رواية لتحيا نيران العشق الفصل السادس 6 - بقلم هدى زايد
الفصل ال6
ابتسمت وقالت بسخرية
- غريبه مع إنك دكتور
تابعت بتذكر متسائلة بفضول
- صحيح إنت دكتور إيه ؟
توقف المصعد فجأة وانفتح الباب لتظهر " جميله" وصديقتها، تسمرت مكانها ما إن وجدته يعانق أنامله بأناملها ليبث فيها الأمان ما دامت بجانبه، يشعر برجفة يدها، ولجت صديقة "جميله" وهي تجرها جرًا لتلج المصعد، ابتسمت ثم قالت بإبتسامتها المعهودة
- اذيك يا داكتور عمران الف سلامة عليك
- الله يسلمك يا داكتورة وفاء
- احب اعرفك على مرتي چنه بت عمتي ومرتي
- اهلا وسهلا
اهلا بيكي
قالتها " جنه" وهي تحاول أن تخرج نبرة عاديه، بينما كانت " جميله" تتابع حديثهما في صمت تام. حتى ختم حديثه وهو يشدد على كلماته لتصلها مغزها جيدًا
- چنه تبجى بت عم الداكتورة چميله هي صعيديه زينا برضك بس طول عمرها عايش في مصر، كنت في زيارة مع چدي ليها العيد الصغير وعچبتي اتعرفنا على بعض واتچوزنا والحمد لله مبسوطين
مع بعضنا
ردت " وفاء " بخبرة سيدة تعرف ببواطن الأمور وقالت
- ربنا يسعدكم وعجبال ما نفرح بعيالكم عن جريب
ابتسمت " جنه " وقالت بخفوت
- متشكرة لذوقك
-عسل مرتك دي يا عمران
- وعتحبيها اكتر لما تجعدي وياها جعدتها متتشبعش منيها واصل هي أصلا كيف البسكوت كِده رجيجه مش كيف الجطط الصعرانه
توقف المصعد أخيرًا وخرج " عمران وجنه" وقال وهو يلوح بيده
- سلام عليكم كان نفسي اجعد معاكم بس چنه تعبت وياي وطول الليل سهرانة خلينا نشوفك يا داكتورة وفاء
- بإذن الله يا داكتور عمران والف سلامة عليك
ثم انتقلت ببصرها لزوجته وقالت بإبتسامتها العريضه
- فرصة سعيدة إني اتعرفت عليكي يا چنه
- أنا اسعد تسلمي
خرجا سويا وهو مازال يضغط على يدها بينما كانت " جميله " تستشيط غضبًا من حركاته تلك
وضعت "وفاء " يدها في جيب معطفها الأبيض وقالت بعدم فهم
- طب والله العظيم البت كيف الجمر علي رأي عمران
- أنتي بتغظيني يا وفاء تحبي اجتلها عشان ترتاحي
- وه وهو أني برضك اللي هترتاح يا چميله وبعدين يابت الناس البت باين عليها غلبانة ومچبتش سيرة وإلا كان طربج الدنيا فوج دماغك
- أني حظرتها وهنشوف هتنفذ ولا لاه
- وافرض مخافتش من تهديدك ديه
- يبجي تجول على نفسها يا رحمن يا رحيم
- والله اادبتي في عجلك أني همشي عندي شغل كتير ومش فاضية لچلع الحريم ديه
في سيارة " عمران" كان يجلس جوارها يستمع لها باهتمام وهي تحاول معرفة ما حدث بالداخل
ابتسم وقال للسائق
- اطلع يا مرعي على الدوار توصل ستك چنه وبعدها هتطلع بينا على المُندارة نشوف چدي عاوزني ليه ؟
ردت معارضة بجدية
- إنت بتهزر صح ماهو مش معقول هتروح المندارة وإنت لسه خارج من المستشفى
- بس چدي موكد عليّ إني احضر هروح خمس دجايج وهرچع أني أصلًا تعبان
- يبقى تروح البيت واللي هو عاوزك في يكون هناك
- چنه اسمعي الحديت ومتتعبيش جلبي وياكي
- كدا براحتك هي صحتي ولا صحتك
- زعلتي ولا إيه ؟
رفعت كتفها وقالت بجدية مصطنعه
- وازعل ليه وعلى مين أصلًا
في مدينة القاهرة
وتحديدا في ڤيلا " حذيفه" خرج من غرفته
وجدها تهبط سلالم الدرج بخطوات هادئة
سألها بنبرته الهادئة
- كنتي فين ؟
أجابته بذات النبرة
- مافيش كنت بشوف بابا بس الظاهر إنه لسه نايم أم إبراهيم قالت لي إنه رفض يفطر وطلب يرتاح
سار جنبًا إلى جنب حتى وصلا إلى مائدة الطعام الموضوعة وسط الحديقة .
جلس هو على رأس المائدة وجلست هي جواره بدأت الخادمة في وضع أنواع الطعام المختلفه لهما سألته بتذكر
- صحيح عمي عامل إيه دلوقتي؟
كان يلوك لقيماته بهدوء وراح يقول بحزن
- الحمدلله على كل حال
سألته بنبرة متعاطفه
- لسه مافيش تحسن ؟
ترك الملعقه من يده وقال بحزن
- للأسف مافيش الدكتور قال البيت افضل كتير من المستشفى ودا معناه إنه خلاص و
وقبل أن يكمل حديثه
ما إن لمحته يأتي تجاهها، نزلت أسفل الطاولة تختبئ بها سألها بنبرة متعجبة قائلا
- أنتي بتعملي إيه تحت الترابيزة اطلعي يابدور
صباح شريف حذيفه باشا أنا جعان اقعد ناكل وبعدين نكمل كلامنا عن محاضرة الالتزام بالمواعيد بتاعت كل يوم
أردف "خورشيد" عبارته بسرعة وهو يجلس على أحد المقاعد وقبل أن يجلس صرخ بصوته كله وهو يردد بفزع
- بسم الله الرحمن الرحيم أنتي إنس ولاجن ولا حكايتك إيه بالظبط ؟
نفضت يدها عن الثرى وقالت بعتذار
- لأ أنا بدور أنا آسفة مش قصدي
ابتسم " حذيفه " وقال بجدية
- ماهو لو حضرتك بتعبرنا حتى بالتليفون كنت عرفت إن عمك وبنته وصلوا بقالهم يومين بس للأسف حضرتك ملكش في المواعيد المظبوطه
-خلاص بقى يا حذيفه هو إنت كل ما تشوفني هتقول الكلمتين دول.
تابع حديثه قائلا
- خلينا نتعرف على القمر أنتي قلتي اسمك إيه ؟
ابتسمت وقالت بعفويتها
- بدور إنت بتنسى ولا إيه؟
- أنتي مين بقى يا بدور
- بنت عمك
- عمي مين ؟
- عمك ناجي قصدي خورشيد
- إيه دا هو أنا ليا عم وكمان اسمه ناجي ولا خورشيد الله بقى متلغبوطنيش
ايوا بس مقلتيش هو أنتي مين ؟
ياعم ركز معايا أنا بنت عمك خورشيد واسمي بدور فهمت
ابتسم وقال بمشاكسه وكأنه يعرفها منذ زمن
- متزعلش يابدور بس أصل البيت دا عمره مادخله ست وفجأة كدا يجي واحدة زي القمر زيك لبسه اسود في اسود زي مايكون راحة عزاء وتقل لي أنا بنت عمك يبقى ليا حق استغرب بس حقيقي يعني هو تقربي لي إيه يعني بالظبط عشان اخد بالي
ردت بجدية وهي تقف عن مقعدها قائلة
- طب أنا هطلع اشوف بابا لحد ما إنت تعرف أنا مين
وقف " حذيفه " وهو يحدج أخيه وقال بعتذار
- معلش يا بدور هو خورشيد كدا طول عمره بيهزر بس هزاره تقيل شوية
- متزعليش والله بهزر معاكي خلاص مش ههزر تاني
- لأ مش زعلانه والله أنا فعلا هاشوف بابا اهو على الأقل يتعرف عليك
تابعت بجدية مصطنعه
- قلت لي اسمك إيه
رد " خورشيد " وهو يوجه حديثه لأخيه قائلا
- شفت اهي اللي بتهزر عشان ماتقلش عليا رخم
تركته وصعدت إلى غرفة والدها، طرقت ثلاث طرقات ثم ولجت وجدته في سبات عميق اتجهت نحو النافذة المطلة على حديقه الفيلا ثم استدارت بجسدها كله تجاهه وقالت بجدية مصطنعه
- خورشيد قوم يلا عشان عاوزك في موضوع مهم
وقفت مقابلته تتأمله قبل أن تجلس على حافة الفراش تتابع حديثها قائلة بعتذار .
-عارفه إني كنت قاسيه عليك أنا آسفة بس والله غصب عني ارفه إن قلبك كبير وهتسامحني قوم يلا كفايه قعدة لحد كدا هنا ولا إنت عجبتك العيشه الفخامة دي
لم يجيب على أي سؤال سألته له بل كان الصمت هولغته الوحيدة، وضعت يدها على مفيها وجدتهما لوحان من الثلج لم تصلهم الدماء منذ ست ساعات على الأقل، قامت بتدليك كفيها على أمل أنه يعود لها من جديد
دموعها اتخدت وجنتها كمجرى لتنسدل عليهما قبلات عديدة نثرتها على كفيه ووجهها وهي تتوسل إليه أن يتحدث معها، دوت صرخاتها الغرفة بل المكان بأكمله، وفي خلال ثوانٍ كان "حذيفه وخورشيد " فوق رأسه
قام بفتح جفنيه ليجدوا حدقتاعيناه واقفتان
أتت الممرضه وخلفها الطبيب المعالج لوالدهما ليعرف إن كانت حالة وفاة أم هبوط، وبعد مرور دقائق اعلن عن خبر وفاته المنيه، سقطت أرضًا وسقط كل شئ من حولها، حاول إفاقتها " حذيفه " لكنه فشل هدر بصوته وأمر الطبيب أن يأتي خلفه ليفحصها
خرج الجميع من الغرفه وبقى شقيقه الذي كانت أمنية حياته أن يراه قبل موته فمات هو
سقطت رأسه على يد أخيه يقبلها للمرة الأخيرة قبل رحيله بكاء مرير، حزن، ودهشه اصابت جميع من في المنزل .
رفع والد " حذيفه" وجهه ليكفكف دموعه ثم نظر لأخيه وقال لابنه "خورشيد"
- عاوز مصر كلها تشاركني حزني على اخويا نزل نعي في كل الجرايد عاوز الدنيا كلها تعرف إن اخويا الوحيد راح وسابني
مسد " خورشيد" على ظهره بحنو وقال
- حاضر يا بابا تعال ارتاح لحد ما الدكتور والممرضين يشوفوا شغلهم
ابتلع والد " خورشيد" مرارة حلقه وقال
- عاوز اخدم اخويا الخدمة الأخيرة
سقطت دمعة حانيه من عينه وقال بصوت متحشرج ونبرة تملؤها الحزن
- عاوز اقف على غُسل اخويا وقل حذيفه يجي هو كمان
- حاضر
خرج " خورشيد " من الحجرة باحثًا عن أخيه ليخبره مايريده والدهما.
وجده يستند برأسه على أحد الجدران، تنحنح وقال بهدوء
- بابا عاوزك تقف على الغُسل
رد " حذيفه " بدهشه وذهول شديدان
- دا مكنش في أي حاجه ازاي هو اللي يموت دا أنا فكرت الصرخة دي على ابوك مش ابوها !!
تنهد بعمق وقال بخفوت
-استغفر الله العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون
ربت على كتف أخيه وقال بحزن
- ايوا كدا لازم تكون قوي عشان تقدر تقوي بابا
ختم حديثه وهو ينظر على باب الحجرة وقال
- ربنا يقويها صدمتها كبيرة الله يكون في عونها الصراحة
خرج الطبيب بعد أن اعطى لها مهدئ جعلها لاتشعر بشئ ولا بالوقت نفسه الذي يمر عليهم بصعوبه بالغة .
كانت الممرضه جالسه على المقعد تراقب حالتها، كلما استقيظت تسأل عن أبيها فلم تجده تدوي الغرفة بصرخاتها حتى يأتي الطبيب بإبرة الدواء، وتغيب عن العالم بعدها لساعات طويلة .
مر النهار عليهم ودفن الجثمان في مثواه الأخير وبقى ثلاثتهما بعد واجب العزاء الذي كان طويلًا ومليئًا بكبار رجال الأعمال والشخصيات العامة ذو المكانة المرموقه .
كان الصمت يسود المكان، حتى كسر هذا الصمت سؤال " خورشيد"
- شد حيلك يا بابا
- حيلي هو فين حيلي دا الراجل جاي يزورني يدخل البيت يخرج منه على ضهره ؟؟
- بابا متعملش في نفسك كدا دي اعمار والاعمار بيد الله
-ونعم بالله
- هي بدور هتعمل إيه دلوقتي ؟
رد " حذيفه " بعدم فهم
- تعمل إيه في إيه ؟
رد "خورشيد" موضحا
- اقصد هتعيش معانا ولا
قاطعه " حذيفه " بجدية
- وهو حضرتك شايف إن دا وقته ومع ذلك ايوا طبعا هتعيش معانا إنت شايف ليها مكان تاني غير هنا ؟
تنهد " خورشيد " بنفاذ صبر وقال
- يا ابني افهم قصدي ازاي هترضى تعيش هنا وباباها مش موجود
فرغ فاه ليرد على حماقة أخيه لكن والده منعه قائلا بحدة
- كفايه بقى لحد كدا واخرس إنت وهو بقى أنا تعبان ومش عاوز كتر كلام
ختم حديثه وهو يشدد على كل كلمة قائلا بنبرة لا تقبل النقاش
- البنت اللي فوق دي بنت عمكم الله يرحمه هتعيش هنا معايا في بيتي لحد آخر يوم في عمري واللي مش عجبه يوريني عرض كتافه من هنا
- بابا حضرتك
- خلاص ياخورشيد أنا تعبان ومش متحمل كلام حذيفه
- نعم يا بابا
- خدني اوضتي عاوز ارتاح
وفي منزل " عمران " بالصعيد
ولجت " جنه " وجدت جدتها ووالدة عمران وشقيقته في بهو المنزل، فتحت الجدة ذراعيها وقالت بترحاب
- حبيبت جلبي چت ونورت الدنيا من چديد
احتضنتها " جنه " ثم طبعت قبله على يدها وقالت
- اذيك يا تيتا
- دلوجه بجيت زينه
تابعت بلهفه
- عمران فين ؟
ردت بغيظ
- راح المندراة يشوف جدي
- كِده من الدار للنار كِده طب كان يرتاح هبابه وبعدها يروح
ردت وكأنها وضعت يدها على المعضلة التي نشبت
بينهم في السيارة وقالت
- والله قلت له كدا يا تيتا
ثم قامت بتقليده وهي تحرك كتفيها في اغتياظ
- متتعبيش جلبي وياكي يا چنه جلت هشوفه وراچع
قهقه الجميع على حركاته ومحاولة تقليده، بينما ردت والدته من بين ضحكاتها وقالت
- متتعبيش جلبك عمران طول ما في حاچه في دماغه ينفذها لو معملهاش لاهيعرف ياكل ولا يرب ولا حتى ينعس
- هو حر دي صحته وهو المسؤول عنها
ردت شقيقته مازحة
- سيبك منيه وجولي لي خدتي هديتك منيه ولا لسه مشتاجة أعرف
سألتها بعدم فهم
- هدية إيه مش فاهمة
أجابتها " نرجس " بهدوء ممزوج بحماسة شديدة
- عندنا في العيلة لما العريس يتچوز لازمنا يچيب لمرته هدية زينه وغالية وه ليكون ضحك عليكي ومچبش حاچه
لاه چبت يا مساعدة إبليس هو أني اجدر برضك ما اچبش الهدية
ولج " عمران " بعد أن استمع إلى حديثها، صافح الجميع ثم جلس جوار زوجته بعد أن رفضت مصافحته وقال بمشاكسه
- برضك مش هتجعديني چارك
ردت بعدم اكتراث
- ما إنت قعدت اهو
نظر لجدته التي ربتت على فخذه وقالت بحنو
- كيف ياولدي
- زين والحمد لله يا ستي
- دايمًا ياولدي
حمد الله على سلامتك ياعمران
الله يسلمك يا أمي
جومي يابتي مع چوزك ساعدي يغير خلجاته ويسبح على ما ابعت لكم الوكل فوج
هي مين دي اللي تغغير لمين هو بيبي
لاه واخد رصاصه في دراعي عشانك
ماحدش قال لك تتدافع عني
ردت " نرجس " مقاطعه بمرح لتخفيف التوتر بينهما
- يابتي رصاص إيه اللي چوزك يتعب منيه بس ديه لما ميلاجيش حاچه ياكلها يجل لي هاتي رصاصتين اجرجشهم
نجحت " نرجس" في رسم الإبتسامة على وجهها، طال الحديث بينهن في مزاح وجدية إذا لازم الأمر
كان " عمران" يتحدث إليها بصوت بالكاد أن يكون مسموعًا يطلب منها أن تصعد معه لكنها ردت بصوت مرتفع ليسمعها الجميع وهي ترفض مبررة رفضها
- لا مش هطلع معاك أنا حبيت القعدة مع نرجس دمها خفيف وعاوزة اقعد معاها
تنحنح بحرج من صوتها العالِ وقال بصوت هادئ ونبرة تغلفها الحزن من ردة فعلها
- طب براحتك. هطلع أني عشان اسبح وارتاح
ردت بلامبالاه
- طب ماشي
صعد " عمران" إلى حجرته واوصد الباب خلفه بهدوء كإنسحابه من جلستهن، بدأ ينزع عنه الحزام الذي يحمل عليه ساعده، وقبل أن ينتهي وجدها توصد خلفها الباب، التفت نحوها ثم عاد ببصره لينهي ما بدأه وراح يقول بجدية دون ان يرفع بصره عن ساعده
- لما نكون جدام الناس اتعاملي معايا زين
بص بقى أنا لاهتعامل معاك ولا هتتعامل معايا أنا عاوزة اطلق وارجع بيت جدي ويادار ما دخلت جنه بنت السيوفي
أردفت "جنه" عبارتها وهي تضرب بكلامه عرض الحائط قررت أن تسيطر هي بدلًا منه تخرج وجهها الغاضب عندما لم ينفذ لها أي أمر
فجأها هو بنبرته الحادة وقال
- بصي أنتي بجى أنتي لو فاكرة إني هاچلع كِده كتير تبجي بتحلمي أنا واحد يوم ما يتحدد بالراحه هيخلي وشك ديه كيف الوان الطيف طلاج مافيش وچنانك ديه طلعي على أي حد تاني غيري ودلوجه روحي هاتي غيار عاوز اغير خلجاتي
ردت بعدم اكتراث
-روح هات لنفسك مبجبش لحد حاجه
- ماشي يا چنه هاعديها المرة ديه لكن المرة الچايه لو ملجتش خلجاتي موچودة في الحمام جبلي أنتي حرة
ابتسمت بطرف فمها وهي تتبختر في مشيتها، جلست على حافة السرير وقال بلامبالاه
- ماشي ماشي
ولج المرحاض وهو يحرك رأسه بعدم رضا لمعاملتها التي تبدلت في لحظه، اما هي قامت بفتح هاتفها لتجد رسالة نصيه تخبرها بأن صديقتها " بدور" حاولت الإتصال بها أكثر من مرة
ابتسمت لرؤية هذه الرسالة، تراقصت أناملها على لوحة المفاتيح وكأنها راقصه باليه محترفة، ثم رفعته على أذنها لسرعان ما أنزلته والاحباط يعتري ملامح وجهها البشوش عندما وجدته خارج نطاق التغطيه قامت بكتابه رسالة لترسلها عبر موقع التواصل الاجتماعي ( الواتساب )
( بت يا بيبو وحشتيني افتحي بقى عاوزة اكلمك على اللي حصل لي الفترة اللي فاتت)
كادت تغلق الهاتف لكنها كتبت رسالة أخرى
( صحيح انا كلمتك من تليفون سليم دا ابن عمي، واد جدع قوي يابت يابدور من يوم مادخلت عندهم وهو واقف معايا وهبقى احكي لك على عمران بردو لما تفتحي )
اغلقت الهاتف ما إن وجدته يخرج من المرحاض، أما هي كانت ترتب سريرها، ولم تعيره أي اهتمام
وقف مقابلتها وقال بجدية مصطنعه
- على فكرة واحد مقاني كان سفخك جلم
رفعت بصرها لتتحدث لكنها صمتت ما إن رأت قلادة من الذهب الخالص، تحمل اسمها وضعت يدها على ثغرها من هول المفاجاة وتناولتها باليد الأخرى وقالت بسعادة غامرة
- الله يا عمران دي جميله قوي تسلم ايدك
تتنحنحت ثم وضعتها بين راحتيهوقالت بجدية مصطنعه
- شكرًا مش عاوزة حاجه
نظر لها بشك وقال
- معاوزش حاچه يبجى لساتك زعلانة مني صُح
أومأت براسها علامة الإيجاب دون أن تتحدث بكلمة واحدة
- زعلانة ليه ؟
- عشان طلبت منك تنزل وإنت مرضتش وكسفتني
- ماهو مكنش ينفع اجل لك رايح اچيب لك هديتك صُح
ردت بإبتسامتها المعهودة وقالت
- صح
تابعت بغضب طفولي
-بس بردو مكنش ينفع تكسفني دا أنا أول مرة اطلب منك طلب
رد ضاحكا
- خلاص تنزل المرة ديه وبعدها لا يمكن أبدًا، لفي خليني البسك هديتك
تحامل على نفسه وهو يرفع يده ليزين عنقها بقلادته الذهبيه، استدارت بجسدها نصف جلسة وضعت يدها على اسمها الذي يملع فوق عظمة الترقوة، وقالت بامتنان
- حلوة قوي تسلم ايدك
- تلبسي وتتهني بيها يارب
اعتدلت في جلستها ثم قالت بخجل
- أنا آسفة على اللي حصل تحت بس
- ششش خلاص انسي اللي حصُل أني قمان هاانسى
ساد الصمت بينهم لبرهة ثم سألته بفضول
- عمران هو إنت كدا طيب ولا إيه حكايتك ؟!
ابتسم بطرف فمه وقال بنبرة صادقة
- مخبرش اللي أني في ديه طيبة جلب ولا چنان زي ما چدي دايما يجول لكن اللي متوكد منيه هو إني بعمل اللي يريحني وبس
سميها زي ماتحبي لكن هي دي راحتي
نهضت عن حافة الفراش وقالت بجدية
- طب تصبح على خير أنا تعبانه وعاوزة انام
- راحة فين كِده ؟
- هنام على الكرسي مكانك ماهو مش معقول تنام عليه بحالتك دي
- ولا أنتي قمان ينفع تنعسي عليه
- مش مهم كلها سواد الليل
جلت لاه يعني لاه
ختم حديثه وهو يشير على الطرف الآخر من الفراش وقال
- تعالي اهني وانعسي
ردت بتلعثم
- هاا لأاا أصل أصل
وقف عن حافة الفراش وسار نحوها، وقف مقابلتها وقال باسما
- مالك فيكي إيه خايفه مني ولا إيه ؟
- الموضوع مش كدا بس بس
- اطلعي عليّ وأنتي بتتحدتي وياي
رفعت بصرها وقالت بخجل
- نعم
سألها بهدوء
- احنا متچوزين ولالاه
أومأت برأسها علامة الإيجاب لكنه رفع ذقنها بأنامله وقال بصوته الهادئ
- لاه عاوز اسمعها
دهشه، ذهول، وحيرة كل هذه الشعور اجتاحتها في آنٍ واحد، كرر سؤاله حتى ينتشلها من بئر أفكارها، تنحنحت وقالت
- ايوا متجوزين
- زين وهو في بجى تنين متچوزين يناموا بعيد عن بعضهم كِده ؟
عمران عاوز إيه بالظبط ؟
القت " جنه " توترها وخوفها منه وسألته سؤالا تمنى أن تتطرحه في وقتٍ لاحق وليس الآن هو نفسه يشعر بالتشتت لايعرف ماذا يريد على وجه الدقة .
أجابها بهدوء البساطة
- رايدك يا چنه رايد نكملوا حياتنا سوا خدي وجتك عشان تفكري في الموضوع ولما تكوني چاهزة جولي كل طلباتك وأني تحت أمرك
تركها بعد ما القى ما في جبعته دفعة واحدة، أما هي ظلت تحدق في الفراغ الذي تركه حتى وصل إلى سريره، جلست هي على المقعد تفكر في عرضه الجديد والغريب في ذات الوقت .
غلبها النعاس حتى صباح اليوم التالي
سقطت رأسها إثر نومتها الخطأ، اعتدلت وهي تتأواه على إثر تشنجات فقراتها العنقيه، نظرت له وجدته في سبات عميق .
وقفت عن مقعدها متجه نحوه، كانت تشعر بالحيرة كيف ومتى وأين تغيرت مشاعره تجاهها . استيقظ وهو يقول بمشاكسه
- ياترى عرفتي تنام عندك ولا كانت نومة متعبه
ردت بتلعثم
- ها اه اه كانت متعبه قوي
رفع كفه ببراءة وقال
- عشان تعرفي إني مظلوم وياكي أنتي تنامي براحتك على السرير وأني على الكرسي
وقبل أن ترد عليه قاطعتهم صوت الخادمة وهي تخبرهم بأن الجد يريدهما في دايون العائلة الصغير على وجه السرعه
بعد مرور عشر دقائق
كانت " جنه " جالسه في ديوان العائلة تستمع إلى جدها" نعمان " وهو يقول بجدية
- أنا چيت النهاردا يا چنه عشان نحل الموضوع ديه ودي زي ما جلتي
- موضوع إيه يا جدي ؟
رد ماكرًا
- طلاجك من عمران سبج وسألتك أنتي رايدة تكملي جلتي هتعمل إيه وياه يا چدي واديني چيت اهو وعاوز اسمع رأيك ؟
بلعت لعابها وقالت بتوجس
- في الحقيقه أنا
رد " سليم " بجدية يحثها على الفضول قائلا
- أنتي إيه جولي متخافيش
- أنا عاوزاه اطلق يا عمران وعاوزة اعيش مع جدي نعمان
ضرب الجد " نعمان " بعصاه وهو ينظر لحفيده بانتصار ثم عاد ببصره إلى عمران وقال بسخرية
- ها داكتور تحب تسمعها قمان مرة ولا بكفاية لحد كِده وزي ما دخلت بالمعروف تخرچ !!
ضم قبضت يده حتى انقطع الدم عن أنامله وهو يقول من بين أسنانه .
- اخرچي يا چنه دلوجه رايد اتحددت مع چدك وحدنا
ردت بهدوء قائلة
- حاضر
خرجت "جنه" وما إن خرجت رفع سبابته وقال بتحذير واضح
- بلاش تلعب بالنار يا حاچ نعمان إنت كِده بتنفخ في النار
- إنت يا واد إنت هتعرفني أني بعمل ومعملش إيه
- أني بحذرك لآخر مرة ارچع عن اللي في دماغك ديه احسن لك بلاش تضغط عليها
- فين الضغط ديه ما كله على عينك يا تاچر اهو
انهى حديثه قائلا بخبث
- بجل لك إيه ما تيچي دغوري وتجول الحج وإنك متچوزتهاش و أني اچوزها لك صُح
-اللي عندي خلص يا حاچ ومن زمان قمان
أومأ برأسه علامة الإيجاب وقال بسخرية
- ماشي يا داكتور عمران خلينا إن فعلا اتچوزتها وإن دُخلتك عليها كانت من سبوع فات البت مطيجاش العيشه وياك لما چت لي جالت لي الحجني يا چدي هيضروبني كل شوي في عريس يضروب مرته بعد چوازها بسبوع ؟ إلا إذا
وقف عن مقعده وقال بحدة وغضب
- تجصد إيه بكلامك ديه ؟
رد بهدوء حد الاستفزاز وقال
- شوف إنت بجى اجصد
ختم حديثه قائلا
- لما إنت مش كد الچواز بتمرمط بنات الناس وياك ليه يا داكتور
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية