رواية لتحيا نيران العشق الفصل العشرون 20 - بقلم هدى زايد
الفصل ال20
الفصل العشرون
~ سعادة العشاق ~
************
جلب سليم من چوا واللي ميهونش عليه واصل زعلك حجك عليّ ياست البنات
قالها " سليم " وهو يعتليها مثبتًا يدها فوق رأسها بيد وبالأخرى ملس على خدها قائلا بحنو
- أني خابر إنك رايدة تفرحي لاخوكي بس اني رايدك ست البنات كلتها
ردت بحزنها وهو تشيح بوجهها للجهه الأخرى قائلة
- وهو لما احضر فرح اخوي هبجى أجل منيهم في إيه
لثم خدها ثم جلس جوارها وهو يضع كفيه أسفل مؤخرة رأسه وقال بجدية
- خروچك من بيت چدي كان سهل على چدي لكن رچوعك ليه تاني ديه اللي صعب، أني لازم اعرف الكل مين هي مرت سليم السيوفي وإن يحترمها كنه احترمني واللي يجل منيها كنه جل مني أني وعشان كِده رچوعك الدار أمنيه صعب تتحجج بسهولة كِده .
مالت على وقالت بإبتسامتها العريضه
- يخليك ليا وتعيش وتعرف الكل إن أني مرتك
كادت أن تقف عن الأرض لكنه استوقفها ويحاصر خصرها قائلا بنبرة ماكرة
- وهو أني مليش حاچه حلوة تحلي خشمي ولا هتضحكي عليّ بكلمتين وبس
أعادت خصلة متمردة على وجهها ووضعتها خلف أذنها ثم قالت بخفوت
- رغم زعلي منيك لكن هاجول عشان تعرف غلاوتك عنيدي
-جولي
- چاي لنا ضيف جريب
عقد حاجيبه وقال بفضول
- ضيف مين ديه ؟
ردت باسمه
- لو واد هيبجى اسمه شعيب على اسم ابوك ولو بت هيبجى اسمها آمنة على أمك
اعتدل في جلسته وهو يسألها بسعادة قائلا
- چد يا نرجس أنتي حبلى ؟
أومأت برأسها علامة الإيجاب وقالت بسعادة وهي تتحسس بطنها قائلة.
- حبلى في شهرين چميله جالت لي إني حبلي من يوم الفرح
ضمها لصدره وقال بسعادة
- الف مبروك ياجلبي
ثم قال برجاء
- يارب يجومك بالسلامة يا رب
ابتسمت وقالت بحنو
- يارب يا حبيبي ادعي يا سليم أني خايفه جوي
- طول ما اني چنبك مش عاوزك تخافي من حاچه واصل
على الجانب الآخر من نفس المدينة وتحديدًا
منزل الجد "نعمان" كان يجلس مقابلة
" جميله" تنهد بعمق وقال
- يعني اجوله لاه
- ايوه يا چدي جل له لاه ماينفعش بعد ما كنت طالب يد چنه اچوزك بت عمها
- يابتي الهادة لله هو ماطلبش يدك بس اني اللي عرضت عليه والراچل ماعندوش اعتراض
ردت "جميله" بحزنٍ عميق
- بس اني عنيدي ياچدي كيف ترضها لي كيف رايدني اتچوز واحد معرفش حتى اسمه
- ماهو إنتوا هتتعرفوا على بعض يابتي
- اسمعني زين ياچدي أني مبفكرش في الچواز دلوجه ولو فكرت مهيكنش ديه هو چوزي
رد الجد بسرعه دون قصد
- يابتي اللي في سنك دلوجه بجى عنده ولاد عنيدكي بت عمك اهي اصغر منيكي بخمس سنين واتچوزت وكلها شهر ولا تنين و
وقفت عن مقعدها وقالت ببكاء مرير
- خلاص يا چدي جلت لك لاه معاوزش مش كل شوي تجعد تفكرني إن فاتني جطر الچواز إن اللي اصغر مني اتچوز وخلف أني عارفه متزدهاش إنت عليّ مش كل مرة هاخد فضلة چنة بكفاية لحد كِده
اجلسها مرة أخرى وهو يضغط على رسغها برفق ثم ضمها لصدره مربتًا على رأسها وراح يقول بحنو وحب وهو يقبل رأسها
- حجك عليّ ياست البنات أني غلطان ووعد مني مهتكلمش في موضوع الچواز ديه تاني واصل يچي وجت ما يچي ولو مچاش مش مهم خلاص مش زعلانه مني ؟
ردت بمرارة
- اني مش زعلانه منيك يا چدي أني زعلانة من الدنيا عشان يوم ماوچعتني وچعتني في جلبي
- ماعاش ولا كان اللي يوچع جلبك يا ححبة جلبي يابت ديه أنتي الغاليه أنتي اللي اسمك علي اسم ستك أنتي اللي واخدة اكبر حته في جلبي كيف تزعلي بجى من الدنيا اضحكي كده واضربي اللي يزعلك بالمركوب حتى لو اني
ابتسمت من بين دموعها وقالت بحنو
- اسم الله عليك يا حبيبي من الضرب
- ايوه كِده اضحكي ولا يهمك جومي ياحبيبتي ارتاحي دلوجه ومتزعليش روحك تاني واصل
- حاضر يا چدي
صعدت "جميله " لحجرتها وجلس الجد على مقعده يعيد حساباته من جديد .
كيف تسرع وقال لحفيدته هكذا، هي أنثى ويؤلمها كبريائها عندما يقترب منه أحدهم، ندم كثيرًا وعاتب نفسه أكثر، رفع رأسه ما إن وجد " جنه" تجلس جواره وتسأله عن حاله فأجابها بما حدث منذ قليل، ختم حديثه ويرجوها قائلا
- روحي طيب خاطرها بكلمتين وحاولي تخليها توافج على مهران
ردت "جنه " معتذرة منه وقالت بهدوء
-متزعلش مني يا جدو بس هي هتفهم كلامي غلط هتفهم إن أنا بعمل كدا عشان عمران وأنا مش عاوزة اوصلها حاجه من دي لأن مش في ضميري أصلا، خليها هي تفكر براحتها ومش شرط تتجوز مهران خليها لما يجي لها نصيبها
رد بإحباط قائلا
- نصيبها وميتا هياچي النصيب ديه
- يجي وقت ما يجي مستعجل ليه ياحبيبي المهم عندك تتجوز ولا المهم تكون مبسوطة
- التنين والله يا چنه نفسي في التنين
- سيبها على الله
- ونعم بالله يا بتي
قاطعها رنين هاتفها نظرت لشاشته وقالت بجدية
- اسيبك بقى احسن عمران جه
رد بتأفف ما أن ختمت تلك الأخيرة حديثها بإسم ذاك الاحمق
- مهنخلصوش منيه واد الهواري ديه
تابع بتساؤل
- كل يوم والتاني خروچ كِده عيب يابتي الناس عتجول عنينا إيه
ردت بجدية مصطنعه
- بنخلص فرش الشقه يا جدو الله بقى
- الشجه يا چدو طب يا ختي ربنا يسعدك همي روحي له بدل ما هو ولا حامي ولا بارد كِده
نزلت لمستواه ولثمت خده ثم قالت بسعادة
- مع السلامة يا حبيبي مش هتأخر
- خلي بالك على نفسك يابت
-حاضر
خرجت " جنه " وهي تقفز بين سلالم الدرجه ، حتى وصلت إلى باب سيارته وقالت بسعادة
- هنروح فين النهاردا ؟.
فتح لها باب السيارة ثم استقلت وهي تستمع له باهتمام شديد، بينما هو جلس في المقعد المجاور لها و قال
- هنروح المولد
ردت بسعادة قائلة
- الله بقى المولد وهتخليني اشوف كل حاجه ومش هتقولي عندي عمليات
ضربها على مؤخرة رأسها وهو يقول بإبتسامته العريضه
- وه أني بعمل كِده ماشي ستي شكرًا على العموم اني النهاردا ليكي وبس
ردت باسمة
- النهاردا وبس ؟
أجابها بذات النبرة
- العمر كلتاه
قاد سيارته حيث المكان الذي طال انتظاره لتشاهده، فكانت تقف خلف نافذة غرفتها تشاهدهما، كم تمنت أن تحظى بهذه السعادة، قلبها يؤلمها ودموعها تتوسلها لتخرج من محبسها، لكنها أقوى من هذا الضعف الذي يريد أن يفتك بها، قررت أن ترفع رايا العصيان على قلبها وتوصد على العشق الذي لم ولن ولا يتحقق مهما حاولت
قرارًا مؤلم حين تتنازل بكامل إرادتك عن عشقك من أجل أحدهم، والأكثر آلامًا أنك تكتشف أنك تعشق من لا يعشقك ولا حتى تأتي في أفكار ليله الطويل ويبقى التنازل عن عشقك من أجل عشقهم هو البديل .!
جول يا ولدي يا فالي جول اللي في بالي وارمي الودع من تاني
قالتها الغجرية الجالسه على أرض ترابيه، تسرد للناس ما تراه في الصدف، البعض يصدقها والبعض الآخر يتخذ ماتقوله ماهي إلا دعابه
رد"مهران " بصوت هادئ
- جولي يا خالة شايفه إيه جولي ومتخبيش
ااه يا ولدي جلبك متعلج بيها وهي جلبها مش شايف غيره صُح ولا مش صُح
صُح كملي
صبرها نفذ وعجلها غرز وجلبها اتجسم وكل ديه وهو في الآخر رچع ليها صُح ولا مش صُح
صُح كملي
سبها تعيش وياه هو عيبحبها كمل نصيبك مع اللي هاتيچي وتزيدك حب وحنيه والغيرة عليها من النسمه الطايرة بس إنت جول إن شاء الله
إن شاء الله
شاح بوجهه للجهة الأخرى وجدها تقف ظهرها ملاصقا لصدره يساعدها على تصويب هدفها وعندما اصابت هدفها قفزت للأعلى مصفقه بيدها من فرط سعادتها ثم عانقته، ابتسم لسعادتها وبادلها العناق ثم احتضن كفها بكفه وسار تجاه "ركن رجل النار " ارتعبت منه ما إن بصق النيران من فمه، فطلبت منه المغادرة على الفور فطلب منها يلج لفقرة الراقصه امتنعت وسحبته خلفها فابتسم " عمران" على غيرتها الواضحه وغادر المكان كله تاركا " مهران"
يبتسم ابتسامته الباهته على حظه التعيس
بعد مرور يومان كانت "جنه وعمران" يتجولان في أحد المحال الخاصة بفساتين الزفاف، مايعجبها لا يروق له وما ينال إعجابه لن ترتديه ماحيت، توقف "عمران " عند أحدهم ثم
أشار بيده تجاه ثوبٍ راقِ وقال بإعجاب شديد
- ديه حلو جوي يا چنة
تابع بجدية مصطنعه
- وقمان اغلى من التاني هاا
طأطأت رأسها خجلا ثم قالت بنغج بالغ
- الله بقى يا عمران كنت حابه الفستان وقلت اضايقك عشان قلت لأ
- أني جلت لاه مش عشان غالي عشان أني مبحبش البهرچة مش اكتر يلا يا آخرة صبري كملي باجي چاحتك
ردت بسعادة وهي تحتضن ثوبها الأبيض
- لأ هاقيس الفستان الأول
ولجت غرفة تبديل الملابس وعادت بعد بوقتٍ ليس بقصير كان يتابع بعيناه إحدى الأحذية
الخاصة بالزفاف. أما هي خرج وبين يدها ثوبها هتفت بصوت المرتفع ونبرتها المملوء بالسعادة
- عمران بص كدا
استدار بجيده كله نحوها، ابتسم لها وقال بإعجاب شديد
- آية من الچمال والله
دارت حول نفسها بسعادة قائلة
- أنا كمان عجبني قوي
رد بسعادة لسعادتها
- تتهني بيه يارب يا حبيبتي
قاطعته منادية بصوتٍ عالِ وقالت
- جميلة يا جميلة
عادت "جميلة" بجسدها وجدتها جنة. ولجت ثم اقترب منهما والابتسامة بالكاد ترسم على شفتيها
- مبروك يا چنة
- الله يبارك فيكِ أنتِ السبب بردو إني ابقى هنا
- اني معملتش حاچه ديه ربنا أني كنت سبب مش أكتر
ردت "جنه "متسائلة بسعادة
- إيه رأيك في الفستان
اجابتها بمرارة
- زي الجمر يا حبيبتي ربنا يكملك على خير يارب
- قولي لي صح أنتِ هنا بتعملي إيه دا مول فستاتين أفراح إيه ناوية تتجوزي من ورانا ولا إيه ؟
- لاه متخافيش أنتِ أول واحدة هتعرف لو ديه حُصُل بس مظنش إن ديه هيحصُل أني چايه مع صاحبتي اسيبكم بجى عشان هنتأخر كِده
- ماشي يا حبيبتي أنا كمان هدخل اغير الفستان
استوقفها "عمران" بصوتٍ خفيض
- چميلة
- نعم
- أني آسف
- على إيه ؟!
- إني يعني يعني
- اه إنك چيت واتجدمت عشان تجهر چنة. لاه عادي مش مشكلة المهم إن ربنا چمعكم تاني
- چميلة يعلم ربنا أنتِ بالنسبة لي إيه
- خلاص يا عمران خلصنا أني خابرة زين إنك ماعتحبنيش وخابرة إنك عتحب چنة وهي قمان عتحبك سيبك بجى أنت عملت إيه وملكش دعوة بيا أني هعرف الم روحي من چديد
- چميلة خلينا نكون اصدقاء زملاء زي ما كنا
قاطعته بحدة قائلة بمرارة
- لاه ياعمران أني ماكنت صديقة ولا حبيبة ولا حتى زميلة اني عمري ما كنت حاچه بالنسبة لك ولا هكون وإن كان على جلبي سهلة يومين وهيتعود واللي اتحمل سنين يجدر يتحمل باجي عمره
جميلة عمران حكى لي على كل حاجه وأنا عارفة قد إيه بتحبي وعشان كدا أنا بطلب منك تتجوزي
قالتها "جنة" وهي تقف جوار "عمران" في محاولة منها لإقناعها بما لا تقتنع بهِ .
ردت "جميلة" مقاطعه
- كيف دي أخد نص راچل بجلب وعقل وروح طب اني هفرض معاكي اني عملت كِده لما يجول لي بحبك هيكون جاصدني ولا جاصدك
لما ينام چاري هيحلم بيا ولا بيكِ روحوا ربنا يسعدكم ويسعد جلوبكم وملكوش دعوة بجلبي هو هيداوي نفسه بنفسه سلام عليكم
غادرت " جميلة" المكان قبل أن تترك لدموعها العنان ابتلعت غصتها وتركتهم في سعادتهم، لم يكن "عمران" هو المخطئ بل هي، هي من تركت لقلبها ومضة أمل بأنه سيتزوجها يومًا ما.
نظر لجنته وتسأل بعتاب ولوم
- ليه كِده يا چنة ليه تچرحيها كِده
ردت بنبرة صادقة
- مكنش قصدي والله بس هي صعبانه عليا قوي
رد باسمًا وهو يداعب خديها بعفوية
- تجومي تچوزيها چوزك، للدرچة ديه مش رايدني ؟!
ابتسمت له وقالت بحنو وحب
- أنا مش عاوزة من الدنيا غيرك ياعمران، أنت عوضي من الدنيا شفت فيك حنية أبويا اللي ماشفتوش وخوف أمي عليا من الخطر شفت فيك الأخ اللي بيقف يسند أخته في عز أزمتها شفت فيك الزوج الحنين والحبيب اللي بيدلع حبيبته و
إبتسم ملء شدقيه وهو يقترب منها بهدوء ثم قال بحنو
- هو أني لو جلت إن أني عحبك بدل المرة مليون مرة بعد حديتك ديه هتجولي عليا مچنون
نظرت حولها بتوجس وقالت
- اعقل كدا عشان إحنا مكان عام والشكل العام كدا مش هيبقى لطيف خالص
قاطعها هامسًا
- جولي بحبك
- أنا بقول نمشي أفضل
- وأني بجول جولي بحبك
- عمران
- چنة
- عشان وحياتي بلاش عنادك دا please وحياتي بقى
لم يستمع لها بل زاد قربه وهو يتابع. بنيتها برماديته ليجدها تتحدث بسرعة شديدة دون توقف
- بحبك بحبك بحبك بحبك
هرولت قبل أن يطلب شيئًا آخر، بينما هو انفجر ضاحكًا على مظهرها بعد قولها لتلك الكلمة أمام عينه مباشرةً .
الوقت يمر ويتغير الكثير والكثير وعقل الجد لا يتغير نهائيا رفض إكمال الزيجة رغم إكتمال جميع التحضيرات الخاصة بزفاف حفيدته، وضع شرطه ألا وهو لن يتم الزفاف بشكلٍ رسمي، قبل أن يعرف من هو قاتل ابنه. فرفضت " جنه " وبين هذا وذاك انفجر " عمران " غاضبًا كان لا يعرف قيمه هذا الانفجار حتى اعلنت "جنه" خصامها وتجنبها له، اعتذار للمرة المئه بعد الالف لكنها مازالت ترفض رافضًا باتًا.
وفي إحدى الزيارات لجدها "ايوب " كانت تظن أنه يغط في نومًا عميق، طلبت الجدة منها أن تصعد إليه لتخبرها شيئًا هام قبل رحيلها صعدت الدرج بهدوء متجه حيث حجرة جدتها، ولجت بعد أن طرقتها بأدب
جلست على ركبتها أمامها متسائلة بفضول
- خير يا تيتا
ربتت على خدها وقالت بإبتسامه صافية
- غمضي عيونك الحلوة ديه
وضعت يدها على عيونها وهي تقول بفضول
- ها افتح
نظرت إلى باب الغرفة وهي تقول بنبرة ماكرة ما إن وجدته يلج
- عمران كان رايد يتحدت وياكي بس اني بهدلته خاصمته قمان عشان زعلك
ردت " جنه " بلوم وعتاب
- ليه بس كدا ياتيتا يهون عليكي
جلس جوارها وقال بنبرة متعجبه
-وه ما أني هُنت عليكي
أزحت يدها عن عيناها وقالت بحزن
-كدا يا تيتا بتخليني اجاي واشوفه طب أنا زعلانه منك
ثم نظرت إليه وقالت بعناد
- ومنك أنت كمان
كادت أن تقف عن الأرض سرعان ما قبض على معصمها برفق قائلا برجاء
- اسمعيني عشان خاطري
- لأ
- خلاص بجى يا چنه هو كان مضايج من چدك وبعدين يعني مين يتحمله غيرك ؟
- جولي لها يا ستي بالله عليكِ بجالي سبوع معارفش اتحدت وياها
دس يده في جيب جلبابه ليخرج قطعه من ( الشوكولاته ) وراح يقول بحنو
- اظن كِده سماح النوبه
ردت بعناد وهي تقف عن الارض
- بردو لأ ومش أنا اللي اتصالح بشوكولاته يا دكتور
خرجت " جنه " من الغرفة تاركة جدتها تضحك على حال حفيدها الذي جلس متربعًا أمامها واضعًا كفه أسفل خده وقال بنبرة حائرة
- وبعدين في بت السيوفي اللي مچناني وياها ديه ياستي
ردت ضاحكه
- چدك لو شافك كِده جليله لو ما چاب روحك من صدرك جوم زينة الرچاله جوم
خرج من غرفة الجدة في محاولة جديدة منه ليعتذر منها عن مابدر منه أما هي
كانت تسير بخطوات هادئه وهي تحدث نفسها بطريقه ساخرة في محاولة منها لتقليده قائلة
- أنتي مرتي اني ومحدش هياخد مني واللي هياخدك مني يبجى حكم على نفسه بالموت
التفت له وقالت بصوت مرتفع .
- يا اخي طلعت روحك من صدرك قال ارجع لك قال دا انا ربنا نجدني ولازم اطلق منك وهخلي جدي يمرمط فيك بردو
تابعت سيرها وقبل أن تلج غرفتها جذبها من يدها ودفع لغرفته ثم قال بهمس
- جولي بجى كنتي بتجولي إيه
ردت بتلعثم
- أنا أنا بقول بقول جدي
قاطعها بصوت هامس قائلا
-أني عحبك يامچنونه
ردت بسخرية
- عحبك يا مچنونه وأني بكرهك يا بارد
اني مش هتحمل عنادك ديه كاتير وجولي لچدك يخف عني شوي رايدك في داري
ردت بجديه مصطنعه وهي ترفع كتفيها
- لما تلم نفسك وتبطل عصبيه عليا في الفاضية والمليانه
- لميني أنتي في درانا
- لم نفسك وبطل قلة أدب
غمز لها بطرف عيناه وقال
- طب ما تيچي تلميني أنتِ
قاطعته بسخرية قائلة
- هي عينك بتوجعك مالك كل شوية تغمز ليه
اغتاظ منها كز على أسنانه وقال بغيظٍ شديد
- تصدجي إنك
قاطعته محذره إياه قائلة
- هااا إنى إيه اغلط تاني خلي حسابك يتقل
تنهد بعمق ثم قال بتوسل
- چنه جولي لچدك يچوزني بجى اني خلاص مش جادر ابعد عنيكي
أنا جدي يعمل اللي هو عاوزاه ويمرمطك براحته وياابن الناس مش عجبك نسيب بعض عادي مافيش مشاكل انا أصلا مش طايقاك
خرجت من غرفته ما إن علمت أن جدها وصل للتو وطلب حضورها، استوقفها قائلا بحنو
- مش هتاخدي الشوكولاته بتاعتك ولا لساتك زعلانه
ضغطت على شفتيها السُفلى ثم عادت وهي تلتقطها منه قائلة بجدية مصطنعه
- هخدها وبردو زعلانه منك
منعها من الذهاب قبل أن تقول بصوتها الحنون كلماتها المفضله لدى قلبه توسلته فكان إصراره أكبر من توسلاتها فانصاعت لأمنيته قائلة
- هتفضل حبيبي وهفضل حبيبتك
تركها فور مرور كلماتها تلك على قلبه، الذي اثلجته بسحرها وإبتسامتها .
الأيام تمر على الجميع إلا عليهما، لا جديد حاول " سليم " التدخل لأكثر من مرة لكنه فشل فقررت أن تتحدث هي لتسدل الستار على قضيه والدها وثأر جدها
طرقت بابه بخفه ثم ولجت وهي تقول بهدوء
- أنا جايه اتكلم مع حضرتك
- تعالي يا چنه
جلست على حافة الفراش وقالت بحزن عميق
- عارفة إنه ابنك وعاوز تاخد تاره عشان الناس متقولش عليك و
رد مقاطعًا بحزن
- اني رايد ناري تُبرد يا چنه
-بص يا جدي أنا هاقولك حاجه ولو مش عاوز تصدقني وعاوز تفركش جوازتي إنت حر بس أنا هريح ضميري
- جولي يا چنه
- هو كان صاحب بابا وكان محتاج للفلوس وقتها لان مراته وبنته بيموتوا هو معذور هما شركاه وبابا رفض يدي له فلوس لأن كان عاوز ينقذ ماما وينقذني من الموت يعني كل واحد كان بيفكر في نفسه وبس في الوقت دا
- عنيده ولاد
- عنده بنت وحيدة
- ليه ولاد أخ
- حتى لو ليه هما ذنبهم إيه يموتوا مكانه، جدي اللي إنت عاوز تعمله حرام ربنا ميرضاش بكدا إنت تقدر تسامح وليك الأجر عند ربنا، ربنا يجعلك من العافيين عن الناس ياجدي متحاولش تتضغط عليا أكتر من كدا
- هما عايشين وين ؟
- أنا آسفه مش هقدر اقول أكتر من كدا ولو عاوز تطلقني من عمران يبقى القرار يرجع لك بس أنا مش هخليك تظلم حد على حسب حد
ردبغضب واضح في نبرته
- وهو لما ابوكي يموت مجتول ديه مش حرام
ردت بذات النبرة قائلة
- ربنا اسمه العدل وهو هياخد حقه ازاي إنت عاوز تحاسب حد تاني، ربنا نفسه هيجيب القاتل والمقتول ويحاسبهم يبقى إنت هتجيب ولاد اخو وهتحاسبهم على ذنب هما مش عارفينه عنه حاجه ليه ؟
وقفت عن حافة الفراش وقالت بحزن
- أنا عملت اللي عليا عرفتك القرار دلوقتي في ايدك وأي حاجه تقولها أنا راضيه بيها، تصبح على خير .
كان يفكر في حديث حفيدته، حائر بين تمرير الأمر مرور الكرام وبين أن يفسخ خطبتها من "عمران" كعقابٍ قاسٍ لهما سويًا
مر الليل عليها وهو يفكر، غلبه النعاس وهو يجلس على المقعد الخشبي، استيقظ على صوت " جميله " وهي تقول بحنو
- جوم يا حبيبي نام في فرشتك
- وه أني نعست اهني كيف
- جوم تعال
دثرته في سريره جيدا ثم مسدت بيدها على رأسه وقالت بحنو
- نام يا حبيبي وارتاح
- چميله هي چنه مجالتش مين هما اللي جتلوا ابوها
ردت كاذبه
- لاه مجالتش ولا اني سألتها عشان عارفه ماهتجولش حاچه
- عچبك عنادها ديه ؟
- هي معاها حج كيف تاخد تارك من ناس معملتش حاچه واصل، يا چدي إنت جاضي عرفي وبتحكم بين الناس بالعدل كيف تحكم في جضيتك بالظلم
- فين الظلم ديه
- هو إنت لما تجتل نفس بغير حج يبجى ظلم ولالاه ؟ مشي چوازتها يا چدي وخليها تفرح بعريسها بكفايه كِده
ختمت حديثها بآية قرانية قائلة
{إنّما يُوَفّى الصَابِرونَ أجْرَهُم بِغيْرِ حِسَاب}
ربنا يعچلنا وإياك من الصابرين ياچدي
بدأ يفكر من جديد في حديث "جميله " حتى وصل إلى قراره النهائي، أرسل إلى
" عمران " ليخبرهم بأنه وافق أخيرًا أن يتمم الزيجة ولكن على العروس تقضي شهر رمضان المبارك معه وبعد ذلك يقيم الأفراح لمدة سبعه أيام كامله
رفض " عمران " ووافق الجد، كان بداخله غيظًا شديد من جده ومن انصياعه لكل طلبات رفيق الدرب .
- إيه يا چدي مش جلنا هنتچوز جبل رمضان إيه اللي غير رايك كِده واحنا هناك
-چدها راسه كيف البُلغه الجديمة مش راضي وبعدين هتعمل بيها إيه في رمضان
هاعلجها كيف الفانوس ياچدي في الشجه يعني إنت چوزت احفادك كلتاهم وچاي عليّ وتجول اشمعني رايدها يا چدي تنور داري في رمضان وبعدين لسه بدري جوي على رمضان لسه فاضل يچي ست شهور
- الأيام بتفوت جوام، اتلم بجي وادعي ربنا ترضى بيك أصلا البت رأسها كيف الحجر الصوان مش موافجه وچدها بيجول عليك جليل رباية
لاه انا مش جليل الذوق عشان اخليهم يجولوا عليّ كِده أني هاثبتها لهم إني فعلا جليل الربايه وهروح اچيبها من شعرها
روح بس اطلب من ربك إنها تطل في وشك حكم إنت وش فجر زي اللي چابك
فجرفجر يعني هي أول مرة
وبعد مرور عشرة أيام كاملة
وافق الجد " نعمان " على الزواج قبل شهر رمضان، عمت الفرح المكان عدا قلب "جميله"
وجدها هي حزنًا على عشقها الذي لم يكتب له الخروج للنور وهو لتنازله على مضضًا عن حقه بالثأر في موت ولده .
اليوم ليلة الزفاف اجتمعت العائلتين في قاعة الحفل في إنتظار، فتح باب القاعة لتطل العروس وهي تتوسط جديها بفستانها الأبيض وعلى الجهة المقابلة عريسها بحلته السوداء الأنيقه والإبتسامة تزين ثغره .
سار بخطواته الهادئة والواثقة، صافح جديها ووقف يستمع لوصايا جدها" نعمان " وهو يقول بجدية
- اوعاك تزعلها لو مستغني عن عمرك زعلها
رد باسما وهو يتناول يدها برقة
- طب وصيها عليّ أني غلبان مبعملش حاچه واصل
رد ساخرًا
- مين ديه اللي غلبان إنت يا واد الهوارية كنك نسيت عنادك وياي عشان تخطُفها مني يا حرامي
ابتسمت وهي تربت كتفه وقالت بسعادة
- حبيبي يا جدو ربنا يخليك ليا، مرمطه كمان خلي يحس بقيمتي
رد بغيظ
- ماهو اني ممكن احس كيف البني آدمين مش لازم اتهزأ عشان احس جدامي يا آخرة صبري وإنت يا چدي اجعد جنب چدي واني هابعت لك لمون دلوجه
سحبها وسط القاعه وتراقص معها بعد توسلات كثيرة منها إليه، وضعت رأسها محل قلبه تستمع لخفقاته، وإبتسامتها كادت أن تصل لأذنيها، أما هو كان مغمض العينين في عالمًا آخر تمنى أن يبقى كلاهما فيه بعيدًا عن أعين الحاقدين والحاسدين .
خرج من حضنها ليديرها حول نفسها وهو يتمتم بخفوت كلمات الاغنيه التي اختارها معًا ليتراقص عليها . سعادة لا توصف كانت تسود قلبيهما
( اسمحيلي من الراقصه الأولى، اسمحيلي من الراقصه الأولى، وصلك احساسي فيكي، تسلملي ما أحلاكي، التوب الأبيض شو محلاكي، رح اكمل حياتي معاكي، واقضي عمري اغنچ فيكي، رح بتصيري أم ولادي، تسلملي ما احلاكي التوب الأبيض شو محلاكي)
وقف الجميع يصفقون لهما على رقصتهم تلك، خطفت القلوب قبل الأنظار، كانت تصفق لها بيدها وتربت على قلبها بدموعها، التي أبت أن تبقى أكثر من ذلك تركت دموعها تنسدل علها تشفي جرحها أو تريح همها .
عاد إلى مكانهم المخصص لهما ينظران لبعضهم البعض في سعادة حقيقه، تمتم من بين شفتيه بخفوت وهو يقبل ظهر يدها برقة بالغة
- هتفضلي حبيبتي وهفضل حبيبك
- بحبــك
هذا هو حال الحياه يولد الحزن والآلم من رحم العشق وينال كل عاشق جزاء عشقه، لذالك يجب عليك أولًا أن تُلغي عقلك ويبقى قلبك هو القائد في معركة لايفقه عنها شيئًا .
ولكن تذكر دائمًا إن كنت تريد العشق، لاتحزن حين تحتضن نيرانه بين يدك فالعشق نيران.
لاتخمد
♥ النــــهــايــه ♥
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية