رواية عليا الفصل السادس 6 - بقلم Lehcen Tetouani
. في اليوم التالي ذهب فارس للمكتب كالعادة وعندما أنهى عمله أخرج الهاتف من جيبه ليشاهد بعض الصور التي ألتقطها مع عاليا وهو يبتسم وبينما هو مستغرق في افكاره فوجئ باستدعاء والده له في مكتبه عن طريق الهاتف فذهب إليه في مكتبه
عندما دخل المكتب وقبل أن يتكلم أخذ والده يعنفه قائلا
ما الذي فعلته يافتي أتريد أن تفضحنا بين الناس
سأل فارس نفسه هل علم والدي بأمر زواجي السري ثم قال وهو يتلعثم ما الأمر؟
يجيب الأب ألم اخبرك أمس أنه يجب عليك الحضور بعد موعد الشركة لأن حماك سيأتي ليتفق معنا على يوم زفافك من ابنته
تنفس فارس الصعداء ثم قال اسف يا أبي لقد نسيت الموضوع تماما
قال الأب كيف تنسي شيئا مهما كهذا ولماذا كان هاتفك مغلقا ألم أنبه عليك ألا تغلقه لقد اتصلت أكثر من مرة ولولا أن صهرك موجود كنت ساحضر إليك بنفسي لشقتك لأري ما الذي يشغلك لدرجة أنك لا ترد علي
قال فارس في نفسه الحمد لله أنك لم تفعل وإلا كنت ستحدث مصيبة عندما ترى عاليا معي
ثم يوجه كلامه لوالده
لقد كنت متعبا جداً وأريد النوم بهدوء لذا اغلقت الهاتف
قال الأب لا تكرر هذا مرة أخري على كل حال لقد اتفقنا أنا وحماك أن يكون موعد زفافك بعد شهرين
فارس أليس لي رأي في الموضوع صحيح فأنا العريس فقط
الأب لو حضرت في موعدك كما اتفقنا كان سيكون لك رأي
أما الآن فقد قضي الأمر ولا تنسي إنك تعرف الفتاة منذ سنوات وتخطبها منذ اكثر من سنة وهي جميلة وغنية وبنت أصول بمعني أنها كاملة من كل شئ وانت تعلم أن نهاية ذلك كله الزواج طبعا فلما تستغرب
يجيب فارس والمطلوب مني الآن أن أوافق ولا أعترض
تمام تمام افعل ما تشاء يا أبي
الأب أه ياقلبي أنت ازعجتني فعلاً اتصل لي بالطبيب وخذ موعدا منه فأنا لا أشعر أنني بخير أبداً
إتصل فارس بالطبيب فيخبره ألا يزعج والده بأي شكل فقلبه ليس بخير فهو قد ركب ثلاث دعامات ولا يتحمل المزيد في هذا السن يغلق فارس مع الطبيب ويعطي والده العلاج بعد أن يقبل رأس والده ويخبره أنه سيفعل ما طلبه منه دون جدال
ترك فارس الغرفه يذهب إلي مكتبه وجلس علي المكتب غاضبا وهو يقول لنفسه لو رفضت الزواج من جاسمن
سيتأثر أبي فهو مريض بالقلب وقد أخبرني الطبيب أن الحزن والغضب قد يؤدي بحياته ولو وافقت سأضطر لترك عاليا والتخلي عن حبي فلقد جهز لي والدي فيلا بجواره تماما
وسوف أكون مراقبات في المكتب والبيت ماذا افعل الآن
لقد وقعت بين نارين على الاختيار بينهم حياة ابي وصحته أو حبي لعاليا من سأختار ما هذه الحيرة
عاد فارس إلى شقته وبعد أن قضى وقتا مع عليا كأنه يودعها
قال لها أسف يا عاليا ما ساقوله لك سيجرحك بالتأكيد
ولكني مضطر لقوله
قالت لما تأسف مني تكلم مباشرة فأنا مستعدة لأي قرار تأخذه أنا صحيح في الثامنة عشر ولكن حياة الملجأ جعلتني
انضج بسرعة وسأفهم ما تقوله لا تخف
قال لقد كان بيننا اتفاق ويجب أن يتم
قال ماذا تقصد
قال يجب أن نترك بعضنا فقد حدد موعد زفافي بعد شهرين من الآن لذا…….
قالت لا تكمل لقد فهمت هناك زوجة جميلة وغنية في انتظارك لذا كما قلت ما كان بيننا مجرد اتفاق أنت نفذت كل شيء فيه وحان الدور علي كي انفذ الجزء الخاص بي وابتعد عنك
قال أنا آسف ولكن حياة ابي في خطر ولو عرف بموضوع زواجنا قد يموت فهو مريض بالقلب وحالته متأخرة ولا يتحمل الحزن
قالت لا داعي للتبرير سأذهب لاجمع بعض الملابس حتي اخذها معي وشكرا علي كل ماقدمته لي فلولاك لكنت طعاما لكلاب الطريق الآن
قال لا تنزعجي ارجوك فلقد وفرت لك شقة مناسبة
واتفقت مع مدير أحد الشركات أن يوظفك عنده براتب مجزي حتي تستطيعي عيش حياة كريمه ولا تخافي فلن اتخلي عنك سأظل أتابعك حيثما كنت كي أطمئن عليك
قالت شكراً فارس بالاذن منك لاجهز حقيبتي
دخلت عاليا لغرفة النوم وجمعت ثيابها بينما لا تكف عن البكاء
وبعد وقت قليل تخرج وهي تجر حقيبتها قائلة لفارس
هيا بنا أنا مستعدة للرحيل ولكن هل لي بطلب
قال تفضلي أطلبي ما تشائين لو كنت تريدين مالا فأنا وضعت لك مبلغا من المال في حسابك تستطعين من خلال الفيزا كارد التي اعطيتها لك سحب أي مبلغ تريدينه
أنا لا أريد مالا فأنا أريد شيئاً آخر
أمري فقط وأنا أنفذ
قالت عانقني فقط
إنطلق فارس نحوها وضمها وهو يقول لن اتخلى عنك صدقيني ولكن سنظل بعيدا عن بعضنا فقط حتي أجد حلا
أعدك بذلك حبيبتي ثم يقبلها ثم إبتعد ومسك الحقيبة وسار أمامها وهو يحاول منع نفسه من البكاء فهو يشعر أن العبارات تخنقه ولكنه بلع ريقه ومضى بها نحو السيارة
بينما تمشي عاليا خلفه فهو لا يستطيع مواجهتها او النظر في عينيها وبعد أن وضع الحقيبة في السيارة فتح لها الباب لتركب على المقعد المجاور له ثم ركب وإنطلق بالسيارة مسرعا
بينما عاليا تظل طوال الطريق والدموع تتقاطر من عينيها
حتى توقف فارس امام احدي العمارات قائلا لقد وصلنا هيا انزلي لتشاهدي شقتك الجديدة
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية