Ads by Google X

رواية ملح بطعم السكر الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سلمي سمير

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية ملح بطعم السكر الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سلمي سمير 

قلب إنسان

البارت الرابع والثلاثون

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

الحمد يا الله لأن بابك.. لا يغلق ووجودك غير منقطع.. ورحمتك سقاء لكل ظمأ.


بعد صدمة ورد من رفض رياض التام لفكرة خوض رحلة العلاج من جديد بعد ان منحهم صديقتها بعض الامل، لكن ما لم تتوقعه رفضه وبشدة مثل ما فعل، بل وصل به الحال بان هددها من عدم الحديث في الموضوع الحمل والا سيكون لها معها شأن اخر سيوجعها كم ووجعها بان شبهه بخديجة وانانيتها فيه دون النظر لاحساسه الموجع بالعجز


كتمت حزنها داخل قلبها حتي لا يظن انها تضغط عليها وحاولت إن تعود الي النوم من جديد،لكنها افتقدت وجوده وحنانه ودفئ احضانها فقررت إن تنتظره عودة رياض من صلاة الليل والتي طال انتظاره له بدون سبب فخشيت ان يكون هجرها وبعد عنها لكي تعلم مقدر ضيقه منها 

ارتدت ثيابها وخرجت تبحث عنه وتحاول ان تصالحه لو فعلا زعلان منها لتراه مازال راكعًا علي سجادة الصلاة ، ويدعو ربه برجاء، وتضرع يهز الوجدان مما جعل قلبها ينزف دموع قبل دموعها التي ذرفتها من مقلاتاها بغزارة علي وقع كلماته المؤلمة ذلك حين سمعته يقول بتتضرع وخشوع"

يارب اهديلي مرتي الانسانة الوحيدة اللي بتمنى اكمل حياتي معاها لحد ما تسترد امانتك يارب ما تجعل عجزي يفرجني عنيها ولا تغيب عن دنيتي اللي بتنورها بوجودها فيها، يارب

أن رضيت بجضاءك وسلمت امري ليك، وضحيت بيها لاجل تنال حجها من الامومة اللي بعجزي كنت هحرمها منيها،

ياما كان صعيب عليا جوي جووي اوهبها لخوي وتحمل في حشاها الولد اللي اتمنيته مني 

،لكن رضيت بقدري، فاكملت انت رضاك عليا ورديتها ليا بعد صبر ووجع جلب ليالي طوال

ودلوج شوجها لضني مني بيهدد حياتي معاها ويوجع نفسي وكبريائى ويحط من جيمتي جدام حالي

يارب اهديها لحالها واجعلها ترضي بالمجسوم ، لتصبرني علي الجاي وياها لاني تعبت من عجزي اللي كاسر جلبها ومحطم امانيها، 

يارب كي ما عوضتني بيها ردها عن عنادها واهدى نفسها وريحني برفجتها لانها راحتي وسكني وفرشتي ونعمتك عليا اللي بيها عوضتني كل ما اتمني حتي الضنا اللي كنت اتمناه منبها جبليها 


بعد انهاء دعاءه ركع علي سجادته ليكمل ختم الصلاة، هرعت ورد قبل ان يراها ويعلم انها سمعت استجدأه الي ربه 

ولامت نفسها كيف اصبحت انانية في عشقها الي هذا الحد لقد اردت كل شى الا يكفيها هو عن كل شئ

تنهدت بحسرة وكبتت دموعها كم دفنت المها في قبر حزنها المتغلل دخل قلبها المكلوم وتمددت علي الفراش كالتائة بين عاطفتها واشتياقها لان تكون ام لابنه وبين ان تخسر عشقها الذي تعيش وتسعد وتفرح وتتمني من اجله


لم يمهلها دخول رياض فرصة لتفكير وتحسم امرها لتسمعه ينادى بصوت خافت حنون ملتع بالشوق"

وردتي نعستي يا منية النفس


كتمت انفاسها خائفة ان يعلم بحزنها المستكين بداخلها والذي سيبدو في صوتها اذا ردت عليه ،واغمضت عيناها بشدة 

حتي لا يشك في انها مستيقظه ولم ترد عليه 


سمعت تنهيدتة الحارة التي تنم عن انزعاجه لاتعلم بسبب نومها ام لانها حزينه كم يتوقع ، 

ثم شعرت به ينزع ملابسه ويتمدد بجوارها وفجاءه التفت ذراعه حولها احاطت خصرها بقوة وحاول ان يرغمها كي تستدير له لكنها ابت حتي لا يلاحظ اثر الدموع علي وجنتيها،

اذ بها تسمع تنهيدة تانية اشد واعمق اتيه من اعماقه ويهمس في اذنها بهسيس غاضب ممزوج بالحزن"

بكيفك يا ورد، انا عمري ما ارغمتك علي حاجة، لكن حضني ده اللي بترفضيه كنت بتجولي متجدريش تستغني عنيه ،باين انك كنت بتكدبي عليا واكثر شئ يوجعني ويفجدني ثجتي بالناس الكذب فحذاري يا ورد، من ان يتاكد احساس ويومها مخبرش هيكون رد فعلي كيف لكنها مش هيكون خير ابدا؟!


قبل شعرها بعد ان زاد انهيار دموعها ،لا تعرف ماذا تفعل هل تستدير له وتاكد لها عدم كذبها لكنها ستضطر ان تبرر له سبب دموعها، ام تظل علي حالها وبالغد تحاول مصالحته، قررت ان تظل علي حالها افضل، حتي لا يعلم انه سمعت دعاءه الي ربه وفهمت منه فداحة ما طلبت دون مراعاة شعوره

واثناء شرودها في افكارها سمعته يهتف بعصبيه"

عايطي بكيفك واحرني كي ما تريدى مدام مش رايدة تعايطي في صدري اللي هيحتويكي ويعوضك علي جد ما يجدر، حزنك اللي كنت سبب فيه لكن مش بيدى 


ثم اخذ نفس عميق وزفره بقوة قائلًا بحسرة"

الف خسارة با ورد تصبحي علي خير 

ولاها ظهره واغمض عيناه متمنيا ان يغفو لكن هيهات ،

كيف ينام وقلبه يتمزق آلم علي فراق احضان عشيقته التي وضعت حلمها مقابل عشقه وهذا ما اوجعه بشدة؟!

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

ظل رياض طول الليل يتقلب جفاه النوم حتي مل من الرقود نهض من الفراش ونظر إلي ورد النائمة بعد طول عذاب مع نفسها خوفهًا من ان تاتي باي حركة فيعرف انها مستيقظه 

الا ان نامت وقلبها ملتاع من البعد عن احضانه


خرج رياض من غرفته تؤضئ وظل يقرأ القرآن الي إن اذن الفجر قام ارتدي عبائته فوق جلبابه وهما بالخروج ليلحقه ياسين وعلي وعبد الرحمن وفيصل الذي يحرصون علي اداء صلاة الفجر معه كم اعتادوا منذ صغرهم


بعد الصلاة عادوا جميعًا الي الدار وليروا حنان تتقدم منهم حامل اكواب الحليب إليهم، لانه قد اعتادت علي لتقديم الحليب الي زوجها كل صباح كم تفعل ورد مع زوجها

كان غريب عدم تقديم ورد الحليب لرياض فسالها بقلق"

فينها عمتك يا حنان معجول لسته نعسانة 


هزت راسها بالنفي لعدم معرفتها فاتت الاجابة من امه التي قدمت له كوب الحليب من يدها"

خد.اشرب ياولدى كبابي الحليب وادخل شوفها اكيد تعبانة من السفر او زعلانة من مشاكلة ياسمينا ليها


طالع رياض أمه بضيق ودفع كوب الحليب بعيد عنه قائلًا"

مليش نفس يا اماي انا هدخل اغير خلجاتي على ما تجهزوا الفطار وهما يا عبد الرحمن جهز حالك علشان هتجي معايا


اؤما عبد الرحمن بالموافقة وصعد بصحبة زوجته ليغير ثيابه

ام علي وياسين وفيصل فدخلوا غرفتهم ليكمل نومهم قبل ذهابهم الي النادى لممارسة الرياضه التي جعلهم رياض يحرصون عليها لتمني اجسادهم وعقولهم بالصحة البدنية 


اقتربت عديلة من ابنها الصامت بضيق ومدت يدها له ثانية بكوب الحليب الا انه رفضه وبشدة

ضحكت وربتت علي كتفه "

يعني ياولدى لو مكنش من ورد متشربش ،وحياة الغالي عنديك ورحمة بوك ما تكسف يدى خد اشرب


اخذ منها رياض الكوب وارتشفه علي مضض وبعدها اعطاه اياه وقبل يدها بأحترام قائلًا"

حجك عليا يا ماي بس خلجي ضيج بسبب الصفجه اللي عملتها عشيا طلباتها كتير لازم اوفي بيها والوجت ضيج 

انا هدخل اغير خلجاتي واتوكل علي الله ويمكن مجدرش اعاود علي الغدا بجولك لاجل ما تجلجي عليا


مسدت ظهره بحنان وقالت بتريث"

علي مهلك يا ولدى الدنيا مش هتطير، زين ان ولدك معاك وخوك بيشرف علي الارض في غيابك ادخل ريح جدتك

هبابه عينك باينها ما نعست، حسا بيك وانت بتجيم الليل 

وطولت لحد الفجر مخبراش بيك جلوج بطبعك وكل حاجة بتتركها لتيسر الله في حاجة تانية مضيجاك غير اشغالك


ضحك رياض وصم امه الي صدره "

كيف اضايج ولي رب كريم بيدبر اموري وبيسيرها، الفكر بس مشغول والبال مش خالي 

عن اذنك ادخل اغير خلجاتي جبل ما اروح لاشغالي 


تركها ودخل غرفته لتذهب وراه عين امه الي ان دخل غرفته وقالت بقلق وحيرة"

ياتري فيك ايه ياولدى، عاودت لايام ضيجك بعد موت خديجة، الله يريح بالك ويصلح حالك جادر يا كريم


دخل رياض الغرفة والضيق يتجلي علي محياه، من اهمال ورد له كنوع من الضغط عليه، مما اشعل في قلبه نار الغضب منها ومن عنادها في امر ليس له به حيلة، اقترب منها معاتبا لها لينصدم من أنها فعلا تغط في نوم عميق "

ملس علي شعرها برفق وانحني يلثمه وقال بحزن"

جلبك جسي جوي عليا يا وردتي ، مكنتش اتصور تهمليني بالشكل ده وتجسري في حجي عليكي، كان صعيب عليا جوي

اعاود من الصلاة ومتصبحش بوشك وضحكتك الحلوة اللي بتنور حياتي وتحلي دنيتي 


اخذ نفس عميق وابتعد عنها شاعرًا بالالم يعتصر قلبه لموقفها معه وغير ثيابه وانطلق خارج الي عمله دون ان يفطر ما جعل امه حزينة عليه وعلي حالته التي تبدلت من امس لليوم"


استيقظت ورد علي يد ابنتها ياسمينا التي هزتها برفق "

ماما حبيبتي اصحي العصر قرب يأذن وانت لسه نايمة 


انتفضت ورد مفزوعة تبحث عن رياض وتلعن حظها وخمولها الذي حرمها رؤيتها له في الصباح لتزيل بوادر الخلاف بينهم وسالت ياسمينا بلهفة"

بتقولي العصر اذن يعني ابوكي زمانه علي وصول،روحي شوفي شلبية جهزت الاكل ولا لاء وانا هكمله معاها


وفجاة اصابها دوار فعادت بظهرها الي الخلف وسندت علي حامل الفراش كي تريح راسها فسالتها ياسمينا بقلق"

ماما مالك فيكي إيه، ووشك اصفر كده ليه،ثم ارتاحي بابا رياض قال لجدتي انه مش معاود علي الغدا 


حدقت بها ورد بهلع "

هو رياض مشي امتي انا محستش بيه ومين شربه حليب الصبح انا مش عارفة جرالي إيه ، وليه الدوخه مسكاني كده


ضحكت ياسمينا وغمزت بعبناه وقالت بشقاوة"

اوعي تكوني عملتيها يا وردتي وبقيتي حامل تاني


قبل ان تنهي حديثها انهارت ورد علي الفراش اقتربت منها ياسمينا واحتضنتها بقوة ولهفة وصاحت بهلع"

ماما انتِ محمومة درجة حرارتك عالية اوووي ارتاحي وهروح انادم علي حد من خواتي يجيب ليكي الدكتورة


امسكت ورد يدها وهزت راسها بالرفض"

لا مفيش داعي ده اكيد بسبب التوتر بقولك خلي ياسين يجيب من الصيدلية اي علاج خافض للحرارة 


اجابتها ياسمينا بقلق بالغ "

بس انتِ تعبانة ومن غير سبب وده خطر، انا هتصل ببابا يتصرف معاكي 


امسكت ورد يدها وشدت عليها بضعف قائلة بأعياء واضح"

لاء بلاش تقلقيه انا هاخد الخافض وارتاح ومدام هيتاخر هكون اتحسنت علي الليل روحي قولي لياسين بقي 


خرجت ياسمينا كي تبلغ اخيها بمرض امها، تمددت ورد لتريح رأسها من الالم المبرح الذي تشعر والدوار الذي لا يفارقها

دخلت عليها امها ملهوفة ومعها حماتها التي سالتها"

مالك يا ورد يا بتي ياسمينا بتجول انك محمومة ايه صابك يا نضري كنت زينه عشيا، دلوج فهمت ليه رياض زمجان ومضايج


حدقت ورد في حماتها بقلق وسالتها "

هو رياض كان مضايق لدرجة دي، بس هو ميعرفش اني تعبانة اكيد لاني مكنتش مستنيها بعد الصلاة بكوب الحليب


ضحكت امها ومسدت علي كتفها "

ايوه كان زمجان ورفض يشرب الحليب الا لما اماتيه حلفته بالغالي ،ربنا يهديكم لبعض وما يحرمكم ابدا من بعضكم


اخذت ورد نفس عميق وقالت بألم"

ان شاء الله يا ماما مفيش حاجة هتفرقنا عن بعض ابدا لو هخسر روحي مش هسمح لشئ يبعدني عن رياض بس ليا طلب محدش يبلغه بمرضي لان قلبه بيوجعه عليا


ملست عديله علي جبينها تقيس حرارتها وقالت بمحبة"

ربنا ما يوجع جلبه عليكي ولا يوجع جلبك عليه ابدًا يا جلب خالتك، ارتاحي و انا هعملك كمادات تروج حالك لحد ما 

ولدك يعاود بالعلاج


اغمضت ورد عيناها الي ان اتي ابنها بالعلاج واخذت قرص انزل حراراتها واعطاها علاج اخر ما ان قرات اثارة الجانبية رفضت اخذه لانه سيجعلها تنام وقت طويل ولن تكون في انتظار زوجها الحبيب ، ولهذا رفضته لانها قد اشتاقت الي رياض ونظراته الحنونة التي تملاء قلبها بالدفء


ارتحت ورد علي الخافض وخرجت لتجالسهم حتي لا يعود رياض ويراها نائمة ويظن انها تضغط عليها


ظلت تنتظر كتير الي ان انتصف الليل وقلقت ورد علي تاخيرة فسالت عبد الرحمن الذي كان يجهز كي يصعد مع زوجته الي غرفتهم ليأوى الي النوم وسالته"

عبد الرحمن ابوك اتاخر اووي هو مرجعش معاك ليه


نظر اليها عبد الرحمن بأستغراب وسالها "

هو بوي مجالش ليكي 


حدقت فيه بتسأول وحيرة قائلة "

قالي ايه هو في حاجة حصلت وانا معرفش


مط شفتاه بحيرة واجابها "

لاه بس جالي انه راح حلقة ذكر وهيتاخر ، حتي طلبت اروح معاه جالي اروح لاجل اريح جتتي كفاية ادليت للشغل 

اليوم وانا لسه معاود من السفر اول عشيا


وضعت ورد يدها علي راسها شاعرة بصداع عنيف يضربها بقوة وتعرق وجهه بشدة وغزت الحرارة وجنتيها من جديد 

لاحظت ياسمينا شدة تعرقها اقتربت منها لتقيس حرارتها وصدمت من عودة الحمي اليها ، فصاحت علي اخيها تطلب منه ان ياتي لها بالحافض بسرعة 


دخل ياسين غرفة امه، اتي لها بالدواء الذي رفضته امه بسبب أعراضه الجانبية اخذت ياسمينا قرص واعطتها لها وبعد دقائق قليل من عمل الكمادات هدات حرارتها واصابها النعاس بشدة فطلبت من عبد الرحمن وياسين إن يساعدوها كي تصل الي غرفتها و تستريح علي فراشها "

ما ان دخلت ومددها ولدها وابنتها وذهبت في سبات عميق 


وبعد ساعتين تقريبا عاد رياض منهك القوى حزين لفراقه حبيبته متألم من موقفها تجاهه كانها مصره علي خسارته،راي ياسين بانتظارها بعد ان ذهب الجميع الي النوم وساله"

كل ده تاخير يا بابا قلقنا عليك


رسم شبة ابتسامة علي محياة ورد عليه قائلًا"

الذكر طول وكان في مداح بعد الذكر جعدنا نسمع ليه، المرة الجاية هخدك معايا انت وفيصل ، جول فينها اماتيك


ارتبك ياسين واجابة بتردد"

ماما نامت من بدري لما عرفت انك هتحضر ليلة ذكر 

لم يبلغه بمرضها تنفيذ لرغبة امها 


ضغط علي فكه بقوة كاتمًا غضبه من تهربها منه اردف قائلًا"

زين وانت ليه منعستش ولا مش ناوي تصلي الفجر معايا يلا هما علي اوضتك وانا هدخل اغير خلجاتي وانعس 


قبل ياسين يده وقال باسمًا"

لا طبعا انا عمري ما افوت صلاة الفجر، بس كنت مستنيك تعاود بالسلامة واطمن عليك، تصبح علي خير يا كبير 

وتركه وعاد الي غرفته التي يشاركها مع علي وفيصل ، ودلف رياض الي غرفته وفي قلبه الم موجع من عقاب ورد له 


غير ثياابه وانتظر ان تفتح عيناه وتحدثه الا انها كانت غارقة في سبات عميق لم يجعلها تشعر بها تمدد بجوارها وجذبها الي حضنه بحب وشوق وهتف في اذنها"

وحشني حضنك ومطايجش انام جارك وانت مش في احضاني،ضميني يا وردتي مديني بروحي الغايبة ببعدك عني وجفاءك لي، بلاش تختبري صبري بضغطك عليا، بعشجك اه وبهواكي اه لكن تغصبيني مارحش اسامحك واصل 

ظل يضمها وبقوة وشوق لعلها تتجاوب معه

الا انها لم تكون شاعرة به بسبب العلاج الذي سلمها الي دوامة اللاوعي 

ترك رياض جسدها المرتخي بين يداه ونظر اليه بحزن"

ياه لدرجة دي يا ورد هان عليكي تهملي احضاني،بكيفك يا ورد الشام لكني راجل ما اكره عليا افرض نفسي علي حد وبالذات انت لانك عشج الروح ومدام مريدنيش انا كمان ماريدش منيك حاجة بعد اليوم وانت الخسرانة 

نهض من فراشه وتوسد احد الاريك مبتعدًا عنها عقابًا لها 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

كان مرض ورد سبب في خلق فجوة في العلاقة بين رياض وورد التي ما ان شعرت بنفسها نهضت مسرعة من فراشها وقد سمعت عنها الحمي لتسمع اذان الفجر،بحث بعيناها عن رياض فأيقنت من انه ذهب الي الصلاة كعادته لكن ما اقلقها برودة مكانه بالفراش لتتسال بقلق مع نفسها"

هو رياض مرجعش من حلقة ذكر ولا اية معقول 


ارتدت ثيابها وخرجت لتحلب لها الحليب فرات زوجة عبد الرحمن التي استقبلتها بابتسامة بشوشة "

صباح الخير يا عما ورد ايه صحاكي دلوج ،ادخلي ارتاحي وانا هاخد ليهم الحليب لما يعاودوا من الصلاة


ربتت ورد علي كتفها بحب"

تسلميلي يا حنان بس انا بقيت كويسة وهحلب بنفسي كمان

واقرنت كلامها بالفعل وجلست تحلب للجميع 

اخذت منها حنان وعاء الحليب وملاءت ٥ اكواب من الحليب للجميع حملت ورد اكواب الحليب وخرجت تنتظرهم


ما ان خرجت الي وسط الدار دخل فيصل فرأئها تحمل اكواب الحليب وتنتظرهم كالعادة ابتسم لها بسعادة"

احلي صباح من ست الكل نهار نادى علي الجميع باذن الله


ضحكت له ورد ببشاشبة واعطته كوب وقالت"

احلي كوب حليب طازة لزوج بنتي المستقبلي


اخذه منه وكذلك فعل ياسين وعلي ام عبد الرحمن فاخذه من يد زوجته التي اخذته واعطاته له كم تفعل ورد مع رياض الذي دخل وراءهم علي مهل فرأي ورد بانتظاره تهللت اسارير لكن في غصة بقلبه من ضغطها عليه وجفاءها معه منذ عودتها من مصر ، 

اخذ منها الكوب واشاح بنظرة بعيد عنها ارتشفها علي عجل 

واعطاه اياه وقال لأبنه دون النظر لها "

فيصل رايدك تجي معايا اجهز حالك علي ما اغير خلجاتي 


اؤما له باالموافقة فدخل رياض غرفته لحقته ورد وسالته بضيق"

الكبير زعلان ولا ايه طيب قول صباح الخير ولا مستهلش


طالعها بنظرات غامضة بشكل مريب"

صباح الخير يا ورد ، ايه رضيت عني ولا بتحاول تلعبي معايا كي الجط والفار انا اشد انت ليني 


ابتعلت ارياقها لشدة غضبة المستكين في كلماته وقالت برقة

وهي تملس علي خده "

طول عمري راضية عليك ولو قصدك علي امبارح كنت مرهقه وراحت عليا نومه واوعدك متتكررش


انزل يدها بشدة و رد عليها بحدة"

لاه يا ورد انتِ جصداها، اتاخرت عشيا لاجل اما اعاود اجدر احدتك لحالنا لكن لجيتك نعسانة كأن راجلك مش بره الدار من ميتي بترتاحي ويغمض ليكي جفن بعيد عن احضاني متعودتهاش منيكي لكن مدام جدرتي يبجي بكيفك

وانا لاجل خاطرك ههملك لكيفك يمشيكى ومن اليوم ما هتجمعًا فرشة تاني لحد ما تتادبي وتبطلي عنادك معايا ، ام لو ليكي شوج في حاجة تانية جوليلي وانا تحت امرك


بعد عنها واخذ يغير ثيابه وورد مذهولة من ثورة غضبه بعد ان فهم ان نومها واهمالها له مجرد.وسيلة ضغط ، احتارت اتبلغه بمرضها وتكسب شفقته ام تحاول ارضاءه الي أن تقنعه ان ما حدث خارج عن ارادتها ،

عادت من شرودها وزحمة افكارها علي خروجه من الغرفة وهو يقول لها بضيق "

لعلمك انا خدت منك كبابي الحليب لاجل الولد ما يحسو بحاجه 

لكن مريدش منيكي حاجه بعد اليوم وريحي بالك مني


خرج وتركتها تسقط في براثن الحيرة والخوف من خسارته

وظلت طول اليوم تفكر في طريقة لاسترضاءه

لكنه لم يعود علي الغداء، فطال انتظارها الي المساء، كانت عيناها لا تفارق الباب تترقب وصوله 

عاد والارهاق بادى علي محياه، القي عليهم السلام ودخل الي غرفته ،نهضت مسرعة كي تلحقه، راته بغير ثيابه وقال لها"

انا هنعس مليش نفس بالوكل دلوج لاني اكلت عند عمي جبل ما اعاود تصبحي علي خير


راته يتمدد على الاريكة جلست امامه وسالته"

رياض انت هتنام هنا ليه طيب زعلان مني وهقول ليك حق بس تهجر فرشتك ليه 


رفع راسه علي رسغه وقال لها بحدة"

لما المرأة تغلط تتادب والرسول اوصاني بادب المرأة بهجرها في الفراش وانا جولتلك مريدش منيكي حاجة بعد اليوم حتي رفجتك في فرشتي يلا بعدي خليني انعس


لم تصدق ورد قسوة رياض عليها لتتاكد انها جرحته بشدة حتي يظهر كل هذا الغضب منها ،لم تمهله وتترك ما بينهم يضيع بسبب سوء فهم 

جذبته واوقفته امامها وضمته الي صدرها بقوة وصاحت بهلع"

لا يارياض عاقبني اضربني خاصمني لكن تهجرني مش هسمحلك انا روحك وانت روحي لو هتهجرني اقتلني قبلها

ظلت تضمه لها بقوة وتضغط عليها ليتجاوب معها لكنه لم يتحرك ساكنًا،


تركت حضنه ونظرت اليه بعيون باكية حزينة "

مستحيل اخسرك يا رياض مستحيل الموت عندى اهون 

لو مرجعتش فرشتك وضمتني لصدرك اقتلني او ادفني حية الاتنين عندى سواء 


لم يرد عليها رياض كانها اصبح كالحجر الصوان لا يشعر بها وبقلبها المتيم به عشقًا ، لم تتحمل ورد قسوته عليها و التي تعتادها منه فانهارت ارضًا وظلت تنتحب وتبكي بحرقه


جثي رياض امامها وخذ وجهه بين كفاه وامتص دموعها بشفتاه وقال بعشق بالغ"

دموعك دي غالية عليا جوي جوي لانها ملكي انا ومينفعش تعايطي وانا حي فاهمة يا وردتي

وضمها لصدره بقوة وحملها ومددها علي الفراش،وقبل ان يقيم راسها جذبته اليها بقوة وهتفت بحرارة وخوف"

متسبنيش وحياة ورد عندك منسبنيش انا عشقاك يا رياض


ضحك وغامت عيناه بشكل خطر"

مش هملك الليل بطوله وهعوض غيابي عن احضانك يا وردتي

مخبراش مشتاق لليالي وياكي كيف بس الاول توعديني موضوع الحمل يتجفل للابد ماريدش اسمع فيه حديت تاني


هزت ورد راسها بقوة بالموافقة قائلة بتصميم"

اوعدك مش هتكلم فيه تاني لحد ما اموت 


تركها رياض وبعد عنها لتسالها بحيرة وقلق"

رايح فين مش قولت مش هتفارقني 


ضحك بقوة ومرح واخذ ينزع عنها ثيابه وقال بدهاء"

واه بجولك مشتاج ليكي مش اجلع خلجاتي علشان اكون كلي ليكي، ليري ابتسامتها تزبن ثغرها فاثرتها حد الجنون

فترك ثيابها واخذها الي حضنه يمتص رحيق شقتاها باشتهاء

متناسين بين احضانها كل وجعه منها واستسلم الي عشقها

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

نهض من جوارها بعد ان انهكها بعشقه الجامح الشغوف وخرج الي خارج غرفته وذهب الي المطبخ كي يبحث عن شئ ياكل ويسد به جوعه، راته امه استغربت وجوده في المطبخ بهذا الوقت وظنت ان ورد عادت اليها الحميِ وهو يبحث عن شئ يخفض بها حرارتها هذا ما جعلها تسأله بقلق"

مالك يا ولدى بتدور علي ايه هو ورد تعبت تاني ولا إيه


ترك ما كان يفعله وسال امه باستغراب "

هي ورد تعب ميتي وتعب كيف وكان بتشتكي من ايه


ارتبكت عديلة وقالت له تطمئنه"

تعبت اول عشيا كانت محمومة جوي وولدها جاب لبها خافض وانا وبنتها وخالتك حفيظه عملنا ليها كمادات وكتير جولنا ليه نتصل بيك علشان تاخدها لدكتورة لكنها رفضت وجالت ان جلبك بيتخلع عليها وانت عندك اشغال كتير مريداش تعطلك

ارتاحت هبابه وعودة عليها تاتي الحمي لما ولدك جالها انك روحت حلجة الذكر وخدت برشام خلاها تنعس كي الجتيلة

لاجل اكده استغربت كيف جدرت تجوم وتحلب ليك، لكنها عشجاك يا ولدى ، وكي ما بتجول انت جوتها وشفاها 


ضغط رياض علي قبضة يده بقوة ونظر الي امه بعيون حزينة و رد عليها قائلًا"

وانا عشجانها يا اماي وما عرفت العشج غير بيها وليها،


وأكمل حديثه بضيق وخنقة تمزق اوداجه "

متجلجيش يا اماي علي ورد هي صارت زينة وطول ما هي في احضاني هتفضل زينة، حتي مش هسمح للنسمة الطايرة تعدى عليها، واخذ نفس عميق وزفره بقوة مكملًا

ادخلي انعسي يا اماي وشكرا لانك وعتيني علي مرضها اللي دارته عيونها وجفلت عليه جلبها لاجل ما تجلجني عليها 


تركها وعاد إلي غرفته بخطوات ثقيلة وقلب يحمل بذنب كبير، كيف يلومها وهو لم يشعر بمرضها واحتياجها إليه، هل فقد احساسه بها ام اعماه غضبه فلم يترك لبصيرته مجال ان تري ما لم تراه عينه 


دلف عليها فرأها نائمة كالملاك براحة بعد ان تنعمت بدفء احضانه ويعنف نفسه قائلة"

كيف جدرتي تتحملي جسوتي عليكي وانا الغلطان في حجك ؟! ليه سامحتيني وانا اللي حارمك ، اباه من عشجك 


ابتسم ثغرها النائم بعذوبة وردت عليه بصوت عذب رقيق"

لو مكنتش انت ابكي علي فراقه واسامح علي غلطاته في حقي قلبي هيحن لمين غيرك يا عمري ويعيش ليه


فتحت عيناها ونظرت إليها فهالها ما رات من حزن في عيناه"

انتفضت من فراشها ونهضت جالسة عليه وملست علي ملامح وجهه المقتضبة بحزن واسى وسالت بهلع"

مالك يا رياض حصل ايه ومالك حزين قوي كده ليه


وضع وجهها بين كفاه وحدق في عيناها بقوة وقال مصرحًا"

اباه يا ورد انت اللي مخلوعة عليا، ليه دارتي عني مرضك وانك محمومة ليه خلتيني اظن بيكي السوء واظنك بتعصيني

ليه مجولتليش اني بظلمك ومليش اجسي عليكي بدل ما احن عليكي وبعيوني ارعيكي ليه يا ورد ليه خلتيني ظالم 


وضعت يدها علي فمه تسكته وحضنته بقوة "

اوعي تقولها عمرك ما ظلمت حد غير نفسك،ومرضي كان عقاب ربنا ليا لاني جرحتك بكلامي من غير ما احس بوجعك

ولو سمحتك فانا سمحت روحي بيك وبيكفي احضانك اللي بيها بتعوضني عن قسوة الدنيا عليا، ثم انت محرمتنيش لان معاكي خدت كل حاجه بتمناها هتمني اللي منك وانت كلك ليا ابقي خايبة لو ضعيت حبنا علشان جزء مننا

انا اللي بطلب منك السماح واوعدك تاني اللي راح وكان مش هيتكرر انا بيك اكتفيت 


دفن وجهه في صدرها وظل يتنفسها بقوة لتساله فجاءة"

روضي مش جعان وردتك مفطرتش وانت هديتني بعشقك


ضحك بقوة وقبل صدرها الناعم الدافن به وجهه بعشق"

اللي عرفني مرضك جوعي بجالي يومين مدوقتش طعم الذات 

بس عشجك فتح نفسي وجومت ادور علي حاجة اكلها امايتي حسبتك مرضتي تاتي وحكت لي اللي حوصل


ابتسمت بمرح ونزلت علي الفراش وارتدت عباءتها وقبلت ثغره بشقاوة وجرت من امامه قبل ان تطبق يداه عليها وقالت له بدلع اثاره"

ارتاح يا روح قلبي ربع ساعه واجهز ليك احلي واطعم اكل واكلك بايدى وبعدها هاكلك انا يا نور عيني استعد


عادت له وهي تحمل صينية عليها كل ما لذ وطاب واكلوا سويا وظلت تحكي له معاناتها في بعدها عنه، وهو حكي له افتقاده لملذات الحياة بغياب شمسها عن حياتها.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

مرت الايام واستسلمت ورد الي حياتها مع رياض راضية بم كتب الله لها، سعيد بعشق رياض وحبه الذي عوضها حرمانها


لكن ما كان تحت الرماد عاد من جديد بعد أقل من شهران

مرضت حنان فجاة وحين اتت الطبيبة ازاد طمئنتهم بانها علي خير ما يرام لكنها محتاجة لبعض الفيتامينات من اجل الحمل، لتعم الفرحة الدار لكن ما جدد احزان ورد هواشتياقها لطفل من زوجها الحبيب 

كانت فرحة حنان التي قابلت بها زوجها حين عاد مع ابيه وقالت لها بسعادة غامرة"

حته منيك يا ضي عيني جواتي كاني حساك معايا بكل دجيجة ولدى منيك هو عشجنا اللي هيكبر جدامنا


كانت كلمات حنان مثل خنجر انغرس في قلبها حتي نصله

لم تشعر بنفسها الا والدوار يصيبها وتنهار ارضًا 

لم يمهلها رياض الذي لاحظ تعبير وجهه تتغير اثناء حديث حنان هرع اليها ما ان راها تترنح وحملها ومددها علي فراشها بغرفتها وبعد ما كانت الفرحة تسيطر علي الجميع حل محلها القلق علي ورد التي انهارت فجاة


فاقت ورد علي يد تدلكها برفق وحنان ، فتحت عيونها كي تري رياض ينظر اليها بعيون يكسوها الحزن والدموع"

سلامتك يا وردتي ايه صابك يا جلبي 


ابتلعت إرياقها وملست علي وجهه بحزن عميق"

مفيش يا عمري دي من الفرحة علشان خلاص هتبقي جد 


غامت عيناه وتفحص عيونها التي تداري ما بها من حزن كي لا تشعر بعجزه الذي حرمها فرحة مماثلة وقال"

وانت كمان هتبجي جدة ولا ناسيه انك ام لبعد الرحمن كي ما انا بوه يلا يا جدة ورد جومي افرحي لولدك


ساعدها علي النهوض وخرجت اليهم لتطمئنهم عليها والكل هنئها كانها هي من حملت وليس زوجة عبد الرحمن


منذ ذلك اليوم تبدل حال ورد واصبح لونها شاحب وطعامها قليل ذلك لكتمهم مشاعر حزن عميق بداخلها 

الي ان اتي يوم كان سبب في انهيارها، اثناء تناولهم العشا 

فجاة هبت حنان وامسكت يد عبد الرحمن ووضعتها علي بطنها وصرخت بفرحة"

ولدك بيتحرك جواتي حس بيه او بجلبك لانه منك


نظرت اليها ورد بصدمة ودون ان تشعر وضعت يدها علي بطنها وصرخت بالم مبرح "

اه اه ساككين بتقطعني اه اه الحقوني


اخذ رياض نفس عميق وسحبها الي حضنه وقال"

ده مش ساككين ده شوج بيجتلك لولد نفسك يكون في حشاكي والجدر ونصيبك حرمك منيه 


قامت امها وابنتها ملهوفين عليها وقالت عديلة"

اعملي ليها حاجة دافية تريحها يمكن واخده برد في بطنها 


تركهم رياض ونهض ليدخل غرفته بلا سبب ، خافت ورد من إن يكون زعل منها بعد ما قال، 

حاولت كثيرًا اخفاء دموعها الحزينة عنه واحتياجها وشوقها الذي جعلها تمرض بلا سبب لكن هيهات ان تستطيع ان تخفي عنه ما بها من آلم، انه روحها وعشقها الابدي اكثر من يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب


خرج رياض من الدار بعد ان غير ثيابه وظن الكل انه ذهب لياتي بالطبيبة الا انه عاد وحده واشار علي ورد ان تحصل 

بعد ان هدات من موجة البكاء التي انتباتها بعد خروجه


دخلت عليه الغرفة رات يخرج بعض ملابسه ويضع مبلغ كبير من المال في حافظته راها ابتسم لها بحنان وقال بجدية"

همي جهزي شنتطتك مفيش،وجت وطمنيني كيفك دلوج نظرت اليها باستغراب وحيرة وسالته"

اجهز شنطتي ليه هو انت هتوديني فين، جري ايه يارياض انت غضبان مني وهتخرجني بره داري كده بالساهل، ثم انا بقيت كويسة خلاص مغص وراح لحاله


ضحك وهو يكمل ارتداء ثيابه وما ان انتهي امسكها من كتفها وضمها الي صدره بقوة وهتف "

مجدرش اخرجك من دارك يا وردتي لانه بيتك انت وانا ضيف فيه ، انا هخدك وندلوا مصر لدكتور وفيج منتظرنا بكرة في عيادته علشان نعمل العملية وكله لجل خاطرك


رفعت ورد راسها عن صدره غير مصدقه ما سمعته وسالته بتوتر وارتباك بالغ"

قصدك انك موافق تخوض التجربة رغم انها ممكن تفشل وتتوجع تاني بسبب شعورك بالعجر،


هز راسه بالايجاب لتعيد وتكمل بلهفة وعجل"

بس ازاي والعلاج لازم تاخده اربعين يوم وكان في تجهيزات علشاني لزمته ايه النزول واحنا معملناش حاجة


تركها واخرج من احد الادراج اكثر من علبة برشام واعطهم لها وقال"

خدي يا جلبي انا خلصت امبارح اخر جرص وحجزت مع الدكتور علي بكرة باذن الله، ولما خرجت حجزت بالجطر اللي جايم علي مصر بعد.ساعة ها هتهمي تخلصي حالك ولا هنتاخر علي ميعادنا وناجله اربعين يوم تاني


هزت راسها بقوة واحتضنته مقبله اياه "

انا بموت فيك يا رياض بس ليه وامتي معقول عملت كل ده علشان ترضيني ولا شوقك غلبك زيي


غامت عيناه واجابها "

انا بعدك مليش امنية تاني في الحياة غير ولد.منيكي لكني مش شوجي كيفك، اللي خلاني رجعت وفكرت واتصلت بالدكتور اساله عن نسبة نجاحها اللي ضيئلة لكنها موجودة 

كانت دموعك المكتومة والحزن اللي جتلك وجتل روحك من غير ما تحسي كل ده من وقت حمل حنان

حسيت بوجعك اللي وجعني وخلاني ارفض انانيتي فيك كي رفضتها زمان ايه تجربة اتصدم فيها مش احسن من الندم علي فرصة ضاعت وجتها جررت وكلمت الدكتور واتفجت معه علي كل حاجة منيها اني ابدا اخد الاجراص من ميعادك الشهري وجالي لما يمر الميعاد التاني بسبوع لازم اكون خلصت الاجراص والحمد لله مر سبوع علي تاني ميعاد ليكي وخلصت الاجراص وانا وانتِ مستعدين يلا بجي نهم بحالنا يا وردتي يمكن ربنا يعوضنا خير ويرضينا ولد يطفي شوجك

عانقته بقوة وبكت دون ان تشعر سعيدة بتضحية رياض وتقبله خوض تجربة هو واثق من فشلها لكن من اجلها سيفعلها حتي لا تشعر يوم بالندم لضيع فرصة كانت متاحه لهم

مر الوقت سريعًا بورد لا تعلم كيف غير انها الان بانتظار دخولها عند الدكتور وفيق الذي طلب منها قبل الكشف علي زوجها اخذ بويضة حية منها تكون جاهزة علي التخصيب

قامت الدكتورة دعاء باخذ البويضة منها وحفظها الي ان يقوم رياض بعمل الخزعة 


اول الامر دخل رياض وحده الي الطبيب وانتظرت ورد بالخارج الي ان ينتهي من اجراء اخذ الخزعة

بعد.نصف ساعة طلب دخولها ما ان دخلت رات رياض يتالم بشدة وينظر اليها بحنان ويقول"

ادعي لربنا يكرمنا اصل جوزك مبجاش جادر علي الالم ده تاني


اقتربت منه والقت راسها علي صدره وبكت بحرقة"

انا فعلا مفرقتش حاجة عن خديجة وجعتك زيها والمتك ليه تتحمل كل ده وانت عارف كويس ان الامل شبه معدود علشان ترضيني طيب انا ليه مرضاش زي ما انت راضي

انا حقيرة وندلة وانانية ومستحقش حبك وتضحيتك والمك


اخذ نفس عميق كي يبلع الامه وقال لها بحنان بالغ"

لو متوجعتش علشانك اتوجع لاجل مين، ثم وجعك مدام فيه سعادتك انا جبله وراضي بيه، ادعي انت بس ان ربنا يكرمنا من عنده ويكون فيه امل يعوضا صبرنا خير 


اثناء حديثها دخل عليه دكتور وفيق ومعه زوجته الدكتورة دعاء التي ذهبت الي ورد واحتضنتها بقوة لا تعلم هل تواسيها ام تبارك لها ليقول الدكتور وفيق حاسمًا للامر "

انت بينك وبين الله ايه علشان ينعم عليك بكل الرضي ده، حالتك شبه مستحيلة مع سنك ده غير طول فترة عقمك كنت واثق من استحالة وجود حيون منوى حي لكن انت معجزة الخزعة كان فيها حيوان منوي واحد ودي حالة نادرة جدا 

وعلشان منخسرش الفرصة تم حقنه في بويضة زوجتك وخلال يومين هيتم عمل التلقيح الصناعي للرحم

انا في حياتي كطبيب عمري ما اجريت عملية بالسهولة واليسر ده ولا صادفت حالة زي حالتك اكيد انت راجل ليك بينك وبين ربك عمار كبير وهو انعم عليك بيها لصبرك وتقاك 


ابتسم رياض بسعادة رغم المه واجابه قائلًا" 

الي بين وبين ربنا الرضا بالمكتوب والصبر علي البلاء والدعاء اليه بالحمد والشكر علي ما اعطانا والبعد عن اليأس لانه كفر بنعمة ربنا علينا الم يقل في كتابه الكريم"

وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ


(إن عملية حقن الحيوانات المنوية "الحقن المجهري" هي عبارة عن علاج للعقم يتم كجزء من عملية أطفال الأنابيب، حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل البويضة. إن عملية الحقن المجهري تشكل فتحاً كبيرا في علاج العقم عند الرجال، وقد تكون فعاّلة حتى فى حالة وجود حيوان منوي واحد.) "حقيقة علمية"

لم تسع الفرحه قلب ورد ونست كل الامها ما ان اخبرها الطبيب ان بويضتها تخصبت الان من زوجها ظلت تحضن في رياض غير مصدقه ان حلمها اوشك ان يتحقق


كان تعب رياض والامها سبب لعدم اكتمال سعادتها ، لكن بعد يومان تحسنت حالته واخذها حتي تتم اخر مرحله في العملية وهي حقن البويضة المخصبة داخل الرحم


بعد ان تمت العملية طلب منهم الطبيب الراحه التامه وعم المجهود لهم سويا هو بسبب جراحته حتي لا يلتهب جرحه وهي حتي يتاكد ثبوت الحمل وخوفًا عليها لعدم صغر سنها


بعد اسبوع عادوا الي الصعيد وكان قلق ورد وخوفها سبب لحالة شديدة من الاعياء جعلت رياض يندم علي اقدامه علي خوض هذه التجربة الي ان انهارت واغشي عليها ليعلم الجميع انها حامل واصبح الحلم حقيقه تتجسد في احشاءها

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

باك.............. عادت ورد من رحلة ذكرياتها علي صوت هداية الفرح التي كانت تحتضنها بقوة وتقول لها"

مبارك يا ورد الف مليون مبروك يا خيتي، انا الفرحة مش سيعاني يارب يكمل حملك علي خير المرادى


احتضنتها ورد بحب وفرحة" ربنا يباركلي فيكي يا هداية انا لحد دلوقتي مش مصدقة اني حامل حسا اني بحلم


وضعت هداية يدها علي بطنها وقالت حماس"

ولد الكبير اهني جواتك ان شاء الله ربنا يتمملك علي خير

انا خابرة خوفك وشوجك لاني عشتها ولولا اللي عملتيه معايا

ما كنت حملت في دنيا والحمد لله محدش اكتشف اللي حوصل وجت ولادتي لاحمد ومحمود علشان يدفن الموضوع كله، المهم دلوج نسمع حديت الدكتورة مفيش حركة لحد ما تجومي بالسلامة وانا كل يوم هكون عنيدكي اخدمك بعيوني


ربتت ورد علي كتفها بحب"

تسلميلي يا حبي ربنا ما يحرمني منك بس الدار فيها كتير شلبيه وبنتها وياسمينا وماما وعمتي وحنان يعني متشليش همي ده غير رياض اللي الفرحة مش سيعاه


ضحكت هداية بمزاح"

بتجولي فيها البلد كلتها بتجول اكده، بعد ما دبح بنفسه دبيحة تحت رجل الدكتورة، فرحان بحبلك كانه مخلفش جبل كده وغير انه جايله حفيد بالطريج 


تنهدت ورد بقوة واجابتها بثقه"

لان ولدى منه هو مناه ومنايا يا هداية حلمي وحلمه اللي اتحقق بعد سنين من الالم والفراق والوجع ، لان ابني ابن عشقه اللي ما عشق قبله فهمتي


تنهدت بسخرية وقالت بتهكم"

اباه علي حبكم اباه عليه انا مجربتش الحب والعشج ده غير بعد ما اتجوزت علي ليكي حج ولد العاشج غالي جوي

بجولك ايه انا ههملك دلوج واجي عشيا عما عديلة جالت ان الكبير طلب منيها تعمل ليلة لأهل الله وهيبجي فيها ذكر ومدح للصبح يعني هفضل معاكي طول الليل هروح اظبط حالي واعاود انا والولاد وعلي سلام


قبلتها وباركت لها مره اخرى قبل ان تغادر اغمضت ورد عيناها سعيدة بفرحتها وحلمها الذي تحقق بعد طول عناء

لتشعر فجاءه بمن يلثم شفتاها برقة ، ابتسمت وتنهدت قائلة"

ملحقتش يعني كان ايه خلاك تخرج بقي من اصله 


ضحك وهو يتمدد بجوارها ويضمها الي صدره"

مطايجش ابعد عنيكي وجلجان عليكي جوي جوي وعلي ولدى اللي في حشاكي نفسي الايام تمر بسرعة وأحمله بين يدى واندر فيه حبنا اللي اتجسد فيه 


سحبت ورد نفس طويل وقالت له بدلع"

طيب ما تخليك جمبي ومتفارقنيش علشان اتوحم عليك ويطلع شبهك زي ما هو منك


امسك يدها وقبلها بقوة قائلًا"

بس اكده حاضر يا جلبي مش هفارجك ابدا حتي في نعاسك هجي ازورك في احلامك اتفجنا


غامت عيناها بعشق وشوق وقالت بشغف"

موافقة طبعا طبعا المهم تفضل جمبي 


وتمر الايام وورد تنال من رياض اهتمام ورعاية وعناية لم تكن تتخيلها حتي بدات حنان مرات عبد الرحمن تغار منها 

وبعد ان تم حملها الشهر الثالث كانت ورد تقوم من علي الفراش لتنهار فجاة وتسقط ارضا 

نهض رياض مسرعا وحملها بين يدها ومددها علي الفراش وحاول ان يفوقها ليري يده ملطخة بالدماء 

نظر الي ورد المغشي عليها وظل يصرخ "

و ورد ردي عليا مالك ياورد ردي عليا جرالك ايه فوجي يا ورد 


سادت حالة من الهرج والمرج بالدار وهرع علي وفيصل لكي ياتو بالطبيبة التي دخلت لها هي وامها فقط

وظل رياض يضرب بقبضة يده في الحائط وياسمينا وياسين يطلبون منه ان يهداء حتي يطمئنوا عليها

وبعد وقت ليس قصير خرجت الطبيبة ازاد لتبلغهم"

الحمد لله جت سليمه بس تشخيصي كان خطأ عن الحمل 


نظر اليها رياض بهلع وضيق وصاح فيها "

جصدك ايه ورد مكنتش حبله يعني كانت بتكذب عليا مش ممكن اخر حاجة ممكن اسامح فيها ان مرتي تكذب عليا مستحيل تهد اللي بينا علشان كذبة 

ليه اكده يا ورد ليه اكده ........

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

يتبع.....

• يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملح بطعم السكر ) اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent