رواية كوثر الفصل الخامس 5 - بقلم Lehcen Tetouani
.. قررت كوثر ان تفعل المستحيل لكي تنقذ امها نورية وبدأت بالبحث عن طبيب متمرس مختص في جراحة الكلى بالرغم ان ماميتا نصحتها ان تاخذ نورية معها وتعودان إلى اروبا فهناك الطب متقدم ولها من المعارف مايسهل عليها شفاؤها ولكن نورية رفضت رفضا لا نقاش فيه فهي تريد ان تموت في وطنها وتدفن تحت ترابه
حزنت كثيرا كوثر من الفرصة التي ستضيعها نورية من يدها قد تكون سببا في شفائها ولكنها لم تستسلم. وبمساعدة والدها قاما بإيجاد طبيب مختص والذي هو في الحقيقة شخص يقربها من طرف عائلة والدها.
إلتقت كوثر بالطبيب المختص في علاج مرض الكلا. وكم دهشت حينها عندما وجدته شابا في مقتبل العمر عكس ماظننته انها ستجد رجلا مسنا ولكنها علمت بعد ذلك من والدها آدم ان الشاب هو متخصص في نفس الامراض المتخصص فيها والده…
يقوم بفحص المرضى والذي يجده ان مرضه متفاقم وعليه ان يجري عملية فورية يقدم المريض لوالده ليتمم بدرره العلاج عن طريق تتبع خطوات متتابعة حتى يأخذ قراره الاخير إما المريض يقوم بالعملية او انه فات الاوان على ذلك ولم ببقى سوى ان يكمل علاجه بتناوله للدواء وقدر عمره عند الذي خلقه. فقط
لم تتحدث كوثر مع الطبيب كثيرا سوى انهما تعرفا على بعضهما البعض بصفة خاصة بسبب وجود قرابة من بعيد من طرف عائلة والدها واخبرها ايضا انه على دراية بقصتها الذي علمهم إياها والده منذ فترة طويلة.وسعد انها عادت إلى احضان وطنها وعائلتها وهي بخير وبكامل صحة وسلامة. ..
ثم بعد ذلك اخبرها انه سيقوم بمتابعة فحص والدتها شخصيا ووصف لها تحاليل واشعة. ليثبت اين وصل حدود مرض نورية وطمتها ان الطب تقدم ويوجد دواء لكل مرض
احست كوثر بالراحة قليلا عند تحدثها مع جوني ومنحها املا في علاج نورية وفي طريق عودتها مع والدها لم تنسى كوثر امر ماميتا والتي من اجله جاءت إلى ديار العرب حتى تشهر وتعلن أسلامها فعرجت عند اقرب مسجد وطلبت من والدها ان يعود للمنزل ثم لن تطيل و توافيه على الفور فدخلت هي بمفردها داخل المسجد تبحث عن إمامه
فوجدته بمساعدة بعض الناس هناك يقوم بخطبة مصغرة يجمع فيها بعض من الشباب والرجال يوعضهم ويشرح لهم امور دينهم ودنياهم حينها إنتظرت كوثر بعيدا عن المجلس وهي تسمع إلى كلامه المؤثر حتى فرغ من الخطبة وقابلته لتروي له قصة ماميتا التي تريد ان تذكر الشهادتان وتكون بعد ذلك إمراة مسلمة حرة بعيدة عن ديانتها ومعتقداتها التي اصبحت لاتؤمن بها مع الوقت
بارك الشيخ كوثر التي بسببها ادخلت إمراة في ديننا الحنيف وقدم لها موعدا بعد يومين بان تحضر هي وماميتا ليعرفها كيف تذكر الشهادتان بنطق سليم وبكل نية وصدق.
عادت كوثر إلى منزل نورية فوجدت الجميع مجتمعين على قهوة المساء ففرحت حينها كوثر ماميتا بالخبر فهنأها الجميع بدخولها الإسلام. فبالرغم من ان والدي كوثر على ديانة غير ديانتها إلا ان الامر لم يكن يزعج امر الاخر. فكل فرد متهم يحترم بعضه البعض ولايتدخل في شؤون معتقداته ودينه. ويدركون جيدا اين تقف حدودهم في تدخلهم للطرف الثاني.
في تلك الاثناء دق احدهم على الباب وعندما استقبله ادم. عرفه بنفسه انه صاحب البيت. وعلى صاحبته ان تفرغ المكان فورا
لم يستغرب ادم من طلب الرجل ولاحتى نورية في تلك اللحظة بل من استغرب من الموضوع حقيقة هي كوثر كيف يحق للرجل ان يخرج نورية من بيتها؟
فروت بعد ذلك لها نورية الحكاية منذ البداية من يوم تركتهم ومالذي حدث من ورائها
فبعد وفاة زوج نورية في اليوم نفسه الذي اختطفت فيه كوثر والذي قتل على يد القراصنة بعد مرور شهر تقريبا من وفاته ظهرت اسرته فجاة وبدون مقدمات تطالب بكل ماتركه زوجها بما انها لم يكن له اولاد يحملوا كنيته ومن بين تلك الاشياء التي يريدون اخذها هو المنزل والقارب… واردفت نورية توضح كل مامر بها من ظلم في تلك الآونة
اخبرت كوثر انها بعدما طردوها اصبحت تتنقل من منزل لاخر تستاجره ببعض النقود التي تركها لها زوجها والتي خبأتها من اهله الطماعين مع بعض النقود التي كانت تجلبها من وراء عملها البسيط ببيع بعض الاسماك التي تشتريها مباشرة من قوارب الصيد ثم تعيد بيعها وهي طازجة… إلى ان خانها جسدها ومرضت ولازمت الفراش مابين فترة واخرى. فشفق على حالها في تلك المدة المريرة التي تمر بها احد اصدقاء زوجها عندما علم بحالتها فمنحها بيته الذي كان فارغا
وطلب ان تمكث فيه معززة مكرمة ولا تفكر في تعب الإيجار والتنقل من مكان إلى مكان ومنذ سنين وهي بهذا المنزل لااحد دس على طرفها او ازعجها ومنذ فقط قرابة حوالي اسبوع علمت بوفاة ذلك الشخص النبيل الذي حزنت عليه كثيرا فهو الوحيد الذي ساندها في عز محنتها
كما ادركت يقينا انه سأاتي يوما ويدق احدهم على الباب يطالب بإسترداد حقه واليوم جاء الوقت المعهود وهاهم الان قدموا بمطالبة حقهم في ميراث زوجها والحق يرجع إلى اصحابه حتى وان طال الزمن
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوثر) اسم الرواية