رواية أسرت قلبه الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم سوليية نصار
كانت جالسة على فراشها تنظر إلى هاتفها التي تأتيه رسائل مجنونة من عادل يطلب منها الرد عليها ولكنها تتجاهله كليا بينما الدموع تنهمر من عينيها ...منذ وفاة زوجة عمها منذ اسبوع قررت خالتها وفادي وجاسم ان يغادرا بعد موتها بثلاث أيام حتى ان موضوع جيلان وفادي توقف الى أجل غير مسمى وهذا ما اراحها قليلاً لعل شقيقها الأحمق يعرف انه يحب جيلان لا اريام ....فيبدو ان الجميع لاحظ مشاعره الواضحة الا هو ...لن تنسى كيف كان متلهف عليها ....كيف كان حزين لانها كذلك ...اصر ان تعيش معهم في المنزل وصعد هو للشقة التي بالأعلى ليبقى بها كي تأخذ راحتها...كان يوصيها ويوصي رحيق ان يظلا بجانبها
رن الهاتف مجدداً...
زفرت بضيق وهي تفتح الهاتف أخيرا وتقول يفظاظة :
-نعم عايز ايه ؟!
-مبترديش عليا ايه؟!!
قالها عادل وهو يطحن اسنانه بعنف لترد ببرود :
-عشان أنا حرة ..خلاص مش هرد عليك ولا عايزة اعرفك تاني ...انت انسان واطي وانا غلطت لما سلمتك قلبي ....
ضغط على هاتفه بقوة وقال:
-نوران متستفزنيش ...أنا ممكن أعمل اللي ميخطرش على بالك ...حطي عقلك في راسك !!!
-هتعمل ايه يعني ؟!!قولي هتعمل ايه !!هتروح تبعت الصور لاخويا ...ابعتها أنا كده كده عايزة اموت وكده.كده هموت لو مش على ايد اخويا هموت على ايد جاسم .....
ابتسم بدهشة وقال:
-مش مصدق الشجاعة اللي طرأت عليكي فجأة دي ....بس ايه رايك المرة دي أنا مش هقولك هبعتها لأخوكي ...أنا هنزلها على السوشيال ميديا ...عشان اخوكي بعد كده ميقدرش يرفع راسه مرة تانية وسط الناس ...أنا هخليه يتمنى الموت لما يتفضح بسبب اخته المحترمة!!!
شحب وجهها بقوة وشعرت انها فقدت القدرة على الكلام
-ايه روحتي فين القط اكل لسانك ولا ايه ؟!اومال فين شجاعتك اللي بتتكلمي عنها يا نوران ...أنك مش خايفة وانك كده كده ميتة ...قوليلي بقا ضميرك هيتحمل اللي هيحصل في الشيخ أمجد بسببك ....
انهمرت الدموع من عينيها وقالت بنبرة سوداء :
-أنا بكرهك ...بكرهك ...
ضحك بتسلية وقال :
-مش مهم ..المهم أن دلوقتي رقبتك تحت ايدي يا حلوة ...لو اتعوجتي عليا هدمر حياتك !!!
اغمضت عينيها بيأس ...هي لا تستطيع أن تفعل هذا بعائلتها ..قالت أخيرا بنبرة مخنوقة بفعل الدموع :
-عايز ايه ؟!
ابتسم بإنتصار وقال:
-انتِ عارفة انا عايز ايه !
وعندما صمتت قال بعنف وعينيه تبرق بغضب :
-انتِ ملكي ...بتاعتي أنا وبس ...مش هسمح لحد تاني يلمسك ...اتجوزيني ...
-طيب ما تتجوزني رسمي قدام اهلي كلهم يا عادل ...ايه الفكرة اني اكسرهم عشان اتجوزك يا عادل ....
-انتِ عبيطة ...ابويا شايفني عيل مش هيرضي يخليني اتجوز رسمي دلوقتي ...قولتلك خلاص نتجوز عرفي وبعدين احاول اقنع ابويا بيكي. ..احنا لازم نحط اهلنا قدام الأمر الواقع ...بصي يا نوران من الاخر ...انتِ كلك ملكي أنا فكرة أنك تتجوزي مغفل تاني ويلمسك ده تنسيها خالص ....على جثتي يحصل الكلام ده ...لإما تنفذي اللي بقولك عليه والا والله هخلي سيرتك على كل لسان...
شهقت بعنف والدموع تنهمر من عينيها اكثر وقالت :
-انا مكرهتش حد قدك بجد !!
ابتسم وقال:
-مش مهم المهم أنك هتكوني ليا ...سلام قال قطة !!
ثم أغلق الهاتف بوجهها وتركها منهارة....
القت الهاتف على الفراش ثم غطت وجهها بكفيها وهي تبكي بعنف ....كانت تشعر كأنها في الجحيم ....
طرقة خفيفة على الباب لم تسمعها هي ...ثم فُتح الباب لتلج رحيق لغرفتها ...فجأة شحبت وهي ترى شقيقتها تبكي بتلك الطريقة ....اغلقت الباب وهي تقترب منها وتقول :
-نوران فيه ايه...مالك ؟!
فجأة رفعت نوران رأسها وصرخت بها ؛
-ايه اللي دخلك اوضتي ...يالا اطلعي برا ...برا !!!
ارتبكت شقيقتها وهي تنظر إليها ثم تمتمت بإحراج:
-انا اسفة ...أنا بس حبيت اطمن عليكي ....
ثم كادت ان تنسحب الا ان نوران امسكت كفها وهي تقول بعذاب :
-استني متمشيش ....رحيق ابوس ايديكي ساعديني ...أنا هتفضح !!!
•تابع الفصل التالي "رواية أسرت قلبه" اضغط على اسم الرواية