رواية ملح بطعم السكر الفصل السادس 6 - بقلم سلمي سمير
تفزع ورد من صوت الرصاص الذي يصم اذناها، لتحمي في رياض النائم ، الذي يستيقظ علي تشبثها به، ليضمها لصدره
ويستغلها فرصه لنيل رضاه علي زواجه منها حتي لا يلوم نفس علي فرض سيطرته عليها ليحمها من شر نفسها ليسالها"
افهم من دفشتك بحضني انك موافجه علي جوازنا ، وانك هتكوني مرتي بحج ،وهطيعني كي ما الزوجه بتطيع جوزها
تؤمي له بالموافقة ،ليضمها اليه بشده كانها سيدخلها تحت جلده كي يحميها من كل شر ليقول لها بنبرة غامضة "
مادام اكده يبقي نبدا حياتنا الزوجية صوح يا ورد
يرفع عينيها الي عيناه لتري فيهم ما جعلها تنتفض بشدة
وهو ينحني عليهاوينزع عنها خوفها وفزعها باحتوائه لها
بحنان لم تشعر به ورد من يوم وفاة ابيها
هذا ما جعلها ترتبك بشدة وتتشبث به باستماته ،ذلك بعدما رات في عيناة الرحمه والحنان وليس الرغبة والشغف
يظل رياض يهدهدها الي ذهبت في سبات عميق وهي ترتاح بين جوانجه في ظل احتضانه القوى لها"
يغفو رياض بعد ان اطمن عليها ، ليسمع صوت الاذن ، يخرجها من حضنه المتقوقعه بداخله بصعوبة ويريح راسها علي الوسادة وينهض ليتوضاء ويرتدي جلبابة ويذهب للمسجد ليصلي الفجر وراء عمه ، وبعد انتهاء الصلاه يعود الي داره
ليري امه تؤدي فرضها ، يجلس بجوارها الي ان انتهي، ينحني يقبل يداه ويصبح عليها بابتسامه بشوشة"
صباح الخير يا ست الكل، هتفطريني ايه من يدك الحلوة
تحتضنه امه من رقبته وتقبل جبينه"
جلب اماتبك، احلي فطار لعريسنا،جولي رايد تفطر ايه وهما خمس دجايج واخلي سناء تدخلك الوكل ،بس لول طمني علي مراتك كيف ما اصبحت اليوم
يقوم عن امه ويفرد جسدها لينظر الي غرفته التي يتشاركها مع ورد ويبتسم بغموض"
مرتي مليحه وزينه جوي جوي، هدخل اندرها صاحية ولالسته نعسانه
يترك امه التي قامت هي الاخره وشرعت في عجن الدقيق
دلف الي غرفته والقي نظرة علي ورد النائمة براحه وامان
يدنو منها ويهزها بهدوء"
ورد بت يا ورد ،انت يا ورد فوجي يا بت نومك ثجيل اكده ليه
تفتح عيناه بتكاسل وتنظر اليه بعيون ناعسه لتجيبه"
نعم عايز ايه سيبني انام انا ما صدقت اغمض عيني
يجذبها لتنهض ويقول لها بغموض يخالف ابتسامتها المبطنه"
الشمس طلعت وانت رايده تنعسي، جومي جومي كفياكي كسل،يلا هما جهزيلي الفطار
تحدق به ورد بشدة وقائلة بعدم تصديق"
اجههز فطار ،ليه حد قالك اني خدامك عندك لا طبعا مش هجهز حاجه ليك ولا لغيرك
يجذبها لينزلها من علي الفراش ويهزها بقوة لتفوق "
اسمعي لول جبلت حديتك الماسخ وولسانك الطويل،وجولت حجها لانها مغصوبه، لكن خلاص انت جبلتي بجوازك منيكي وجولتي هتطعيني، ولاجل ما اغضب عليكي واخدك منك كل حجوجي لازم تسمعي كلامي وتنفذيه فاهمه
تخلص نفسها منه بعصبيه لتقول له بعناد"
انت اجبرتني اوافق ، استغليت خوفي وخليتني اقول اني راضيه عن جوازنا ، لكني انا مش عايزاك ولا موافقة
يضحك بتهكم وسخرية علي تلقائيتها وعدم فهمها ان موافقتها اجازت زوجها حتي ان رفصت لاحقآ"
اسمعيني زين يا ورد،مدام جولتي موافجه ،جوازنا بجي امر واجع واجب عليكي تتعاملي معايا علي اساسه، بتجولي اني استغليت لو حديتك صوح ليه مخدتش منك حجوج فراش الزوجية، وانت خابرة زين انك كنتي بحالة استلام
هجولك ليه اولا لاني بحب مرتي خديجه ومجدرش اجبل بزوجه غيرها تشاركني فيها،
وثاتيا ،لانك طفله متعرفيش ترضي راجل زي فهمتي
يلا همي جهزيلي فطاري يمكن الجي حاجه فبكي احبها واجبل اخليكي مرتي
لكن جبل ما تنطجي حديث يفور دمي عليكي ويخليني اجطع خبرك، انا ليا عليكي حجوك وليا حج اخدها منيكي وجت ما احب واهمهم حجوج الفراش،
فلو رايدة تسلمي مني ومن اذاي لانوثتك طعيني احسلك
لتراه يشرع في خلع جلبابه ترتجف وترد علية برجاء"
ارجوك بلاش اللي في دماغك لو علي الفطارحاضر هحاول
اصلي مش بعرف اعمل اكل يعني مش ذنبي
يقلع جلبابه ويفتح دولابه وبخرج لها عباءة طوبله وطرحه ليعطيهم لها ويتمدد علي الفراش قائلا بهدوء"
اخرجي لاماي هتعلمك النهاردة سماح ومن بكرة هتعملي كل اللي هطلبه منك لحالك، استري تفسك بالعباية وغطي شعرك
ليكمل حديثها ليفهمها وضعها بالنسبه له قائلا"
يا ورد انتِ مرتي وواجب عليكي تخدميني يلا هما اخرجي لماي واخبزي العجين معاها لاجل تتعلمي منها كل حاجه واسمعي رايد اشرب حليب دافي طازة،
ليضحك في سره بعد ان رأها ترتدى العباءة "
عايزك تحلبيه بيدك الحلوة، حاسس انه هيبجي طعمه حلو جوي جوي من يدك يلا متتاخريش عليا انا ساعه وخارج
تحدق به بذهول احقآ ما قال ، ايريد منها ان تحلب الجاموسة لتاتيه بالحليب الطازج، لتهز راسها بعنف لعلها تحلم ، او ان ما يقول مجرد مزاح ثقيل لتساله"
هو انت عايزاني احلب الجاموس بجد، دا انا مش بشرب اللين وبخاف من القطه عابزاني المس جاموسه لاء طبعا
يهب ناهضآ ويمسكها من طرحتها ويخرج بها بره الغرفه ليدخل الي الزريبة "
شايفة الجاموسة دي مطيعه عنيكي،هتعملك ايه الجاموسة هتكلك ، اجعد احلبيها واسمعي من اليوم وطالع حلبة الصبح والمغربية رايدة من يدك كيف ماخبرش اتصرفي واتعلمي
ويدفعها لتجلس بالمعقد المجاور لاخته سناء التي كانت تحلب احدهم ، تقف اخته وتصبح عليه وتقبل يده باحترام"
صباح الخير ياخويا، بلاش ورد تحلبها ، انت خابر للجاموسة تحس بخوفها وتدفشها، انا هحلب الحلبة وهجيبلك كوبابتك
يمتعض من رد اخته عليه لانها تكسر كلامه ليقول لها بعناد وتصميم اكثر"
لاه يا سناء مش هشرب الحليب غير من يد مرتي ، ويجلسها امام احد الجواميس ويمد يده له بالقدر الذي يحلبون به ليضعه بين ساقيها ويمد يدها لتمسك ضرعها قائلا"
امسكي ضرعها واصغط عليه يلا هما مش فاضي لدلعك انا
ترتجف ورد وتمد يدها بخوف لترجعها وتنكمش علي نفسها
يمسكها رياض من كتفها ويسند ظهرها بساقه قائلآ بشدة "
خايفه من ايه يا دكتوره،فين شجاعتك يلا مسكي ضرعها واضغطي متخافيش انا في ظهرك اهوه مش هسيبك
تضغط ورد علي ضرعها بوهن لينهرها رياض ويحثها ان تصغط بقوة ،تصغط اكثر لتلاحظ اندفع الحليب في القدر
ليشجعها ان تمد يدها الاخر علي ضرعها الثاني لتسحبهم سويا بالتبادل تفعل ورد ما قال ليبدل نزول الحليب بكثافه
تبعد يدها فجاة وتقوم وتعطي القدر للرياض "
اتفضل اهو حلبت ليك كفاية كده ، انا خايفه منها وشعرها بيخلي جسمي يقشعر
ياخذ القدر ويطلب من سناء ان تسكبه في كوب لكن الحليب لم يملاء نص الكوب يمسكه رياض بيده ويرفعه امامه عيناه"
هو ده كوب الحليب ، يعني كتير عليكي تحلبي كوب لجوزك
تشعر ورد بالغيظ منه تريد ان ترد عليها بحدة لكن وجود اخته منعها ،خوفا من يبطش بها اذا تتطاول علبه كم حذرها
لتسمع سناء تقول لها"
خلاص يا ورد متزعلهوش هو اكده اما يصمم علي حاجه لازم تتنفذ اجعدى جاري واعملي كي ما بعمل
ترتعش ورد وتخاف ان تمد يده علي ضرع الحاموس لتنظر الي رياض بخجل وتقول له"
طيب هكمل الحلب بس اسندى واقف في ظهري زي ما كنت واقف لاني خايفه منها ترفسني وانت اللي تقدر تنقذني
يضحك رياض ويجلسها ويقف خلفها واضع يده علي كتفها وساقه في ظهرها كانه جدار قوى تسند عليه
لتعود وتضع يدها علي ضرع الحاموس وتلاحظ هدوءها وهي تحلبها ودون ان تشعر يمتلاء القدر الي اخرها لتصيح سناء"
كفاية يا ورد الجدر اتملي انت ما صدجتي
ترتبك ورد بشدها وتبتلع ارياقها ،شاعرة بالخجل من نفسها لا تعلم كيف استمرت في الحلب وهي خائفه هل لشعورها بالامان
مع سندها الذي وعدها الا يتخلي عنها ام لانها كانت لا تريد ان تنتهي حتي لا يتركها ويذهب "
تاخذ منها سناء القدر وتملاء الكوب لاخيها وتعطيها لها
يهز راسه رافضآ اخذه منه ويقول لها"
انا جولت اشرب الحليب من يدى مرتي انت مرتي يا سناء
تبتسم سناء له وتعطيها لورد وتقولها "
خدى ادهوله بابختك، دي رياض بيدلعك علي الاخر
تاخذه منها وتعطيه له ليشربه دفعه واحدة ويطلب ان تملاءه مره اخري تاخذ ورد الكوب وتملاءه مرة اخرة وتعطيه له لتتفاجاءة بيه يطلب منه ان تشربه "
تحتج بشدة ونفور قائلة"
والله ما اقدر انا مش بحبه وبرجع منه مقدرش ابدأ اشربه
انا بقرف من ريحته
يتافف رياض من حديثها ويصيح فيها"
متجوليش مش بتحبيه، هو اللي مش بيحبك مش انت دي نعمة ربنا اوعاكي ترفضيها، يلا اشربيه لاني واثج لم تشربيه هتحبيه ، ده لبن صافي مش زي بتاعكم بالبندر مغشوش
تظل ترفض ويصغط عليها رياض بشدة الي ان استسلمت وشربت منه حتي تتخلص من تحكمه "
تستسيغ طعمه وتشربه كله لتنظر اليه بخجل قائلة"
ليك حق طعمه جميل جدا كل يوم هفطر بيه
يبتسم له رياض بحنان"
زين انه عجبك، بس احنا بنشرب الحليب مرتين الصبح والمغربية،والمرتبن رايدهم من يدك ماشي ويلا همي جهزي الفطار اتاخرت عن اشغالي بسبب دلعك
يخرج ويتركها شاردة في افكارها عنه وعن شخصيته المربكه وطريقته الغريبة معاها لتسال نفسها ،
هل هو قاسي ام حنون شديد الطباع ام مرن التعامل
ودود ام جاف المشاعر، هل هو زوجها ام عقابها من الله لتمردها علي امها التي ظلمتها "
تسمع سناء وهي تنادى عليها لتخرج من شرودها قائلة لها"
خابرة انك محتارة في افعال خوي معاكي، بس محدش جدر يفهمه غير خديجة وده سبب عشجه ليها، بس هو حنين جوي لكن مش مبين اللي جواته غير للي بيحبهم بحج
وكمان بيخاف علي اللي منه جوي وبيحافظ عليهم بحياته
تباغته ورد وتسالها"
لما هو بيحب مراته ليه اتجوزني عليه ده ظلم ليها وليا
تربت علي ظهرها بحب "
اخويا اتجبر يتجوزك كي ما سمعت من هداية خيتي خديجة
هو عمره ما كان يفكر يتجوز عليها دي عشج عمره كله وحكاية عشجهم لحد دلوج بيتحاكو بيها
لكنه اتجبر عليكي وبأمر عمي الشيخ ياسين اللي بيحترمه ويعزه كي ابوي الحج وجدى الله يرحمها ، ورغم انه الكبير لكن ميجدرش يكسر كلمه لعمه وحماه
تشعر بالضيق من حديث سناء عن عشق رياض وخديجة لتسال بحنق"
انا عايزة اعرف حكاية عشقهم ،بس سؤال هي ازاي قبلت اعيش،معاكم بالدار وهي فين رياض قالي انها مش هنا
تتنهد سناء وترد عليه بعجل"
هجولك كل حاجه بس نجهز الفطار لخوي لول ،وبعدها اجولك عن عشج رياض وخديجة ولعلمك خديجة لو كانت بالدار الله بسماه ما كنت دخلتبها ولا جعدتي فيها دجيجه علي بعضها
يلا هما ندخل الحليب المطبخ وبعدها نجهز الفطار ولما يخرج رياض هحكيلك كل حاجه رايدة تعرفيها "
ليخرجو سويا كل واحدة منهم تحمل قدر من الحليب وورد تحمل بداخلها مشاعر متصاربة بين غضب والحيرة والضيق
لاتعرف سببه كل واحد منهم،لكن اصبح كل ما يشغل فكرها كيف سيكون لقاءها بزوجة رياض الاولي
************
تجهز سناء الفطار وتدخل الي امها لتاخذ منها الخبز لتطلب من ورد ان تسلم علي خالتها وحماتها بنفس الوقت
تقترب ورد من خالتها والدة رياض وتسلم عليها لتجذبها عديلها الي تحضنها ويداها مطلخه بالعجين وتقول له"
ماشاء الله جميله بت اختي ، جه اليوم اللي يتحجج حلمي وولدى يتجوز بت خيتي ، صحيح رياض كبير عليكي بالعمر ، لكن مايعيب الراجل سنه ،لكن يزينه مجامه ورجاحه عجله
وانت بختك وجع في خير رجال العيله كلتهم
تبتعد عنه ورد وهي تنظر الي عباءتها التي تلطخت بقطع من العجين لتقول الي خالتها بضيق"
كده لطختي العباية ، اقعد بيها كده ازاي،
لياتيها الرد من خلفها ورياض يقول بحدة وغصب "
بدل ما تجعدى تعجني مع حماتك تجولي حديت ماسخ زيك
كل واحدة بتخدم بيتها وجوزها ولادها بيكون عملها شرف
كي ما اماي بتعجن لينا وتتعب علشانا ، الواجب نكرمها مش نحط من جيمة اللي بتعمله
عيب عليكي يا مرت الكبير لما تجلي من تعب خالتك وحماتك، شكل عما حفيظة دلعتك زيادة عن اللزوم
اماي انا رايد منيكي تعلمي مرتي كل حاجه، انت كفاية عليكي خدمة فينا اكثر من اكدة
من اليوم تخليها تعمل كل اللي بتعمليه وتعرفيها الوكل اللي بحبه وتجهزه بنفسها ،لازم تجدر تعبك وتعب عمتي في تربيتها سنين طول لجل ما تكبير وتكون زوجة وام
وقبل ان يتركهم ينظر اليه بغضب"
انا هرجع علي الغدا ورايد حمام محشي فريك، ويكون طعمه زين لو خبرت انك معملتهوش بيدك،هجف علي يدك لحد ما تعمليه ولو طلع ماسخ ،هتفضل تعمليه لحد ما يبجي طعمه زين ويتاكل ،فاهمه حديتي ولا اعيده
ليتركه ويذهب الي غرفته ،تستاذن ورد من خالتها وتذهب وراءة لتدخل عليه وهو يشرع في تبديل ثيابه لتساله بضيق"
عايزة افهم انت بتعمل معايا كده ليه،كل ما اقول انك فعلا انسان عاقل وهتقدر ظروفي القيك تقلب عليا وتخوفني منك
يتنهد بضيق ويزفر بقوة ويقترب منها ليقول لها"
بعملك ايه فيكي، بعلمك الصح وبخلي منيكي زوجة وام صوح
مين جالك ان علامك يميزك،
لاه يا بت عمي ، المره الصوح تكون في خدمة بيتها وجوزها وولادها،هيفيدنا ايه علامك لو جوعتينا او مجدرتيش بمهمامك كزوجه وام في المستجبل
الشاعر جال الام مدرستنا،كيف تكوني مدرسة لاولادك وانت متعرفيش الاصول ولا جادرة علي اطعام نفسك
البنت مهما اتعلمت ووصلت لاعلي المراكز العلمية،لو مكنتش زوجة صح لرجاله وتجدر ترضيه باكله بيحبها من يدها ،ما تستهالش يىئنيها في بيته ،
او ما تجدر تعمل وكله حلو بيحبها ولدها، او تصرف نفسها وجت يحضر ليهم ضيف فجاءة
متبجش مره ولا تستاهل تبجي زوجه او ام ،حتي لو غنية وعندها خادمين يخدوموها المرة اللي متعرفش حجوج اسرتها عليها متبجاش مره من اصله
وخلي علامها ينفعها ،لما تنظر من عين رجالها وولادها
فهمتي انا رايددك ايه وانت اية يا مرتي الصغيرة
يلا هما روحي ساعدى اماي وخيتي،خليني اهملك الدار
تخرج من عنده ودموعها تترقق في مقلاتيها بحزن علي نفسها
فعلا كثير كان ابيها يثني علي امها،، لاكله مميزه عملت له او قامت بكي ثيابه بطريقه حلوة او حرصت علي نظافة هندامه
اين هي من كل هذا وهي لا تستطيع ان تفعل مثل امها
تجلس امام خالته لتساعدها وتقول لها"
انا عايزة اتعلم كل حاجه،وقوليلي اعمل الحمام ازاي يا خاله
تضحك عديله وتقول له بودة"
هتتعلمي مدام رايدة تتعلمي بس واحدة واحدة،سيبك من حديث رياض ، هو ملهوش في شغلنا وحجك عليا لطخت عبايتك من فرحتي بيكي نسيت تفس
تبتسم له وتعقبها تنهيدة طويله لتقول له"
طيب فين الصنية اللي هقرص فيها العجين ،
تتطالع اليه خالته باستغراب لتقول له"
نقرصه ليه اما يخمر الاول ،ولسه عليه كتير، جومي ساعدى سناء في تحضيرات الغدا علي ما بخمر العجين
لتسالها ورد باستفسار"
بس انا بشوفهم يقرصو العجين ويسبوه يخمر ليه ده لاء
تنهض عديله وتفسل يدها بعد ان غطت علي العجين وتقول لها"
علشان ده عيش شمسي،لول بيتعجن بقوة ،وبعديها نسيبه
في مجهور العجين لحدا ما بخمر وبعدها نجرص علي الاجراص ونسيله في الشمس لحد ما وشه ينسف وبخمر اخر اليوم نخبزه ،انا هاكلك منيها طعمه هيعجبك جوي
تستغرب ورد مشقتهم الذي يعنوها في صنع ذلك النوع من الخبز لتسال عمتها عن سبب اقدمها علي خبزه رغم تعبه
لتنصدم برد خالتها ، التي قالت بكل فخر"
العيش الشمسي وكل رجالتنا ،وكل ما ياكل لجمه تنزل علي جلبه محبه ، لاني بحافظ بيه علي اصله اللي بيعشجه
ساعته تعبه بيكون راحه علي جلبنا فهمتي يا مرت ولدى
تشعر ورد بالضالة امام كلام خالته الذي قاله رياض في درس قاسي فسرت هي بكلمتين اثلجو صدرها وعرفوها مكانة المراة الحقيقي لتساله بضيق"
هي فين ماما معقول لسه نايمة
تمسد خالتها عديله ظهرها لخب وتقول"
لا اماتيك ما صدقتك الشمس طلعت وراحت تزور جبر بوكي
تنتفض ورد وتساله باستغراب "
تزور قبر بابا ،معقول ماما سافرت تزوره وسبتني هنا لوحدى ما كانت تخدنى معاها ازورها
تضحك عديله وهي تجذبها لحضنها وتحنو علبها"
لا يا جلب اماتيك هي مسافرتش مصر ، هي هتزوره اهني في مقابرنا ، لاني رياض ولدى جابه ودفنه جار خوه
تحدق ورد بدهشة وعدم تصديق لتهتف بحماس ملحوظ"
بجد با خالتي اللي بتقوليه، حقيفي رياض نقل جثمان بابا هنا لصعيد، ودفنه في ارضه ووسط اهله
ياه انا مش مصدقه لتتركها وتهرع الي غرفة رياض الذي كان يتهئ للحروج لتقول له بامتنان"
انا مش عارفه اقولك ابه بس فعلا انت انقذتني من الضياع،
اوعدك من النهاردة مش هكسر ليك كلمه وهعمل كل اللي تقولي عليه،وعمري ما هزعلك مني مهما تعمل
يسالها رياض باستغراب وحيرة"
واه حوصل ايه لكل ده ،معجول عجلتي لحالك اكده
تهز راسها بقوة وتدنو منه لتحتصنه بقوة وتقول"
كفاية انك حققت امنية بابا ونقلته هنا وسط اهله وناسه
عابزة اقولك انك عملت اللي عمري ما كنت هقدر اعمله وبسبب اللي عملته اقدر اسامح ماما علي ظلمها ليا
رياض انت احسن راجل في الدنيا ربنا ما يحرمني منك
يبعدها عن صدره ويرفع وجهه لتنظر له ويساله"
عمتا حفيظة ظلمتك في اية جوليالي يا ورد
تتنهد براحه وتنزل يده من علي وجهه لتقول له"
مش وقته لما ترجع علي الغدا هقولك كل حاجه اخرج لشغلك في امان الله تودعه ويخرج رياض مشغول الفكر بسيب ما قالت ورد عن ظلم امها له ليتسال مع نفسه"
ياتري ظلمتيها في ايه يا عما واتسبب في تمردها وعصيانها
___________
بعد معادرة رياض تخرج لهم ورد بروح جديدة محمله بالعرفان لرياض وما فعله مع ابيها الحبيب الذي من اجلها تضحي بالغالي والنفيس، حتي نفسها قليل في سبيل راحته في الدار الاخري
تجلس مع خالته التي تري البسمه تزين وجهه تشعر بالسعادة من اجلها واجل ابنها لتطلب من سناء تعليمها
تجلس سويا مع سناء لتبدا تعاملها كيف تجهز الحمام للحشو
واثناء انشاغلهم تطلب منها ورد ان تقصي عليها حكاية عشق رياض وخديجة وماهي ظروف زوجهم
تبتسم سنااء وتمسكها من يدها وتربت عليها بمودة"
دي كانت هتبجي مجزرة وهيروح فيها رجالة كتيرة وثار هيجوم بين ثلاث عائلات مش عيلة واحدة
تتحمس ورد لتحثها علي قص حكايتهم، لما تكن تريد المعرفه فقط ، لكن ايضا لشعورها ببعض الغيرة من المراة الوحيدة التي استطاعت ان تملك قلب زوجها الرجل الحنون الشهم
تبدأ سناء تقص عليها حماية العشق الذي يتحاكي به الجميع
قائلة ،"
كانت خديجة وخواته وبنات العيلة بيحضرو فرح بنت من النجع اللي جارنا، كان بيغنو ليها ويفرحو للعروسة
لتدخل عليهم ام العروسة تجولهم ان الرجاله بداو التحطيب ورياض واد الحج وجدى غلب الكل
سمعت خديجة ان رياض بيحطب اتحايلت علي خوات العروسه يخلوها تشوفو وكل البنات جالو نفسهم يشوفو
طلعو فوج سط البيت بعيد عن عين الرجال
والكل فرحان وبيشجع رياض اللي كان فايج علبهم كان ابن ٢٠ سنه وخديجة كملت ال١٦ من شهرين ،
ومع كل انتصار يطلج جرايب العروسة طلجات في الهواا، وفجاة سمعو صراخ خديجة ودمها سايح من جلبها ، لتصرخ خواته البنات وتدلي هداية جري لتحت وهي بتصرخ بعويل
خديجة اتجتلت خديجة اتجلت الحجني يا بوى خديجة اتجتلت، محدش خابر كيف في ثواني كان رياض فوج سطح البيت وادلي حامل خديجة علي يده والدم مغرج خلجاته
وطلع بيها علي مستشفي المركز،والفرح في دجيجة اتجلب لحزن وعويل من بنات العيله علي خديجة الشابة اللي ماتت
حاولو ينقذوها بالمستشفي، ورياض اتبرع بالدم ،
ليخرج الدكتور ويجول هما حاولو لكن الامل ضعيف في انجاذة ،ادعولها ربنا يسترها عليها
فجاءة لجينا رياض خطف سلاح من واد عمه وجال لعمي وبوى وكل الرجاله اللي كانت بالمشفي
جبل ما خديجة تندفن دم ولادهم هيغرق الارض تحتهم
وخرج يجري وهو شاهر سلاحه
والجو اتكهرب ومحدش عارف مين هينجتل ومين هيجتل
اتصلو بالمركز وبوي وعمي الشيخ ياسبن والعمدة كلتهم
سبجو رياض علي دار العروسة جبل ما يجتل حدا من خواته
وحاول ياخده منه السلاح وهو يصرخ فيهم
ضى العمر بتموت ومحدش هيعيشه بعدها، الكل مبجاش حد مصدج ان في راجل يضحي بنفسه وعيلته علشان مره كي ما رياض بيعمل ،حاول عمي يهديه ويطمنه انها بخير
لكنه فضل يصرخ من جلبه، مجدرش علي وجع فراجها يا عمي وناري مش هتبرد غير لما اسيح دم اللي جتلوها، خديجة دي عشج روحي وضى عمري، كي اتجبل بسهوله موتها اكدة
لاه يا عمى لو انت متنازل عن دمها انا لاه هجتلهم واموت معها لو ربنا رايد
وتتجمع عيلة العروسة والعربس وعيلتنا والكل بيحاول يخرج من المصيبة اللي هتحل عليهم
ويتاكدو ان اللي ضرب الرصاصه اللي صابت خديجة واد عمره ٩ سنين كان بيتعلم لسه علي السلاح ومش جصده
لكن مش ده اللي هدى رياض ،اللي خلبه سكت عن جتل الولد الصغير ان سويلم خوه بلغه انها فاجت ورايدة تشوفه
من يومها كل بنات البلد بيحسدو خديجة علي عشج رياض ليها ولما خرجت من المستشفي ، بعت عمي الشيخ ياسين لرياض وبوي وجالهم
خديجة ملهاش مكان في بيتي بعد اللي حوصل
ليستعجب بوى ورياض ويسالوه"
يعني تجصد اية يا عمى ، رايد تطرد بيتك من بيت
يضحك ويحضن رياض بقوة"
لاه مش هطردها هتاخدها دارك، بعد حكايتكم اللي بجت حكيوه في خشم الكبير والصغير بالبلد مينفعش تفضل بداري
كتب كتابك علي خديجة السبوع الجاي
تتهلل اسارير رياض وبوي يساله"
موافج طبعا ده يوم الهنا لما ولدى يتجوز بتك بس مش الاول
تاخد رايها
يضحك الشيخ ياسين"
خدته با واد عمي ، وهاين عليها تروح معاكم دلوج ،هات يده نجرا الفاتحه وانت يا عريس جهز حالك للجواز
وبعد سبوع اتجوز وكان رياض دايما يرافجها لو خرجت من الدار وكل البنيته عينهم حسداهم، وده كان سبب تاخر حملها
والكل بجي يشك انها هتخلف ،لكن ربنا كريم بعد سنتين ربنا كرمها بعد الرحمن وبعدها بكام سنه بفيصل
لتسمع ورد صوت من خلفها يقول "
نعم يا عم عايزاني في حاجه
تشير له سناء ليدخل وتقول له"
سلم علي ورد بت جدك منصور الله يرحمه
ينظر اليه الطفل ذو الخمس اعوام بحزن"
لاه مش هسلم عليها ،لانهاا من يوم جت الدار وبوي سابنا لحالنا، انا بكرهك
ويخرج يجري لتسالها ورد بضيق"
هو انا عملتله ايه وليه مش عايش مع مامته
لتسمع صوت خالته تنهرها"
ليه اكده يا ورد عايزة تحرمي رياض من ولاده، هو انت حقودة وغيوره لدرجه دي ،الف خسارة
ترتبك ورد من حديث خالته شاعرة بالضياع والحزن لتسال سناء"
هو انا قلت اية زعل خالتي ،هما مش الواجب الاولاد يفضلو مع امهم ولا انا غلطت
ترد عليها سناء بحزن"
مينفعش يا ورد ، رياض .....
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملح بطعم السكر ) اسم الرواية