رواية لتحيا نيران العشق الفصل الخامس 5 - بقلم هدى زايد
الفصل ال5
ردت بحزن نظرًا لجفاء معاملة ابنة عمها
- جميله كل ماتشوف وشي تتخانق معايا وبتتهمني إني
حثها على متابعه حديثها قائلًا بهدوء
- جولي طلعي اللي في جلبك يا چنه متخافيش مني
- اتهمتني إني سرقتك منها وإن خطافة رجالة وأنا والله العظيم يا عمران أول مرة اشوفك وأشوفها لما جيت هنا
ربت على كفها وقال بنبرة هادئه
- متزعلش نفسك خليها تجول زي ما تحب المهم أني وأنتي عارفين اتعرفنا على بعض كيف
نهضت هذه المرة متجه نحو النافذة، وقفت. أمامها تشاهد المارة، ربما هذا الذي تريد أن يفهمه "عمران " أما عقلها كان في مدينة القاهرة عند تلك غريبة الاطور، كيف تشكك في صوتها، ولِمَ لم تجيب أو تحاول الإتصال بها حتى، كان يتحامل على نفسه كي يذهب إلى المرحاض، شعرت بحركته التفتت له بجسدها متسائلة
- رايح فين ؟
- الحمام
تحب اساعدك
قالتها وهي تقترب منه فوضع كفه على كفها وقال بعتذار
- هتعبك معايا بس مش جادر افتح زراير الجميص، معلش تفتحتيها وأني هكمل چوا في الحمام
ترددت أناملها على صدره الذي شعر ببرودة يدها
انتهت أخيرًا من فتحه دون أن تنزعه عنه، تركها وولج بعد أن شكرها للمرة المئة بعد الالف .
كان يتألم رغم مكابرته ، استدارت بجسدها متجه نحو سريره ترتبه قبل خروجه، لفت انتباهها شاشة هاتفه التي تضئ برقم مجهول، هتفت عدة مرات
لتخبره لكن لم يصل له صوتها . قررت أن تتركه حتى يخرج وتتابع مهمتها البسيطة، وبعد أن انتهت جلست تلتقط أنفاسها في ذات اللحظه التي خرج ابتسم لها وقال بامتنان
- بترتبي لي فرشتي بيدك ديه كتير عليّ والله
شكرًا
ردت بذات الإبتسامة
- مش كتير ولا حاجه وبعدين هو أنا عملت إيه يعني !!
تابعت بتذكر
- صحيح تليفونك مبطلش رن من ساعه ما دخلت الحمام واضح إن في حد عاوزك ضروري
- خابر أني الرقم ديه سيبك منيه جولي لي اتعشيتي ؟
- أنا لأ مش عاوزة تحب اطلب لك أكل ؟ أو انزل اجيب لك من برا ؟
ابتسم وقال بتساؤل
- برا فين ؟
أشارت بيدها نحو النافذة شارحة
- هناك على أول الشارع دا في محل ممكن اجيب منه أكل لو حابب
سار بخطوات ثابته وقال مازحا
- لاه أني مش معايا فلوس
- انا معايا قول عاوز تأكل إيه وهابعت اجيب لك حالا
- معاكي فلوس كتير ؟
- إنت بتتريق عليا !
- حاشا لله أني بطمن بس
- طيب اطمن ياسيدي قول بقى عاوز إيه
- عاوزك تجعدي اهني عشان حابب اتحددت وياكي في كلمتين
جلست على السريرالأخر بدلا من حافة الفراش الذي يريد أن تجلس عليه فطلب منها على استحياء
- لاه معلش عاوزك اهني
وقفت عن السرير خاصتها ثم سارت تجاه السرير المقابل وجلست بهدوء وراحت تقول بتوتر
- نعم
- هاجولك على حاچه من المفروض إنها متخصكيش بس رايد تعرفيها عشان متغلطيش جدام حد وتجوليها
قطبت ما بين حاجبيها وقالت
- حاجه إيه دي ؟!
- اوعديني الأول إن أي حاچه هتحُصُل بنا ماحدش غيرنا يعرفها حتى لو كان چدي ذات نفسه
- حاضر اوعدك و
رد مقاطعا بإبتسامته المعهودة
- نسيت اشكرك على إنك حفظتي السر اللي جلته يوم فرحنا لأن لما چه وجته كنت كدها
تابع بدون مقدمات
- چميلة بت عمك مكانتش بتكدب عليكي لما جالت إنها بتحبني
أشار بيده ليمنعها من الحديث قائلا برجاء
- أرچوكي يا چنه همليني أكمل حديدتي للآخر
- طب اتفضل
- أنا وهي وسليم كنا زملاء في الكليه عادي أني وسليم طول عمرنا صحاب زي چدي وچدك كِده لحد اليوم اللي جرر أبوكي الله يرحمه يتچوز من عمتي اللي هي أمك الله يرحمها
بدأ يشعر بالتعب وضع يده على كتفه وقال وهو يضغط على شفته السفلى، نهضت عن الفراش وطلبت منه أن يمدد جسده وقالت
- عمران واضح إن الكلام بيتعبك بلاش كلام دلوقتي وارتاح
ديه أنسب وجت نتحدد فيه لوحدنا يمكن الفرصة ديه مش هتتكرر تاني واصل
قالها " عمران " وهي تتدثره جيدًا، ثم طلب منها أن تجلس مقابلته ليتابع حديثه قائلا
- بحكم عاداتنا المفروض أمك تتچوز واد عمها لكن واحد برا العيله لاه ديه جانون چدك وچد چدك قمان
بلل شفتيه بلسانه وقال بوهن
- جانون ظالم بس لازم تمشي عليه كل العيله، اتجدم ابوكي كتير بس چدي رافضه رغم إنه واد صاحب عمره بس كان دايما يجول لو هو مقاني هيعمل زيي كِده وزيادة قمان .
تركته لتأتي له بكوبًا من العصير الطازج من البراد الصغير الموضوع في الغرفة، قامت بفتحه وساعدته في شرابها منعها في بادئ الأمر لكن وافق أمام إصرارها . صمت قليلًا قبل أن يتابع حديثه قائلًا
- جرر أبوكي يجف جدام الكل ويُخطفها ويهرب بعيد بعيد جوي
نظر لها وقال باسما
- عاوزة الحج
أومأت برأسها علامة الإيجاب وقالت
- آه
- ابوكي معاه حج يعمل كِده وچدي معاه حج بس چدي لي حج يزعل ديه بته وكسرته وسط الناس
بس هو هيعمل إيه يعني ماهو شايف حبيبته هتروح من يده، چن چنون چدي وحلف ميت يمين ليجتلهم وبعد ما وصلهم كنتي أنتي نورتي الدنيا
بس من غيرها چيتي وحدك، كان لازم حد منيكم يروح عشان التاني يفضل، حكمة ربك هي اللي تروح وأنتِ اللي تفضلي مافيش بعدها فترة عرفنا إن ابوكي اتجتل ومن يومها الصاحب مبجاش صاحب وچدك زرع في جلب سليم إننا جتلنا ولده واحنا قمان اتفرجنا واتچمعنا في الكليه
ردت " جنه " برجاء قائلة
- ارجوك يا عمران كفايه كدا شكلك تعبت
رد مبتسم
- چايه في اهم چزء وتجولي بزيادة حديت
- طب حاول متتغطش على نفسك
تنهد بعمق قبل أن يتحدث عن أهم جزء في حياته يريد أن يسدل الستار كفى إلى هنا .
- چميله كانت عتحبني من زمان بس كنت بعمل نفسي مش واخد بالي، لحد ما دخلت الكليه، عرف چدي إنهم معايا في نفس الكلية طلب مني اعمل فيها كيف ما ابوكي عمل في بته، طبعا هو مچابهاش كِده هو جال جرب منيها واعرف چدها واهلها كيف بيفكروا، مش هكدب عليكي أني سمعت كلامه وهي زي مايكون كانت منتظرة إني اتحدد وياها، ولما حسيت إنها هتتعلج بيا، عرفتها اللي حصُل وبعدت عنيها بس جلبها رفض يصدج وفاهمه إن بعمل كِده عشان بحر الدم مايتفتحش من تاني
نظر لها وقال بهدوء
- وهي دي كل الحكايه
ثم ختم حديثه قائلا بإبتسامة واهنة
- يعني أنتي ولا سرجتيني منيها ولا من غيرها
ابتسمت ملء شدقيها وقالت
- ربنا يريح قلبك زي ما ريحت قلبي
تابعت وهي تقف عن حافة السرير قائلة
- نام إنت دلوقتي وكفايه تعبتك معايا لحد كدا
عادت إلى السرير المجاور جلست عليها، تنهدت بإرتياح
بعد أن استعمت للحقيقه كاملة منه كانت تظن أنها فرقت بينهما لكن حدث ما لم يكن في حسبانها
أين أنتِ يا بدور لتعرفي كل هذه الاحداث .
بينما هو كان ينظر لسعادتها لبرائتها من هذا الاتهام المشين في نظرها، لاحت ابتسامه خفيفه على ثغره ما إن تقابلت نظراتهم لبعضهم البعض، أشارت بسبابتها تجاه المصباح وقالت بتلعثم
- تحب اطفي لك النور ؟
أومأ برأسه علامة النفي وقال بخفوت قبل أن يغمض عيناه
- لاه النور هادي مش محتاچ تصبحي على خير
- وإنت من أهله
وبعد مرور ساعتين
من الانتظار حتى انتظمت أنفاسه قررت أن تأخذ قسطًا من الراحة .
فتح عيناه ببطء شديد إثر الألم الذي عصف برأسه كادت أن يفتك به، مد يده ليأخذ أحد العقاقير الطبيه وبعد أن تناولها في هدوء، جلس يفكر في حياته، لا يعرف لِمَ يترك مصيره بين يدي جده هل كان مخطأ عندما تزوج بها، تُرى مالذي سيحدث بعد كل هذا ؟ حقا لايعرف ربما سيحصل على إجابة سؤاله قريبًا ..!
رفع بصره تجاهها وجد خصلات شعرها الفحمي الطويل تنسدل بجانبها، تشبه والدتها كثيرًا
لاحت إبتسامة خفيفه على ثغره، قبل أن يسأل حاله إلى متى سيظل كبش الفداء، جده لن يعيره أي اهتمامًا يريد فقط تنفيذ أوهام برأسه هو فقط
عاد بجسده مرة أخرى للخلف، ثم وضع ذراعه أمام صدره وهو يشيح بوجهه نحوها، ظل يراقبها حتى غلبه النعاس على حالته تلك . !
كفايه من فضلك بقى كفايه لحد كدا أنا مش عاوزة اسمع حاجه وهمشي من هنا يعني همشي بس همشي لوحدي مش مع حضرتك
اردفت " بدور " عبارتها وهي تتظاهر بالجمود رغم ضعفها وحزنها الشديد، كانت تقف أمام والدها فتاه لاتعرف الرحمه فتاه تريد أن تثأر منه قبل صديقتها
نصبت حالها القاضي والجلاد في آن واحد، خذلان وقهر يجتاح قلبها، قررت أن ترتدي قناع الصلابة
ليعترف بما اقترفته يداه، بينما هو كان يحاول جاهدًا إرضائها لكنه فشل، خرج من غرفتها مطأطأ الرأس والحزن يكسو قلبه قبل وجهه، وقبل أن يغلق الباب خلفه استوقفته قائلة بحدة ممزوجة بسخرية
- خورشيد باشا بكرا الصبح تروح تعترف للشرطة عن جريمة قتلك وتسلم نفسك هي دي الحاجه الوحيدة اللي هتخلي جنه تغفر اللي حصل
نظر إليه بحزن وقال
- حاضر يا بدور هنفذ اللي قلتي عليه
استدارت بجسدها كي لا يرى ضعفها، لو مرت دقيقة أخرى لركضت وتوسدت صدره طالبه منه الغفران على حماقتها تلك
هوت على حافة السرير وهي تتدفن وجهها بين كفيها خارت كل قواها في البكاء، صدح رنين هاتفها ليعلن عن وصول رسالة نصية عبر موقع التواصل الاجتماعي ( واتساب) كفكفت دموعه بظهر يدها لتقرأ رسالته الاولى لها كاتبًا
( آسف لو ازعجتك بس لو في سوء تفاهم بينك وبين جنه أنا ممكن احله، هي هتجنن عليكي)
ردت بتلقائية شديدة كعادتها وكتبت
( مش زعلانين ولا حاجه بس أنا عاوزة ابعد لفترة، آسفه يا دكتور لو سببت لك في إزعاج بس خُفت تقلها )
ارتشف رشفات سريعه من قهوته قبل أن يكتب
( هو فعلا كنت هتكلم معاها بس رسالتك جت في نفس اللحظه عشان كدا سكت)
تشعر بالالم يعصف في رأسها فكتبت بعتذار
( معلش مش قادرة اتكلم اكتر من كدا وشكرًا لاهتمامك مع السلامة )
كتب لها رسالته الأخيرة التي لم تقرأ، لانشغالها في كتابه حالتها على التطبيق
( اصعب مراحل حياتي بمر بيها، وأقرب ناس ليا بعدوا عني، بعيش مرحلة شبيها بمرحلة الاعراض الإنسحابيه، بدعي من كل قلبي اعدي المرحلة دي بدون خسائر، ادعولي )
بدأت الردود بين مؤيدين ومعارضين من هذه الحالة منهم من رد بسخرية ومرح والبعض الآخر
اعتبر أن حياتها مؤلمه لدرجة لم تستطع حروف اللغه العربية بوصفها .
وضعت هاتفها على سطح الكومود، ثم مددت جسدها على الفراش ودموعها منسدلة على خديها
غلبها النعاس على هذا الوضع حتى مطلع الفجر، انتفضت على إثر حلم مفزع، تمتمت بكلماتٍ تذكر فيها اسم الله كانت تتنفس بصعوبه وكأن احدهم
ضغط رئتيها ليمنع دخول وخروج الهواء .
نهضت عن الفراش متجه لحجرة أبيها، تريد الإعتذار منه وتطلب منه عدم الذهاب إلى قسم الشرطة .
خرجت بهدوء وسارت بذات الهدوء للغرفه المجاورة قامت بفتحها وجدته في سبات عميق، اوصدت الباب، هبطت الدرج متجه إلى حديقه الفيلا جلست على الأريكه الخشبيه ضامة ذراعيها
أمام صدرها ناظرة إلى القمر، ابتسمت إبتسامة حانيه لتذكرها تلك الليالي التي جمعتها بينها وبين "جنه" بدأ شريط الذكريات يمر أمامها، وتحديدًا قبل خطبتها بيوم حين قالت لها
- عروستي الحلوة خلاص هتسبني
- متقوليش كدا يا بت يا عبيطة أنتي انا هاخدك معايا
- شفتي مين فينا اللي عبيط بقى في حد ياخد صاحبته معاه عش الزوجية
- بس أنتي مش صاحبتي أنتي جنتي ومافيش حاجه هتفرقنا أبدًا لو الجواز هيفرق بنا يبقى بلاش منه
- لااااا وحياة أبوكي أنا عاوزة النحس يتفك وكل واحدة تروح بيت جوزها
دوت ضحكاتها المكان متسائلة بدهشه
- عاوزة تتجوزي ياجنه ؟
ردت بمرح وهي تلوح بيدها في الهواء قائلة
- لا انا عاوزة تودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه
ردت " بدور " ضاحكه
- لا تصدقي ظلمتك
بدأت " جنة " حفلتها التي لن تنتهي لمساء اليوم التالي قررت أن تتراقص مع صديقتها الوحيدة
اندمجت " بدور " وتعال صوتها بإحدى الاغاني الشعبيه وهي تشير إليها قائلة
- ضحكتها بتخطف القلوب خطوتها بتعمل حروب
على ايدها اتعلمت ادوب دوبت فيها وحبيتها
فردت " جنه " بذات النغمه
- هو أنتي عملتي فيا إيه حبك دا بحر غرقت فيه معرفش جيت معاكي ليه، دي واخدة قلبي في سكتها
ولج والد بدور مبتسم ملء شدقيه، بينما جلست "جنه" وهي تلوح بيدها على وجهها لتأتي بنسمات هواء باردة تجفف حبات العرق التي تكونت على جبينها، جلس على المقعد وقال بجدية مصطنعه
- أنا جبت لك كل الطلبات اللي قلتي عليها يا جنة شوفي كدا ناقص أي حاجه ؟
اطلت برأسها داخل الحقائب البلاستيكيه لتتأكد من كل شئ ثم نظرت له وبيدها (خيار) وقالت
- تمام يا كبير كل حاجه مظبوطه بس عاوزين 5كيلو لحمة مفرومه عشان الكفته
رد بغيظٍ شديد
- بقى الجربوع دا يعرف أصلا يعني إيه كفته
قطمت" الخيار " وراحت تقول بإبتسامة مزيفه
- احنا هنعرفه يا خورشيد متقلقش هات اللي عليك وسيب الباقي عليا
- مش جايب مشي حالك يمشي
ردت " بدور " بحزن قائلة
- شايفة يا جنه اهو كدا من ساعة اتخطبت دا لحد دلوقتي مقالش مبروك
قاطعتها " جنة " بجدية مصطنعه
- لأ لأ لأ يا خورشيد بقى يا راجل متقلش لبنتك الوحيدة مبروك ؟
-بت متفتحنيش عشان أنا على أخري منك أنتي وهي
تابعت بجدية
- روحي أنتي يا حبيبتي دخلي الحاجات دي جوا واعملي فنجان قهوة مظبوط من اللي بحبه منك
- حاضر
عادت ببصرها له وقالت
- في إيه بقى أنا شايفه إنك مش راضي تلين وكل شوية تزعلها وهي اشتكت لي كذا مرة
رد بجدية
- ما أنتي عارفه يا جنه الواد دا مش عارف ارتاح له تقيل على قلبي
- مايمكن يكون كويس ليه تظلمه
- اظلم مين بس دا أنا سألت عليه وطلع عليه ديون لطوب الأرض وقلت لها هيمرمطك معاه وهي عاوزاه يابابا عاوزاه يابابا جبتك عشان تحليها رحتي عقدتيها وقلتي نعمل خطوبة
- أنا قلت فرصه يتعرفوا على بعض مكنتش متوقعه إن دا اللي هيحصل
ساد الصمت بينهما لبرهة، قبل أن تقول بهدوء
- بص احنا نمشي الموضوع وبعد شهر نفركش عادي وأنا هحلها من عندي متقلقش بس مشيها ونادي عليها عشان تصالحها
بــــــدور
قالها " حذيفه " الذي مازال واقفًا لأكثر من خمس دقائق عادت بذاكرتها من الماضي على صوته، كفكفت دموعها وقالت بعتذار
- أنا آسفه بس مسمعتكش واقف بقالك كتير ؟
- بقالي خمس دقايق واضح إني جبتك من بعيد قوي
- يعني
- اتفضل واقف ليه
- أنا سمعت صوتك أنتي وعمي بليل والحقيقه كنت حابب اتدخل بس قلت خليني بعيد
ردت بحزن
- كان لازم المواجهة كان لازم يعرف إنه غلطان
- بس هو مانكرش يا بدور عشان يعترف بالغلط
- أنا مش عاوزاه يعترف ليا أنا عاوزاه يسلم نفسه
- بتهزري صح عاوزة تسلمي باباكي بنفسك للحكومة وموضوع عدا عليه سنين
بلعت غصتها وهي تتحدث بقهرٍ واضح في صوتها
- أصل إنت متعرفش جنه بالنسبه لي إيه ؟ مش هقدر اخبي عليها حاجه زي كدا مستحيل أصلا تسامحني
بدأت شهقاتها تعلو لتدخل في نوبة بكاء جديدة
أما هو قرر أن ينتشلها من بئر الحزن وقال بجدية مصطنعه
-أنتي مبتزهقيش من العياط بقل لك إيه تعالي نجري سوا أنا كنت خارج اجري لوحدي تعالي يمكن تهدي شوية
أومأت برأسها علامة النفي وقالت بعتذار
- لأ معلش مش هقدر روح إنت
- أنا كل يوم بخرج لوحدي قومي يلا
- لأ مش هينفع صدقني روح إنت
- يلا بقى متبقيش بايخه
وبين شد وجذب بينهما في الذهاب. وعدم الذهاب
رضخت بالأخير " بدور" أن تمارس رياضه الركض معه حول الفيلا، كانت تتوقف بين الدقيقة والأخرى لتلتقط أنفاسها اللاهثه وهي تتحدث برجاء
- إيه دا بجد مش قادرة أنا مش هزعل تاني بعد كدا دا عقاب مش رياضه
رد ضاحكا
- طب كويس إنك عرفتي عقابك لو فكرتي تزعلي
رفعت كفيها وقالت بعتذار
- آسفين يا ريس مش هاتتكرر تاني
رد بجدية مصطنعه وهو يوجه سبابته نصب عيناها
- واول ما ترجعي تصالحي عمي
أومات برأسها بالنفي وقالت
- مش هينفع للأسف
- لأ هينفع وهنقفل الموضوع نهائيًا
- طب وجنه
- مالها جنه
- افرض عرفت هاقولها إيه وقتها
- وقتها هنعرفها إن اللي حصل دا غصب عنه واكيد هي هتتفهم الأمر
- ربنا يستر
- اكيد هيستر لأن دا اسم من اسمائه
تابع بحماس
- يلا نكمل جري
ردت معارضة
- لأ كفايه نتمشى ونرجع بقى مش المشي رياضه بردو ؟
رد باسما
- ماشي يلا
استوقفه صوت انثوي مألوف له، تعرف إليه ما إن توقفت أمامه وقالت
- مش معقول البشمهندس حذيفه
- اهلا وسهلا نرمين هانم
- نورت مصر
- منورة بأهلها
- رجعت إمتى ؟
- من ست شهور
- هتسافر تاني
- في الحقيقه لأ بابا تعبان ومحتاجنا جنبه
- الف سلامة
تابعت حديثها بنغج وهي تعتذر من " بدور " قائلة
- متأسفة يا مدام بس أصل البشمهندس كان واحشني مراتك دي
ردت " بدور" بسرعه
- لأ أنا مش مراته أنا
قاطعتها بدهشه مصطنعه
- أنا قلت كدا برود مش معقول تكوني مراته أصل كنت خادمتك وسكت احسن تزعلي
كادت أن تنسحب " بدور" لكنه استوقفها وهو يقبض على معصمها موجها حديثه لنرمين
- احب اعرفك بدور بنت عمي هي متوضعه جدًا وبتفتكر كل الناس زيها الصراحة
ختم حديثه وهو يشير بيده
- احب اعرفك يا بدور دي نرمين هانم جارتنا كانت مسافرة رحلة سريعة كدا لسجن القناطر بسبب شيكات بدون رصيد بس خرجت
- نسيت اقول لك حمد الله على السلامة، باباها بقى لسه عنده رحلة اطول شوية في السجن
ضيق حدقتيه وقال بجدية مصطنعه
- كان مسجون مخدرات وشيكات تقريبا مش فاكر قوي الحقيقة يلا يخرج بالسلامة يا نرمين هانم
نستأذن احنا عشان عندنا شركة عاوزة تتعرف على المديرة الجديدة
ركضا سويًا وبداخل كلاًمنهما تساؤلات عدة لا يعرف أحدهم كيف سيطرح على الآخر، توقفت "بدور" فجأة وقالت من بين أنفاسها اللاهثه
- هو إنت ليه عملت كدا ؟
- عملت إيه !
- ليه قلت لي كل دا قدامها
- مبحبش حد يشوف نفسه عليا ولا على حد يخصني وانا عارف تاريخه كويس
ردت بفضول
- وإيه حكايه المديرة دي ؟
حك مؤخرة رأسه وقال بإبتسامته المعهودة
- هو المفروض كنت عملتها مفاجاة هي السبب أعمل إيه، بصي ياستي عمي اتنازل عن كل ورثه ليكي وحاليا أنتي بقيتي شركتي الجديدة وهتديري كل حاجه معايا
ابتسمت ملء شدقيها سرعان ما اختفت هذه الإبتسامة وقالت
- أنا مش عاوزة منه حاجه روح قل له إني أصلا هنفذ كلامي وهمشي النهاردا
- طب ممكن نمشي عشان انا النهاردا بالذات جعان قــــوي وبعدين نبقى نتكلم في الموضوع دا
عودة إلى غرفة " عمران " بالمشفى، استقيظ قبلها هذه المرة أيضًا، بدل ثيابه وبدأ في ضب حقيبته قام بسحب سحابتها ووضعها على الأرض، جلس على حافة الفراش خمس دقائق أخرى ليلتقط أنفاسه، ولجت الممرضه بعد أن طرقت بخفه، بدأت في فصحه وإعطائه بعض العقاقير، استيقظت "جنه" إثر صوتها تسألت عن الساعه وهي تتئثاب
- هي الساعه كام ؟
- احنا بجينا الضهر
- ياه أنا نمت دا كله
غادرت الممرضه بعد أن قالت بتحذير
- النهاردا هتخرچ بس الچرح لازم له غذا وتنتظم على العلاچ الف سلامة عليك
- الله يسلمك
استوقفتها " جنة " قائلة بإبتسامتها الهادئة
- لحظة واحدة
- نعم
- بصي أنا تعبتك معايا امبارح ومش عارفه اقدم لك إيه بس دي حاجه بسيطة
رفضت الممرضة أن تأخذ النقود لكن إصرار "جنه" كان أكبر نجحت في أن تضعها في جيبها اوصدت خلفها الباب ليتسأل بفضول
- هو في إيه ؟
ردت شارحة
- ابدًا ياسيدي كنت سخن امبارح حرارتك كانت أربعين تقربيا، رحت جبتها وياحرام كانت نايمه بس الشهادة لله ماسبتنيش لحد ما حرارتك نزلت
- ولا حسيت بحاچه
جلست على حافة السرير المقابل وقالت بشئ من المرح
- دا إنت طلعت عيني امبارح
ختمت حديثها بجدية
- يلا كُل أكلك عشان تاخدا باقي العلاج
رد بتأفف قائلا
- مش عاوز مليش نفس
- مافيش حاجه اسمها مليش نفس دا اسمه دلع يلا خلص الاكل عاوزين نروح بيتنا ياعم
تعجب من عفويتها الشديدة لا يعرف يشعر بشئ لا يبشر بالخير، جلست مقابلته وقالت بجدية وهي تطعمه.رغما عنه
- يلا عشان جرحك محتاج غذا زي ما قالت
سألها بدون تردد
- چنه هي معاملتك اتغيرمعايا ليه ؟
أجابته بجدية
- عشان عاوزة اخلص من اللي انا في دا يا عمران
- جصدك إيه ؟
تركت الملعقه على سطح الطاوله المتحركة وقالت بصوت مختنق
- أنا تعبت من اللي أنا في كل حاجه مغصوبة عليها
- إيه اللي أنتي مغصوبة عليه بالظبط ؟
- إنت
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية