رواية عليا الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم Lehcen Tetouani
…. بعد فترة في غرفة العمليات يسمع طارق صراخ الطفل الأول ثم الثاني ثم الثالث ويهنئها الطبيب وهو يخيط مكان العملية بقوله الحمد لله يا أرنبة لقد انجبت ذكرين وانثي
تضحك عاليا وتنسي ما كانت تشعر به من ألم وتسأل عن الصغار فيجيبها الطبيب انهم في غرفة الاستحمام ثم ستحضرهم لها الممرضة لتراهم قبل ان يضعهم في الحضانات بسبب الولادة المبكرة
شكرت عاليا طارق لانه وقف إلى جانبها بالإضافة لأنه دفع مصاريف المستشفى الخاص
فأجابه طارق أنه مهما فعل معها فلن يستطيع رد ما تفعله مع أمه
بعد يومين عادت عاليا إلى البيت ومعها الصغار فرحت الحجة عائشة كثيراً بهذه الوجوه البريئة وتطلب من عاليا ان تسميهم فتسمي الطفلة يارا والولدين عمر وإياد
تمر السنوات سريعا وبعد مرور أربع سنوات تتدهور صحة الحجة عائشة وفي النهاية توفيت
حزنت عاليا كثيرا علي الام الوحيدة التي عرفتها في حياتها
بعد أن تستفيق من هذه السكرة تأتي الفكرة أين سأذهب الآن انا واولادي وماذا أفعل من أجل الانفاق عليهم
فلقد كنت أتقاضي راتبا على خدمة الحجة عائشة وأسكن في بيتها دون أن أدفع ايجارا أما الآن وقد توفيت فماذا أفعل؟
جلست وقد وضعت يدها علي خدها ودعت الله أن يجد لها حلا لتلك المصيبة
أخذت تعد حقائبها لكي تغادر الشقة هي وصغارها الرضع
و بينما تجهز اغراضها أتي طارق ليطمئن على الصغار
وحتى يسأل عليا عن طلباتها ولكنه و قف امام الباب هذه المرة فليس هناك مبرر لدخوله الشقة بعد وفاة أمه
واثناء حديثه مع عاليا أمام الباب يرى الحقائب التي خلفها
فسألها ما هذا ياعاليا لم تضعين هذه الحقائب التي خلفك
قالت شكرا طارق علي كل ماقدمته لي ولكني سأترك الشقة
فقد توفيت أمك التي جئت من أجلها وليس هناك داع لبقائي بعد اليوم
غضب طارق وبدأ يعنفها على فعلتها و صرخ في وجهها لأول مرة قائلا هذا بيتك فهذه وصية والدتي ولا يمكن أن تتركي الشقة وتذهبي لأي مكان
قالت إذا يجب أن تأخذ ايجار الشقة أنا لا استطيع البقاء دون دفع إيجار
قال ومن قال أنك لن تدفعي الإيجار سوف أجعلك تدفعينه بالتأكيد ثم طلب منها ايجارا لا يساوي ربع القيمة الحقيقية للشقة
قالت ولكني سألت عن قيمة الايجار هنا وهو أكثر من ذلك بكثير
قال أولا أنت لست غريبة حتى ارفع عليك قيمة الايجار
ثم أنك ستدفعين أكثر عندما تستلمين عملك الجديد
قالت أي عمل هذا
قال لقد عينتك سكرتيرة عندي في الشركة وهناك حضانة قريبة جداً تستطعين ترك الصغار فيها
قالت ولكن هذا كثير فما تفعله معي جميل لن استطيع رده
قال أنا من يرد الجميل وليس أنت فما فعلته مع امي اعجز عن سداده يكفي أنها توفيت وهي راضية عني بسببك
فرحت عاليا بكلام طارق وقبلت الوظيفة التي ستحل لها كل مشاكلها وفي اليوم التالي حجزت للصغار في الحضانة القريبة من الشركة وبدأت دوام العمل مباشرة وكانت تعمل بجد واجتهاد حتي أنها حازت علي اعجاب جميع العملاء
بسبب براعتها واسلوبها الراقي وابتسامتها التي لا تفارقها أبدا
بعد مرور ثلاثة أعوام اصبحت عاليا ليست سكرتيرة فحسب بل مديرة أعمال الشركة التي اتسعت بشكل كبير حتي شعر طارق أن ذلك الازدهار للشركة يحدث فقط كمكافأة من الله
علي رعايته لعليا ولاولادها دون مقابل حتي ماكان يكنه لها من مشاعر كانت تقبع في صدره فقط ولا يتجرأ حتي ان يعترف بها حتي بينه وبين نفسه
في احد الأيام جاء بعض العملاء وجلسوا معها في مكتبها
وطلبوا منها أن تجعل مديرها يوقع بعض الاوراق
في مقابل مبلغ مادي كبير
نظرت إليهم عاليا وأخبرتهم أنها ستفكر في الأمر بجدية
فالمبلغ كبير ومغري ثم استأذنت منهم لفترة وجيزة لتحضر لهم الضيافة من مقهى الشركة ثم حضرت بعد دقائق
ومعها بعض فناجين القهوة ثم اخبرتهم أنها توافق علي طلبهم فهي تستطيع أن تجعل مديرها يوقع علي اي ورقة دون تردد فهو يثق بها ثقة عمياء ثم ادخلتهم عند طارق مديرها واعطت طارق الاوراق كي يوقعها
فوقعها طارق دون أن يقرأها ثم اعطاها لي عاليا التي اومأت برأسها للعملاء أن المهمة تمت بنجاح ثم توجهت إليهم وهي تمسك بالاوراق ومدتها لهم فمد أحدهم يده لياخذها
وقبل أن ياخذ العميل الورق جذبت عليا الورق مرة أخري
وقامت بتمزيقه ورمته فوقهم
نظر العملاء بذهول ماذا يحدث هنا مالذي فعلتيه ياهذه
فاخبرهم طارق أن عليا اتصلت به عندما كانت تعد لهم القهوة واخبرته بكل شئ وان عليهم الخروج الآن قبل ان يطلب لهم الأمن بتهمة الرشوة
خرج العملاء وهم غاضبون من عاليا وقد قرروا الانتقام منها بمكيدة تخرب حياتها فاخذ أحدهم يراقب طارق لبقية اليوم
وعرف من موظفي الحضانه أنه يقوم بتوصيل عاليا يوميا الي الحضانة لتأخذ صغارها ثم لشقتها
وهناك أعطى الحارث بعض المال فأخبره أن طارق يحمل معها الصغار ويوصلها حتي باب الشقة لان مصعد العمارة معطل فانتظر الرجل لليوم التالي في الموعد الذي يذهب فيه طارق وعاليا للشقة واتصل بزوجة طارق ليخبرها أنه على علاقة مشبوهة بأمرأة أخرى وهي سكرتيرته في الشركة
واخبرها أنه عندها الآن واعطاها العنوان
ولسوء حظ عاليا كان ابنها لديه حمي مما جعل طارق يحمله ويدخل به الشقة ولم يكن يفعل ذلك من قبل فلقد كان معتادا أن يوصلها للباب ثم ينصرف
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية