Ads by Google X

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الثاني 2 - بقلم هدى زايد

الصفحة الرئيسية

 

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الثاني 2 - بقلم هدى زايد


الفصل ال2
                                    
                                          
الفصل الثاثي 
~ هُدنه~
**********



الصمت لايُعني الضعف، فالبركان صامت وعندما يتحدث يرتعد الجميع من حديثه .



هبط الجد "نعمان " على سلالم الدرج بهدوء وهو يتحدث ببساطه شديدة و قال باسما 
-اهدأ يا ولدي وكل شئ له آخر  صبرنا كتير على اليوم ديه متچايش إنت  بغضبك ديه  هتهد الدنيا زي الطوفان  



كانت كل كلمة يتحدث الجد بمثابة قنبلة موقوته،  هبط سلالم الدرج بهدوء شديد  حتى توقف عند الدرجة الأخيرة منه ضرب بعصاه على الأرض طرقات خفيفة وقال بعينان شرستان تشعان وميض  نيران الإنتقام  
- جلت لك جبل سابج مسير الحج يرچع لاصحابه خليك عاجل  وإنت بترد حجك  بت عمك هترچع بس نسيبوا چدها يفرح بيها  وبكرا نفرح البلد كلتها  ويانا 



تحرك "سليم " بعد أن اطلق تنهيدة قوية كادت أن تشق صدره سار نحو الجد  بخطوات واسعة   وقف مقابلته وقال على مضض
-حاضر يا چدي وياك لآخر نفس  خارچ مني 



ابتسم ملء شدقيه وهو يربت على كتف حفيده،  لم تختفي  هذه الابتسامة ما إن ولجت "جميله"  من باب البيت  القت التحيه كعادتها بسرعة قبل أن تصعد إلى حجرتها،  استوقفها جدها وهو يقول  بنبرته الماكرة 
- مش هتروحي تباركي للداكتور ؟ 



قضبت مابين حاجبيها متسائلة بدهشه ممزوجة بفضول 
- داكتور مين يا چدي ؟ 



نظر ادجد لـ سليم ثم عاد ببصره لها وقال ساخرًا 
-  الداكتور عمران اتچوز بت عمته 



تسمرت مكانها كالتمثال  حيث رفض" المخ " ترجمة هذه الكلمات التي ذبحتها  وقضت على آخر ومضة أمل  بينها وبين "عمران"   بلعت غصتها بمرارة .



أوزعت نظراتها بين جدها وابن عمها، كم تمنت أن لا تسقط أرضًا ويفتضح أمرها أكثر من ذلك،  كم تمنت  أن يتوقف جدها عن المزاح  ويخبرها أنه مازال ينتظرها كما تنتظره. 



كما يقولون دائما (ليس كل مايتمناه المرء يدركه) 



سألته بمرارة وهي تضغط على حقيبتها الجلدية 
- بت عمي رچعت ميتا يا چدي؟!



ابتسم لذكائها الشديد وصمودها رغم أنكسارها من الداخل،  بسط كفه  وقال بحنو 
- تعالي ياحبة جلب چدك تعالي في باطي 



جرت قدماها جرً  اوشكت قوتها على النفاذ،  كفى لم تعد تتحمل تلك النظرات المشفقه عليها، ضمها جدها لثوانٍ  ثم خرجت منه سريعًا  اعتذرت منهم وصعدت غرفتها بخطوات اشبه للركض .



اوصدت الباب خلفها  هوت على الأرض واطلقت العنان للدموعها  وصرخات قلبها كادت  أن تخرج   معلنة للجميع بأنها فشل الحُب بأن يجمع حبيبان فرقهما القدر .



لم تيأس ولن تتركه بهذه البساطة، كفكفت دموعها  وهي تبعث في حقيبتها لتخرج  هاتفها المحمول، تراقصت أناملها برجفة  شديدة إثر غضبها .
ضغطت على زر الإتصال ولم تتردد في مهاتفته  
رفعت الهاتفه على أذنها في انتظار رده، طال انتظارها ولم يجيب عليها ربما لأنه يتراقص أمام جده بالعصا أو يرى رقمها الذي حذفه ولكنه يخفظه عن ظهر قلب. 




                                  
 
                
لن تيأس حتما سيجيب عليها  ويهدأ من غضبها بتوسله ورجائه هكذا ظنت، لكنها مازالت لاتعرفه جيدًا فهو الرجل الذي يقتلع قلبه بيده ولا يجعل امرأة تتحكم فيه 



عودة إلى حفل الزفاف المقام حتى الآن  
كانت جالسة بين النسوة بثوبها الأبيض، شاردة  لاتعرف مالذي تخفيه الأيام لها،   كانت ممثلة بالدرجة الأولى،  أصبح الأمر يفوق قدرتها  اليوم من البداية كان عصيب تريد أن تجلس مع نفسها بعض الوقت  نظرت لجدتها  وقالت بهدوء 
- عاوزة جدي 



التفت الجدة لها متسائلة بعدم فهم قائلة
- بتجولي إيه يا عروسة مش سامعه من الدوشة 



تنحنحت " جنة" بعد ان ادركت خطائها  وراحت تقول بجدية
- عاوزة الحج 
- بس الحچ مينفعش يدخلوا اهني في وسط الحريم  اصبري لما تتطلعوا فوج 



يبقى أنا اللي هروح له ودلوقتي كمان 



أردفت "جنة" جملتها وهي تمسك بذيل فستانها الأبيض،  ضاربة بحديث جدتها عرض الحائط   فرغ أفواه النسوة على فعلتها الجريئة  تلك  وانسحبها من جلستهن  تابعتها الاعين وسط دهشه وذهول شديدان،  توقفت عند باب المنزل الداخلي  وجدت الجد يتابع مراسم الحفل التي لن تنتهي اليوم  ربت على كتفه بخفه استدار لها وقال بدهشه
- وه كيف تيچي لحد اهني وحدك وكيف تسيبي الحريم لحالهم 
- جدي أنا تعبانه والفرح مش بيخلص وأنا محتاجه افهم ومحتاجه 



قاطعها بحنو وحب قائلًا 
-  كل حاچه في وجتها حلو يا بتي  اصبري وعترفي كل شئ  بس بالصبر أني دلوجه هخلي عمران ياخدك وتطلعوا فوج 



ردت مقاطعه بفزع 
-فوق فين  إنت متفقتش معايا على كدا جدي خليك واضح معايا من الأول  أنا كدا مبقتش فاهمه حاجه 



هدأ من روعها وهو يقول بهدوء 
- اهدي يابتي مافيش حاچه هتحُصُل غصب عينكي    عمران اتچوزك على سُنه الله ورسوله  والفرح اتعمل اهو يبجى ناجص إيه ؟ 
- ناقص إني افهم الموضوع بدل ما ارجع مكان ماجيت 



خير مالكم واجفين كِده ليه ؟ 



قالها "عمران" وهو يضع عبائته السوداء على كتفه 
نظر لجده ليعرف ما سر غضبها الواضح عليها 
وقف الجد يفسر لهما  حقيقه ما نوى فعله والآن يجب عليهما التنفيذ 



- بينتنا حد غريب بينجل أخبارنا وأسرارنا لچدك نعمان  عشان كِده رايد اوصله إنك اتچوزتي صُح 
- جصدك إيه يا چدي ؟ 
- جصدي هتاخد مَرتك دلوجه وهتتطلعوا فوج أوضتكم  وبكرا هيحلها المولى 
- بس دا مش اتفقنا أنا هدخل وهعرف الدنيا كلها الحقيقة وزي مايحصل يحصل 



بنظر من الجد   نفذ "عمران " أمره حملها عنوة  محاولًا تثبيت ذراعيها بقبضته، كانت تفرك بقدماها حتى تفلت من إحاطته لجسدها الضعيف مقارنةً بجسده، ابتسم لها ابتسامة مزيفة  وقال من بين اسنانه وهو يقتادها  لحجرتهما 
- براحة يا عروسة  هتفرچي الناس علينا 




        
          
                
ردت بوعيد قائلة
- وربنا لو منزلتني يا اللي اسمك عمران إنت  لصوت وافرج عليك الدنيا  واقولهم على الحقيقه 



  بخفة وسرعه كان يصعد بها سلالم الدرج، رد ضاحكا  
- على اساس إن كِده ماحدش اتفرچ لسه  



  وقف الجد يوضح لهما ماحدث وأن هذه العروس هي زوجة وحفيده وليست زوجته  دهشه وذهول اصابت الجميع  لم يخرجهم منها إلا صوته الجهوري وهو ينهي حديثه قائلًا 
-  إنتوا خرستوا ليه طبلوا وزغرتوا يلا 



في غرفة "عمران"   كانت "جنة" جالسة  على الفراش الوثير تزفر وتمتم بكلماتٍ غير مفهومه على هذه الزيجة التي لم تفهم لها بداية ولا نهاية  أما هو  كان يقف أمام الخزانة  ينتقي ملابسه  وهو يطلق صفيرًا عاليًا،  استقر عينه على منامة  قطنية  جديدة  التقطها ثم استدار بجسده وقال بجدية 
-  خُدي البسي ديه والصبح ابجى اخدك ونشتروا شوية خلجات چديدة 



قبضت على منامته ثم القت بها في ظهره وقالت بغيظٍ 
-  يابني آدم يا بارد أنا هلبس. هدوم رجالي وكمان هقعد معاك في نفس الاوضة دا إنت بارد بجد 



استدار بجسده كله نحوها سار بخطوات هادئة بسيطة   نظر لمنامته الملقاه أرضًا  ثم عاد ببصره لها وقال بهدوء مريب 
- أول حاچه هاتتعلميها اهنى  هي صوت ميعلاش عليّ  تاني حاچه  أني چوزك  بمزاچك أو غصب عينكي  تالت حاچه غيري خلجاتك  عشان تعرفي تنامي  رابع حاچه 



قاطعته متسائلة بغيظٍ شديد 
- هو لسه في رابع !! 
- ايوه وديه اهم حاچه   



تنهدت بعمق  قبل أن تسأله بنفاذ صبر قائلة
-  خير اتفضل قول  



تنحنح وقال بجدية 
- لوحد جال لك نجول مبروك ردي وجولي ايوه 



انعقد حاجبيها وهي تسأله ببلاهة عن مغزى حديثه الغامض نظرت لها بترقب في انتظار تفسيرًا لكلمات تلك .
بينما هو القى تفسير جملته دفعةً واحدة وقال 
- جصدي إن الدخلة تمت ولالاه 



مازالت لاتفهم تفسيره الذي اصبح تعقيدًا عن كلماته وكأنه يحل شفرة وليس مجرد كلمات مبهمه  سألته بببلاهة اكثر 
- دخلة إيه !!



لا مفر سيُلقي  بتفسيره  الأكثر جرأة  كي يتخلص من كثرة تساؤلاتها، رد وقال بسرعة دون توقف  
- يعني أني اتچوزتك رسمي وبجيتي مَرتي  



رمشت باحدابها عدة مرات لتتأكد من أن مايحدث حولها ليس أحلام تراها في منامها  
لم تشعر بنفسها وهي تدوي الحجرة بصرخاتها تاركة لاحبالها الصوتية الحرية كي تفرغ عن طاقة مكبوتة مُنذ ليلة أمس. 



وقف من مكانه مبتعدًا عنها  وقال بهدوء حد الاستفزاز  
- اصرخي اهو كِده ثبتي الحكاية اكتر ادخل أني بجى اتسبح واچاي اريح هبابه 



تركها قبل أن يستمع لردها، كلامنهما يريد أن يتخلي بنفسه ليعيد حساباته من جديد، ياله من ممثل بارع قام بدوره على أكمل وجه، حان الآن اسدال الستار عن هذا الفيلم السخيف الذي لا يتحمله منطق أو عقل طفل لم يتجاوز الخمس سنوات، ذهب إلى القاهرة اعزب وعاد إلى الصعيد متزوج ليس هذا فحسب بل الأكثر غرابة في هذا اليوم العجيب هو أن يتزوجها رسميًا لم يكن مسلوب الإرداة لكنه يريد حقن الدماء   قرر أن يدعس على قلبه  حقنًا للدماء أن يتنازل عن حبيبته حقنًا للدماء والزواج بأخرى حقنًا للدماء  ترى إلى متى سيظل يتنازل حقنًا للدماء، وطأة قدمه في المغطس قام بفتح  الصنبور  لتتدفق المياة الدافئة فوق رأسه بغزارة 
رفع رأسه لتتساقط قطرات الماء على وجهه ذو البشرة السمراء  ولحيته الخفيفه، حرك رأسه يمينًا ويسارًا ليمحي ذكريات هذه الليلة من رأسه  ليت لم تتزوج عمته بزوجها ويدفع هو ثمن هذا كله، يدفع ضريبة الحُب بنيران العشق 
والفراق   كم كان الزمان قاسيًا عليه حين أمره قلبه بأن يقتلع "جميلة " من قلبه  يعلم أنه ليس بالهين  لكن  سيستطيع فعل ذلك مع مجهود صغير من عقله وتمرد من قلبه وبين هذا وذاك 
سينتهي كل شئ يا "عمران " دائمًا يخبر نفسه بهذا .




        
          
                
بعد مرور  عشر دقائق كاملة  



خرج من غرفة الاستحمام وجدها مازالت  بثوبها الأبيض، يتذكر هذا الثوب جيدًا هو الذي أشار بيده نحوه،  لن ينسى هذا اليوم ما حيا 
خرج  مع جده إلى أحد المحال التجارية المخصصة لهذه الفساتين، طلب منه أن ينتقي منهم واحدًا  كان يظن حين أنه رضخ لرغبته وسيزوجه من "جميلة " أو ابنة عمته  اخبره بأنه لايريد الزواج بهذه الطريقة و أن زوجته  لن تكون "جميلة " أو تلك المجهولة التي لايعرفها عنها شيئًا  فعترض الجد وأخبره بأن ينصاع لأمره حقنًا للدماء وأنه لن يسمح الزواج بأخرى مادام حيا .



لاحت ابتسامة باهته على شفتيه الغليظتان،   انتبه لسؤالها وقال بعتذار 
- بتجولي حاچه ؟ 



ردت بجدية 
- عايزة افهم إيه اللي بيحصل دا وعاوزة 



قاطعها قائلًا بنبرة صادقة استشعرتها من حديثه حين قال 
- صدجيني  يا چنة  أني نفسي مفهمش حاچة واصل بس هاصبر لبكرا عشان افهم چدي 



ردت مقاطعه بحدة ونبرة صوتها ارتفعت قليلًا 
- إنت عاوز تفهمني إنك متعرفش اللي بيحصل دا مش من تخطيطك  إنت وجدي  يبقى احب اقل لك يا دكتور إنك عيل  صغير  بيمشي بأمر جده 



كورة قبضته متحكمًا في غضبه الشديد منها رغمًا عنه تكاد تجزم أن وصل إلى مسامعها صوت صرصير أسنانه، كانت تتوقع منه  صفعة قوية على وجهها  او اقتلع خصلات شعرها من مكانها او القتل فهذه ابسط  التوقعات التي توقعتها  ما إن احتقن وجهه بالدماء .



اقترب خطوة بينما هي تراجعت خطوة ثم خطوتان   في محاولة منها لتفادي  صفعته  المنتظرة  تفاجأت   بأنامله تعانق أناملها وتقتادها نحو الفراش بهدوء  مريب،  اجلسها على حافته   جلس جوارها موضحًا بعض الأمور الخاصه بهذا الوضع 
- سبج وجلت صوتك ميعلاش عليّ بس أنتِ كسرتي حديتي    مش عاوز أنا يوم بنا يبدتي غلط  اسمعيني زين  يابت الناس أني مچبور على الوضع ديه  وأنتِ قمان مچبورة    اتحمليني  واتحمل الوضع لحد بكرا ومن الفچر ماهتلمحيش طيفي بس  دلوجه مچبورة   تتجبلي الوضع  وتنامي وياي اهني   جومي غيري الفستان  ديه  وتعالي عشان  تنعسي لك هبابه 



   لو كانت تمثال لتحدث من هول الصدمة التي لم تتوقعها   تحلى بالصبر الشديد  وقابل غضبها الشديد سُبابها اللاذع برحب وسعة صدر لامثيل لها  وقفت  عن الفراش متجه نحو غرفة الاستحمام   وبيدها   منامته  القطنيه،  مر بعض الوقت حتى خرجت منه  وهي ترتدي  منامنة اشبه  بالجلباب في جسدها الضعيف، لم يمنع نفسه من الضحك على هذا المظهر، بينما هي اغتاظت منه ردت بغيظٍ شديد 
-  إنت اكيد قاصد تعمل كدا  عشان تتضحك عليا 



رفع كفيه وقال  مُدافعًا عن نفسه قائلًا 
-  والله أبدًا أنتِ بس اللي چسمك ضعيف تعالي عشان تتعشي  



أزحت خصلتها المتمردة على وجهها لتضعها خلف أُذنها، سارت بخطوات متعثرة نظرًا للبنطال الطويل مما جعلها تسقط   بجانب الطعام  لتنجرح يدها بسبب الصحن الزجاجي. 
  اقترب منها وقال بجدية 
- حصل لك حاچه ؟ 




        
          
                
ردت بتأواه 
- ايدي انجرحت 



حاول نزع قطعه صغيرة من الزجاج دخلت في راحة يدها ثم نهض ليأتي  بحقيبه الإسعافات الأولية، عاد سريعًا وجثا على ركبتيه  بدأ يطهر جرحها ثم ضمته  وهو يتحدث معها عن حياته قائلًا   
- هو أنتِ ليه كنتي بترفضي تيچي  اهني   
-  أنا كنت عاوزة اجاي بس جدي هو اللي رفض  وقال اصبري لسه  مجاش أوانه 
-  چدي ديه عچيب  وغامض 



طب ما إنت كمان غامض ومش مفهوم 



قالتها "جنة" وهي تتحسس يدها المضمضة،   تابعت حديثها قائلة بفضول 
- إنت فيك كتير من جدي  بعيدًا عن الشبه في الملامح والجدية في التعامل  بس إنت غامض   ردود افعالك غريبه  كلك مش مفهوم 



قاطعها باسمًا 
- داكتورة نفسية ولا إيه  وأني مخبرش 



بادلته  ذات الإبتسامة وقالت 
- وضيف عليهم بتعرف تهرب من المواضيع  بسهولة 
- طب يلا تعالي ناكل عشان چعان  جوي 
- وأني قمان چعانة  جوي جوي  



 فلتت منه ضحكة رنانة  علي تقليدها بالحديثه بلكنة صعيدية لابأس بها،   تناولوا طعامهم في صمت  يمتزج بالخجل لكلاهما،  انتهت وجبة العشاء وهم يتجاذبون أطراف الحديث،  وحان موعد النوم   وقف  حائرًا لايعرف في أي مكان  سيضع جسده المنهك عليه،  قرر أن يجلس على المقعد  المجاور  لسريره أما هي استوقفته متسائلة بدهشه 
- إنت هتنام هناك على الكرسي ولا إيه ؟ 



ردبنبرة عادية 
- وفيها إيه دي ؟ 



اجابته وهي تنهض من الفراش قائلة بجدية 
- فيها كتير  يعني   تتديني  بيچامتك وانام في أوضتك وكمان هتنام في مكان غير سريرك  لأ كدا كتير روح إنت نام في سريرك وأنا هنام هنا 
- لاه ماهينفعش روحي انعسي في السرير واني هنام اهني  أنا راچل هتحمل لكن أنتِ لاه  
- إنت شايف كدا طب تصبح على خير بقى 
- وأنتِ  من أهل الچنه  



جلس على المقعد  وقبل أن يرخي جفنيه فجأته بعودتها  لتعطيه وسادة صغيرة يضع عليها رأسه 
شكرها وهو يبتسم لها.  سرعان ماعادت له بشرشف  وقالت  بإبتسامتها الخفيفة 
- الدنيا بتبقى برد بليل 
كِده كتير عليّ والله سلم يدك 
- تسلم  



عادت بخطواتها الهادئة تجاه الفراش مددت جسدها  الصغيرة  عليه  وضعت كفها أسفل خدها  ثم ارخت جفنها، سرعان ما فتحته متسائلة بجدية
- عمران عاوز النور 



رد دون أن يفتح جفنيه قائلًا بصوت ناعس 
- لاه تصبحي على خير بجى 



 
في صباح اليوم التالي 



استيقظ " عمران "  على صوت طرقات الخادمة  
لتوقظهما  وهي تقول من خلف الباب 
- سيدي عاوزك إنت والعروسة وبيجول تتدلى تفطروا وياه 



رد بعدم اكتراث 
- جولي له نايمين  يا أم السعد 



مر أكثر من ثلاث ساعات أخرى عليهما  وهم في نومًا سبات  عميق،  حتى استقيظ  هو  بنفسه 
كانت فقراته العُنقية في حالة تشنج عجيب إثر نومته ليلة أمس، وقف عن المقعد وهو يتأواه نظر تجاه الفراش نظرة عابرة وجده خالِ  سأل نفسه بنبرة متعجبة قائلًا 
- راحت فين دي دلوجه ؟




        
          
                
قبل أن يبحث عنها وجدها تخرج من غرفة الاستحمام  وغلى ثغرها إبتسامة خفيفه وقالت 
- صباح الخير 
- صباح النور صاحية من بدري ؟ 
- قصدك منامتش 
- ليه كِده ؟ 



مطت شفتيها وقالت 
-لسه مستغربة الوضع وبصراحة مش متعودة انام مع راجل غريب في مكان واحد 



رد مصححًا 
- بس أني چوزك مش غريب 



رفعت سبابتها في وجهه وقالت بجدية 
- لسه مش جوزي والوضع دا مش هقبل بيه مهما حصل والنهاردا تحط النقط على الحروف مع جدي 



ولج غرفة الاستحمام وهو يقول 
- ربك يسهل 



وفي اثناء دخوله أتت الخادمة للمرة الثانيه تخبرها بضرورة حضورهما، قررت أن تسبقه لغرفة الصالون لتعرف مالذي يريده جدها 
تفاجأت بوجود راجلين  لاتعرفهم بالطبع لا تعرف أحدًا هنا سوى عائلة أمها، قام حدها بتعرفيهما  بطريقة راجل يعلم ببواطن الأمور 
حركت رأسها علامة الإيجاب 
جلست  على المقعد جوار جدها  بعد أن صافحة الضيوف، بينما هو تبادل النظر بينه وبين صديق العمر الحاج "ايوب"  أومأ برأسه لحفيده،  نهض حفيده ووضع الصندوق الخشبي  فوق سطح المنضده الرخامي تنحنح الحاج " نعمان"  وقال  
- مبروك يا عروسه نورتي البلد  



ردت بهدوء 
- الله يبارك فيك 



تابع وهو يشير بعكازه قائلا 
- الصندوج ديه في دهاباتك، تلبسي وتتهني بيهم 



نظرت له متسائلة بنبرة متعجبه 
- دهبي ازاي مش فاهمه ؟! 



رد بإبتسامته المعهودة قائلا بمكر 
- چرا إيه يا حاچ أيوب مش تعرف العروسة مين احنا  و 



رد مقاطعه بتلعثم 
- اتفضل يا حاج نعمان الجهوة   هتبرُد 
-لاه عاوزين شربات حلاوة رچوع العروسة بالسلامة  وأنتِ ياعروسه  چهزي نفسك عشان هترچع بيتك  بيت أبوكي ابني  رياض نعمان السيوفي   



وقفت عن المقعد وقالت  بغضب مصطنع 
- إنت بتقول إيه أنا أول مرة اسمع الإسم دا،  أنا مش هخرج من هنا وإنتوا اللي هتطلعوا برا 



دس " سليم " يده في جيب جلبابه ليخرج سلاحه الناري شد أجزائه ثم صوب فوهته ناحية الحاج " أيوب" وقال بتهديدًا واضحا 
- كلمه واحدة زيادة وهتلاجي  روحك خرچت من صدرك 



ثم تابع حديثه وهو يوجه سلاحه نحوها قائلا 
- وأنتِ يابت البندر اطلعي من اهني بالذوج بدل ماتطلعي على ضهرك 



هدر صوت الحاج " أيوب" قائلا بغضب 
- هي حصلت يا داكتور سليم ترفع سلاحك في وش مرتي وتهددها بالجتل قمان  



رد مقاطعا بغضب 
- الداكتور سليم اللي تعرفوا راح خلاص والبت دي مش مرتك دي بت عمي، جدامي  يابت البندر وإلا تجولي  على روحك يارحمن يارحيم 



ولج " عمران"  وهو يوجه سلاحه الناري في وجه " سليم" وراح يقول بغضبٍ وغيظ شديدان 
- اللي يرفع سلاحه في وش مَرت
عمران الهواري  يبجىحكم على نفسه بالموت 



وقف الشبان وكلًا منهما يوجه فوهة سلاحه تجاه الآخر، هدر صوت الحاج "ايوب" وهو يتحدث مع صديق العمر قائلًا 
- خلي سليم ينزل سلاحه يا نعمان عيب كِده 



رد" نعمان"  بهدوء حد الاستفزاز قائلًا 
- بت ولدي تخرچ وياي سليم ينزل سلاحه يا كِده يا نفتح بحور دم ملهاش آخر 



حفيدتك بجت في عصمت راچل وكلمته هي اللي تمشي  يا نعمان وجف بحور الدم ديه وبكفاية لحد كِده 



قالها "ايوب"  بعصبيه واضحة في نبرة صوته المرتجفة إثر الصغط العصبي الذي وقع فيه 
رد "عمران " بوعيد وهو يضغط على سلاحه الناري قائلًا 
- محدش هياخد چنة واللي هيفكر يعمل كِده يعدي على چثتي الأول 



هدر"عمران"  بصوته الجهوري قائلًا بحدة 
- چنة تعالي اهني  



أمرها أن تقف خلف ظهره لتحتمي به،  فوقفت في المنتصف بينهما  قائلة 
- عشت طول عمري بعيدة عن أهلي واليوم اللي عرفت في إن ليا أهل لقتهم هيقتلوا بعض لو في حد لازم حياته تنتهي يبقى أنا الحد دا عشان أروح لبابا وماما 



رد "سليم" ساخرًا 
- حلو حديت التلفزيون ديه بس مش هياكل وياي اطلعي من الموضوع ديه عشان متزعليش على عمرك 



سحبها "عمران" خلفه وقال بجدية 
- ولو في حد هيزعل على عمره يبجى إنت الحد ديه مش هي يا ولد السيوفي 



استغلت "جنة "  انشغال "عمران"  في الضغط على ابن عمها  وقامت بسرقة سلاحه الناري،  ثم وضعت السلاح أسفل ذقنها وراحت تقول بتهديد مباشر للجميع 
- رصاصة واحدة هتريح الكل  



هددها " سليم"  بأنه سينفذ تهديده فقالت  
- وأنا كمان هنفذ تهديدي في نفس اللحظه هتخرج فيها رصاصتك هتخرج فيها رصاصتي واريح الدنيا مني ونخلص بقى من الحوارات دي 



وقبل أن  تكمل حديثها،  حاول "عمران" نزع سلاحه من يدها فسقطت أرضا إثر دفعته لها وخرجت رصاصتان  واحدة من سلاح "سليم "  والأخرى من السلاح الذي سرقته في غفلة من " عمران" 



دوت الصرخات في انحاء الغرفة  واختلطت الدماء بينها وبين زوجها ولا يعرف من الذي أطلق رصاصته أولا لكن الشئ الوحيد الذي تعرفه هو أن دمها اختلط بدمه في ذات اللحظه 



يتبع




        


google-playkhamsatmostaqltradent