رواية عليا الفصل العشرون 20 - بقلم Lehcen Tetouani
….. اهتمت عاليا كثيرا بالسيدة بالعجوز ولفت ذلك انتباه طارق ابنها فطلب من عاليا ان تكون الممرضة الخاصة لأمه
وتقيم معها في شقتها لتؤنس وحدتها وتهتم بصحتها
طلبت عاليا بعض الوقت للتفكير وكي تأخذ أذن من الطبيب
لانه وقف بجانبها في وقت الشدة في وقت كانت تحتاج فيه للعمل وبعد أن انهت عاليا دوامها رجعت الي غرفة النوم الخاصة بها وأخذت تفكر فبعد عدة شهور لن تكون قادرة على العمل الشاق في المستشفى
أما الحجة عائشة فهي شخص واحد و تستطيع الاهتمام بها ولن تشكل عبئا كبيراً عليها فى شهور الحمل الاخيرة
ثم أتخذت قرارها أن تترك العمل في المستشفى وتعمل لدي الحجة عائشةفذهبت عليا واستأذنت الطبيب في أنها لن تستطيع إكمال العمل في المستشفي لانه كلما تقدم الحمل تشعر بالتعب ولن تستطيع رعاية كل المرضي كما كان في السابق
وافق الطبيب لانه يعلم أن عاليا حامل بثلاثة اطفال وانها لن تستطيع مواصلة العمل معه بالفعل وكانت عاليا قد اخبرت الطبيب بأنها يتيمة وأن زوجها سافر الي خارج البلاد
من أجل العمل في إحدى الدول ولكن اخباره قد انقطعت
اعطاها الطبيب ماتبقي من حسابها وطلب منها أن تحضر في أي وقت إذا شعرت بالتعب وسيكون الكشف مجانيا
شكرته عاليا وانصرفت وبعد أن تركت عليا العمل اتصلت بطارق من خلال الرقم الذي اعطاه لها واخبرته أنها مستعدة للعمل مع السيدة عائشة
جاء طارق مسرعا بسيارته واصطحبها لشقة أمه فقد فرح كثيراً بموافقه عاليا بالاقامة مع أمه فهو يعيش في بيت آخر مع زوجته التي لا تطيق حماتها ولم ترغب في العيش معها
وهو يتحمل كل ما تقوم به زوجته واسلوبها القاسي معه ومع والدته بسبب معاناته في الماضي فقد هجره والده وهو صغير جدا ليتزوج من إمرأة أخري غير أمه التي رفضت الزواج مرة اخري وعاشت وحيدة من اجل تربيته
فهو لا يريد لاولاده أن يعيشوا نفس التجربة القاسية التي عاشها هو من خلال فقد أمهم فهو يتحمل كل ماتقوم به زوجته واسلوبها البشع حتى لايتألم اولاده ويعانون إذا طلق امهم لذلك وحتي لا تسئ زوجته لأمه المسكينة اشتري لأمه شقة قريبة من منزله
وكان يذهب للاطمئنان عليها كل يوم بعد انتهاء عمله بشركته الصغيرة التي أسسها من الصفر ولكنها الآن مريضة وتحتاج من يرعاها في كبرها لذلك طلب من عاليا أن تسكن معها ليكون مطمئنا عليها اثناء غيابه عنها
بقيت عاليا مع الحجة عائشة أياماً وشهورا وتوطدت العلاقة بينهم لدرجة انها كانت تناديها أمي وقصت عليها قصتها الحزينة مع فارس وما فعله والد فارس معها
فكانت العجوز تهدئ من روعها وتطمئنها انه قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا
كان طارق يأتي كل يوم لجلب الطلبات لأمه والاطمئنان عليها
ويجلس بعض الوقت ثم يرحل وفي أحد الأيام وبعد أن نامت الحجة عائشة جاء طارق ليزورهم كالعادة ولكنه رن الجرس كثيراً ولم يفتح أحد فقد كان التيار الكهربي مقطوعا
إضطر طارق لفتح الباب والدخول للشقة فوجد الظلام حالك
فأمسك بالهاتف كي يشغل الكشاف ولكنه سقط من يده فجلس في الأرض يتحسسه حتي يمسك به
هنا خرجت عليا من غرفتها لتشرب بعض الماء واخذت تمشي ببطء في الظلام وفجأة اصطدمت بطارق الذي يجلس علي الأرض فصرخت ولكن طارق وقف بسرعة وضمها قائلا أنا طارق لا تخافي وأهدئي قليلاً
لم تشعر عزليا بنفسها فقد ظلت بين احضانه وهنا تذكرت فارس فتصورت للحظة أنه هو من يقف أمامها فقامت بتقبيله ثم عاد التيار مرة أخرى لتنظر فتجد أن طارق هو من يقف أمامها ففزعت وجرت نحو غرفتها واغلقت الباب
اخذ طارق هاتفه من على الأرض واتجه نحو غرفة عليا المغلقه ووضع يده علي مقبض الباب حتي يفتحه
فقد فهم أن عاليا لم تقصده هو عندما قبلته فقد كانت تناديه بإسم فارس وقرر أنه سيبرر لها ما حدث بأنه خطؤه هو حتي لا تشعر عليا بالإحراج ولكنه خاف أنا تفهمه خطأ لو فتح غرفتها لذا تراجع وذهب لغرفة أمه فوجدها نائمه
فإنصرف مسرعا فهو لا يريد أن تتطور مشاعره نحو عاليا أكثر من ذلك فهي متزوجة وهو أيضاً لديه زوجة واولاد يجب أن يحافظ عليهم هذا بالاضافة انه يكبرها بعشرين عاما
وقد نضج كفاية ليعرف أن احساسه نحوها مستحيل
في اليوم التالي استيقظت عاليا وجلست بجوار عائشة
واخبرتها أن لديها شيء يؤرقها تريد أن تخبرها به
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية