رواية اسيره في مملكة عشقه (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سيليا البحيري
رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل الاول 1 - بقلم سليا البحيري
في فصل من الفصول بمؤسسة "جاسر الحديدي" انترناشونال سكول، كانت غزل واقفة قدام السبورة بكل ثقة. في إيديها الطبشورة، وعينيها الزرقاء الفاتحة زي السماء بتلمع بذكاء وتركيز، وشعرها البني الحريري متساب على كتفها بخفة. بشرتها البيضا الناعمة كانت بتخلي الكل مش قادر يبطل يبصلها
غزل بدأت تكتب الحل على السبورة بخط واضح ومنظم، صوتها هادي لكن مليان ثقة وهي بتحلل المعادلة خطوة خطوة. الأبلة بصتلها وهي مبتسمة بفخر وقالت:
"برافو يا غزل! حلك صح ميه في الميه، شاطرة أوي ما شاء الله."
أما الطلبة، ردود فعلهم كانت مختلفة تمامًا:
سليم، اللي كان قاعد في الصف التالت جنب الشباك، بص ليها بنظرات كلها إعجاب. مش عارف يخبي مشاعره، وعينه عليها كأنها ملاك.
أوس، زميلها اللي قاعد في الصف الأول، قاعد مأخوذ بالكلام، ميل لقدام ووشه كله انبهار وهو بيهمس لنفسه: "زي ما توقعت، مفيش زيها."
وعلى الناحية التانية، شغف، اللي قاعدة في الصف التاني، بصتلها بغيظ وهي متوترة. شدّت الدفتر بتاعها وقالت بصوت واطي: "هي ليه دايمًا تبقى أحسن مني؟!"
غزل خلصت المعادلة، وابتسمت بهدوء وهي بتحط الطبشورة على السبورة. رجعت لمكانها وسط تصفيق خفيف من زمايلها، لكنها ما كانتش مهتمة غير بابتسامتها الواثقة، وكأنها عارفة إنها بتلفت الأنظار من غير حتى ما تحاول
#ملحوظة: اوس و شغف و اقاربهم هم شخصيات رواية غرام النمر للكاتبة جنة ياسر و هيظهروا معانا في الرواية
*******************
-بعد 4 سنوات -
تحت شمس روما الدافية، كانت غزل واقفة في ساحة نافونا، لابسة فستان أبيض بسيط يبين شياكتها الطبيعية، ونضارة شمس شيك مغطية شوية من عينيها الزرقا اللي بتلمع زي السماء الصافية. شعرها البندقي كان مربوط بطريقة كاجوال شيك، تناسب أجواء المغامرات.
كانت ماسكة كاميرا غالية وبتصور النافورة المشهورة، وعنيها مليانة اندهاش وكأنها أول مرة تشوف حاجة زي كده. جنبها كان ماركو، شاب إيطالي شغال مرشد سياحي، بيحاول يبهرها بمعلوماته عن التاريخ.
ماركو: "غزل، تعرفي إن نافورة الأنهار الأربعة دي بتمثل أكبر أربع أنهار في العالم؟ هي رمز للوحدة بين الشعوب."
غزل: (بتبتسم وهي بتاخد صورة) "عارفة، بس أنا شايفة إن الفن هنا أعمق من كده. بحس إنه بيعبر عن التناغم بين الإنسان والطبيعة."
ماركو: (مندهش) "واو! عمري ما سمعت حد بيشرحها بالشكل ده."
غزل: (بابتسامة نص نص) "أنا بسافر عشان أشوف الدنيا من زاوية جديدة، وأتعلم من كل مكان أروحه."
وأثناء ما هي بتتكلم، قرب منها طفل صغير بيبيع ورد. غزل ابتسمت واشترت منه باقة كبيرة، وركعت عشان تكلمه.
غزل: "اسمك إيه يا شاطر؟"
الطفل: "روبرتو."
غزل: (بتحط وردة في إيده) "دي ليك، عشان أنا متأكدة إنك هتكبر وتبقى حاجة كبيرة."
ماركو كان واقف بيتفرج عليها بإعجاب وقال:
ماركو: "إنتِ مختلفة يا غزل، جمالك مش بس في شكلك، ده في روحك كمان."
غزل: (بتضحك وهي بتعلق الكاميرا على رقبتها) "ماركو، دي مجرد البداية، لسه العالم فيه كتير أكتشفه."
بعدها راحت على كافيه صغير في شارع جانبي، وقعدت تستمتع بفنجان إسبريسو وهي ماسكة نوت بوك صغير، بتكتب فيه ملاحظاتها عن الرحلة.
*********************
في مكان آخر في مصر ، في فيلا الشرقاوي
كانت المائدة الكبيرة ممتلئة بكل أنواع الطعام، تجمع حولها العائلة بأجيالها المختلفة، من الجد الأكبر نادر الشرقاوي إلى أصغر أفرادها، ماجد الذي كان يحاول أن يمد يده ليلتقط قطعة حلوى رغم نظرات التحذير من والدته ملك.
جلس الجد نادر في منتصف الطاولة، بوجهه المشع بالحكمة والهدوء، وإلى جانبه ولديه عادل ومحمد . كان النقاش محتدماً حول سفر غزل المتكرر.
سليم (أب غزل، بصوت عصبي):
"أنا مش عارف لحد إمتى غزل هتفضل تلف العالم لوحدها بالشكل ده! السفر مش لعبة، وأي حاجة ممكن تحصل!"
ميار (والدة غزل، بحزن):
"ما تقولش كده يا سليم، غزل قوية وبتعرف تحافظ على نفسها، بس برضه أنا مفتقداها. وحشتني قوي."
أدهم الصاوي (خال غزل ، بهدوء):
"سليم عنده حق يا ميار. السفر تجربة حلوة، لكن الوحدة فيه بتكون صعبة. أنا شايف إنها محتاجة حد يرافقها، على الأقل يبقى معاها حماية."
مازن الصاوي (خال غزل التاني، مبتسماً):
"على فكرة، غزل بتعرف تتصرف. دي مش محتاجة حماية، دي محتاجة اللي يحمي الناس منها!"
رهف (عمة غزل، ممازحة):
"مازن عنده حق. غزل ورثت شجاعة عيلتنا كلها. بس فعلاً، أنا مفتقداها، وبفكر إن لو كانت معانا دلوقتي كانت هتقعد على طول تتخانق مع مازن وابني محمد زي زمان."
صفاء (جدة غزل و مرات عادل، بابتسامة حزينة):
"كل اللي أعرفه إن البيت فاضي من غيرها. صوت ضحكتها كان بيملى المكان."
ادهم (شقيق غزل الأصغر، بجدية):
"أنا بقول نروح نجيبها ونخلص. هي مينفعش تبعد عننا بالشكل ده."
مازن (شقيقها الآخر، بطفولة):
"أنا مفتقدها عشان بتلعب معايا. مفيش حد بيخليني أكسب زيها."
حور ( اختها الصغيرة ببراءة):
"وأنا كمان عايزاها! كنت عاوزة أوريها العروسة الجديدة اللي جابهالي بابا."
زينب (مرات محمد، ببرود):
"أنا شايفة إن غزل بتعمل اللي بتحبه. السفر مهم، ودي تجربة بتبني شخصيتها."
نادر (الجد الأكبر، بصوته الهادئ):
"كفاية كده يا جماعة. غزل بقت شابة ناضجة، والسفر هي اللي اختارته لأنه بيحقق ليها شغفها. إحنا دورنا نكون سند ليها مش عبء عليها. يا سليم، أنا معاك، من حقك تقلق لأنها بنتك، وده طبيعي. خليها بس تحس إنك واثق فيها، وهي هتبقى بخير."
سليم (بتنهيدة):
"يمكن عندك حق يا جدي. بس أنا أبوها، ومهما كانت قوية، دايماً هشوفها البنت الصغيرة اللي محتاجة حد يحميها."
ميار (بتأثر):
"ربنا يحفظها. نفسي أشوفها قريب وأحضنها. وحشتني اوي."
نادر (يبتسم وهو ينظر إليهم):
"كل حاجة بوقتها. غزل عارفة إن العيلة دي هي بيتها الحقيقي، ومهما راحت وجت، هترجع لنا."
الجميع أومأ برؤوسهم موافقين، بينما كان الصغار يستمرون في اللعب والضحك، ليعيدوا للحظات ضوء الحب الذي يجمع هذه العائلة الكبيرة.
*********************
وسط مشاعر الحنين و الحب و الغضب و القلق حول غزل و رحلاتها المتكررة كان هناك من يغلي بصمت: سليم (ابن عم غزل).
بينما كان سليم (الأب) يتحدث بحزم:
سليم (الأب):
"أنا قلت قبل كده، غزل لازم تهدى وتفكر في أهلها شوية. السفر مش كل حاجة!"
هنا ضرب سليم (الابن) يده على الطاولة فجأة، مما جعل الجميع يلتفت إليه في دهشة.
سليم (الابن، بنبرة غاضبة):
"هو يعني إيه! تسافر لوحدها كده؟ كل شوية في بلد! وبتكلم مين بقى هناك؟ شباب العالم كله؟! وإحنا قاعدين هنا، ماحدش يعرف بتعمل إيه ولا مع مين؟"
الصدمة ارتسمت على وجوه الجميع، خاصة والدته تقى التي حاولت تهدئته:
تقى:
"سليم، إيه الكلام ده؟ ليه بتتكلم بالشكل ده؟"
سليم (الابن، بصوت عالٍ):
"عشان ده اللي بيحصل يا أمي! إحنا هنا قلقانين عليها وهي هناك عايشة حياتها براحتها، كل شوية مع ناس جديدة، بتضحك وتتكلم معاهم... حد فكر إيه اللي ممكن يحصل؟!"
ميار (والدة غزل، بقلق):
"سليم، أنت ليه متضايق كده؟ ده كلام كبير أوي."
سليم (الابن، بغضب مكبوت):
"عشان أنا... أنا أكتر واحد عارف هي قد إيه بتلفت الأنظار! قد إيه ممكن الناس تستغل طيبتها! ليه محدش شايف اللي أنا شايفه؟!"
نادر (الجد الأكبر، بنبرة حازمة):
"اهدى يا ولد. غضبك مش مفهوم. غزل بنت محترمة وبتعرف حدودها كويس، مهما كانت فين."
رهف (عمة غزل، باستغراب):
"هو إيه اللي مخليك كده يا سليم؟ أنا مش فاهمة إيه اللي مضايقك بالشكل ده."
سليم (الابن، بعد لحظة صمت وهو يحاول كتم انفعاله):
"مش مهم... بس أنا شايف إن السفر ده بزيادة، ولازم حد يوقفها."
مازن (الأخ الأصغر لغزل، ضاحكاً):
"إنت أكتر واحد مضايق ليه؟ إنت اللي ناوي توقفها ولا إيه؟"
أدهم (الأخ الأوسط لغزل):
"سليم شكله غيرة أكتر من خوف! هو فيه حاجة وإحنا مش عارفين؟"
ارتبك سليم، وحاول أن يخفي توتره:
سليم (الابن):
"أنا بتكلم عن مصلحتها مش أكتر... وده اللي عندي."
لكن نظرات الجميع نحوه كانت مليئة بالاستغراب، وكأنهم بدأوا يشكون في أن هناك شيئاً أكبر مما يظهر على السطح. نادر (الجد الأكبر) أنهى الحديث بحكمة:
نادر:
"الغيرة من الحب، لكن لازم نسيب كل واحد ياخد قراراته بنفسه. غزل هترجع لنا زي ما هي، اللي يعرفها كويس عارف ده."
بينما هدأ النقاش، كان سليم يجلس في صمته، عيناه مليئتان بالغضب المختلط بالغيرة، وعقله مثقل بالتخيلات التي تؤجج نيرانه أكثر.
**********************
في الليل في غرفة غزل في الفندق بإيطاليا
كانت غزل مستلقية على سريرها في غرفتها الفاخرة بالفندق، تعب اليوم قد أثقل جسدها، لكنها كانت سعيدة، تشاهد الصور التي التقطتها في المعالم الإيطالية الشهيرة. فجأة، رن هاتفها، نظرت إلى الشاشة لتجد اسم والدتها ميار، فتنهدت قليلاً وابتسمت:
غزل (وهي ترد على المكالمة):
"أيوه يا ماما، وحشتيني!"
ميار (بقلق):
"وأنا كمان يا حبيبتي! بس قوليلي، إنتي فين دلوقتي؟ اتأخرتي أوي ما كلمتنيش طول اليوم!"
غزل (بنبرة مرحة):
"يا ماما، كنت مشغولة شوية! زرت الكولوسيوم والفاتيكان النهارده، إيطاليا روعة بجد، يا ريت كنتي معايا!"
ميار (بحزم):
"غزل، أنا مش بهزر! إنتي كل شوية تلفي في بلد لوحدك كده؟ أنا قلبي مش مستحمل، انتي بنتي ، إزاي مطمنة على نفسك؟"
غزل (بتنهيدة):
"يا ماما، أنا عارفة إنتي بتقلقي، بس صدقيني، أنا كويسة. كل حاجة تمام. الناس هنا محترمين، وأنا ماشية بكل حذر."
ميار (بقلق واضح):
"مافيش حاجة اسمها حذر، غزل! إنتي بنت ولسة صغيرة على السفر لوحدك. إحنا في عالم كله مشاكل ومخاطر!"
غزل (مبتسمة):
"صغيرة إيه يا ماما؟ أنا عندي 19 سنة دلوقتي، يعني كبيرة كفاية! وبعدين إنتي عارفة إنّي باعتمد على نفسي."
ميار (بتنهيدة):
"غزل، أنا مش هاقولك متنبسطيش، بس لازم تحسبي حساب إن مش كل الناس نيتهم كويسة. قوليلنا حتى خط سيرك بالضبط عشان نبقى عارفين."
ميار (بعد تنهيدة):
"طيب يا غزل، طالما بتقولي كده... بس إوعي تطمني زيادة عن اللزوم، الدنيا مش أمان."
غزل (ضاحكة):
"حاضر يا ماما، والله زي ما قلتلك، أنا هروح آكل بيتزا وأتمشى شوية في الشارع السياحي وبس."
في هذه اللحظة، تسمع غزل صوت والدها سليم في الخلفية، يبدو أنه سمع الحديث وقرر التدخل.
سليم (بصوت صارم لكنه يحاول ضبط أعصابه):
"ميار، إديني التليفون."
ميار (بتردد):
"سليم، ما تزعلش البنت..."
سليم (بإصرار):
"إديني التليفون."
تسلم ميار الهاتف، ويأخذ سليم المكالمة.
سليم (بصوت جاد):
"غزل!"
غزل (مندهشة):
"بابا؟! إزايك؟"
سليم (محاولًا التهدئة لكنه لا يخفي غضبه):
"إزايك إنتي؟ أنا اللي لازم أسأل السؤال ده. إنتي لسه برة في الشارع؟!"
غزل (ببراءة):
"بابا، أنا في الفندق دلوقتي، كنت بس بفكر أخرج أتمشى شوية في الشارع السياحي."
سليم (بغضب مكتوم):
"تمشي فين؟ انتي فاكرة إن الدنيا لعبة ولا إيه؟"
غزل (محاولة تلطيف الجو):
"بابا، ده شارع مليان سياح، أمان جدًا، وفي ناس كتير حواليّ."
سليم (بصوت أعلى قليلًا):
"غزل، أنا مش موافق إنك تلفي كده لوحدك بالليل، إيطاليا ولا غيرها. العالم مش زي ما إنتي متخيلاه. ولو حصل لك حاجة، أنا أعمل إيه؟"
غزل (متضايقة):
"بابا، أنا مش صغيرة، وبعدين أنا واخدة كل احتياطاتي."
سليم (بحزم):
"مش قضية صغيرة أو كبيرة. القضية إنك بنتي، وأنا مش هقبل إنك تحطي نفسك في خطر. لو عايزة تشوفي الدنيا، ماشي، بس لوحدك وبالليل! لاء"
غزل (بتنهيدة):
"بابا، أنا عارفة إنك خايف عليا، بس صدقني كل حاجة تمام."
سليم (بهدوء قلق):
"خوفي عليكي مالوش حدود يا غزل. أنا مش عايز أضايقك، بس فكري في كلامي، ولو بتحبيني، بلاش تخرجي لوحدك بالليل. عشان خاطري."
غزل (بتأثر):
"حاضر يا بابا. وعد، مش هخرج."
سليم (بلطف أخيرًا):
"كويس. خلي بالك من نفسك، ولو محتاجة أي حاجة، إحنا معاك في أي وقت."
غزل (بابتسامة):
"بحبك يا بابا."
سليم:
"وأنا كمان يا حبيبتي. خلي بالك."
أنهى سليم المكالمة وهو يشعر بمزيج من القلق والفخر بابنته، بينما جلست غزل تفكر في كلامه، متأثرة بحبه وخوفه عليها.
*********************
بعد لحظات ميار وضعت الهاتف على الطاولة بعدما انتهت المكالمة مع غزل، ثم نظرت إلى سليم الذي كان يجلس على الأريكة في غرفتهما ، يحاول إخفاء قلقه الظاهر على وجهه.
ميار (بصوت ناعم):
"حبيبي، كنت صارم معاها شوية... بس هي عارفة إنك خايف عليها."
سليم (يتنهد ويضع يده على وجهه):
"عارف يا ميار، بس أنا مش بقدر أتحمل فكرة إنها بعيدة كده لوحدها. غزل مش مجرد بنتي... هي أول فرحة ليا و جزء مني، وأي حاجة فيها بتأثر عليا."
ميار تقترب منه وتجلس بجانبه على الأريكة، تضع يدها على يده بحنان.
ميار (بلطف):
"وأنا كمان قلبي بيوجعني وهي بعيدة، بس غزل قوية ومربية كويس. دي بنتك يا سليم، واللي شافته منك ومني خلاها تعرف إزاي تواجه الدنيا."
سليم ينظر إليها بعينيه المليئة بالمشاعر، ويأخذ يدها بين يديه.
سليم (بصوت خافت):
"ميار، أنا من غيرك ومن غير غزل والعيال مش بعرف أعيش. أنتي اللي مخلياني أتحمل كل حاجة في الحياة. حبك هو اللي بيقويني."
ميار (مبتسمة بحياء):
"وأنت مش واخد بالك إنك انت الدنيا كلها بالنسبالي؟ من أول يوم شفتك فيه، كنت عارفة إنك اللي هتكمل معايا العمر كله."
سليم (يقترب منها بلطف):
"بحبك يا ميار، وحبك هو الحاجة الوحيدة اللي بتخليني أقدر أواجه كل مخاوفي."
ميار تضع يدها على وجهه وتهمس له:
"وأنا كمان بحبك يا سليم، وبحب فيك خوفك علينا وحرصك على كل تفصيلة تخصنا."
سليم يقترب أكثر، ثم يطبع قبلة على جبينها، ويقول بهدوء:
"طالما أنتي جنبي، أنا مطمن. انتي الأمان اللي عمري ما كنت أتخيله."
ميار (بابتسامة صغيرة):
"وطالما انت هنا، أنا بخير. كلنا بخير."
يتعانقان بحب ودفء بينما تسود الغرفة أجواء مليئة بالرومانسية والهدوء، يظهر فيها عمق الحب الذي يجمع بينهما على مر السنين.
*********************
لكن بعد لحظات قليلة ظهرت على شفتي سليم ابتسامة ماكرة وقحة، وعيناه تلمعان بشوق. ميار، التي شعرت بما ينوي فعله، تبتسم بخجل وتحاول التراجع قليلاً وهي تقول بصوت منخفض:
ميار (بضحكة خفيفة):
"سليم، مش وقته دلوقتي."
سليم (وهو يقترب أكثر):
"هو في وقت أحسن من كده؟ العيال ناموا، والدنيا هادية... وأنا مش قادر أقاوم."
ميار (محاولة السيطرة على خجلها):
"أنت عمرك ما بتسمع الكلام."
سليم يضحك ويضع يديه برفق على كتفيها، ثم يهمس:
"مش لما يكون عنك... عمري ما هسمع الكلام."
قبل أن تكتمل اللحظة، تفتح الباب الصغيرة حور فجأة وتدخل الغرفة حاملة دميتها. حور تتجمد في مكانها وترفع يدها إلى فمها بدهشة، ثم تصيح ببراءة:
حور (بصوت مرتفع):
"إيه ده! بابا وماما بيعملوا إيه؟!"
ميار تقفز مبتعدة عن سليم بسرعة، وجهها يشع خجلاً، وتحاول ترتيب شعرها.
ميار (بسرعة):
"حور! انتي مش نايمة ليه؟ الساعة بقت متأخرة!"
حور تقترب وهي تضع يديها على خصرها الصغير، وتنظر إليهما باستغراب:
"كنتوا بتعملوا إيه؟! كنتوا بتتخانقوا ولا إيه؟"
سليم (يحاول كتم ضحكته):
"لا يا حور، أنا وماما كنا... بنتكلم بس."
حور (بتعبيرات بريئة ومشتبهه):
"بنتكلم؟ طب ليه وش ماما أحمر كده؟"
ميار (بحرج وهي تحاول تغيير الموضوع):
"حور، ليه مش نايمة؟ مش كنتِ تعبانة النهارده؟"
حور (بابتسامة صغيرة):
"عروستي وقعت مني، فكنت جاية أدور عليها... بس لقيتكم."
سليم (وهو يرفع حاجبيه ويحمل حور بين ذراعيه):
"لقيتينا؟ طيب، تعالي يا لقيطة، خلينا نوصلك لغرفتك."
حور (تضحك):
"لقيطة إيه يا بابا؟! انت دايماً بتقول كلام غريب!"
ميار تبتسم وتنظر إلى سليم الذي يحمل حور ويأخذها إلى غرفتها، ثم تهمس لنفسها بخجل:
"يا سلام على التوقيت يا حور... دايماً تنقذي الموقف!"
سليم (وهو ينظر إلى ميار بوقاحة قبل أن يغادر الغرفة):
"لسه هكمل كلامي معاكي بعد ما تنام بنتك العفريتة."
ميار (بابتسامة خجولة):
"نشوف بقى يا سي سليم."
يخرج سليم من الغرفة حاملاً حور، وميار تجلس وهي تحاول كتم ضحكتها من الموقف العفوي الذي قلب الأجواء تماماً.
•تابع الفصل التالي "رواية اسيره في مملكة عشقه" اضغط على اسم الرواية