رواية عليا الفصل السابع عشر 17 - بقلم Lehcen Tetouani
.. قرأ فارس التقرير بينما دخل وهو يكاد يطير من الفرح أن عاليا حامل في شهرها الثاني فدخل فارس غرفة المعيشة وهو يصيح لدي خبر رائع لكم ثم يحتضن أمه وأبيه من الفرحة فأمر والده الخدم الانصراف ثم أغلق باب الغرفة
قال همام تستطيع أن تتحدث الآن ماذا تريد أن تقول
قال فارس ما كانت تشعر به عاليا من اعراض ليس بسبب المرض وإنما بسبب شيئ آخر
فأوقفه الاب ماذا تقول يابني
قال فارس هذه التقارير تثبت أن عاليا حامل
وقف الأب مكانه دون حراك من الصدمة ثم سأل فارس والده
أين عاليا لأخبرها بهذا الخبر السعيد
نهظت إليه أمه قالل عاليا عاليا
مابها عاليا تكلمي ياامي
إنفجرت الأم في البكاء وإحتظنت إبنها قائلة عاليا توفيت أمس بأزمة قلبية
صرخ فارس هذا مستحيل انتم تمزحون معي صحيح
ثم أبعد أمه وجرى نحو غرفتها ليجد الهاتف والسلسلة على السرير فمسك السلسلة ويعود لوالده مرة أخري
و قال له ابي اخبرني أن هذا غير صحيح أخبرني انكم تمزحون معي او أنني في حلم فلا يجد من ابيه إلا الصمت
فيلقي فارس بنفسه على الارض وهو يقول يا الله يالله ياالله
إنفتحت سلسلة عاليا بسبب إصطدامها بالأرض فجلست خديجة بجوار ابنها لتهدأ من روعه بينما نظر الأب للسلسلة المفتوحة وتلك الصورة التي بداخلها ويقول هذه صورة اختي وزوجها لقد كانت عتليا تقول ان السلسلة ذكرى من أهلها
وهذا يعني أن عاليا بنت أختي المرحومة سمر التي توفيت في حادث سيارة من خمسة عشر عاما ثم قال في نفسه ياويلي ماذا فعلت لقد ضيعت إبنة أختي وحفيدي بيدي
والقيت بهم في الشارع ياألله ماذا فعلت؟
عرف الان همام أن عاليا الفتاة التي كان يحاربها طوال الوقت
ورماها في الشارع وهي حامل بحفيده هي ابنة شقيقته الوحيدة والتي لها ثلث الشركة وهو نصيب اخته التي ورثها بعد موتها
جلس حزيناً فيما فعله مع عاليا وكيف كان قاسيا في تعامله معها وأخذ يفكر كيف أنه فرط في بنت اخته ببساطة
ورمى بها في الشارع دون مأوى لتواجه مصيرها وحيدة
هي وجنينها الذي هو حفيده حتي أنها مزقت الشيك الذي اعطاه لها ولم يتمكن إلا من أعطائها بضعة نقود كانت معه
عاد بذاكرته للخلف تسعة عشر عام ليتذكر كيف أن أخته خالفت أمر أباها وتزوجت دون رضاه وأنها بعد ثلاث سنوات
وجدت بطاقتها في إحدى السيارات في حادث كبير على طريق العاصمة نتج عنه تحطم عدد كبير من السيارات
ووفاة كل من في الحادث بسبب وأنه لم ينج من الحادث سوي فتاة صغيرة عمرها ثلاث سنوات وأن الشرطة طلبت منه ومن والده الذهاب للتعرف على الصغيرة ولكنه لم يهتم لذلك فقد هربت أخته من ثلاث سنوات وعمر الفتاة ثلاث سنوات مما يعني أنها ليست ابنتها فلو أنها ابنتها لكان عندها سنتين فقط ولكنه بعد فقد عاليا ارسل همام تحريا للبحث عن أهل صهره والد عليا ولكنه وجدهم قد توفيا
و وجد جارة لهم اخبرته أن سمر اخت همام تزوجت سرا من حبيبها بسبب رفض والدها له بسبب أنه من أسرة فقيرة وليس من نفس طبقتهم الاجتماعية وان اهل الشاب والجيران كانوا يعلمون بالأمر ولم عرفت اخته أنها حامل طلبت من والدها الزواج من حبيبها ولكنه رفض وحبسها في المنزل
فخرجت من المنزل سرا وهربت مع زوجها فيتصل التحري بهمام ويخبره بالأمر
عاد همام وجلس في مكتبه واخذ يلوم نفسه فلو أنه حينها كلف نفسه وذهب لرؤية الفتاة فربما تعرف عليها بواسطة تحليل ل DNA وأنقذها من هذا المصير الأسود ليس هذا وحسب بل أنه ألقي بحفيده في الشارع ليلقي نفس مصير أمه ويتربي مشردا وحيدا بلا مال او سكن
واخذ يقول لنفسه هل يخبر ابنه وزوجته بالحقيقة وأن عليا مازالت علي قيد الحياة أم يصمت حتى يعثر علي عليا ويعيدها إلي المنزل
فلو علم ابنه بحقيقة الأمر فلن يكرهه وحسب بل سيهجره ولن يراه مرة أخري
أن قلبه يعتصر ألما علي ابنه الوحيد إنه يراه هادئا على غير العادة حتي انه لا يذرف الدموع ولكن يظهر على وجهه مشاعر الحزن وهذا أمر مقلق فهو يجلس ممسكا بهاتف عاليا
يقلب في الصور والفيدوهات التي تجمعه معها دون أن ينطق بحرف حتى أن زوجته جاسمن تتصل عليه ولا يرد علي الهاتف وينظر همام لفارس في حسرة فيجده قد هب واقفا فجأة
قالت خديجة الي أين أنت ذاهب يابني
فارس إلى قبر عاليا ثم ينطلق مسرعا
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عليا) اسم الرواية