Ads by Google X

رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل العاشر 10 - بقلم سليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل العاشر 10 - بقلم سليا البحيري

أسيرة_في_مملكة_عشقه 
فصل 10
بعد كام يوم في فيلا العيلة – أوضة غزل – الصبح

غزل واقفة قدام المراية في أوضتها، بتمشط شعرها الطويل الأسود اللي بينساب على كتفها، وبتجهز نفسها تنزل الجامعة. لابسة بلوزة بيضا شيك مع بنطلون جينز أزرق، وبتحط نقطتين عطر بحنية. فجأة، باب الأوضة بيتفتح بالراحة، وبتطل منه حور الصغيرة بعنيها البريئة وابتسامتها الواسعة.

حور (بحماس وهي بتجري عليها): غززززززل!

غزل (بتبتسم وهي بتلف ناحيتها): صباح الفل يا عسل ، إيه كل الحماس ده الصبح بدري؟

حور (بتنط على السرير وتقعد عليه، عنيها بتلمع ببراءة): عايزة أسألك على حاجة مهمة أوي أوي!

غزل (بتقعد جنبها، وبترفع حاجبها بمزاح): حاجة مهمة أوي أوي؟ طيب، اتفضلي، سامعاكي يا آنسة حور.

حور (بحماس وبراءة): غيث…!

غزل (بتتفاجئ لحظة، وبعدين تضحك بخفة): غيث؟ وماله غيث؟

حور (بتميل برأسها وهي بتفتكر كلامهم عنه  ): كنتوا بتتكلموا عنه كتير … شكله حد مهم! هو وسيم؟ زي أبطال الروايات؟

غزل (بتضحك وهي بتشد خدود حور بحنية): يا شقية، إنتي حتى ما تعرفيهوش!

حور (بتحط إيديها على صدرها بطفولية): بس شكله طيب من كلامكم! إنتي بتحبيه؟

غزل (بتتنهد وهي بتفتكر خناقها مع غيث في الجامعة): هو مش وحش، بس مستفز شوية… حصل بينا سوء تفاهم امبارح.

حور (بتبص لها بجدية طفولية): يعني اتخانقتوا؟

غزل (بتضحك وهي بتمسك مناخير حور بلطافة): حاجة زي كده، بس مش مشكلة كبيرة.

حور (بتبتسم بمكر طفولي): طيب، ممكن أشوفه؟

غزل (بترفع حاجبها): وعايزة تشوفيه ليه بقى؟

حور (ببراءة): أشوفه إذا كان يستاهل كل الكلام اللي قلتيه عليه! ويمكن يبقى صاحبي الجديد!

غزل بتضحك من قلبها وهي بتاخد أختها الصغيرة في حضنها، وبعدين بتقوم تمسك شنطتها.

غزل (بمزاح): طيب يا آنسة حور، لو قابلتيه يوم، هسيبلك الحكم. بس متنسيش، أنا مش معجبة بيه!

حور (بتغمز لها بمكر طفولي): هنشوف!

غزل بتبتسم وتنزل مع حور للدور الأرضي، حيث سليم وميار مستنيينها علشان يروحوا الجامعة، بينما حور لسه بتهمس لنفسها بحماس عن مقابلتها لغيث في يوم من الأيام
********************

تخرج غزل من غرفتها وهي تمسك بيد حور الصغيرة، التي لا تزال تثرثر بحماس عن غيث. تنزلان الدرج معًا، وحور تتأرجح بخطوات مرحة بجانبها. عند أسفل الدرج، ينتظرهما سليم، ابن عم غزل، مستندًا إلى الجدار بيد واحدة، وعيناه تحملان نظرة مشاكسة كعادته كل صباح.

سليم (بابتسامة جانبية وهو يعقد ذراعيه): وأخيرًا آنسة غزل، قررتِ تنزلي؟ كنت هفتكر إنكِ قررتِ تغيبي النهارده!

غزل (تتنهد وهي تصلحه ببرود): صباح الخير يا سليم… ولو على الغياب، أنت أول واحد مش من حقه يتكلم!

سليم (بمزاح وهو يرفع حاجبه): أنا؟! يا بنتي، أنا من أكثر الناس التزامًا! ولا نسيتي مين اللي دخل المحاضرة متأخرة امبارح وكان بيجري زي الهارب من مصيبة؟

غزل (تضيق عينيها وتتذكر إحراجها بالأمس): مش ذنبي إن الشارع كان زحمة!

سليم (يهز رأسه بتصنع الحكمة): أيوه، أيوه… دايمًا حجة "الزحمة"، متعودة على كده!

حور (تقاطعهم بحماس طفولي): هو إنتوا دايمًا بتتخانقوا كده؟

سليم (يضحك وهو ينظر إلى حور): مش خناقة، يا أمورة، دي مناقشات صباحية تحفيزية!

غزل (تغمز لحور): تحفيزية مين؟ ده بس بيدور على أي فرصة يستفزني فيها!

سليم (يضع يده على صدره وكأنه مصدوم): أنا؟ تستفزكِ؟! لا يمكن! دي مجرد حقائق بريئة بقولها!

حور (تضحك ببراءة): بس بصراحة، أنتوا ظراف مع بعض! بتحسسوني إنكم في مسلسل درامي!

غزل ترفع حاجبها، بينما سليم ينفجر ضاحكًا.

سليم (بمزاح): شوفي، حتى حور الصغيرة شايفة إننا زي المسلسلات!

غزل (تتنهد وهي تسير إلى الخارج): يلا يا سليم، كفاية كلام، هنتأخر!

سليم (يتبعها وهو يضحك): حاضر يا هانم! بس خلي بالك، غيث مستنيكِ هناك، أوعي تقعي في زحمة الطريق تاني!

غزل تضيق عينيها بتهديد بينما حور تضحك، وسليم يفتح باب السيارة بمزاح، مستمتعًا باستفزاز ابنته عمه كعادته كل يوم
*********************
– عند النافذة-

يقف نادر، الجد الأكبر، عند نافذة غرفته المطلة على الحديقة الأمامية للفيلا. يحمل كوب الشاي الدافئ بين يديه، ويراقب من خلف الزجاج المشهد المليء بالحياة أسفل الدرج. يرى غزل وسليم يتجادلان كعادتهما، بينما حور الصغيرة تقف بينهما تضحك بسعادة.

يبتسم نادر بخفة، وتتلألأ عيناه بتلك الحكمة التي اكتسبها على مدار سنواته الطويلة.

نادر (يتمتم لنفسه وهو يهز رأسه برضا):
"سبحان الله… الدنيا بتتغير، والسنين بتمر، لكن بعض الحاجات بتفضل زي ما هي… كنت بشوف أبوهم وأمهاتهم بنفس الطريقة وهم صغيرين، بيضحكوا ويتخانقوا، بس في الآخر قلبهم على بعض…"

يأخذ رشفة من الشاي بهدوء، وعيناه لا تزالان تراقبان أحفاده بحب.

نادر (بابتسامة دافئة):
"الحياة ميبقاش ليها طعم من غير العيلة… الحمد لله إن ربنا رزقني بأولاد وأحفاد قلوبهم نقية… مش مهم الفلوس ولا الجاه، المهم إنهم دايمًا يبقوا سند لبعض…"

يرى سليم يفتح باب السيارة بحركة استعراضية، بينما غزل تنظر له بتهديد واضح، وحور تقفز ضاحكة بجانبهما.

نادر (يضحك بخفة ويتمتم):
"سليم نسخة من جده بالظبط، كان شقي ومحب للمشاكسات من صغره… أما غزل، فشايلة مسؤولية كبيرة بس قلبها طيب زي جدتها… وحور… آه يا حور، ملاك صغير جاي يوزن كفة العيلة!"

يتنهد نادر بسعادة، ويضع كوب الشاي على الطاولة بجانبه.

نادر (بحب وفخر):
"يارب احفظهم… وخليهم لبعض دايمًا!"

ثم يبتسم مرة أخرى وهو يراقبهم يبتعدون بالسيارة، قبل أن يدير ظهره ويذهب ليبدأ يومه الجديد بروح راضية وسعيدة
********************
بعد ما خلصت المحاضرات ، 

تجلس غزل على طاولة في الكافتيريا، تحتسي كوب القهوة خاصتها بينما تتصفح هاتفها. بجانبها ميار، التي تمسك بهاتفها هي الأخرى، تبحث عن شيء ما بحماس. أما سليم، فيجلس أمامهما مستندًا إلى الكرسي، ينظر إليهما بمكر، وكأنه يخطط لشيء ما.

سليم (بصوت متهكم):
"إيه الجو الكئيب ده؟ إحنا في الكافتيريا ولا في عزاء؟"

غزل (تتجاهله دون أن ترفع نظرها عن هاتفها):
"سليم، لو مش عارف تعمل حاجة مفيدة، تقدر تسكت… ده هيفيد البشرية أكتر."

ميار (بمزاح وهي تضحك):
"غزل، متخنقيش معاه من أولها، أصل لو سليم سكت فجأة، ممكن يحصل اضطراب في التوازن الكوني."

سليم (يضع يده على قلبه بتظاهر بالصدمة):
"جرحتم مشاعري… أنا مجرد إنسان طيب بيحاول ينشر البهجة."

غزل (تغمض عينيها بتعب):
"ربنا يكون في عون البهجة بجد."

في هذه اللحظة، يمر النادل بجانب الطاولة، وسليم يبتسم بمكر.

سليم (بصوت مرتفع):
"عفوًا يا أستاذ، صاحبتنا هنا – يشير إلى غزل – طلبت بيتزا بأربعة أنواع جبن، وهامبورجر، وسلطة، و… آه، لا تنسَ الكيك بالشوكولاتة، لأن مزاجها وحش شوية."

يرفع النادل حاجبيه وينظر إلى غزل، التي تحدق في سليم بصدمة قبل أن تلتفت إلى النادل بسرعة.

غزل (بسرعة):
"لاااا! ولا حاجة من الكلام ده، ده بيهزر، أنا طلبت قهوة بس!"

سليم (ببراءة مصطنعة):
"إزاي يعني؟ مش كنتي بتقولي إنك جعانة؟ يا خسارة، كنت ناوي أساعدك تاكلي."

ميار (تضحك وهي تهز رأسها):
"سليم، مش ناوي تبطل استفزاز؟"

غزل (تضيق عينيها بتهديد):
"أنا مش هرد عليك… بس استناني بعد المحاضرات."

سليم (يضع يده على قلبه مرة أخرى بمبالغة):
"إنتي بتهدديني؟! يا جماعة حد يشهد، لو جرالي حاجة، غزل هي السبب!"

يضحكون جميعًا، ويعود النادل بعد لحظات ليضع كوب قهوة أمام غزل، التي تلتقطه بحذر وهي تحدق في سليم بشك، بينما هو يكتفي بالابتسام بمكر والاستمتاع بانتصاره الصغير
******************

يجلس الثلاثي (غزل، سليم، ميار) في الكافتيريا، بعدما انتهوا من مشروباتهم. سليم يتكئ على الكرسي، يتفحص ساعته، ثم ينهض فجأة وهو يتمطى.

سليم (بلامبالاة وهو ينهض):
"خلاص يا جماعة، أنا هسيبكم تستمتعوا بوقتكم البناتي اللطيف، وهروح الجيم أشوف الرجولة والأكشن."

ميار (بمزاح):
"آه طبعًا، لأنك أكيد البطل بتاع الأكشن! أهم حاجة متتعبش نفسك وانت بتتمرن على رفع المعلقة وأنت بتاكل."

غزل (تغمز لميار):
"ميار عندها حق، شكل التمرين بتاعك بيشمل الراحة بين كل مجموعة وأخرى بوجبة خفيفة!"

سليم (يضع يده على قلبه بتظاهر بالجرح):
"إيه ده؟ الهجوم ده كله عليّ؟ والله العظيم بأتمرن بجد، وكل الناس بتشهد بلياقتي البدنية."

ميار (بضحكة خفيفة):
"آه طبعًا، أكيد مشجعينك في الجيم بيهتفوا باسمك كل ما ترفع الأوزان الوهمية!"

غزل (تبتسم بمكر):
"خلاص خلاص، سيبنا بقى واستعرض عضلاتك هناك، إحنا هنا عايزين نرغي براحتنا من غير مقاطعاتك الذكية."

سليم (يتظاهر بالحزن):
"يعني بتطردوني بشكل غير مباشر؟ طيب، أنا عارف لما يكون وجودي عبئًا على حد… مع السلامة يا بنات!"

يستدير سليم ليرحل، ثم يلتفت فجأة ويشير لنفسه بابتسامة واثقة.

سليم (بمزاح):
"بس متزعلوش لما تلاقوا الكافتيريا ناقصة نكهة بدون وجودي!"

غزل (بابتسامة ساخرة):
"بالعكس، الجو هيبقى أهدى وأنقى بدون إزعاجك!"

يضحك سليم وهو يرفع يده بتحية سريعة، ثم يخرج متجهًا نحو صالة الرياضة، بينما تنظر غزل وميار لبعضهما وتتنهدان براحة.

ميار (بابتسامة):
"وأخيرًا، راح!"

غزل (تضحك):
"أيوه، دلوقتي نقدر نتكلم براحتنا من غير مقاطعات!"
*********************
في روما ، في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة ، قبل ما نبدا شغف و اوس و اقاربهم هم شخصيات رواية غرام النمر للكاتبة جنة ياسر ،و هيظهروا معانا في الرواية 

تجلس شغف في غرفتها الفاخرة المطلة على شوارع روما الجميلة. أمامها، على حامل خاص، يتألق فستان زفافها الأبيض المطرز برقة، وكأنه قطعة من الحلم. تلمس القماش الناعم بأطراف أصابعها، وعيناها تلمعان بسعادة لا توصف. تدور حوله بحماس طفولي، ثم تقف أمام المرآة، تتخيل نفسها بالفستان في يوم زفافها.

شغف (بابتسامة مشرقة، تهمس لنفسها):
"ياااه… بعد كل السنين دي، أخيرًا هبقى عروسة أوس! مستحيل أكون أسعد من كده."

تدير الفستان برفق، تتأمل كل تفاصيله وكأنها تحفظها عن ظهر قلب، ثم تضحك بسعادة وهي تأخذ هاتفها وتتصل بأوس.

أوس (يرد بصوت دافئ عبر الهاتف):
"حبيبتي شغف، وحشتيني!"

شغف (بمرح):
"وأنت كمان، بس أنا دلوقتي عندي حد تاني أشغله بيك!"

أوس (يضحك):
"حد تاني؟ لا لا مش مقبول، مين اللي هيخطفك مني؟"

شغف (تغمز وهي تنظر لفستانها):
"فستان زفافي! بصراحة، شكله خطف قلبي أكتر منك!"

أوس (بضحكة ناعمة):
"ده كلام برضو؟ الفستان شكله حلو، بس مستحيل يكون أحلى من اللي هتلبسه!"

شغف (بخجل وهي تضع يدها على خدها):
"أوووف، هتخليني أتوتر! أنا متحمسة جدًا يا أوس، مش مصدقة إننا خلاص هنتجوز بعد أيام."

أوس (بصوت دافئ وحب):
"وأنا أكتر منك، وأوعدك إن حياتنا مع بعض هتكون أجمل بكتير من أي حلم ممكن تتخيليه."

تبتسم شغف بحب، ثم تنظر لفستانها مرة أخرى، وهي تشعر أن السعادة قد أصبحت حقيقة قريبة جدًا
********************

تجلس شغف على سريرها، تمسك بهاتفها بينما تنظر إلى صورة قديمة تجمعها مع أوس، غزل، سليم، وميار. كانت الصورة مأخوذة في آخر يوم لهم في المدرسة قبل أن تسافر عائلتها إلى إيطاليا. تتذكر ضحكاتهم، مغامراتهم في المدرسة، والمواقف المجنونة التي جمعتهم.

شغف (تبتسم بحنين، تحدث نفسها):
"ياااه… أربع سنين عدوا بسرعة، وكأنهم كانوا لحظة. وحشوني أوي… غزل، سليم، ميار… لسه فاكرة آخر يوم لينا في المدرسة، لما كنا بنتسابق في الجري وسليم كان بيحاول يغش!"

تضحك بخفة ثم تنظر إلى هاتفها، تتردد للحظة قبل أن تقرر الاتصال بغزل عبر الفيديو. بعد لحظات، تظهر غزل على الشاشة، تفرك عينيها وكأنها استيقظت للتو من قيلولة.

غزل (بتكاسل ثم بصدمة عندما تدرك من المتصلة):
"إيييه؟!! شغف؟؟"

شغف (تضحك بسعادة):
"المفاجأة!"

غزل (تصرخ بحماس):
"يا بنت انتي فين؟؟ بقالك سنين مختفية! أنا مش مصدقة!"

شغف (بمرح):
"أنا في روما زي ما انتي عارفة، بس وحشتوني أوي، وقلت لازم أسمع صوتك قبل ما أشوفك قريبًا."

غزل (بحماس):
"هتشوفيني قريب؟! يعني انتي جاية؟"

شغف (بغمزة):
"مش بس جاية… أنا بدعوك رسميًا لحفل زفافي!"

غزل (بصدمة وفرحة):
"إييييه؟!! إنتي بتتجوزي؟؟؟ مستحيل! ولاااااا، لحظة… ما تقليش! أوس؟"

شغف (تضحك):
"طبعًا أوس! مين غيره؟"

غزل (تمسك رأسها بدهشة):
"أنا عايزة أصرخ! أخيرًا حصلت حاجة كويسة في الدنيا! لازم أجيلك، مستحيل أفوّت اليوم ده!"

شغف (بحنان):
"وأنا مش هقبل أتجوز إلا وأنتِ وسليم وميار جنبي، فاهمة؟"

غزل (بحماس):
"جاهزي نفسك، هنجي نولّع الحفلة!"

تضحك شغف بسعادة، وهي تشعر بأن اليوم المنتظر سيكون أجمل بوجود أصدقائها القدامى بجانبها
********************
فيلا العائلة – بهو الفيلا – مساءً

يعم الهدوء في الفيلا الكبيرة، الجميع منشغل بأموره الخاصة، الجد نادر يجلس على كرسيه الكبير في الصالة يقرأ جريدته، بينما الجدة صفاء تحيك شالا صوفيا. سليم وميار، والدا غزل، يجلسان مع عادل وزوجته صفاء يتحدثون عن أمور العائلة، أما الأطفال فيلعبون في إحدى الزوايا. فجأة، ينكسر هذا الهدوء بصوت خطوات راكضة على الدرج، يتبعها صوت ضحكات وفرحة عارمة.

غزل (بصوت عالٍ وحماسي وهي تركض في أنحاء الفيلا):
"يااااااااي!!! ياااااي!! مستحييييييل!!! مش مصدقة!!!"

تقفز في الصالة، تدور حول نفسها بسعادة، قبل أن تركض نحو المطبخ ثم تعود مجددًا، وعيناها تلمعان بالحماس. الجميع ينظر إليها بدهشة مطلقة، وكأنهم يشاهدون مشهدا من فيلم غريب.

الجد نادر (يضع جريدته وينظر إليها فوق نظارته باندهاش):
"إيه اللي بيحصل هنا؟ هي البنت جرالها إيه؟"

الجدة صفاء (تتوقف عن الحياكة وتنظر إلى ميار بقلق):
"ميار، بنتك سليمة؟ دي شكلها اتجننت!"

سليم (والد غزل، يضع يده على رأسه باستغراب):
"غزل… في إيه يا بنتي؟ إنتِ بتجري في البيت زي العيال الصغيرة!"

ميار (تضع يدها على فمها محاولة كتم ضحكتها):
"شكلها فرحانة بحاجة… بس إيه اللي ممكن يخليها تفرح كده؟"

الأطفال يتوقفون عن اللعب، أدهم ومازن وحور ينظرون إلى شقيقتهم بذهول.

أدهم (بعقد حاجبيه):
"دي غزل؟ أختي؟ مش معقول… دي مابتفرحش بالشكل ده!"

مازن (مغمغمًا وهو ينظر لحور):
"يمكن شافت حلاوة في الشارع وجت تجري عليها!"

حور (بحماس):
"لااا، يمكن جابتلي هدية!"

أما زين عم غزل، الذي كان يجلس بجانب زوجته تقى، ينظر إلى ابن عمه إياد ويغمز له بخبث.

زين (بمزاح):
"إنت شايف اللي أنا شايفه؟ حد يروح يقيس حرارتها يمكن سخنت!"

إياد (يضحك):
"لا لا، البنت أكيد واخدة جائزة نوبل ومش عايزة تقول!"

في تلك اللحظة، تتوقف غزل عن الركض وتقف في وسط الصالة، تضع يديها على رأسها وتأخذ نفسًا عميقًا، ثم تصرخ بسعادة:

غزل (بصوت عالٍ):
"شغف هتتجوز!!!"

يعم الصمت التام للحظة… الجميع يحدق بها وكأنها تحدثهم بلغة غريبة.

عامر (يهمس لرهف زوجته):
"مين شغف دي؟"

رهف (تضربه على ذراعه):
"بنت عمي يا غبي، صاحبة غزل!"

ميار (مفزوعة):
"هو ده السبب اللي خلاكي تولعي الفيلا؟"

عادل (جد غزل، يضحك بخفة):
"يا بنتي إحنا افتكرنا حاجة خطيرة حصلت!"

نادر (يبتسم وهو يهز رأسه باستمتاع):
"بس حلو إن الفرحة تفضل موجودة في البيت ده، فرحة الشباب دي كنز!"

أما سليم ابن عم غزل، فيرفع حاجبه بمزاح وهو ينظر لها:

سليم (بضحكة خبيثة):
"يا ترى فرحتك دي بسبب الجواز نفسه… ولا بسبب أوس؟"

يحمر وجه غزل بسرعة، فتلتفت نحوه بغضب، وتقذفه بوسادة كانت على الكنبة:

غزل (بحدة):
"اسكت انت! أنت مالك؟"

يضحك الجميع على رد فعلها، وتتحول الصالة إلى ضحكات وأحاديث عن الزفاف، بينما تبقى غزل في عالمها الخاص، تتخيل اللقاء المنتظر مع شغف وأوس
********************
في صالة الرياضة – مساءً

تدوي أصوات الأوزان وهي ترتطم بالأرض، والموسيقى الصاخبة تملأ المكان. في زاوية من الصالة، يقف غيث ممسكًا بالأوزان، يرفعها ببطء، لكن عينيه ليستا على المرآة أمامه، بل شاردتان تمامًا، وكأنه في عالم آخر.

مصطفى (ينظر إليه وهو يرفع الأثقال بسهولة):
"يا ابني، إنت بتتمرن ولا بتتأمل؟ شكلك بتكتب قصيدة غزل مش بتمارس رياضة!"

لا يرد غيث، فقط يضع الأوزان على الأرض ويجلس على المقعد، يمسح عرقه بمنشفة وهو لا يزال سارحًا.

مصطفى (يجلس بجانبه ويهزه بخفة):
"غيث! غييييث! رجع من الكوكب اللي إنت فيه، في إيه؟"

غيث (بلا مبالاة، لكنه يتنهد):
"مفيش…"

مصطفى (يضع يده على ذقنه بتفكير ساخر):
"مفيش؟ مفيش إزاي بقى؟ بقالك نص ساعة شايل الوزن بالعافية، وكل شويه سرحان ومبتتكلمش! شكلها بنت!"

يشيح غيث بنظره بعيدًا، لكن ارتباكه يكشفه.

مصطفى (يضربه على كتفه بمزاح):
"ياااه، وقعت يا معلم؟"

غيث (يغمغم وهو يشبك يديه معًا):
"هي مش كده… بس مش عارف، كل ما أحاول أشغل دماغي بحاجة تانية، ألاقي نفسي بفكر فيها… في ضحكتها، في عصبيتها حتى!"

مصطفى (ينفجر ضاحكًا):
"يبقى وقعت رسمي، يا روح أمك، غيث اللي كان دايمًا يقول الحب تضييع وقت، بقى شارد في واحدة؟!

غيث (يتأفف ويحاول إخفاء ابتسامته):
"اسكت بقى، مفيش حاجة زي ما إنت متخيل."

مصطفى (يمط شفتيه بمكر):
"آه طبعًا، مفيش حاجة… وعلشان مفيش حاجة، عايز تراهن إن أول حرف من اسمها 'غ'؟"

يتوقف غيث للحظة، ينظر إلى مصطفى بحدة، لكنه لا يرد… وهذا الصمت وحده كان إجابة كافية!

مصطفى (يضحك ويقف ليكمل تمرينه):
"خلاص يا صاحبي، من النهاردة هناديك غيث العاشق، ربنا يكون في عونك!"

أما غيث، فيبتسم لنفسه وهو يمرر يده في شعره، يفكر في غزل، ويهمس لنفسه بصوت لا يسمعه سوى قلبه:
"غزل… إنتِ عملتي فيا إيه؟"

 •تابع الفصل التالي "رواية اسيره في مملكة عشقه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent