رواية بلقيس و أنا الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم هيام شطا

   

 رواية بلقيس و أنا الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم هيام شطا

 
                
ضحك بصخب وهو يرفع يده ليدخل تلك الخلصله  التى تمردت من تحت حجابها الذى ذادها جمال وإشراق 
ابعدت يده وهى تهتف بغضب مصطنع 
على 
قال بوله روح على
قالت وهى تضحك 
احترم نفسك
قال وهو يقترب منها 
وانا عملت ايه دا انا بدخل شعرك تحت الحجاب 
هتفت بدلال وهى تخفى شعرها 
هدخله انا شيل ايدك خليك مؤدب
قال وهو يهمس لها
الصبر يا رب اليومين دول بس مؤدب وبعد كدا 
سالته بتوجس 
بعد كدا ايه احترم نفسك
ضحك ضحكته الرنانه التى تنير وجهه وقال وهو مازال يقترب منها 
بعد كدا هكلك يا بطه 
دفعته من صدره وتسربت من بين يديه وهى تقول 
اه يا قليل الادب ال شيخ ال 
ضحك وهو يلحق بها وينادى عليها 
رحيل تعالى هنا يا مجنونه هتفضحينا
قالت بدلال مش جايه يا شيخ على 
لقد تغير معها أصبح عاشق لها يتمنى وصالها جعلها تعشق الحياه وتعشق نفسها وتتداوى من ذلك المرض اللعين الذى ظنت يوما أنها تحبه ولكنه كان لها مثل الطفيل الذى يتغذى على حياتها أنه حبها المريض ليوسف ابن خالتها التى عرفت أنه لم يحبها يوما وهى أيضا لم تحبه بل تعلقت به بحكم العشره ولكن على جعلها تحبه لانه يغدقها بالحب دون مقابل يحبها واكتفى بها عن العالم كله 
...... بلقيس وانا بقلمى هيام شطا. ........ .........
انتهى من زيارة أبيه وخرج من المقابر وقدمه تدفعه لكى يرى ساره تلك الملاك التى اهتمت به فى مرضه وايضا بعد مرضه ظلت تسأل عليه وتتابع أخباره 
لقد اشتاق لرؤيتها شوق جديد عليه 
شوق بلا رغبه مريضه فى تملكها كما كان يرغب فى آسيا وبعدها رحيل واى فتاه يراها لقد كان مريض بمرض الرغبه فى كل فتاه يراها 
كان يظن أن كل فتاه يريدها سهلة المنال إلى أن التقى بأسيا التى قلبت حياته رأسا على عقب حتى رحيل تزوجها ولم يحصل عليها
بحمد الله أنها نجت منه ومن شره يكفيه ذنب اسيا الذى يحمله على عاتقه فهو وإن لم يفعل بها شىءالا أنه هو سبب ما حل بها 
وقف أمام مشفى بلقيس التى تعمل بها ساره ولكنه لم يملك الجرأه ليدخل فماذا يفعل هنا وكيف سيسأل عنها وبأى عين فلابد أنها سألت عنه وعرفت من هو 
او حتى إن لم تسأل عنه ولم تعلم شئ فلا يريد أن يشوه صورته فى أعينها لا يعلم لماذا تعلق بها ولكن كل ما يعلمه أنه يخشى عليها من نفسه المريضه
بعد أن دلف إلى المشفى استدار ووضع نظارته الشمسيه على وجهه وهم بالخروج ولكنه وجد يد تمسكه من كتفه وتجعله يفيق من شروده 
وصوت ولا اجمل جعل كل حواسه تنتبه له



استاذ يوسف ازيك عامل ايه حمد الله على سلامتك
انا سألت عليك كتير
أنها تلك البريئه الجميله  ساره 
ثم أكملت حديثها بكل عفويه 
انا نديت عليك دلوقتى بس شكلك مش سامعنى 
انتبه على حديثها أيعقل أنه غرق فى التفكير فيها 
قال بصوت هادئ عكس نبضاته قلبه التى تكاد تقفز من بين ضلوعه
ازيك يا ساره عمله ايه
أجبته بوجه بشوش وابتسامه جميله
انا بخير وانت ايه اخبارك 
بخير الحمد الله 
سالته بفضول 
انت كنت جاى لحد هنا فى المستشفى وتمنت أن يقول لها كنت جاى علشانك ولكنه خيب أملها وقال بصوت متلبك 
كنت ....كنت ...جاى للدكتوره بلقيس بس مش مهم ااامر  عليها وقت تانى
لاحت خيبة الأمل على وجهها 
وهو علم أنه السبب فيها ولكنه فضل جرح صغير لها الان على أن تجرح الجرح الكبير فيما بعد 
نظر لها بحزن وهى رأت الحزن الساكن فى عينيه 
قالت له بحنان
الدكتوره بلقيس بقالها اسبوع مش بتيجى بس كويس انك جيت علشان اطمن عليك
مد يده ليسلم عليها ويودعها قالت له بنفس العفويه والبراءه 
لو خارج انا كمان الشفت بتاعى خلص وهروح اتفضل امشى معاك
اوم لها ومشى بجوارها إلى الخارج ثم تركها وانصرف استقل سيارته ومر بجوارها وهى مازالت واقفه 
سألها وهو ينظر لها من داخل السياره 
واقفه ليه يا ساره 
قالت بصراحه 
مستنيه اى تاكسى 
قال
ممكن اوصلك
إجابته بخجل مش عاوزه اعطلك
مفيش عطله ولا حاجه
ابتسمت وهى تجلس بجواره 
قال وهو ينطلق 
هاى يا ستى عنوانك ايه 
املت له عنوانها وانطلق حتى وصل إلى عنوانها فى حى بسيط ولكنه هادئ قالت بعفويه وهى تغادر 
ممكن تليفونك 
نظر ببلاهه وهو يقول نعم.
ضحكت وقالت وهى تمد يدها تأخذ هاتفه من على تابلوه السياره 
تليفونك يا استاذ اكتب لك رقمى وارن على نفسى 
ابتسم وهو يومئ لها وهو ما زال لا يعرف ماذا أصابه
من تلك البريئه العفويه 
التى تصيبه بالبلاهه وعدم الاتزان
قالت وهى تعطى له هاتفه مره اخرى 
افتحه يا استاذ
اخذ الهاتف وفتحه
وأعطاه لها أدخلت رقمها واتصلت عليها واعطت له الهاتف مره اخرى ونظرة إلى هاتفها ثم ضحكت وقالت بمرحها المعتاد 
كل دى ستات فى رقمك 
قال وعلامات الدهشه على وجهه
نعم 
ضحكت بحلاوه وقالت رقمك فيه اربع ستات 
انتبه على مزااحها وقال وهو يسايرها فى الحديث 
مين مبحبش الستات 
ابتسمت بتكلف بعد أن تغير وجهها وقالت 
شكرا على التوصيله يا استاذ يوسف وحمدالله على سلامتك مره تانيه
دلفت إلى باب المبنى السكنى التى تسكن فيه هى وامها 
فهى وحيدة لا تملك من الدنيا إلا أمها أما أقاربها فلا تراهم الا فى المناسبات الضروريه فقد اكتفت بأمها بعد وفاة ابيها وتحيا لها ومعها
دلفت إلى المنزل الهادئ 
استقبلتها امها ببسمه مشرقه
ساره يا حبيبتى حمدالله على السلامه 
احتضنت امها بمحبه وحنان
الله يسلمك يا ست الكل
قالت لها سناء امها 
ثوانى وأجهزة الغدا 
اومت لامها وجلست تفكر فى ذلك الشاب يوسف وتسأل نفسها سؤال واحد هل ما قيل عنه فى المشفى حقيقى 
يبدوا أنه حقيقى وقد شعرت بصحته من مزحته الاخيره معها تتذكرها جيدا تلك الكلمات التى أوضحت لها حقيقته
....ومين ميحبش الستات....
جلست تتناول الطعام مع امها 
سالتها سناء بعد أن لاحظة شرودها 
مالك يا ساره يا حبيبتي 
إجابتها وهى تنتبه لها
مفيش يا حبيبتي انا تمام 
امال سرحانه فى ايه.
قالت وهى تنهى طعامها وتتهرب من استجواب امها
مفيش يا حبيبتي سلامتك انا بس تعبانه شويه هقوم اصلى المغرب وانام شويه 
أجابها سناء وهى تلاحظ شرودها 
ماشى يا روحى نوم الهنا
......... ..............................
يدللها وكأنها ابنته يغدقها بحبه وعشقه وكلأنها ملكة قلبه 
احتضنها بحنان وهو يضع يده على بطنها ويمررها عليها بحنان 
سالته للمره التى لم تعد تعلمها 
مبسوط بجد يا عزيز
قال بهمهمه وهو يدفن وجهه فى عنقها وهى تستند على صدره 
انا مش مبسوط 
نظرة له بدهشة 
ابتسم وقال 
انا حاسس انى قلبى هيقف من الفرحه
قالت بدلال
بعيد الشر عليك يا زيزو
قال وهو يدعى الجديه
مبلاش زيزو دى 
ضحكت بصوتها الرنان فهى تعلم أنه لا يحبها
ليه بدلعك يا زيزو حد يكره الدلع
قال وهو يعقد جبهته بتفكير 
لاء مش الموضوع كدا بس زيزو دى بتضيع الهيبه 
يعنى عزيز التهامى 
بقى زيزو
قالت وهى تنام على قدمه
وتنظر لوجهه الخشن خلاص نخلى زيزو هنا بس بينا وبره الاوضخ دى انت عزيز التهامى 
قال وهو يضحك 
خلاص موافق 
تعجبت منه وسألته 
موافق كدا يعنى مفيش هيبه هنا
قال وهو ينظر لها ولجسدها نظرة منحرفه
غير بريئه
هنا مفيش غير حب وحب و............وهمس فى أذنها بكلمات وقحه مثله جعلها تهتف بغضب وخجل 
عزيز احترم نفسك يا سافل
ضحك بصخب وقال وهو مازال يمزح معها
بذمتك السفاله وحشه
هتفت بخجل منه ومن أخلاقه المنحرفه وحشه 
وابعد كدا ومن بكره هنزل الشغل
قال بجديه وهو يمسك يدها لتجلس مره اخرى
مفيش شغل يا دكتوره اول شهور زى ما الدكتور قال 
قالت وهى تنظر له بدهشه 
المستشفى لازم اروح أمر عليها كل يوم أن شله ساعه
قال بحزم ولا نص ساعه 
سالته ومين هيديرها يونس مش فاضى من المستشفى بتاعته وكمان الشركه 
وهنا كمان هو بيعمل كل حاجه فى البيت وآسيا بتساعده وبصراحه هبقى قليلة الزوق لو طلبت منى
قال بعد برهه وقد اضائت فى عقله فكره يخرج بها ابن عمه من محنته ويعيد له ثقته فى نفسه ويجعله يعود للحياه مره اخرى 
سألها بتوجس وهو ينتظر رد فعلها
ايه رأيك لو خليت يوسف يدير المستشفى الشهرين دول 
نظرة  له والدهشه تتحدث على وجهها
يوسف ابن عمك ازاى تطلب الطلب ده منى 
قال وهو يجذبها إلى جواره مره اخرى 
أهدى بس يا حبيبتي واسمعينى انا طمعان فى طيبة قلبك 
قالت له بانفعال عزيز انت عارف انى مش بحب ابن عمك ولولا اللى حصل معاه وخاطر ماما زينب  عمرى ما كنت هقف جنبه هو السبب فى اللى حصل لآسيا 
انا بتعامل معاه فى أضيق الحدود 
قال وهو يطمع فى اخلاقها السمحه
بلا يا حبيبتى انتى سامحتينى وكمان اسيا عايشه مع يونس وبخير وربنا عوضها ويوسف خسر كل حاجه وتاب ورجع لطريق الحق اديله فرصه يثبت لنفسه ولنا أنه اتغير
صمتت ولم تتحدث ويبدوا أنها تفكر فى حديثه.
سألته وهى تحاول أن تكبح غضبها 
وان خيب ظنك فيه ورجع تانى للى كان بيعمله 
قال بجديه حين لاح له امل أنها ستعطى لابن عمه فرصه 
هعوضك عن أى خساره فى المستشفى وهقطع علاقتى بيه انا ويوسف
تمام كلمه يفضل فيها شهرين بس
احتضنها بفرحه وقبلها من وجنتيها وهو يهتف بمرح تحيا احلا بلا فى الدنيا 
............................................




        
          
                
دلف الى منزله القى المفاتيح بغضب على تلك الطاوله الزجاجيه 
غضب من نفسه 
وغضب وحزن على حزنها لقد رأى الحزن فى نظرتها له التى تغيرة مئه وثمانين درجه حين قال جملته التى اعتاد عليها وكانت من عادته السيئه حين يذكر رفمه ويعلق أحدهم عليه يقول هو بكل وقاحه 
مين ميحبش الستات وقد زلف لسانه بتلك الجمله أيضا ولكن كانت مع الشخص الخطأ
كانت مع البريئه ساره 
لماذا يشعر بكل ذلك الصيق فى صدره لابد وأنه من أجلها 
لا ينكر أنه رأى فيها برائة رحيل 
وجمال اسيا 
ولكنها تمتلك شئ اخر 
هو جمال روحها عفويتها الجميله التى يكاد يجزم أنها هى وحدها من يمتلكها من بنات حواء
صدح هاتفه بإتصال  تناول الهاتف مسرعا ولكن آماله خابت كان يظن أنها هى ولكنه وجده عزيز ابن عمه الذى لا يمل هو ويونس من السوال عنه رغم بعده عنهم ورغم قساوته معهم لكى يبتعدوا عنه إلا أنهم يثبتوا له كل مره أنه اكرم منه
حمل الهاتف واجاب عليه  
ايوا يا كنج
ضحك عزيز وقال بجديه
عامل ايه يا چو 
قال بيأس 
عايش
قال عزيز 
محتاجك فى خدمه يا چو 
قال يوسف بمحبه
رقابتى يا عزيز
قال عزيز وهو. يدعى الجديه حتى لا يشعر يوسف أنه يطلب منه من باب الشفقه عليه خصوصا بعد أن رفض العمل بالشركه
اولا باركلى 
قال بمرحه المعتاد الف مبروك على ايه يا كنج
قال عزيز بفرحه هبقى اب يلا
هتف بفرحه 
بجد الف الف مبروك يا عزيز
قال عزيز بمحبه
الله يبارك فيك يا حبيبى ثانيا الخدمه انك تدير المستشفى شهرين مكان مرات اخوك علشان الحمل 
قال يوسف طيب ما تخلى يونس 
اجابه بجديه خلاص روح استلم انت الشركه مكان يونس وهو يدير المستشفى 
هتف بخوف مصطنع لا يا عم انا لا قد الشركه ولا المستشفى شوفو حد غيرى
قال عزيز برجاء
وان قولت لك علشان خاطرى 
اجابه بصدق 
خاطرك غالى عندى وانت عارف انك اخويا الكبير بس اخاف مقدرش على المسؤوليه دى 
قال عزيز وهو يشجعه
دول شهرين بس وتبقى خدمتنى خدمت العمر
  أمام طلب عزيز لم يستطع يوسف الرفض وخاصتا بعد ما فعلوه معه فى محنته
............... .......     ....................
فى اليوم التالى استيقظ مبكرا واستعد لاول يوم عمل له فى إدارة مشفى الحديدى سيبذل قصارى جهده حتى لا يخيب ظن ابن عمه وزوجته فيه
دلف إلى مكتبه بعد أن رحب به الأطباء ومديرى الاقسام 
وعلم كل من بالمشفى أنه بدأ العمل كمدير للمشفى إلى أن تعود الدكتوره بلقيس
سالت ساره أحد زملائها لتتأكد من الخبر
اسامه انتبه زميلها لها سالته وهى تمشى بجواره فى ااحد أروقة المشفى 
ايوا يا ساره 
هى الاداره اتغيرت ولا ايه 
أجابها بجديه ايوا المدير بقى يوسف التهامى ابن عم عزيز التهامى جوز الدكتوره بلقيس 
اومت له وانصرفت فلن تشغل بالها بهذا اليوسف ويكفى ما سمعته عنه أنه خطر 
..............................................
أقيمت الافراح فى القريه وليست اى افراح أنه زفاف شيخ القريه الخلوق على ابنة عمه عمدة البلد
صاح سالم فى منير 
وكل الناس وزيد الدبايح يا منير 
ابتسم منير بمحبه 
متقلقش يا حاج الدبايح كتير والبلد كلها أكلت وخدت بيتها
كاد قلبها يقف من الفرحه فرحه تختلف عن التى عاشتها قبل ذلك فى زواجها الاول 
لقد اوهمت نفسها بالسعاده ولكنها كانت تعاسه نعم لانها لم تكن محاطه بكل هذا الحب والحنان من أهلها لم نرى العشق يتحدث فى عين يوسف كما يفعل على 
فاقت من شرودها على صوت منى وهى تطلق الزغاريد وتحتضنها بحنان اموى هتفت بفرحه
ماشاء الله قمر يا حبيبتي 
قالت رحيل بخجل
مرسى يا ماما 
نظرة لمنى وقالت بصدق تلك المشاعر التى تجعلها متوتره
انا خايفه يا ماما
ضحكت منى على براءت تلك الجميله وقالت وهى تدللها 
خايفه من ايه النهارده فرحك يا حبيبتي افرحى وسيبى الباقى لربنا وعلى 
تورد وجهها بالخجل من تلميح زوجة أبيها هتفت بخجل ماما 
ضحكت منى وهى تقبلها وتقول طيب يلا استعدى بابا هيطلع ياخدك
وبعد لحظه دلف إليها سالم وهو ينظر لها بحنان وفرحه فأخيرا عادت ابنته إليه وهو من سيزفها إلى زوجها كم حمد الله على تدابيره وعودة صغيرته إلى أحضانه 
قال وعينيه تدمع مبروك يا حبيبتي 
رفعت رحيل يدها أزالت تلك الدموع وقالت بشقاوه حتى تغير هذا الحزن 
ليه الدموع دى يا حاج سالم مش كنت عاوز تخلص منى
احتضنها وقال بحنان 
انتى الغاليه عمرى ما اخلص منك ابدا دى دموع الفرح يا حبيبتي 
وضع يده فى يد رحيل وخرج بها ليتعالى صوت المزمار وتعلوا الاغانى وهو يزفها لذلك العاشق الذى ينتظرها أسفل الدرج بكل شوق 



..........بلقيس وانا بقلمى هيام شطا
 


        

 •تابع الفصل التالي "رواية بلقيس و أنا" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات