رواية قارب الموت الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مريم الجنيدي
«١١ غرق»
يوماً لك، و كل الأيام عليك
إتخاذ قرار كهذا نبع من فورة رجوله و ضمير يصرخان، لكنه لم يشعر بقراره نفسه أنه أخطأ في اتخاذه
تمسكت بذراعه وهي تردف متوسله ببكاء
"متروحش عشان خاطري، المسافه بعيدة أوي"
أبتسم لها بهدوء يشاكسها بما يسمح للموقف
"أي خايفة عليا؟ مش كنت حلوف!! على العموم متخافيش كل شئ مكتوب و اللي ربنا عايزة هيكون، لازم أتصرف يا هنموت من العطش"
سأله باهي بقلق وهو ينظر لبعد المسافه
"طب ما نستنا الاستغاثة تجيلنا بدل ما نخاطر!"
ربت عبد الرحمن على كتفه
"إحنا مش ضامنين الاستغاثة هتوصل أمتى، أو هتيجي فعلاً ولا لا، متقلقيش خير"
نظر لها مره اخيره قبل أن يقفز في الماء، نظرت نسيم في أثره و جدته يطفوا و يسبح بمهارة شديدة و سرعة إتجاه السفينه
مر ساعتين من نزول عبد الرحمن إلي الماء و لم يعد بأستطاعتهم أن يروا أثره
تنهدت نسيم بقلق لتسألها سيلا باستفسار
"هو يقربلك أي؟"
أومأت نسيم بنعم وهي تردف بخفوت
"إبن جوز أمي"
ظهر التفهم على ملامح سيلا لتسالها مره آخري تحاول تشتيت عقلها
"امم عشان كدة مكنتيش طيقاه؟"
تنهدت نسيم بقلق وهي تنظر لبعد السفينه
"لا مش عشان كدة، هو شخص كويس، بس أبوه كان غصبه يتجوزني، وهو مكنش عايز، عشان كدة أنا هربت، كرامتي اتجرحت منه"
ضحكت سيلا بخفوت وهي تسألها
"وهو شكله كمان هرب، بس ربنا جمعكوا هنا، يمكن لو مهربتوش كنتم اتجوزتوا"
صمتت نسيم قليلاً ثم همست
"معتقدش"
همست لها سيلا بخبث
"بس أنا ملاحظة أنك مهتمه بيه، اي سر الإهتمام المفاجئ دة!"
اشارات لها نسيم بفتور حانق
"شخص بيضحي بحياته عشان يجبلنا نشرب و إحنا في نص البحر مش عارفين مصرينا هيبقى أي، المفروض أعمل اي؟"
أومأت لها سيلا بإقناع
"عندك حق، متزعليش بحاول اللهيكي عن التفكير"
بعد ساعة و نصف قال باهي بسعادة وهو يشير لنقطة ما
"أهو ظهر، بدأ يظهر أهو"
انتفضت نسيم تنظر لما أشار إليه و ابتسمت بارتياح وهي تراه يعافر مع الماء يشقها بذراعيه القويتين و هناك صندوق ينسحب خلفه توقعت أنه ربطه بخصره بحبل حتى يستطيع سحبه
و بعد عناء استطاع عبد الرحمن الصعود مره آخري على القارب و سحب صندوق المياة سحب زجاجتين و اعطلى باقى الصندوق لباهي كي بفرقة
همس باهي له بإعجاب
"عاش والله أنت بطل"
أبتسم عبد الرحمن بارهاق دون أن يجيب الحقيقة أن السباحة هي الشئ الوحيد الذي يسكن اهتمامه، كان يريد التقدم به حتى يصل للبطوله، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
أقترب من نسيم و اعطى لها زجاجة مياة وقال بهدوء
"اشربي براحة عشان متخلصش مش عارفين لسه هيحصل أي"
سحبتها منه بارتباك وهي تمتم
"شكراً"
رد ببساطة
"العفو"
"ما بعرف كيف بشكرك أخي، والله منغيرك كنا هنموت، سقاك الله من الكوثر"
أردف عبيدة بهذه الجملة وهو يبتسم ثم تجرع القليل من الماء
شعر عبد الرحمن بعد هذه الجمله أنه لم يعوم فقط لأكثر من أربع ساعات كي يأتي بالماء، بل أن الله اختاره هو دون عن غير لفعل ذلك، ليأخذ هذه الدعوه، ربما استمع إلي الكثير من حوله يشكروه لمن هذه الدعوه أثرت به بشده، فحمد الله بداخله أن ألهمه هذه الفكرة
سأل باهي وهو يقترب من عبد الرحمن
"هنعمل أي دلوقتي هنستتى؟؟"
أومأ عبد الرحمن وهو يقول بخفوت
"سابولي رساله مع الماية أنهم كلموا الاستغاثة لينا، مش عارف لسه هيحصل أي أو حد هيجي ولا لا"
أردف باهي يطمئنه
"هيجوا بإذن الله، مش هيسبونا، أرواح البشر تهمهم في الدول دي"
ربت عبد الرحمن على كتف باهي وهو يقول ساخراً
"مفيش حد بيهتم بالروح غير اللي خالقها يا باهي، كل دي مظاهر خداعة خلي بالك"
جلس عبد الرحمن بارهاق في ركن صغير من القارب بعيد عن الأعين يستريح قليلاً
أقتربت نسيم منه بتردد، تحاول العبور من بين حشود الناس لتصل إليه، لا تعرف ماذا تقول، تعلم أن ما يمر به ليس بالهين هي تعرفه شخص ذو كبرياء، يحترمه الجميع، كان يدير كل أعمال والده، لا تصدق أن هروبه بهذا الشكل فقط كي يهرب من الزواج بها، فهي تعلم أن كرامته أهم من كل شئ ولن يلقي بنفسه في هذا الوضع إلا لسبب كبير ليست هي بالتأكيد هذا السبب
حمحمت بعد أن توقفت أمامه كي ينتبه لها لكن أعينه التي مازالت مغلقه أعلمتها أنه لم يستمع لها
همست بتوتر وهي تنحني بجذعها لمستواه
"عبد الرحمن أنت كويس"
فتح عينيه و تطلع لها بارهاق
"آه يا نسيم تمام الحمد لله، في حاجة ولا أي حد ضايقك!"
سألها بتلقائيه لتنفي برأسها
"كنت بطمن عليك، أنت قعت كتير أوي بتعوم عقبال ما وصلت، ماشاء الله عليك"
رد بقنوط
"أنا كنت سباح اصلاً يا نسيم بس مكملتش في الموضوع دة"
أومأت بتفهم بالتأكيد والده السبب، سألت تغير مجرى الحديث
"المفروض هيحصل أي، هنفضل واقفين هنا!"
هز أكتافه بعدم معرفه وهو يقول بتحشرج
"مش عارف، قالوا إنهم كلموا لينا استغاثة، هل هتيجي بقا الله أعلم، إحنا مستنين أهو"
أومأت له ثم اردفت بنزق محاوله اخراج الكلمه من فمها
"أنا آسفه لو كنت السبب في اللي أنت فيه دلوقتي"
أبتسم إبتسامة لم تصل الأعينه وهز رأسه بتأكيد
"متحمليش نفسك أكتر من طاقتها مش أنتِ السبب"
لم تجد شئ لتضيفه أو أي حوار آخر لتفتحه فشعرت بالاحراج و فضلت الانسحاب، ألتفت لتغادر و تعود لموقعها بجانب سيلا
نظر في أثرها و تركها ترحل دون أن يوقفها، طاقته و نفسيته لا تسمح بالكلام مع أحد رغم قلقه عليها، لكن نفسيته المدمرة من الأحداث لا يسعه إخراج كلمه واحده، أنه رغم كل هذا الشقاء و بناء نفسه، كان مرفه، كان يأكل أحسن طعام، الآن هو على مركب مهاجر هجره غير شرعيه مشرد دون هويه، لا طعام منذ ثلاثة أيام، يعيش على شربة ماء وجدها بعد عناء، هل هذا عقاب من الله لأنه أعترض على النعمه التي كانت بين يديه و تركه لوالديه بهذا الشكل
أسدل الليل ستائره و مرت الساعات دون جديد الكرب و الهم ظهر على وجوه الجميع
من يعتقد أنه سيفنى في هذا الوضع، و من هو إيمانه قوي وعلى يقين بأن الله لن يتركه
و بين هذا و ذاك يأتي ما كتبه الله لك
استمعوا لأصوات مراكب سريعة في الماء تقترب مع بداية شروق الشمس
انتفض الجميع يتطلعون لاقتراب مراكب خفر السواحل، للتسع ابتسامتهم بسعادة و تعالت الصيحات السعيدة و التكبيرات المهلله
لكن مع اقترابهم منهم بهذه السرعة بدأ القارب بالتمايل نتيجة الأمواج السريعة المتلاطمه به، فهدء حماسهم بخوف، لم تكن القوارب تحمل اعلام إيطاليا، لكن لم يعيروا الأمر اهتمام
أقترب باهي و عبد الرحمن من جهة تقدم المراكب وهم يلاحظون أن القوارب الصغيرة دور حول قاربهم بشكل مريب، مما ادي إلي اهتزاز المركب و تمايله بشدة
صرخ عبد الرحمن بصوت عالي
"Stop, the boat will capsize"
توقفوا سوف ينقلب القارب
لكنهم لم يعيروا كلامه إهتمام
ليقول باهي بشك
"في حاجة غريبة، هما بيلفوا حوالينا لي كدة"
أقرب قارب منهم وقال أحد أشخاص خفر السواحل
"Illegal immigrants"
مهاجرين غير شرعيين
مع أنه يعرف الإجابة جيداً و يكفي شكل المركب و عدد الناس لتأكيد الإجابة، لكن أجاب عبد الرحمن بهدوء قدر الإمكان بالإيجاب
ليرد الآخر عليه ببرود يسأله الي أين يتجهون
ليجيبه باهي هذه المره أنهم متجهين لإيطاليا
أردف الآخر بنفس الطريقة القاسية الباردة
"Well, we will tow the boat to the Italian border, as you are on our land"
حسنًا، سوف نقوم بسحب القارب إلى الحدود الإيطالية، لأنك على أرضنا
ودون انتظار رد القي بخطاف إلي سور المركب من الجانب يشبكه كي يتم السحب
أسرع باهي يقول بقلق
"Not from this side that's how the boat will sink"
ليس من هذا الجانب، هكذا سيغرق القارب
لم يعيروا كلامه أيضاً أي انتباه و كأنهم مجرد مجموعة من الجرذان يلقون بها بعيد عن حدودهم
نظر باهي لعبد الرحمن بقلق وهو يردف
"المركب مش هينفع تتسحب من الجنب كدة هتغرق، الحمل عليها كبير اصلاً"
نظر عبد الرحمن حوله بتيه ولا يعلم كيف يتصرف لكن تفكيره لم يدوم طويلاً لأن قوارب خفر السواحل بدأت بشد المركب بسرعة كبيرة مما ادي الي ميل المركب بشكل مبالغ ناحيه السحب
تعالت الصرخات و الناس تتخبط ببعضها، بدأت حفه المركب في النزول للمياة بشكل آثار الرعب و الفزع في النفوس
تعالت صرخات عبد الرحمن و باهي و الجميع بأن يتوقفوا لكن لا حياة لمن تنادي
المشهد كان كارثي، سحب المركب كان يجعلها تميل أكثر في الماء و يتساقط الناس منها
الأعداد و الصرخات تصم الأذان، و من يسحبوهم كأنهم أصماء فعلاً لأنهم و رغم هذا مستمرين فيما يفعلون
تمسكت سيلا بشقيقها وهي تبكي
ليقول لها بأعين تفر منها الدموع، مهشمه آخر لحظه في ثباته
"أنا بحبك كتير سيلا، عملت كل شي عشانك، سامحيني إن أخترت هالطريق، بس ما لقيت غيره، الظاهر إحنا ما لينا مكان على الأرض، أكيد مكانا عند الله أحسن بكتير"
تمسكت بذراعيه
"ما تتركني عبيدة، ما تبعد عني، لو هنموت نموت مع بعض"
نظر حوله بفزع وهو يتشبث بها كأنها طوق النجاة كان الناس يتساقطون من القارب تساقط الغيث من السماء
فقال لها بآخر أمل
"خلينا نقفز من هون، المركب هتنقلب بينا و ما هنسلم من تهمتها، خلينا نبعد عنها"
ودون الانتظار سحبها للحافه في الأمام و ضغط على يدها ثم قال بأنفاس لاهثه
"اشهد ان لا اله الا الله، وأن محمداً عبده ورسوله"
و دون تردد أو تفكير قفزا الإثنين في الماء
أما عمار فكان يصرخ بهستيرية، لا يصدق أن نهايته ستكون هنا، لقد غرقت أحلامه قبل أن يبدأها، جن جنونه و كأنه مسه عملًا من الشيطان، لا يرى سوا أنه مجرد شاب صغير بالعمر كيف سيموت الآن
تمسك بباهي بقوه وهو يصرخ و المركب تميل أكتر
"مش هموت هنا، أنا لسه صغير، مش عايز أموت هنا"
نهره باهي بعنف
"قول الشهادة، قول الشهادة و أستغفر، قووول"
صرخ عمار بقهر
"مش عايز أموت، مش عايز اموووت"
سحبه باهي من ملابسه قبل أن ينقلب القارب رأس على عقب و قفز في الماء من الجهة الأخرى
تخيل أن تكون نهايتك دون حتى نطق شهادة تشفع لك، يكون موتك في طريق ذهب إليه للمعصيه، أن تموت وأن تستكبر أن تتوب في آخر ثواني من موتك، أن تصرخ أنك لم تحقق أحلامك ولا تصرخ خوفاً من أن تموت على حالك العاصي المستهتر، أن تكون نفسك سوداء خبيثه كل ما تحلم به هو المتعه، وليست الحلال، إنما الحرام
مات شخص عاصي قتل مئه شخص، لكنه كان في طريق التوبة، فحسبته الملائكة أنه تاب و مات نظيف لانه ترك كل شئ خلفه و تاب و كان في طريق لحياة نظيفة.
تخيل أن تموت و أنت في طريق للمعاصي!!
وقفت نسيم بضياع و هي ترى حياتها تنتهي و ستصبح جثه مشوهه المعالم مجهوله الهوية، لن يتذكرها أحد، لن يعيش احد على ذكرها، ستموت ولن يقول أحد كانت هناك فتاة طيبة، لن يترحم عليها أحد، ستموت نكره وحيدة، غارقة بين مئات الجثث
انتشلها من تفكيرها ككل يد تسحبها بسرعة من ذراعها و لا تعلم ماذا حدث أو كيف صار الأمر لكن شعرت فجأة أنها تطير في الهواء ثم سقطت في الماء، أعينها مفتوحة لكنها لا ترى، الماء تسحبها للأسفل دون أن تقاوم دون أن تعافر، تري نور الشمس يخفت، و الصرخات تبتعد، و آخر ما شعرت به نفس اليد التي تسحبها من أول الطريق هذا، تسحبها مجدداً ......
لم تكن سفينه تايتنك العملاقة التي تغرق و أصوات الموسيقى تعزف و بكى الناس رغم ذلك مئات المرات كلما شاهدوا هذا المشهد
التي سقطت في الماء كان قارب عليه مئات الأشخاص، لم يغرقوا هم فحسب، بل أحلامهم هي التي غرقت،
لم يكن السبعمئه شخص عاصي كعمار أو مهاجر للمتعه
كان هناك المئات كعبيدة مهاجر لينجوا، ليعيش، ليبدأ من جديد بعدما تحطم وطنة، ولفظه باقي أشقاء و طنة، كان يحمي الباقي من عائلته، كان يسعى، كان متشبث بأي فرصه للاستقرار، لم يحلم بالرفاهية ولا الترفه، كان يحلم فقط بحياة أمنه، رزق حلال، غرفه تستر شقيقته من برد الارصفه القاسية.
ما سقط في الماء كانت آمالهم في حياة جديدة في فرصة أكبر.
ما سقط في الماء عائلتهم المعلقه في أعناقهم
كان هناك المئات مثل باهي الذي يسعى بكل جهده لسحب عائلته في بر الأمان، رغم تسرعة، رغم الطريق المهلك الذي اختاره بعدما أعمى الشيطان بصيرته
لكنه كان يسعى في الدنيا و الدنيا تسعى لتحطيمه
سرقت منه حلمه، و ظيفته، صحته، أراد أن يسرق منها فرصة، لكنها كانت أسرع و سحبت الفرصة من يده
غرق القارب المتهالك بمئات الأشخاص، لم يتبقى من قارب الموت سوى الحطام، معظمهم سيصبح كالجثه التي وجدوها في الماء
لكن هل الباقي سينجوا؟؟ هل ستكتب لهم الحياة؟ و أي حياة؟!
أنفاس متلاحقة، بالكاد استطيع إلتقاطها، احاول البحث عن قشه للنجاة لا أرى أى أحد اعرفه من حولى، انظر هنا و هناك و يكاد الماء يبتلعنى، أحاول البحث عن اصدقائي بين مئات الأشخاص الذين ينازعون للبقاء على قيد الحياة حولي، أصوات صرخاتهم التى تبتلعها المياة تصل لى متقطعه، ابحث بقلب يخفق بجنون، حاولت إخراج صوتى واصرخ بكل قوتى
"عمااار"
التفت لجميع الجهات المجهوله لا أرى سوى أشخاص بالكاد أعرف وجوههم منهم من يستطيع السباحة فيطفوا و منهم من يغرق أمام عينى ولا استطيع إنقاذه، مره أخرى لا أستطيع أن أرى أي من اصدقائي فاستجمع قوتي و انادي
"عبد الرحمن، عمار؟"
لكن صوتي يضيع هبأً وسط كل هذه الصرخات المذعورة، و بداخل هذه الدوامة استطعت أن أرى قوارب خفر السواحل تحوم حولنا، كأنها تستلذ من مشهد الغرق و رائحة الموت العبقة المنتشرة في الماء
و من أملى فى النجاه اعتقدت أنها قوارب الإنقاذ و تغافلت عن أنها القوارب التي سحبتنا للموت، لكن الابتسامات الشامتة و اللامباليه على وجه من يعتلوها من خفر السواحل جعلتنى اغمض أعينى بيأس و استرجع شريط حياتي سريعاً وآخر ما ظهر امامي قبل أن تسحبني الظلمه
كان وجه ملائكي صغير يبتسم وهو ينطق بحروف متلعثمه
"بابا" و بجواره وجه آخر يخفق قلبي كلما رآه و سمعت كلمات ترددت فى على الذى يسحبه الظلام
"أنا مستنياك يا باهى"
شعور أن بينك و بين الموت خطوة واحدة هو شعور، يجعلك تتساءل هل أنت حقاً مستعد للموت، هل كان عليك فعل ذلك رغم معرفتك أنك تلقى نفسك بين كفوف فارغه أسفلها الموت بأبشع السُبل، هل أنت مدرك لما ألقيت به نفسك!! هل فعلت شئ يجعلك بهذه القوة لمواجهة الله، هل أنت مستعد لتجيب على سؤال فى ما أفنيت حياتك!
شهقت بقوة و استفاق عقلي وهو يعطي إشارات لجميع اعضاء جسدي بالمقاومة و إستمرت أكتر من نصف ساعه حتى تخدرت اذرعى و أخيراً شعرت بيد مجهوله تسحبنى لأرتمى على شئ لا أعرف هويته مغمض العين وقد خارت قوايا لاتنفس ببطئ وأنا أرى شعاع الشمس من جديد، من بين جفوني النصف مغلقه لاهمس بين نصف عقلى الواعى
"عمار!"
الشخص الذى لا أريده أن يموت وهو على هذا الحال، لا أريد أن يستسلم الآن قبل أن يعود لصوابه، الشخص الذى اريد إثبات له أن الله معانا حتى لو ساءت الأحداث
أن عليه أن يتوب قبل فوات الأوان
هل فات الأوان!!!!
إلي اللقاء في الحلقه القادمة
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية قارب الموت) اسم الرواية