رواية عهد مع الشيطان الفصل السادس 6 - بقلم نسيمة حفصي
كاذبٌ أنتَ كَ أبريل مزهرٌ أنتَ كَ ربيعهُ "
• أيجتمعَ خريفُ الكذبَ و الربيع فصلا معاً ؟
° نعم ...
• قد اجتمعا فيكَ يا خلَّي كنتَ ربيعي
وكذبةِ عمري التي صِدقتها طويلاً وأحببتُ العيشَ فيها..🦋.
"هيثم بإستغراب": انتم عندكم اعداء يا رحيم؟.
نزال بثقة": ده شيء اكيد يا هيثم أي رجل أعمال هتلاقي ليه اعداء.
رحيم بعيون كالجحيم": مفيش حد بيتجرأ يوقف قدام رحيم الجارحي غير اللي امه داعية عليه... البيت بيتكم يا جماعة انا لازم امشي عشان اشوف المشكلة.... رحمة وديهم للحديقة و خلي الخدامة تعملهم شاي انا مش هطول..... هيثم انا واثق في قدراتك متخيبش املي.
هيثم ببتسامة": و انا قد ثقتك يا رحيم ان شاء الله خير.
رحيم و هو يهم بالذهاب": سلام.
خلي بالك من نفسك يا استاذ رحيم:" لا تعلم لما تفوهت بتلك الكلمات كل ما تعلمه انها ارادت ان تقول ذالك و بشدة ربما ذالك الصوت بداخلها الذي ينطق بشيء مجهول.
"طوفتها نظرات رحيم الغامضة بهدوء لا ينكر انه احب ذالك الاهتمام حتى لو انها كلمة عابرة لكن لا بأس ... حرك رأسه بهدوء علامة الموافق و اردف": شكرا يا حضرة المحامية.
بعد ذهاب رحيم و ياسين توجهت بهم رحمة الى الحديقة الواسعة لتردف وهج بإعجاب": ما شاء الله الحديقة بتاعكم جميلة اوي خصوصا الورد اللي فيها نزال بتحب الوردة دي اوي.
ابتسمت رحمة ابتسامة صغيرة ثم اشارت لهم على المقاعد ليجلسو فتقدمت نزال من احد المقاعد و جلست تراقب القمر الذي بدأ في الظهور يتوسط السماء يعلن حلول الليل... بينما اردف هيثم موجه حديثه الى رحمة": ممكن نتمشى شوي.
رمقته رحمة بتردد لتقترب منها وهج ثم امسكت يداها بحنان و اردفت برزانة": بصي يا رحمة صدقيني انتي لازم تحاربي خوفك و خالو شاطر اوي انتي مش هتحسي نفسك مع دكتور لا بصي اعتبريه اخ او صديق ولا اقلك اعتبريه خالك هاا.
هيثم بحدة مصطنعة": بس يا كلبة البحر انتي مصممة تخليني كبير اشحال لو مكنتش بالثلاثينات.
وهج بمشاكسة": بس بردو انت خالو يوه الحق عليا بعمل احترام و بقدرك.
هيثم بعصبية مضحكة": يا ستي انا مش عاوز الاحترام ده شكرا ليك انااا متشكر اوي.
كانت رحمة تتابعهم بضحكة صغيرة و قد خفق قلبها لمشاكستهم... شعرت بالحب و المودة التي تنعدم في الكثير من العائلات.
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
تفشى الذعر في اجسادهم ما ان استمعو الى صوت احتكاك عجلات سيارة الوحش بالأرض معلنة عن وصول هلاكهم لا محالة يعلمون ان تقصيرهم في حراسة المخزن هو ما ادى الى الحريق... كما يعلمون ان موتهم محتوم على يد الوحش نزل من السيارة بنظرات حالكة يتبعه ياسين و مع كل خطوة كان يخطوها بإتجاههم كانت تسحب انفاسهم ببطئء... حتى وقف امامهم و اردف بنبرة مرعبة خالية في الحياة": مين اللي عمل كدا؟.
اشار احد الحرس برعب على شخص كان يجلس خلفهم يقبع على ركبتيه بينما يداه و قدماه مكبلة بالحبال... اقترب منه رحيم بهدوء مخادع يزرع الرعب في القلوب القوية قبل الضعيفة..، رفع الآخر نظره سريعا بخوف يحاول الحديث او الدفاع عن نفسه لكن ويا ليته لم يفعل... فقد التقت عيناه بعينان من الجحيم جعلت الدماء تهرب من وجهه... بل كان يوشك ان يفعلها على نفسه.
اخذ صدره يعلو و يهبط برعب من تلك النظرات المصوبة نحوه لا يعلم ما دهاه حتى يوقع نفسه في قبضة من لا يرحم
اردف رحيم بصوت بارد": مين اللي طلب منك تعمل الحريق.
همهم يحاول اخراج كلمات مناسبة يدافع بها عن نفسه لكن ان القدر يقول له نهايتك اقتربت لا مجال لك للحياة فأردف بكذب": اا ا انا معملتش حاجة.
ابتسامة مرعبة ارتسمت على شفاه رحيم ثم اقترب من الرجل يهمس بجانب اذنه": تعرف ايه اكثر حاجة بكرها في حياتي... الكذب و الخيانة.
استقام في وقفته ثم وجه حديثه الى الحرس خلفه بحدة": مش عايز فيه ولا حته سليمة و انتو حسابكم ثقل جامد على تقصيركم.
الحارس بخوف": يا باشا احنااا...
رحيم ببرود جليدي": ششششش بعدين.... اعملو اللي قلت عليه.
انهى حديثه ثم استدار الى ياسين الذي يراقب بهدوء و اردف ": خلال 24 ساعة عايز كل املاك اليكس اليكسندر تبقى ملك للوحش يا ياسين.
ياسين ببتسامة خبيثة": الظاهر هنتسلى كتير.
بادله رحيم الإبتسامة ثم اتكئ على السيارة خلفه يتلذذ بصراخ ذالك الرجل الذي لم يترك له الحرس ملامح في وجهه ليردف رحيم ببرود": كفاية كدا.... هاا مش هتتكلم و لا حياتك مش مهمة عندك.
الرجل ببكاء": ارحمني يا باشا والله العظيم لو قلت حاجة هيقتلو عيلتي ارحمني شاء الله يخليلك ولادك.
ابتسم رحيم ببرود ثم وجه كلامه الى ياسين": ياسين هو انا عندي ولاد اصلا؟.
نفى ياسين برأسه بهدوء و اردف": مش لما تتجوز الأول يا وحش.
اومئ رحيم برأسه بهدء ثم استدار الى الرجل يردف ببرود": انا معنديش عيال و حتى لو عندي مش هستنى دعوة حلوة من واحد زيك.
الرجل بألم": بالله عليك ارحمني يا باشا.
رحيم ببرود": الناس اللي عندها قلب تعرف الرحمة اما انا فمعنديش قلب فمتحلمش انك هتطلع من هنا عايش.
الرجل ببكاء": ده ظلم يا باشا والله ما ليا ذنب.
طاف نظره في المكان حوله و اردف بهدوء مخادع": انا مش ظالم بس الحيوانات امثال اللي باعثينك هم اللي خلوني ابقى كدا..... انت عندك خيارين و ملهمش ثالث. هتقول مين باعثك انا هضمن ان عيلتك تكون بأمان و هكتفي بإني ابعثك للحبس، مش هتقول مين باعثك نهايتك هنا و شوف بقى ايه اللي هيحصل لعيلتك.
الرجل بخوف": خلاص يا باشا والله هقول.
اومئ رحيم بهدوء": و انا سامعك و يا رب اعرف انك حاولت تلعب بذيلك.
الرجل بخوف: "والله اللي اسمو اليكس اليكسندر هو اللي طلب اعمل كدا و اداني مبلغ محترم و لما حاولت ارفض اخذ بنتي و مراتي و قال لو منفذتش هو هيموتهم يا باشا والله ما بكذب عليك.
رحيم ببتسامة شيطانية": كنت عارف من الاول بس حبيت اتأكد عشان ميتقالش عليا ظالم بعد كدا.... و لا ايه يا ياسين.
ياسين ببتسامة:" انت صح يا وحش.
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
"ممكن نتمشى شوي' كلمات تفوه بها هيثم بعدما رأى وهج تتجه الى تلك الورود تقوم بتصويرها بإندماج بينما نزال منهمكة في هاتفه و يبدو انها تعمل على احدى القضايا.
اومئت رحمة بهدوء بعد ان ارتاحت لكلام وهج عن هيثم لم تكن ترتاح لشخص سوى اخيها لكن لا تعلم تلك الراحة الغريبة التي شعرت بها مع هيثم... منذ ذالك اليوم في الحديقة عندما كان يلقي على مسامعها تلك الكلمات المهدئة و هيا اصبحت تشعر براحة غريبة تجتاح اوصالها... تقدمت معه بخطى هادئة نحو تلك الشجيرات المزروعة على طول الحديقة و ذالك الطريق البينهم الذي يؤدي الى نافورة كبيرة تحدث هيثم بهدوء": تحبي تحكيلي عن نفسك.. اسمك عمرك هوايتك.
نظرت له رحمة بحيرة من امرها هيا بطبعها لا تحب الكلام ولا تريد الإفصاح عن شيء يخصها... تكتفي بعالمها وحدها لا تريد ان تنبش في الماضي لكن نظرات هيثم كانت مطمئنة تحثها على الحديث...اومئت له بهدوء ثم جلست على حافة النافورة تراقب القمر الذي توسط السماء يروي حكايته لتهمس بكلمات عذبة..
" جلستُ تحتَ سماءٍ عابقةٍ بالسكينة، أراقب القمر وقد تربعَ عرشَ الليلِ بكل هدوءٍ وجلال.
كانَ نورهُ الفضي ينثرُ فوقَ الأرضِ حكاياتٍ قديمة، وهمساتٍ لا يسمعها إلا قلبٌ أنهكتهُ الأيامُ فاستراح.
توسطَ القمرُ السماءَ كملكٍ عادلٍ، لا يُنصفُ إلا الأرواحَ النقية، ولا يُصغي إلا لأحلامِ العاشقين.
تأملتُ ملامحهُ البعيدة، وكأنني أبحثُ فيهِ عن ظلّي، عن وجهي الحقيقي، عن بقايا أمنيةٍ خبأتها ذات مساء.
آهٍ يا قمر، كم من سرٍ حملتَ فوقَ أكتافِ ضوئك، وكم من قلبٍ مثقلٍ بوح لك، ثم عادَ خفيفًا كنسمةِ صيف!
بقاؤك هناك، وسط السماء، درسٌ صامتٌ في الثبات، في الجمال البعيد الذي لا يملُّ الانتظار." "رحمة"
كان يستمع لها هيثم بصدمة حين استمع الى صوتها كان يظنها خرساء بل الجميع يعلم انها فقدت صوتها،، كاد ان يتكلم لكنها قاطعته بهدوء و كأنها تخمن السؤال الذي يجول في خاطره": انا مش خرساء يا دكتور... صوتي رجعلي من سنة بس انا مكنتش شايفة فيه حاجة مكنش ليه لازمة انا مكنتش عايزة اتكلم لأني كل لما بتكلم بفتكر صدى صوتي و انا بصرخ عشان حدا يسمعني و يطلعني من النار بس محدش جاء رحيم كان وقتها صغير و ضعيف اوي... اه هو عرف ينقذني بس ماما لا ماما ماتت و حترقت و هيا بتحاول تحميني.... عارف يا دكتور انا عمري ما حبيت بابا هم فاكرين اني صغيرة و مش عارفة ولا فاهمة حاجة بس كنت عارفة كل حاجة... كانت تتحدث و شهقاتها تتعالى بينما الدموع كانت تتسابق على خديها... لم يحاول هيثم تهدئتها بل تركها تفصح ما في قلبها لتخرج كل الامها.
رحمة": بابا كان بيلعب قمار... القمار كانت كل حياته كان يلعب و اول ما يخسر يرجع البيت سكران و ينزل ضرب في ماما لحد ما يغمى عليها..... وده كان الحال بس في مرة الظاهر ان هو خسر فلوس كتير و وقع مع جماعة مبيرحموش جماعة من المافيا... طالبوه بفلوسهم بس هو وقتها مكنش معاه حتى حق قطعة خبز صغيرة... بعثوله كذا تحذير بس هو اتجاهل و مهتمش في يوم كنت انا و ماما في المطبخ و رحيم هو و ياسين في المدرسة... اه صح ياسين ده كان ابن جيرانا و راضع مع رحيم..، المهم اليوم ده بابا فضل في البيت و مطلعش فجأة سمعنا صوت خبط قوي جريت ماما على برا لقينا في رجال نازلين في بابا ضرب و لما حاولت ماما تدخل في واحد ضربها على راسها بعصايا وقعت مغمى عليها انا وقتها متحملتش و اغمى عليا... معرفش قد ايه بس بعد ما فقت كاانت النار شاعلة في كل حته في البيت و بابا غرقان في دمه... لقيت ماما تتحرك بالعافية عشان تشدني و طالعني برا بس مقدرتش فجأة لقينا رحيم و ياسين دخلو و منظرهم مبهدل بسبب مقاومتهم لحتى يفوتو.... كان رحيم و ياسين بيحاولو ينقذونا بس ماما وقتها حضنت رحيم جامد و قالتلو اختكم امانه في رقبتك انت و ياسين... رحمة حطها في عيونك يا ياسين....
فجأة معرفش حصل ايه ماما زقتنا لبرا و مرة واحدة كان السقف بيوقع و ووو ماما معرفتش تطلع م. ماا ما ماتت و اتحرقت... انهت كلماتها و جسدها يهتز بعنف اثر تلك الذكريات التي بدأت تداهمها فجأة لتتشوش الرئية امامها.
اقترب منها هيثم بقلق و اردف": انسة رحمة انتي كويسة.. لكن ما كاد ينهي كلامه حتى وجدها تميل على كتفه فاقدة الوعي.
هيثم بقلق": انسة رحمة سمعاني... لكنه لم يجد منها اي اجابة ليحملها و يتجه الى القصر.
كانت نزال تتحدث في الهاتف لتنتبه الى هيثم الذي يحمل رحمة على ذراعيه فأغلقت الهاتف و اتجهت اليه سريعا قائلة بقلق": هيثم في ايه مالها رحمة.
هيثم و هو يضع رحمة على الاريكة": اغمى عليها... هاتي اي عطر بسرعة.
ركضت نزال الى حقيبتها تبحث بين اغراضها ثم عادت.. ناولته زجاجة العطر بسرعة، فأخذها هيثم ورش منها قليلًا على يديه، ثم قرّبها برفق من وجه رحمة.
بعد لحظات، تحركت أنامل رحمة بخفة، ثم أطلقت أنفاسًا ضعيفة وهي تفتح عينيها ببطء.
انفرجت ملامح هيثم قليلًا، وقال بصوت منخفض": انسة رحمة انتي كويسة.
رمشت رحمة ببطء، تحاول استيعاب ما يدور حولها، فيما ظل هيثم يراقب تحركاتها بتفحص.
اقتربت نزال قليلًا، وانحنت نحوها، ثم قالت بصوت خافت:
"انتي كويسة يا رحمة؟"
أومأت رحمة برأسها إيماءة خفيفة، وهمست بصوت متعب:
"آه... أنا كويسة."
تبادل هيثم ونزال نظرة سريعة، ارتاحا قليلًا وإن لم يغادر القلق ملامحهما.
جلس هيثم بجوار رحمة وقال بهدوء:
"ما تتكلميش دلوقتي... خليكِ مرتاحة.
ظلت رحمة مستلقية مكانها، تتنفس ببطء، بينما قامت نزال مسرعة نحو الطاولة الصغيرة تبحث عن زجاجة ماء.
ناولتها لهيثم، ففتح الغطاء وساعد رحمة لتشرب بعض الرشفات.
قالت نزال بهمس:
"تحبي نقومك شوية وتقعدي مرتاحة أكتر؟"
هزّت رحمة رأسها بخفة، فأحاطها هيثم بذراعه وساعدها على الجلوس برفق، مستندة إلى الأريكة.
تنهدت رحمة، وكأنها تزيح عن صدرها عبئًا ثقيلاً، ثم همست:
"معلش... تعبتكم معايا."
ابتسمت نزال وهو تربت على يدها قائلة:
"تعب إيه بس يا رحمة؟ إحنا جنبك... ماتشيلليش هم انتي اكيد دايخة دلوقتي."
رحمة ببعض الألم و هيا تمسك رأسها":حاسة و كأن الدنيا بتلف بيا.
هيثم": ده عادي عشان انتي افتكرتي حجات كنتي بتحاولي تنسيها و لما حكيتي مرة واحدة اعصابك متحملتش ده.
ثواني و اردفت نزال بتفاجئ": استني لحظة.. رحمة انتي كنتي بتتكلمي صح؟
ابتسم هيثم يوافق كلامها بهدوء و اردف": ايوه صح الأنسة رحمة رجعلها صوتها بس هيا مكنتش راضية تعرف حد.
نزال بعتاب": ليه يا رحمة... اهو صوتك حلو اوي ليه تحرميه من الخروج.. طب مش شايفة اخوكي ازاي حالته و هو شايفك كدا.
نزلت دموع الألم من عيناها و كأنها تأبي تركها وحدها ثم قالت": انا بكره صوتي معرفش اه انا شايفة رحيم و هو حزين عشاني بس انا انانية ايوه عشان مرضتش اقول ان صوتي رجعلي من سنة بس اعمل ايه انا مكنتش قادرة اتكلم حتى و صوتي راجعلي.
مسحت وهج دمعة نزلت من عيناها... حيث كانت تقف خلفهم تستمع الى حديث رحمة، ثم اقترب منهم تجثو على ركبتيها امام رحمة ممسكة يداها ثم مدت اناملها تزيح دموعها و قالت بحنان": انتي مش انانية يا رحمة انتي كنتي خايفة انا اه معرفش ايه اللي حصل و وصلك لحالتك دي بس متأكدة ان الشيء اللي مريتي بيه صعب لدرجة خلاكي عاجزة تفكري و تعيشي في العالم ده و عشان كده قررتي تبعدي و تبني عالم خاص بيكي... بس لمتى يا رحمة انتي لازم تطلعي من القوقعة دي و تدخلي للواقع و صدقيني انتي لو عاوزة هتلاقينا كلنا جمبك اه انا معرفكيش و ده اول لقاء بينا بس انا بوعدك اني هكون اختك و صحبتك و كل اللي انتي عايزاه... بس طبعا لازم توعديني انك اول خطوة تعمليها اول ما يرجع اخوكي هتفاجئيه ان صوتك رجع.
نزال بهدوء مسحت تلك الدموع التي تلمع على خديها بعد ان استمعت الى كلام وهج فهيا على الرغم من مشاكستها و طفوليتها الا انها تمتلك عقل كبير و قلب الماسي...اقتربت من رحمة تضع يداها على كتفها تردف بهدوء.
"وهج عندها حق يا رحمة اخوكي من حقه يفرح و هو شايفك بتتكلمي و تعيشي حياتك بسعادة.
نظرت لهم رحمة لبعض الوقت بتردد ثم اردفت بصوت خافت": نزال ممكن طلب صغير.
اومأت نزال بخفة و قالت": طبعا يا حبيبتي عيوني ليك.
رحمة بخجل و تردد": ممكن.... ممكن تحضنيني.
نظرت لها نزال بتفاجأ لكن سرعان ما ابتسمت و فتحت ذراعيها تستقبلها داخل احضانها لتضمها بحنان و اردفت": انتي من اللحظة دي زيك زي وهج بالظبط يعني اللي انتي عاوزاه اطلبيه يا حبيبتي...بعدين هو في اخت تطلب الاذن عشان تحضن اختها.
نفت رحمة ببتسامة و هيا مازالت داخل احضان نزال.... اقترب منهم وهج بمشاكسة ثم اردفت بغيرة مصطنعة.
" يعني ايه يعني اختي بتتشقط مني و قدام عيوني لا انا مش هسمح بكدااا. "
ضحكت رحمة لأول مرة ضحكة تظهر اسنانها اللؤلؤية بينما ابتسمت نزال تفتح ذراعيها لتنضم وهج الى ذالك الحضن الأخوي الدافئ.
في هذه الأثناء دخل رحيم بهدوء ثم سأل الخادمة لتخبره انهم مازالو في الحديقة ليتوجه الى هناك... لكنه تسمر مكانه و هو ينظر الى المشهد امامه حيث كانت نزال تحتضن وهج و رحمة ببتسامتها الساحرة بينما يراقبهم هيثم بضحك على مناوشات وهج التي لا تنتهي.
وقع نظرها على ذالك القابع امام الباب الزاجاجي يراقبهم بهدوء نظراته هذه المرة ليست كسابقاتها بل نظرات حنونة حزينة بعض الشيء و اخيرا باردة...
ربتت نزال على كتف رحمة بهدوء لتنتبه لها فأشارت لها بعيناها نحو باب الحديقة لتلتفت رحمة بإتجاه ما تنظر اليه نزال لتجد شقيقها يرمقها بنظرات حانية فنزلت دموعها بندم على صمتها كل تلك الفترة ثم و فجأة خرج صوتها ليزلزل برود الوحش ": رحيم!.
ــــــــــــــــــــــيتبعــــــــــــــــــــــ
المرة دي مش هسيب اي اسئلة هخليكم انتم تخمنو الأحداث"
انا بجد بجد مبسوطة على الرقم اللي وصلت ليه الرواية و ده طبعا بفضلكم انتم.
متنسوش تتركولي اثركم و تعليق على الفقرات اللي تعجبكم.
"دمتم سالمين"
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عهد مع الشيطان) اسم الرواية