رواية لتحيا نيران العشق الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدى زايد
الفصل ال15
- كِده يا چدي ! تُشكر على كل حال
-دوسي يابت هني ايوه اهني، وإنت ياسليم روح شوف وراك إيه عشان عندنا فرح يا واض عاوزين نفرحوا وابجي تعال وياي عشان نزور عمك كامل تعبان من جبل فرحك ونفسه يشوفك ببدلة الفرح
- مايرحش خلي بت البندر تروح وياك
-وفيها لما اروح الست زي الراجل وبقت ليها مناصب في كل مكان في الدولة ومش جديد علينا الانفراد والتميز
رد مقاطعا بغيظ
- چدي رايح يزور واحد تعبان مش رايح يحل مشكله
ثم اني وچدي بنتحدت بتدخلي أنتِ ليه المحامية اللي عينها وأني مخابرش ماتتلمي واجعدي في مقانك
- شايف يا جدو كلامه اللي زي الدبش دا أنا مش عارفه نرجس وقعة في على إيه ثم هي دي اهلا وسهلا بتاعته لا شكرًا كفايه تهزيق لحد كدا أنا همشي
اتسعت حدقتي " سليم " حين رأى جده ينقلب عليه في أقل من ثانيه وقبل أن يتحدث لكزه جده بعكازه وقال
- غور يا واض إنت من اهني وملكش دعوة ببت عمك واصل بت عمك تجول وتعمل اللي يلد عليها
- ربنا يخليك ليا ياحبيبي يا ناصر الغلابة
رد " سليم " وقال بدهشه وذهول شديدان وهو يخرج من البيت
- شيطانة والله العظيم شيطانة على هيئة إنسانة حكمة يارب
وما إن خرج من البيت قام الجد بقرص شحمة أذنها وهو يقول بجدية مصطنعه
- اللي عملتي ديه ميتكررش تاني واصل سليم معاه حج حريم إيه دي اللي تجعد مع الرچالة
تأواهت وهي تحاول أن تفك أنامله الضاغطه على اذنها وقالت
- آآآه، آآآه إيه يا جدو بهزر معاه هي يعني أول مرة خلاص خلينا اقوم اجهز بقى
ولجت "جميله " وجدت جدها يمازح ابنة عمها، تجاهلتهما وتابعت سيرها بعد أن القت التحيه دون أن تقف، بينما نظر الجد لجنته وقال بجدية
- لينا جعدة بعد الفرح
ردت بعدم إكتراث
- ربنا يسهل ياجدو نبقى نشوف الموضوع دا بعدين
تابعت بجديه
- أنا هقوم اغير هدومي والحق اظبط نفسي للفرح
صعدت الدرج بهدوء متجه إلى حجرتها، ولجت المرحاض، لتغتسل كانت تقف داخل
حوض الاستحمام والمياه تتدفق فوق رأسها، حاولت أن تصل إلى حل بديل بدلًا مما ينوي فعله جدها، أنارت فوق رأسها مصابيح الأفكار
وأخيرًا وصلت إلى حل الذي يرضي جميع الأطراف .
انتهت من الاغتسال وخرجت من غرفة الاستحمام بدأت في تبديل ثيابها، ثم بدأت في وضع بعض مساحيق التجميل، طرقات خفيفه على بابها نهضت عن المقعد متجه نحو الباب فتحته لتعرف من الطارق وجدته
" جميله " رفعت يدها بإبرة وقالت بعتذار
- معلش تجفلي لي الفستان بيها احسن مش عارفه
أشارت لها بالدخول وهي تقول بجدية
- اتفضلي
ولجت " جميله " ثم استدارت لها بجسدها كله بدأت " جنه " في غلق سحابه الفستان كما شرحت لها ابنة عمها كان الصمت يسود الغرفة حتى تحدثت متسائلة بجدية
- هو أنتي هتجعدي اهنى كاتير
ردت بجديه وعياها مصوبتان على الفستان
- لا متقلقيش كلها يومين وهمشي
- فهمتيني غلط كان جصدي
- لا قصدك ولا مش قصدك أنا خلاص خلصت لك الفستان
- متشكرة يا چنه
- العفو حاجه تاني ؟
- لاه بس بس
- قولي من غير تردد أنا متعودة اخدم الغريب
- لاه شكرًا خلاص معاوزش حاچه عن أذنك
غادرت " جميله " الغرفة وعادت " جنه " تنهي ما تبقى من لمسات أخيرة قبل الذهاب مع " سليم " في سيارته .
هبطت الدرج بخطواتها الثابتة، نظر لها جدها بتباهي وفخر، ارتسمت على ثغره إبتسامة حانيه وراح يقول
- الچنه في أجمل صورها
ردت باسمة
- دي عيونك الأجمل
وقف " سليم " عن المقعد وهو يغلق أزرار حلته متسائلا بجدية
- چاهزة يا چنه ؟
أومأت له برأسها علامة الإيجاب ثم قالت بجدية مصطنعه
- جاهزة يكش بعد دا كله تحفظ الجميل وتسمي بنتك على اسمي
ردت باسما
- واحنا نطول اتفضلي ياستي
غادر " سليم وجنه " البيت، استوقفته ما إن خرجت قائلة بجديه
- خد دا
- إيه ديه ؟
- دا مفتاح بيت ابويا القديم خلي معاك عشان لو احتاجته
- هحتاچه في إيه بس
- اسمع كلامي إنت هتحتاجه عشان كدا خلي معاك ريحني وخده مش هتخسر حاجه
- حاضر ياستي
قاد سيارته الفارهة متجه بها إلى منزل " ايوب الهواري " ليتسلم حرمه المصون، كانت لاتريد أن تفسد عليه فرحته قررت أن اليوم ستضع النقاط على الحروف، يمر الحفل على خير وبعدها يسدل الستار على هذه القضيه .
وصلنا يا چنه
كررها " سليم " عدة مرات حتى ينتشلها من بئر افكارها، ترجلت ما أن فتح لها باب السيارة بيد وبالأخرى يحمل باقة أنيقه من الورد الچوري الأحمر، ولجوا سويا البيت في ذات الوقت الذي تهبط العروس متأبطة ذراع جدها عن يمينها وعن شمالها والدها، اهتز قلب
" جنه" لروعة المشهد كم تمنت أن تحظى بهذا المشهد في حفل زفافها، فرت دمعة هاربه الوحيد الذي رأها " عمران " كانت عيناهم معلقتان على العروس وعيناه هو معلقة عليها هي يعلم ما تشعر به دون أن تفصح العجيب أن قلبه يرفض صدق حديثها، انتبه لمشاكستها مع ابن عمها وهي تقف بينه وبين زوجته قائلة بمرح
- بص يا ابني بما إن أنا الشئ المشترك في البيت هنا وبينك هتكلم مرة ليك ومرة ليها، إنت هتحطها في قلبك قبل عينك واوعى تزعلها ولو فكرت هتلاقيني فوق راسك
اتجهت نحو " نرجس " وقالت بجدية مصطنعه
- بصي يا بنتي هو هيبقى جوزك وحبيبك وكل حاجه ليكي في الدنيا يعني لو زعلتي
تابعت وهي تنظر له بوعيد قائلة بمرح
- هتبقى ليلتك مش معدية
قهقه الجميع على حديثها فسألها "سليم" بجدية مصطنعه قائلا
- وه واني ذنبي إيه ؟
ردت شارحة
- اصل يا ابني احنا مش نكدين خالص فأكيد هتكون إنت السبب
وضع باقة الورود وراح يقول بجدية مصطنعه
- طب خمس هدوء بجى عشان اخد مرتي وامشي
ضمت " نرجس " الورود وقالت بمشاكسه وهي تنظر لجنه
- أنتي مش بيچي لك ورد چوري زي ما قرة عيني بيچيب لي ليه يا چنه
اغتاظت " جنه " من حديثها فردت بغيظٍ
- ماعنديش قرة عين عشان يجيب لي ياعسل
هو بس يجي وأنا هخلي يدفع دم قلبه في الورد والهدايا والخروجات لحد ما يقول حقي برقبتي
انتهت المشاكسه بضمة من جدها وجدتها، داعين المولى أن يجمعها بزوجها من جديد، بدأت مراسم الاحتفال وقبل انتهاء الحفل أتى المهندس " مهران الجبالي" بدعوة من جدها " نعمان "
وقف عن مقعده ثم سار خطوتين تجاهها وقال بتردد
- تسمحي لي اتحدد وياكِ شوية ؟
نظرت لجدها الذي أومأ برأسه علامة الإيجاب لتعودد ببصرها له ثم قالت باسمة
- اتفضل
رد "مهران" معتذرًا
- لاه معلاش ياريت برا بعيد عن الدوشة
وقفت عن المقعد وقالت بتوتر واضح على ملامحها
- تمام
سار جنبا إلى جنب والصمت يسود المكان، توقف بعيدًا عن الموسيقى الصاخبة وقال بتوتر
- أني مش عارفه أنتِ تعرفي عني إيه ؟ بس كل اللي هجدر اجوله إني اسعد واحد في الدنيا دلوجه
ترددت الإبتسامة على شفتيها وهي تقول
- شكرًا
تنحنح وقال
- كلميني عن نفسك ولا تحبي اكلمك أني الأول ؟
وتكلمك عن نفسها ليه معلش مفاهمش ؟
قالها " عمران" وهو يقف بالقرب منها، حرك رأسه متسائلا بعدم فهم وهو يوجه سؤاله لمهران قائلا بهدوء مريب
- سيبني أني اكلمك عننا شوي دي مدام چنه مرتي
رد" مهران" بعدم فهم قائلا
- بس أني سمعت إنها اتطلجت !!
قاطعه " عمران" موضحًا
- كانت ساعه شيطان وراحت لحالها الحمد لله وأني هردها بس أنت جول إن شاء الله
لجمت الصدمة لسان " مهران" لم يعد يدري ما تحدثه ذاك الأخير إن كان حقيقة أم مجرد ثرثرة، بينما هي كانت في حيرة واضحه تسأل نفسها أن ما يحدث الآن هو حقيقة واضحه وضوح الشمس وليست أضغاث أحلام ..!!
انتشلها من بئر أفكارها أنامل " عمران " وهي تعانق أناملها بقوةٍ شديدة وكأنه يخبرها بأنه لن يتركها ماحيا، تذكرت جدها وتحذيراته، غدره بشقيقته ووعوده بالدمار لعائلة الهواري، فتحطمت أحلامها على صخرة الواقع، تنحنحت وهي تفك يدها من يده بحدة واضحة، ثم غادرت المكان تاركة كلاهما يقفان أمام بعضهم البعض وكلامنهما ينظر للآخر نظراتٍ ثاقبة وكأنهما تماثيل برع الفنان في نحتها، رفع " عمران " سبابته وقال بتحذير
- لو حابب تكون كيف الشيطان اللي بيدخل عشان يفرج بين الراجل ومرته خليك، أنت عرفت إنه سوء تفاهم وهيتحل إن شاء الله، فمن المفروض تبعد عننا
رد "مهران" ساخرًا
- سوء تفاهم إيه وهي سابتك كيف ماتكون عدوها مش چوزها !!
طحن أسنانه وهو يقول بجدية
- حاچه ماتخصكش اطلع أنت بس منيها
غادر" عمران" الحديقة ليبحث عنها من جديد، ولج القاعة وهو يبحث عنها في كل مكان حتى وقعت عينه عليه، سار تجاهها والشر والغضب يتطاير من عيناه، بحث عنها في كل مكان وما إن وجدها جوار جدها كاد أن يذهب إليهم لكن سرعان ما وجد " سليم " يحتضنه مانعًا إياه من كارثة دفعه للخارج وقال بجدية
- بعد عن طريجي لا طربج الفرح على دماغك دلوجه
- فهمني عاوز منيها إيه
رد "عمران" بصراخ
- هتدخل تچيبها ولا ادخل اچيبها من شعرها دلوجه ؟
رد " سليم " ساخرًا
- إياك تكون فاهم إن أني داكتور ومحترم
تابع بغضب قائلا
- فوج ديه أني اجرجش عضمك هي ومبجتش مرتك واللي بنيتكم خلاص خُلُص عاوز إيه تاني ؟
تجاوزه بخطواته الواسعة بينما لحق به
" سليم " وراح يقول بنبرة اهدأ من ذي قبل
- طب خلاص متزعلش هاچيبها بس فهمني في إيه
رد " عمران " بصوت مرتفع
- بعدين يا سليم الله يرضى عنيك أني عفاريت الدنيا كلتها بتنطنط جدامي دلوجه
- طب خليك اهني وأني هاچيبها
تابع بتحذير
- بس اوعاك تجرب لها فاهم ولالاه
- خلللللص يا سليم
- خلاص اباه يابوي عليك وعلى عصبيتك
وبعد مرور عدة دقائق.
وصلت " جنه " إلى ركن هادئ، عقدت ما بين حاجبيها متسائلة بدهشه
- في إيه ياعم قلقتني عمال تقول عاوزك في موضوع مهم ف
بتر جملتها " عمران " يدفع " سليم " وهو يقول بغضب مكتوم
- بالسلامة إنت يا سليم روح لفرحك دلوجه
رد بغيظٍ وهو يعود لحفل الزفاف
- هو بجى فرح منك لله يا عمران كاسر فرحتي دايما
بينما " عمران " كان يقف مقابلتها وبداخله نيران لوخرجت لدمرت المكان بأكمله
رفع سبابته محذرًا إياها وهو يقول
- جسمًا بالله العظيم لو كدبتي في حرف لاجتلك بيدي يا چنه
تابع بحزنٍ عميق
- أنتي اطلجتي عشان چدك هددك بيا
ردت بتلعثم
- أنا ا
هدر بصوته كله وقال بصرتخ
- ردي عليّ صُح الحديت ديه
ردت كاذبه
- لأ غلط
قبض على ذراعيها بقوة جعلتها تتأواه وراح يقول
- لاه جوليها وأنتي بتطلي في عيني، ومن يوم فراجنا وأنتي بتستحي تتطلي في عيني، جولي لي إنه صُح
اختلطت عيناها بالدموع الحبيسه وهي لعينه مباشرةً بلعت غصتها ثم قالت بكذب
- محدش هددني بحاجه أنا اللي زهقت من التمثلية البايخة دي وقررت ابطل لعب
رد بغضبٍ واضح وهو ينظر لعيناها مباشرةً
- كدابه چدك هددك إنه يجتلني لو فضلتي مرتي وعشان كده جولتي إنك متفجة وياه
حاولت فك ذراعه من قبضته وهي تقول بجدية
- إنت بتوجعني كدا سيب إيدي
- وأني ليه محستيش بوچعي
- أنا في حكم المخطوبة وخطيبي بيحبني وبيحترمني وأنا كمان ب
كمم فمها وهو يقول بوعيد
- متجوليش حاچه عمرها ماهتحصُل، أنتي ملكي أني جلبك ديه عشاني، أنتي ليا من جبل ما تتولدي كل حته في چسمه عاوزاني أني ومحدش هياخدك مني فاهمه، أنتي ليا وبس
بلعت غصة مؤلمة ثم قالت وهي تنظر إليه
- أنا مش جارية يا عمران عشان أكون ليك أنا حرة واتولدت حرة ومحدش لي حكم عليا، وزي ما قلت لك قبل كدا هفضل حسرتك في الدنيا أنا الحلم اللي مش هتعرف تحققه أبدًا
كادت أن تذهب لكن استوقفها بيده، نزعت قبضته من رسغها دون أن تنظر له، ولجت القاعة لتندمج مع الحفل من الجديد، حاولت أن تتظاهر بالجمود، بينما بداخل انهيار وكأنه إعصار اصاب قلبها، من الذي اخبره بالحقيقه
من المؤكد أنها " بدور" .
انتبهت ليد جدها " نعمان" الذي ربت على يدها المرتجف سألها بحنو
- أنتي زينه ؟
ردت بإبتسامة عريضه كاذبه على نفسها قبله
- ايوا يا جدي كويسة
قررت أن تندمج مع العروس تراقصت معها الرقصه الأخيرة قبل العودة إلى عش الزوجية
عاد الجميع إلى منازلهم وبقت هي في غرفتها لم تبدل ملابسها بعد، وكأنها تنتظر غدر جدها تجاه تلك المسكينه (نرجس)
مرت ساعه ثم اثنان ثم ثلاث ساعات كامله على " نعمان " وهو يجلس في بهو المنزل
بينما كان " سليم " يحتضن كف " نرجس " وهي تتوسد صدره العاري، طبع قبله حانيه ثم رفع ذقنها بأنامله وقال
- مبروك يا أچمل نرچس
دفنت رأسها خجلا من جملته تلك، رددت بخجل
- الله يبارك فيك
رد باسما وهو يحاوط خصرها قائلًا
- وه الچميل بيتسحي ما خلاص بجى
دفعته في صدره بخفه بينما قال هو بتاواه مصطنع
- آآه يدك تجيله صدري آآه
خرجت من حضنه متسائلة بلهفه قائلة
- فيك يا سليم
مال بجسده وقال باسما
- سليم اتچن بيكي خلاص
دفعته في صدره مرة أخري قائلة بغيظ
- دمك تجيل بعد عني بجى
سليــــم يا سليــــم
ناده جده بصوته الجهوري، لم يهدأ حتى يقف امامه، انتبه " سليم " نداء جده المتواصل، كان يقترب منها بشدة، ابتعد قليلا وهو يقول بقلق
- ياساتر استر چدي بينادي كِده ليه
ردت بذات النبرة وهي تعتدل في جلستها
- جوم شوف في إيه
خرج على عجل دون أن يرتدي كنزته، كانت "جنه " في ذات اللحظه تخرج غرفتها استدارت بجسدها ما أن رأته عاري الصدر، عاد هو إلى غرفته بعد أكتشف ما هو عليه، بينما تسألت " جنه " جدها قائلة بجدية
- عاوز إيه يا جدي
- سليم رايد سليم
- خلي يفرح بعروسته وسيبك من اللي في دماغك دا
- اطلعي منيها يا بت يا رياض
هبطت الدرج بخطواتها الواسعة وهي تقول
- لو عملت اللي في دماغك مش هتشوف وشي تاني
رد بعدم إكتراث
- مع السلامة
هبط " سليم " الدرج وهو يغلق أزرار منامته وراح يقول بقلق
- في إيه يا چدي حُصُل إيه
رد جده بهدوء حد الاستفزاز ينظر لعروس حفيده الواقفه في الطابق الأعلى
- طلج بت الهوارية واكرشها برا الدار
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتحيا نيران العشق) اسم الرواية