رواية كوثر الفصل السابع 7 - بقلم Lehcen Tetouani
عادت كوثر ونورية إلى المنزل وهما مهمومتان الحزن باد على وشوشهن والصمت طغى على مجلسهما فارادت كوثر ان تخفف قليلا على نورية فلم تجد سوى ان تاخذها معها إلى بيت الله لتحضر جلسة النطق بالشهادة لماميتا
فرحبت نورية بالفكرة وحينئذ انطلقن جميعهن إلى المسجد حتى والدة كوثر فهي ارادت ان تشاركهن الحدث فهي معهن في الضراء قبل السراء ولن تتركهن في يوم مميز كهذا.
كانت الجلسة مؤثرة كثيرا ومن لم يبكي في تلك الاثناء خاصة عندما كانت ماميتا تلفظ بالشهادتان رغم انها وجدت صعوبة شديدة في النطق السليم للكلمات بما انها لغتها بعيدة كل البعد عن لغة الام لغة الكتاب لغة الله
وكانت كوثر هي من كانت تترجم لها كلام الامام ونصائحه لماميتا واقترح عليها ان دخولها للإسلام لايقتصر على النطق بالشهادتان فقط بل تستطيع التوغل في كسب معرفة المعنى الحقيقي لجمال القران أكثر وذلك بحفظ بعض السور منه لتستطيع قيام الصلاة بها ايضا والتي وجب عليها فراضيتها منذ اللحظة التي اعلنت فيها اسلامها
كما إقترح عليها الإمام ان ارادت ان تحفظ بعضا من السور والتي ستبدا منها القصيرة فقط حتى تألف النطق بالحروف الابجدية فهناك اخوات يقمن بمساعدة حفظ القران للذين يرغبون ذلك في الفترة الصباحية
فوافقت ماميتا فورا بعد ان ترجمت لها كوثر ماالهدف الاخير من كل ذلك ولم تدع نورية الفرصة فهي تريد شيئا يريح ويهدا ويطمن قلبها في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بالدات ولايوجد اجمل من ذكر وتلاوة القران فطلبت من كوثر انها هي من ستكون مرشدة ماميتا للطريق مابين المنزل والمسجد واتفقا على ذلك رغم إعتراض كوثر في البداية بسبب سوء صحة نورية فهي تخاف عليها وهي خارج المنزل.
في اليوم التالي ذهبت كوثر بمفردها دون دراية نورية إلى الموعد الذي حدده لها الطبيل مع والده..
ومن كان ينتظرها في الرواق هو الطبيب نفسه
لم تستطع كوثر ان تستوعب انها ستفقد نورية في اي وقت دون ان تفعل لها شيئا لينقذها.. خاصة بعدما اوضح لها والد الطبيل المختص في امراض الكلا بان تضحيتها لن تزيد من عمر والدتها بالتبني إلا عدة ايام فقط واردف يوضح لها بالتفصيل انها حتى ولو نجحت تبادل الكلية ستخسرها في عدة ايام لااقل ولااكثر لان جسدها اصبح لايتحمل المقاومة وبعض الخلايا الداخلية تلفت واصبحت لاتعمل
واتمم يقول لها حتى هي يقصد كوثر نفسها لن تسلم قد يحدث للعملية مضاعفات والجرح قد يتعفن وتنتكس نجاح العملية برمتها في اسبوعها الاول لذلك عليها ان تتخلى عن الفكرة وترضى بالقدر..
خرجت كوثر من عند الطبيب وهي محبطة تبتلع دموعها الغزيرة التي تنهمر على وجنتيها ومن رافقها الى الخارج الطبيب الذي كان معها منذ بداية اللقاء وذلك طلبا من والدها ادم الذي كان يتتبع خطوات ابنته من بعيد إذ انه خاف عليها في كلتا الحالتين ان قامت بعملية التبديل. او برفضها فكلاهما سيحزن ابنته كثيرا فهو اصبح يعلم مالذي تعنيه لها نورية.
طلب الطبيب من كوثر ان لاتذهب للمنزل مباشرة وهي على هذه الحالة المزرية فطلب منها ان ياخذها إلى مكان تستطيع ان تستعيد فيها انفاسها قليلا ثم تعود للمنزل إن ارادت بعد ذلك فوافقت كوثر بعد إلحاح الطبيب بأنها لن تندم على الذهاب معه
وبالفعل المكان الذي اخذها الطبيب إليه كان جد ساحرا. بحيرة زرقاء تسبح عليها طيور البجع الجميلة وكل ماحولها كان عبارة حشيش كثيف ونباتات طويلة الشكل مابين اغصانها الرفيعة ازهار متنوعة الالوان مما اضاف للمكان جمالا ورونقا
شرح قلب كوثر للمنظر التي بهرت بجماله وروعته وسألته مصاحبة ببسمة نورت وجهها الحزين قليلا. كيف له انه اكتشف هذا المكان بالرغم من المسافة البعيدة مابينه وبين عمله او منزله فروى لها الطببب قصة اكتشافه للبحيرة
اخبرها ان ذاك اليوم لايود ان يذكره
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوثر) اسم الرواية