Ads by Google X

رواية عليا الفصل الثامن عشر 18 - بقلم Lehcen Tetouani

الصفحة الرئيسية

    

 رواية عليا الفصل الثامن عشر 18 - بقلم Lehcen Tetouani


…إنطلق فارس مسرعا إلى قبر عاليا ثم فجرى والده ورأه وقال للسائق لا تدعه يأخذ السيارة اذهب معه لتقود أنت به إلى المقبرة
أجاب لا أريد أحدا ابتعدوا عن طريقي
قال همام ألا تذكر ما حدث في المرة الماضية
أجاب ياليته يحدث مرة أخري لاستريح
قالت له خديجة لما تفعل هذا بأمك يافارس دع السائق يذهب معك على الاقل ليدلك على المقبرة فلن تعرف مكانها والسائق كان معنا وسيدلك عليها
إذا تعالى بسرعة وخذني إلى هناك فأنا اشعر أنني اختنق
ركب فارس مع السائق بينما يتنهد همام بعد أن اطمئن ان ابنه لن يقود بنفسه ثم يقرر الاب أن الحل هو أن يبحث عن عليا في كل مكان ويعيدها وبعدها يخبر ابنه وزوجته بالحقيقة
فربما يسامحه فارس على تلك الجريمة التي ارتكبها في حق زوجته وابنه الذي لم ير النور بعد
بعد أن إنصرف فارس وجدت خديجة هاتفه يرن فلقد اخذ فارس هاتف عاليا معه بينما ترك هاتفه فردت علي جاسمين التي كانت تتصل من بيت والدها
اهلا ياجاسمن يابنتي
اهلاً عمتي لقد اتصلت بفارس كثيراً ولم يرد على اتصالتي
هل هو بخير
قالت لها أن فارس مصدوم بسبب وفاة عاليا حتى أنه نسي هاتفه وذهب للمقبرة وأنها ستخبره ليتصل بها بعد عودته
ولكن اعذريه لو تأخر في الاتصال وامهليه حتي يهدأ حزنه
قالت طبعا عمتي سأفعل ولكن وجودي بجانبه قد يسري عنه
الافضل أن يكون بمفرده هذه الفترة وبمجرد أن تتحسن نفسيته سيأتي ويأخذك
حاضر عمتي
في اليوم التالي أرسل همام بعض العاملين بالتحري
ليسألوا عن عاليا في كل مواقف السيارات والقطارات ولكن بحثهم كان دون جدوي
في ذلك الوقت كانت عاليا تركب إحدى السيارات المتجهة الي اكبر المدن في البلد واقلها سكانا فهي تريد أن تذهب إلى مكان بعيد جدا لا يعرفها فيه أحد ولا يراها فارس مرة أخرى فتتدمر حياته كما اقنعها والده
بعد اكثر من ست ساعات وصلت عاليا وسألت بعض الركاب عن مكان تنام فيه وطلبت ان يكون رخيص السعر
فدلتها إحدى المسافرات معها على فندق قريب من موقف السيارات وسعره في متناول يدها

ذهبت إليه واستأجرت غرفة ثم استلقت على السرير دون أن تذوق الطعام وهي تفكر ماذا ستفعل هنا وأي مصير مجهول ينتظرها ثم راحت في ثبات عميق واستغرقت في النوم كأنها لم تنم منذ شهر أو ربما نامت هربا من الواقع المؤلم الذي تعيشه
في اليوم الموالي استيقظت من نومها وهي جائعة فهي لم تتذوق طعاما منذ صباح أمس فخرجت لتبحث عن شيء تأكله فوجدت بائع فاشترت السندويش وجلست على طاولة في المحل وأكلتها بنهم شديد ولكنها بمجرد أن انتهت من الأكل شعرت بألم في بطنها وشعور شديد بالغثيان فاعتقدت أن الطعام الذي اكلته ملوث
سألت أحد المارة عن المستشفى فدلها أحدهم على مكانها
ركبت سيارة اجرة ولما وصلت لكانت تشعر بإعياء شديد
وبعد الكشف عليها اخبرها الطبيب بخبر لم يكن في الحسبان
انها حامل وما شعرت به من اعراض وألم في البطن
أنما هي أعراض الحمل
تفاجأت عاليا بالخبر وقالت في نفسها ماذا أفعل الآن
أنا في الثامنة عشر من عمري وليس لي أحد يرعاني أو ينفق علي ولقد مزقت الشيك الذي اعطاه لي والد فارس وليس معي إلا النقود التي دسها لي ولد فارس في جيبي عندما قطعت الشيك وهي لن تبقي معي لفترة طويلة
فإيجار الفندق كثير على لذا أنا احتاج لمكان أسكن فيه وطعام ومصاريف الولادة والطفل القادم ماذا افعل هل اتصل بوالد فارس واخبره بأمر حملي
أخرجت الهاتف من جيبها ثم تتذكر أنه أخذ هاتفها لانه عرف ان فارس سيسأل عنه واعطاها هاتف جديد ليس عليه أرقام وهي لا تحفظ في ذاكرتها اي رقم ولكن حتى لو كانت تعرف رقم الهاتف واتصلت به فهو لن يهتم بكلامها فهو يعتبرها وصمة عار علي جبين ابنه ويريد أن يتخلص منها ويمحوها من ذاكرتهكل هذا كان يجول بخلدها وهي جالسة على سرير المستشفى
ثم اتجهت لربها بالدعاء ليفرج عنها هذا الكرب التي هي فيه
واستلقت علي السرير بعد أن علقوا لها المحاليل
ثم سمعت احدي الممرضات تقول لزميلتها

أنها مضطرة لترك المشفي الخاص الذي تعمل به بدوام جزئي لأنها ستتزوج وتسافر مع زوجها
وأنها طلبت نقلها من هذا المشفي الحكومي أيضاً لمقر سكن زوجها
هنا طرقت ذهن عاليا فكرة لقد تعلمت في الملجأ كيف تعطي الحقن بشتي انواعها فقد كانت تريد إكمال دراستها ودخول كلية الطب ولكنها الآن في حكم الميتة أمام القانون فلقد أخرج لها والد فارس شهادة وفاة وهي لا تزال على قيد الحياة وحرمها من إكمال دراستها

 

google-playkhamsatmostaqltradent