رواية كوثر الفصل الثاني 2 - بقلم Lehcen Tetouani
. كان زوج المراة الغير المسلمة دائما سكيرا لايكاد يصحوا من سكره ولكن في ذلك اليوم ربما زاد جرعة ذهب فيها عقله وزاغت بصره إلى مكان لم يعتد ان يذهب إليه ليلا وذاك المكان هو غرفة كوثر
اخذ الرجل يترنجح ويتمايل حتى وصل إلى باب الغرفة فتحه بقوة فوجد كوثر جالسة على بساط صغير ملفوف رأسها بوشاح ابيض ففي الحقيقة منذ مجيأها لذاك المنزل لم تنقطع عن صلاتها وتلاوة القرآن في قلبها الذي حفظته سابقا عن ظهر قلب من والديها بالتبني
كانت تفعل ذلك خفية عن الزوجين لكي لاتنال عقاب منهما فهي تعلم جيدا ان ديانتهم غير ديانتها وذلك ظاهر من تصرفاتهما والمعتقدات التي يتبعانها
عندما رأته فزعت المسكينة وظنت انها ستعاقب وتعنف كما ألفته قبلا ولكن لم يخيل لطفلة صغيرة ان هناك اكثر من الضرب والعنف والرجل كان في نيته شيء اكبر من تخيلاتها.
إنحنت كوثر على نفسها ولملمت أطراف قدميها لتحتضنهما وأومأت رأسها مابينهما وهي تتمتم بصوت خافت
بينما الرجل يتقدم بخطواته نحوها وعيونه حمراء كلها شرر يرى في تلك الفريسة شهوته القذرة فالخطيئة كانت من مباديء اولوياته وليس لها حدود او قوانين خاصة لتردعه.
تخطى اكثر بخطوات متمايلة تنساق نحو كوثر ففجأة تعثر في اناء الوضوء الذي لم ينتبه لوجوده مابين قدمية وسقط على إثرها سقطة واحدة على حافة الطاولة إرتطم فيها رأسه وطرح صريعا والدماء تسكب بغزارة شكلت بركة كبيرة على سطح الارضية
رفعت كوثر رأسها على حس السقطة وعندما رأت المنظر هلعت و اصبحت تصرخ بهستيريا واعادت تغمض عينيها من جديد سمعتها المرأة واتت لغرفتها على جناح السرعة.. فصعقت بدورها من المنظر البشع وتوجهت نحو كوثر واحتضنتها واخرجتها من الغرفة وذهبت بعدها نحو الهاتف لتتصل بالطواريء.
بعد أقل من أسبوع عقب الحادث الشنيع اخذت كوثر إلى السجن حتى تثبت إدانتها او تبرأتها إثر كيفية موت الرجل في غرفتها وبعد التحقيقات المكثفة إكتشفوا الحقيقة ان كوثر لم تكن مجرمة في حق المتوفي والبصامات وبعض الادلة أثبتت ذلك
في تلك الايام لم تترك زوجة المتوفي كوثر بل كانت لها عونا في إخراجها وشهدت على زوجها انه الملام الوحيد في وفاته فهي لم تتأثر بموته لانه كان دائما سيء المعاملة معها ولم يحترمها قط كإنسانة ثم كزوجة لذلك لم ترحمه في شهاداتها لدى الشرطة
خرجت كوثر من السجن منكسرة خائفة من الايام القادمة. وكان كل حلمها في تلك الأثناء ان تختبء في احضان والدتها بالتبني وتنسى كل مامر بها مؤخرا وحلمها قد يتحقق لها ذات يوم دون ان تعلم.
عادت مع المرأة التي شاءت الاقدار ان تعيش في منزلها من جديد لم تكن كوثر متذمرة هذه المرة فالشيء الوحيد الذي يعيق صفو مكوثها في ذاك المنزل الغريب قد ازيح من امامها بوفاته اما ربة المنزل فهي طيبة معها تعاملها بحنية ومع الايام ادخلتها إلى مدرسة خاصة لتتعلم لغتها كي تستطيع التعامل معها اكثر سلاسة وتفهم
وبالفعل تعلمت كوثر لغة المرأة في رقم قياسي فهي ذكية من صغرها ولديها القدرة على الحفظ بطريقة عجيبة وعلى هذا تقربت من المرأة أكثر واصبحت تعامل كأنها صاحبة البيت وكل طلباتها تستجاب وكأن كوثر تبنيت للمرة الثانية من هذه المرأة التي أصبحت مع الوقت تعاملها كدرجة إبنتها الحقيقية.
في احد الايام مرضت المرأة كثيرا حمى مرتفعة إجتاحت جسدها ولم تجد من يعتني بها إلا كوثر.. التي سهرت عليها بدورها مدة ثلاثة ايام بلياليها تقوم بتخفيض درجة حرارتها بالادوية الطبية التي وصفها لها طبيب كشف عليها في منزلها والعلاج الثاني التي كانت تتبناه الصغيرة هي رقيتها بالقرآن.
تضع يدها على جبهة المريضة وتقرا عليها بعض السور الشافية وفي الليل كذلك ترتل على مسامعها وهي مستيقظة بصوت مسموع سور قصيرة وبعضها طويلة حتى تنام المريضة في هدوء وسكينة وهكذا حتى شفيت كليا
بعد شفائها لم تنسى المرأة تلك الكلمات التي اراحت قلبها وهي في عز مرضها سألتها من اين اتت بذلك الكلام.
فاخبرتها كوثر انه ليس بكلامها ولكن هو كلام الله المنزل على عباده
وبعدها ارادت المراة ان تتوغل اكثر في فهم هذا الدين التي سمعت عنه قبلا ولكن لم تجرء يوما ان تخترق نصوصه
ولاول مرة دخل كتاب الله في ذاك المنزل التي إبتهجت كثيرا كوثر بوجوده امامها وتحمله متى ارادت دون خوف او عتاب لتقرا آياته القرآية على مسامع المراة فتعلق قلبها أكثر بسماع كلماته المريحة التي تترجمها لها كوثر بعد ان تنتهي من كل آية او سورة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية كوثر) اسم الرواية