رواية لحظات منسيه الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم قوت القلوب
•• صدمه .. !!!! ••
توقف الزمن تمامًا حين سَمِع طلبها الذى غُرس گ نصل حاد بقلبه ، هل ما سمعه صحيح ..؟!! هل طلبت الإنفصال عنه ، لكن لماذا ... ما الذى إقترفه جعله يستحق هذا العقاب القاسى المجحف ...
رفع كرم عيناه المشتتة تجاه نورا التى زاغت عيناها بتوتر بعد إخباره برسالة هيام له ...
بعد لحظات من الصمت وضيق النفس وبنهج واضح فتلك الرسالة وقعها كان مؤلمًا للغاية بقلبه المتيم ليعقب بهمس منكسر ...
كرم : طلاق ...!!! ..... طلاق ليه ...؟؟؟.... أنا ... أنا عملت إيه ...؟؟!!! .... عايزة تسيبنى ليه ...؟!!
كـ من تزهق روحه حين يتخيل بُعدها عنه وإقصائه من حياتها ، قلبت نورا شفتيها بإشفاق على حال هذا العاشق لتردف بأسى ...
نورا : مش عارفة ..... هى قالت لى إنك عارف ليه ...
بحركة رأسه النافيه دون إدراك بالفعل لسبب طلبها هذا ...
كرم : عارف !!! ... عارف إيه ...؟!! ... أنا مش عارف حاجة ومش فاهم حاجة ....!!!!
نورا : مش عارفة هى قالت كدة ومن ساعتها جوة فى الأوضة ...
هب كرم منتفضًا يتجه مرة أخرى نحو الغرفة لكنه لم يطرق الباب بخفة هذه المرة ، بل دق بإنفعال يضاهي ألم قلبه قوة ...
كرم بإنفعال : إفتحي يا هيام ... بقولك إفتحي ...
إعتُصر قلبه ليرتجف بقوة لتتحول نبرته القوية لأخرى مهتزه يترجاها للإستماع إليه ، يستجديها بألا تفعل هذا بقلوبهم ليطلب بنبرة متأثرة كاد يبكي بها ...
كرم : متعمليش فيا كدة .... أنا بحبك يا هيام ... عايزة تبعدي عني ليه ...؟؟؟ ... عايزة تسيبيني ليه ...؟؟؟؟... أنا محبتش حد فى الدنيا قد ما حبيتك .... أرجوكِ ردى عليا ....
تطلع ياسر و نورا إلى بعضهم البعض بنظرات حزينة مشفقة على ما أصاب هيام وكرم ، ليشعرا أنه يجب عليهم الإنسحاب الآن وترك مساحة للحرية بينهما فربما تعود الأمور لما كانت عليه .....
سحب ياسر مفتاح شقة كرم ليتركاهما بمفردهما بشقتهم مصطحبًا نورا لشقة كرم وهيام ...
=====
لم ينتبه كرم لخروج ياسر ونورا بل كان كل شاغله حبيبته التى مازالت تحبس نفسها بداخل الغرفة بعيدًا عنه ...
برجاء شديد أخذ يتوسل لها بصوت مختنق متحشرجًا للغاية ....
كرم : أرجوكِ .... إفتحي الباب .. إفتحي الباب حبيبتي أوعدك مش حـ أعمل أى حاجة تزعلك أبدًا .... مع إنى مش عارف أنا عملت إيه ... بس وعد منى مش حـ أكررة تاني بس متبعديش عني ... متموتنيش يا هيام ... أنا من غيرك أموت ....
خلال هذا الوقت كانت هيام جالسة فوق الفراش تبكي فى صمت حين بدأت تسمتع لأصواتهم بالخارج وخاصة صوت كرم وهو يقترب من الباب محاولاً فتحه ، ثم توسله إليها كى تفتح الباب وتتحدث معه ....
كم أصابتها نبرة صوته الباكية بعاصفة من المشاعر المتضاربة بداخلها ، هى تحبه لا تنكر ذلك ، لكنها مجروحة للغاية مما فعله ، من كذبه ... من خديعته لها .... من تسليته بها وبقلبها الذى حطمه حين هوى به من فوق سبع سماوات إلى قاع الأرض ....
إقتربت من الباب لتقبع خلفه وهى تستمع إلى رجائه وتوسلاته لها فهي مع عشقها له إلا أنه كاذب ...
هى بالفعل غاضبة منه ... ومن نفسها لأنها أحبته لهذه الدرجة ....
ظلت هيام تتأرجح مشاعرها بين غاضبة منه ومما فعله ... وفى نفس الوقت تشعر بتمزق قلبها من حالته وإنهياره بالخارج ، تشعر بأنه صادق وكاذب بذات الوقت ....
لم تتمكن من حبس دموعها وآهاتها أكثر من ذلك لتزداد حدة بكائها ويعلو صوت نشيجها .......
سمع كرم صوت أنين هيام وبكائها ليصمت لوهلة واضعًا كفيه على باب الغرفة وكأنه يرسل لها إشارات ليطمئنها ....
لكنه لم يتحمل بكائها لينهار تمامًا ، إنزلق جالسًا أمام الباب يكلمها من خلفه فقد حال الباب بينهما فكل منهما يجلس بجانب ......
كرم : لا حبيبتي .... لا ... متعيطيش أبدًا وأكون أنا سبب دموعك الغالية دى ....
أرجوكِ إفتحي الباب .... إتكلمي معايا .... قوليلي حصل إيه ...... أنا والله مش فاهم حاجة ... معرفش غير إنى بحبك وبس ومقدرش أعيش من غيرك ... ولا أقدر أستحمل زعلك دة ....
أخذت تهز رأسها نفيًا وهى تبكي لأنها متأكدة أنها إذا فتحت هذا الباب ستضعف أمامه فهى تحبه وتعشق كل ما فيه ... شعرت بضعفها أمامه الآن ، فعشقها له أصبح الآن نقطة ضعفها وهى دومًا القوية .....
تمنت فى هذه اللحظة أن تكرهه بقدر ما أحبته ، تمنت أنها لم تعرفه ولم تراه قط
ولم تحبه كل هذا الحب ، فحتى لو سامحته فهذا لا يغير حقيقة زواجه وإنجابه لطفل يجب أن يكون بين والديه الآن وأنها هى من يعوق طريق لم شمل هذه الأسرة ومعيشة هذا الطفل فى جو أسرى مترابط ....
كلما تتذكر ذلك تزداد حدة بكائها ، يختنق قلبها وتنتزع روحها بالبطئ ، فهي يجب بأى صورة أو شكل أن تبتعد عن هذا الانسان الكاذب المخادع وتتركه لأسرته ، كم هو بارع بالكذب ليؤثر بها لهذه الدرجة ....
صرخت هيام بألم : إبعد عني بقى ... أنا مش عايزااااااك ..... مش عايزة أعيش معاك ... مش عايزة أشوفك تاني .... أطلع من حياتى بقى ... كفاااايه .... أنا بكرهك ... مبقتش أحبك ...... طلقني ...... طلقني وإبعد عنى ......
أسند كرم رأسه فوق الباب بأسى وحزن مما يسمعه لا يستطيع تحمل كل ذلك وأن تكون هذه هى نهاية قصة عشقه بـ هيام ، فهو لن يتحمل أن تبتعد عنه وعن حياته إلى الأبد .....
صوتها المختنق ، طلبها القاسى ، كلماتها الجارحة كلها أشياء ضاقت بنفسه ليترك العنان لقلبه المتألم بالبكاء فلم يعد يتحمل أن تكون تلك هى النهاية ...
كرم : لااااا مقدرش .... إنتِ حياتى وعمرى .... لا .... مقدرش أعيش يوم واحد من غير وجودك فيه ... أنا من غيرك مش عايش ... أنا من غيرك ميت .... متعمليش فينا كدة ....
أخفضت صوتها الصارخ قليلاً لكن الألم لم يقل بل يزداد بتشبثه بالكذب والتأثير بها ...
هيام ببكاء : طلقني وأخرج من حياتى ...
كرم: لا مش حـ أسيبك أبدًا ... أنا بعشقك بعشق كل حاجة فيكِ ... مقدرش أستحمل بُعدك عني ....
وضعت هيام وجهها بين كفيها وظلت تبكي بدون رد ، وظل كرم مستجديًا متوسلاً لـ هيام أن تفتح له الباب ويتفاهما سويًا ، حتى يستطيع شرح مقدار حبه لها وعدم قدرته على الإستغناء عنها ...
ساعات تمر دون إختلاف حتى دقت الساعة الثامنة صباحًا وإضطر ياسر العودة إلى شقته ومعه نورا حتى يستطيع جلب أوراقة قبل الذهاب للجامعة و أيضًا ليطمئنوا على هيام وكرم ، يتمنون بداخلهم أن يكونا قد تصالحا ...
فتح ياسر الباب تتبعه نورا بخطواتها البطيئة ، عم الصمت أرجاء الشقة فلا صوت لـ كرم ولا لـ هيام ...
دلفا إلى الداخل ليجدا الوضع لم يتغير بالمرة ، فـ كرم مازال جالسًا على الأرض أمام باب الغرفة مسندًا رأسه إلى الباب ويبدو منهكًا وحزينًا ، وهيام بداخل الغرفة تحبس نفسها بعيدًا عنهم جميعًا ...
دنا ياسر من كرم المرهق ...
ياسر: كرم ... قوم يا كرم سيبها تهدا شوية يمكن ساعتها تقدر تتفاهم معاها ... سيبها معانا هنا يوم ولا يومين وأنا ونورا حـ نحاول نفهم منها إيه اللي حصل و أقولك وتتفاهموا سوا .....
لم يجد كرم حلاً آخر فأخذ مفتاح شقته وذهب إليها يأمل أن تكون هيام منفعله
قليلاً وستهدأ مع الوقت ويستطيع معرفة سبب طلبها الغريب بالإنفصال عنه خاصة وأنهم كانوا فى منتهى التفاهم ولم تحدث بينهم أية مشكلة .....
======
هيام ....
هل أظلمت دنياها وكل ما هو حلو أصبح مُرًا ، لم يغمض لها جفن ، تشعر بطعنة خفية بقلبها المفطور ، يومًا كاملاً يمر عليها وهى مازالت قابعة بتلك الغرفة ...
حاولت نورا للعديد من المرات التحدث معها أو حتى إدخال لها بعض الطعام والشراب لكنها كانت ترفض بشدة ....
لم تعد تشعر برغبة فى أى شئ من هذه الحياة ، وبعد إنقضاء اليوم كاملاً ومحاولة كرم التحدث معها مره أخرى ورفضت مثل
سابقتها ، أخذت تفكر أن هذا الوضع غير صحيح يجب أن ترحل من هنا قبل أن تضعف أمام قلبها ويغلبها حُبها وتعود إليه .....
====
مر يوم آخر لم يتبدل به الحال وظلت هيام فى الغرفة لم تخرج منها ، بينما حاول كرم التحدث معها كثيرًا لكنها دومًا ترفض ...
إصرار كرم أنه لن يتركها بهذه السهولة جعله قابعًا عند بابها حتى تتكلم معه .....
حاول ياسر ونورا إقناعه بشتى السبل للبقاء فى شقته حتى تهدأ هيام وتستطيع التفاهم معه ، فكان يذهب لبعض الوقت ويعود مرة أخرى ليحاول التحدث مع هيام وحثها للخروج للتفاهم سويًا لكن دون جدوى ......
====
صباح يوم جديد بشقة نورا وياسر ، إستيقظت نورا لتحضر بعض الشطائر للفطور واضعه إياهم فوق الطاولة ، جلس ياسر وقد تأثر بما يحدث بين كرم وهيام ليغلب طابع الصمت والضيق على الجميع ، فقد بائت كل محاولاتهم للإصلاح بينهم بالفشل ...
أو حتى لحث هيام على الخروج من الغرفة والذى أصبح من المستحيلات بهذا الوضع فهى عنيدة للغاية ....
لم يكن ياسر يظن أن هيام بمثل هذا التشبث والإصرار ... ظن أنها مع الوقت ستلين لـ كرم الذى إنهارت حصونه أمامها خاضعًا بإنكسار لعشقه المتيم بها ...
فعلى الرغم من معرفته به لعام كامل إلا أنه رأى فيه شخصية قوية لا يؤثر به شئ ولا يتأثر بشئ مطلقًا ...
فماذا فعلت به هيام ليهيم عشقًا لهذه الدرجة ولا يستطيع التخلى عنها ....
تنهد ياسر بضيق متحدثًا لـ نورا التى لا تختلف عنه تأثرًا بحالتهم ...
ياسر : إللى بيحصل بينهم ده مأثر فيا أوى .. متعرفيش إيه إللى حصل وزعلها أوى من كرم بعد كل الحب إللى بينهم دة ...؟؟!
نورا: أبدًا .... ولا راضية تتكلم ولا حتى تاكل ...!!
ياسر : كرم كمان صعبان عليا أوى ... أنا حاسس إنه من كُتر الحزن إللى هو فيه ممكن يجرى له حاجة ....
أسندت قبضتها بوجنتها وهى تريح مرفقها فوق الطاولة ...
نورا: مفيش حل غير إنهم يقعدوا مع بعض ويتكلموا يمكن ساعتها يتصالحوا تانى ...
ياسر : معاكِ حق .... بس إزاى ... أديكِ شايفه هى رافضة إزاى ....!!؟
نورا : مش عارفة ... ما تقوم تنادى كرم ياكل له لقمة معانا وأهو نفكر فى حل سوا ....
ياسر: ماشى ...
إتجه ياسر نحو الشقة المقابلة ليجد كرم حزينًا بائسًا قد ذبل وجهه بشدة ، فهو مرهق لم ينال قسط وافر من النوم ، لم يتناول طعامه مثلها تمامًا ..
طلب منه ياسر مشاركتهم بتناول الفطور ، تبعه كرم بصمت لتدعوه نورا لتناول شطيرة تسد جوعه ...
نورا : يلا يا كرم ... تعالى إفطر معانا ...
رغم إرهاقه وحاجته لتناول الطعام إلا أنه تذكر هيام التى لم تتناول الطعام ليومين متتاليين ..
كرم : هيام أكلت ...؟!
نورا : لأ ...
جلس كرم بوجهه المقتضب ...
كرم : مقدرش آكل وهى كل دة حابسه نفسها من غير أكل ....
نظر ياسر ونورا إلى بعضهم البعض وفى أعماقهم يتسألون لم يحبون بعضهم البعض كل هذا الحب وتريد هيام الإنفصال عن كرم ....
وقفت نورا بتثاقل وهى تستند على حافة الطاولة قائله ..
نورا : حـ أحاول معاها تانى يمكن تيجى تفطر معانا ...
إنتظر ياسر وكرم بترقب لعودة نورا وربما ترافقها هيام هذه المرة فلابد أنها هدأت قليلاً ، لكنها عادت بعد دقائق بسيطة وقد شحب وجهها للغاية وعلا تقاسيمها إضطراب ملحوظ جعل كرم ينتفض بفزع ...
كرم : إيه ...؟!.... هيام جرى لها حاجة ....؟؟!!
هتفت نورا بدهشة متخوفة ...
نورا : هيام مش فى الأوضة ...
كرم : إيه ... راحت فين ... وخرجت إمتى و إزاى ... ؟!
غيابها بهذا الشكل المقلق دب الخوف بداخله ليرتعد قلبه وهو يجلس ببطء متحدثًا نفسه ..
كرم : "راحت فين ... تكون مشيت ... سابتني ومشيت !!!! .. معقول قدرت تبعد عنى كدة ... وتسيبني ... لا يا هيام ... إرجعي تانى ... إرجعيلي تانى ... حتى لو زعلانه منى ... كفاية تبقى جنبي ... متسيبنيش لوحدى لا ...."
دار حول نفسه فى إضطراب لعله يجد إجابة لكل هذه الأسئلة ......
بينما غلب الحزن ياسر ونورا لما يرونه من فراق المحبين بهذه الصورة .....
====
بعد غياب هيام ....
مرت حوالى الساعة .....
كان كرم فيها أصبح كالمجنون قلقًا على حب عمره ، ترى أين ذهبت منذ الصباح دون أن يشعر بها أحد ، يخشى أن تكون بالفعل تركته نهائيًا .....
رغم قلقهم لغياب هيام إلا أن نورا وياسر حاولوا قدر المستطاع بث الطمأنينة والهدوء بنفس كرم معللين ذلك بأنها بالتأكيد قد إحتاجت لشئ ما وذهبت لإحضاره .....
قطع أجوائهم المتوترة طرقات خفيفة بباب الشقة لتسرع نورا رغم خطواتها المرهقة لتفتح الباب لتشهق براحة لرؤيتها لـ هيام تقف أمامها فقد كانت تخشى حقًا أن تكون قد ذهبت ولن تعود مرة أخرى ...
تنفست نورا بإرتياح لعوده هيام ....
نورا :هيام .... إنتِ كنتِ فين إحنا قلقنا عليكِ أوى ... ؟
قبل أن تجيب هيام كان كرم أسرع ليقفز بتلهف تجاه هيام مقاطعًا ...
كرم : أنا كنت حـ أموت من القلق عليكِ حبيبتي ...
أدارت هيام وجهها للجانب الآخر بصمت غاضب تاركة إياه لتتحرك دون رد نحو الغرفة مرة أخرى دون أن تنطق كلمة واحدة ..
إعترض كرم طريقها ليقف بمواجهتها متوسلاً إليها بألا تفعل هذا معه ....
كرم : هيام أرجوكِ إتكلمي .... إيه إللى حصل وخلاكِ تكرهيني أوى كدة .....؟؟!!!!
فضلت هيام الصمت لتهرب بعينيها بعيدًا عن كرم الذى تشبث أكثر بحديثه معها وأن هذه هى الفرصة المناسبة للحديث عما حدث و لن يضعها من يده، لن يسمح لها بأن تحبس نفسها بالغرفة بعيدًا عنه مرة أخرى دون إيضاح ....
كرم : أنا مش حـ أتحرك من هنا لحد ما نتكلم ونتفاهم ...
شعر ياسر ونورا أنهم يجب عليهما الإبتعاد وترك مساحة للحرية والخصوصية فى الحديث بين كرم وهيام ...
ليشير ياسر بعيناه لـ نورا لتركهم بمفردهم ففهمته على الفور ليتوجها إلى غرفتها ويغلقان الباب ليتركا هيام وكرم بمفردهما ...
كرم : أرجوكِ إتكلمي أنا مقدرش أتحمل أشوف نظرة الكره إللى فى عينيكِ دى ... إللى عمرها ما كان فيها غير نظرات الحب بس ...
إنفلتت أعصاب هيام الصامتة لتثور بحدة وإنفعال فاجئ كرم بشكل صادم ...
هيام : إنت إللى حولت كل الحب دة للكره إللى جوايا ....
كرم بدهشه : أنا ...!!! ليه عملت إيه ....؟!
رفعت كتفها بلا مبالاه وهى تتحرك معرضة عنه قائله أثناء تحركها ...
هيام : إنت فاهم قصدى كويس أوى .......
ربما يراها كارهه غاضبة لكنها كانت تحاول الفرار من عيونه الحزينة وصوته المنتحب الذى يهشم القوة الواهية التى تدعيها بقلبها فما هى إلا لحظات وستخضع له ......
أمسكها كرم من ذراعها وأدارها نحوه بإصرار ....
كرم : متسيبنيش كدة فى النار وتمشى ....!!!!
أغمضت عيناها بألم لتستدير لمواجهته متحليه بحزم وقوة دفعة واحدة تطلق قرارها الذى لن تتراجع عنه فكرامتها أولا ...
هيام : أنا عايزة أتطلق ... ويكون فى علمك أنا حجزت تذكرة الطيارة بعد بكرة عشان أرجع مصر ...
صعق كرم مما تقوله هيام ليصمت لوهلة متفاجئًا قبل أن يهتف برفض تام يكاد يصرخ بإنفعال لا يصدق ما يحدث له إنها تحطم قلبه تمامًا .....
كرم : لا ... لا متسيبنيش يا هيام .... أنا بحبك مقدرش أعيش من غيرك أبدًا ....
ضجت هيام من براعتة فى التمثيل فـ إلى متى سيظل يحكم تلك التمثيلية والإدعاء بالحب ، إلى متى سيظل مستمر على خداعها والكذب عليها ، لتنفعل بعصبية غاضبة صارخة بقوة ...
هيام : كفااااااية بقى تمثيل لحد كدة ..... أنا زهقت .... إيه .... مش كفاية كدة بقى ولا إيه ....؟!!
كرم بصدمة : تمثيل ...!!!!!!!!!!!! قصدك إيه .....؟!!
أزاحت بكفها قبضته الممسكة بذراعها لتردف بغموض ...
هيام : أقصد إن إنتَ تسيبني أعيش حياتى وتبعد عنى ..... وإنتَ ترجع لحياتك وبيتك وعيلتك ...
زاغت عيناه بين عيناها اللاتى ترمقانه ببريقها الغاضب قائلا بصدق يرجف قلبها لبراعته فى إدعاء هذا الدور ...
كرم : إنتِ حياتي وإنتِ عيلتي وإنتِ كل عمرى .... وماليش عيله ولا حياة من غيرك وأنا قلت لك دة قبل كدة ....
كزت بأسنانها بغيظ على شفتها السفلى فلا تستطيع التفوه بأكثر من ذلك فإن الكلمات تموت قبل أن تخرج من فمها ، لترتجف وهى تنهار حصونها لتردف بنبرة منخفضة متألمة كما لو أنها هى من تتوسل إليه الآن ..
هيام بألم : أرجوك يا كرم ... متصعبهاش عليا ...
بطريقته الساحرة الحزينة التى تنبع بصدق بكل حرف ينطق بها همس بنبرة موجعة تمس قلبها بنيران عشقه ...
كرم : إنتِ إللى مخلياها مستحيلة عليا ...
عادت لثورتها مرة أخرى فلن تتحمل كل هذا الكذب ...
هيام صارخة : كفااااااية ... !!!!!!!!!!!!!! أنا عرفت كل حاجة ...
كرم : عرفتي إيه ... إتكلمي ... !!
هيام بسخرية وتهكم : عرفت إنك متجوز ...... وإن أنا أبقى الزوجة الثانية ...؟؟
نظر إليها كرم بدهشة وإتسعت حدقتاه بعدم تصديق لما يسمعه من هيام قائلاً .....
كرم بصدمة : أنا !!!!!!!!!!!!!
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثامن والثلاثون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية