رواية سأنتقم لأخي الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سوما العربي
كان جميع الخدم قد تجمع فى بهو القصر مع منه ووفاء وهم يتطلعون بصدمه ويحاولون كبت ضحكاتهم على هذا الذى فقد عقله كليا.
نظرت وفاء لاثره بشفقه على حاله ثم صرفت جميع الخدم بهدوء لعملهم ثم استدارت لأ بنتها متحدثة بجديه قائله :فى ايه يا منه.... ايه اللي بيحصل.....بتأجلى جوازكوا ليه.
منه:ياماما انا... قاطعتها وفاء قائله:بلا ماما بلا بتاع هو انتى فكرانى مش عارفة انك بتحبيه من زمان ولا ايه. نظرت لها منه بصدمه فاكملت وفاء:وكنت عارفه انه بيحبك بس كنت ساكته ومش بتكلم عشان كنتى صغيره ومش عايزه اشغلك بالكلام ده من وانتى صغيره بس انتى خلاص كبرتى وهو طالبك للجواز يبقى ليه نأجل.
منه:ياماما افهمينى.. انا لسه داخله الكليه مابقاليش اسبوع ولسه قدامى فيها اربع سنين وهو مش راضى حتى بخطوبه لأ ده عايز جواز على طول وانا حاسه ان ده هيبقى مسئولية كبيرة عليا.
وفاء بتفهم:حاسه بيكى وعارفه اللى بتفكرى فيه... بس هو كمان بيحبك ومستنيكى بقاله كتير... وانا معاكى مش هسيبك. ثم اكملت بمرح:وهو كمان مش هيرضى أبدا يستنى ده لسع خالص يابنتى.
قهقهت منه عاليا ومعها وفاء أيضاً وهى عازمة على التفكير جديا بالموافقه على موعد الزواج الذى يريده حسن.
فى أحد الأحياء الشعبية البسيطه دلف سيد(الساعى الخاص بفريد) الى شقة خالته ووالدة خطيبته رحمه.
الخاله:أهلاً وسهلا... ازيك يا سيد.
سيد بحزن:اهلا ياخالتى... امال فين رحمه.
الخاله:هندهالك حالا... والنبى يابنى مش عارفة مالها كده بقالها مده دايخه ومش بتاكل خالص ياحبة عيني.
ابتلع ريقه بذعر من كشف امرهم قائلاً :مانا اخدتها امبارح وكشفنا والدكتور قال إنه برد فى المعده.
الخاله:ربنا يشفيها يارب... هروح اعملك حاجة تشربها واناديهالك.
خرجت هى وتنهد بحزن على ماسيخبر حبيبته به ولكنه مضطر.
ثواني ودخلت رحمه بجمالها الهادئ الرقيق. ابتسم بحب رغم حزنه ونظر حوله لكى يطمئن من عدم وجود أحد ثم احتضنها بقوه بكت بين يديه بحزن شديد.
سيد وهو يهدئها:خلاص يا رحمه والنبى انا مش مستحمل.
جلست رحمه وجلس بجانبها وربط على كتفها قائلاً :اهدى يارحمه.. انا خايف عليكى.
رحمه:اعمل ايه... دى مصيبه ياسيد.
سيد :بصى هو فى حل.
رحمه بلهفه:حل ايه.
سرد عليها ما عرضه عليه فريد النجار فهتفت رحمه بذعر:ازاى ده....يبقى ابننا ونرميه.. ذنبه ايه هو.. الغلطه غلطتنا احنا يشيلها هو ليه.
سيد:مافيش حل غيره يارحمه دلوقتي هنواجه الناس ازاى بس.
ارتفع رنين هاتفه فأجاب عليه وقد كان فريد يخبره برغبة رانيا بالذهاب للكشف عند طبيب أمراض نسا ومعرفة نوع الجنين فهى تريد صبى كى تضمن جميع اموال فهد.
فى قصر المنياوى بجناح فهد وليله.
كان يضمها اليه وهو مبتسم وعينيه مغمضه وشعور بالانتشاء هو المسيطر عليه. بينما هى تضم نفسها اكثر له بخجل منه. ومن نفسها ايضا لأنها باتت تعشقه.
شعر هو بخجلها الذى مازال موجود فمد يده اسفل زقنها ورفع وجهها لمستواه قائلاً بهمس :مالك ياروحي.
ضمت نفسها اكثر لحضنه قائله :لا بس.. حاسه اني مبسوطه... مبسوطه وانا معاك ودى حاجة عكس الى كنت متوقعاه يحصل.... كل الى حصل اغرب من الخيال.
ابتسم وهو يتنهد بقوه قائلاً :عشان لينا نصيب... لينا نصيب فى بعض ياليلتى... ربنا كافئنى بيكى رغم انى كلى ذنوب.. بس والله ماكنتش بعمل حاجة غلط غير حاجة واحدة بس ممكن ربنا بيقولى اهو.. مالكش حجه بعتلك فرصة ومكافئه... اتنين فى واحد.
قال الأخيرة بمرح جعلها تضحك بقوه وهو يضمها له أيضاً بمرح شديد.
فى إحدى عيادات كشف النسا. كانت رانيا تجلس بتأفف وهى تنتظر قدوم سيد ومعه تلك الفتاه كما اتفق معهم فريد. دقائق ووجدت شاب اسمر طويل القامه ومعه فتاه من نفس عمره تقريبا يتقدمون منها يبدو أنه قد عرفها من صورتها التى بعثها فريد لها. وقف أمامها قائلاً بحزن :مدام رانيا.
نظرت له بغضب واحتقار قائله:رانيا هانم.
احتدت أعين رحمه ونظرت لسيد الذى قال متجاهلا حديثها :اهلا بحضرتك.
نظرت هى لرحمه بسخريه واحتقار قائله:انتى بقا اللى... ها. ثم اتبعتها بضحكه استهزاء واحتقار.
فبلغ غضب سيد لقمته فقال بحده وهو يعيد رحمه للوقوف وراء ظهره فكان فى مواجهة رانيا قائلاً بغضب:اسمعى ياست انتى.... انتى تتكلمى معاها عدل... انا اصلاً بعمل كل ده علشانها... انا راجل اهلى هيزعلوا منى شويه وخلاص لكن انا بعمل كده عشان ماحدش من أهلها يبصلها بس بصه وحشه فامش هسمى عليكى وانتى بتكلميها كده... فاهمه. قال الاخيره بغضب وتحذير. ثم اكمل بينما هى تنظر له بخوف وذعر وقد تلاشى كبرها وحل محله الجبن والخوف :وبعدين... مش انتى مرات فهد المنياوى وبنت عمه.شحب وجهها عندما تعرف عليها فحاولت الحديث لكنه لم يمهلها قائلا وهو يجلس رحمه بعنايه وهدوء قائلاً بحده لها فقط :تلمى نفسك... وتتكلمى معاها عدل هى مش شغاله عندك... الى بنا اتفاق ربنا وحده اللى عالم انا اضطريت أوافق عليه ليه.
ثم جلس بجانب رحمه تاركاً اياها تقف بخوف وفزع بينما هو يضم رحمه اليه مطمئنا اياها فمن قال ان الرجوله والقوه والحمايه بالمال فقط.
بعد دقائق جاء دورهم بالكشف فاستجمعت قواها من جديد ودخلت معهم عند الطبيب.
الطبيب:اهلا اهلا رانيا هانم.
رانيا:اهلا دكتور.
الطبيب:ايه يا هانم جايه تكشفى تانى عشان الحمل.. ثم اكمل بيأس قائلاً :انا قولت لحضرتك قبل كده مستحيل يحصل.
رانيا:لا مش انا.. دى واحده قريبتى حامل وعايزين نطمن على البيبى.
سيد بلهفه وحب :وعليها.
ابتسمت له رحمه بحب بينما نظرت لهم رانيا بحقد وحسد.
الطبيب:طب اتفضلى معايا يامدام.
ساعدها سيد على التسطح على الفراش ووضع الغطاء عليها وقام الطبيب بفحصها.
رانيا بطمع ولهفه:هو ولد ولا بنت يادكتور.
الطبيب بابتسامه :لا ولد. تحبوا تسمعه نبضه. قلبت رانيا عينيها بملل وسأم بينما اماء كل من سيد ورحمة رأسهم بشغف.
الطبيب:بصوا الاول ده هو اهو.
لم تنظر هى نهائيا فهى كل مايهمها هو ان تحصل به على تركة فهد. أما رحمه وسيد فكانوا يتطلعون بحب وشغف للشاشه.
رحمه بحنان :بس ده صغير خالص.
الطبيب بهدوء:مش لسه في الشهور الأولى.. ثوانى اسمعكوا نبضه.
ارتفع صوت الجهاز بنبض الجنين وكان يستمع له كل من رحمه وسيد باعين ملتمعه من الدموع والسعاده والحزن ايضا بينما رانيا تحسب وتعد كم ستفوز باموال من وراء هذا الصبى.
نظرت رحمه لسيد نظره تحمل الكثير والكثير من معانى. تلقاها منها واغمض عينيه بحزن وقد فهم مايدور بخلدها.
خرجوا من عند الطبيب فوقفت رانيا قائله ولكن بترقب وجبن من سيد:تخلوا بالكوا من الولد.. وكل فتره هنييجى نطمن عليه. يالا سلام.
نظر كل من سيد ورحمه لاثرها باشمئزاز ونفور فهى حقا لاتمت للانسانيه بصلة ثم نطقت رحمه قائله:دى مش بنى ادمه ياسيد... بقى دى اللى هترميلها حتى منى ومنك. التمعت الدموع بعينيها قائله:سمعت نضبه... انا قلبى كان بيرقص من الفرحه ياسيد.
سيد بفرح:وانا كمان يارحمه... صوت دقات قلبه فوقتنى و نبهتنى.
نطرت له رحمه بتساؤل فاردف قائلا :حسيت انه بيلومنى...بيقولى انا ذنبى ايه... انا ليا حق أنى اعيش... انا موجود يابابا وقلبى بينبض... ماتسيبنيش مع حد غيرك. كان يتحدث وقد فرت دمعه من عينيه فمسحها بقوه ثم قبض على يدها قائلا بحزم:رحمه... يالا بينا نطلع على اهلك... انا هكتب عليكى النهاردة.
رحمه بخوف وفرح بنفس الوقت :بجد.. طب وامى وابويا واخواتى. هقولهم ايه.
سيد بقوه ورجوله:انا اللى هقول.... انا المسؤل وهواجهم كلهم... مابقاش رجل لو مادفعتش عن حبيبتى وابنى.... انتى ماغلطيش لوحدك... انا غلط معاكى ومش هسمح انك تتأذى ولا هروح ابيع حته منى عشان خايف اواجه شويه ناس... هعمل ايه لو ابنى ده فى يوم كبر وعرف الحكايه كلها وعرف ان ابوه باعه عشان خاف يكون راجل ويواجه اهله.. هقف قدامه ازاى ولا اصلا هقوله ايه.. طب وهقف قدام ربنا ازااى... وازاى بعد كام شهر هرضى اسلمه لحد غيرى ويتكتب على اسمه اذا كنت انا مجرد ما سمعت نبضه حصلى كل ده.. مابقاش راجل يارحمه أن ما صلحت كل حاجه ومش بس كده لا... انا مش هسمح لحد انه يضايقك ولا يعاملك على انك عامله جريمه. كانت تستمع له وهى تزرف الدموع فرحا وحبا ولم تبالى كونهم بالشارع امام الناس واحتضنته بقوه وهو ايضا ثم قالت بعد ان ابتعدت قليلا :ربنا يخليك ليا يارب... كان ليا حق احبك وامووت فيك كمان انت من الرجاله اللى خلصوا خلاص.
مسح دموعها من على وحنتيها قائلاً بحب وحنان :ششششش... مافيش دموع تانى كل حاجه هتتصلح عايز اشوف ضحكتك... يالا فين احلى ضحكه اللى بتهون عليا كل حاجه.
ابتسمت هى من بين دموعها فكانت جميله بحق. قبض على يدها وسار بها متوجها الى اهلهم كى يواجه ويصلح كل شئ.
فى قصر المنياوى بجناح فهد وسط الإضاءة ابخافته جداً والمثيره للمشاعر ارتفع رنين الهاتف فقطع حديثه الهامس لها يختضها وهو يحكى لها مقتطفات من حياته... اول مره بكل شئ .... لم يهتم كثيراً... احساسه معها وراحته اهم من اى شئ.
عاد رنين الهاتف مجددا وتجاهلوه مجددا لكن الرنين عاد مره ثالثه فسحبت ليله الغطاء بخجل مثير تغطى جسدها العارى تماماً والتقط هو الهاتف ومازال مائلا عليها ومتحكم بجسدها بين احضانه.
فهد:نعم.
احد رجاله :فريد النجار هرب ياباشا.
فهد :ازاى ده يحصل.
احد رجاله :حد حط منوم للرجاله ياباشا.
فهد :شوف مين عمل كده.
ثم اغلق الهاتف بوجهه.
نظرت له قائله بقلق:ايه الى حصل.
فهد:مشكلة بسيطة ياحبيبتى.
نظرت له بعيون الجرو قائلة :طب انا ممكن ممكن اطلب حاجة؟
فهد :إيه يا روحى.
ليله:عايزه اطلب منك طلب.
فهد :اطلبى ياروحى... فلوسى كلها تحت أمرك.
ليله:لا مش فلوس.... اا.. انا عايزه اشوف ماما... هى وحشتني اووى.
فهد محاولا الهدوء:ليلتى مش قولت ميت مره قبل كده مش عايزك تقولى على حد وحشك غيرى.
ليله:طيب خلاص مش هقول... بس انا عايزه اروح ازورها عند جدوا.
فهد رافضا بقوه :لاااااا... مستحيل تروحى بيت راجل تانى.
ليله:ده جدى.
فهد :ياحبيبتى أنتى المفروض انك بقيتى حافظه انى بغير عليكى حتى لو كان جدك. ثم اكمل بغضب متذكرا :وبعدين اللى اسمه مروان ده كمان هناك.. لالالالا مستحيييييل.
ليله برجاء :عشان خاطرى.
فهد باستسلام:عشان خاطرك هسمح ان حد يشاركني شوفتك وهبعت السواق يجيبها لحد هنا... بس اكيد مش دلوقتي عشان انا مش عارف ابعد بيكى بعيد عن سريرنا وعايزك كل دقيقه.
ابتسمت بفرحه شديدة وقبلته من وجنته بفرحه قائله:شكراً.. شكرا شكرا اووى.
فهد :انتى بتبوسى عيل صغير.. لا انا على التضحيه الكبييييره اووى اللى انا عملتها دى عايز مكافأة.
ليله :تضحية ايه.
فهد :ياااااااه.. دى تضحية كبيره اووى... ماهو أنى اسمح أن حد يشاركنى فيكى دقايق دى حاجة صعبه عليا اووى... فأنا عايز مكافئة.
ليله بدلال:وعايز ايه بقا.
فهد بوقاحه:بوسينى.
ليله :ايه.. لا.
فهد :يالااااا... والا هرجع في كلامى.
مالت عليه ليله باستسلام تقبله هى ولاول مره تكون هى المبادرة .......
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سأنتقم لأخي) اسم الرواية