Ads by Google X

رواية قارب الموت الفصل الرابع عشر 14 - بقلم مريم الجنيدي

الصفحة الرئيسية

  

 رواية قارب الموت الفصل الرابع عشر 14 -  بقلم مريم الجنيدي

«١٤-عذاب»
          
                
ضحك بوهن وهو ينظر أمامه بتشوش 



الهجرة الغير شرعية ليست مجرد مركب ستركبها و تنتقل لبلاد آخرى في ساعات و بعدها تبدأ حياتك الوردية بشكل سلميي 



عليك أن تعلم أنها السم في العسل
يتم اغرائك بالعسل و بعدها تفاجئ بالسم المدسوس بعد أول طبقة انقشعت من العسل 



عليك أن تعلم أنك بمجرد أن تستقل أول سيارة في هذا الطريق أنك مجرد دميه عليك خلع رداء الكرامة و ارتداء رداء الذل و المهانة 



أعلم أنك لن تنجوا بكل الأحوال، معنى أنك نجوت بحياتك من الغرق أنك نجوت حقاً بل أنت ستخسر نفسك، ستخسر احترامك، ستخسر كرامتك، نفسيتك، صحتك... الحياة في كل الأحوال ليست وردية 




"باهي هيا معنا" 
===============



جلس عمار على أحد الأرصفة في شوارع إيطاليا بعد أن تم ترحيلهم إليها



لا يعلم معلومات كثيرة عن ما حدث، لكن ما يعلمه أنه سمع كلمه محكمة دوليه كثيراً، ثم بعدها علم أن إيطاليا طالبت بترحيل الناجين إليها



أربع أشهر بين مفاوضات و محاكم و إتهامات لا يعلم عنها شئ و في النهاية من طالب بهم دولة غريبة ليست دولتهم، كأن وطنهم انتهز الفرصه كي يلقي بهم بعيدًا 



و بعد أن وصل إيطاليا و قضى شهر في مركز تأهيل 
علم أنهم ينون ترحيله لبلده، لكنه استطاع الفرار، ليس بعد كل هذا يعيدوه لكل بساطة لبلاده ليتلقى الجزاء بالحبس!!!




لكن الآن ماذا يجلس على الأرصفة كمتشرد لا يجد ما يسد به جوعه، انطفئت الحياة المبهج التي سحبته وظهر سراب حلمه يلوح له بسخرية من وضعه 



حتى الفتاة السورية التى استطاعت أن تبقى بحق اللجوء باعتبارها لاجئه و تثبيت أوراقها شرعياً كما سمع، اختفت 



ماذا الآن عمار؟ 



نظر حوله بحيرة ثم نظر للأموال القليلة بين يديه التي جمعها كمتسول بين الطرقات و الازقه 



استقام من مكانه يتنهد بقنوط 
"هل هذه البلد المبهرة التي كانت ستضيع حياته من أجل أن يأتيها ما لها تبدوا كسجن كبير!! 
نظرات الاحتقار تصيبه بين جنبات قلبه فيشعر بالمهانه 



حاول أن يعدل من هندمه ثيابه المبعثره و تحرك مره آخرى يبحث عن أي عمل، للسخرية هو حتى لا يعرف لغتهم و ليس ضليع في الانجليزية 
هو متسول لا يفهم ما يقولوه نهايته يعيش بين الازقه و الطرقات 



و بين جولته توقفت أقدامه على استماع صوت مكتوم 



ليتقدم بحرص للزقاق المعتم اتسعت أعينه وهو يرى مجموعة من المراهقين يثبتون رجل كبير عجوز لسرقه ما بحوزته 




        
          
                
"انتم بتعملوا أي الله يخربيتكم، سيبوا الراجل" 
صرخ بها وهو يركض بتحفز ليلتفت له أحد المراهقين بأعين متسعه
 
"أنت مصري!!"



نظر له عمار بتوجس ثم أومأ له وهو يقول 
"سيبوا الراجل حرام عليكم الراجل هيموت" 



دفعه الشاب المصري بصرامه
"أبعد يا عم ملكش دعوه روح شوف أكل عيشك" 



اتسعت أعينه بذهول وهو يرى شحوب وجه الرجل المسن ليقول بمروءه غريبة عليه 



"أبعدوا يا عم الراجل بيموت، أبعدوا" 



ألتفت له الشاب يقول بمهادنه 
"اسكت يا عم أنت هتفضحنا، أخرس وأحنا هنراضيك، من السبوبه دي" 



اتسعت أعين عمار بوجل و ارتجف جسده بتشنج لكن آخر ذرات إنسانيته لم تسمح له ليهجم عليهم محاولاً تخليص الرجل من بين يديهم 



و في ذروه العراك شعر بألم حاد بخصره ليضع يده على خصره بألم وقد غلبت الكتره الشجاعة نظر ليده بتشوش ليجدها مغطاه بالدم 



اتسعت أعينه بخوف لكنهم لم يسمحوا له بتلقى الصدمة حيث ابرحوه ضرباً 



تأوه عمار بألم وهو يحاول الاعتدال لكن الألم المنتشر بكل أنحاء جسده لم يسمح له خصوصاً الألم بخصره 



وضع يده على خصره مكان طعنه أحدهم بمديه ليشعر بكم الدم المندفع مكان الطعنه



أغمض أعينه و فتحهم مره آخرى ليجد جسد العجوز ملقى بجانبه بعدما سرقوه لا يعلم ما أصابه



رفع وجهه للسماء البعيدة وهو يبتسم بتشوش 



الرؤيه تذهب من أعينه، لكنه رأى الطيور المحلقه بعيداً بحرية أو هكذا رأى، ثم وجه والده المبتسم 



هل هذه النهاية سيموت في زقاق عفن بين صناديق القمامة!!!



 آخر ما أستمع إليه كان بعض الصرخات لم بترجم عقله معناها لكنه ميز بها البحه الأنثوية  قبل أن يشعر ببروده تصيب جسده و رجفه غريبة تجتاحه 



"أنهم يحتاجون لمساعدة النجده" 



========================



من ارتكب خطأ عليه بتحمل نتائجه



تفرقت عنه لشهور في احتجاز غريب، تلقت مختلف أنواع الاهانه، ذاقت الذل و العنف الجسدي و النفسي، أجبروها على أعمال شاقه، تحرشات جنسيه كانت معاملتهم لا تمت للإنسانية، و بمجرد أن سحبوها للخارج بعنف ووجدته أمامها تشبثت به منهارة غير قادرة على ترك يده، تخشى أن يختفي مره آخرى، و تعود لجحيمها، ما حدث لهم كان كالجحيم شياطينه من بني البشر 



صرخت نسيم بمجرد أن رأته أمامها مع الحرس هو الآخر و كأنه حبل النجاة الخاص بها 
"عبد الرحمن متسبنيش عشان خاطري متخلهمش ياخدوني تاني، عبد الرحمن " 
 



لم يقل هو عنها شئ، لكن أخفى انهياره في ملامح رسمت من صخر
كان أيضاً ينازع نفسه كي يمنحها الأمان ولو بكلمه لكنه غير قادر على الحديث غير قادر على التفوه بما يطمئنها به، لكن قلبه يعتصر ألمًا من تخيل ما حدث لها، إذا كان هو كشاب و تلقى ما جعل أعصابه تتلف ما بالها هي كفتاة!!



ما حدث في الداخل مازال مرارته يتجرعها في حلقه، لم يكن يوم أو اثنين بل الأمر أمتد لشهور، كأنهم قاصدين أن يكسروا كبريائهم، يذيقوهم من الويلات أقساها



ملامحه تصلبت بقناع حديدي، كأن أحدهم انتزع مشاعرة، لم يتصور ولا بأسوأ كوابيسه أن يحدث له ما حدث 



شاب بمكانته و رقيه صعب عليه أن يتعامل من الذل و الاهانه التي تلقاها في هذا الحجز، أعينه انطفئت منها وهج الحياة، لم يعد يشعر بمن حوله



اردفت ببكاء منها  وهي تقف أمامه تتشبث بذراعه بيدها المكبله هي الأخرى 
"عبد الرحمن رد عليا، رد متسبنيش" 



نقل أعينه الجامدة لها ثم أومأ دون أن يتفوه بكلمه 



كان مكبل كالمجرمين  يمشي في الممر بثبات يحسد عليه يمسكه أحد الحراس و يسحبه لطريق لم يعد يهتم ما هو 



خرج أمامه باهي، أبصره يتم سحبه من أحد الغرف وهو الآخر مكبل اليد منزوع العزيمة، فاقد معالم الحياة 



أبتسم عبد الرحمن بأعين دامعه يتذكر حياته سابقاً كأنها طيف بعيد صعب العودة لها بل مستحيل، لكن على الإنسان أن يتحمل خطأه و أنه ولد في هذا العالم الجاحد 




رفع باهي رأسه ينظر لاشعه الشمس التي انحرم منها لأشهر لا يعرف عددها،  أغمض أعينه يتمتع بدفئها، أنها نعمه كبير لا يعرف قيمتها سوى من اتحرم منها، الهواء الشمس السماء أصوات الطيور، السحاب، الحرية كلها نعم علينا أن نحمد الله عليها كل يوم و كل دقيقة، أنها نعم لا تقدر بثمن 




ركب السيارة الكبيرة كانت كلها مغطاه بالاسود نظر أمامه دون تعبير ليجد أمامه كل من عبد الرحمن و هذه الفتاه و عدد قليل لم يهتم بالتعرف عليهم 



تبادل النظرات مع عبد الرحمن بصمت، كل منهم يفهم نظرات الآخر كانت نظرات تدل على قهر الرجال..؟



كان الصمت سيد المكان لعده ساعات حتى توقفت السيارة في مكان لم يتحققوا من مهيته، و بعد ترجلهم من السيارة اكتشفوا وجودهم في مطار!!!!



================
إلي اللقاء في الحلقه القادمة




        



google-playkhamsatmostaqltradent