Ads by Google X

رواية في ظلال الحب المفقود الفصل الثاني و العشرون 22- بقلم مهجة

الصفحة الرئيسية

   

 رواية في ظلال الحب المفقود الفصل الثاني و العشرون 22- بقلم مهجة


" أحلام على أطراف الليل "
                                    
                                          
مرّ أسبوعان منذ عودتهم إلى روتين الحياة اليومية. عادت سُكرة إلى دراستها، ولكن كان هناك شيء جديد يختلج في قلبها. كل مساء، قبل أن تخلد إلى النوم، كانت تسحب نفسها إلى مكانها المعتاد في زاوية غرفتها، تنظر إلى نافذتها حيث يلتقي الليل بالسماء الداكنة. يبدأ ذهنها في الهروب إلى عالم آخر، عالم تلتقي فيه مع أدهم في مواقف مختلفة، في أماكن لم يسبق لهم أن زاروا فيها، وتدور بينهما حوارات مليئة بالضحك والمشاعر.



في بعض الأحيان، تجلس على سريرها، تمسك دفترها الوردي وتبدأ في رسم سيناريوهات تلتقي فيها مع أدهم، ترافقه في مكان بعيد عن نظرات العيون الفضولية، حيث لا توجد إلا أصوات الرياح وحديثها معه. وفي أخرى، تكتب في دفترها أفكارًا غير مكتملة، كلمات تأبى أن تكتمل، تمامًا كما هو حال مشاعرها.



ذات يوم، أثناء درس التاريخ، رنّ جرس المدرسة، لكن عقليتها كانت ما تزال معلقة في مشهد خيالي، حيث كانت تمشي بجانب أدهم في أحد الشوارع الهادئة، وهو يبتسم لها ابتسامة كانت تجعلها تشعر وكأنها أضأت كوكبًا صغيرًا في الكون. قطعت أفكارها فجأة، حيث نبهتها المعلمة وهي تقول:



"سُكرة! أين ذهبتِ؟ هل تعلمين أننا نتحدث عن الثورة؟"



شعرت بالخجل، وأومأت رأسها بسرعة، لكنها لم تستطع إخفاء الابتسامة التي ارتسمت على وجهها فجأة. "نعم، معذرة، كنت أتخيل شيئًا."



حينما رجعت إلى البيت في المساء، وجدت ملاك جالسة على السرير، تراقب شاشة هاتفها. قالت سُكرة، وهي تبتسم بشكل خافت: "هل تعتقدين أن أفكاري مجنونة؟"



أجابت ملاك، دون أن ترفع نظرها عن الهاتف: "لستِ الوحيدة، لكن يمكننا جميعًا أن نتخيل أشياء جميلة." ثم نظرت إليها وقالت: "لكن هل فكرتِ في الحديث عنه؟"



شعرت سُكرة بالتردد، ثم أجابت بنبرة هادئة: "لا، لا أستطيع. لا أريد أن يكون كل شيء واضحًا جدًا. ربما في الوقت المناسب."



ملاك نظرت إليها بفضول، لكنها لم تعقب، حيث كان هناك شيء في عيون سُكرة يجعلها تكتفي بالصمت. كانت تعلم أن أختها الصغيرة كانت تحتفظ بالكثير من الأسرار في قلبها، وكانت تدرك أن تلك الأسرار ستظل هناك حتى تجد سُكرة وقتها للكشف عنها.



وبينما كانت سُكرة تغلق عينيها في تلك الليلة، كان ذهنها لا يزال يطوف بعيدًا. في كل حلم، كان أدهم قريبًا، يهمس في أذنها بأشياء لم تُقل، ثم يبتسم. ابتسمت هي أيضًا في تلك اللحظة، وقد امتلأ قلبها بشعور من الأمل.



أحيانًا، كانت تبتسم ببساطة، حين تذكره، لأن فكرة أن يكون هناك شخص يفكر فيها، حتى لو لم يكن قد قال شيئًا بعد، كانت كافية لتملأ قلبها دفئًا.





                                  

google-playkhamsatmostaqltradent