنت مجنون احب مين بس أنا مستحيل اكمل معاك وهرفع عليك قضيه خُلع
- وأني هاطلبك في بيت الطاعه وريني هتعملي إيه بجى
- شفت يا مولانا اهو مطلعش بيحبني زي ما بيقول
- أنتي مابتفهميش بجول لك رايدك رايدك في فرج بين رايدك وعحبك
- وإيه هو الفرق بقى ؟
- أني رايدك تكوني چار چدي ومترحيش لولد السيوفي ديه هتفتحي بحور دم ملهاش آخر
- أنا مش فاهمه حاجه
- مشكلتي إني مبعرفش اتحدت مع حريم ولا بعرف افهمهم غرضي
والمطلوب إيه مني دلوقتي ؟
تصبري عليّ لحد ما النار تخمد وتتحول لرماد
خلصونا يا ولاد هتطلجوا ولالاه
-ايوا
-لاه
-وبعدين بجى
-أسمع يا مولانا خلاصة الجول طلاج مبطلجش
جولهم كِده
وقفت عن مقعدها وقالت بنفاذ صبر
طب اسمع يا عمران أنا اعصابي تعبانه ومش قادرة اخد قرار دلوقتي ايه رايك تسبني اروح مع جدي البيت وبعدين نبقى نتكلم
-طب سبيني افكر
-هاا فكرت
- بجول لك إيه أنا عندي شغل هخلصه وابجى ارچع اشوف موضوعك ديه وإنت يا مولانا خدك واچبك وروح ماعندناش بنات للطلاج
سلام عليكم
- خد هنا يا مجنون إنت تعال طلقني وروح شغلك
خرج " عمران " من الديوان استوقفه الجد "ايوب" متسائلًا بلهفه
- عملت إيه يا ولدي ؟
أجابه بجدية
- متخافش يا چدي سبتها چوا زي الفولة في النار ومرضتش انفذ كلامها كل اللي اتفجنا عليه حصُل
هو إيه اللي إنتوا اتفقتوا عليه يا جدي ؟
بتتدخلي ليه في كلام الرچالة أما أنتي ست عچيبة والله
كبح الجد إبتسامته التي ارتسمت على ثغره ما إن غادر " عمران" المكان، استارت له بجسدها كله وقالت بعدم استيعاب
- أنا عاوزة افهم هو عمران دا مصنوع من إيه ؟
تنحنح وراح يقول بجديه مصطنعه
- من الچدعنه والرچولة
تابع وهو يلج الغرفة مرة أخرى
-همي بينا نشوف چدك
جلس أربعتهما في ديوان العائلة، استمع الجد " نعمان إلى حديث صديق العمر كما كان يفعل دائما لكن هذه المرة هب واقفًا عن مقعده، وهو يضرب بعكازه فوق الأرض وقال معارضًا
- إيه الحديت الماصخ ديه واد ولدك خرچنا عشان يحلها ولا يعجدها هو فاكر نفسه إيه عاد
- ولدي رايد بت عمته
رد الجد مقاطعًا
- اجفل خشمك ياواد ايوب من ميتا الصغار بيتحتوا والكبار جعدين !
وقف مقابلته وقال بصراخ
- اللي مش عچابك ديه داكتور راچل الف بت تتمنى ضوفر رچله وإن كان ابوي هيفضل يچر ناعم كِده كتير على حساب ولدي فأني مش هجبل بديه واصل ولدي زين الرچال ومش من حج أي حد مين ماكان يكون يجلل منيه واصل
ضرب "نعمان " بعصاه طرقات سريعة ومتتالية ثم قال بحدة وصرامة
- ايوب لم ولدك وجل له كِده عيب
بس بقى كفايه حرام عليكم إنتوا إيه مبتزهقوش من الكلام والتهديد كفاية بقى تحكمات ياجدي
آآه
كانت هذه عبارة " جنه" قبل أن يصفعها جدها
" نعمان " صفعه مدويةوضعت يدها على وجنتها هرول نحوها والد عمران محتضن إياها وقال بحنو
- حجك عليّ يا ضنايا
خرجت من حضنه وقالت ببكاء مرير
- لأ حقي مش عليك ولا على ابنك حقي على نفسي اللي بهدلتها معايا من يوم مادخلت البلد دي
إنتوا ناس مبتفكرش غير في الدم والنار والخراب
وأنا واحدة عمرها ماشافت حتى خناقة في شارع
رد الجد " نعمان " مقاطعًا
- اخرسي يابت وبطلي چلع ماصخ همي بينا خلينا نروح دارنا
هدرت بصراخ
- لأ مش هخرج من بيتي مش هروح معاك في حته
أنا بجول إننا نمشي دلوجه ونيچي وجت تاني يكون چنه هديت شوي ونشوف حل يرضى چميع الأطراف .
قالها " سليم " وهو يضغط على كتفه بهدوء لينصاع لرغبته بينما ضرب الجد حديث حفيده بعرض الحائط، وقبل يتحدث كلمة أخرى قام بتحذيرها قائلًا
- جسمًا بالله لو ما چيت وياي دلوجه لتزعلي زعل واعر جوي
ردت بصراخ قائلة
- أنا مش فارق معايا زعلك او تزعلني أنا الحاجه الوحيدة اللي قهرتني هو إن يوم ما عرفت إن ليا أهل عرفت يعني إيه وجع بجد
هرولت من الحجرة متجه إلى غرفتها، افترشت السرير بجسدها خارت كل قواها في البكاء، لم تستمع لنداء " نرجس " وجدتها لكنها لم تعير إحداهن أي اهتمام .
على الجانب الآخر وتحديدًا في مدينة القاهرة
استقيظت من نومها على إثر آلالم برأسها، وضعت يدها على جبهتها وهي تغمض عينها، اعتدلت في جلستها ثم نظرت إلى هاتفها الموضوع على الكومود ترددت التقطته وهي تنهض من الفراش
خرجت من الغرفة ثم هبطت سلالم الدرج بهدوء
وجدت عمها جالسًا على رأس المائدة وعلى يمينه " خورشيد" وعلى يساره "حذيفه" .
توقفت أمامه وقالت بصوت متحشرج
- اشوف وشك بخير أنا همشي
رفع بصره تجاهها متسائلًا بنبرة متعجبه
- هتروحي فين يا بنتي ؟
حاولت تمالك نفسها قدر المستطاع والتظاهر بالقوة وهي تقول
- هرجع بيتي أنا تقلت على حضرتك
رد " حذيفه " مقاطعًا
- إيه الكلام دا تروحي فين وبيت عمك موجود !!
رد " خورشيد " مؤكدا
- خليكي يا بدور هنا بابا محتاج لك وأنتي محتاجه له خليكي
ابتلعت غصتها وقالت بمرارة
- أنا محتاجه ابقى لوحدي ارجوكم بلاش تضغطوا عليا
أومأ عمها بالإيجاب وقال
- طب يا بدور خليني إني أنا وافقت على طلبك دا ازاي هطمن عليكي وأنتي لوحدك يابنتي
صمتت برهة قبل أن تتحدث بمرارة
- ماهو أنا مش لوحدي هو معايا
سألها " خورشيد " بعدم فهم
- هو مين
أجابته بقهرٍ وحزن
- بابا هو مش هايسبني أنا عارفه إن هو معايا ووو
اجتاحها القهر والحزن حاولت السيطرة على حزنها لكنها فشلت، فتح لها عمها ذراعيه وقال بمرارة
- تعالي يا حبيبتي تعالي في حضني
وكأنها كانت في إنتظار هذه الإشارة، ارتمت في حضنه ربت كلهما على قلب الآخر بكلماته، مسد على ظهرها وهو يقول بحزن
- مش هتمشي مش هتسبيني أنا محتاج لك أنتي منه ومني أنتي من ريحة الحبايب ومش هسيبك لحد ما اروح له
خرجت من حضنه وقالت برجاء أقرب أن يكون لتوسل
- ارجوك يا عمي ابوس ايدك خليني امشي .
رد مقاطعًا
- مستحيل مش هسيبك هتفضلي في حضني برضاكي او غصب عنك
رد" حذيفه" مقاطعًا بمشاكسه
- الحق يا خورشيد بابا خلاص باعنا بدور خلاص كلت الجو مننا
قاطعه ممازحا
- حبيبي محدش يعرف ياخد مكاني انا اسيبه بمزاجي بس يلا مش مشكلة خليها تأكل عيش
احتضن وجهها وقال من بين دموعه
- شايفه العيال البايخة دي غيرانة منك ازاي ؟ يلا بقى امسحي دموعك وتعالي اقعدي جنبي هنا عشان الفطار يبقى له طعم بيكي
أشار بإصبعه لحذيفه وقال بجدية مصطنعه
- قوم يا ولد من هنا دا بقي مكان الهانم الصغيرة
وقف عن مقعده وقال بجدية مصطنعه
- علم وجاري التنفيذ ياباشا
ثم نظر لها وقال باسمًا
- اتفضلي يابدور هانم
تناولوا وجبة الإفطار بين مزاح وجديه مصطنعه بين أولاد عمها لتخفيف عنها، اعتذرت منهم جميعًا وعادت إلى غرفتها نظر عمها إلى أولاده وقال
- ياريت يا ولاد محدش يزعلها بأي كلمة
رد " حذيفه "متفهما حديثه وقال
- طبعًا طبعًا يابابا من غير ماتقول
ختم حديثه قائلًا
- خورشيد عاوزك بخفة دمك كدا تخفف عنها حزنها وحاول تخرجها من الكأبه اللي هي فيها
رد " خورشيد " بجدية
- حاضر يابابا من غير ما تقول أنا بعد أذنك هاخدها وأخرج النهاردا في أي مكان قريب نغير جوا
- ماشي مافيش مشكلة بس بلاش اماكن هاديه خليك في اماكن عامة
- حاضر
وبعد مرور ساعتين
كان " حذيفه " يقف يهندم حلته الأنيقه، التقط عطره قام بنثر بعض القطرات ليغمر جسده بهِ، نظر لصورته المنعكسه في المرآة، وبعد أن انتهى
خرج من من الحجرة متجه نحو الحديقه حيث تجلس " بدور " جلس جوارها على الأريكه وقال
- مساء الخير
ردت بصوت مبحوح
- مساء النور
- عاملة إيه دلوقتي
- الحمد لله
- إنت خارج
- آه خارج شوية إيه رأيك تخرجي معايا؟
ردت نافيه
- لا اخرج إنت أنا مش عاوزة ازعجك
- فين الإزعاج دا بس قومي تعالي معايا
قاطعته بخجل
- ايوا بس أنا
سأله بفضول
- أنتي إيه ؟
أجابته بخجل
- ماعنديش لبس يليق ب
-
رفع سبابته محذرا إياها قائلا
- إياكي تقولي كلام ملوش لازمة قومي يلا تعالي معايا
- كدا !!
- ماله كدا ؟
نهضت معه تاركة هاتفه علي سطح المنضدة الزجاجي .
وبعد مرور عشر دقائق أتى "خورشيد" وهو يقول بعتذار
- أتأخرت عليكي آس
صمت ما إن رأى هاتفها وهي على سطح المنضدة الزجاجي بحث بعينه عنها لم يجدها في المكان فسأل إحدى الخادمات فأجابته بما حدث منذ قليل
ركل الأرض بقدمه وقال بغيظ
-ماشي يا حذيفه أنا هعرف شغلي معاك
جلس على الأريكه ثم وضع ساق فوق الأخرى، دس يده في جيب حلته الرمادية، ليخرج هاتفه تراقصت أنامله على لوحة المفاتيح ثم رفعه على أذنه في انتظار رد أخيه
كانت في ذات الوقت "بدور" جالسه جوار "حذيفه" الذي كان يحاول جاهدًا كبح إبتسامته
من غضب أخيه الذي يتحدث غيظٍ شديد اما هو كان يتحدث بهدوء حد الاستفزاز
- هلا بالمقدم خورشيد، ربنا يخليك يارب، اه هي معايا لأ اطمن، حبيبي خلي بالك إنت من نفسك يلا اسيبك بقى عشان وصلنا مع السلامة
- خورشيد بيسلم عليكي
شاحت بوجهها تجاه وقالت بإبتسامة باهته
- الله يسلمه ويسلمك
- يلا بينا وصلنا
سألته بدهشه
- وصلنا فين ؟
أجابها بهدوء
- دا مول هنجيب منه شوية لبس ليا وليكي
ترجلت بهدوء وهي تتجه نحوه وضعت قدم وقبل أن تضع الأخرى عادت لكنه قبض على ذراعها برفق وقال بجدية
- هندخل يعني هندخل
ولجت أخيرًا وعيناها معلقاتان على سقف المتجر ذاهلة مما وجدته من تصميمات غايه في الجمال والروعه هذه المرة الأولى التي تلج متجر كهذا .
كل ما تشتهي الأعين يوجد هنا بأسعار خرافية يعلم هو أحد المحال الذي يتعامل معه باستمرار ولج هو وبقت هي تشاهد الملابس والأحذية خرج مرة أخرى متسائلا بخفوت
- واقفه عندك بتعملي إيه تعالي هندخل هنا نختار كام فستان
ردت بذات الصوت قائلة بدهشه
- كام فستان إيه بس إنت عارف الفستان بكام ؟
سألها باسما
- بكام ؟
أجابته هامسه
- معرفش بس اكيد غالي وغالي قوي كمان يمكن يكون 2000 جنيه مثلا
كبح إبتسامته كي لا يحرجها وقال بجديه مصطنعه وهو يشير لها بالدخول
- احنا هنشوف الأسعار بس مش هنشتري غاليه
ولجت معه تنتقل بعيناها بين هذا وذاك، وعندما نال أحدهم رضاها توقفت عنده وقالت
- داحلو وهادي ومش ملفت
- عجبك دا ولا هتاخدي عشان اللي اختارته كان غالي
ردت كاذبه
- لأ صدقني هو جميل وأنا بعشق الأسود
استشعر الكذب في نبرة صوتها فقال بجدية وهو يشير للعاملة
-لوسمحتي هناخد الفستان دا
ردت " بدور " مقاطعه بتردد
- هو دا بكام لو سمحتي
أجابتها العاملة بإبتسامتها المعهودة
- 20الف يافندم
- قلتي كام!!
- 20 الف بعد الخصم
وقبل أن تتحدث قاطعها " حذيفه " وقال
- هناخد اللي اختارته واللي أنا اختارته
- تمام يا افندم تحت أمر حضرتك
غادرت المتجر وعقلها لا يصدق ماحدث ولا يريد أن يصدق، توقفت فجأة وقالت بذهول ودهشه شديدان
- بقى فستانين بس عاملين 50 الف جنيه ليه حرام دا ولا حلال دا لو جبت قماش وفصلته مش هيجيب ال1000 جنيه
نظر حول ومقال بهدوء
- هو أنتي مش واخدة بالك احنا فين ؟
- للأ سف واخدة بالي وبصراحة بقى المصاريف دي كتيرة قوي
- مش كتيرة عليكي وبعدين ياستي اعتبريها هدية
- حتى لو هدية بردو غالية قوي
- كل واحد ولي قيمته وأنتي قيمتك غاليه ولازم هديتك تبقى غالية
تابع سيرهم ليبتاع مايلزمه من ملابس وأحذيه، حتى جاء دوره الشراء، كان حائر بين هذا وذاك حتى وقع الاختيار على أكثر من حلة تنوعت بين ذوقه وذوقها .
أما في الصعيد
كانت "جنه" تقف أمامه بجمود ظاهري تحاول قدر الإمكان حبس دموعها التي فضحتها ما أن رأته يسألها عن سبب حزنها، بلعت غصتها وقالت بمرارة
- جدي اللي المفروض يكون سندي وضهري بيضرني أنا بالقلم وجدك واقف كأنه مش موجود وأبوك مقدرش عليهم وأنا عشان مليش حد يقولهم
بتعملوا إيه بقوا كلهم ضدي وعاوزيني معاهم بالذوق او بالعافية
هبطت دموعها كالشلال على وجنتها، مد أنامله ليكفكف دموعها وقال
- ششش معاوزش اسمع كلمة تانيه جفلي على الحديت لحد كِده
اقترب منها ثم سحبها بهدوء لحضنه وقال بحنو وهو يمسد بكفه على ظهرها
- ماعاش ولا كان اللي يمد يده عليكي وأني عايش
خرج من حضنه وقالت بمرارة
- لأ عاش وموجود وللأسف الحد دا جدي
رد باسما
- يبجى يجول على روحه يا رحمن يا رحيم
قاطعته بحدة قائلة
- إنت اتجننت هتقتله ولا إيه دا جدي وهو عمل كدا وقت غضب مش أكتر
ابتسم لها وقال بجدية مصطنعه
- وه اومال كيف زعلانة وبتجولي مليش ومليش
- ايوا زعلانة منه بس دا مايمنعش إن دا جدي بردو
- يعني اطلع منيها أني عاد
- لأ خليك مش إنت السبب في اللي حصل دا كله
- كيف يعني ؟
- عشان مرضتش تتطلقني يلا صلح غلطتك وطلقني
- أنا جاي ورايد اتحدت وياكي حديت مهم جوي وياريت تاخدي فرصتك في التفكير
- كلام إيه دا ؟
استجمع شجاعته وهو يُلقي بحديثه دفعة واحدة
- أني رايدك يا چنه رايد نتچوز بچد، خُدي وجتك واللي تجولي عليه هيمشي وأي حاچة نفسك فيها ربنا يجدرني واحججها لك
وقفت ذاهلة من حديثه لاتعرف إن كانهذا مخطط جديد من جدها أم هو جاد في طلبه
تنحنحت لتعود من بئر أفكارها متسائلة بتلعثم
- في الحقيقه إنت فجأتني ومش قدر احدد و
رد مقاطعًا
- خُدي وجتك في التفكير مش مستعچل بس رايد تعرفي حاچه مهمه جوي
سألته بفضول
- حاجه إيه ؟
أجابها بنبرة صادقة
- يشهد الله عليّ إن طلبي ديه نابع مش چوايا وچدي ملوش دخل واصل فيه
وكأنه قرأ أفكارها لاتنكر أنها شعرت بالإرتياح حين قال هذا الحديث لها فقررت أن تُعطي له هُدنة للتفكير كما قال لها
هتفت بتذكر قائلة
- صحيح نسيت اقولك
ابتسم وقال
- جولي
- عمي خورشيد مات وأنا لازم انزل مصر عشان بدور
- هي ردت عليكي ؟
- لأ مرضتش دا ابن عمها هو اللي رد عليا افتكرته هو عم ناجي وكنت بهزر معاه
قاطعها فجأة متسائلا بغيظ
- بتهزري وياه كيف معلش ؟
ردت بتلعثم
-لا أنا مبهزرش مع خورشيد أنا كنت بهزر مع خورشيد
رد ساخرًا
- لاه إذا كان كِده ماشي ماهو خورشيد مش خورشيد
تابع بحدة
- مين خورشيد ديه وكيف تهزري وياه ليه متچوزة سوسن حضرتك
انتفضت على إثر صوته المرتفع وقالت بعتاب ولوم
- إيه يا عمران خضتني ما بقولك إني كنت بهزري مع خورشيد مش خورشيد
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية