Ads by Google X

رواية ملح بطعم السكر الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سلمي سمير

الصفحة الرئيسية

 

 رواية ملح بطعم السكر الفصل الحادي عشر 11 -  بقلم سلمي سمير 

جهزت ورد نفسها لتكون زوجه حقيقة لرياض ليصدمها هو برفضه لها وطلبه بان تتركه وتذهب لتنام مع امها
وحين رفضت ترك غرفتها، تلقت اكبر صدمة في حياتها ، من الممكن ان تتلاقيها زوجة من زوجها، حين ابلغها انها تقدم لها عريس يناسبها وهو وافق عليه
تملكتها الدهشة لتواجهه بالرفض وعدم قبول التنازل عنه، ليحسم رياض امر حياتهم معا بان قال لها وهي تتهيأ لمغادرة الغرفة "
ورد انت طالق

نزلت عليها الكلمة كالصاعقة التي ضربتها فهزت كيانها ، والجمت لسانها وتحشرجت الكلمات في حلقها ،لتحدق به بقوة لعلها تحلم او انها تعيش اسوء كوابيسها، غير مصدقة ان رياض اقدم علي تطليقها، وهي من تمنته زوجا وعشقته حتي الثمالة، دنت منه تستفسر هل ما قاله صحيح؟؟
رياض بجد طلقتني، قول ان سمعي خاني، قولي ان ده حلم وهصحي منه ،قولي انك بتفكر فيا وبتتمناني زيا ما بتمناك

تغيم عيناه بوميض غامض وتتجمد ملامحه ليقول له "
لاه يا ورد انا حررتك مني وطلجتك ،خلاص من اليوم انت محرمة عليا ،ومجامك من مجام اختي او بتي وده اجرب للواجع اللي بينا، روحي يا ورد لعمتي، وفكري في عرض خوي جاد ،صدقيني لولا اني ناضر انه اكثر واحد يناسبك انا كنت رفضت طلبه ، وافتكرى اني هكون دايما عزوتك وسندك

دفعته في صدره بغضب وثارت ثائرتها وصاحت فيها بعنف كالطير المذبوح الذي يبحث عن النجاة "
مش عايزاك عزوتي ولا سندى، لانك كل حياتي، انا عايزاك جوزي وشريكي وكل دنياي،
شايفاك مستقبلي وحاضري ، حتي الماضي انت كتبته من جديد وغيرته ليك، انت النور اللي بينور طريقي ، انت الضياء اللي بيشرق في حياتي كل يوم،
انت برقة الامل اللي اشعلت حماسي للحياة، عايزني افرط فيكي علشان مش مناسب ليا ليه
قولي سبب واحد يخليني اتخلي عن حياتي معاك، غير انك كبير عني، لو انت شايفه سبب
رغم ان رسولنا الكريم تزوج سيدتنا عائشة وهو في سن ٥٣ وهي كانت اصفر مني بكثر ،
لو علي كبر سنك زي ما انت متخيل هو اللي خلاني اشوف فيك بابا، مش هنكر ايوه شايفة فيك بابا ومازالت شايفاه لكن عمري ما اتمنيت بابا يحضني زي ما بتحضتي،او يضمني لصدره زي ما بتضمني وتخبيني جواك
عايزة ده منك، انت مش من حد تاتي ولا من اب، عايزه من زوج و انت الزوج اللي اختاره قلبي ومش عايزة غيره

تاخذ يده وتضع علي بطنها لتصرخ بالم "
عايزة في حشايا طفل منك يتربي جوايا بحب، يحمل صفاتك ويجسد عشقي ليك اقولك اايه وانا فسرتها وعملتها وجسدتها بالاف المعاني،انا عشقاك يا رياض ومش هتنازل عنك

يجذب يده منه بسرعه كانه لدغة عقرب ويصيح فيها بغضب"
اتحشمي يا ورد، جسمك مش ملكي علشان المسك او يكون ليا عليك حج، اتجي الله في نفسك افهمي انك محرمه عليا

يوليها ضهرها ويكمل بعصبيها "
اخرجي يا ورد وهمليني لحالي ، بيكفي حديث اللي بينا انتهي ودلوج جدامك حياتك اختريها كي ما انت رايده

أرتجف جسدها بشدة وعنف من حسرة انكسارها ورفضه لها لتهتف بصوت حزين ممزوج بالرجاء "
ردني يا رياض مش عايز حاجة منك غير اني احمل اسمك، خلاص حطمت كل احلامي معاك، لكن معنديش مقدرة اكمل حياتي من غيرك،يمكن في يوم تعرف قد ايه انت ظلمت حبي
ليك واني محدش يستحقني غيرك

يستدير اليها وقد التمعت شرارة الغضب في عيناه ، يمسكها من ذراعها العاري ويدفعها خارج الغرفة صائحآ فيها بحدة"
لاه يا ورد خلصينا وحكايتنا خلصت افهمي اكده، علشان ترتاحي وتريحيني،
ويترك يدها بعد ان اخرجها خارج غرفته"
واسمعي من بكرة هتعشي في دار عمك الشيخ ياسين مع بناته
مينفعش تعيشي في دار خطيبك ،ولو مش رايدة انا هبني ليك دار انت وعمتي،ولو مريداش تعيشي بالصعيد كلاته وتنزلي مصر انا موافج وهرعيكم كي عمي منصور بالتمام

يتركه ويدخل غرفته ويغلقها خلفه بقوة ،غالقآ بينه وبينها الف باب وباب من الرفض والجفاء الذي لا تعلم سببه بعد عشقها وطاعته العمياء له وخدمته التي لم تتواني عنها لحظة
**********************
دلفت ورد علي امها غرفتها لتنهار باكية بعد ان تمسكت امام رياض حتي لا تذل نفسها امامه اكثر من ذلك
تستيقظ حفيظة مفزوعة علي صوت نحيب ابنتها ،لتنظر اليها بريبة وتسالها بقلق"
ورد فيكي ايه يا بتي ، ولية مهملي جوزك لحاله في وجت زي دلوج، حصل بينكم حاجه طمنيني يا بتي

تلقي ورد نفسها بحضن امها التي غمرتها بذراعيها بحب وحنان لتزيد من نحيبها وتقول بحسرة"
مبقاش جوزي خلاص يا ماما، رياض طلقني رياض طلقني

كتمت امها شهقتها حتي تسمع من ابنتها سبب طلاقه لها لتسالها بوجل"
طلجك ليه وحوصل بيناتكم ايه لكل ده جوليلي يا ورد

رفعت راسها عن صدرها ونظرت اليها بعين اذبلتها الدموع لتقول بحسرة وانكسار"
ولا حاجه كل اللي طلبته اني اكون مراته وأم اولاده، رفض وقالي ان في عريس مناسب اتقدم ليا تتصوري يا ماما، رياض اللي بيغير عليا يقبل اخوه يطلبني منه

تمسك يد امها فجأة وتقبلها برجاء قائلة بخنوع"
ورحمة بابا عندك قوليله يردني، مش انت سبب جوزي منه وخلتيه يجبني هنا وحببني فيه بالشكل ده، قوليله يردني انا بموت وحسا ان بتخنق من فكرة حرماني منه وحياة اغلي ما عندك قوليله يا ماما انا بعشقه بجنون

ابتلعت حفيظة ارياقها ونظرت اليه بأرتباك وقالت"
مينفعش يا ورد يردك، لو رياض رايدك لازم يكتب عليكي من جديد ، ومدام طلجك وجولتي اخوه رايدك يبجي رياض مستحيل يفكر يتجوزك تاتي

اعتدلت ورد في جلستها ونظرت الي امها بريبه وعصبية وسالتها"
يعني مينفعش يردني، انا لسه في شهور العدة واخوه قدامه شهر ويسافر يعني مينفعش يتجوزني، ثم هو انا لعبة بينهم يتسلو بيها هو شويا واخوه شويا ، لاء يا ماما انا مش عايزة غير رياض حتي لو عجوز ومينفعنيش ولو هعيش معاه زي الاخوات مش عايزه غيره بلغيه كده وخليه يردني احسن

تنهدت حفيظة بعمق وزفرت انفاسها بضيق وحزن "
يا بتي افهمي ، بجولك رياض مكنش جوزك علشان يردك رياض كان كاتب كتابك بس لكن مدخلش عليكي، انت لساتك بنت بنوت ، علشان اكده مينفعش يردك لازم يعجد عليك من جديد ومدام اخوه طلب منيه يبجي خابر انك كنت كي كخطيبته مش مرته فهمتي

وضعت يدها علي خدها من هول صدمتها غير مصدقه انها عاشت بين احضان زوجها ٦ شهور ولم تكن له زوجه يوم،
لتسال امها بذهول"
اومال المنديل ده كان ايه وكلامه معايا اني مراته لاء انت بتكذبي عليا ، عايزة توجعيني زي ما وجعتك قولي انك بتكذبي وان رياض جوزي

جذبتها حفيظه لحضنها ومسد علي ظهرها بحنان "
اهدى يا ورد ورحمة بوكي هو ده اللي حوصل، المنديل كان علشان تستسلمي للامر ، لكن رياض وعدني ما هيلمسك ولا تكوني مرته غير برضاكي والراجل وفي بوعده

ترفع راسها من صدرها وتصيح بغضب "
ورضيت وقبلت ومش عايزة غيره ليه طلقني وكسر قلبي

تنكس امها راسها ارضآ وتقول بحزن"
لانه وفي لمراته واللي اتاكدت منه انه اتجوزك علشان ينقذك من نفسك او ان واحد يتجوزك من ولاد عمك ويفضحك لما تعصيه وتسببي في مرمطة اسم بوكي في الارض
رياض اتجوزك علشان يحميكي ويعلمك الاصول ويرجعك لاصلك ، وعلشان اكده لما اتاكد ان حالك انصلح فضل يطلجك ويسيبك تختاري اللي يناسبك وهو يفضل علي وفائه لمرته
اه يا بتي حسا بوجعتك لما تتحرمي من عشج جلبك ، انا اللي غلطانه شجعتك تتجربي ليه وهو مخلفش وعده معايا ، لو كان رايدك كان تمم جوزه منيكي،،ياريتني ما جولتلك اتجربي منيه علي الاجل مكنتيش اتوجعتي من رفضه ليكي ولا اتعلجتي بيه كي دلوج، بس انا شفت عشجك ليه جولت خلاص مدام حباه هترضي بحالك معاه كي ما يكون

تنهمر عبراتها بغزارة تعبر عن مزيج من الالم والحزن الذي يسيطر علي قلبها المجروح لتقول بتحدي"
ايوة بحبه يا ماما وعشقه بقي بيسري في دمى، ومش هسمح ليه يحرمني منه علشان يعيش علي حب شبح واحدة ماتت ومدام حملت اسمه يبقي انا اولي بيه، وهخليه يردني حتي لو بالغصب مش اتجوزني ضد رغبتي وخلاني احبه،
هو ده اللي هعمله معاه وهخليه يحبني ومش هسيبه لماضي يفترس احلي ايامه وشبابه

لتضمها امها الي صدرها بقوة "
طيب انعسي يا بنتي والصباح رباح هحدده واشوف ايه حكاية جاد، وهجنعه يتجوزك لانك ريداه هو وبس
تضع راسها غلي صدره امها وتنتحب بانهيار"
ياريت يسمع منك يا ماما يارب يهديك ليا يا رياض
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
من داخل غرفة رياض
اغلق رياض الباب خلف ورد بعصبيه قاطعا بينهم الحديث
ظل يستغفر كثير وجلس علي الاريكة واخذ المصحف ورتل بعض ايات القران الكريم الي ان هدات نفسه
اتباعهم بركعتان لله تعالي، خلع عنه جلبابه وتمدد علي الفراش الخالي لاول من ستة شهور لياخذ نفس عميق ويضع يده تحت راسه ونظر الي سقف غرفته، ومتذكرآ حديثه مع اخية جاد، عندما عاد من الخارج فسال عنهم ولم يجدهم وابلغته امه انهم لم ياتو الي الآن وهذا ليس عادتهم
ظل رياض بانتظارهم الي ان اتيا وطلب من جاد ان يحدثه علي انفراد، دخل غرفته ولحقه اخية القلق من غضب اخية لتاخره هو وزوجته التي ياخذها الي كليتها لتواصل تعليمها
وليس لها غرض اخر حتي يغضب عليه اذ تاخر في العودة بظروف خارجه عن ارداته"
دلف رياض للغرفة وجلس وطلب من اخيه ان يجلس ليحدثه في امر هام ساله في بادى الامر عن سبب تاخيره"
جلس جاد ونظر الي اخيه مطولا ليستشف سبب غضبه ، لكنه لم يستطيع لجمود ملامح اخية ليقول "
مفيش العربية عطلت بينا في السكه والقطر كان طلع، مكنش قدامي حل غير اني اروح لمكيانيكا سيارات يصلحها اول ما خلصها خدتها ورجعت انا اسف بس ده شئ خارج عن اردتي

طالعه رياض بهدوء حذر وقال بجدية "
خابر بيجولو عنيك انت ورد ايه في البلد اليومين اللي فاتو

حدق جاد به بصدمة وساله بلهفه"
بيقولو ايه ومين ده اللي اتكلم عننا وليه هو انا صدر مني حاجة غلط اتسببت في غضبك عليا وكلامهم علينا

يتنهد رياض بقوة مفسرآ"
محصلش منيكم حاجه تعيب فيكم، لكن اللي اتجال لازم يترد عليها ومفيش حل غير انك تنجوز ورد

كانت كلمات رياض كالقنبلة التي انفجرت في وجهه فجعلت افكاره كالاشلاء لم يستطيع تجميعها ليقول له بذهول"
رياض اتت بتقول ايه اتجوز ورد مين مراتك ، انت مستوعب بتقول ليه ،اكيد في خاجه غلط صح قول اني سمعت غلط

نهض رياض وظل يمشي بالغرفة واضعا يده خلف ظهره، ليلتفت لاخيه ويقف امامه ويقول بغته "
وانت متخيل يا ولد ابوي انا لو ورد مراتي صوح كنت هجولك اتجوزها ، لاه يا جاد ورد مش مرتي ويشهد عليا الله انا مليش رغبها فيها ولا عيني حطت فيها من يوم كتب كتابي عليها ، وكل اللي بينا كان لتاديبها واصالح حالها

رمق جاد رياض بقوة متطلعآ فيه بشدة لعله يرى في نظرات عيناه يكذب ما سمعه ليصدم بصدق اخية "
مش معقول يارياض مراتك ست شهور وفيز حضنك كل ليلة ومحصلش بينكم علاقة او حتي رغبتها ايه قديس
ثم ورد جميلة في كل حاجة وقوامها يخطف العين والقلب
عايز تقولي مشوفتش كل ده وهي معاك مش عارف اقولك ايه لكن علي قد ما مستحيل اصدق كلامك، لكني مقدرش اكذبك لان مفيش حاجة ترغمك تتخلي عن مراتك لاخوك اللا

تضيق حدقت رياض بغضب ويهتف بضيق"
اللا ايه يا جاد، اوعاك تعيب فيها ورد بت عمك اشرف بنات العيلة ،ولما تتجوزها هتعرف ده بنفسك، وانا لو ليا غرض فيها كنت اتشرفت بجوازي منيها لكني علي عهدى لخديجة ، محدش هيكون متاعي في الدنيا غيرها

تمعن جاد في النظر الي اخية وصمت لا يعلم بماذا يجيب ليساله "
ممكن اعرف اتكلمو عني انا وورد في ايه ، ايه اللي وصلك

جلس رياض مره اخره وطالع اخية بضيق"
جالو اللي جالوه، وانا مش هصبر لحد ما سمعتها تبجي حديث الكبير والصغير،لاما تتجوزها لاجبل اول عريس يتجدم ليه وانت خابر ان محدش عالم ب٠وازي منيها جولت ايه

تتجلي ملامح الحيرة علي محيا جاد ويصمت حتي يفكر بهدوء ليباغته رياض قائلا"
اسمع يا ولد ابوي، ورد متليجش الا بيك ومتنساش ان اماتيك نفسها تفرح بيك ، وانت جولت ان مفيش بت تناسبك، اظن مفيش بالعيله كي ورد متعلمه كي علامك وهتبجي دكتورة، وكمان مثجفه وجميله ، وست بيت شاطرة كي بنات العيله يعني زوجه مثالية واظن مفيش زيها يناسبك، علي الاجل تشدك لارضك وناسك اللي هملتهم من يوم موت علي

ارجع جاد راسه للخلف وافعآ وجهه للاعلي ليسطرد قائلا"
عارف كل اللي بتقوله، لكن ورد هتوافق عليا وهتقبل تعيش معاكم بشهور جول سفري، ده غير كل ده هتقبل تطلقها ،انا شايف انها بتحبك ومتعلقه بيك

تنهد رياض بقوة كانه شاعر بهم كبيرا انزاح عنه واجابة"
ايوة متعلجي بي بجنون ،لاني عوضتها بوها وحنانه وكنت ليها السند والامان اللي فقدتهم،ورد متخيله انها بتحبني لكن لما تتجوزك وتعرف يعني ايه جوز هتعرف اني كنت ليها الاب اللي اتحرمت منيه مش الزوج اللي هتشاركه حياته

لينهض ويربت علي كتف اخيه برفق"
خابر انها هترفض طلاجي ليها، لكن جالب منك تساعدني افوجها من وهم انها بتحبني،لازم تفهم دوري في حياته ايه وبجي ايه وانت دورك تفهمها دور الزواج بيكون غير الاب

يزفر جاد بقوة دليل علي عدم اقتناعه"
مش عارف يا رياض حاسس ان ارتباطها بيك حب فعلا مش مجرد احساس بالامان ما تفكر يا رياض كويس زي ما اتت شايف ورد فرصه ليا ، هي كمان فرصه ليك تخرج بيها من حدادك علي خديجة كفاية ٥ سنين

يحتضنه رياض بقوة ويهتف بحزن"
العشق ملوش دوا يا ولد ايويا وعشجي لمرتي فاج الواجع واللي بعمله دلوج بياكد.لي كيف انا عاشج بحج الله

هز جاد راسه اسفآ ومسد ظهرها بحب"
موافق يا رياض وياريت ورد توافق ، بس المهم انت متندمش علي طلاقها بعد فوات الاوان
ليقطع حديثهم طرق ورد علي الباب وينظر اليه جاد نظرة راجل الي امرأة يتمناها وليست زوجة اخ كم كان يراها
يعود رياض الي الواقع علي صوت الاذان ، يحمد ربنا الذي وافقه لما فيه الخير لورد واخية وينهض ليتوضأ كي يذ٧ب الي الجامع ليؤدي صلاة الفجر حاضر
ينتهي من وضوئه يلبس جلبابها ويخرج من الدار قبل الاقامه
في غرفة ورد التي جفاها النوم ولم يغمض لها جفن ،تسمع صوت دبيب اقدامه تنهض مسرعه لتراه الا انه خرج قبل ان يراها الي الباب المغلق وتهتف بحزن"
وحشتني من ساعات فراق هتحمل ازاي اللي جاي من غيرك
يارب بحق اذان الفجر رده ليا واهديه عليا انا بعشقه اكثر من روحي يارب
وتدخل غرفتها وتتوضاء وتؤدى فرضها وتظل تدعو الي ان اجهدت عيناه من الدموع وتعبت يدها المرفوعه بالدعاء
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
تنتهي من صلاتها وتهرع الي الزريبة لتحلب الجاموسة كم اعتادت لتراها شلبيه تبتسم له وتصبح عليها قائلة"
اتفضلي يا ست ورد جهزت ليكي الجدر علشان تلخبي بنفسك كي كل يوم ، زمان الكبير علي وصول همي

ابتسمت له ورد والحزن ساكن عيناها والجرح يدمي قلبها، تناولت منها القدر وجلست تحلب الي ان انتهت واخذته الي المطبخ وملاءت كوب كبير وخرجت تنتظر عودة رياض"
ظلت تنتظر كثير ولا اثر له ، عاد جاد والقي عليها تحية الصباح وحين راي عيناه الذبلة من كثرة الدموع ووجها الشاحب فهم ان رياض تحدث اليها،في امر زوجه منها وطلاقه له ، فاثر السلامه وصعد الي غرفته دون الحديث معها ، مفضلآ ان يسال اخيه عم فعل معها"

نظرت اليه ورد وهو صاعد أرادت ان تساله ما قال ليه أخية حتي يفكر بالزواج منها لكنها كانت في حاله لا يرثي لها ، ولم يعد بمقدورة الحديث والعتاب يكفيها ما بها

طال بها الوقت في الانتظار ولم يعود ، لتتاكد بانه لم يعد حتي لا يراها لانه يعلم علم اليقين انه ستكون بانتظاره، تترك كوب الحليب وتعود الي غرفتها مع امها وقلبها مفطور فاقده الامل في العودة له بعد هروبه منها وعدم مواجهتها ،لتتمدد علي الفراش تنشد بعض الراحه داعيا الله ان تكون الي الراحه الابداية حتي ترتاح من الم فراقه الذي اعادها اليها ذكريات الم فراق ابيها ، لكان فراقه كان اشد وطئ
*********
عند رياض
يدلف رياض الي دار عمه الشيخ ياسين الذي رحب به قائلا"
ادخل يا كبير وجةلي ايه الشئ الضروري اللي ما يصبر للطلوع الشمس ،اوعي تكون بت منصور عملت شى تاتي

ابتسم رياض علي مضض وجلس امام عمه الذي سبقه وقال"
لاه ياعمي ورد زينة البنته، بس حبيت ابلغك اني طلجتها، وحررتها مني ومن اليوم ليها حج تختار تعيش حياتها كي ماتريد ، وانا هفضل سندها وامانها

تافف الشيخ ياسين واجابه"
ليه يا ولدى مدام اتصلح حالها كنت بجيت عليها وتممت جوازك بيها، بيكفي حزن علي خديجه والله هتسامحك

اردف رياض بضيق"
اتصلح حالها لنفسها يا عمي، ام خديجه تسامحني انا واثق انها مسامحاني لاني هفضل علي وفائي ليها ولعشجي اللي ماحدا يستحقه غير مرتي حبيبتي الغالية وبس
المهم ان جاد طلبها مني ،وجبل ما تسال كي وهو خابر انها مرتي انا جولتله وعرفت انه كان اتفاج بينا وبينك وبين عما حفيظه ومافي حد خابر بيه غيرك وولادك وبس،وجوزه منيها هيكون الاول جدام البلد والعيله وانها لستها بكر
الحمد لله جدرت اجربهم من بعض الفترة اللي فاتت لما خليته يوديها الكلية كل يوم ،جصدت اكده علشان تعرفو بعض زين

افتر فاع عن ابتسامه فخر"
واه منيك يا كبير لما جولت انك هتكسر تمردها من غير ما تمسها مكنتش خابر هتعملها كيف ، لكن جدرت تعملها وكمان حافظت عليها كي الاب وزيادة،فعلا الرجال افعال مش اجوال
وانت زينة الرجال،خلاص يا رياض مدام جاد رايدها جوزهاله اظن بعد ما انصلح حالها استحاله ترفض ليك كلمه

يهز رياض راسه بالرفض ليقول "
لاه يا عمي انا مش هفرض علي ورد حاجه بعد اليوم، ولو موافجتش علي جاد انه مش هغصب عليها، لو زي ما بتجول ان كنت ليها كا الاب يبجي لازم اخليها تختار حياتها بنفسها

اعترض للشيخ ياسين علي حديثه وقال"
واه كيف يعني تختار بنفسها، ايه يعيب جاد.ده دكتور جد الدنيا ويناشبها في السن والعلام، وافرض رفضته وسافرت مصر هتوافج علي سفرها

اجابة رياض بقوة وتصميم"
ايوة هوافج دي حياتها ياعمي ولو شايفه ان راحته في مصر هجهز لسفرها وهراعيها هي وعمتي ده واجبها عليا

يتافف الشيخ ياسين من موقف ياض لكنه يستسلم له ليساله"
طيب مدام انت مرت كل حاجه اي المطلوب مني

طالعه رياض بجدية وقال"
انك تخلي بناتك تروح تجيلها لدارك ، مينفعش تغيش معانا بعد طلاجي ليها وطلب جاد الجواز منيها، لحد ما تقرر هي رايده ايه وانا هنفذ كل اللي يريحها مهما يكون

يؤمي الشيخ ياسين راسه واجابة "
ليك حج تطلع للشمس وهبعت هداية وخواتها يجبوها ،علي فكره هداية هتعيش معايا لحد ما جوزها يعاود.من السفر، واهي فرصه تجنعها توافج علي جاد لانه احسن واحد يناسبها

يتنهد رياض براحه ويربت علي ظهر عمها برفق"
زين انك فهمتني يا عمي، وانا واثج في حكمة ورد وعندى ثجه في انها هتوافق علي جاد يحون راجلها

يتهيا رياض بالذهاب لتدخل ٦ليه هدلية وهي تحمل كوبين من الحليب وتضعهم امام ابيها ورياض وتقول"
اكيد لسه ما شربت حليبك الدافي ، انا لسه فاكرة عادتك لما كانت خديجة تستناك بعد الفجر بكوباية الحليب الدافي

تبسم رياض واخذ كوب الحليب ليرتشفه ناظرآ اليه بقوة غريبه جعلته ترتجف لظلام عيناه بطريقة اخافتها لتساله"
رياض في ايه حساك مش طبيعي حصل ايه يا واد عمي

اتسغت ابتسامته وارتشف الكوب سريعا واجابها "
مفيش بس بحسدك علي ذاكرتك ، المهم متتاخريش علي ورد وعمي الشيخ ياسين هيجولك علي اية

تمسكه من رسغه وتقول له برجاء"
بالله عليك اجعد افطر معانا كي زمان ، وانا هصحي سويلم وخواتي وبعد الفطار هنروح لورد زي ما جلب

ليقول الشيخ ياسين بمودة"
اجعد معانا يا ولدى ولا دار عمك وحماك ملهوش حج فيك
يرضح رياض لطلبهم ويجلس ليفطر معهم كم طلب عمه
•••••••••••••••••
في دار رياض تستيقظ ورد علي يد تهزها برفق، تفتح عيناها بصعوبة بعد ان تورمت من كثر البكاء لتري عيون هداية الساخطه عليها ، ترمقها بقوة وابتسامة شماته تحتل محياها وتقول لها بحقد"
كنت مفكره انك هتاخدى الكبير من خيتي خديجة، كان غيرك اشطر ،ووجعتي نفسك مع من لا يرحم، انا اجسمت لو مش هيكون لي ما هيكون لغيري يكفي خديجة سرجته مني،الحمد لله العمل جاب نتيجته وطلجك كيف ما خططت، هانت كلها شهور عدتي تخلص واكون ليه يا بنت عمي ....
google-playkhamsatmostaqltradent