Ads by Google X

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الاول 1 - بقلم هدى زايد

الصفحة الرئيسية

  رواية لتحيا نيران العشق كاملة بقلم هدى زايد عبر مدونة دليل الروايات

رواية لتحيا نيران العشق الفصل الاول 1


لتحيا نيران العشق
                                    
                                          
♥ الشخصيات♥
                    ****************



 عــــائلة  الهواري 
 ************
 ايوب الهواري  :  كبير عائلة الهواري  تجاوز السبعون عامًا  



نرجس  الهواري :  نسبةً لزوجها  حبيبها تمت عامها العشرين في بيته والآن تجاوزت الستون  عاشت أميرة في بيت أبيها وملكة في بيتها، زواجها ليس بالهين أبدا قابلتها الكثير من الخلافات ولكنها تجاوزتها جميعا  وعاشت معه حياة أسطورية كما تنعتها دائما تسردها لكل فردًا في العائلة او ضيفا غريبا  لايعرفها مازالت تتذكرها بكل تفاصيلها ولن تنساها ماحيت  



 فضل الهواري :  ابن  ايوب الهواري الأكبر يبلغ من العمر خمسون  عامًا،  متزوج ولديه ثلاث ابناء  وهم 



عمران الهواري :  شاب يبلغ من العمر  30  عامًا، يعمل طبيب اطفال  في المشفى الخاص  الذي قام ببنائها جده قبل تخرجه ليكن في خدمة أهل البلدة  ولا يخرج من بلدته  ماحيا.  لم يتزوج حتى الآن  



كرم الهواري:  شاب في 28 من عمره، تخرج من كلية الهندسة، ويعمل بإحدى الشركات الهامة في البلدة  بعد إصرار جده على عدم مغادرة البلدة  إلا بعد موته،   قام بخطبة  ابنة خاله  التي تعمل معه في نفس الشركة . 



نرجس الهواري :  أصغر ابناء فضل  تبلغ من العمر 25 عامًا  المدللة لدى الجد والجدة، الهدية لهذه العائلة  كما يخبرها دائما الجد،  تخرجت من كلية التجارة  لم تعمل حتى الآن ولن تعمل ما دام جدها قيد الحياة  يدللها ويُلبي  لها رغباتها لماذا تعمل إذًا، 
تقدم لها الكثير من الشباب  ولكنها ترفضهم دون أن تراهم طالبة من الجد أن يحصل لها على رجلًا مثله  في حنانه وعقله  واحتوائه وقت الغضب، يبتسم لها ويحتوي وجهها بين كفيه المجعدتان  تاركًا ابنه يضرب رأسه في أقرب حائط يقابله،  لن يقبل بأي  شاب حتى ترضى  "ست البنات " 



                       &&&&&&&&&&&



عــــائلة السيـــوفي 
***********
نعمان السيوفي :  كبيرة عائلة السيوفي وعمدة البلدة   تجاوز السبعون  صديقه الوحيد بعد كل هذا العمر هو 
" ايوب الهواري "   تعكر صفو هذه الصداقة بعض الخلافات التي  تتدهورت بعد ذلك لبحور دماء  ستنفجر حين يحصل على مبتاغه لديه  ثلاث ابناء 
توفى أحدهم في حادث غامض لايعرف تفاصيله 
والآخر  توفى قبل أن يولد ابنه، وتبقى ولدًا واحد يُدعى  "جلال" 



جلال : الابن الأكبر له  متزوج من إمرأتين  واحدة اختارها بنفسه والأخرى  والده ليربى ابن أخيه في بيت جده،  رباه وعامله مثل ابنه ولم يشعره يومًا بأنه ينقصه شيئًا ولكن تحول هذا  الحُب في لحظة  لكره حين رفض ابنته التي بمثابة شقيقته 



سليم السيوفي:   شاب  يبلغ 30 عامًا 
يعمل طبيب  جراحة،  في المشفى المنافسة لمشفى  الهواري  في كل شئ يمكنك تخيله . 



جميلة السيوفي :  ابنة جلال  الوحيدة،  تبلغ  الثلاثون من عمرها، تعمل طبيبه النساء والتوليد في ذات المشفى التي يديرها ابن عمها، لم تتزوج حتى الآن رافضه الزواج من أي شاب سواه تريده هو فقط  ولن يحدث حتى تمنع بحور الدماء أولا 



جنة السيوفي :  فتاة  تبلغ من العمر الخامسة والعشرون  وتعيش في مكانًا لا يعلمه احدًا، ولا يعرف عنها أحدهم أي معلومة   سوى أنها ابنة ذاك الراجل الذي قُتل غدرًا  بيد عائلة الهواري، هكذا  يظنون. لكنهم لا يمكلون أي دليل  يبحثون عنها طيلة هذه السنوات ولكن دون جدوى،  يردون الحصول عليها أولًا ثم الفتك بهم . ! 



                         ❤تنويه هام ❤
                         ************



إذا كنت تريد العشق فلاتحزن،  عندما تحتضن نيرانه بين يدك  فالعشق نيران لاتخمد   ...!!.


يلا نبدأ

                                  
الفصل ال1
          
                
قام بإشعال قدحته  وحرقة وما إن تأكد أنه تحول لرمادًا  خرج من غرفة المكتب متكأً على عكازه الذي يحمل رأس الأسد  في نهايته . صعدا غرفة نومه  ليخرج 
ثوبًا طال انتظاره في الخزانة لا تعرف زوجته يضع، لِمَ يضعه هنا  طلب منها الانتظار حتى يأتى اليوم الذي ستعرف فيه كل شئ، مازال يطلب ومازالت تنفذ بحب وسعة صدر رغم تقدم هذا العمر . 



خرج من غرفته وهو يهتف بإسم حفيده، صوته يجلجل المكان يتراقص قلبه طربًا على كلماته القليلة التي جعلت الجميع في حالة من الدهشة والذهول  الشديدان وعلى رأسهم " عمران "
وقف أمام سور الطابق العلوى وقال 
- يا عمـــران 
- أومر يا چدي 
- عاوز البلد كلها تفرح وياي بكرا  هتيچي عروسة البلد



لطمت  زوجته بيدها على صدرها وصرخاتها تتدوي المكان متسائلة بصراخ 
- تتچوز !!  إنت بتجول إيه يا ايوب هتتچوز عليّ 



تجاهل سؤالها وتابع حديثه قائلا 
- عمران كلم الطباخ ياچي  من دلوجه وإنت يا كرم  ادبح خمس عچول وعرف البلد كليتها إن الكبير هيتچوز بكرا 



رد "  كرم   "  ممازحا 
- يا چدي هتتچوز جبلي طب چوزني الأول  ولا العروسة الچديدة هتاخدك مننا 



بُتِر حديثه بحدة واضحة وقال 
- اجفل خشمك وإنت بتتحدد معايا متنساش إني أني چدك واللي بتتحدد عليها دي مَرت الكابير واللي يحترمها كانه احترمني 



سقطت الجدة  أرضًا  ما إن ختم الجد حديثه الصادم للجميع، تحول العيد لأول مرة لعيد الحزن والكأبة  جلس الجميع يعيدون حساباتهم، لايصدقون هذه الثرثرة، لا لم تكن مجرد مازحة أو ثرثرة بل أصبحت مؤكدة،  عندما هبط الجد  على سلالم الدرج بهدوء حد الاستفزاز، وقف وسط البهو ووجه حديثه للجميع قائلا 
- أني هروح أچيب عروستي  وراچع  
- دلوجه يا ايوب !!  فجأة كِده  طب ليه بعد العمر ديه 



للمرة الثانية يتجاهل حديثها ويتابع بجدية قائلا 
-  عاوز لما ارچع الاجي  الاوضة اللي چار أوضتي چاهزة  للعروسة 



قاطعته الحاجة " نرجس "  قائلة بصراخ 
- عاوز تتچوز إنت حر بس متتچوزش على فرشة بتي  حد الله لا يحصل ولا يكون 



احتضن  "عمران " جدته وقال لها بحنو 
- اهدي يا ستي اهدي صحتك  مش كِده 



عمران تعال اهني خلينا نتحركوا جبل الشمش متطلع 



قالها " الجد " وهو يحدج حفيده بعيناه الرماديتين،  ترك " عمران "  جدته وسط صراخ وتوسلات 
من العائلة كي لا يأخذ هذه الخطوة،  ولكن لاحياة لمن تنادي،  غادر الجد البيت استقل سيارة
  " عمران"  وقال له بملامح جادة لا تفسر شيئا 
  - اطلع يا داكتور  المشوار ديه بجاله كتير جوي ناطرته  
  - يا چدي أني مفهمش حاچه واصل فهمني ينوبك فيا ثواب  
  - هتفهم بس مش  دلوجه بعدين ابجى افهمك المهم،  دلوجه تخلي عينك وسط راسك  واوعاك تتحدد مع حد في اللي هيحصُل  في المشوار ديه 
عاوزك أعمى واخرس واطرش ينفع ولالاه ؟ 




        
          
                
قام   " عمران " بتشغيل سيارته  ضغط على المقود ليخفي توتره من حدة جده في الحديث معه والذي بات واضحًا أنه لن يتراجع عن تنفيذ مايريد مهما كلفه الأمر . 



وعلى الجانب الآخر وتحديدا في مدينة القاهرة الكبرى، حيث المناطق الشعبية  والتي تندرج تحت المناطق العشوائية  هنالك تقطن فتاة تُدعى "جنة السيوفي "  تلك المسكينة التي ما إن جاءت الحياة 
خرجت منها والدتها وكأن الحياة لا تقبل بهما سويا،
أما والدها وقبل أن تتجاوز عامها الثاني كان قد لحق بأمها إثر حادث غامض ، تربت على يد خادمة أمها التي فرت هاربة كما قال " ايوب الهواري"  
مُدعيًا  عدم معرفته عن الحادث الذي جعلها تهرب بعد خروج ابنته عن طوعه والزواج بابن السيوفي بعد أن رفض والدها له لعدم حُسن سيره و سلوكه رغم علاقته الواطيدة بوالده لكن عندما يتعلق الأمر بابنته يختلف الأمر تمامًا .
كانت جالسة بين النسوة ترتدي ثياب سوداء
كـ باقي النساء تأخذ عزاء تلك الخادمة،  لايعلم حقيقتها سواها وعلمتها مؤخرًا بمحض الصدفه،
كان الحزن يكسو ملامح وجهها ستبصح وحيدة  ماذا سيفعل بها الزمن بعد ذلك،  هل سيأتي جدها ويأخذها  هل ستعود إلى البيت الذي ولدت وتربت فيه امها أم ستبقى هنا وتحصل على بعض النقود شهريًا ؟!  لا تعرف حقا لا تعرف ...!!
غدا أول أيام عيد الفطر المبارك 
لكنه عيد الحزن بالنسبة لها تريد أن تعلم كيف ستكمل هذه الحياة بمفردها داخل بين هذه الجدارن، بدأت  النساء تغادر المكان واحدة تلوى الأخرى حتى آخر سيدة كانت تجلس على المقعد المجاور لها، بقت معها صديقتها  "  بدور " كانت جالسة جوارها  تضع كفها فوق خدها  والحزن  يغزو ملامحها،  تركتها " جنه" وولجت إلى الغرفة لترتاح قليلا  بينما قامت
" بدور " بتنظيف المنزل بعد يومًا طويل وشاق مر عليهما بصعوبةً بالغة .
افترشت الفراش بجسدها  ثم ارخت جفنيها دون أدنى مجهود منها لتغوص في نومًا عميق،  اليوم نوم وراحة وغدًا لا تعرف إلى أين  ستذهب،   ولجت صديقتها لتخبرها بإتمام عملية التنظيف السريعه، وجدتها في عالمًا آخر
قررت أن تمدد جوارها حاولت  كثيرًا أن تغط في نومًا عميق كصديقتها لكنها فشلت كلما ارخت جفنيها تذكرت حادث خطيبها الراحل، محاولة اعتادئه عليها وقتله بيدها ذكرى لن تمحى من بين طيات عقلها .
مازالت تخبر الجميع أنها لاتعرف كيف مات، قُتل غدر كما قالت عائلته، ترى من الفاعل الحقيقي لهذه الجريمه  لايعرفون؟!



مرت السويعات الأخيرة من الليل كـ لمح البصر،  أشرقت الشمس بنورها وملأت الحجرة دفئًا، استيقظت " بدور "  على صوت قرع الناقوس الذي لا يهدأ ابدًا كانت تتئثاب وهي تحاول أن توقظ
" جنة" قائلة بخفوت 
- جنة اصحي شكل في ناس جاية تعزي  



ردت عليها بنعاس وهي مازالت مغمضه العينين 
- مين دا اللي هيجي أول  يوم العيد يا بدور شكلك بتحلمي نامي نامي 



وقبل أن تكمل نومها  قاطعها صوت الناقوس مرةً أخرى  استقيظت هي الأخرى حين قالت لها مؤكدة 
- شفتي اديني مكنتش بحلم اهو، أنا هقوم افتح لهم وادخلهم وأنتي ابقي تعالي ورايا 




        
          
                
نهضت " بدور " عن الفراش  متجه نحو باب المنزل قامت بفتحه وجدت عكس ما توقعت تمامًا،  رجل مسن وشاب يبلغ الثلاثون عامًا،   يبدو أنهم أقاربها الذين تتحدث عنهم دائما،  وقفت شاردة  برهة من الزمن  انتشلها 
" عمران " من شرودها متسائلا بجدية 
- أنتي چنه السيوفي ؟ 
- لأ مش أنا جنة، جنة جوا 
- طب ينفع ندخلوا ولا لاه يابتي 
- طبعا طبعا أنا آسفة  نسيت نفسي اتفضلوا 



ولج الجد وخلفه الحفيد يتبعه اينما ذهب وكأنه ظله  جلسوا على الأريكه في ردهة الشقة،  نظرات متفصحة من  "عمران "  في المكان كله ليجدها قديمة لا تليق بحفيدة  الهواري، كيف يمكن أن تقطن هنا وكيف لها أن تنام على هذا الأثاث، وماذا عن الأريكه المهترئة  التي بالكاد تحمله. 



خرجت " جنة "  مندفعة نحو جدها  احتضنته وربت على ظهرها بحنو طال هذا العناق، عاتبته في كلمات قليلة واعتذر وهذا أكثر ما ادهش "عمران" الذي نظر له ما إن اعتذر لها، الجد يعتذر ويعبر عن حبه وحنانه في آنٍ واحد ؟! هذا لا يتحمله عقل بشر الرحمة يا جدي، لاستوعب ما أنا فيه، اليوم علمت أنك تعلم مكان حفيدتك التي اخفتها عن العالم كله أكثر من ثلاثة وعشرون عامًا،  واليوم أيضًا تعتذر لها وهي تعتاتبك هذا كثير حقا كثير وعقلي لايستوعب هذا الكم من المفاجأت .
التزم دور المتابع حتى انتهت من العتاب جلسوا من جديد وبدأ الجد في التعارف بينهما قائلا بتباهي 
- الداكتور عمران  حفيدي الكابير وولد خالك يا چنة 



ردت بإبتسامة باهتة
- أهلًا وسهلًا تشرفنا يادكتور عمران 



اكتفى "عمران " بالإذتسامة بينما تابع جده حديثه قائلا بجدية 
- المرسال اللي شيعتيه لي جال إنك عاوزة تعاودي البلد صُح الحديت ديه ؟ 



أومأت برأسه علامة الإيجاب وقالت بحزن 
- ايوا صح ياجدي أنا خلاص مبقاش ليا حد هنا لو حضرتك مش عاوزني ارجع البلد يبقى 



قاطعها قائلا بعتاب ولوم
- إيه يا چنتي ديه حديت برضك كيف يعني معاوزش بت بتي تنور داري وبلدي وبلدها قمان 



حركت رأسها علامة الإيجاب وهي تتحدث بصوتها الرقيق 
- خلاص يا جدي خُدني معاك 



تنهد الجد وهو ينظر  لحفيده ثم نقل بصره لها وقال بهدوء 
- طب يابتي اسمعيني زين  



صمت برهة ثم قال بهدوء 
-  عشان تتدخلي البلد ماهتتدخليش عادي اكده 



سألته بنبرة متعجبة قائلة
- اومال هدخل ازاي يا جدي !!



أجابها بجدية وهو ينظر لحفيده الذي مازال يتابع في صمت ولم يعقب على كلمة واحدة مُنذ دخوله هذا البيت العجيب .
- هتتدخلي عروسة الداكتور عمران 



دقائق أم ثوانٍ ربما تكن لحظات لا أحد يعلم كم من الوقت مر حتى كسرت "جنه"  هذا الصمت متسائلة بعدم استيعاب قائله
- عمران مين ؟ 




        
          
                
أجابها الجد وهو يضع يده المجعدة على ظهر حفيده وقال بهدوء متجاهلًا حالة الدهشه والذهول التي انتابتهما سويًا .
- عمران حفيدي وولد خالك  



فرغ فاه ليتحدث لكنها قاطعته قائلة بنبرة عالية قليلًا 
- جدي مش وقت هزار دلوقت  بقول لحضرتك عاوزة ارجع البلد 



قاطعها هو هذه المرة وقال بهدوء حد البساطة شارحًا 
- وأني بجول لك عشان تتدخلي البلد لازمنا تكوني مرت عمران 



سألته بسخرية قائلة
- خُط الصعيد هو وهايحميني مثلا !! 



أجابها نافيًا متجاهلًا نبرتها الساخرة 
- لاه بس لو رحتي البلد هنجولهم  إيه ديه جنه بت ولدك يا حاچ نعمان وساعتها هيجول إننا جتلنا ابوكي صُح و 



جدي من فضلك كلمني بصراحة ووضوح إيه اللي هيخلي  جدي نعمان يفكر كدا وبابا ميت في حادثه عربيه زي ما بتقول 



قالتها " جنه"  وهي تحاول جاهدة التحكم في نبرة صوتها المرتفعه لتتفهم الأمر جيدًا،  اطبقت جفنيها ما إن عاد الجد يُسرد ما قاله لها من والآن يجب عليها أن تسمع ذات الكلمات العجيبه منه وهو يقول بنبرته الصادقة قائلًا 
- والله العظيم يابتي ابوكي ميت في حادثه  صُح بس چدك دماغه انشف من الحچر الصوان كيف هيتجبل إن ولده ميت صُح  مش مجتول 
لو رچعتي على إنك چنه السيوفي هتبجى بحور دم ملهاش نهايه إنما لو رچعتي على انك عروسة الكابير اللي هو أني جدام الناس ماحدش هيعرف 
- ولو حد عرف ؟ 
- ساعتها هنجول إنك مرت الداكتور اعتبري نفسك الصخرة اللي بتمنع نجطه الدم المركونه تتحول لبحر 
- وليه منعملش تمثلية لحد ماندخل البلد إني عروستك فعلًا وبعدها اعيش معاك براحتي ومن غير جواز ولا غيره 
- هفرض معاكي إن ديه حُصُل تفتكري چدك مش حاطط عيون چوا بيتي
- جدي بيراقبك ؟! 
- من زمان وأني جافل خشمي عشان مش هيعرف يوصل لك  إنما دلوجه أنتي لحالك  وأني مش هفوتك لحالك  تاني واصل، فكري يابتي وردي عليّ  أني معاوزش اضغط عليكي بس المضطر يركب الصعب هنعمله إيه 



نظرت لذاك الأخرس الذي لم يتحدث حتى هذه اللحظه؛  وكأنه فقد حاسة النطق للتو،  سألته بغيظٍ شديد قائلة
- هو حضرتك ملكش دور في الحوار دا ؟ 



رفع منكبيه وقال ببلاهة 
- حوار إيه ؟ 
- الجواز والطلاق اللي شغال دا ولا إنت مكنتش معانا ولا إيه ؟ 
- لاه كنت معاكم وسامع كل حاچه بس چدي جال خليك أعمى وأخرس وأطرش 



ايوا وإنت إيه رأيك 



قالتها "جنه " بعد أن نفذ صبرها،  كانت تحاول التحكم في حالتها الغاضبة من بلاهته، نعتته بالمعتوه في داخلها، تنحنح وقال بجدية بعد أن اعتذر لجده عن تصرفه الأبله 
-معلش يا چدي متزعليش مني يا چنه بس حديت چدي صُح هو عاوز ينفي التُهمه عنينا وچدك نعمان  ماهيدش فرصه لحد واصل  أول ما هياخدك هيفتح بحر دم چديد إحنا في غنى عنيه 
-يعني إنت موافق على كلامه وعلى موضوع جوازنا كدا بكل سهول عادي ؟! 




        
          
                
تنحنح وقال بهدوء 
- اسمعيني زين  كل اللي هنعمله هو هنكتبوا الكتاب ورجه بس هنحطها في وش چدك لو طلبها  
صُح يا چدي ؟ 



ابتسم الجد على حديث حفيده الذي دعس على قلبه ببرودة أعصاب ولم يعترض على كلمة واحدة قالها جده  تنازل عن ابنة عمها ليتجوز بفتاة لم يرأها إلا اليوم حتى الآن لم يتحدث معه عن كل هذه الأحداث الجديدة، انتشله من بئر افكاره وقال بجدية 
- صُح يا ولدي 



تابع متسائلا بفضول 
- ها يا جنه موافجه يابتي على الچواز ؟ 



صمت لثوانٍ قبل أن ترد عليهم بعدم قبول هذا العرض مبررة 
- أنا آسفة مش هقدر اوفق على الهبل دا 



وقف الجد وتبعه حفيده ثم قال بحزنٍ عميق 
- كِده معلاش يابتي حجك ترفضي وتوافجي وتخافي قمان ربنا يشهد حُسن النيه من ناحية الموضوع ديه



ختم حديثه وهو ينظر لحفيده قائلا بحزنٍ واضح في نبرة صوته 
- يلا يا عمران ياولدي  عشان نسبها ترتاح وتفكر على مهلها 
- يلا يا چدي 



غادر الجد برفقة حفيده وقف عند باب الشقه وقال بحنو 
-هفوت عليكي  تاني  تكوني فكرتي مليح 



اكتفت بالإبتسامة الخفيفه واوصدت الباب خلفهما
استدارت بجسدها كله نحو صديقتها المتسائلة بسخرية عن هؤلاء الرجال 
- هتتچوز خلاص يا چنه يعني ازغرد دلوجه ولا ابكي ؟؟ 



ردت " جنه "  بصوت هادئ ونبرة تغلفها الرجاء قائله 
- ابوس ايدك يابدور سبيني في حالي دلوقت  كفايه اللي فيا 



سارت بخطوات واسعة وسريعة القت بجسدها على أقرب مقعد وقالت بدهشه
- بقى عشان ارجع بلدي لازم اتجوز إيه الجنان دا 
- طب ليه مرفضتيش 
- ولما ارفض  إيه اللي يضمن لي إنه مش هيبطل يبعت الشهرية اللي بيبعتها يافالحة
- يعني أنتِ دلوقتي همك الشهرية ولا همك ترجعي وسط أهلك الحقيقين ؟ 
-  العقل بيقول إن مخسرش كل حاجه مرة واحدة وإن لازم احافظ على كل حاجه اتوفرت لي عشان مرجعش شحاته تاني 
-  جنه أنا مش فاهماكي بجد بقى عاوزة تتجوزي واحد لا شفتي قبل كدا ولا تعرفي عنه لمجرد إن الخير اللي بيجي لك أول كل شهر !! 
-  طب لو أنتِ مكاني هتعملي إيه ؟ 
-  مش محتاجه تفكير هرفض طبعًا 



دام الصمت لثوانٍ قبل أن تقول بجدية 
- بس أنا مش مستعدة ارجع للذل اللي كنت عايش فيه تاني أنا هوافق وهروح البلد  وهناك هبقى في أرض المعركه  وهعرف مين بيكدب ومين صادق 



حركت " بدور"  رأسها وقالت بنفاذ صبر 
- حقيقي أنا تعبت من طريقة تفكيرك واللي بتعملي دا أكيد نهايته مش زي ما أنتِ متخيله أبدًا وبكرا تقولي بدور قالت 



نظرت لها بعتاب وقالت بنبرة متحشرجه 
- اصلك مجربتيش يعني إيه تبقي جعانه وتنامي عادي عشان مافيش لقمة في البيت ولا جربتي يعني إيه شتغلي شغلنتين مع بعض عشان تقدري توفري مصاريف اكل وشرب وعلاج كمان أنتِ مجربتيش يبقى نفسك تكملي تعليمك زيك زي أي بنت وتبقى مضطرة تتدوسي على نفسك عشان تخلصي  من أهم سنه في كليتك 




        
          
                
انهت حديثها قائلة بجدية
- أنا هقبل بالجوازة دي  وهناك هقدر اخد حقي  وبعدها هطلب الطلاق 
- أنتِ حرة يا جنه بس اللي بتعملي دا أنا مش راضية عنه وقلبي بيقولي إن الموضوع مش سهل زي ما أنتِ متخيلة 
- لأ طمني قلبك وعرفي إن جنه مابتقعش غير وهي وقفه 



على الجانب الآخر من نفس المدينة وتحديدا في غرفة "عمران والجد"  بإحدى الفنادق، كان جالسًا على المقعد المجاور لمقعد حفيده يتحدث معه حول هذه المعضلة ربت بكفه قائلًا 
- اسمعني زين يا ولدي  جنه بت عمتك لو وافجة  هيكون مچرد ورجه زي ماجلت لها  وليك الحج تتچوز غيرها الموضوع وما فيه إننا هامنع بحر الدم اللي ناوي عليه نعمان مچرد ما يشوف حفيدته وياخدها 



بلع"عمران "  لعابه و قال بتفهم 
- وإنت خابر زين يا چدي 
- حجج عليّ يا ولدي حجج تزعل بس خليك مقاني هتعمل إيه خابر إن چميلة بت عمها 



ردت " عمران " مقاطعًا 
-  متعتذرش يا چدي أني  وچميلة خلصت حكايتنا وإن كان عليها فهي حرة في جلبها لكن أني   ملهاش مقان في جلبي وأني بحاول افهمك كِده بس إنت مش راضي 



صدجني ياولدي فترة وهتعدي ولو ربنا كتاب لك چميلة هتاخدها غصب عننا كلنا بس على يدك اهو روحنا بدل المرة الف وچدها عاوز مهرها بت عمها 
ولو جلنا على مقانها يبجى فعلًا إحنا اللي جتلنا ولده ويبجى معاه حج يدور الجتل فينا كلنا 



أردف الجد عبارته وكأنه لم يستمع لتبريرات
" عمران " قلبه يحدثه بأنه كاذب، بينما هو رد مقاطعًا 
- متزعلش يا چدي مني إنت عودتني الصراحةبس أني كل مرة بروح فيها وياك  بيبجى عشانك إنت وحتي لما چيت القاهرة چيت عشانك كيف الحمار عشان كِده  خرچت اللي في جلبي 
- خابر يا ولدي وچعك وبدعي لك ربنا يجويك على اللي چاي  



جده لايفهمه يريد فقط فهم شيئًا واحد وهو إن الزواج بإحدى فتيات السيوفي هو الحل الأمثل  لإيقاف سلسال الدم هذا . 



ساد الصمت بعد جلسة الصراحة وإخراج كل ما يعتمل بقلب الآخر،  ارتشف " عمران " قهوته في صمت كان لا يريد هذه الزيجة ولكن كما يقولون (ماباليد حيله)  صدقنا لا يعرف ما الذي يريده بعد تفجير جده بهذه القنبلة كما نعتها، ولكن الشئ الوحيد الذي يعلمه جيدًا هو أن بهذه الزيجة ستقف بحار من الدماء .



في مساء ذات اليوم 



هاتفت "جنه"  جدها واخبرته بالموافقة مع وضعت بعض الشروط الخاصة بها  وأهمها أن يكتب لها مليون جنيه كمؤخر صداق  يدفعه عند الطلاق 
رحب الجد وحاول أن يعترض" عمران " لكن منعه جده بنظراته الحادة له .



تم عقد القران في جلسة عائلية جدًا صغيرة،  حضرت هذه الجلسه صديقتها " بدور" التي لم تعقب على افعالها بكلمة واحدة مبررة أن ما يحدث  اختيارها وليس إجبارًا .
غادرت الفندق بعد أن ارتدت فستان زفافها، لم تكن سعيدة  او حزينة مجرد دُمية تتحرك حيثما أرد الجد.
استقلت السيارة في المقعد الخلفي جواره، بدأ في سرد الكثير من الأحاديث كانت تبتسم له من الحين للآخر وكأنها تستمع له،  في حقيقه الأمر هي لا تستمع لحرفًا واحد من هذه الثرثرة هي في عالمًا آخر عالم لا تعرف كيف سيستقبلها وإلى أين  سينتهي بها الأمر ؟ 




        
          
                
أما " عمران " كان شاردًا في طريقه يحاول الاندماج مع المارة على جانبي الطريق،  نظر في المرآة وجدها تكفكف دمعة فرت هاربة من محبسها شاح بوجهه بعيدًا ما إن تقابلت نظراتهم لبعضهم البعض .



مرت ساعه  ثم ساعتين  حتى مر أكثر من خمس ساعات عليهما في الطريق،  دون توقف ولو لمرة واحدة  انتبهت لصوت إطلاق النار ودقات الطبول التي صفت عند أول البلدة وصوولًا إلى بيت الجد 
كانت ترى بأعين ذاهلة هذا الكم من الأعيرة النارية 
كل هذه الفرحة يعبرون عنها لجدها، ألهذه الدرجة محبوب بين الجميع ألهذه الدرجة مكانته وحبه يفوقان حب ومكانة كبير البلدة .



وصلت أخيرًا إلى منزل الجد، ترجل "عمران "  ليفتح لهما باب السيارة  وقف بجانب جده وقال باسما 
- حمد لله على سلامتك يا چدي 



ربت على كتفه وقال بحنو 
- الله يسلمك يا ولدي 



عاد ببصره إلى حفيدته وقال بسعادة وهو يرفع ذراعه لتتعلق به 
-يدك يا عروسة 



علقت يدها في ذراعه وقالت بتوتر 
- هو ضرب النار دا مش هيبطل بقى أنا اعصابي تعبت 



ابتسم " عمران "  ملء شدقيه وقال مازحا
- اتعودي على كِده أنتي چيتي الصعيد والفرح عنيدنا سبع ليالي مش ليلة زيكم ودمتم على اكده



هرول رجل تجاه " عمران "  بعد أن اشار له وضع في كفه  سلاح ناري قام بإطلاق عدة رصاصات دفعة واحدة  ثم نظر لـ جنه وقال بعتذار 
- معلش دوشت دماغك بس ديه مچرد ترحيب مش اكتر 



ردت بنفاذ صبر وقالت 
- طب كفايه ترحيب من فضلك أنا حقيقي تعبت 



استدار بجسدها كله تجاه  باب البيت الخارجي،  صعدت سلالم الدرج  ثم توقفت حين أمرتها الحاجه "نرجس" قائلة مرارة في حلقها 
- متزعلش يا كابير مني حجج تفرح وتتهنى  مبروك عليك عروستك  ومبروك عليكي سيد الناس كلتها 
ياعروسة حطي چوا جلبك واوعاكي تزعلي 



نظرت لجدها نظرات ذات مغزى وقبل أن تسأله اجابها بتباهي قائلًا 
- دي حبة الجلب من چوا الحاچه نرچس مرتي يا چنه 



ابتسمت بعد أن فهمت اجابته الغير مباشرة، صافحتها وهي تقول بسعادة
- حضرتك حلوة قوي زي ماكنت متخيلة  



ضمتها الحاجه "نرجس" وقالت بإبتسامتها الحانيه 
-  عيونك الحلوة يا عروسة  



اخرجتها من حضنها وتابعت بصوتها المرتفع 
- زغرتوا يا نسوان مرت الكابير وصلت الدار ونورته  النهاردا العيد عيدين  



تعالت الزغاريد في البيت وتراقصت النساء على دقات الطبول، اقتادتها الجدة  إلى المكان المخصص للعروس اجلستها على الأريكه وجلست جوارها تصفق وتزغرد  رغم حزنها الشديد التي حاولت أن تخفيه عن الجميع . 



أما الجد فعاد إلى الحفل الذي اقيم خير قيام كما خطط له  وقف يتابع "عمران" الذي كان يتراقص بجواده  وسط دائرة رُسمت لأجله  نجح في أن لايتخطاها  هتف الجد بتباهي وصوته يمتزج بالسعادة الحقيقه قائلًا 
- يا ولد 



هرول نحوه أحد الرجال التابعين له وقال بسرعة 
- ايويه يا كابير 



ابتسم واشار بيده قائلًا 
- نادموا على العروسه تشوف عريسها وهو بيرجص   على حصانه 



  تسمر ادخفير محله ولم يلبي طلب سيده ، انتفض إثر صوته الذي جلجل المكان قائلًا بحدة 
  - إنت يا غفير الزفت غور نادم على العروسة 



رد الخفير قائلًا بتلعثم 
- حاضر يا كابير حاضر 



  بعد مرور  برهة من الزمن  عاد الخفير وبجانبه العروس  وقفت جوار الجد الذي أشار بيده تجاه حفيده وقال بسعادة حقيقه 
- اتفرچي على عريسك  وهو بيرجص يا عروسة شوفي الهيبه اللي هتفوط منيه افرحي يا عروسة بعريسك الزين  



وقفت تستمع إلى حديث جدها دون أن تعقب على كلمة واحدة منه، لِمَ الفرحة والسعادة بزوج ليس زوجها وحياة لم تختارها من الاساس .



على الجانب الآخر من نفس المدينة كان " سليم "   يقفز بين سلالم الدرج حتى كاد أن يقع، ولج حجرته وخلفه والدته  تتوسل إليه وتترجاه ان يعدل عن هذه الفكرة، حاول نزع يدها من معصمه
نجح في نزع يده من قبضتها خرج  بخطواته السريعه وقبل أن يكمل طريقه استوقفه  الجد "نعمان" قائلًا بهدوء مريب 
- على فين يا سليم 
- بت عمي رچعت يا چدي كيف عاوزني افضل في البيت كيف الحريم اكده 
- ومين جال إني عاوزك كيف  الحريم الصبر ياولدي الصبر  اخد الحج حرفة بت عمك هتچي بس بالعجل مش بالچنون  ياولدي 



قام بشد اجزاء سلاحه الناري وقال بوعيد 
- وساعتها محدش هيلومني على اللي هعمله وياك يا عمران يا ولد الهواري  



يتبع




        


google-playkhamsatmostaqltradent